افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 6 آذار 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 6 آذار 2021

 

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء:

 

القوميّ" لمؤتمر يصون الوحدة… لتعاون مشرقيّ وتسريع الحكومة وقانون انتخاب لا طائفيّ الحريريّ يهاجم حزب الله: حجب التيار الحر للثقة ينسف التخلّي عن الثلث المعطل / بلومبيرغ: عقوبات أميركيّة على رياض سلامة... وباسيل: الحكومة مخطوفة

 

 

اسقط الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري المبادرة التي تضمن تخلي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن وزير من الحصة التي كان يطالب بها في الحكومة، وهو ما كان يشكل عقدة أساسيّة في طريق المسار الحكومي تحت عنوان رفض حصول أي فريق على الثلث المعطل، مهاجماً حزب الله رداً على كلام لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي قال إن السعودية لن ترضى على الحريري لأنها تضغط لحساب المواجهة مع حزب الله، واتهم الحريري الحزب بالتبعية لإيران بينما وصف موقفه بالحر الذي لا يسعى لإرضاء أحد، مضيفاً أن التخلي عن الثلث المعطل لا يكفي لحلحلة الملف الحكومي إذا كان التيار الوطني الحر سيحجب الثقة عن الحكومة كما نقل عن تعليق رئيس التيار النائب جبران باسيل على المبادرة التي نسبت للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، حيث اعتبر الحريري أن الحصة الرئاسية بستة وزراء ومن ضمنهم وزير يمثل حزب الطاشناق بنيت على فرضية تمثيل التيار الوطني الحر ضمنها، كشريك في الحكومة، رغم تكوينها من اختصاصيين، وفي حال عدم مشاركته تنخفض الحصة الرئاسية وفقاً للحريري، بينما توقف باسيل أمام كلام الحريري مستخلصاً أنه يدل على عدم نية الحريري تشكيل حكومة، وأن تصعيده افتعال لمعركة وهمية لتبرير العجز لأسباب غير داخلية، قائلاً إن الحكومة مخطوفة.


رغم اللغة السجالية الحادة رأت مصادر معنية بالملف الحكومي أن ثمة تحركاً لحلحلة العقد لا يمكن تجاهله، وما تم تناقله حول موقف جديد لرئيس الجمهورية بالتخلي عن مقعد وزاريّ من الحصة التي يطالب بها وإسقاط فرضية الثلث المعطل هو تطور هام، وإذا كانت العقدة الثانية هي مصير وزارتي الداخلية والعدل، فإن كلام النائب السابق وليد جنبلاط الذي أعاد تأكيده، حول عدم التمسّك بعدد الـ 18 لقوام الحكومة، يشير الى ان مساعي الحلحلة مستمرة وستستمر، وقالت المصادر إن صيغة مقايضة وازرتي العدل والداخلية بين عون والحريري مطروحة على الطاولة ومثلها عدد الوزراء في الحكومة، وحصة رئيس الجمهورية مع التيار الوطني الحر ومن دونه، وربما تكون الحصيلة هي صيغة تجمع هذه العناصر مجتمعة.


في الشان المالي تسابقت الأخبار المتعلقة بسعر صرف الدولار وتحركات الشارع، مع التقارير التي نقلتها وكالة بلومبيرغ العالمية الاقتصادية عن توجه أميركي لإنزال عقوبات بحاكم المصرف المركزي رياض سلامة، وقالت الوكالة إن "المسؤولين داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ناقشوا إمكانيّة اتخاذ تدابير منسّقة مع نظرائهم الأوروبيّين تستهدف سلامة، الّذي قاد السلطة النقديّة للدولة الشرق أوسطيّة لمدّة 28 عامًا"، لافتين إلى أنّ "المناقشة تركّزت حتى الآن على إمكانيّة تجميد أصول سلامة في الخارج، وسنّ إجراءات من شأنها أن تحدّ من قدرته على القيام بأعمال تجاريّة في الخارج". وأشاروا إلى أنّ "المداولات جارية، وقد لا يكون القرار النهائي بشأن اتخاذ أيّ إجراء، وشيكًا".


في الشأنين القومي والداخلي أصدر الحزب السوري القومي الاجتماعي بياناً، بعد اجتماع هيئاته القيادية في دار سعاده في ضهور الشوير، لإطلاق المسار الحزبي نحو المؤتمر العام والمجلس القومي، داعياً لجلعها محطات لتحصين الحزب ووحدته، وركز البيان على تحديات المواجهة مع ما وصفه بالإرهاب الأميركي، معلناً وقوفه الى جانب الدولة السورية في مواجهتها المتعددة الوجوه مع هذا الإرهاب والعدوان الإسرائيلي وتشكيلات الإرهاب التكفيري، داعياً لقيام مجلس تعاون مشرقي يوحد الجهود والطاقات على مستوى المنطقة في مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية، وفي الشأن الداخلي دعا الحزب لتسريع تشكيل الحكومة والسير سريعاً بقانون انتخابات جديد خارج القيد الطائفي.


عقد المجلس الأعلى ومجلس العمد في الحزب السوري الاجتماعي جلسة مشتركة في "دار سعاده" في ضهور الشوير، حضرها رئيس الحزب وائل الحسنية ورئيس المجلس الأعلى النائب أسعد حردان. ونوقشت فيها التحضيرات والاستعدادات لانعقاد المؤتمر العام والمجلس القومي، كما تمّ بحث المستجدات السياسية.


وأكد الحزب في بيان بعد الجلسة أن أولوية الأولويات لصون الحزب وتعزيز دوره وقوّته والقوميون الاجتماعيون مدعوّون عبر ممثليهم للمشاركة في المؤتمر العام والمجلس القومي لإنتاج مشهد حزبيّ يعبّر حقاً عن صورة الحزب وأخلاق القوميين.


ولفت إلى أن القوميين الاجتماعيين مشبعون بالعقيدة، والعقيدة هي انتماء والتزام وإقدام، والتحدي اليوم، أن نصون وحدتنا وأن نحمي الحزب لننقذ أمتنا.


ورأى الحزب، أنّ المعركة التي تخوضها سورية بمواجهة الإرهاب ورعاته الدوليين والإقليميين وبعض العرب، هي معركة فلسطين، ومعركة الأمة جمعاء، فمصير أمتنا ومستقبلها وسيادتها، رهن الانتصار في هذه المعركة، وسورية رئيساً وقيادة وجيشاً وشعباً صاغت هذا الانتصار الذي ينتظر خواتيمه بطرد ما تبقى من إرهاب واحتلال.


وأكد الحزب أن أيّ شكل من أشكال التدويل هو مسّ بالسيادة الوطنية ويضع لبنان في مهبّ التجاذبات والحسابات الدولية. ورأى أن مسؤولية الانهيار المالي والاقتصادي تتحمّلها الأطراف السياسية التي تصرّ على عزل لبنان عن محيطه القومي.


وإذ حمّل الحزب مسؤولية الانهيار المالي والاقتصادي للأطراف السياسية التي تصرّ على عزل لبنان عن محيطه القومي واتباعها سياسات الكانتونات والفدرلة، دعا الى الاسراع بإقامة مجلس التعاون المشرقي لتحقيق التآزر والتعاون، خصوصاً بين لبنان والشام والعراق لمواجهة حرب التجويع التي بدأت بفرض السياسات الاقتصادية الليبرالية لعقود على لبنان.


كما شدّد الحزب على أن أميركا تقوم بإرهاب اقتصادي وسياسة الغذاء مقابل التنازل عن الحقوق القومية في تحرير كامل أرضنا تعكس جهل المحتلّ وأتباعه بطبيعة شعبنا وتاريخ هذه الأمة التي قهرت الغزاة.


وأكد الحزب على ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة والترفع عن المصالح الضيقة والحسابات الطائفية لصالح المصلحة الوطنية وتنفيذ خطط إصلاحية اقتصادية وسياسية تبدأ بسن قانون انتخابي نسبي خارج القيد الطائفي ولبنان دائرة واحدة وتنظيم الاقتصاد القومي على أساس الإنتاج وإنصاف العمل وصيانة مصلحة الأمة والدولة.


وعلى وقع غليان الشارع واستمرار مسلسل قطع الطرقات لا سيما الحيوية منها أمام المواطنين العائدين إلى منازلهم بعد يوم عملٍ طويل. اشتعلت جبهة بعبدا وميرنا الشالوحي - بيت الوسط من جديد، ما يُؤشر إلى أن الكيمياء والثقة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من جهة والرئيس المكلف سعد الحريري من جهة ثانية باتت مفقودة كلياً، ما يجعل المساكنة والتشارك بينهما تحت سقفٍ حكومي واحد صعب المنال، وبالتالي فإن الحكومة باتت أبعد من أي وقت مضى وأن البلاد تتجه إلى مزيد من التأزيم والفوضى الاجتماعية والأمنية وبحالة انتظار الانفجار الكبير.


وبدأ السجال بعدما نفى المكتب الإعلامي للحريري المعلومات الصحافية التي أوردت أن الرئيس المكلف رفض الاقتراح الذي حمله إليه اللواء عباس ابراهيم من الرئيس عون. واللافت أن الحريري ضمن بيانه هجوماً على حزب الله للمرة الأولى منذ تكليفه، ما سيُعقّد الأزمة أكثر لا سيما أن الحزب كما أعلن نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم كان يقف في الوسط بين عون والحريري ويعمل على التوفيق بينهما وطرح أفكار وطروحات للحل!


ولفت البيان إلى أن "الحريري، وعلى عكس حزب الله المنتظر دائماً قراره من إيران، لا ينتظر رضى أي طرف خارجي لتشكيل الحكومة، لا السعودية ولا غيرها، إنما ينتظر موافقة الرئيس عون على تشكيلة حكومة الاختصاصيين، مع التعديلات التي اقترحها الرئيس الحريري علناً، في خطابه المنقول مباشرة على الهواء في 14 شباط الفائت، وليس عبر تسريبات صحافية ملغومة كما يبدو الحال اليوم".


وربط بيان الحريري بين المعلومات الصحافية وكلام الشيخ قاسم الأخير، مشيراً إلى أن "هذا يعزز الشعور أن الحزب من بين الأطراف المشاركة في محاولة رمي كرة المسؤولية على الرئيس الحريري، لا بل يناور لإطالة مدة الفراغ الحكومي بانتظار أن تبدأ إيران تفاوضها مع الادارة الاميركية الجديدة، ممسكة باستقرار لبنان كورقة من اوراق هذا التفاوض".


وعزت مصادر سياسية في 8 آذار لـ"البناء" غضب الحريري واللهجة الهجومية في بيانه إلى موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي أعلن أمس الأول تخليه عن صيغة الـ18 وزيراً التي كان الحريري يختبئ خلفها لتبرير عدم تأليف الحكومة، فيما العقدة في مكان آخر وتكمن بالموقف السعودي من الحريري كما أكد الشيخ قاسم في حواره الأخير. مضيفة: "بعد موقف جنبلاط وقبوله توسيع حجم الحكومة وبالتالي قبوله ضمنياً بوزير درزي آخر يمثل الأطراف الدرزية الأخرى، لم يعد تمسك الحريري بصيغة الـ18 مبرراً وبات موقفه مكشوفاً ولم يعُد يستطيع المناورة". وتساءلت المصادر: هل يبحث الحريري عن مشكلة أخرى لاستخدامها كذريعة لتبرير تأخره في تأليف الحكومة فاختار حزب الله هذه المرة بعدما بات تحميل عون وباسيل مسؤولية التعطيل مستهلكاً أمام الرأي العام اللبناني والمجتمع الدولي". ولفتت المصادر إلى أن "الحريري أيقن أن باب الحل مقفل وأنه لم يحصل على الحكومة التي يريدها كجواز مرور سعودي إلى رئاسة الحكومة، فعمد إلى مهاجمة الحزب علّه يُرضي السعودية فتفتح له ذراعيها لا سيما أن محاولته مهادنة ومسايرة الحزب طيلة هذا الوقت لحثه للضغط على حليفه عون لتقديم تنازلات وصلت إلى طريق مسدود فارتأى أن مهاجمة الحزب تكسبه أكثر".


وبعدما قرأ المتابعون في مواقف جنبلاط تحولاً حيال الملف الحكومي وقربه من عون وحزب الله قال أمس: "لم أقلب الى أي مكان، البلاد تنهار وما زلنا عند شكليات سخيفة".


ودخل النائب باسيل على خط الاشتباك بشكل مباشر من خلال بيان لمكتبه الاعلامي رداً على بيان الحريري بقوله إن "الحريري قد اخترع معضلة جديدة أمام تشكيل الحكومة وهو يقوم بما اعتاد عليه وكنا قد نبّهنا منه، أي بحجز التكليف ووضعه في جيبه والتجوال فيه على عواصم العالم لاستثماره، من دون اي اعتبار منه لقيمة الوقت الضائع والمُكلِف، الى ان يجهز ما هو بانتظارِه. ايّها اللبنانيون ان حكومتكم الموعودة مخطوفة، ولن تكون ممكنة استعادتها سوى برضى الخارج او بثورة الداخل".


وعلمت "البناء" أن الحريري "رفض كل المبادرات والأفكار من جهات وسيطة عدة لا سيما طرح رفع عدد الوزراء إلى 20 وزيراً الذي وافق عليه عون مع تبادل وزارتي العدل والداخلية، كما رفض أي صيغة تخالف الصيغة الأخيرة التي طرحها"، إلا أن أوساطاً نيابية مستقبلية أوضحت لـ"البناء" أن "الحريري منفتح على أي خيار شرط عدم خروجه عن إطار المبادرة الفرنسية أي حكومة اختصاصيين من دون ثلث معطل لأحد"، وأضافت: "يتهمون الحريري بالتعطيل ووضع العقد تارة بالخشية من عقوبات أميركية على الحريري وتارة عند الرضى السعودي، فليزركوا الحريري ويوافقوا على طرحه لنرَ من يعطل".


واللافت عودة مسلسل قطع الطرقات لا سيما الحيوية منها التي تربط المحافظات ببعضها البعض، وتحديداً أوتوستراد صيدا - بيروت، فلا يكفي المواطن الذي يكتوي بنار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والعائد من عمله لتأمين قوت يومه ومونته بعد أشهر من الحجر المنزلي بسبب إقفال البلد، إلا قطع الطرقات والاعتداء على المارة وتهديدهم بالسلاح.


وأقدم عدد من المحتجين على قطع أوتوستراد الجية السعديات الدامور ما خلق زحمة سير خانقة على أوتوستراد بيروت - الجنوب حيث اظهرت الصور أن آلاف السيارات عالقة لساعات على الطريق بعد فشل الوساطات لفتحها وبقيت مقفلة الى ما بعد منتصف الليل، ما أحدث حالة تذمّر وغضب لدى المواطنين وطلب النجدة من القوى الأمنية، فيما حاول آخرون فتحها بالقوة ما أدى الى توتر بين الطرفين.


ما يرسم علامات استفهام بحسب مصادر سياسية وقانونية لـ"البناء" حول "سبب عجز قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني عن فتح الطرقات وتوقيف قطاع الطرق وإحالتهم الى القضاء لا سيما أن التظاهر وحرية الرأي مصانة في الدستور لكن قطع الطرقات على المواطنين الآمنين يخالف القانون". وأكد مصدر أمني أن "حال الغضب لدى المحتجين في الشوارع تستوجب التعاطي الهادئ"، وقال إن "القوى الأمنيّة ستتمهل في إعادة فتح الطرقات المقطوعة في المناطق". وشدد المصدر الأمني لـ"الميادين" على أن "القوى الأمنيّة ستمنع الاعتداءات على المارة وعلى الممتلكات العامة والخاصة".


وكان لافتاً وفاضحاً التوقيت المشبوه لقطع طريق بيروت - الجنوب، إذ تزامن مع بيان الحريري ضد حزب الله. إذ عاد تيار المستقبل لاستخدام الشارع في لعبة الضغط السياسي لا سيما أن أغلب المناطق التي قطعت فيها الطرقات محسوبة على تيار المستقبل والقوات والكتائب.


ودعت مصادر في فريق المقاومة الجيش والقوى الأمنية إلى التدخل لمنع قطع طريق صيدا - بيروت أمام الجنوبيين وذلك درءاً لردات فعل مقابلة تستدرج الفتنة. وحذرت من أن اللعب على استثارة شارع المقاومة لاستدراجه إلى الشارع وتأليبه على حزب الله وحركة أمل لأنه أمر فاضح ولن يحصل"، موضحة لـ"البناء" أن "بيئة المقاومة كغيرها تعاني من وطأة الأزمة المعيشية وهناك حالات اعتراض وتظاهر في أكثر من منطقة في الجنوب والبقاع والضاحية. وهذا حق لهم لكن شارع المقاومة ممسوك الى حد كبير ولن يستدرج إلى لعبة الشارع كما لن تنجح محاولات بعض الجهات السياسية والاعلامية تصنيع حالة اعتراض اجتماعية بوجه حزب الله".


وفيما أشارت مصادر حكومية لـ"البناء" إلى أن "موضوع التلاعب بسعر صرف الدولار بات خارج قدرة الحكومة وأجهزتها بل بيد مافيات سياسية مالية مصرفية تتحكم بالسوق وبتطبيقات إلكترونية غير معروفة المكان"، علمت "البناء" أن بعض الجهات الحزبيّة أبلغت مناصريها ضرورة التموين لا سيما بالمواد الغذائية والحبوب والتوجه الى الزراعة لمن يستطيع، وذلك بسبب توقع ارتفاع كبير بسعر صرف الدولار والتوجه الى رفع الدعم أو ترشيده وبالتالي توقف المستوردين عن استيراد العديد من المواد والسلع وبالتالي فقدانها من الأسواق أو ارتفاع كبير بأسعارها". هذا الأمر سيدفع المواطنين للتهافت الى المحال التجارية و"السوبرماركات" لشراء السلع وتخزينها وما سيرافق ذلك من فوضى وخلاف داخل المحال التجارية.


وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي أمس، فيديو لإشكال حصل داخل سوبرماركت (ظهر أنه السبينس) بين زبائن وعدد من الموظفين، وذلك على خلفية كيس حليب "نيدو". كما تم التداول بفيديو آخر ظهر تهافت المواطنين على شراء السلع المدعومة ما أدى إلى خلاف على بعضها.


على صعيد آخر، أفادت معلومات بلومبيرغ عن مصادر أن الإدارة الأميركية تدرس فرض عقوبات على حاكم المصرف المركزي رياض سلامة. وأضاف المصدر عينه: العقوبات الأميركية المحتملة على سلامة تشمل تجميد حساباته في الخارج وذلك بعد تحقيقات معه حول اختلاس المال العام".


في غضون ذلك، نظّم أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت وقفة أمام المرفأ لمناسبة مرور 7 أشهر على الانفجار. واللافت هو استمرار الأهالي بأسلوب الضغط النفسي والاعلامي على قاضي التحقيق العدلي الجديد كما حصل مع سلفه القاضي فادي صوان الذي تأثر أداؤه بهذه التحرّكات والضغوط! إذ خاطب الأهالي القاضي الجديد بلغة تحمل تهديداً وضغطاً معنوياً قد يؤثر على أدائه في الملف: "سترى أيها القاضي بيطار بأمّ عينيك كيف سنُلهب الأرض تحت أقدام مَن تستدعيهم ولا يمتثلون أمامك"، وشدّدوا على أن "كلّ الحصانات تحت نعالنا طائفيّة كانت أم سياسيّة فلا تتردّد أبداً ونتمنى عليك أن تبدأ بالرؤوس الكبيرة ولا تكرّر هفوات قاضي التحقيق السابق".


وترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب اجتماعاً ناقش موضوع التلوث البحري، بحضور عدد من الوزراء والأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية معين حمزة.


وعرض المجلس الوطني للبحوث العلمية، ما تمّ إنجازه خلال الأسبوع الماضي من مسح ميداني وجوي، وقيم المجتمعون كارثة التلوث النفطي.


وأشارت مصادر متابعة للملف لـ"البناء" إلى أن حجم الكارثة والخسائر أكبر مما نتوقع لا سيما أن 700 طن من المواد النفطية باتت عائمة على وجه الشاطئ الممتد من فلسطين المحتلة إلى شواطئ الجنوب، وبحسب المسح الأولي الذي أجراه المركز الوطني للبحوث العلمية ووزارة البيئة فقد تبيّن تسرب 5 أطنان من القطران والنفط إلى الحدود اللبنانية البحرية، ??? غرام نفط في المتر المربع الواحد كما أن نسبة التلوث وصلت الى 70 في المئة من الشاطئ".


وصدرت توصيات بعد الاجتماع ابرزها "الطلب من الجيش المؤازرة الأمنية واللوجستية، ومتابعة وزارة الدفاع التنسيق مع قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب لتزويد الحكومة بأي تقارير أو مستندات طارئة متعلقة بالتسرب النفطي ضمن منطقة عملها. ودراسة الأثر البيئي على الشاطئ والبحر والثروة السمكية لمدة سنة كاملة".
 

**********************************************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

واشنطن "تُنعش" سلامة: لا عقوبات على حاكم البنك المركزي | الدولار يُشعِل الشارع

 

بعد حالة اللايقين التي مرّ بها حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، والقوى السياسية والمصرفية، يبدو أنّ الولايات المتحدة الأميركية "سَحبت" الفتيل بإعلان وزارة الخارجية أنّ خبر فرض عقوبات على الحاكم "غير صحيح". تزامن ذلك مع تجاوز سعر الدولار، بيعاً وشراءً، عتبة الـ 10 آلاف ليرة، ما أدّى إلى اشتعال الشارع بصورة توحي بأن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من الغضب الذي لا يمكن ضبطه بسهولة


بعد تصنيف النيابة العامة الاتحادية في سويسرا لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة مُشتبهاً فيه بقضايا اختلاس وتبييض أموال، أقرّ الحاكم في لقاءاته مع "أصدقائه" بأنّ الولايات المتحدة الأميركية "تخلّت عنه". وقد لمس هؤلاء من المسؤولين الأميركيين المعنيين بالشأن اللبناني "انتقاداً" للإدارة النقدية، ودخولهم في تفاصيل القرارات كالسؤال عن تنفيذ التعميم 154، وتحديداً لجهة إجبار السياسيين وأصحاب المصارف على إعادة 30% من أموالهم المُحوّلة بين الـ 2017 و2020. ولكن إدراك سلامة لتغيّر المزاج الأميركي تجاهه، لا يُلغي أنّ نشر وكالة "بلومبرغ"، أول من أمس، لتقرير طويل، نقلاً عن أربعة مصادر، وفيه معلومات عن احتمال فرض الإدارة الأميركية عقوبات عليه، شكّل له "نقزة". لسنواتٍ طويلة، كان سلامة عضواً في نادي "رجال واشنطن"، يتبادل معها المعلومات، تشترط بقاءه في منصبه لثقتها به، يُنفّذ أوامرها حتى من دون طلب مُباشرٍ منها. أن "ينتهي دوره" بالنسبة إلى الأميركيين يبقى "أهون" من فرض عقوبات تُنهي مسيرته كحاكم بنك مركزي، وتفرض قيوداً شخصية قاسية عليه وعلى عائلته وأعماله الخارجية.


ردّة الفعل الأولى لسلامة كانت تشغيل شبكة اتصالاته للتأكّد من دقّة المعلومات، فحين تنشر "بلومبرغ" تقريراً وتؤكد أنّها قاطعت المعلومات مع أربعة مسؤولين أميركيين يعني أنّها فعلاً استقت أخباراً داخلية. الجواب الذي وصل إلى سلامة كان مُطمئناً له، وعلى هذا الأساس بدأ يُجيب السائلين بأنّه واثق من عدم صحّة التقرير المنشور. ثمّ انتقل سلامة، أو الدائرون في فلكه، إلى تعميم جوّ بأنّ مصارف "مُتضرّرة" من تعاميمه الأخيرة، و"التضييق" المُمارس عليها من "المركزي"، هي التي "حرّضت" على الحاكم لدى "بلومبرغ" لتسريب أخبار كاذبة. يُريد سلامة الإيحاء للرأي العام بأنّه "الآدمي" الذي يُريد إعادة تفعيل عمل القطاع المصرفي، في حين أنّ المصارف "عناصر مُشاغبة" لا تلتزم بالتعاميم. استفاق أخيراً إلى وجود مادة في التعميم 154 "تحثّ" السياسيين وأصحاب المصارف على إعادة 30% من تحاويلهم إلى الخارج، وقرّر أنّها "معركة" سيمضي بها حتى النهاية، لذلك شهرت المصارف أسلحتها بوجهه. هذه رواية سلامة، والتي تسقط حين يُستعرض تاريخه في نسف تعاميمه التي يُصدرها، وإيجاد المخارج دائماً للمصارف حتّى تُسوّي أوضاعها ولو على حساب أموال المودعين والمُلك العام. وآخر تراجعاته هو ترك المجال أمام عدد من المصارف حتى تؤمّن سيولة الـ 3% المطلوبة منها حتى بعد انتهاء المهلة في 28 شباط الماضي.


بعد اتهام المصارف، أعلن المكتب الإعلامي لمصرف لبنان أنّ سلامة "سيتقدّم بدعاوى قانونية بحقّ وكالة بلومبرغ الأميركية ومراسلتها في بيروت، وكلّ من يقف وراءهما بجرائم فبركة أخبار والإساءة ومحاولات تشويه سمعة حاكم المصرف المركزي". اللافت أنّ سلامة انتظر حتى ما بعد ظُهر أمس ليُصدر بيانه، مُنتظراً الموقف الأميركي الرسمي بشأن القضية. المُتحدّث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، أجاب عن أسئلة الصحافيين المُعتمدين بأنّه "لا أريد استباق الأمور أو الحديث عن ردود فعل سياسية في هذا الوقت". الموقف الرمادي أوضحه المُتحدث الإعلامي في السفارة الأميركية لدى لبنان، كايسي بونفيلد، مؤكّداً أنّ التقارير عن فرض عقوبات محتملة على سلامة "غير صحيحة". ونقلت وكالة "رويترز" عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قوله إنّه "اطّلعنا على تقارير عن عقوبات محتملة على رياض سلامة. هذه التقارير غير صحيحة".


اتّهم سلامة المصارف بأنّها هي التي "حرّضت" ضدّه


بصرف النظر عمّا إذا كانت المعلومات المُسرّبة دقيقة أو "قنبلة دخانية" لبثّ الذُّعر، أو وسيلة للضغط على سلامة لتنفيذ طلب ما، فإنها، وكما كان متوقعاً، أرخت بثقلها على سوق الصرف أمس. عادةً، تنخفض يوم الجمعة عمليات الصيرفة إلى الحدّ الأدنى، ويقلّ الطلب على الدولار. على الرغم من ذلك، ومن انخفاض الضغوط التي مارستها المصارف في الأيام الماضية على أسعار الصرف، تخطّى الدولار أمس عتبة الـ 10 آلاف ليرة. الحاجز النفسي كُسر. لماذا في يوم لم يشهد عمليات صرف كبيرة؟ لأنّ تحريك السعر أتى ردّاً على خبرية فرض العقوبات على سلامة، فتبادل الرسائل بين "النافذين" يتمّ عبر تعميق مصائب الناس. ولليوم الرابع على التوالي، أُقفلت معظم الطرق الرئيسية من الشمال إلى الجنوب، بالإضافة إلى عددٍ من الطرقات الفرعية والداخلية، من دون أن تظهر أي بوادر حلّ للأزمة الحكومية، باستثناء معلومات منسوبة إلى محيط الرئيس المكلّف، سعد الحريري، توحي بحلحلة ما في ملفّ التأليف، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية.


وبعد يومين من "الهدوء النسبي"، اشتعل الشارع غضباً أمس، بعدما تجاوز سعر الدولار، بيعاً وشراءً، عتبة الـ 10 آلاف ليرة، من دون أيّ مؤشّر على إمكان تدخّل مصرف لبنان للجم السعر. كذلك، فإنّ الاحتجاجات الليلية أظهرت ميلاً لدى المتظاهرين في أكثر من منطقة إلى المضيّ في تحرّكهم بزخم أكبر من السابق، مع تسجيل توتر أمني في أكثر من مكان.


من جهتهم، تبلّغ محامو "متّحدون" قرار قاضي التحقيق في جبل لبنان، زياد مكنّا الذي قضى بردّ الدفوع الشكلية المقدمة من رياض سلامة، وبتعيين جلسة استجواب له في 7 أيار المقبل، وذلك في الشكوى المقدمة من المحامين بحقّ الحاكم بجرم "النيل من مكانة الدولة المالية والإخلال بالواجبات الوظيفية".

 

**********************************************************************

 

 

افتتاحية صحيفة النهار 

السباق إلى اشتداد بين الفوضى والحل الحكومي

 

بدا طبيعياً ان تنشدّ الأنظار امس الى الزيارة التاريخية التي بدأها البابا فرنسيس للعراق، خصوصا ان لبنان هو من اكثر الدول العربية ودول المنطقة قاطبة تعاطفاً مع المآسي التي يعيشها العراقيون نظراً الى تشابه كبير في الواقعين العراقي واللبناني، فضلا عن خصوصية الاهتمام اللبناني بأوضاع المسيحيين العراقيين بعدما لحق بهم من مآس التهجير. ومع ذلك فان الأوضاع الداخلية ظلت على درجة عالية من السخونة والاحتدام وسط أجواء ومناخات سياسية تنذر بمزيد من المواجهات، وتاليا لا تفتح أي كوة في جدار تعطيل تأليف الحكومة كما في ظل تصاعد متدرج للحركة الاحتجاجية في مواجهة الانهيارات المالية والاقتصادية والتراجعات الحادة في أحوال الناس المعيشية اذ بدت في يومها الرابع امس كأنها تستعيد يوماً بعد يوم الكثير من أيام انتفاضة 17 تشرين الأول 2019. والواقع ان وقائع هذه الحركة الاحتجاجية بعد أربعة أيام من انطلاقتها عقب الارتفاع الجنوني في سعر الدولار متجاوزاً الـ10000 ليرة لبنانية رسمت، كما تؤكد أوساط سياسية بارزة وواسعة الاطلاع، عنوانا كبيرا جدا قد لا يمكن بعده السلطة والطبقة السياسية عموما تجاهل التداعيات البالغة الخطورة التي يمكن ان تنشأ عن عدم الاتجاه بسرعة استثنائية الى خطوة انقاذية كبيرة وطارئة بتجاوز كل الاحتقانات والحسابات والسجالات العقيمة وتصفيات الحسابات الكندية السياسية باسقاط كل التعقيدات والفيتوات القائمة واضاءة الإشارات الخضراء امام الحكومة الجديدة. وحذرت الأوساط المطلعة نفسها معطيات امنية واجتماعية متجمعة لدى جميع المعنيين في السلطة تشير الى ان الحركة الاحتجاجية المتصاعدة قد لا تبدو حتى الان بالحجم الذي أخاف المسؤولين وجعلهم يتحسبون لتداعيات استثنائية في حين ان هذه المعطيات تصف الأجواء والاستعدادات والتحركات الجارية بانها نذير تحركات متدحرجة ولن تقف عند حدود زمنية قريبة بل يرجح ان تتصاعد تباعا كلما بدا الحل السياسي بعيدا بل مستعصيا. وتحذر هذه الأوساط من ان انسداد مسار تاليف الحكومة وغياب مجلس النواب عن واجهة المعالجات ناهيك عن استفحال أزمات المرض والاستشفاء التي  تتفاقم بسبب جائحة كورونا والبطالة والركود وتنامي الفقر، باتت تشكل حقول الغام لن يقل تفجّرها عن اشعال ما يمكن ان يغدو أسوأ فوضى عرفها لبنان منذ الحرب. لذا تتفاقم الخشية من دوران الواقع السياسي على نفسه من دون اي بارقة تراجع عن الاشتراطات والتعقيدات ولعبة لي الأذرع الجارية بين العهد وتياره السياسي وحليفه “حزب الله” من جهة، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ومن يدعمه من جهة أخرى، اذ ان ما حصل في اليومين السابقين لا يبعث على الاطمئنان ابدا حيال توقع تطور استثنائي يدفع جميع المعنيين الى الهرولة نحو حل إنقاذي يحول دون كارثة تتهدد البلد.

 

الانسداد الحكومي

ووسط أجواء التصعيد والانسداد في الوضع الحكومي نقل عن مصادر بعبدا امس ان رئيس الجمهورية ميشال عون يعتبر ان الاوضاع المأزومة في البلاد لا يجوز ان تستمر على ما عليه، على الاقل حكوميا، وهو يدرس مع فريق مستشاريه سبل تحريكها بما يتيحه الدستور، سواء من خلال توجيه رسالة الى مجلس النواب او التمهيد لانعقاد طاولة حوار او غيرها من الافكار والطروحات التي من شأنها تحريك الملف الحكومي.

 

وأشارت معلومات الى ان الرئيس المكلف سعد الحريري الموجود حاليا في دولة الإمارات العربية المتحدة سيقوم بزيارة روسيا خلال أسبوعين .

وفي اطار توضيح الموقف الأخير لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من التشكيلة الحكومية  أكد الامين العام للحزب الاشتراكي ظافر ناصر “ان لا إنقلاب لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من ضفة الى اخرى، والمشكلة تكمن في وضع البلد في مأزق بسبب حسابات سياسية ضيقة”.  ولفت إلى ان “موقف الحزب التقدمي الاشتراكي ثابت من العلاقة برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وهناك افرقاء آخرون كانوا يتذرّعون بتمثيل الدروز، وهناك من اراد توسيع الحكومة لزيادة التمثيل الدرزي، لكن جنبلاط صرّح ان هذه ليست عقبة وما يقوله جنبلاط ان مسألة الأعداد والحصص تسقط أمام مآسي الشعب اللبناني”.

 

اما الجانب القاتم الاخر الذي برزت ملامحه في الساعات الأخيرة فبرز عبر توظيف الازمة المالية والمصرفية في الصراع السياسي من خلال السلطة المالية بما يشكل خطرا مضاعفا على السمعة المالية والمصرفية للبلاد . ذلك ان واشنطن سارعت امس عبر وزارة الخارجية الأميركية وكذلك عبر السفارة الأميركية في بيروت الى نفي التقرير الذي نشرته وكالة “بلومبرغ” الأميركية عن استعدادات لفرض عقوبات أميركية على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وأكدت واشنطن ان لا صحة لهذه المعلومات. وبدا بذلك ان استهداف سلامة تمدد عبر هذه المحاولة التي يسود اعتقاد انها تعود الى مصادر محلية . وقد اعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على الأثر أنه سيتقدّم بسلسلة دعاوى قانونية في داخل لبنان وخارجه بحق وكالة بلومبرغ الأميركية ومراسلتها في بيروت وكل من يقف وراءهما بجرائم فبركة أخبار والإساءة ومحاولات تشويه سمعة حاكم المصرف المركزي. وحذر من “إن التمادي في هذه الإساءات بات يحتّم تحرّكا من جميع الذين يدّعون الحرص على المصرف المركزي وسمعة لبنان المالية ما يرتدّ سلباً على جميع اللبنانيين، ما يجعل هذه الجرائم ترقى إلى مرتبة الخيانة الوطنية”.

 

بكركي و”حزب الله”

في مجال اخر، علمت “النهار” انه سيتم احياء لجنة الحوار ما بين البطريركية المارونية و”حزب الله” وذلك لتخفيف الاحتقان السائد بعد مواقف البطريرك بشارة بطرس الراعي الاخيرة، وتلبية لدعوته الحزب الى الحوار، وسيشارك في اجتماع يعقد الاسبوع المقبل المطران سمير مظلوم والسيد حارس شهاب من بكركي، ومن الحزب عضوا المجلس السياسي محمد الخنسا ومصطفى الحاج علي.

**********************************************************************

 

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

صيغة “5+1” تتقدّم وباريس تدعم وساطة اللواء ابراهيم

23 اسماً في حزمة عقوبات “جاهزة” وإدارة بايدن تتريّث!

 

نام حاكم مصرف لبنان على “كابوس” التباحث الأميركي – الأوروبي في مسألة إدراج اسمه على قائمة العقوبات، واستفاق على “وسادة أمان” أميركية بدّدت الهواجس التي أقلقت منامه ليل الخميس – الجمعة، فاستعاد زمام “الحاكمية” وانتفض لـ”سمعته” متوعّداً وكالة بلومبرغ ومراسلتها في بيروت “وكل من يقف وراءهما بمقاضاتهم” بجرائم تنطلق من جرم “فبركة الأخبار” لتنتهي عند ما اعتبره جرماً يرقى إلى “الخيانة الوطنية”.

 

وإذا كان رياض سلامة استند في رده إلى سلسلة تصاريح من مسؤولين أميركيين، سواءً في الخارجية أو السفارة في بيروت، تصف التقارير الإعلامية التي تحدثت عن درس فرض عقوبات عليه بأنها “تقارير غير صحيحة”، غير أنّ مصادر مطلعة في واشنطن حرصت على عدم التقليل من “أهمية أو جدّية” ما ورد في تقرير بلومبرغ على اعتبار أنّ النفي الأميركي تمحور حول “التوقيت” لناحية التشديد على كون الإدارة الأميركية لا تجري راهناً أي مباحثات مع الأوروبيين حول فرض العقوبات من عدمه كما جاء في التقرير.

 

وأوضحت المصادر أنّ موضوع العقوبات على شخصيات لبنانية “ليس غائباً عن أجندة الإدارة الاميركية ولكنه ليس على سلم الأولويات في هذه المرحلة”، كاشفةً عن “وجود حزمة عقوبات جاهزة، تطال 23 اسماً لشخصيات لبنانية من سياسيين ومقاولين ورجال مال وأعمال، كانت قد أعدت خلال ولاية دونالد ترامب، لكنّ إدارة جو بايدن تتريث في إقرارها وإصدارها لعدة أسباب”. أولها لوجستي يرتبط بأنّ الإدارة الجديدة “لم تستكمل تعييناتها في مراكز أساسية وحيوية وحساسة، وبالتالي فإنّ البت بموضوع العقوبات ينتظر إتمام هذه التعيينات”، بينما على المستوى الاستراتيجي فإنّ “إدارة بايدن فتحت باب التنسيق مع الفرنسيين في الملف اللبناني ولا تبدو في وارد الإقدام على خطوة أحادية في هذا الملف من خارج إطار التعاون مع الفرنسيين والأوروبيين”، سيما وأنّ الأولوية الأميركية في ظل الإدارة الجديدة “تتركز على الملف النووي الإيراني، ليتحدد بناءً على نتائجه الكثير من توجهات هذه الإدارة حيال سائر ملفات المنطقة ومن بينها لبنان”.

 

أما حكومياً، فتشي المعطيات المتقاطعة بين أكثر من طرف بأنّ ثمة ما يتم تحضيره على نار حامية لإعادة إحياء فرص تشكيل الحكومة بصيغة تسووية جديدة بين بعبدا وبيت الوسط، خصوصاً وأنّ مصادر مقربة من دوائر الرئاسة الأولى أكدت لـ”نداء الوطن” أمس أنّ اللواء عباس ابراهيم استحصل على “موافقة رئيس الجمهورية ميشال عون على صيغة تفضي إلى تسميته 5 وزراء اضافة الى وزير للطاشناق”، ضمن تشكيلة عشرينية تضيف على التشكيلة القديمة وزيرين درزي وكاثوليكي، ولا يكون فيها ثلث معطل لأي طرف لوحده.

 

ونقلت المصادر أنّ “الجانب الفرنسي يدعم هذا الطرح الذي حمله اللواء ابراهيم للحل، وجرى تواصل هاتفي بينه وبين باتريك دوريل، كما بين الأخير ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل”، مشيرةً إلى أنّ المسؤول الفرنسي أكد أنه “على تواصل مستمر مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وينتظر جوابه بعد دراسة هذا الطرح”.

 

*********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

ستريدا جعجع: ترميم علاقتنا مع الحريري منوط به… وننتظر أن يتخذ عون قراراً بالاستقالة

اعتبرت في حوار مع «الشرق الأوسط» أن على الدولة استعادة قرارها قبل البحث بتعديل النظام

كارولين عاكوم

اعتبرت النائبة في حزب «القوات اللبنانية» ستريدا جعجع، أن إسقاط رئيس الجمهورية ميشال عون في الشارع «خطوة غير دستورية»، لكنها قالت «نحن بانتظار أن يقوم الرئيس شخصياً باتخاذ موقف تاريخي بالاستقالة»، ورأت أنه «قبل البحث بأي تغيير أو تعديل للنظام اللبناني يجب أن تبسط الدولة سلطتها على كامل أراضيها بحيث لا يعود هناك سلاح غير شرعي خارج سلاح المؤسسات الأمنية الشرعية، على رأسها الجيش اللبناني، كما يجب أن تستعيد الدولة قرارها الاستراتيجي بالسلم والحرب».

 

وعن علاقة «القوات» برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، قالت جعجع إن «ترميمها منوط به وبمواقفه من ملفات أساسية كطريقة إدارة الدولة والحوكمة، محاربة الفساد، إقرار الإصلاحات، وغيرها».

 

وتطرقت جعجع إلى علاقة حزب «القوات» وتحالفاته مع الأحزاب الأخرى، وقالت إن تموضع حزب «القوات» السياسي لم يختلف يوماً، «فنحن مهما اختلطت الأوراق وتغيرت المعادلات على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي، تموضعنا ينبع من ثوابت نناضل لترجمتها على مساحة الوطن، وذلك لأننا حزب مبدئي يعمل للمصلحة العامة، أهمها قيام الدولة العادلة القوية القادرة الباسطة سلطتها على كامل أراضيها، وبالتالي حليفنا الدائم الناس».

 

أما بالنسبة لخريطة التحالفات في البلاد، «فنحن في موقعنا موجودون دائماً بغض النظر عمن يقترب منا أو يبتعد، المهم بالنسبة لنا فقط هو العمل لتأمين مصالح الناس، وإحقاق المصلحة الوطنية العليا، بغض النظر عن أي اعتبارات. ومهما اشتدت الظروف نحن مستمرون في نضالنا بما يرضي ضميرنا الوطني من أجل الوصول إلى هذه الأهداف، ولنا في تاريخنا أمثلة كثيرة تظهر مدى التزامنا بقضية لبنان (الجمهورية القوية)، وإصرارنا على الكفاح من أجل تحقيقها».

 

وما إذا كانت تعتبر أن «القوات» اليوم هو الحزب الأقوى بين الأحزاب المسيحية ولماذا؟ وهل سيشارك في الانتخابات الفرعية إذا حصلت؟

 

قالت: «المرجع الصالح لتحديد من هو الحزب المسيحي الأقوى هو الناس، مع التأكيد أن مسعانا وعملنا السياسي كان هدفه وسيبقى حرية وسيادة واستقلال لبنان، لذا نتخذ مواقفنا وقرارتنا السياسية في (القوات) بحسب ما يمليه علينا ضميرنا، وما تقتضيه المصلحة الوطنية بعيداً عن الحسابات الشعبوية، ونسعى دائماً لإيجاد قواسم مشتركة مع الأحزاب السيادية الأخرى من أجل إنقاذ لبنان من القعر الذي هو فيه اليوم».

 

أما بالنسبة لمشاركتنا في الانتخابات الفرعية، فهذا بالنسبة لنا واجب وطني وسنشارك في حال أجريت، إلا أن مسألة كيفية مشاركتنا فنقررها ونعلن عنها بعد التباحث في الهيئة التنفيذية في الحزب وفي تكتل «الجمهورية القوية».

 

وعن موقف «القوات» من «العهد» ورئيس الجمهورية، ولماذا لا يخطو الحزب باتجاه رفع مطلب إسقاط عون، وإلى أي حد يرتبط هذا الأمر بكونه الموقع المسيحي الأول؟ قالت جعجع: «نحن دستوريون وجمهوريون ونؤمن بالمؤسسات ولسنا انقلابيين. لذا نتخذ قراراتنا بحسب ما يمليه الدستور وما تنص عليه القوانين، كما أنه عندما كان يجب أن نستقيل من الحكومة أقدمنا على ذلك، وعندما كان يجب ألا نستقيل من مجلس النواب قمنا بذلك أيضاً. إن إسقاط رئيس الجمهورية في الشارع خطوة غير دستورية وغير قانونية. وفي هذا الإطار، نحن بانتظار أن يقوم الرئيس شخصياً باتخاذ موقف تاريخي بالاستقالة والدعوة لانتخابات نيابية مبكرة. أما بالنسبة للكلام عن أن ذلك مرده لأن رئاسة الجمهورية هو الموقع المسيحي الأول، فنؤكد أن موقفنا ينطلي على جميع المواقع الأخرى، إن كان رئاسة مجلس النواب أو رئاسة الحكومة أو أي موقع دستوري قانوني آخر».

 

وتحدثت النائبة ستريدا جعجع عن طلب البطريرك الماروني بشارة الراعي، من الأحزاب، تقديم ورقة حول ملاحظاتها أو الثغرات التي تحتاج لتصحيح في النظام اللبناني لتقديمها للأمم المتحدة، وقالت: «هذه الخطوة مهمة وأساسية بالمرحلة المقبلة إلا أننا نعتبر كحزب سياسي أنه قبل البحث بأي تغيير أو تعديل للنظام اللبناني يجب أن تبسط الدولة سلطتها على كامل أراضيها وتكون حصرية استعمال القوة بيدها، بحيث لا يعود هناك سلاح غير شرعي خارج سلاح المؤسسات الأمنية الشرعية، على رأسها الجيش اللبناني، كما يجب أن تستعيد الدولة قرارها الاستراتيجي بالسلم والحرب. أما مرد موقفنا هذا فهو أنه عند البحث بتغيير أو تعديل النظام يجب أن يكون هناك تكافؤ ومساواة بين جميع الأفرقاء اللبنانيين، باعتبار أنه لا يمكن البحث بأمر مهم كهذا في ظل استقواء فريق من اللبنانيين بسلاحه وباحتكاره لقرار الدولة الاستراتيجي على الآخرين. وأغتنم الفرصة لأشد على يد البطريرك الراعي بكل مواقفه ومسعاه لتثبيت السيادة والحرية في هذه البلاد. ويجب أن يعلم الجميع أن بكركي لا تتحرك إلا عندما يكون هناك خطر كبير يتربص بالبلاد، وهذا ما رأيناه عبر العصور مع البطاركة الموارنة، ويكمل اليوم الراعي على المدى البعيد ما كان يناضل ويكافح ويقاوم ويستشهد في سبيله أسلافه عبر العصور، أما على المدى القصير فيكمل ما بدأه البطريرك الراحل نصرالله صفير الذي ناضل طيلة حياته لاستعادة الاستقلال والحرية والسيادة، بحيث لا يمكن أن ننسى البيان الشهير للمطارنة الموارنة عام 2000 الذي أعلن بداية مسيرة الاستقلال الثاني، ونحن كما كنا دائماً، مستمرون بالتزامنا التام بخط بكركي ومساندة سيد الصرح».

 

وسألنا جعجع: هل رئيس «القوات» الدكتور سمير جعجع مرشح طبيعي للرئاسة، أم سيكتفي بالدور الذي قام به عند انتخاب عون واعتبره البعض حينها أنه بات من صانعي الرؤساء؟ فقالت: نحن كحزب سياسي تتمحور اهتماماتنا اليوم حول كيفية إنقاذ الجمهورية، وأن نحصنها ونقويها ونمكنها، لأنها اليوم في حالة انهيار شبه تام، وعندما نصل بعد نجاحنا بهذه المهمة إلى مسألة رئاسة الجمهورية عندها لكل حادث حديث.

 

وردت على سؤال حول فشل الأحزاب المعارضة في تشكيل جبهة موحدة بعد سقوط فريق «١٤ آذار»، فقالت: «إحدى أهم المزايا التي نراها ما بين القوى السيادية في لبنان، التعددية والديمقراطية، أن لكل فريق قراءته ونظرته للواقع ولسبل الحل والخروج من الأزمة. ونحن واجبنا كحزب سياسي، بفضل التمثيل الشعبي والنيابي الذي نتمتع به، أن نحاول تقريب وجهات النظر بين هذه الأفرقاء، ونعمل على إيجاد أرضية مشتركة بينها للعمل على توحيد صفوفها، وهذا ما نقوم به اليوم.

 

ومن هذا المنطلق، نجد أن الأرضية المشتركة الوحيدة التي يمكن إيجادها اليوم بين هذه القوى هي مطلب الانتخابات النيابية المبكرة، التي من شأنها الإتيان بالتغيير الحقيقي عبر فرزها لأكثرية تعبر عن آراء الناس وتطلعاتهم، ما سيمكنها من استعادة الثقة الشعبية بالدولة والثقتين العربية والدولية المفقودتين اليوم. ما يتيح أمامها فرصة كبيرة للعمل على إنقاذ لبنان، باعتبار أنه من دون الثقة لا إمكانية لتغيير الأمر الراهن المتردي من قبل أي قوة سياسية».

 

وتحدثت جعجع عن علاقة حزب «القوات» بالرئيس سعد الحريري، وما إذا كانت قابلة للترميم في المرحلة المقبلة، فقالت إن ترميمها منوط بالحريري، وبمواقفه من ملفات أساسية كطريقة إدارة الدولة والحوكمة، ومحاربة الفساد، وإقرار الإصلاحات، وغيرها. «فنحن كحزب سياسي، موجودون في موقعنا بشكل دائم بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، ويدنا ممدودة لكل من تتوافق طروحاته ومبادئه وتطلعاته ومشروعه للدولة مع تطلعاتنا ورؤيتنا ومرامينا، فكيف بالحري إن كان الرئيس الحريري».

 

وعن مدى تعويل «القوات» على مواقف البطريرك الراعي لإحداث تغيير في لبنان، لا سيما حيال سلاح «حزب الله»، قالت: «غبطة البطريرك لم يذهب باتجاه المرجعية الدولية، عبر الدعوة إلى مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة، إلا بعدما استنفد كل الوسائل الممكنة من أجل إحداث اختراق في حائط الأزمة، ولم يفلح، كما أن اندفاعته السريعة والثابتة والصلبة هذه مردها إلى أمرين ملحين: الأول هو الجوع والعوز والفقر الذي يجتاح لبنان جراء الأزمة الاقتصادية – المالية – النقدية، وعلى هذا الصعيد حاول البطريرك القيام بوساطة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لتسريع تأليف حكومة اخصائيين مستقلين لإخراج البلد من الأزمة، ولكنه لم يوفق في ذلك ولا يزال التأليف معطلاً حتى اليوم».

 

أما الأمر الثاني، فهو الانقلاب على الدولة بما تمثل من لبنان الكيان والصيغة والشراكة وجسر العبور والدولة المدنية الذي استشعر به البطريرك، ونعيشه اليوم على كافة محاور حياتنا الوطنية.

 

وأضافت جعجع: «إن بكركي طالما كانت تطرح عبر التاريخ عناوين وطنية كبيرة، إلا أنه يجب ألا نغفل الشق الإنساني اليوم من طرح غبطته الذي يعتبر أنه لا يمكن أن يكون سيد هذا الصرح الجامع ويقف موقف المتفرج إزاء تجويع الناس ودفعهم نحو الهجرة التي تتزايد نسبتها، خاصة بعد انفجار مرفأ بيروت، ولكن هناك حقيقة لا يمكن لأحد نكرانها، وهي أن الأكثرية الحاكمة اليوم هي من أوصلت البلاد إلى البؤس الذي نعيشه، ورغم كل ذلك مد البطريرك يده إلا أن مبادرته ومسعاه قوبلا بعدم التجاوب.

 

«بكركي صوت لبنان، ولا يمكن لسيدها إلا أن يأخذ ما يأخذه اليوم البطريرك الراعي من مواقف. فهو اليوم خير خلف لخير أسلاف، كانوا دائماً صوت الجميع وليس صوت فئة واحدة، وهذا ما ظهر جلياً في التجمع الذي أقيم في ساحة الصرح دعماً لمواقف البطريرك السبت الماضي، حيث شارك لبنانيون من كافة المناطق ومن كافة المشارب والمذاهب اللبنانية بشكل عفوي في هذا التجمع».

 

 

 

************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

المجتمع الدولي يسخر من «التأليف».. ونفي أميــركي لعقوبات على سلامة

 

يقترب لبنان من أن يصبح دولة موجودة بالإسم فقط؛ دولة فاقدة أبسط شروط المناعة والتوازن، مكشوفة بلا رصيد تكاد تصبح معدومة القدرة على الاستمرار، وتترنّح بطبقة من الحكّام حاقدة على هذا البلد، تقدّم مع اشراقة شمس كلّ يوم، سبباً إضافياً لمفاقمة الأزمات، وتذخّرها بهموم معيشية واجتماعية تفتك بجميع اللبنانيين، وليس معلوماً ما يُخبأ لهم في الآتي من الأيام؟!. ولقد بات لبنان بلا غطاء ويكاد لا يجد موقعاً له حتى تحت الصفر، وصار اللبنانيّون متسوّلين، تلهو بمصيرهم وتتحكّم به أيادٍ عبثية سرقت ماضيهم وحاضرهم، وتمضي في اجهازها على البقية الباقية من أمانهم، وما قد يطمئنهم الى مستقبلهم، هذا إنْ بقي لهم مستقبل. والمجتمع الدولي بأسره، شاهد إثبات على هذه اللعبة الفضائحية، لا بل الجريمة الكبرى التي يرتكبها القابضون على حكومة منتظر منها أن تنطلق بلبنان في رحلة الألف ميل، نحو الحلول والإنقاذ التي تتطلّب بالحدّ الأدنى سنوات طويلة بعد تشكيل هذه الحكومة.

هذه الصورة السوداويّة، ووسط استمرار الأفق الحكومي المسدود بقرار من القيّمين على هذا الملف، تشي بمزيد من الظلام على كلّ المستويات، وبأنّ الشارع، وفي موازاة تجاهل «تماسيح السياسة» لكلّ ما أصاب اللبنانيين ويصيبهم، هو الملاذ الأخير والطبيعي للناس للتعبير عن غضبهم ورفضهم للقهر والتجويع، ولقرار المعطّلين بالطلاق، واستمرار هذا المنحى الذي قزّم الأزمة وكل ما فيها من مخاطر، الى لعبة تسجيل نقاط بين القصر الجمهوري و»بيت الوسط» ورمي مسؤوليّة التعطيل في هذا الاتّجاه أو ذاك.

 

وأبلغ معنيون بحركة الوساطات الى «الجمهورية» قولهم، انّ الامور ما زالت عالقة، ولم تشهد حركة المشاورات التي جرت مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، وكذلك مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل اي تقدّم يُذكر، وما يمكن قوله في هذا الاطار، هو انّ جميع الاطراف ما زالوا على مواقفهم السابقة. خلافاً للأجواء التي أشيعت في الساعات الاخيرة، وتحدثت عن ايجابيات. فلو كان قد أمكن بلوغ هذه الإيجابيات لكانت تُرجمت فوراً بتشكيل حكومة».

 

وهذه الاجواء أكّدتها لـ»الجمهورية» مصادر سياسية تملك معلومات موثوقة حول تعقيدات الملف الحكومي، حيث قالت: «كيف يمكن لإيجابيات ان تتبلور اذا كانت لغة التخاطب بين الشركاء في تأليف الحكومة تتمّ عبر المنابر والمنصّات الاعلامية، حتى الآن لا يبدو أنّ احداً في وارد التسهيل او التنازل عن شروطه، علماً انّ خريطة طريق الحل موجودة عبر المبادرة التي اطلقها الرئيس نبيه بري، ولكن المشكلة تكمن في انّ بعض الاطراف ـ في اشارة الى فريق رئيس الجمهورية ـ ترفض السير في اي حلّ».

 

وجدّدت المصادر التأكيد، «أنّ سبب التعطيل داخلي ولا علاقة للخارج بهذا الامر، بل بالعكس، فإنّ ما تنقله البعثات الديبلوماسية الاوروبية والاميركية على وجه الخصوص، تعكس رغبة هذه الدول في مغادرة لبنان ما بات يسمّيها المجتمع الدولي «مهزلة التأليف الفارغة من اي محتوى وطني»، والإنصراف فوراً الى حكومة اصلاحات، توقف النزيف الخطير الذي يشهده لبنان، وعبّر عن نفسه في الانهيار الكبير الذي تشهده العملة الوطنية، مع ما يرافق ذلك من سقوط اللبنانيين اكثر فأكثر في دوامة خطيرة جداً تنذر بسيناريوهات صعبة قد تجعل لبنان في حال ميؤوس منه، يستحيل الخروج منه».

 

خشية فرنسية

من جهة ثانية، عكست مصادر ديبلوماسية من العاصمة الفرنسية، خشية لدى المسؤولين الفرنسيين، من أنّ تعطيل تأليف الحكومة في لبنان سيبعد هذا البلد اكثر فأكثر عن الإنفراج، ويلقي به امام مخاطر اضافية. وهو ما تمّ إبلاغه في الساعات الاخيرة الى بعض المستويات السياسية المعنية بالملف الحكومي في لبنان، وكان لمستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل دور اساسي في هذا المجال. الّا انّ هذه الاتصالات لم تفض الى اي ايجابيات او ليونة في مواقف اطراف التأليف الحكومي. وقالت، انّ قصر الاليزيه ما زال يرى امعاناً غير مبرّر في تعطيل تأليف الحكومة، وهو في هذا السياق يعتبر انّ تسهيل التأليف هو مسؤولية جميع الاطراف والقادة في لبنان، الذين سبق لهم ان اكّدوا التزامهم بالمبادرة الفرنسية، والجانب الاكبر من هذه المسؤولية يقع على عون والحريري.

 

جمود وصمت

وفي الوقت الذي لم يطرأ فيه أي حراك في شأن تشكيل الحكومة العتيدة بعد خلو «بيت الوسط» من صاحبه الموجود في أبو ظبي من دون أي معلومات تتحدث عمّا يقوم به، بقي الصمت سائداً في قصر بعبدا، بعد فقدان الوسائل الممكنة لتسهيل التأليف وانهيار السيناريوهات المطروحة واحداً بعد آخر، وسط التشكيك في صدقيتها، ووضوح ما انتهت اليه وساطة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي اجرى مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون جولة افق شاملة خلال لقائهما صباح أمس.

 

حملة ديبلوماسية

وفي ظلّ الشلل الرسمي وفقدان الامل في اي حراك منتج، تسارعت الخطوات الديبلوماسية وسُجّلت حركة لافتة لعدد من السفراء، ابرزها زيارة السفيرة الاميركية دوروثي شيا رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في منزله، للبحث في الأوضاع الصعبة التي يواجهها اللبنانيون. وافادت معلومات رسمية انّهما «ناقشا الحاجة الملحّة لأن يشكّل لبنان حكومة قادرة على تنفيذ إصلاحات مطلوبة منذ أمد، والتي تشكّل الشرط الذي لا غنى عنه لإنقاذ الاقتصاد اللبناني».

وعلمت «الجمهورية»، انّ شيا ابلغت الى دياب انّ المعلومات المتداولة حول العقوبات المتوقعة على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة غير صحيحة وتفتقر الى كثير من الدقة، وانّها ليست على علم بذلك. لافتة الى انّ بيانات رسمية ستصدر فور بدء النشاط الرسمي في الخارجية الاميركية (وهو ما تُرجم بما صدر مساء من بيانات وفق التوقيت الاميركي).

 

معاقبة سلامة؟

وكان الوسط السياسي والمالي إنشغل أمس بما اعلنته وكالة «بلومبرغ» عن توجّه لدى الادارة الاميركية بالتنسيق مع نظرائها الاوروبيين، لفرض عقوبات على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وتحرّكت كل محطات الرصد الداخلية للوقوف على حقيقة هذا الامر، وما اذا كان ينطوي على شيء من الجدّية.

وفيما لوحظ عدم صدور اي تأكيد لهذا الخبر سواء من وكالة «بلومبرغ» التي نُسب اليها هذا الخبر، نفى المتحدث بإسم وزارة الخارجية الاميركية هذا الأمر، واعتبره غير صحيح، وشدّد على ذلك ايضاً المتحدث الاعلامي في السفارة الاميركية في لبنان كايسي بونفيلد، الذي كان اكثر وضوحاً، حيث قال في تصريح امس: «لقد تابعنا تقارير صحافية تتحدث عن عقوبات محتملة على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وهذه التقارير غير صحيحة». مع الاشارة الى انّ تواصلاً في هذا السياق تمّ بين الاميركيين ومصرف لبنان في الساعات التالية لنسب الخبر الى «بلومبرغ».

وفي موازاة النفي الاميركي، اكّدت مصادر مالية مسؤولة لـ»الجمهورية»، انّ بث هذا النوع من الأخبار في هذا التوقيت بالذات مثير للريبة، وخصوصاً انّه يتزامن مع وضع مالي حرج، اضافة الى تزامنه مع القرار المتعلق بالمصارف والسعي لإعادة هيكلتها.

وكشفت المصادر معلومات تؤكّد انّ مصدر هذا الخبر داخلي، بالشراكة مع جهات لبنانية داخل لبنان وخارجه، في سياق حملة تقوم بها، ليس فقط لضرب صورة حاكم مصرف لبنان، بل لضرب الاستقرار النقدي ودفع الليرة الى مزيد من الانهيار.

يتزامن ذلك مع ما اكّده مصدر ديبلوماسي على دراية تامة بالسياسة الاميركية تجاه لبنان، حيث قال لـ»الجمهورية»: «لو كان هذا الامر ينطوي على شيء من الصحة، لما بادر المتحدث بإسم السفارة الاميركية الى نفيه. فقرار من هذا النوع قد تترتب عليه تداعيات كبرى في لبنان، خصوصاً على المستوى النقدي، وفي وضع سياسي ملبّد في لبنان مع عدم وجود حكومة. على انّ السؤال الذي ينبغي البحث عن جواب له قبل كل شيء: لنفرض انّ الامر صحيح، فما هي مصلحة الأميركيين في ذلك؟ ومقابل ماذا تجري التضحية برياض سلامة؟ ولماذا سلامة وحده من دون غيره من نواب الحاكم السابقين، وبعضهم يُعتبر من اقرب المقرّبين الى الولايات المتحدة الاميركية؟».

ولفت المصدر الى «انّ الادارة الاميركية الجديدة لا تقارب الوضع في لبنان من زاوية حادّة، بل من زاوية الحضّ على تشكيل حكومة في وقت سريع تحافظ على الاستقرار الداخلي وتقوم بخطوات تلبّي تطلعات الشعب اللبناني نحو الاصلاحات ومكافحة الفساد. وهو ما عاد واكّد عليه المتحدث بإسم وزارة الخارجية الاميركية في البيان الذي اعلنه امس الاول.

 

هجوم مضاد

وبالتزامن مع صدور التكذيب عن الخارجية الأميركية، كان سلامة يتحرّك في هجوم مضاد على من اعتبرهم «مجرمين ترتقي جريمتهم الى مستوى الخيانة الوطنية». وجاء في بيان صدر عن مكتبه الاعلامي ما يلي:

«يعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أنّه سيتقدّم بسلسلة دعاوى قانونية في داخل لبنان وخارجه بحق وكالة «بلومبرغ» الأميركية ومراسلتها في بيروت وكل من يقف وراءهما، بجرائم فبركة أخبار والإساءة ومحاولات تشويه سمعة حاكم المصرف المركزي».

أضاف: «إنّ التمادي في هذه الإساءات بات يحتّم تحرّكاً من جميع الذين يدّعون الحرص على المصرف المركزي وسمعة لبنان المالية، ما يرتدّ سلباً على جميع اللبنانيين، وما يجعل هذه الجرائم ترقى إلى مرتبة الخيانة الوطنية وتمسّ بالأمن المالي للبلد وفرص إعادة الإنقاذ».

 

لبنان آخر اولويات العرب

من جهة ثانية، كشفت مراجع ديبلوماسية عربية ولبنانية لـ «الجمهورية»، رافقت اجتماعات وزراء الخارجية العرب في القاهرة على مدى يومين، انّ الملف اللبناني كان غائباً عن اهتمامات الوزراء العرب، الذين انشغلوا في معظم مناقشاتهم بملفات عربية اخرى، توزعت بين الأزمات الكبرى في ليبيا واليمن، والتي وضعت تحت عنوانين اساسيين: الاول، يتصل بالتدخّل التركي في الأزمة الليبية، والإيراني في الأزمة اليمنية، مع التركيز على تخصيص المقدرات العسكرية الديبلوماسية في المواجهة المفتوحة مع كل من انقرة وطهران على شتى الاحتمالات السلبية منها خصوصاً.

وقالت المصادر، انّه لولا بعض اللقاءات والإتصالات التي اجراها وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة في مجرى المناقشات مع نظرائه العرب، لما أتى اي منهم على ذكر اسم لبنان، بعدما اشاروا الى انّ الملف اللبناني بما يشهده من مناكفات داخلية واصرار البعض منهم على التدخّل في شؤون الدول العربية الاخرى، سيبقى في ايدي اللبنانيين في هذه المرحلة، وان لم يساعدوا انفسهم لن يلقوا اي مساعدة من اي دولة عربية او غربية أخرى.

 

جهوزية أمنية

في هذا الوقت، اكّد مرجع أمني لـ»الجمهورية»، أنّ الوضع الداخلي شديد الدقة والحساسية، وثمة خشية من دخول بعض الخلايا على خط الاحتجاجات التي بدأت في الشارع، لافتعال ارباكات وضرب الاستقرار وجرّ البلد نحو الفوضى.

وكشف المرجع أنّ الاجهزة الامنية والعسكرية على اختلافها، قد رفعت من مستوى جهوزيتها في الايام الأخيرة تحسباً لأي طارئ، مع التأكيد على حق المواطنين في التعبير عن رأيهم في التجمعات والاحتجاجات، وردع اي محاولات قد يلجأ اليها بعض الجهات لتخريب الامن وتشويه حراك اللبنانيين. وقد أُعطيت التوجيهات للعناصر العسكرية والامنية بالتشدّد في الاجراءات، انطلاقاً من مسلمة أنّ الامن خط احمر، والاجهزة العسكرية والامنية لن تسمح بالعبث او المساس به.

 

الدولار تجاوز الـ10 آلاف

في غضون ذلك، استمر سعر صرف الدولار في خرق كل السقوف السابقة، وسجّل امس للمرة الاولى سعراً تجاوز الـ10 آلاف ليرة، الى 10 آلاف و100 ليرة، بما يُنذر بأنّه قد يواصل مسيرته الصعودية بلا سقف.

بالتوازي، واصلت أسعار السلع ارتفاعها مع تسجيل تراجع بعض التجار عن حجز البضائع المدعومة خوفاً من الملاحقة، بعد الغضب الذي أثارته امس حادثة كيس الحليب المدعوم.

وفي ظلّ غياب الحلول الحقيقية للأزمة، تمّ الاكتفاء باستصدار قرار قضائي لاغلاق منصّات تداول سعر صرف الدولار في السوق السوداء. وأعلنت «أوجيرو» مباشرة رصد المنصّات التي تقوم بهذا العمل تمهيداً لإغلاقها.

 

«محاولات ناعمة»

وفي غضون ذلك، توسعت رقعة التشاؤم حول مصير الوضع عموماً، وبدأت التوقعات تنحو الى مزيد من التصعيد مع استمرار انهيار اسعار العملة الوطنية الى مرحلة لم تكن متوقعة في اي وضع كان. وقد توقفت مراجع ديبلوماسية وسياسية عند مجريات الأحداث التي تسبب اقفال الطرق والاعتداءات التي استهدفت بعض السوبرماركت، وسط كرّ وفرّ بين المواطنين الغاضبين، و»المحاولات الناعمة» التي قامت بها وحدات الجيش لإعادة فتح الطرق الرئيسة التي شلّت الحركة في مفاصل عدة من البلاد. وهو ما عكسته التحرّكات الشعبية والطالبية عند مداخل وسط بيروت والطرق الساحلية الاساسية التي تربطها بالجنوب والشمال، عدا عن تلك التي قُطعت في عكار وطرابلس والجنوب والبقاعين الأوسط والشمالي، حيث تحرك المواطنون بعفوية بعيداً من التعاطي بالملفات السياسية، فغابت الشعارات الحزبية والسياسية وحضرت المطلبية والاجتماعية منها.

وقالت هذه المراجع لـ «الجمهورية»، انّها لم تُفاجأ بانتقال اعمال اقفال الطرق والاحتجاجات الى مناطق بعيدة من الطرق الساحلية والمدن الرئيسة. وردّت اسبابها الى حجم الازمة الاقتصادية الخانقة، بعدما امتدت التحركات السلبية الى بلدات وقرى بعيدة، لم تشهد اي حراك من هذا النوع منذ 17 تشرين العام 2019. وهو ما عّد نتيجة طبيعية للعبء المعيشي الذي بات يفرض نفسه على حياة اللبنانيين اليومية، في ظلّ عجز السلطة والمؤسسات المعنية بشؤون الناس عن لجم المضاربين بالعملة الاجنبية ومحتكري المواد الغذائية المدعومة، ولجوء السوبرماركت الكبيرة الى ربط الحصول على المواد المدعومة بكميات معينة من البضائع الاخرى غير المدعومة، عدا عن اخفاء البعض منها وبكميات كبيرة وإنزالها الى واجهات السوبرماركت بنحو محدود لا يشفي غليل المحتاجين اليها.

وكان لافتاً امس تحرك ثوار طرابلس امام منازل الوزراء والنواب، تعبيراً عن غضبهم، فقطع عدد من المحتجين الطريق أمام منزل وزير الاتصالات طلال حواط في شارع نقابة الأطباء، وتوجّهوا ايضاً الى منازل الرئيس نجيب ميقاتي والنواب فيصل كرامي وسمير الجسر ومحمد كبارة، وأقفلوا الطرق بالاطارات المشتعلة.

 

شكاوى بحق مسؤولين وتجار

وفي هذا المجال، كشفت مراجع في هيئات مدنية لـ «الجمهورية»، انّ بعض الحركات الاجتماعية وهيئات المجتمع المدني تستعد لتقديم مجموعة من الإخبارات للقضاء المختص، من اجل لجم المحتكرين ومقاضاة المسؤولين الذين اهملوا كل اشكال المراقبة، بعدما تسلّلت الى مكاتب الشكاوى مجموعة من المعلومات الدقيقة التي تتحدث عن تواطؤ غير مسبوق بين المسؤولين والمحتكرين، بدأ من خلال توزيع اموال الدعم على بعض التجار دون آخرين. بالإضافة الى عدم التزام بعض تجار المحروقات الاسعار الرسمية للمازوت، وإقدامهم على رفعها بنسب تجاوزت 15 و20 % في بعض مناطق البقاع والجنوب والشمال، بحجة التقنين في تسليم هذه المادة، وهو ما نفته شركات التوزيع الكبرى.

 

 

**************************************************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

«السلطة الغائبة» ترمي عقمها على المجتمع: صدامات في الشارع وعلى فتات الأطعمة

سلامة يتجه لمقاضاة الوكالة الأميركية.. والمجذوب يوقف التعليم أسبوعاً.. والآتي أعظم!

 

ماذا تنتظر السلطة «الفاشلة» والغائبة، التي تمثل الطبقة السياسية، التي أظهرت عداء مستحكماً للشعب اللبناني، الذي اعطاها الثقة في صناديق الاقتراع، وخدعته، وانقلبت عليه، لتبتعد كلياً عن المشهد؟

 

أظهرت كل تحاليل الرهان على هذه السلطة، للحد على الأقل، من انهيار كل شيء، منذ 17 تشرين الأوّل 2019، انها لم تكن في محلها. والكل نفض يده منها، حتى ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ابتعد عن المشهد المتعب، وصرف النظر عن زيارة ثالثة كان يرغب بها إلى لبنان، والعرب يئسوا من أداء الطبقة القابضة على السلطة وابتعدوا أيضاً، فضلا عن عواصم العالم الكبرى، بما فيها واشنطن وموسكو.

 

جلّ ما بقي من أداء هذه السلطة المريضة، انها رمت بعقمها على المجتمع، الذي لم تكفه جراحاته ومعاناته، بل دفعت إليه كل اشكال البلاء: صدامات في الشوارع، وعلى الاوتوسترادات التي تربط المحافظات بالعاصمة بيروت، من الجية إلى اوتوستراد جل ديب والزلقا، ومن طريق صيدا البحرية إلى ساحة النور في طرابلس، وطريق العبدة، واوتوستراد جبيل.. بين المواطنين بعضهم مع بعض، وبين رجال الأمن والمواطنين المحتجين..

 

لم يقف الأمر عند الاشتباكات ورمي الحجارة، والمنازلة بالعصي والحجارة والسكاكين، بل تعداه إلى مآسٍ، تظهرها أفلام الفيديو، وهي أشبه بأفلام الملاكمة، أو أفلام المسلسلات، تضاربا للسيطرة على فتات الاطعمة والأغذية، التي يقال عنها انها مدعومة، في ظل غياب لسلطات الرقابة والقوى الأمنية المعنية، وكأن عدم الحصول على «بودرة» (الحليب الناشفة) نهاية العالم!

 

ولم يقتصر الأمر على ذلك، ففي أحد متاجر عرمون، واثر نشر رسائل على وسائل «التواصل الاجتماعي» عن بيع اصناف غذائية مدعومة، تهافت المواطنون لشراء ما امكن من الحاجات والسلع، ووقفوا في طوابير ومعظمهم دون كمامات وقائية، حتى غصت بهم الطرق ما تسبب بزحمة سير خانقة في المحلة.

 

ومع ذلك، ملّ النّاس من إجراءات المنصة، أو عقد الاجتماع في السراي الكبير أو بعبدا أو أية وزارة، فعزف الجمهور عن QR code الذي تمنحه المنصة للذهاب، إلى بعض المؤسسات، مثل السوبر ماركت- البنوك- المتاجر الكبيرة.

 

ضمن هذا المشهد الحالك، والمنهك، لم تمر زيارة البابا فرنسيس إلى العراق مرور الكرام، فتابع اللبنانيون، على اختلاف طوائفهم، ومذاهبهم وقائع الزيارة، الحدث، نظرا للتشابه بين البلدين، وهم ينتظرون «ترياق الكهرباء» من العراق.. وسط أسئلة عن مدى الاستمرار في الضياع الحكومي، وانسداد الأفق.

 

إزاء ذلك، توقعت أوساط مطلعة أن يضاف الأسبوع المقبل إلى رزنامة الانتظارات لأن لبنان لم يحل ضيفا على طاولة المفاوضات الإقليمية، داعية إلى ترقب اجتماعات رئيس الحكومة المكلف في روسيا التي دخلت على خط تأليف الحكومة الجديدة.

 

ولفتت أوساط مطلعة عبر «اللواء» إلى أن التحركات الاحتجاجية الممتدة على جميع الأراضي اللبنانية قد تصبح ضاغطة في الفترة المقبلة لكن التجارب قد تعيد المشهدية السابقة لجهة أن ما من قدرة على المعالجة واستنباط الحلول معتبرة أن المراوحة تعلو على أي خطوة.

 

وأوضحت الأوساط نفسها أن هناك من يعتبر أن  بقاء هذه التحركات تحت عنوان تردي الاوضاع من دون أي إشكالات امنية هو الأساس، مشيرة إلى أن اكبر دليل على أن هذا العنوان  هو قيام الاحتجاجات في معظم المناطق اللبنانية دون أن تكون حظرا على منطقة.

 

الملف الحكومي

 

وهكذا دخل لبنان مجدداً في لعبة الوقت الضائع قبل تشكيل الحكومة، مع ما يُرتّبهُ ذلك من تزايد الازمات عبّر عنها تجاوز سعر صرف الدولار في السوق السوداء العشرة الاف ليرة، وتهافت المواطنين على شراء السلع الاساسية والمواد الغذائية قبل ارتفاع اسعارها اكثر او فقدانها بالكامل، استمرت معها التحركات الاحتجاجية وقطع الطرقات في معظم مناطق لبنان. وبقي الهم محصورا بعمليات التلقيح لمواجهة تفشي كورونا ومصير العام الدراسي بعدما اعلن وزير التربية طارق مجذوب اقفال كل المؤسسات التربوية والتعليمية اسبوعاً.

 

وذكرت مصادر رسمية لـ«اللواء» ان مساعي اللواء عباس إبراهيم مستمرة ولم تتوقف برغم سفر الرئيس سعد الحريري، وهو بانتظار عودته لإستكمال البحث بالمقترحات الجديدة بعدما أكد الرئيس ميشال عون عدم طرحه الثلث المعطل والموافقة على ان تكون حصته ستة وزراء بمن فيهم الوزير الارمني. لكن المهم موافقة الحريري الذي يبدو انه ما زال متمسكا بمواقفه حول عدد الوزراء 18 ومن حقيبتي الداخلية والعدل ايضاً.

 

لكن المصادر رأت انه اذا كان الحريري منتظراً امورا اخرى فإن الانتظار قد يطول وتطول معه ازمة البلد، وتصبح الحلول أصعب وربما لا يتبقى حلول اذا استمر الانهيار بكل مقومات البلد. مشيرة الى ان لعبة الضغوط بالاقتصاد والليرة والتحرك بالشارع اياً كان الذي يقوم بها مضرة ولا توصل الى اي نتيجة. وتضيف: اذا لم يرد الحريري تلبية شروط عون او مطالبه فليبحث عن ابواب ومبادرات وحلول اخرى ويطرحها للبحث.

 

الحريري

 

ويستكمل الرئيس المكلف سعد الحريري برنامج جولاته الخارجية بحثا عن دعم لبنان، وفي السياق يزور خلال الاسبوعين المقبلين موسكو للتشاور مع كبار المسؤولين في ما آلت اليه الاوضاع في لبنان ومواقف الاطراف الداخلية والاقليمية المؤثرة في مسار التشكيل نسبة للدور الممكن ان يضطلع به المسؤولون الروس مع الجهات الاقليمية لا سيما ايران، للافراج عن تشكيل الحكومة، بعدما حملها في بيان مكتبه امس المسؤولية في شكل واضح.

 

حركة شيا وغريو

 

ومع جمود التحرك الحكومي، سُجّلَ تحرك دبلوماسي غربي، حيث التقت السفيرة دوروثي شيا امس، برئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، «لبحث الأوضاع الصعبة التي يواجهها اللبنانيون. كما ناقشا الحاجة الملحة لأن يشكل لبنان حكومة قادرة على تنفيذ إصلاحات مطلوبة منذ أمد، والتي تشكل الشرط الذي لا غنى عنه لإنقاذ الاقتصاد اللبناني».

 

بالتوازي، أعلنت سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو «تقديم مساعدة إستثنائية بقيمة 1،1 مليون يورو إلى منظمات تؤمن مساعدة مباشرة لسكان طرابلس وجوارها، لا سيما في عكار». مشيرة إلى أن الدعم الطارئ لا يمكن أن يحل مكان القيام بالإصلاحات».

 

وسألت في بيان «أين نحن اليوم؟ إن هذا الدعم الطارئ كان وما زال ضرورياً، ولكنه لا يمكن أن يحل مكان القيام بالإصلاحات التي ينتظرها اللبنانيون لتكون لهم دولة تضمن حقوقهم كمواطنين، وتستجيب لتطلعاتهم المشروعة بالعيش بكرامة في بلد موحد وسيد وينعم بالسلام.

 

وقالت غريو: لقد وعدت فرنسا اللبنانيين بأن تبقى إلى جانبهم، وهي فعلا إلى جانبهم، كما أنها مستعدة لمواكبتهم في خياراتهم المستقبلية. وأردفت: الآن، تبدأ عملية النهوض بتشكيل حكومة من دون تأخير، تكون مستعدة للعمل بجدية. إن الوضع الطارئ على الصعيد الصحي والاقتصادي والاجتماعي يتطلب يقظة، كما يستوجب أن يتحمل أخيرا جميع الأفرقاء السياسيين مسؤولياتهم.

 

وليلاً، عممت أوساط بعبدا ان الرئيس المكلف سعد الحريري لا يريد تشكيل الحكومة أو لا يستطيع تشكيلها.

 

وقالت ان الحريري ذهب بعيدا بأن اشترط حصوله على ثقة نواب تكتل لبنان القوي ليعطي الرئيس 5 وزراء مسيحيين، وألا يحصر تمثيله بـ3 وزراء.

 

وأشارت الأوساط نفسها إلى ان الحريري يقول بوضوح ان لا حكومة الآن، وهو في هروبه إلى الامام سيجد وسيبتكر كل يوم عذرا جديدا لكي لا يُشكّل.

 

ولم يؤد غضب الشارع على خلفية تدهور الاوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية الى تحرك المسؤولين باتجاه مبادرات وخطوات عملية لاخراج عملية تشكيل الحكومة الجديدة من جمودها، بل بقيت الامور في دائرة المراوحة، في حين بقيت ترددات مارشح عن مبادرة تم تداولها عبر احد الوسطاء وفيها بان رئيس الجمهورية ميشال عون قبل بحصة من خمسة وزراء اضافة الى وزير من حصة حزب الطاشناق ومن ضمنهم حقيبة الداخلية، موضع احاديث سياسية، ليتبين انها لم تعرض على الرئيس المكلف بشكل  رسمي من قبل رئيس الجمهورية، وانها استغلت من قبل الفريق الرئاسي اعلاميا  وسياسيا للتهرب من مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة  التي باتت ثابتة عليه من كل الجوانب  ومحاولة تحميلها للحريري داخليا امام اللبنانيين وخارجيا امام الجانب الفرنسي تحديدا خلافا للواقع والحقيقة لاحراجه أمامهم، بينما فوجيء احد المعنيين  من  فريق الازمة الرئاسي الفرنسي عبر اتصالات  غير معتادة  مع الوسيط  المذكور تمت معه ان ما نقله الاخير عن قبول رئيس الحكومة المكلف لهذه المبادرة لم يكن صحيحا، بدليل النفي الذي صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس الحريري  بهذا الخصوص. ولذلك  بقيت عملية التشكيل اسيرة التعطيل المتعمد من الفريق الرئاسي الذي يتشبث بمطالب تعجيزية  من ضمنها الثلث المعطل في التشكيلة الوزارية  برغم كل محاولات الإنكار الظاهري لهذه المطالب التي تؤكدها البيانات والمواقف المتعارضة للفريق المذكور.

 

سلامة يقاضي بلومبرغ

 

وتفاعلت المعلومات التي تحدثت عن ان الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات على حاكم مصرف لبنان.

 

فقد أعلن الحاكم رياض سلامة أنه سيتقدّم بسلسلة دعاوى قانونية في داخل لبنان وخارجه بحق وكالة بلومبرغ الأميركية ومراسلتها في بيروت وكل من يقف وراءهما بجرائم فبركة أخبار والإساءة ومحاولات تشويه سمعة حاكم المصرف المركزي.

 

إن التمادي في هذه الإساءات بات يحتّم تحرّكا من جميع الذين يدّعون الحرص على المصرف المركزي وسمعة لبنان المالية ما يرتدّ سلباً على جميع اللبنانيين.

 

ونفى المتحدث باسم الخارجية الأميركية ان تكون واشنطن تدرس فرض عقوبات على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، مشيرا إلى ان بلاده اطلعت على تقارير عن عقوبات محتملة على سلامة، وان هذه التقارير غير صحيحة.

 

ونقل عن المتحدث باسم السفارة الأميركية في بيروت كايسي يونفيلد ان الولايات المتحدة لا تنوي فرض عقوبات على سلامة.

 

تعليق التدريس أسبوعاً

 

وفي هذا الخضم المضطرب، حدث تطوّر تربوي، استدعى التوقف عنده، إذا أصدر وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب قراراً يتعلق بتعليق أعمال التدريس عن بعد في جميع المدارس والثانويات، والمعاهد الرسمية والخاصة اعتبارا من صباح الاثنين 8 آذار 2021، ولغاية مساء الأحد 14 آذار ضمناً.

 

وفي حيثيات القرار انه نظراً للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد اقتصادياً وصحياً ومعيشياً، وانعكاسها المباشر على القطاع التربوي بمختلف مؤسساته وافراده، وحيث ان هذا الواقع يحتاج إلى تأمين المقومات الأساسية الصحية والمادية والمالية للجسم التربوي بجميع مكوناته لتأمين تعليم عادل ونوعي لجميع المتعلمين..

 

وإذ نبه المجذوب إلى تداعيات القرار وليتحمل أصحاب الوعود نتيجة التهرب من الوفاء بعهودهم ووعودهم، وليتحملوا نتيجة وضع التربية في آخر سلم الأولويات. والله يشهد أنني بلغت وانكم بلغتم وان مطالبكم حق. شكرا لجميع الشركاء في رفع مستوى التربية في لبنان.

 

التحركات

 

على الأرض، وفي تحركات الجمعة مضى الوضع بين «كر وفر»، والجديد الذي طرأ عليه، ما حصل عند اوتوستراد الجية من تضارب بالايدي والسكاكين، واعاقة حركة انتقال المواطنين، فضلا عن تعميم التحركات كل المناطق.

 

واستمر المشهد متفاقماً، غضب، وضياع، وانفعالات، سواء في الجية، أو على طريق صيدا البحرية.. وليلاً أفيد عن إطلاق نار في خلدة..

 

فقد شهد الشارع الرئيسي في منطقة الجية اشكالاً بين عدد من أبناء برجا من جهة وشبان من بلدة الجية من جهة أخرى.

 

ووفقاً للمعلومات، فإنّ الاشكال وقع بين بعض شبان برجا الذين كانوا يقطعون الطريق وعدد من الأشخاص في الجية قيل أنهم مناصرون لـ«حزب الله».

 

وذكر أن شباناً من برجا قاموا بتكسير مقهى في منطقة الجية احتجاجاً على تعرض أحدهم لطعنة بالسكين في يده من قبل شبان في الجية على خلفية قطع الطريق الساحلي.

 

ووصفت بلدية الجية، في بيان أن «ما جرى على الطريق البحرية، هو بمثابة اشكال فردي بين عدد من الشبان، خلال محاولة البعض قطع الطريق العام القديم في وسط الجية، فتدخلت شرطة البلدية والوجهاء وقوى الجيش، وتمت معالجة الأمر واعادة الوضع الى طبيعته، وحل الاشكال العابر حُبياً».

 

وأقدم محتجون على دراجات نارية على تحطيم واجهات المحال في شارع مونو. وقطع السير على تقاطع السفارة الكويتية بالاتجاهين. وعند مستديرة الكولا – بيروت، وجسر الرينغ كما تمّ إقفال نفق سليم سلام بالإطارات المشتعلة.

 

كما قطع محتجون الطريق في ساحة الشهداء وسط بيروت بالإطارات المشتعلة، وتم قطع الطريق في ساحة الشهداء مقابل مسجد الامين بالإطارات المشتعلة.

 

وفي جل الديب، قطع السير على الاوتوستراد المسلك الشرقي، ثم قطع لاحقاً بالاتجاهين، كما قطع عدد من المحتجين أوتوستراد زوق مصبح – تحت جسر يسوع الملك باتجاه بيروت بالسيارات، وأقفلوا المسلك الشرقي بالإطارات المشتعلة، ما تسبب بزحمة خانقة على المسلكين وتذمر العابرين. وقد قطع السير لاحقاً على اوتوستراد ذوق مصبح بالاتجاهين.

 

وقطع طريق عام مزرعة يشوع بالاتجاهين.

 

كما قطع محتجون اوتوستراد خلدة – الشويفات، ومفترق دوحة عرمون بالاطارات المشتعلة، ما تسبب بزحمة سير خانقة.

 

ومن الطرقات التي قُطعت اوتوستراد الناعمة بالاتجاهين، طريق عام بشامون عرمون.

 

شمالا، عدد من المحتجين جابوا شوارع طرابلس بمسيرات راجلة، ونفّذوا وقفات احتجاجية، وأشعلوا الاطارات أمام منازل عدد من السياسيين مرددين الهتافات المنددة بهم، وذلك احتجاجا على الغلاء وتردي الأوضاع المعيشية وارتفاع سعر الدولار.

 

وعمدوا إلى قطع الطريق امام منزل فيصل كرامي احتجاجاً على الأوضاع المعيشية.

 

وتمّ قطع السير في محلة ساحة عبد الحميد كرامي واقفال ساحة النور في طرابلس من كل الاتجاهات، ومسلكي أوتوستراد طرابلس بيروت بالاطارات المشتعلة، طريق بالما – طرابلس، الطريق من حلبا باتجاه القبيات محلة عمار البيكات، طريق عام حلبا طرابلس محلة مستديرة العبدة بالاتجاهين.

 

وتم قطع الطريق على دوارت البعبدا ودوار النيني في الضنية.

 

بقاعاً، تمّ قطع السير على طريق عام الفرزل ابلح بالاتجاهين كما طريق عام سعدنايل بالاتجاهين والطريق على مفرق بريتال المسلك الشرقي. كما تم قطع طريق عام كسارة البقاع بالاتجاهين.

 

كما تمّ قطع السير على طريق عام البداوي بالاتجاهين بجانب محطة الاكومي وعلى طريق عام المصنع راشيا بالاتجاهين.

 

وقطع السير على طريق عام دير زنون قرب مفرق الفاعور بالاتجاهين.

 

390035 إصابة

 

صحياً، أعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 3202 إصابة بفايروس كورونا، و52 حالة وفاة، خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي، إلى 390053 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020 الماضي.

 

 

***************************************************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

لبنان بين جهنم وبين فرصة انقاذه: هل يستشعر المسؤولون خطورة الوضع؟

– نور نعمة

عون وجنبلاط يتفاعلان مع مبادرة حزب الله…تقدم ملحوظ في الاستحقاق الحكومي

تحرك فرنسي غير علني وكلام الحريري مفاجئ باتجاه السعودية

 

عندما سئل رئيس الجمهورية ميشال عون عن مصير لبنان اذا لم تشكل حكومة، رد «الى جهنم»وها هو لبنان اليوم يدخل المرحلة الجهنمية بعد وصول الاوضاع المعيشية الى الدرك الاسفل من الفقر والجوع والعوز. ذلك ان الاحتجاجات الشعبية مستمرة وغضب الناس انفجر وقد يصعب احتواؤه دون حل فعلي بعد ان تجاوز الدولار الى العشرة الالف ليرة الى جانب ارتفاع نسبة البطالة ويرافق هذا الامر تراجع كبير في مداخيل الناس وعليه لم يعد هناك اي مبرر لعدم تشكيل الحكومة وتلاقي الرئيسين عون والحريري لحل خلافاتهما والعمل على خدمة المواطن اللبناني الذي ارهقته الازمة المالية. والحال ان المظاهرات الشعبية التي حصلت في الايام الاخيرة وتمثلت بقطع الطرقات معبرة عن امتعاض الناس من اداء السلطة ما هو الا رأس الجليد لما سيتبلور لاحقا من انفجار اجتماعي متوقع في حال بقيت الامور على حالها اي بمعنى اخر اذا لم تظهر اي مساعي ايجابية في مسار التأليف تبشر ان ولادة الحكومة ستبصر النور.

 

بموازاة ذلك، تشير الامور الى ان مجموعة تطورات ادت الى تقدم في الاستحقاق الحكوميبشكل ملحوظ وان المبادرة التي طرحها سماحة السيد حسن نصرالله ستكون قيد التطبيق والتي هي معادلة مزدوجة تقضي بتنازل الرئيس عون عن الثلث المعطل مقابل تنازل الرئيس الحريري عن التمسك بحكومة من 18 وزيرا اضافة الى موافقة رئيس حزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بهذا الطرح ناهيك عن الحركة الشعبية التي شكلت عامل ضغط.وفي هذا الاطار، قالت اوساط سياسية للديار ان جنبلاط ذهب باتجاه التخلي عن سعد الحريري وعدم ممانعته من ان يسمي النائب طلال ارسلان وزيرا درزيا وبالتالي بتوسيع الحكومة الى عشرين وزيرا. والليونة التي ابداها جنبلاط تزامنت مع قبول الرئيس عون بخمسة وزراء زائد واحد يؤكدان الى ان ولادة الحكومة قد تكون قريبة.

 

وفي هذا السياق، يكون لبنان امام مسارين: المسار الاول هو عدم تشكيل حكومة ومواصلة ارتفاع الدولار وتصاعد غضب الناس وهكذا يكون لبنان ذاهب نحو الانفجار وبالتالي يصبح تحت التدويل بحكم الامر الواقع.

 

اما المسار الثاني هو تشكيل حكومة تجنب البلد الانفجار الاجتماعي الكبير وتوقف مسار التدويل الذي يروج له البطريرك الراعي. وفي ظل الظروف الاقتصادية السيئة يكون تاليف حكومة مهمة خطوة اساسيةلوقف النزيف اللبناني الى حد ما واحتواء غضب الشارع.

 

وهنا، سيكون الحريري في موقف محرج عربيا اذا شكل حكومة وفقا لمبادرة سماحة السيد حسن نصرالله، اي موافقة الحريري على مبادرة نصرالله، انما ايضا لا يمكن ان يعطل الحريري تشكيل الحكومة ولبنان يقترب من الانهيار الكامل.

 

 هل سيتعاون الحريري في تاليف الحكومة؟

 

 

وفقا لاوساط وزارية رأت انه مع قرار النائب السابق وليد جنبلاط الجديد، لم يعد امام الحريري التذرع امام الرئيس نبيه بري وحزب الله بان التوسيع في الحكومة سيؤدي الى عدم اشتراك جنبلاط فيها وهذا يفقدنا الغطاء الدرزي. اما اليوم بماذا سيتحجج الحريري لتأخير ولادة الحكومة؟

 

وتابعت ان الحريري من جهته ادرك ان التبدل في موقف عون وجنبلاط اتى من جراء تدخل حزب الله وبالتالي احرجه الاخير خاصة ان الحريري قال من امام القصر الجمهوري ان الحكومة ستكون من 18 وزيرا ونقطة على السطر. وهنا، لفتت الاوساط الى ان تصعيد الحريري تجاه حزب الله وانتقاده على الارجح يندرج في خانة حرف الانظار عن الوضعية التي وضع فيها الحريري.

 

ومن منظار اخر، عللت اوساط وزارية انتقاد الحريري لحزب الله انه اتى من زاوية انه اعطى الثنائي الشيعي كل ما يريده وانه كان يتكئ على الحزب بممارسة بعض الضغط على العهد والوطني الحر بالتنازل عن بعض الشروط لتشكيل حكومة.اضف الى ذلك، يقول المقربين من الرئيس المكلف ان تهاون حزب الله مع التيار الوطني الحر وعدم وضع اي رادع له في التمادي بالتطاول على شخصيات مقربة من تيار المستقبل على غرار الدعاوى التي رفعها الوطني الحر، دفع الرئيس المكلف الى تحريك شارعه يوم الثلثاء الماضي ليوجه رسالة للمقاومة.

 

وعليه كلام الحريري للمقاومة مفاده ان حزب الله لا يمكن ان يستمر في امساك العصا من وسطها. وهنا اصبح حزب الله بين نيران حليفة من جهة الرئيس ميشال عون ومن جهة الرئيس المكلف سعد الحريري ايضا.

 

كلام الحريري كلام يقال للمرة الاولى بتاريخه

 

وفي سياق متصل، قالت اوساط سياسية للديار ان الشق اللافت في كلام الحريري الاخير هو ليس انتقاد حزب الله انما قوله انه لا ينتظر رضى السعودية ولا غيرها لتشكيل الحكومة وهذا الكلام يقال للمرة الاولى من جانبه. فهل هي رسالة الى المملكة العربية السعودية ام انها زلة لسان؟وما هيتبعات هذه الكلمة؟

 

 التيار الوطني الحر: ظهرت الحقيقة وتبين من كان يعرقل تشكيل الحكومة

 

من جهة اخرى، قالت مصادر في التيار الوطني الحر للديار انه كان يمكن توجيه اللوم الى الوطني الحر والعهد على المظاهرات الشعبية التي تحصل مؤخرا بما ان المشهد السياسي سابقا حول تشكيل الحكومة كان ضبابياولكن بعد انكشاف موقف الرئيس المكلففي تصريحه حول مسار التأليف وعدم احترامه للمادة 53 من الدستور التي تعطي الحق لرئيس الجمهورية في المساهمة في تشكيل الحكومة فقد قطع الحريري الشك باليقين بانه السبب في تأخير ولادة الحكومة المرتقبة. ولفتت هذه المصادر الى ان موقف الرئيس عون الذي اتسم بالليونة اضافة الىموقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي على الارجح ازعجا الرئيس المكلف واحرجاه خاصة ان الحريري لم يحصل حتى اللحظة على الضوء الاخضر من السعودية. واشارت الى ان انتقاد الحريري لحزب الله ومواصلة هجومه على الوزير جبران باسيل يؤكدان ان الحريري في موقع لا يحسد عليه ولذلك يريد مواصلة السجالات لتمرير الوقت حتى يطرأ تغييرا عربيا ايجابيا تجاهه. وتابعت انه اصبح واضحا ان المسؤولية في تردي الاوضاع الاقتصادية تقع على عاتق الرئيس المكلف ذلك ان المادة 53 تعطي رئيس الجمهورية الحق في ابداء بتسمية او ابداء الرأي بالوزراء المسيحيين وغير المسيحيين ولكن الحريري لا يزال يرفض ذلك. وعليه، طالبت مصادر التيار الوطني الحر الرئيس الحريري بالتوجه للناس والشرح لهم سعيه لتسمية وزراء حصة رئيس الجمهورية. واكدت المصادر في التيار الوطني الحر انه لن يشارك في التسمية ولن يعطي الثقة في مجلس النواب.

 

سفيرة فرنسا تتحرك

 

وعلى خط باريس علمت «الديار» ان السفيرة الفرنسية آن غريو تقوم بزيارات بعيدة من الاضواء وتتصل ببعض الافرقاء المعنيين للوقوف على حقيقة العراقيل الحكومية، ملمحة الى امكان استئناف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مبادرته الحكومية وتزخميها باتصالات مع الداخل اللبناني.

 

 بكركي- حارة حريك

 

وعلى صعيد العلاقة بين حزب الله والبطريرك الماروني بشارة الراعي، تؤكد اوساط متابعة لـ «الديار» ان الاتصالات بين اعضاء اللجنة المشتركة بين بكركي وحارة حريك قد بلغت مستوى متقدم وقد يترجم بلقاء للجنة المشتركة خلال ساعات او في غضون يومين وقد يكون اللقاء غير معلناً وذلك للتمهيد للقاء مباشر بين ممثل لقيادة حزب الله والبطرريرك الراعي بعد ان تكون اللجنة المشتركة درست التباينات واوضحت الاستفسارات ووضعت المواقف في سياقها الطبيعي.

 

 بكركي حريصة على عدم اثارة مخاوف اي طرف لبناني

 

رغم طرح بكركي للتدويل ، لم يقطع البطريرك الراعي العلاقات مع حزب الله لا بل تم تفعيل اللجنة المشتركة بين بكركي وحزب الله في الحوار على المصارحة والنقاش في مسائل عدة ذلك ان الراعي حريص على عدم اثارة مخاوف المقاومة وهو حريص على عدم عزل اي فريق لبناني. وبالتالي المسائل الشائكة بين بكركي وحزب الله ستكون قابلة للحوار والنقاش.

 

جنبلاط اتخذ موقف وطنيا لاستشعاره بخطورة الوضع

 

من جهته، قال امين سر الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر ان السبب الرئيسي الذي دفع بالنائب وليد جنبلاط الى اتخاذ موقف وطني هو ما حصل الثلثاء الماضي واستشعاره بخطورة الوضع وخشيته من ان تتدحرج الامور الى كارثة يصعب احتواؤها. واكد ناصر ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ليس لديه حسابات في المحاصصة وفي عملية التجاذب عليها والعقدة ليست عند الحزب الاشتراكي مشيرا الى ان جنبلاط اراد ان يقول للجميع انه يريد تجاوز اي عامل يسبب ربما تاخير في تشكيل الحكومة. وعلى هذا الاساس، بات على الاخرين ممن اتهمواجنبلاط باحتكار التمثيل الدرزي ان يقدموا التنازلات لانقاذ لبنان لان الوضع لم يعد يحتمل . وشدد ناصر الى ان الرئيس المكلف لم يقل يوما ان جنبلاط يستأثر بالقرار الدرزي انما الفريق الاخر من روج لهذه الافكار لافتا الى انالحريري اراد 18 وزيرا لانه يسعىلحكومة مصغرة ولحكومة مهمة واختصاصيين. واستطرد امين سر الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر بالقول انه اذا استمر التعطيل فليصارحوا الناس بالاسباب الحقيقية التي تمنع وجود حكومة اليوم.

 

القوات اللبنانية: التدويل لتجنب الانتقال من الانهيار الى الانفجار الكبير

 

بدورها، اكدت مصادر القوات اللبنانية للديار ان طريق انقاذ لبنان يكون عبر اسقاط الاكثرية الحاكمة في صناديق الاقتراع. ولفتت الى ان القوات التقت مع البطريرك الماروني حول التدويل الذي لم يذهب اليه الراعي الا عندما وجد ان المسؤولين في الدولة لا يسعون الى الانقاذ لا بل يتلهون بصراعات حول نفوذهم بينما الشعب اللبناني يئن ويفقر والبلد ينزلق من السيء الى الاسوأ.واوضحت المصادر القواتية ان لبنان في مقدمة دستوره في البند الثاني يتكلم عن ان الدولة اللبنانية جزء من الشرعية الدولية وبالتالي من يخرج عن الشرعية الدولية يصبح استثناء.

 

وتابعت المصادر القواتية ان البطريرك الراعي ذهب يأسا من الفريق الحاكم في لبنان الى المجتمع الدولي بما ان السلطة لا تتجاوب مع متطلبات الناس. ولذلك تجنبا من الانتقال من الانهيار الى الانفجار الكبير، يريد الراعي التوجه الى المرجعية الدولية لعلها تساعد لبنان في ازمته الغير مسبوقة.

 

*******************************************************************

 

 افتتاحية صحيفة الشرق

 

واشنطن تدحض «الدس العوني» ضد حاكم مصرف لبنان

لا عقوبات على سلامة… ودعاوى قضائية ضد بلومبيرغ

 

في مارس 6, 2021

 

فيما الشعب المقهور الموجوع الذي يفتح معارك على كيس حليب او مادة غذائية مدعومة يندر وجودها كما المال في جيبه، بعدما هُربت الى الاشقاء والجيران المُعاقبين، يفترش الشارع غضبا ويقطع الطرق احتجاجا، يمضي المعنيون في ملف تشكيل الحكومة في حربهم المفتوحة على الصلاحيات والمقاعد، فيما طريق الوساطات مقفلة.

 

المس بالدستور

 

مصادر بعبدا اكدت لـ»المركزية» ان رئيس الجمهورية يعتبر ان الاوضاع المأزومة في البلاد لا يجوز ان تستمر على ما عليه، على الاقل حكوميا، وهو يدرس مع فريق مستشاريه سبل تحريكها بما يتيحه الدستور، سواء من خلال توجيه رسالة الى مجلس النواب او التمهيد لانعقاد طاولة حوار او غيرهما من الافكار والطروحات التي من شأنها تحريك الملف الحكومي.

 

فهل نحن موعد مع محاولة جديدة لخرق الدستور او الالتفاف عليه بطرق ملتوية عهدناها من القصر ومستشاريه الجهابذة، والاساتذة في التزوير والتضليل؟

 

باريس تستعجل

 

ووسط اشتداد التأزم الحكومي ووجود الرئيس المكلف سعد الحريري خارج البلاد حيث يفترض ان يزور روسيا خلال اسبوعين، جددت العواصم الكبرى دعوتها اهل المنظومة»، الى الاسراع في التشكيل. فأكدت سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو «تقديم مساعدة إستثنائية بقيمة 1،1 مليون يورو إلى منظمات تؤمن مساعدة مباشرة لسكان طرابلس وجوارها، لاسيما في عكار»، لافتة الى أن الدعم الطارئ لا يمكن أن يحل مكان القيام بالإصلاحات». وأردفت «الآن، تبدأ عملية النهوض بتشكيل حكومة من دون تأخير، تكون مستعدة للعمل بجدية. إن الوضع الطارئ على الصعيد الصحي والإقتصادي والإجتماعي يتطلب يقظة كما يستوجب أن يتحمل أخيرا جميع الأفرقاء السياسيين مسؤولياتهم».

 

.. وواشنطن ايضا

 

وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، القى خلال مؤتمر صحافي، الضوء على الملف اللبناني، وأكد أن الولايات المتحدة تراقب «الوضع في لبنان عن كثب وباهتمام بالغ». وتابع «هناك حاجة ملحة لتشكيل حكومة ووقف الفساد، ونحن ندعم الشعب».

 

واشنطن وسلامة

 

على صعيد آخر، بقيت المعلومات التي تحدثت عن توجه اميركي لفرض عقوبات على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تتفاعل، وقد تبيّن زيفها امس. اذ نقلت قناة «الحرة» ان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، قد اكد في رده على سؤال حول إمكانية فرض عقوبات أميركية على حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة «لا أريد استباق الأمور أو الحديث عن ردود فعل سياسية في هذا الوقت»…

 

من جهته، قال المتحدث الإعلامي في السفارة الاميركية في لبنان كايسي بونفيلد للجديد: تابعنا تقارير صحافية تتحدث عن عقوبات محتملة على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وهذه التقارير غير صحيحة».

 

سلامة سيتقدم بسلسلة دعاوى بحق بلومبرغ

 

صدر عن المكتب الإعلامي لمصرف لبنان البيان الآتي: «يعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أنه سيتقدم بسلسلة دعاوى قانونية في داخل لبنان وخارجه بحق وكالة بلومبرغ الأميركية ومراسلتها في بيروت وكل من يقف وراءهما، بجرائم فبركة أخبار والإساءة ومحاولات تشويه سمعة حاكم المصرف المركزي.

 

إن التمادي في هذه الإساءات بات يحتم تحركا من جميع الذين يدعون الحرص على المصرف المركزي وسمعة لبنان المالية ما يرتد سلبا على جميع اللبنانيين، ما يجعل هذه الجرائم ترقى إلى مرتبة الخيانة الوطنية وتمس بالأمن المالي للبلد وفرص إعادة الإنقاذ».

 

واشنطن تنفي التوجّه نحو فرض عقوبات على سلامة

 

نفى مسؤول أميركي رفيع معني بالملف اللبناني، المعلومات عن «عقوبات أميركيّة مُحتملة على حاكم المصرف المركزي رياض سلامة»، مُشدّدًا على أنّ «هذه المسألة ليست مطروحة ولم تَكن مطروحة من الناحية العملية في دوائر القرار الأميركي».

 

ولفت المسؤول، إلى أنّ «الحملات الإعلامية شيء، والمعلومات الموثّقة التي تستند إليها المؤسسات الأميركية المعنية شيء آخر»، مؤكّدًا أن «الولايات المتحدة الأميركية ليست في وارد الدخول في السجالات الإعلاميّة والحملات السياسية والدعائية المتبادلة في لبنان، وقراراتها تُبنى على أساس القواعد القانونية والسياسية التي تعتمدها علناً، وليس على تسريبات ودسائس وكمائن يَنصبها الأطراف المتخاصمون في لبنان للإيقاع ببعضهم».

 

وأوضح المسؤول الأميركي، أن «فريق عمله في واشنطن وفي لبنان يُواكب كل التفاصيل المالية والمصرفية بالتعاون المباشر مع الجهات اللبنانيّة وغير اللبنانية المختصة، وهو قادر على التمييز بين المعلومات الصحيحة والشائعات التضليلية».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram