. بعد استهداف الرئيس… سهام الغرف المظلمة تتوجّه نحو الجيش وقائده

. بعد استهداف الرئيس… سهام الغرف المظلمة تتوجّه نحو الجيش وقائده

إلغاء الزيارة… إهانة أم امتحان لكرامة الجيش؟

 

Telegram

كتب رشيد حاطوم 

في خطوة مفاجئة ومشحونة بالدلالات، أقدمت الإدارة الأميركية على إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل إلى واشنطن، وذلك بعد ساعات فقط من صدور بيانات عسكرية لبنانية حمّلت العدوّ مسؤولية إطلاق النار على قوّات اليونيفيل.

هذه السرعة في ردّ الفعل لا تُقرأ إلا كرسالة سياسية مباشرة: واشنطن أرادت معاقبة الجيش اللبناني على تمسّكه بوصف الوقائع كما هي، بعيدًا عن حسابات “الرضى الدولي”.

الجدير ذكره انه لم يكد حادث بخّ السم على الرئيس جوزاف عون يهدأ، حتى تبيّن أنّ الحملة لم تكن تستهدفه وحده. فالسهم نفسه امتدّ ليطال الجيش وقائده، عبر دسائس رخيصة ومحاولات تشويه ممنهجة، وكأنّ هناك من قرّر فتح معركة مع المؤسسة الوحيدة التي ما زالت واقفة. هؤلاء لا يهاجمون شخصاً، بل يعبثون بآخر خطوط الأمان في هذا البلد، ويظنون أنّ ضرب هيبة الجيش طريق إلى مكاسبهم الصغيرة. لكنهم ينسون أنّ الجيش أكبر من مؤامراتهم، وقائده أكبر من أن تهزّه حملات مدفوعة الثمن.

المعلومات المتقاطعة تشير بوضوح إلى أنّ استياء الإدارة الأميركية أعمق من مجرّد بيان. فالجيش، خلال فترة المواجهة الأخيرة، تمسّك بلغة مهنية صارمة تُزعج البعض حين تُسمّي المعتدي باسمه، وحين تُرفق ذلك بانضباط ميداني لا يتقاطع دائمًا مع حسابات الأطراف الخارجية.

وفي هذا السياق، قرأت واشنطن موقف الجيش على أنّه اقتراب غير مرغوب من موقف المقاومة في توصيف الاعتداءات، فاختارت الردّ عبر إلغاء الزيارة في اليوم نفسه—رسالة ضغط لا يمكن فصلها عن مناخ التوتر السياسي في لبنان والمنطقة.

 

لكن ما حصل يتجاوز الملف الدبلوماسي إلى كرامة وطنية. فقائد الجيش ليس موظّفًا عاديًا بل رأس المؤسسة العسكرية التي تُجسّد وحدة البلاد واستقلال قرارها. وأيّ استهداف له، بشكل مباشر أو موارب، هو استهداف لهيبة الدولة ولحقوق اللبنانيين في أن تكون مؤسستهم العسكرية حرّة في تقييم المشهد الأمني من دون وصاية.

 

الأهم أنّ هذه الحادثة شكّلت دليلًا إضافيًا على استقلالية الجيش. فالمؤسسة التي يربط البعض قراراتها بالمساعدات الأميركية أثبتت أنّ عقيدتها القتالية وواجباتها الميدانية تبقى فوق أي اعتبارات أخرى، وأنّها ليست في وارد تعديل توصيفاتها أو مواقفها لإرضاء أحد.

 

يبقى الجيش اللبناني، مهما تبدّلت العواصف، العامود الفقري للدولة وصمّام أمانها الأخير. فكلّما عجزت الحكومات عن إدارة أزمة أو احتواء انفجار، سارعت إلى وضع العبء على كتفي المؤسسة العسكرية وقائدها. والواقع أنّ وجود العماد رودولف هيكل على رأس الجيش لم يكن تفصيلاً، بل عامل استقرار وطمأنينة، بفضل حكمته ومواقفه الوطنية الصلبة التي أثبتت أنّ القيادة حين تكون صادقة مع نفسها ومع بلدها، تُصبح الدرع الحقيقي الذي يحفظ لبنان من الانهيار.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram