هل هناك مايستفز الانسان مثل ان يسمى مروره وسط قطيع الذئاب مسرحية .. وأن يكون جريحا وينزف ويسمى جرحه مسرحية .. ودمه تمثيلية .. ووجعه لحنا راقصا؟؟ ..
هذا العالم العربي الذي يرى حروب الاخرين مسرحيات هو أكبر مسرح لكل العروض المسرحية .. فكل مافيه مسرح من القصور الملكية الى الجيوش .. وقدمت على منصاته أكبر المسرحيات والعروض .. ومع هذا يطلق من يمثل على هذا المسرح ومن يملكه على من لايملك مسرحا للعرض على انه ممثل .. وكل أبطاله ممثلين .. فالرئيس حافط الاسد لم يوقع على اتفاق سلام لأنه كان يلعب مسرحية الصمود والتصدي من وجهة نطر المسرحيين في مسرح العالم العربي!!.. والرئيس حافظ الأسد قاتل الاسرائيليين في تشرين عام 73 لأنه كان ممثلا بارعا أما السادات فكان الصادق الذي لم يكذب على شعبه وعلى أمته وكان أمينا على رسالتها .. والرئيس بشار الاسد الذي أثخن في الاسرائيليين في 2006 مع شريكه حزب الله كان يتابع التمثيلية مع السيد حسن نصرالله ..
أما مسرح الاسرة الهاشمية التي تدعي انها هاشمية وانها مسؤولة عن القدس فهذا المسرح ليس مسرحا كوميديا بمطر أصحاب نظرية المقاومة المسرحية لحزب الله وسورية .. وهل هناك من كوميديا أكثر من هذه الكوميديا؟ أسرة استوردها الانكليز .. ويحميها الانكليز الذين ينصبون الملوك فيها ويعزلون الملوك .. وكان قائد جيشهم ضابطا انكليزيا .. وهي مكلفة بحماية شرق (اسرائيل) .. ومع هذا فلاأحد يشير الى أن كل مافيها مسرح .. وكانت أتفه مسرحية هي تلك التي قدمها ملك البندورة عبد الله .. هي انه ينصر غزة ويرمي اليها بالمساعدات من الجو ..
مسرحيات الخليج أكثر اثارة للضحك .. وهي تشبه مدرسة المشاغبين التي تحاول فيها (المقاومة) تعليمهم الحرية فيتصرفون كما مدرسة المشاغبين .. ودول الخليج هي مسرح عملاق للعروبة والاسلام والتأثير الثقافي .. فليس فيها عروبة ولااسلام ..وأتفه مسرح فيها هو مسرح قطر الذي أقنع ملايين الحمقى العرب ان هذه الاسرة الاميرية تقود مشروعا للحرية .. تخيلوا ان اسرة مالكة وراثية لا برلمان فيها هي التي تقود حركة التحرر العربي في مايسمى الربيع العربي وترث تركة النهضة العربية التي قامت في مصر وبلاد الشام .. وأمارة الحرية قطر هذه تحمل على ظهرها أثقل قاعدة عسكرية امريكية .. وهي التي تعاونت مع تركيا الناتوية .. في الربيع العربي .. وكان المسرحي التركي اردوغان صاحب عرض مميز تميز بكل الحرفية في الكذب وتقمص الشخصية والاندماج بها .. وقد أدى دوره أفضل مما تصوره كاتب النص الاسرائيلي .. وصار أبا العرب وابا الاسلام وأبا الاحرار والثائر على اسرائيل واميريكا ..
اليوم يتابع المسرح العربي تقديم عروضه مع المسرح التركي .. مايحدث اليوم هو عينه الذي حدث ماقبل الربيع العربي .. فهذا الظهور التركي مريب في هذا التوقيت .. فهو عينه الذي قاد الى الربيع العربي .. فقبل الربيع العربي كان هناك نصران .. نصر عام 2006 .. ونصر تحدي اميريكا التي سقطت في العراق .. فظهرت لنا من غير مقدمات ولامواعيد .. قطر وتركيا .. حيث تقربت قطر وحشرت نفسها في محور المقاومة كدولة مقاومة بالكلمة والموقف والشعارات .. وارسلت موفدها المدعو رئيس اتحاد علماء المسلمين المدعو يوسف القرضاوي الذي قرض لسانه وهو يثني على الرئيس الاسد وعلى الجيش السوري والموقف السوري .. وظل يوصينا بموقفنا حتى ظننا انه سيعلن الجهاد لتحرير قطر لتكون مثل سورية .. وكانت الجزيرة قد وقعت في غرام الشعب السوري والقيادة السورية وكان المدعو التافه فيصل القاسم يأتي ليقدم محاضرات في مكتبة الاسد .. وجلس على نفس المقعد الذي كان يجلس فيه نزار قباني ويلقي قصائدة عن السياف العربي وعن الديك العربي وعن أبي لهب .. وكأن نزار كان يتنبأ بهذا الديك العربي التافه وهذا السياف العربي حمد الذي كان سيفه من خشب ..
وفي نفس الوقت أصيب رجب طيب أردوغان بعشق ووله محور المقاومة .. وصار يغني له المواويل التركية من دافوس .. ولم يكن يقدر ان ينطق اسم الرئيس بشار الاسد الا مسبوقا بكلمة (أخي) .. وصارت هناك حملة عربية غير مسبوقة لتسويق الطيب اردوغان على انه الخميني التركي الذي سيأخذ تركيا من الناتو لتكون النظير السني لايران .. وكدنا نظن ان تركيا ستلطف من تلك التهمة التي ساقها علينا ملك البندورة الحالي الذي أطلق بشرى الهلال الشيعي محذرا العرب من الهلال الشيعي فيما كانت نجمة داود في قلب المسجد الاقصى ولم تسبب له اي اشكال ..
المهم عرفنا لاحقا ان الربيع العربي كان قد بدأ قبل 2011 بكثير .. وتحديدا عندما وقعت تركيا وقطر في غرام السوريين .. وصار السوريون مدللين في الخطابات السياسية لتركيا وقطر ؟؟
هذا الثنائي اللعين لايريد ان يغادر لعبة الشرق الاوسط وهو اليوم يعود بنفس قذارته في الربيع العربي .. ليزج نفسه في محور المقاومة من قلب محرقة غزة .. وكأنه منه وليس من محور اميريكا والناتو .. فهناك حملة تبييض وجه قطر وتركيا عبر حملة امريكية اسرائيلية شعواء لاظهار ان قطر هي سبب الاستعصاء في موقف حماس وهي التي تشد من أزرها وتشجعها سرا على التمسك بمواقفها .. وان قطر هي التي تقانل في غزة .. ومن ثم فقد نزل الذئب التركي بتمثيلياته .. وجاء الان ليبدو انه سينقذ حماس من الهجرة ومن تغريبتها لأن اسرائيل ستخرج حماس من قطر ولن يكون لها ملجا قوي تستند اليه سوى تركيا .. التي تمثل انها الدولة الاقليمية الخطيرة التي تفاوض روسيا الغرب من خلالها ..
أنا على يقين وكلي قناعة أن هناك دورا تخريبيا قذرا ستلعبه كلا الدولتين ضد فلسطين بالدرجة الاولى وضد حماس التي عادت نسبيا الى محور المقاومة واعادت حساباتها ..
يعني يستطيع احدنا ان يتخيل ان قطر التي تنوء تحت أوسمى المعجبين بها وتحت ضغط الحملات المنددى بها .. لم تفكر بقطع امدادات الغاز عن العالم واللعب بأسواق الطاقة في عمل ضاغط لايقاف حرب غزة .. ولم تسيّر مظاهرات في الدوحة ضد الوفود الاسرائيلية التي تنزل معززة مكرمة في الدوحة وكان بامكانها ان تقول انها ستقود وساطتها في المفاوضات من جنيف لأنها لاتريد جرح مشاعر الفلسطينيين باستقبال الاسرائيليين الذين يصلون الى قطر وعلى أحذيتهم دماء الأطفال الفلسطينينن كما أي جزار ..
اما تركيا فاكتفت بمظاهرات الجعجعة دون الطحين .. ولم توقف الطحين الى الاسرائيليين .. وبقيت تندد طوال 7 أشهر ولم تسحب سفيرها ولم تمنع النفط عن اسرائيل وواصلت سفنها رجلاتها التجارية وفتحت فنادقها للاسرائيليين الهاربين من لهيب الحرب ..
ولكن الحملة الغربية الشرسة ضد تركيا توحي ان هناك رغبة في تقديم تركيا على انها ملاذ الحل الجديد وملاذ لحماس وبأن تركيا ستكون ضامنة لأي اتفاق من خلال ثقلها الذي ظهر في الحملة الدعائية الغربية التي يقصد منها توجيه الفلسطينيين نحو تركيا لتكون تركيا ضامنة وراعية لغزة في الزمن القادم ..
ولكن كي تعرف ان الحملات الدعائية ضد تركيا وقكر هي حملات مسرحية عليك ان تلاحط الفرق بين العداء لتركيا وقطر والعداؤ لسورية وايران .. فهناك فرق بين عداء الغرب لتركيا أو لسورية او ايران او روسيا وبين عدائه لتركيا او قطر .. فهذا الغرب الذي أصدر الى الأن عشرات ألاف العقوبات الاقتصادية والمالية ضد ايران وسورية وروسيا واليمن .. لم يفكر رغم كل هذا العداء بفرض عقوبة واحدة على تريكا او قطر اذا كان لايريد القيام بتهديد عسكري مثلا .. ولكنه قادر على ان يصدر حملة عقوبات على الشركات التركية او القطرية ويمنع السياحة في تركيا او استيراد المنتجات النفطية من قطر وهو قادر على الاستغناء عن كثير من هذه المنتجات .. ولكن هذه هي المسرحيات الحقيقية وليست كما قيل المسرحية الايرانية أو السورية في قصف اسرائيل .. فنحن أمام عمل مسرحي جديد .. يبدو متقنا للأغبياء الذين سيصدقون هذا المسرح العابث الذي عرفناه ومللنا ابطاله ومخرجيه وديكوراته .. ولكن سيكون فيه التحضير لمايسمى ربيع غزة ..
نصيحتي لحماس ولكل الفلسطينيين .. لاتقتربوا من هاتين العاصمتين .. استانبول والدوحة .. نحن فعلناها قبلكم وعرفنا ان العقارب تسكن فيهما فقط وقد جربتم أنتم هاتين العاصمتين .. ووجدتم ان كل السلاح وكل الرصاص وكل المجاهدين وكل الانتحاريين ذهبوا من هاتين العاصمتين لتحرير دمشق وبغداد .. ولم تذهب رصاصة واحدة نحو غزة .. وكان بامكان هاتين العاصمتين فعل الكثير .. ولكنهما عاصمتان عاهرتان .. والعيش بين العاهرات لن يأتي لكم الا بالمصائب ..
ملك البندورة (الناصر) عبدالله الثاني دام ظله القصير
نسخ الرابط :