أنقذوا الحزب "القومي"... من لا يتعلم من التاريخ سوف يحكم عليه بتكراره

أنقذوا الحزب

 

Telegram

 



ليس من الضرورة لأي شخص تصفح "نشوء الأمم" أو إعادة قراءة "للآثارالكاملة" لمؤسس الحزب السوري القومي الإجتماعي أنطون سعاده ليدرك بأن الحزب قد وصل الى أسفل الدرك، ويتأكد بأن الحزب يحتاج الى "مسبارأمل" واحد وربما إثنين للّحاق بغاية سعادة من تأسيس الحزب.
يكفي فقط مراقبة صفحات القوميين على التواصل الإجتماعي لتذهل من أن الكل في حالة تأهب ولكن هذه المرة ليس لتحرير الأمة كما أراد سعاده بل لخوض حرب المزايدات على الانتماء ومفهوم القومية والوطنية والعقيدة وأصول عمل المؤسساتي وشعارات النهج الجديد والوفاء للنهج إلخ... ويتقاذفون رفقاء الحزب الواحد التهم بالعمالة والخيانة،هذا ناهيك عن معركة البيانات والبيانات المضادة التي أصبحت تشكل مادة تحريضية لبعض القنوات الإعلامية بالدفع في توسيع الهوة بين الفريقين وفتح هوائها لكيل التّهم بلعبة الدم بين القوميين.
إذاًعندما تنهار الروحية القومية الإجتماعية يسود الرعب في النفوس بحيث يتحول صديق الامس الى عدو اليوم والعكس صحيح ، تنعدم الثقة تتكشف الأقنعة بين الرفقاء يختلط الصدق بالكذب. تتسابق صقور الحزب إلى إستغلال دماء  "النسور" لشد عصب الإنقسام حول أحقية حصرية ولاء الشهداء بهدف زيادة أسهم البطولات الشخصية.
بناءً على كل ما سبق،يؤكد على أن الحزب السوري القومي الإجتماعي يتأرجح اليوم على حافة الهاوية، لا بسبب التهديد الداعشي الذي حاربه في الشام أو بسبب إضطهاد النظام اللبناني لأفراده ولكن بسـبب فقدان أجنحته المتصارعة داخلياً للقِيَم والأخلاقية وهنا يستحضرنا القول "إذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتماً وعويلاً".وطبعاً في  ظل هذا الصراع القائم يسوء التقدير ويضيع التدبير ويفتح الأبواب أمام سيناريوهات دموية لا يستفيد منها الاّ من يتربص شراً للقضاء على حزب الأمة.
* إحتمالية السيناريو الأول: في ظل إستباحة لبنان من قبل أجهزة المخابرات الدولية والإقليمية، أليس من المحتمل أن تدخل إحداها على خط أزمة الحزب الداخلية من خلال عملية أمنية تستهدف إحدى الطرفين، لتسارع من بعدها إعطاء التعليمات لبعض الوسائل الإعلامية التي تمولها لشن حرب من الإشاعات وفبركة الإتهامات المسبقة لإتهام الفريق الآخر( جريمة لقمان سليم التي حصلت مؤخراً خيردليل). وعندها تجر الحزب إلى لعبة الدم في الداخل التي تعرف كيف تبدأ ومن الصعب التكهن كيف ومتى ستنتهي.
* إحتمالية السيناريو الثاني: إذا أراد المرء أن يكن سيء النية ولكن من باب القلق والحرص، أن يطرح فرضية أن يقم إحدى الطرفين بعمل أمني إتجاه كادر من كوادره وإتهام الفريق الأخر بدمه وبعدها يقوم بالتجيش والتحريض ضده، وعندها يبرر إستباحة لعبة الدم التي لا تستجلب الاّ دماً.
* إحتمالية السيناريو الثالث: تستغرب أطراف من الفريقين إزدواجية تعاطي إحدى السفارات الصديقة للحزب السوري القومي الإجتماعي بحيث تقوم بالاعتراف بالفريقين على حد سواء وتعقد الإجتماعات معهما وتقديم المساعدات والمنح، مما دفع البعض للقول أن سفارة هذه الدولة لا مصلحة لها من الوحدة بل تدعم الإنشقاق بطريقة غير معلنة، وهذا يقود الى أذرع خفية داخل الحزب.
أخيراً وأمام هذه السيناريوهات لا يمكن إلاّ أن يعوّل على العقل الذي إختاره أنطون سعادة  أن يكن الشرع الأعلى والعمل بالكثير من الوعي الجماعي للخروج من هذه الأزمة الدقيقة والخطيرة في ظروف إستثنائية، وعلى الطرفين أن يراجعو التاريخ الحزبي الإنشقاقي جيداً وتفادي أخطاء الماضي وأخذ العبر، بأنه مهما إشتدت الصعاب على الحزب فإنه محكوم بالتسوية الداخلية والجلوس على طاولة واحدة وأن أصحاب الخلاف هم أنفسهم أصحاب الحل، لجلك وفّروا جهداً وحرب إستنزاف على  القوميين ، لأنّ من لا يتعلم من التاريخ سوف يحكم عليه بتكراره.

أمناء لانقاذ الحزب

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram