افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 22 آذار 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 22 آذار 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

دمشق استضافت لقاءات تحضيرية وأبو ظبي تسعى إلى تسييسها: قصة المفاوضات بين حزب الله والإمارات

 

 في النصف الثاني من العام الماضي، جرى تواصل بين مسؤولين في دولة الإمارات العربية المتحدة والمدير العام السابق للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، لـ «معالجة» ملف المعتقلين اللبنانيين لدى أبو ظبي. أبلغ إبراهيم قيادة حزب الله بالمبادرة الإماراتية، بعدما كان قد تمكّن، في مرحلة سابقة، من معالجة ملفّات موقوفين مشابهين في الدولة نفسها.ومنذ بداية موجة الاعتقالات للبنانيين، ينتمون بغالبيتهم اإى الطائفة الشيعية، ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم، وترحيلهم على عجل، كان واضحاً لدى المعنيّين في بيروت بأن أبو ظبي تهدف إلى ممارسة ضغوط على حزب الله لأسباب سياسية، خصوصاً بعدما صنّفت الحكومة الإماراتية الحزب «منظّمة إرهابية» عام 2014، وتبعها قرار مماثل لمجلس التعاون الخليجي عام 2016.

بحسب معلومات «الأخبار»، فإن «سلطات أبو ظبي طلبت بداية التواصل المباشر مع الحزب الذي فضّل الحفاظ على دور الوسيط». في مرحلة لاحقة، رفع الإماراتيون وتيرة جهودهم، وطلبوا من الرئيس السوري بشّار الأسد الذي تربطه مع القيادة الإماراتية علاقات جيدة آخذة في التطور، التوسّط لدى حزب الله. وهو ما حصل. تعامل حزب الله بإيجابية مع مبادرة «حسن النيّة» الإماراتية، وجرى ترتيب اجتماعات مباشرة بين مسؤولين من الطرفين في دمشق، برعاية سورية. وأوضحت مصادر سورية لـ«الأخبار» أن «لقاءات عدّة عُقدت بالفعل في دمشق، بين مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا ومستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد»، و«جرى التأكيد من الطرفين، وكذلك من القيادة السورية، على أن هذه الاجتماعات ذات طابع أمني وليست سياسية، وهي محصورة في محاولة معالجة قضية الموقوفين التي تعتبرها أبو ظبي قضية أمنية، بينما يراها حزب الله قضيّة إنسانية، ويبدي استعداده لبذل الجهود لحلّها». علماً أن الحزب أكد دائماً أن الاتهامات الموجّهة إلى الموقوفين في ما يتعلّق بالحزب، «باطلة ولا أساس لها، ما يوجب معالجة القضية بأي طريقة لرفع الظلم عن المعتقلين وعائلاتهم».

وبعد عدة لقاءات بين الرجلين، وتطوّرات وقعت في المنطقة، أهمّها «طوفان الأقصى» والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، واشتعال جبهات أخرى تحت عنوان «المساندة»، جرى التوافق على «حلّ» قضية الموقوفين السبعة لدى الإمارات. وبالفعل، وصلت طائرة إماراتية خاصة إلى مطار بيروت مساء الإثنين الفائت، نقلت الحاج وفيق صفا ومساعده وشخصاً آخر إلى أبو ظبي لإنهاء المحادثات بهدف إطلاق المعتقلين.

وتؤكّد المصادر أن «جدول أعمال الزيارة اقتصر فقط على ملف المعتقلين وسبل معالجته لإطلاقهم وإعادتهم إلى لبنان». وأعلنت العلاقات الإعلامية في حزب الله، أمس، أن صفا زار الإمارات «في إطار المتابعة القائمة لمعالجة ملف عدد من المعتقلين اللبنانيين هناك، والتقى ‏عدداً من المسؤولين المعنيين بهذا الملف، والأمل معقود أن يتمّ التوصّل إلى الخاتمة ‏المطلوبة إن شاء الله».

وبحسب المعلومات التي رشحت عن الزيارة، «يتوقّع أن يجري إطلاق المعتقلين على مراحل، بعد أن تصدر سلطات أبو ظبي عفواً رئاسياً عنهم لمناسبة شهر رمضان وعيد الفطر».

 

هل تسعى الإمارات إلى تصفير مشاكلها؟

معلوم أن القيادة الإماراتية تسعى منذ مدّة إلى انتهاج سياسة «صفر مشاكل» مع دول وقوى الجوار والمنطقة. وهي خطت خطوات متقدّمة في هذا المسار مع إيران، بموازاة تقدّمها السريع في مسار التطبيع مع إسرائيل. كما سعت في النصف الثاني من عام 2021، إلى تليين العلاقات مع تركيا وقطر. وقبل ذلك، استعادت علاقات وطيدة مع القيادة السورية. وتهدف أبو ظبي من خلال هذه السياسة إلى محاولة ترميم صورتها التي تشوّهت إلى حدّ بعيد، بفعل تدخّلها في قضايا سياسية وأمنية وعسكرية في المنطقة، ولعب أدوار خطيرة، خصوصاً في اليمن وليبيا. علماً أنها تعرّضت خلال السنوات السابقة، خصوصاً خلال الحرب على اليمن، لتهديدات أمنية جسيمة. وتدرك أبو ظبي أن شكل الدولة الإماراتية وما بُنيت عليه، إضافة إلى قدراتها العسكرية المحدودة وموقعها الجغرافي، لا تسمح لها بخوض معارك عسكرية تكون لها آثار وتبعات مباشرة على أرض الإمارات التي جهد «عيال زايد»، سنوات طويلة، لتحويلها إلى أرض الأمن والاستقرار والرفاهية المبالغ فيها، والتي لا تحتمل معها أيّ تهديد أمني مهما كان محدوداً.

وفي وقت سابق، طلبت الإمارات وساطة شخصيات على صلة بحزب الله لوقف ما أسمته «الحملة الإعلامية التي يقودها السيد حسن نصرالله شخصياً» ضد الإمارات، علماً أن الوسيط أبلغهم بأن موقف حزب الله مرتبط حصراً بمشاركة الإمارات في الحرب على الشعب اليمني، وأن الحزب لم يطلق أصلاً حملة على أبو ظبي حتى بعد مبادرتها إلى إقامة علاقات مع دولة الاحتلال، رغم أن هذه الخطوة تجعل الحزب متردّداً كثيراً حيال بناء علاقة طبيعية مع أبو ظبي.

وبعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وانضمام ساحات أخرى إلى القتال لمساندة غزة، عبّر المسؤولون الإماراتيون في اجتماعات مع أطراف إقليمية عديدة، عن خشيتهم من تعرّض بلادهم للاستهداف، ليس من قبل «أنصار الله» وحدهم، بل أيضاً من قبل فصائل مقاومة أخرى، بسبب إيغالها في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ولوجود قوات أميركية على أراضيها. وتعزّزت هذه الخشية بشكل كبير مع بدء «المقاومة العراقية» استهداف القواعد العسكرية الأميركية في العراق وسوريا، إضافة إلى الخشية من أي ضربات تأتي من اليمن، علماً أن أبو ظبي رفضت الانضمام علناً إلى التحالف الذي أقامه الأميركيون تحت اسم «حارس الازدهار»، وأبلغت صنعاء من خلال سلطنة عمان بأن البحرية الأميركية لا تستخدم موانئها ولا قواعدها العسكرية منطلقاً للهجمات على اليمن.

**************************

افتتاحية صحيفة النهار


اجتماعات بكركي تتأنى: مسلّمات بطابع وطني

خلافا للانطباعات والمعلومات التي سبقت وسابقت اجتماع ممثلي الأحزاب والتيارات المسيحية في #بكركي امس، لم يخرج بنتيجة هذا الاجتماع ما اصطلح على تسميته مسبقا “#وثيقة بكركي”، الجاري العمل على إنجازها والتي يبدو انها لا تزال في حاجة الى مزيد من التدقيق لتأتي في صيغة شاملة وتحظى بطابع وطني لدى عرضها على مختلف الافرقاء والشركاء في الوطن. وتكتسب هذه المحاولة دلالات ان على المستوى المسيحي او على مستوى البعد الوطني الشامل اذ على رغم العمل منذ مدة غير قصيرة على بلورة وثيقة تجمع مختلف الاتجاهات المسيحية، بدا واضحا ان الازمة الرئاسية كما التطورات الدراماتيكية الجارية في الجنوب أوجبت تسريع الخطى نحو انجاز هذه المحاولة لتشكل دفعا نحو انهاء الازمة الرئاسية.

 

واللقاء ترأسه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس #الراعي وحضره عن “#القوات اللبنانية” #النائب فادي كرم وعن “#التيار الوطني الحر” النائب #جورج عطالله ومستشار رئيس “التيار” #انطوان قسطنطين وعن ح.زب الكتائب مستشار رئيس الح.زب ساسين ساسين وعن “حركة الاستقلال” إدوار طيون، بالاضافة الى حبيب شارل مالك ممثلا النائب نعمة افرام والمطارنة بولس مطر وبولس صياح وانطوان بو نجم . مع الإشارة الى أن الطرف المسيحي الوحيد الذي تغيّب عن لقاء بكركي كان “تيار المردة”.

 

واكد نائب شارك في الاجتماع لـ”النهار” ان الاجتماعات ستكون مستمرة مع جولات إضافية في المرحلة المقبلة وسط أجواء إيجابية بعدما حصل التطرق الى الأمور في عمقها فيما الهدف ان تكون بمثابة وثيقة وطنية لا مسيحية فقط، ومع التفاؤل في امكان ان تصل الى نتائج تعرض في مرحلة لاحقة على كل المكونات السياسية.


 

وعلمت “النهار” ان الاجتماع ناقش وثيقة اعدها المطران بو نجم بناء على مشاورات سابقة مع #الاحزاب المسيحية، وابدى كل طرف ملاحظاته عليها.

 

واتفق الحاضرون على ان تشمل بنودا وطنية، كحياد لبنان وعدم ربطه بأي محور او اي ساحة من الساحات المشتعلة، حصرية السلاح، المحافظة على الدستور والعمل حرفياً بمندرجاته، واعتماد اللامركزية الموسّعة، بالاضافة الى تطبيق القرارات الدولية لاسيما القراراين 1701 و1559.

 

وعند الوصول الى بحث القرارات الدولية حصل نقاش مع ممثلي “التيار الوطني الحر” اللذين اعتبرا ان ذكر القرار 1559 يثير حساسية كبيرة لدى الطائفة الشيعية، و”الح.زب” بالتحديد، كما يتعارض مع اعلان الامم المتحدة في العام 1996 الذي نادى بحق الشعوب بتقرير مصيرها ومقاومة الاحتلالات، الّا ان باقي الممثلين اصروا على ذكره وخصوصاً انه قرار دولي اتى بعد اعلان الامم المتحدة بسنوات عديدة وهو ينادي بقيام الدولة السيدة ومن غير المنطقي التحفظ عليه .


 

ولم يتطرق الحاضرون الى عملية انتخاب رئاسة الجمهورية او الدخول في التفاصيل والآليات باعتبار انها بند دستوري ولا يخضع للنقاشات.

 

الى ذلك جرى نقاش في الاوضاع المسيحية وما يجري على مستوى ضرب الشراكة، وعملية الخلل الحاصلة على مستوى الوظائف واتفق الحاضرون على مناقشتها ضمن الاطار المسيحي-المسيحي وعدم تضمينها للبيان.

 

كما جرى التشاور في كيفية اخراج هذه الورقة وطرحها على الشركاء على الوطن، وهنا طرحت بعض الافكار منها دعوة بكركي القيادات السياسية من الطوائف الاخرى لمناقشتها باعتبارها ورقة مسيحية، او ذهاب بكركي بها نحو القيادات الدينية الاخرى لمناقشتها وطرحها.  وسيعود الافرقاء الى الاجتماع بعد وقت قريب لوضع اللمسات النهائية على الوثيقة ومناقشة الخطوات اللاحقة .

 

وقالت مصادر المجتمعين لـ”النهار” إن الأمور ما زالت قيد التحضير للخروج بطرح وطني يُعرض على جميع الشركاء مسلمين ومسيحيين للخروج بثوابت وطنية جامعة.


 

المفتي وجعجع

في الملف الرئاسي كان لمفتي الجمهورية اللبنانية #الشيخ عبد اللطيف دريان موقف لافت أيد فيه الحوار وقال “ان عجز القوى السياسية عن إنجاز الاستحقاق الرئاسي، رغم كل الجهود والمساعي المخلصة ومساعدة الأشقاء والأصدقاء أمر مقلق ومخيف للغاية، فإلى متى الانتظار والأخطار تداهمنا ؟ وإذا استمر وطننا بدون رئيس، فهذا نذير ببداية تفكك لبنان وفقدان كيانه”. وقال: “لبنان لا يبنى إلا بالتضامن وبالشراكة وبالحوار والوحدة، وبالتفاهم بين أبنائه، وهذه هي قوة لبنان المعرض دائما لخطر تهديدات وعدوان العدو الصهيوني الإرهابي المجرم اليومي على قرى وبلدات جنوبنا اللبناني الصامد” .

 

في المقابل اعلن رئيس ح.زب “القوات اللبنانية” #سمير جعجع في بيان جديد “إن انتخابات رئاسة الجمهورية اسمها انتخابات، ودستوريا هي انتخابات، وعمليا هي انتخابات مع او من دون تفاهمات مسبقة. لقد جربنا منذ أكثر من سنة وخمسة أشهر ان نصل إلى تفاهمات مع أكثرية الكتل النيابية من أجل انتخابات ديمقراطية، فتم إجهاض مساعينا بتعطيل الجلسات، وجربنا عن طريق التفاهم على خيار ثالث، فأجهض مسعانا بالتمسك بالمرشح نفسه، وفي الوقت الذي لم ننجح فيه مع أكثرية الكتل، نجحنا على مستوى المعارضة في الاتفاق على مرشح اول ومرشح ثانٍ في إطار تقاطع في الخيار، بينما لم نتقدم مع فريق الممانعة سنتمترا واحدا بسبب تمسكه الابدي والسرمدي بمرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية. وفي ضوء ذلك كله، لا حل لانتخابات رئاسة الجمهورية الا بالانتخاب، والذي يقول انه من دون حوار لا رئاسة جمهورية، يعني انه يقول عمليا وعلنا وصراحة: إذا لم تقبلوا بمرشحي فلا رئاسة جمهورية. وهذا أمر غير مقبول ومرفوض تماما”.


 

الجنوب

في ملف الوضع في الجنوب اعلنت امس الخارجية الفرنسية “أننا نعمل على كل الجبهات لتجنب التصعيد بين لبنان وإسرائيل” ولفتت إلى أن فرنسا تعمل لتجنب التصعيد الإقليمي خصوصا على الحدود بين لبنان وإسرائيل.وأضافت: “مرتاحون للجواب الإيجابي للسلطات اللبنانية حول مقترحاتنا للتهدئة عند الحدود”.

 

اما ميدانيا فطاول القصف المدفعي الاسرائيلي أطراف بلدة يارون وشن الطيران الاسرائيلي غارة على بلدة العديسة،  إستهدفت منزلا . واستهدفت المدفعية الاسرائيلية اطراف بلدة عيترون بالقذائف في القطاع الأوسط. وشن الطيران ايضا غارتين بالصواريخ استهدفتا بلدة عيتا الشعب وثالثة استهدفت بلدة يارون. وشن غارتين على بلدة ميس الجبل، الاولى استهدفت بصاروخين منزلاً في الحي الشرقي في البلدة والثانية استهدفت منزلاً في حي رأس الظهر غرب البلدة كان استهدف سابقاً بالمدفعية. وسجل قصف مدفعي على وطى الخيام وبلدة العديسة.وشنت المقاتلات الإسرائيلية غارة على بلدة طيرحرفا في القطاع الغربي تسببت بأضرار جسيمة بالممتلكات والبنى التحتية، وخصوصا شبكتي الكهرباء والمياه.وفي مرجعيون انفجرت صواريخ اعتراضية وقصفت المدفعية الإسرائيلية بلدة كفركلا.

 

في المقابل، اعلن “الح.زب”انه استهدف قوة استخبارات عسكرية في المطلة وأوقع أفرادها بين ضحية وجريح”. ايضا، استهدف الح.زب موقع المالكية بالقذائف المدفعية ثم استهدف مبنيين يتموضع فيهما الجنود الإسرائيليون في مستوطنة افيفيم .

**************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

باريس تعمل على تجنّب التصعيد بين لبنان وإسرائيل

إجتماع وثيقة بكركي: نقاش في الخطر الوجودي والسلاح

 

فَتح اجتماع ممثلين للقوى المسيحية الأساسية أمس، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وحضوره، آفاقاً جديدة في النقاش توصلاً الى وثيقة تجيب عن سؤال «أي لبنان نريد؟».

 

وفي الوقت نفسه، واصل المجتمعون البحث في مسوّدة ورقة تضمّنت المواضيع الأساسية التي تهمّ اللبنانيين، ولا سيما المسيحيين. وبدا أنّ التلاقي بين المجتمعين على اختلاف توجهاتهم السياسية متيسر عندما طُرح ما ورد في الورقة لجهة هوية لبنان القائمة على التعددية والحرية والديموقراطية، وأهمية الشراكة بين المسلمين والمسيحيين في الوظائف العامة.


 

لكن تبدّل الوضع عند مقاربة موضوع السيادة والسلاح. وبحسب المعلومات، تحفظ البعض عن ورود فكرة الاستراتيجية الدفاعية، باعتبار أنّ الجيش هو حكماً من يجب أن يتولى صون السيادة.

 

ولدى الحديث عن تحييد لبنان عن الصراعات، وصولاً الى حياده الايجابي، وافق «التيار الوطن الحر» على ربط ذلك بوجود جيش قوي على غرار النموذج السويسري. ولم يتحفظ عن حصرية السلاح في يد الجيش اللبناني، لكنه رفض المطالبة بالتسليم الفوري لسلاح «الح.زب» باعتبار أنّ هذه العملية يجب ان تحصل «تدريجياً وعلى مراحل وفق برنامج محدد».

 

وفي قراءة من داخل اجتماع بكركي لـ»نداء الوطن» قالت مصادر واسعة الاطلاع إنّ اجتماع أمس كان مثل كل الاجتماعات التي عقدت سابقاً. وأضافت: «أن تتوصل القوى السياسية على اختلافها لتشخيص مشترك للأزمة وخريطة طريق لمعالجتها هو أمر جيد، لكنّ ذلك لم يتحقق والسبب أنّ الأمور لا تعالج إلا بتسمية الأشياء بأسمائها. وفي مقدّمها تسمية «السلاح غير الشرعي» بأنه سلاح «الح.زب» الذي يعلن نفسه تحت مسمى سلاح مقاومة. أما الاكتفاء بعبارة «سلاح غير شرعي» فقط، فسيتيح القول إنه أيضاً السلاح الفلسطيني والسلاح المتفلت الى آخره».

 

وخلصت المصادر الى القول: «المطلوب حالياً 3 خلاصات:

 

أولاً- أن يقال بشكل واضح إنّ لبنان يواجه عدة أزمات، وفي طليعتها سلاح «الح.زب» ودوره.

 

ثانياً- أنّ معالجة هذه الأزمات وأولها سلاح «الح.زب» تبدأ بتسليمه الى الدولة. وما لم يسلّم هذا السلاح، فستبقى الأزمات اللبنانية مفتوحة.

 

ثالثاً- يجب أن تحاكي الورقة الهواجس الوطنية وليس فقط المسيحية، فلبنان من شماله الى جنوبه يريد الدولة».

 

ويُنتظر أن يدعو البطريرك الراعي إلى إجتماع آخر، يُرجّح عقده بعد أسبوع الآلام وعيد الفصح لإستكمال النقاشات والخروج بورقة موحّدة تجيب عن كل الهواجس المسيحية والوطنية.

 

وكما كان متوقعاً غاب تيار «المردة» مجدداً عن الاجتماع.

 

من السياسة الى الجنوب، الذي شهد أمس جولة جديدة من الغارات الإسرائيلية، وقابله قصف صاروخي من «الح.زب». وترافق ذلك، مع إعلان الخارجية الفرنسية أنها «تعمل على كل الجبهات لتجنّب التصعيد بين لبنان وإسرائيل». وقالت: «إنّ فرنسا تعمل على تجنّب التصعيد الإقليمي، خصوصاً على الحدود بين لبنان وإسرائيل». وختمت: «مرتاحون لجواب السلطات اللبنانية الإيجابي حول اقتراحاتنا للتهدئة عند الحدود».

****************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

إسرائيل و«الح.زب» يعودان إلى التصعيد بعد أيام من رتابة المواجهات

اختناق وطفح جلدي بعد الغارات على جنوب لبنان

 

استأنف «الح.زب» والجيش الإسرائيلي تبادل إطلاق النار، بعد ساعات على تصعيد إسرائيلي مفاجئ في جنوب لبنان أدى إلى مقتل عنصر في حركة «أمل»، باستهداف منزل يبعد مسافة 7 كيلومترات عن الحدود، ليل الأربعاء، ما أنهى أياماً من رتابة المواجهات التي اقتصرت على هجمات متفرقة من الح.زب، وردود كلاسيكية إسرائيلية، في حين أعلن الح.زب أنه عزز قدراته العسكرية «كماً ونوعاً» في أعقاب حرب غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

 

وتصاعدت وتيرة العمليات العسكرية، منذ ليل الأربعاء، على أثر ضربات إسرائيلية في العمق اللبناني أدت إلى مقتل عنصر في «أمل» ببلدة القنطرة، التي تبعد مسافة 7 كيلومترات بالحد الأدنى عن أقرب نقطة حدودية. وقال «الح.زب»، ليل الأربعاء، في بيانات متعاقبة، إنه نفذ 4 عمليات عسكرية، استهدف 3 منها تجمعات لجنود إسرائيليين، وتركزت في القطاع الشرقي، قبل أن يستمر التصعيد، يوم الخميس.

 

وأعلن «الح.زب»، الخميس، أنه «استهدف قوة استخبارات عسكرية في المطلة، وأوقع أفرادها بين ضحية وجريح». كما أعلن استهداف «موقع المالكية بالقذائف المدفعية، وأصابه إصابة مباشرة».

 

وقال الجيش الإسرائيلي، بدوره، إنه استهدف مركزاً للح.زب في بلدة الضهيرة، لكن وسائل إعلام لبنانية قالت إن الغارة استهدفت منزلاً غير مأهول، ما أدى إلى تدميره، وتضرر شبكة الكهرباء. ونقلت فرق الدفاع المدني عدداً من المواطنين، من الضهيرة، إلى مستشفيات صور، نتيجة إصابتهم بضيق في التنفس والاختناق، بعد غارة استهدفت البلدة.

 

وكثّفت إسرائيل القصف الجوي، حيث شن الطيران غارتين بالصواريخ استهدفتا بلدة عيتا الشعب، وثالثة استهدفت بلدة يارون، كما طالت غارتان منازل في بلدة ميس الجبل.

 

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد أغار، قرابة العاشرة من ليل الأربعاء، على عيتا الشعب ومروحين، ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات، وأدت غارة على أطراف بلدة يارين إلى اشتعال النار في الأشجار المعمرة بالمكان المستهدف.

 

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بأن الغارات الإسرائيلية «تتسبب بتلوث الهواء، خلال القصف وبعده، ما يؤدي إلى طفح جلدي وضيق في التنفس والاختناق».

 

وإلى جانب القصف الجوي، طال القصف المدفعي الإسرائيلي أطراف بلدة يارون، وشنّ الطيران الإسرائيلي غارة على بلدة العديسة استهدفت محلاً لبيع القهوة ومنزلاً، كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدة عيترون بالقذائف.

 

ترسانة الح.زب

رأى عضو المجلس المركزي في «الح.زب»، الشيخ نبيل قاووق، أن «إسرائيل في محنة كبرى، فهي مهزومة ومأزومة»، مشيراً إلى أن «كثرة التهديدات لا تُعبر عن قوة، بل عن ضعف».

 

وأضاف: «الجيش الإسرائيلي يُهدد لبنان وهو مرتعد؛ لأنه يخشى قوة ومفاجآت المقاومة، وكل اعتداء سيقابَل بالرد، ولا يمكن أن يمر أيّ اعتداء على أهلنا وبلدنا دون حساب وعقاب»، لافتاً إلى أن «التصعيد يتبعه تصعيد، والتوسعة تتبعها توسعة».

 

وقال قاووق إن «المقاومة في لبنان نجحت، في أعقاب عملية طوفان الأقصى، في تعزيز قدراتها العسكرية كماً ونوعاً، وهي اليوم أقوى ممّا كانت عليه».

*************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 الاستحقاق الى ما بعد العيدَين… والمبادرة على حَيويّتها

مع إنهاء سفراء المجموعة الخماسية المرحلة الأولى من جولتهم على المسؤولين والقيادات السياسية والمرجعيات الدينية والكتل النيابية، وسَفر بعضهم لقضاء عطلة الاعياد في بلدانهم، لا يتوقّع حصول اختراق على جبهة الاستحقاق الرئاسي، فيما الاهتمام منصَبّ على الوضع في غزة وفي الجنوب اللبناني في ظل الاجتماعات الاقليمية والدولية المتلاحقة لإعلان هدنة وقف لإطلاق النار في قطاع غزة من شأنه ان ينسحب على الجبهة الجنوبية اللبنانية التي شهدت امس مزيداً من المواجهات. وقد اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، عبر قناة «الحدث» أمس، انّ فرنسا «تعمل على كل الجبهات لتجنّب التصعيد الإقليمي خصوصاً على الحدود بين لبنان وإسرائيل». وأعلنت «اننا مرتاحون الى الجواب الإيجابي للسلطات اللبنانية حول مقترحاتنا للتهدئة عند الحدود».

والى أن يعود الحراك الى زخمه بعد عطلتي عيدي الفصح والفطر خلال النصف الاول من نيسان المقبل، قال أحد اعضاء تكتل «الاعتدال الوطني» لـ«الجمهورية» انه خلافاً للانطباع السائد فإنّ مبادرة التكتل الرئاسية ما تزال على حيويتها وحضورها، وهي ستشهد تزخيماً كبيراً بعد الاعياد، وبعد ان يكون التكتل قد تلقّى من بعض الكتل النيابية أجوبتها على هذه المبادرة التي استمهلته بعض الوقت لإعدادها.

«مرفوض تماماً»

وفي المواقف، أكد رئيس ح.زب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في بيان امس، أنه «فليكن واضحاً لدى الجميع انّ انتخابات رئاسة الجمهورية اسمها انتخابات، ودستورياً هي انتخابات، وعملياً هي انتخابات مع او من دون تفاهمات مسبقة».

 

وقال: «لقد جرّبنا منذ أكثر من سنة وخمسة أشهر ان نصل إلى تفاهمات مع أكثرية الكتل النيابية من أجل انتخابات ديموقراطية، فتم إجهاض مساعينا بتعطيل الجلسات، وجرّبنا عن طريق التفاهم على خيار ثالث، فأجهض مسعانا بالتمسك بالمرشح نفسه، وفي الوقت الذي لم ننجح مع أكثرية الكتل، نجحنا على مستوى المعارضة في الاتفاق على مرشح اول ومرشح ثانٍ في إطار تقاطع في الخيار، بينما لم نتقدم مع فريق الممانعة سنتمترا واحدا بسبب تمسّكه الابدي والسرمدي بمرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية».

 

ورأى انه «في ضوء ذلك كله، لا حل لانتخابات رئاسة الجمهورية الا بالانتخاب، والذي يقول انه من دون حوار لا رئاسة جمهورية، يعني انه يقول عملياً وعلناً وصراحة، «إذا لم تقبلوا بمرشحي فلا رئاسة جمهورية. وهذا أمر غير مقبول ومرفوض تماماً».

«الوفاء للمقاومة»

من جهتها لاحظت كتلة «الوفاء للمقاومة»، بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد، «أنّ الخطى لا تزال بطيئة على صعيد الحراك لملء الشغور الرئاسي في البلاد، ولا يزال المرشحون والقوى السياسية والنيابية المعنية يتلمّسون الآليات والمخارج لإنجاز الإستحقاق الرئاسي وفق ما يتناسب مع وثيقة الوفاق الوطني والمحددات الدستورية المعتمدة». وجدّدت «عزمها الدائم على مراعاة الوفاق الوطني وعلى تطبيق الدستور لا سيما لجهة بذل الجهود لاختيار رئيس سيادي للبلاد قادر على الإضطلاع بمسؤولية مواجهة التحديات وحماية مصالح الوطن وأبنائه والتزام المواقف الوطنية المُتبنّاة من اللبنانيين الثابتين على التمسك بها مهما ساءت الظروف وقسَت الضغوط».

 

وأشارت الكتلة الى انها «إذ تابعت تحرّكات المهتمين بملء الشغور الرئاسي، فإنها من موقع مشاركتها المسؤولة في مقاربة تلك التحركات، ستبلّغ في الوقت القريب والمناسب موقفها الرسمي بغية إنجاز هذا الإستحقاق حفظاً للمصالح الوطنية».

 

دريان

 

الى ذلك، قال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، خلال إفطار رمضاني لجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في بيروت، انّ «الدولة التي نطمح للعيش والبقاء فيها هي دولة جميع اللبنانيين، الدولة التي هي مرجعنا الوحيد، وانتماؤنا يجب أن يكون إليها وحدها من دون سواها، كي ننعم جميعاً بالاستقرار والأمن والأمان، والطمأنينة ورغد العيش».

 

واضاف: «لقد آن الأوان لتتضافر جهود كل القوى السياسية في بلدنا، وتسير في الطريق الذي يوصِل إلى حلول، ولا طريق للحلول المتوازنة سوى الحوار المقترن بالعمل الصادق الدؤوب، ولا نزال نؤمن مع المخلصين بحتمية الحوار بين جميع مكونات هذا الوطن، أولاً لانتخاب رئيس للجمهورية، ولتحصين وحدتنا الداخلية، لتزداد قوة ومنعة، ولتبقى ميثاقية عيشنا المشترك عزيزة متينة، نقية من الشوائب التي تعتريها من حين إلى آخر».

 

ورأى انّ «عجز القوى السياسية عن إنجاز الاستحقاق الرئاسي، رغم كل الجهود والمساعي المخلصة ومساعدة الأشقاء والأصدقاء أمر مُقلق ومخيف للغاية، فإلى متى الانتظار والأخطار تداهمنا؟ وإذا استمر وطننا بدون رئيس، فهذا نذير ببداية تفكّك لبنان وفقدان كيانه».

 

إجتماع بكركي

 

في غضون ذلك، عُقد في الرابعة عصر امس اجتماع مسيحي في بكركي، بحثَ في وثيقة شارك في إعدادها ممثلون عن مختلف الكتل والاطراف المسيحية باستثناء تيار «المردة».

وقالت مصادر شاركت في الاجتماع وكانت على اطلاع واسع على ما سبقه من تحضيرات لـ«الجمهورية» انّ اللجنة ما زالت في بداية مهمتها، وانّ اجتماع الأمس هو الثاني لها بعد لقاء تمهيدي عقد الأسبوع الماضي في بداية مشوار قد يكون طويلا اكثر مما لا يتوقعه أي انسان.

 

وقالت المصادر ان الحديث عن «وثيقة تاريخية» تحدد مواقف الاحزاب المسيحية سابق لأوانه «لا بل هي مجرد اوهام تُعطي ما جرى حتى اليوم اهمية تفوق ما تحقق. فالورقة التي انطلق منها البحث جَمعت عناوين وطنية شتّى تلتقي حولها اكثرية لبنانية وتعارضها اقلية محدودة لا تتوافق واكثرية اللبنانيين، ذلك أنها تشكل لائحة طويلة من معاناة اللبنانيين جميعاً ولا تقف عند حدود ما يُسمّى «المصالح المسيحية» لأنها في شكلها ومضمونها تتعدى هذه الملاحظات الضيقة».

 

وقالت المصادر: «لن يطول الوقت ليتبيّن انّ ما تم تسريبه من مواقف وسيناريوهات ضَجّت بها مقدمات نشرات الاخبار لا يستأهِل هذا الضجيج حتى اليوم». وحذّرت من إعطاء الورقة والمناقشات اكبر من اهميتها وما تحتمله ذلك انّ مقاربة العناوين فيها قد تستغرق وقتا طويلا ومسلسلا من الاجتماعات، فما الذي يمكن تَركه الى نهايتها ان امتدّت الى عشرات الاجتماعات في الفترة المقبلة من دون إغفال وجود مَن يحاول الاستثمار في المكان الخطأ وأنّ الوقت لن يطول لاكتشاف هذه الرواية كاملة».

 

وختمت المصادر «انّ غياب من يمثّل تيار «المردة» في الجلسة الاولى للجنة لا يستأهِل الضجيج الذي رافق الترويج بمقاطعة «المردة» للاجتماع وما تريده اللجنة من اعمالها التي لم تقلع بعد. وإنّ ممثّل ح.زب الوطنيين الأحرار الذي اعتذر عن حضور الاجتماع الأول لأسباب طارئة قد شارك في اجتماع الأمس ولا شيء يمنع من مشاركة «المردة» في اللقاء المقبل او الذي يليه».

 

تسريب

وكان قد تَسرّب بعد الاجتماع انّ مسودة «وثيقة بكركي»، كما سمّاها المجتمعون، تتناول «دور لبنان التاريخي والحر الذي يتحوّل تباعاً الى دولة دينية شمولية ايديولوجية»، وتذكر بـ«الثوابت التاريخية أي الحرية والتعددية والمساواة في الشراكة واحترام اتفاق الطائف والقرارات الدولية والحياد واللامركزية الادارية الموسّعة».

 

وتدعو الوثيقة الى بسط سيادة الدولة على كل اراضيها وحماية حدودها ووضع السيادة في حمى الجيش اللبناني والقوى الامنية حصراً وتبني استراتيجية دفاعية واضحة، كما تدعو الى «عدم الانزلاق الى خيارات لا تخدم لبنان وشعبه». كذلك تدعو الى «العمل معاً لانتخاب رئيس ووضع ميثاق شرف بين المسيحيين أولاً ثم مع الافرقاء الاخرين».

 

وتُنبّه الوثيقة الى تراجع حضور المسيحيين في القطاع العام وبيع اراضيهم وخطر السلاح غير الشرعي اللبناني وغير اللبناني والنزوح السوري وتوطين الفلسطينيين والفساد وتأخير الاصلاح.

 

وفي المعلومات انّ اجتماعات بكركي جاءت نتيجة المساعي التي قام بها المطران انطوان بونجم بتكليف من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، والذي عمل طوال الاشهر الثلاثة الماضية مع الاحزاب في محاولة لإيجاد قواسم مشتركة فيما بينها. وواصَل جولته بعيداً عن الاضواء وتمّ بنتيجتها تشكيل لجنة مصغرة، بدأت تضع نقاط التقاطع المشتركة مع القوى السياسية اللبنانية للوصول الى خريطة طريق او تصور يوافق عليه جميع اللبنانيين. ويكون منطلق الرئيس المقبل بعد ان يتم انتخابه على اساسه.

 

ولفتت مصادر مطلعة الى انّ كل فريق طرح في الاجتماع الاول ملاحظاته ومطالبه على الطاولة وتحولت المطالب وثيقة أعَدّها بونجم، ثم نُقّحت على ان تُبحَث وتوضع في صيغتها النهائية. وقالت هذه المصادر ان بنود هذه الصيغة أصبحت جاهزة وحصل تقارب بنسبة 90 في المئة بين الافكار التي ليست بعيدة عن ورقة «القوات» و«التيار»، لكنها تحتاج الى صياغة وتصور نهائي.

 

وذكرت المصادر ان موضوع سلاح «الح.زب» شكّل العقبة الاساسية وأخذ حيزا كبيرا من النقاش، في محاولة للخروج بموقف واضح وسيادي حياله ولذلك بقيت الوثيقة في حاجة الى مزيد من الدرس.

 

واتفق المجتمعون على إبقاء اجتماعاتهم مفتوحة، الى حين الاتفاق على الصيغة النهائية للوثيقة، والتي تتناول ايضا مواضيع وطنية عامة غير مسيحية فقط، وسيعلن المطران ابونجم في بيان ما يتم الاتفاق عليه.

 

الامارات و«الح.زب»


 

من جهة ثانية، عاد مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «الح.زب» الحاج وفيق صفا من ابو ظبي امس بعدما كان قد توجّه اليها الاثنين الفائت في طائرة خاصة.

ووزّعت «العلاقات الاعلامية» في «الح.زب» إثر عودته البيان الآتي:

«زار مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار المتابعة القائمة لمعالجة ملف عدد من المعتقلين اللبنانيين هناك، حيث التقى عدداً من المسؤولين المعنيين بهذا الملف، والأمل معقود أن يتم التوصل الى الخاتمة المطلوبة إن شاء الله».

 

الجبهة الجنوبية

وعلى الجبهة الجنوبية، تواصلت أمس المواجهات بين رجال المقاومة والقوات الاسرائيلية المحتلة، في ظل الحراك الجاري في أروقة الامم المتحدة ومشروع القرار الاميركي لوقف اطلاق النار الذي سيرفع الى مجلس الامن الدولي، والذي اذا أُقرّ يتوقّع ان يشمل لبنان.

 

وقبَيل الثانية بعد الظهر، استهدفت طائرة مسيّرة اسرائيلية بصاروخ، محيط قطيع للماعز في مزرعة المجيدية الحدودية. ثم اغار الطيران الحربي مرات عدة على بلدات يارون وعيتا الشعب وطيرحرفا واطراف ميس الجبل والحارة الشمالية من بلدة حولا ويارين. فيما استهدف قصف مدفعي الحي الشرقي لبلدة العديسة واطراف كفركلا، والحي الجنوبي لبلدة الخيام واطراف علما الشعب.

 

وأعلنت ‏«المقاومة الإسلامية» انها استهدفت بعد ظهر امس نقطة تَموضع ‌‏لقوة استخبارات عسكرية في مستعمرة المطلة وأوقعت أفرادها بين ضحية ‌‏وجريح.‏ ‏

 

واكدت القناتان 12 و 13 العبريتان وقوع أضرار كبيرة في المباني بالمطلة بعد تعرّضها لقصف بـ 3 صواريخ مضادة للدروع، كذلك استهدفت المقاومة موقع المالكية وقصفت مبنىً يستخدمه الجنود ‏الاسرائيليون في مستعمرة المالكية وكذلك قصفت مَبنيين يتموضع فيهما ‏الجنود في مستعمرة أفيفيم بالأسلحة المناسبة، وذلك رداً على ‏اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية»، بحسب بيان للمقاومة.

وأُفيد مساء عن استهداف المقاومة مستعمرة مرغليوت بالصواريخ. واكدت وسائل إعلام عبرية سقوط صاروخين داخل مستوطنة أفيفيم عند الحدود مع لبنان، فضلاً عن إطلاق عدد من الصواريخ في اتجاه مستوطنة دوفيف في الجليل الغربي، الى صواريخ في اتجاه مستعمرة شلومي التي تم تفعيل صفارات الانذار فيها.

 

وقبيل الثامنة مساء، أفيد عن قصف اسرائيلي لأطراف الناقورة ومنطقة وادي حسن في اطراف الجبين، تزامَنَ مع غارتين جويتين استهدفتا طربيخا ومروحين ورامية والقوزح، فيما اعلنت المقاومة انها استهدفت «مبنىً استخدمه جنود العدو ‏في مستعمرة «نطوعة» بالأسلحة المناسبة». ثم استهدفت قوةً إسرائيلية أثناء دخولها إلى ثكنة زرعيت بقذائف المدفعية وكذلك مبنىً  يستخدمه الجنود في المستعمرة نفسها، وتجمعاً للجنود في مستوطنة راموت نفتالي.

*************************

افتتاحية صحيفة اللواء

احتدام على جبهات القصف.. والاحتلال يكشف حجم الخسائر في المستوطنات

«حصرية السلاح» في صلب مناقشات «وثيقة بكركي».. وجواب الح.زب «للاعتدال» قريباً

 

مع أن لبنان ليس مدرجاً على جدول أعمال محادثات وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن، في جدة والقاهرة عربياً، وتل أبيب، اسرائيلياً، إلا من باب عدم توسيع الحرب، لتشمل الاقليم ككل، فإن الاهتمام اللبناني، تركز على حقيقة ما بحثه الوزير الأميركي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظرائهم العرب، لا سيما لجهة الضغط للتوصل الى هدنة، او وقف نار لمدة ستة أسابيع كمرحلة أولى، مع اطلاق الأسري والمحتجزين، وإدخال مزيد من المساعدات إلى الأهالي في القطاع.

وبمعزل عن نتائج تحرك الدبلوماسية لجهة الحفاظ على توجه أميركي، للحفاظ على روابط مع «عرب الاعتدال» من زاوية حلّ الدولتين، ووقف النار، ومنع توسيع الحرب العدوانية الاسرائيلية باتجاه فتح معركة لإحتلال رفح، فإن الوضع اللبناني بات على ارتباط مباشر مع ما يجري في عموم المنطقة.

وثيقة باريس

في هذا الوقت، كان المشهد الداخلي يتخذ أبعاداً أخرى، لجهة تجميع القوى بمواجهة قوى أخرى.

ففي بكركي، اجتمع ممثلون عن القوى المسيحية برئاسة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وغاب عنهم ممثل تيار المردة، لمناقشة وثيقة اعدها المطران انطوان ابي نجم.

وطرح في الاجتماع إعداد وثيقة مسيحية تعيد الاعتبار للخط التدريجي للمسيحيين في ما يتعلق بالدولة والكيان والميثاق والشراكة مع المسلمين في لبنان.

وأفادت المصادر ان «التركيز في لقاء بكركي كان على الشراكة الوطنية بين المسيحيين والمسلمين، لا سيما في الوظائف العامة.

ووافق المجتمعون على المبدأ العام لوثيقة بكركي، مع الحرص على الطابع الوطني، وأُدخلت تعديلات لهذه الغاية.

وأشارت بعض مصادر المعلومات الى أن الوثيقة تطالب بعقد جلسة مفتوحة لمجلس النواب تقضي الى انتخاب رئيس للجمهورية، وفقا للدستور وبعيدا عن اي اعراف مستجدة كالحوار وغيره.

ونُسب الى مصادر مطلعة ان كل فريق وضع في الاجتماع الاول ملاحظاته ومطالبه على الطاولة، وتحولت هذه المطالب الى وثيقة اعدها أبي نجم، ونقحت بعد ذلك على ان تُبحَث وتصدر بنسختها النهائية. وتشير المصادر الى ان بنود الورقة النهائية أصبحت جاهزة والاتفاق تم بنسبة 90 في المئة من حيث تقارب الافكار، وهي ليست بعيدة عن ورقة «القوات» و«التيار»، لكنها تحتاج الى صياغة وتصور نهائي.ويبقى ان سلاح الح.زب يشكل العقبة الاساسية ويأخذ حيزا كبيرا من النقاش، في مسعى للخروج بموقف واضح وسيادي حيال هذا الموضوع.

ولم يتطرق النقاش الى مسألة انتخاب رئيس للجمهورية الواردة في الوثيقة في زاوية ان الانتخابات مسألة بديهية، كما لم يذكر موضوع الفدرالية.

ولم يتحفظ التيار الوطني الحر على فكرة حصرية السلاح بيد الجيش، مع رفضه المطالبة بالتسليم الفوري لسلاح «الح.زب» على اعتبار ان هذه المسألة تتعلق بالاستراتيجية الدفاعية (على ان يعقد اجتماع آخر لاقرار الوثيقة بنسختها الأخيرة).

من جانبها، جددت كتلة الوفاء للمقاومة «عزمها الدائم على مراعاة الوفاق الوطني وعلى تطبيق الدستور لا سيما لجهة بذل الجهود لإختيار رئيس سيادي للبلاد قادر على الإضطلاع بمسؤولية مواجهة التحديات وحماية مصالح الوطن وأبنائه وإلتزام المواقف الوطنية المتبناة من اللبنانيين الثابتين على التمسك بها مهما ساءت الظروف وقست الضغوط». وأشار بيان صادر عنها الى أن «الكتلة إذ تابعت تحركات المهتمين بملء الشغور الرئاسي، فإنها من موقع مشاركتها المسؤولة في مقاربة تلك التحركات، ستبلّغ في الوقت القريب والمناسب موقفها الرسمي بغية إنجاز هذا الإستحقاق حفظا للمصالح الوطنية».

المثابرة الوظيفية

وظيفياً، اعلن الاجتماع الذي عقد برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، حول تسيير المرفق العام، بحضور وزاري – اداري رفيع عن الالتزام بنظام المثابرة، لجهة استحقاق التعويض الشهري عنه، وفقا لآلية إدارية، تخضع لرقابة الوزير وتفتيش المركزي، وذلك بالإلتزام بالحضور الذي الكامل ضمن الدوام حتى الساعة الثالثة بعد الظهر، وبمعدل 16 يوماً بالاسبوع، وبغياب مبرر لمدة 5 ايام فقط.

ويعطى تعويض المثابرة شهريا للمستفيدين منه من الاعتمادات المرصدة لهذه الغاية في الموازنة.

ثالثا: قيمة تعويض المثابرة:

تحدد قيمة تعويض المثابرة للعاملين في الادارات العامة على النحو المبين أدناه لكل فئة:

• 15 مليون ليرة لبنانية لموظفي الفئة الخامسة والأجراء ومقدمي الخدمات الفنية.

• 17 مليون ليرة لبنانية لموظفي الفئة الرابعة.

• 19 مليون ليرة لبنانية لموظفي الفئة الثالثة.

• 22 مليون ليرة لبنانية لموظفي الفئة الثانية.

• 25 مليون ليرة لبنانية لموظفي الفئة الأولى.

تظاهرة عونية أمام قصر العدل اليوم

وتمثل القاضية غادة عون النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان، امام المجلس التأديبي في بيروت، وسط تظاهرة عونية، لتقديم الدعم لها.

وحذر مصدر متابع من اطلاق شعارات استفزازية تؤدي الى توتير الاجواء في البلاد.

الوضع الميداني

ميدانياً، اعلن الح.زب مساء امس عن استهداف قوة اسرائيلية اثناء دخولها الى ثكنة زرعيت بقذائف المدفعية، كما استهدف الح.زب مبنيين يستخدمهما جنود العدو الاسرائيلي في مستوطنة راموت نفتايا بالاسلحة الصاروخية.

ونظم جيش الاحتلال من الجهة المقابلة، جولة للاعلاميين للاطلاع على حجم الدمار والاضرار الذي ضرب المستوطنات الشمالية.

وكانت القوات الاسرائيلية قصفت اطراف غالبية القرى من القطاع الغربي الى القطاع الشرقي، لا سيما كفركلا وعديسة من الشرق، والناقورة وعيتا الشعب ويارين من الغرب والجنوب.

********************

افتتاحية صحيفة الديار

«ترتيب» المنطقة على «نار حامية» وجبهة الجنوب تفرض لبنان «لاعباً رئيسياً»

 باريس مرتاحة للرد اللبناني على «المبادرة» وخطة هوكشتاين تحتاج «للتنقيح»

 ماذا بعد زيارة صفا الايجابية الى الامارات؟… تعديلات حول السلاح في وثيقة بكركي – ابراهيم ناصرالدين

 

يبدو الايقاع الداخلي اللبناني بطيئا، ولا يسير على موجة واحدة مع الاحداث والتطورات الاقليمية المتسارعة، وحدها الجبهة الجنوبية تضع لبنان على «الخريطة» وتجعله لاعبا رئيسيا في «لعبة» تشكيل المنطقة، واعادة ترتيبها على وقع التطورات الميدانية في غزة، وموازين القوى الجديدة، حيث تتصاعد وتيرة التحركات الدبلوماسية لبلورة هدنة يحاول رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو التنصل منها بشتى الطرق، علما انه رضخ للضغوط بالامس واعلن ارسال رئيس الموساد الى الدوحة اليوم لاجراء جولة جديدة من التفاوض غير المباشر مع حركة ح، فيما عقد في القاهرة اجتماع سداسي عربي مع وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن حيث تم البحث في جهود وقف الحرب، وحتمية تحقيق وقف إطلاق النار.

 

داخليا،عاد مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الح.زب وفيق صفا من الامارت بأجواء ايجابية حول ملف المعتقلين اللبنانيين، فيما شهدت بكركي جولة جديدة من «العصف الفكري» بين القوى المسيحية الاساسية، في غياب «تيار المردة»، في اطار وضع اللمسات الاخيرة على «وثيقة» تعبر عن الهواجس المسيحية في ظل الفراغ الرئاسي وما يلحق بالمسيحيين من «غبن» في الدولة. ووفقا للمعلومات، تبقى بعض النقاط بحاجة الى صياغة، ومنها ما يتعلق بكيفية مقاربة سلاح الح.زب حيث خضعت النقاط حوله لتعديلات بعد تحفظات من التيار الوطني الحر، فيما اعلنت كتلة الوفاء للمقاومة ان ردها على المبادرات الرئاسية بات قريبا، مع تسجيله ملاحظة واضحة حيال البطء في معالجة الفراغ في بعبدا.

ايجابية بلينكن؟

 

وفيما تقصد الوزير الاميركي اشاعة اجواء ايجابية حول اقتراب التوصل الى اتفاق هدنة، عبر الاعلان ان مفاوضات الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين تقترب من  الوصول الى الاتفاق، مؤكدا أن الفجوات تضيق، واصفا الاتفاق بأنه أصبح ممكنا جدا، تحدثت مصادر دبلوماسية عن نقاش معمق اجراه بلينكن في السعودية قبل يومين بشأن تصور عربي لخطة سلام إقليمي شامل، تبدأ بإنهاء الحرب على القطاع ثم إطلاق مسار يقود إلى إقامة دولة فلسطينية، مقابل تطبيع مع «اسرائيل» استنادا الى مبادرة السلام العربية، وهو امر لا تزال امامه عقبات كبرى في ظل رفض اليمين الاسرائيلي الحاكم لاي مفاوضات تفضي الى قيام دولة فلسطينية.

تهديدات بايدن لنتانياهو

 

من جهته، كشف محلِّل الشؤون العسكريّة عاموس هارئيل النقاب عن أنّ الرئيس الأميركيّ جو بايدن أوضح لرئيس وزراء الكيان، بنيامين نتنياهو، أنّ واشنطن ستمنع أيّ عمليةٍ عسكريّةٍ في رفح. ونقل عن مصادر امنية رفيعة في تل ابيب تاكيدها ان بايدن أوضح لنتنياهو في المكالمة الهاتفيّة التي جرت بينهما الثلاثاء، أنّ «إسرائيل» مرتبطة عضويا بالولايات المُتحدّة في جميع النواحي، وفي مقدّمتها العسكريّة، وذلك في تهديد مبطن حيال احتمال وقف المساعدات العسكرية اذا لم يستجب لموقف الادارة الاميركية حيال الهدنة!

خسارة الحرب

 

وفي اقرار بخسارة الحرب قالت صحيفة «معاريف»، أنّ الأشهر الأخيرة أثبتت بما لا يدعو مجالاً للشكّ أنّ الحرب على غزّة كانت إخفاقًا مطلقًا. في المقابل، عبّرت الصحيفة عن إيمانها العميق بأنّ صفقة تبادل الأسرى لن تخرج الى حيّز التنفيذ، لأنّ نتنياهو يرفضها، ذلك أنّ رئيس الوزراء، يريد حربًا، ولهذه الحرب لا يوجد أيّ هدفٍ سوى أنْ يبقى في الحكم، ولا يلوح في الأفق أيّ حديثٍ عن إنهاء هذه الحرب.

 جهود وارتياح فرنسي

 

وبانتظار الاجوبة التي سيتلقاها بلينكن من نتانياهو اليوم، وكذلك مسار التفاوض الصعب في الدوحة، اعلنت الخارجية الفرنسية العمل على كل الجبهات لتجنب التصعيد بين لبنان و «إسرائيل»، ولفتت إلى أن فرنسا تعمل لتجنب التصعيد الإقليمي خصوصا على الحدود في الجنوب، وكان لافتا الاعلان الفرنسي عن الارتياح لما اسمته الجواب الايجابي للسلطات اللبنانية حول مقترح التهدئة الفرنسي عند الحدود. وقد اشارت مصادر سياسية بازرة الى ان جبهة الجنوب تجعل من لبنان طرفا اساسيا في اي محادثات ستجري مستقبلا، بعد ان نجح الح.زب في فرض قواعد اشتباك جديدة لا يمكن لاي من الاطراف ان يتجاوزها بسهولة. وهذا الامر سيكون على بساط البحث بعد وقف الحرب على غزة.

المبادرة «مجمدة»

 

ووفقا لمصادر مطلعة، فانه في ظل عدم وجود وقف لإطلاق النار في غزة، الشرط الأساسي الذي وضعه الح.زب من أجل وقف النار، فليس لدول الوساطة، ما يمكن أن تطرحه في هذه الأثناء، ولفتت الى ان المبادرة الفرنسية تتحدث عن وقف منفصل لإطلاق النار بين لبنان و «إسرائيل»؛ وسحب قوات الح.زب مسافة 10 كم عن الحدود؛ وانتشار 15 ألف جندي لبناني على طول الحدود؛ وتعزيز قوة الأمم المتحدة «اليونيفيل». لكن هذه المبادرة تحتاج الى»التنقيح» وستبقى مجمدة حتى لانها مشروطة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

خطة هوكشتاين؟

 

من جهتها، كشفت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية ان المبعوث الأميركي الخاص عاموس هوكشتاين سبق وابلغ من التقاهم في بيروت و «اسرائيل»، بان الاتفاق حول هدنة غزة وشيك، وهو وضع على طاولة رئيس الحكومة الانتقالية في لبنان نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري، خطة المراحل التي قد تدفع قدماً بوقف لإطلاق النار في لبنان، إلى جانب قطاع غزة، وتحريك حوار يهدف إلى تطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 1701 حسب التعديلات التي طلبتها «إسرائيل».

لا قدرة على الحسم راهناً

 

ووفقا للصحيفة، فان الوضع في لبنان وصل إلى طريق لا يملك أي طرف، داخلياً كان أم خارجياً، القدرة على الحسم أو فرض قرار، فيما تصب الولايات المتحدة جهدها الآن لمنع توسيع المواجهة بين «إسرائيل» والح.زب، وتجري محادثات حول ذلك، ليس فقط مع الحكومة الإسرائيلية والحكومة اللبنانية بل أيضاً مع السعودية، وكذلك مع قطر التي تمول الجيش اللبناني جزئياً، حسب تعبيرها، وكذلك مع الإمارات التي فتحت خطوط تواصل على الساحة اللبنانية عبر سورية!

 «زوال» اسرائيل؟

 

وفي «نبوءة» جديدة لمن يعرف في كيان العدو «بنبي الشؤم» الذي سبق وتنبأ بكل الازمات التي اصابت «اسرائيل»، قال الجنرال احتياط اسحاق بريك ان «دولة إسرائيل» في طريقها الى الزوال المحقق، تمامًا كما غرقت سفينة (التايتانك) عندما اصطدمت في العام 1912 بالثلج. وبرأيه من الممكن إنقاذ الكيان من هذا المصير، فقط إذا قامت «إسرائيل» بتغيير القادة السياسيين والأمنيين الذين كانوا مسؤولين عن أكبر فشلٍ في تاريخ الكيان.

 الوضع الميداني

 

ميدانيا، شهدت ساعات المساء امس تصعيدا اسرائيليا حيث شنت طائرات العدو غارتين على ميس الجبل، الأولى استهدفت بصاروخين منزلاً في الحي الشرقي والثانية استهدفت منزلاً في حي رأس الظهر كان قد استُهدف سابقاً بالمدفعية. كذلك استهدفت غارة طيرحرفا في القطاع الغربي وشنت المقاتلات الإسرائيلية غارة بالصواريخ على يارين، وعيتا الشعب، ومروحين، والقوزح، والعديسة… ودوت صفارات الإنذار في كريات شمونة ومحيطها. كذلك دوت صفارات الإنذار في منطقة أفيفيم بالجليل الأعلى على الحدود الجنوبية، واعلن الح.زب استهداف موقع المالكية بالقذائف المدفعية وحقق إصابة مباشرة. وفيما سمعت اصوات انفجار صواريخ اعتراضية وقصف مدفعي إسرائيلي فوق كفركلا، اعلنت المقاومة ايضا انها استهدفت موقعا وتموضعا لقوة استخبارات عسكرية إسرائيلية في مستوطنة المطلة. وقال الح.زب في بيان إن عناصره استهدفوا نقطة تموضع ‌‏لقوة استخبارات عسكرية في مستعمرة المطلة، وأصابوها إصابة مباشرة وأوقعوا أفرادها بين ضحية ‏وجريح.‏ وخرق طيران العدو جدار الصوت في أجواء منطقتي النبطية وإقليم التفاح على علو منخفض، مما أحدث دويا قويا.

تغريدة «عنصرية»؟!

 

وفي تغريدة تحمل في طياتها «عنصرية» مقيتة، علّق عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش على المعلومات التي تحدثت عن ان الحكومة ستصرف ما قيمته 20 الف دولار لعائلة كل شهيد جراء الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، فكتب عبر منصة «اكس» قائلا «إن كانت المعلومات صحيحة، فإن الدولة ستعتبر شهداء الح.زب شهداء درجة أولى وستدفع تعويضا لعائلاتهم في حين لم تكترث لباقي الشهداء، ومن بينهم ضحايا تفجير المرفأ الذين لم يحصلوا على أي تعويض رغم تلقي لبنان مساعدات تخطت قيمتها نصف مليار د. أ.». وختم قائلا: «الضرايب عولاد الدولة والتعويض «لولاد الدويلة»!؟

 صفا عاد من الامارات؟

 

وفيما عاد مسؤول وحدة الارتباط في الح.زب وفيق صفا الى بيروت بعد زيارة غير مسبوقة الى الامارات، حيث بحث حصرا في بت قضية الموقوفين اللبنانيين، ولا شيء آخر، ذكرت مصادر مطلعة ان كل الكلام عن تزامن اطلاق سراحهم مع انتهاء الزيارة، كان مجرد تكهنات اعلامية، ولا يمكن البناء عليها لتحليل اجواء الزيارة التي اتسمت بالايجابية. ووفقا لتلك المصادر، الزيارة خطوة اولى لانهاء هذا الملف، وستكون هناك زيارت اخرى لاستكمال حل هذه القضية.

الزيارة ايجابية… ماذا بعد؟

 

وقد رافق صفا مسؤول امني اماراتي وصل الى بيروت لمرافقة وفد الح.زب الى العاصمة الإماراتية، ثم عاد معه كضمانة امنية، وتجنبا لاي احتمال قرصنة جوية قد تقوم بها «اسرائيل». ووفقا للمعلومات، فان الزيارة التي استمرت ثلاثة ايام، كانت ايجابية، وكانت محصورة بمناقشة ملف المعتقلين مع المسؤولين الاماراتيين والبحث في كيفية اطلاق سراحهم واعادتهم الى لبنان، وهي لم تتطرق الى اي ملفات داخلية وإقليمية. وبحسب مصادر دبلوماسية، فان هذه الخطوة مهمة جدا، ويمكن البناء عليها، لان ثمة قناة للتواصل قد فتحت بين الح.زب والامارات، حتى لو كانت حتى الان محددة بمواضيع معينة.

«وثيقة» بكركي وتحفظات «التيار»

 

في هذا الوقت، اقتربت خمس قوى مسيحية من الاتفاق على وثيقة «وطنية» برعاية بكركي، تتناول العديد من المسائل السياسية، وثمة توجه للاتفاق على الوثيقة قريبا. وقد جمع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلي الاحزاب المسيحية، باستثناء تيار المردة. وبحسب المعلومات، فان بنود الورقة النهائية أصبحت جاهزة والاتفاق تم بنسبة 90 في المئة من حيث تقارب الافكار، وهي ليست بعيدة عن ورقة «القوات و «التيار»، لكنها تحتاج الى صياغة وتصور نهائي. الا ان كيفية صياغة الموقف حول سلاح الح.زب لا يزال يأخذ حيزا كبيرا من النقاش، وقد رفض «التيار» مسألة الدعوة الى نزع فوري للسلاح وتحدث عن خطة على مراحل، كما ربط مسألة حياد لبنان ببناء جيش قوي، على النموذج السويسري.

تراجع الحضور المسيحي

 

وتتطرق مسوّدة وثيقة بكركي الى دور لبنان التاريخي والحر، كما تذكر بالثوابت التاريخية، اي الحرية والتعددية والمساواة في الشِرْكة واحترام اتفاق الطائف والقرارات الدولية والحياد واللامركزية الادارية الموسعة. وتدعو الوثيقة الى بسط سيادة الدولة على كل اراضيها وحماية حدودها ووضع السيادة بحمى بالجيش اللبناني والقوى الامنية حصراً وتبني استراتيجية دفاعية واضحة، كما إلى عدم الانزلاق الى خيارات لا تخدم لبنان وشعبه والعمل معاً لانتخاب رئيس ووضع ميثاق شرف بين المسيحيين اولاً ثم مع الافرقاء الاخرين. وتنبّه الوثيقة الى تراجع الحضور المسيحي في القطاع العام وبيع اراضيهم وخطر السلاح غير الشرعي اللبناني وغير اللبناني والنزوح السوري وتوطين الفلسطينيين والفساد وتأخير الاصلاح.

وثيقة وطنية

 

وجاءت اجتماعات بكركي نتيجة المساعي التي قام بها المطران انطوان بونجم بتكليف من البطريرك، الذي عمل طوال الاشهر الثلاثة الماضية مع الاحزاب في محاولة لايجاد قواسم مشتركة فيما بينها. وتابع جولته خلف الكواليس، وتم بنتيجتها تشكيل لجنة مصغرة، بدأت تضع نقاط التقاطع المشتركة مع القوى السياسية اللبنانية للوصول الى خريطة طريق او تصور يوافق عليه كل اللبنانيين. وهذا التصور يكون المنطلق للرئيس المقبل، وعلى اساسه يصار الى انتخابه.

لا جديد رئاسيا

 

في هذا الوقت، لا تزال المراوحة الرئاسية على حالها. وفي سياق «ملء الفراغ»، جدد رئيس ح.زب القوات اللبنانية سمير جعجع رفضه للحوار،. واعلن ان انتخابات رئاسة الجمهورية اسمها انتخابات، ودستوريا هي انتخابات، وعمليا هي انتخابات مع او من دون تفاهمات مسبقة. وقال انه لا حل لانتخابات رئاسة الجمهورية الا بالانتخاب، والذي يقول انه من دون حوار لا رئاسة جمهورية، يعني انه يقول عمليا وعلنا وصراحة، إذا لم تقبلوا مرشحي فلا رئاسة جمهورية. وهذا أمر غير مقبول ومرفوض تماما!

الاستحقاق «مؤجل»

 

وفي تعبير واضح عن المأزق الراهن، وصف النائب بلال عبدالله بعد زيارته مع النائب فيصل الصايغ مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الأوضاع بالمستعصية. وقال «يبدو أنه بعد تعثر مبادرة كتلة الاعتدال التي كنا ندعمها نحن، وما زلنا ندعم هذا التوجه، وعلى إيقاع الحرب الإقليمية القائمة، وإيقاع الأصوات التي نسمعها من هذا الفريق أو ذاك، يبدو أن الجو الداخلي لم يصبح بعد جاهزا للتسوية الداخلية لانتخاب رئيس، وكذلك الجهود التي تبذلها اللجنة الخماسية لم تثمر بعد، وأن هذا الاستحقاق للأسف ما زال مرحلا».

موقف الح.زب «قريبا»

 

من جهتها، جددت كتلة الوفاء للمقاومة «عزمها الدائم على مراعاة الوفاق الوطني وعلى تطبيق الدستور، لا سيما لجهة بذل الجهود لاختيار رئيس سيادي للبلاد قادر على الاضطلاع بمسؤولية مواجهة التحديات. ولفتت الى انه من موقع مشاركتها المسؤولة في مقاربة تلك التحركات، ستبلغ في الوقت القريب والمناسب موقفها الرسمي بغية إنجاز هذا الاستحقاق حفظا للمصالح الوطنية.

************************

افتتاحية صحيفة الشرق

بلينكن في إسرائيل لكبح جماح نتنياهو ورئيس الموساد في قطر

مشروع قرار أميركي يدعو لوقف فوري و”مستدام” لإطلاق النار بغزة

 

وزعت الولايات المتحدة  مشروع قرار معدل للمرة السادسة على أعضاء مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب في قطاع غزة، موازاة مع شروع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في جولة شرق أوسطية لبحث جهود الوساطة لوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع.

 

ويقر مشروع القرار المعدل بضرورة وقف فوري ومستدام لإطلاق النار لحماية المدنيين من جميع الأطراف والسماح بإيصال المساعدات الأساسية وتخفيف المعاناة الإنسانية.

 

ويقول مشروع القرار إنه يدعم بشكل لا لبس فيه الجهود الدبلوماسية الدولية الجارية لتأمين وقف إطلاق النار المتعلق بالإفراج عن جميع الرهائن المتبقين.

 

وسبق وأن فشل مجلس الأمن في تبني مشروع قرار جزائري دعا إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد استخدام واشنطن حق النقص (فيتو).

 

رئيس الموساد إلى الدوحة لبحث اتفاق الأسرى

 

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع سيتوجه إلى قطر غدا الجمعة للقاء وسطاء في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يشمل الإفراج عن الأسرى، بينما تحدثت واشنطن عن ضغوط من أجل الاتفاق.

 

وأضاف مكتب نتنياهو أن رئيس الموساد سيلتقي في الدوحة رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليامز بيرنز، ومدير المخابرات المصرية عباس كامل.

 

وكانت هيئة البث الاسرائيلية قد نقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق بشأن صفقة تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار ومن الممكن ردم الفجوات بين حركة المقاومة الإسلامية (حركة ح) وإسرائيل.

 

معقدة وصعبة

 

من جهتها، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي مطلع أن المؤشرات لدى إسرائيل بخصوص صفقة التبادل ليست إيجابية. وأشار إلى أن المفاوضات معقدة وصعبة، لكن يمكن التوصل إلى صفقة.

 

وأشار المسؤول للقناة إلى أن تل أبيب تنتظر رد حركة ح على الرد الإسرائيلي. وقال إنه في حال لم تليّن حركة ح مواقفها، فهذا يعني أنها تضيّع الوقت، على حد تعبيره.

****************************

افتتاحية صحيفة البناء:

بلينكن: مشروع قرار لوقف النار مقابل إطلاق الأسرى… مع "اسرائيل" ولكن! السيد الحوثي: بعد عمليات أم الرشراش والمحيط الهندي مفاجآت جديدة في الميدان
حزب الله بعد عودة صفا من الإمارات: الأمل معقود لبلوغ خاتمة ملف المعتقلين

 

يكمل وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن جولته في المنطقة من السعودية إلى مصر ليحطّ في كيان الاحتلال اليوم، وقد سبق الزيارة بجملة مواقف، أعلن خلالها مرحلة جديدة، عنوانها مع «إسرائيل» ولكن، بعد مرحلة مع «إسرائيل» بلا شروط، وبدلاً من ربط وقف النار بالقضاء على حركة حماس صار وقف النار بنظر واشنطن متزامناً مع إنهاء ملف الأسرى لدى المقاومة ضمن صفقة تبادل شاملة ولو على مراحل. وهذا التحول ناجم عن استعصاء القدرة على ربح الحرب التي دعمتها واشنطن بكل قواها، لكنها انتهت إلى فشل ذريع، ومثلت تداعياتها فشلاً استراتيجياً أميركياً في البحر الأحمر خصوصاً، وعامل الوقت الذي لا يعمل لصالح مواصلة الحرب سواء في استهلاك ما بقي من صورة للردع الأميركي، أو مزيد من الغرق الإسرائيلي في عمليات عسكرية بلا جدوى، أو المزيد من ارتكاب المجازر التي تشعل الشارع الأميركي وصارت خطراً على المصير الانتخابي للرئيس الأميركي جو بايدن، وترجمة لهذا التوجه أعلن بلينكن «قدمنا بالفعل مشروع قرار وهو معروض الآن أمام مجلس الأمن ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار مرتبط بالإفراج عن الاسرى، ونأمل بشدّة أن يلقى دعماً من الدول». وأعرب عن اعتقاده بأن هذا المشروع «سيبعث برسالة قوية، بمؤشر قوي». وأوضح بلينكن «بالطبع نقف الى جانب «إسرائيل» وحقها في الدفاع عن نفسها، لكن في الوقت عينه، من الضروري أن نركز على المدنيين الذين يتعرّضون للأذى ويعانون بشكل مروّع، ونجعل منهم أولوية لنا»، مؤكداً ضرورة «حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية لهم».
في ميادين المواجهة مزيد من الحضور لقوى المقاومة من غزة الى لبنان الى المقاومة العراقية التي أعلنت قبل يومين استهداف محطة توليد الكهرباء في تل أبيب، لكن التحدي كان يمنياً أيضاً، حيث أعلن قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي، ان «تطورات الصاروخ الذي وصل إلى أم الرشراش (ايلات)، وكذلك الاستهداف إلى المحيط الهندي هي تطورات ذات أهمية كبيرة جداً«. وأكد أن «هناك تطورات أكبر وأكثر أهمية وتأثيراً بإذن الله تعالى ونترك المجال للفعل أولاً ثم للقول».
في لبنان عاد مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا من زيارة لدولة الإمارات العربية المتحدة استمرت ليومين، هي أول اتصال على مستوى قيادي مباشر وعلني بين الحزب والإمارات منذ عشر سنوات، وقال حزب الله في بيان إن الزيارة كانت «في إطار المتابعة القائمة لمعالجة ملفّ عدد من المعتقلين اللّبنانيّين هناك، حيث التقى عددًا من المسؤولين المعنيّين بهذا الملف، والأمل معقود أن يتمّ التّوصّل إلى الخاتمة المطلوبة إن شاء الله». وتوقعت مصادر سياسية متابعة ان يكون هذا التواصل، حتى لو لم يتطرق إلى النقاش في ملفات أخرى غير ملف المعتقلين اللبنانيين في الإمارات، بداية مرحلة من الانفتاح على حزب الله من دول الخليج، خصوصاً أنه يأتي مع اقتراب حرب طوفان الأقصى من نهايتها، على قاعدة مكانة جديدة لمحور المقاومة في المنطقة، يتقدمها موقع حزب الله حضوراً وفاعلية.

فيما تترقب المنطقة نتائج جولة وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن لتحديد مسار الحرب في غزة باتجاه التوصل الى اتفاق هدنة ام استمرار العمليات العسكرية، بقيت الجبهة الجنوبية على وتيرة التصعيد نفسها، فيما يؤشر وفق خبراء عسكريين الى أن «المعادلة الميدانية على الحدود الجنوبية منذ بداية الحرب على غزة لا تزال حاكمة، لكون «إسرائيل» لا تستطيع خوض الحرب مع حزب الله في ظل تعثرها في مستنقع الحرب في غزة، رغم أنها تريد هذه الحرب لأسباب عدة، لكن عوامل مختلفة تمنعها وتردعها عن هذه الخطوة وأهمها قوة حزب الله وما يخفيه من مفاجآت ستغير مجرى ومسار الحرب. وهذا ما تدركه قيادة الاحتلال وأيضاً الإدارة الأميركية التي لا تريد لـ»إسرائيل» التورط بحرب مع لبنان خشية تداعياتها على الكيان الإسرائيلي وعلى المصالح والوجود والنفوذ الأميركي في المنطقة وعلى المشاريع الأميركية الغربية في المنطقة»، كما أن حزب الله وفق ما يشير الخبراء لـ»البناء» «أدار الحرب بذكاء وحكنة وحنكة واحتراف واستمر بجبهة الإسناد لغزة ومنع أي عدوان إسرائيلي واسع على لبنان، لكنه لم يبادر بالحرب الكبرى وأبقى العمليات العسكرية عند حدود معينة، وحقق أهداف الحرب من دون استدراج «إسرائيل» ومنحها ذريعة لشن عدوان واسع على لبنان. وأهم الأهداف التي حققها حزب الله وفق الخبراء الضغط على حكومة الاحتلال لوقف العدوان على غزة وتشتيت ألوية الجيش الإسرائيلي وقدراته المتعددة ومنعه من توسيع عدوانه على لبنان، وتحويل شمال فلسطين المحتلة الى مدينة اشباح».
وفي سياق ذلك نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» صورًا عن حجم الدمار والأضرار في مستوطنة المطلة عند الحدود مع لبنان، جراء استهداف المقاومة الإسلامية المستوطنات الإسرائيلية في الجبهة الشمالية.
وعلمت «البناء» أن «الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين سيعود الى لبنان فور التوصل الى اتفاق هدنة في غزة لاستئناف التفاوض على الملف الحدودي. لكن حتى الساعة لا جديد على صعيد الاتصالات على خط واشنطن – بيروت بانتظار ما ستؤول اليه الاوضاع في غزة». لكن جهات دبلوماسية غربية وفق معلومات «البناء» كررت نصائحها للحكومة اللبنانية لبذل الجهود مع حزب الله لتخفيف حدة العمليات العسكرية على الجبهة الجنوبية وضبط الحدود قدر الإمكان لتمرير الوقت ريثما يتم التوصل الى هدنة في غزة، لكونها ستنسحب على الجبهة الجنوبية وبالتالي عدم منح حكومة نتنياهو في الوقت الفاصل عن الهدنة في غزة، الذريعة لشن عدوان على لبنان للتغطية على اخفاقات الجيش الإسرائيلي في غزة.
وواصل حزب الله دك مواقع وتجمعات الاحتلال، وأعلن أمس، استهداف قوة استخبارات عسكرية في المطلة وأوقع أفرادها بين قتيل وجريح، كما استهدف «موقع المالكية بالقذائف المدفعية وأصابه إصابة مباشرة». كما قصف مبنيَين يستخدمهما جنود ‏العدو في مستوطنة راموت نفتالي بالأسلحة الصّاروخيّة وأصابوهما إصابةً مباشرة».
في المقابل استهدف القصف المدفعي الاسرائيلي أطراف بلدة يارون. وشن طيران الاحتلال غارة على بلدة العديسة، استهدفت «إكسبرس» ومنزلاً قبالة نقطة البانوراما. وقصف اطراف بلدة عيترون بالقذائف في القطاع الأوسط. وشن ايضا غارتين بالصواريخ استهدفتا بلدة عيتا الشعب وثالثة استهدفت بلدة يارون. وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال «اننا استهدفنا أمس مبنىً عسكريّاً لحزب الله في بلدة الضهيرة».
وشددت كتلة الوفاء للمقاومة على أنّ «المقاومة في لبنان تواصل تصديها البطولي والممنهج للعدوان الصهيوني وتفرض عليه إرباكا شديداً لا يمكنه من حسم الخيارات وفق ما يريد، بل يلزمه بدفع ثمن إصراره على مواصلة عدوانه على غزة. إن هذا الوضع المربك للعدو سيكشف أيضاً الوهن الحقيقي الذي يعانيه على المستويات السياسية والاقتصادية والمجتمعية كما على الصعد الأمنية والعسكرية والإدارية».
وأبدت الكتلة «تقديرها واعتزازها بموقف الإسناد والتضامن العملي الميداني والبطولي الذي يلتزمه حزب الله ويبذل دونه التضحيات الجسام ويتشارك مع المقاومين اللبنانيين وقوى محور المقاومة في المنطقة شرف الضغط على المعتدين الصهاينة والحؤول دون تمكينهم من تحقيق أوهامهم ومشروعهم الإلغائي الخطير الذي يتهدد الأمن والاستقرار الإقليميين».
في غضون ذلك، اتجهت الانظار الى الصرح البطريركي في بكركي، حيث جمع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلي الأحزاب المسيحية باستثناء المردة. وبحسب المعلومات فإن مسودة وثيقة بكركي تتطرق الى دور لبنان التاريخي والحر الذي يتحول تباعاً الى دولة دينية شمولية ايديولوجية، كما تذكر بالثوابت التاريخية اي الحرية والتعددية والمساواة في الشراكة واحترام اتفاق الطائف والقرارات الدولية والحياد واللامركزية الإدارية الموسعة. وتدعو الوثيقة الى بسط سيادة الدولة على كل أراضيها وحماية حدودها ووضع السيادة بحمى بالجيش اللبناني والقوى الامنية حصراً وتبني استراتيجية دفاعية واضحة، كما إلى عدم الانزلاق الى خيارات لا تخدم لبنان وشعبه والعمل معاً لانتخاب رئيس ووضع ميثاق شرف بين المسيحيين اولاً ثم مع الأفرقاء الآخرين. وتنبّه الوثيقة الى تراجع الحضور المسيحي في القطاع العام وبيع أراضيهم وخطر السلاح غير الشرعي اللبناني وغير اللبناني والنزوح السوري وتوطين الفلسطينيين والفساد وتأخير الإصلاح.
ولفتت مصادر مطلعة الى أن كل فريق وضع في الاجتماع الاول ملاحظاته ومطالبه على الطاولة وتحولت هذه المطالب الى وثيقة أعدها بونجم، ونقحت بعد ذلك على ان تُبحَث وتصدر بنسختها النهائية. وتشير المصادر الى أن بنود الورقة النهائية أصبحت جاهزة والاتفاق تم بنسبة 90 في المئة من حيث تقارب الأفكار، وهي ليست بعيدة عن ورقة «القوات و»التيار»، لكنها تحتاج الى صياغة وتصور نهائي، يبقى أن سلاح حزب الله يشكل العقبة الأساسية ويأخذ حيزاً كبيراً من النقاش، في مسعى للخروج بموقف واضح وسيادي حيال هذا الموضوع.
وأفيد أن اجتماعات بكركي جاءت نتيجة المساعي التي قام بها المطران انطوان بونجم بتكليف من البطريرك، الذي عمل طوال الأشهر الثلاثة الماضية مع الاحزاب في محاولة لإيجاد قواسم مشتركة في ما بينها. وتابع جولته خلف الكواليس، وتمّ بنتيجتها تشكيل لجنة مصغرة، بدأت تضع نقاط التقاطع المشتركة مع القوى السياسية اللبنانية للوصول الى خريطة طريق أو تصور يوافق عليه كل اللبنانيين. وهذا التصور يكون المنطلق للرئيس المقبل، وعلى أساسه يصار إلى انتخابه.
واستقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى، وفداً من الحزب «التقدمي الاشتراكي»، ضم، النائبين بلال عبد الله وفيصل الصايغ. بعد اللقاء، استبعد عبدالله انتخاب رئيس في المدى المنظور، موضحاً «أنه بعد تعثر مبادرة كتلة الاعتدال التي كنا ندعمها نحن، وما زلنا ندعم هذا التوجه، وعلى إيقاع الحرب الإقليمية القائمة، وإيقاع الأصوات التي نسمعها من هذا الفريق أو ذاك، يبدو أن الجو الداخلي لم يصبح بعد جاهزاً للتسوية الداخلية لانتخاب رئيس، وكذلك الجهود التي تبذلها اللجنة الخماسية حتى الآن، مع كل الشكر لهم جميعاً، يبدو أن هذه الجهود لم تثمر بعد، وأن هذا الاستحقاق للأسف ما زال مرحلاً».
على صعيد آخر، وصل مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا أمس إلى بيروت عائداً من الإمارات، حيث خاض مفاوضات بشأن استعادة الموقوفين اللبنانيين.
وأعلنت العلاقات الإعلاميّة في الحزب في بيان، أنّ «مسؤول وحدة الارتباط والتّنسيق وفيق صفا زار دولة الإمارات، في إطار المتابعة القائمة لمعالجة ملفّ عدد من المعتقلين اللّبنانيّين هناك، حيث التقى عددًا من المسؤولين المعنيّين بهذا الملف، والأمل معقود أن يتمّ التّوصّل إلى الخاتمة المطلوبة إن شاء الله».
ورجحت مصادر «البناء» أن يتم إطلاق سراح الموقوفين اللبنانيين المحتجزين في الإمارات خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرة الى أن زيارة صفا الى الإمارات تعتبر مؤشراً ايجابياً على صعيد التواصل بين الحزب والإمارات في أعقاب تحسن العلاقات الإماراتية – السورية والجهود التي لعبتها دمشق على هذا الصعيد.
وكانت العلاقات الإعلامية في حزب الله نفت نفياً قاطعاً ما ورد في الرواية المُختلقة والمليئة بالأكاذيب والتخيّلات، والمعروفة الأهداف التي نشرتها صحيفة «نداء الوطن» في عدد الاربعاء والتي تتعلّق بدور وفيق صفا بالعمل لمصلحة مُرشح معيّن خلافاً لموقف حزب الله المُعلن والواضح. واعتبرت أنّ ما ورد في هذه الرواية هو مزاعم باطلةٌ لا أساسَ لها من الصحة على الإطلاق.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram