افتتاحية صحيفة الأخبار:
حراك «الخماسية»: إثبات وجود قبل الدخول في عطلة جديدة
لا صوت في بيروت يعلو صوت الحرب في غزة، باستثناء التأهب الرسمي والدبلوماسي لمواكبة أي تطور على الجبهة الجنوبية، في ظل تمسّك المقاومة بمعادلة «لا فصل للساحات ولا ترتيبات سياسية في الجنوب ما دامت المجرزة متواصلة في القطاع»، مع تأكيدها على أن لا «تقريش» لتطورات الجبهة في الملفات الداخلية.ومع التسليم بهذه المعادلة بعد محاولات ترغيب وترهيب متعددة، استأنف سفراء دول اللجنة «الخماسية» (الولايات المتحدة، قطر، مصر، فرنسا والسعودية) حراكهم أمس، بجولة استهلّوها بلقاءين أمس مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك بشارة الراعي.
التصريحات العلنية لم تخرج عن العموميات بالتأكيد أن اللقاءات «تناولت الأوضاع العامة والمستجدات السياسية خصوصاً استحقاق انتخاب رئيس جديد للبنان»، وأن هناك توافقاً «على ضرورة التفاهم لإنجاز الاستحقاق». وصرّح السفير المصري علاء موسى، باسم زملائه، بأن «التحرك يأتي في إطار بذل الجهود لإحداث خرق في الملف الرئاسي وصولاً إلى انتخاب رئيس في أقرب فرصة، وسنتناول هذه التفاصيل مع مختلف القوى السياسية التي سنلتقيها جميعها من دون استثناء وعلى فترات».
أما عملياً، فقد تقاطعت المعلومات حول اللقاءين على «عدم وجود وقائع جدية يُبنى عليها للتفاؤل في ما خصّ الانتخابات الرئاسية»، وأن ليس «لدى السفراء الخمسة رؤية محددة بالنسبة إلى هذا الملف»، باستثناء «التأكيد على انتخاب رئيس في أسرع وقت وعلى أهمية التشاور بين القوى السياسية حول اسم توافقي». وبحسب أكثر من مصدر مطّلع «خرجت الخماسية من التسميات، بسبب الخلاف بين أعضائها على المرشحين، إذ إن لكلّ منهم مرشحاً، وعادت إلى التركيز على المبادئ العامة التي تتمحور حول ضرورة التشاور بين القوى السياسية، وحول الانتخاب وضرورته في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة وتحتّم وجود رئيس للجمهورية». وقالت المصادر إن حراك السفراء الخمسة «يهدف فقط إلى إثبات الحضور والإيحاء بوجود اهتمام إقليمي ودولي بهذا الملف»، إذ إنهم «يدركون جيداً استحالة تحقيق انفراج في الأزمة الرئاسية قبل وضوح الصورة حيال مآل الحرب في غزة وتداعياتها على الجبهة الجنوبية». إلا أنهم، وفق المصادر، «يعملون وفقَ القاعدة التي يعمل عليها (المبعوث الأميركي عاموس) هوكشتين، بوضع إطار عام للاتفاق السياسي جنوباً في انتظار التوصل إلى هدنة في غزة، وحين يتحقق هذا الأمر يُصبِح سهلاً الحديث عن المفاوضات في لبنان». وبالمثل، فإن «الخماسية تحاول أيضاً وضع إطار للانتخابات الرئاسية من خلال خلق قاعدة مشتركة بين القوى السياسية يُمكن الانطلاق منها فورَ انتهاء الحرب لانتخاب رئيس توافقي». وكشفت المصادر أن «الملف الرئاسي لم يكن وحده محور الحديث في لقاءات الخماسية، بل تمّ التطرق إلى الوضع الأمني والمخاوف من تطور الأمور تصعيدياً»، ومن هذا المنطلق «جرى التشديد على فكرة انتخاب الرئيس في أي هدنة قريبة».
وفيما يفترض أن يستكمل السفراء جولتهم على مختلف المسؤولين والكتل، من بينهم الرئيس ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع والنائب السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل (من دون مشاركة السفيرة الأميركية ليزا جونسون) ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد (من دون مشاركة السفيرة الأميركية والسفير السعودي وليد البخاري)، رجّحت المصادر أن تدخل الخماسية بعد هذا الحراك في عطلة جديدة، مع سفر البخاري إلى بلاده في إجازة من منتصف شهر رمضان إلى ما بعد الأعياد، وفي ظل عدم تحديد موعد زيارة للمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، خصوصاً أن «الاتصال بينه وبين الرئيس بري قبلَ أيام لم يحمل ما يدفعه إلى المجيء إلى بيروت».
ميدانياً، واصل حزب الله استهداف المواقع والتحصينات الإسرائيلية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، واستهدف مقاوموه أمس مواقع زبدين ورويسة القرن وبياض بليدا وبركة ريشا وحدب يارين وتجمعاً لجنود العدو في تلة الطيحات. واستهدف الطيران الحربي المعادي بالصواريخ بلدة العديسة ومنزلاً في ميس الجبل وبلدة عيتا الشعب، فيما قصفت مدفعية العدو أطراف العديسة وكفركلا وحولا والجبين.
وفي الإطار، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الولايات المتحدة إلى الضغط على إيران ولبنان لسحب حزب الله إلى خلف نهر الليطاني، معتبراً أن البديل عن ذلك سيكون حرباً شاملة. فيما كتب الرئيس السابق لقسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) عاموس جلعاد في «يديعوت أحرونوت»، أنه «إذا أرادت إسرائيل إعادة الآلاف من سكان مستوطنات الشمال إلى منازلهم، فهي أمام طريقَين؛ إمّا مواجهة شاملة مع حزب الله ثمنها الاستراتيجي باهظ جداً، ولن تساعدنا الولايات المتحدة فيها، أو ترتيبات أمنية محسّنة على أساس قرار مجلس الأمن الرقم 1701، يسمح بإبعاد قوة الرضوان إلى ما وراء الليطاني»، معتبراً أن «الإنجازات التي حقّقها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان مهمة. لكن، من دون تحرُّك سياسي، ليس هناك أفق لإنهاء المواجهات وعودة السكان الإسرائيليين إلى منازلهم».
**************************
افتتاحية صحيفة النهار
الراعي لـ”الخمسة”: الدستور ولا تكريس لأعراف
بعيدا من التضخيم او من التحجيم لاهداف سياسية محلية تتصل بتداعيات الازمة الرئاسية المستفحلة، اوحت انطلاقة التحرك الجديد امس لسفراء مجموعة الدول الخمس المنخرطة في جهد ديبلوماسي – سياسي جماعي للدفع نحو انتخاب رئيس للجمهورية يضع حداً للفراغ الرئاسي المتمادي منذ سنة وخمسة اشهر، بان “شيئا ما” متطورا زاد على الجهد السابق لمجموعة السفراء الخمسة، اقله لجهة رفع وتيرة الجهد الضاغط على الافرقاء المحليين من دون ان يعني ذلك ان “اختراقا” تحقق او في طريقه الحتمي إلى أبصار النور. ولعل النفحة الممعنة في ابراز “الإيجابيات” التي دأب السفير المصري علاء موسى على تعميمها، متحدثا باسم زملائه، ساهمت في إضفاء أجواء “استبشار” حيال التحرك الجديد الذي يمتاز عن التحرك السابق بانه سيكون شاملا للقيادات السياسية، ولو على تقطع، بما يؤدي افتراضا كما أوحى السفير الى طرح المجموعة الخماسية “خريطة طريق” على هذه القيادات وما يعنيه ذلك من ترسيخ التزام المجموعة الخماسية وانخراطه “التفصيلي” ربما في شق طريق الحل لانهاء ازمة الفراغ الرئاسي. على انه من دون شك فان العلامة الفارقة والنقطة اللافتة التي ميزت انطلاقة التحرك المستجد للسفراء الخمسة كانت في #بكركي بالذات حيث تبلغ السفراء موقفا جازما من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس #الراعي من شأنه ان يرسم معيارا غير قابل للتجاوز خصوصا انه يتقدم ويتقاطع مع موقف القوى المعارضة لجهة التمسك بالدستور في العملية الانتخابية، وتاليا رفض تكريس أي اعراف لجهة اشتراط ربط الجلسة الانتخابية المفتوحة كما ينص عليها الدستور باي مؤتمر او منتدى او لقاء حواري يسبقها.
وفي هذا السياق أكدت مصادر سفراء مجموعة الدول الخماسية لـ”النهار” أنه حتى اللحظة “لم تتمّ بلورة خريطة الطريق”، وأن هدف الجولة الجديدة للسفراء هو “التثبّت من استعداد القوى السياسية للانخراط في العملية السياسية أولاً”، لكنّها استطردت قائلة: “إن ركيزتها التوافق”. وبحسب المصادر نفسها، فإن سفراء الخماسية يقومون بدور المسهّل للتواصل بين الأفرقاء السياسيين، وهناك مؤشرات إيجابية من اللقاءات السابقة. وعن اختلاف وجهات النظر اللبنانية حول من يترأس الحوار، أجابت المصادر الديبلوماسية أن دور الخماسية هو “تقريب وجهات النظر، والمساعدة في استعادة الثقة المتبادلة وليس إقناع أيّ طرف بمواقف الطرف الآخر”.
#عين التينة وبكركي
وفد سفراء اللجنة الخماسية ضمّ سفيرة الولايات المتحدة ليزا جونسون والسفير الفرنسي هيرفيه ماغرو وسفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري والسفير المصري علاء موسى وسفير قطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني. وكانت عين التينة اولى محطات السفراء، وحرص رئيس مجلس النواب نبيه بري على القول ان “اللقاء كان جيداً وسيتكرر، والتوافق قائم على ضرورة إنجاز التفاهم توصلاً لتحقيق الإستحقاق”. وأوضح السفير المصري ان “الهدف من هذا اللقاء التأكيد على ما سبق وأعلنه الرئيس بري أنه ملتزم في بذل كل المساعي من أجل إنتخاب الرئيس وتسهيل العملية الانتخابية”. وتحدث عن الإشارات الجديدة التي دفعت الخماسية لإستئناف حراكها “وتتلخص بعنوان رئيسي وهو المرونة، فهذا الإستحقاق وكما تعلمون جميعا ومنذ بداياته كان هناك مواقف حدة بعض الشيء، وبالتالي ما نسعى اليه التقليل من هذه الحدية والبحث عن أرضية مشتركة. وما تلقيناه في الايام الاخيرة من اشارات إيجابية تجعل الامر اكثر مرونة، وبالتالي ممكن أن نخلق هذه الارضية التي تحدثنا عنها وخلق المناخ الذي يساعد في الوصول لإحداث إختراق في الملف الرئاسي”. وقال ان: “الخرق الملموس هو أن الكتل السياسية عندها قناعة الآن بأن التوافق في ما بينها هو شيء مهم للغاية. وعندما نتحدث عن التوافق معناه، ان الجميع عنده استعداد للحوار والنقاش والتشاور وصولا الى أمر يتفق عليه الجميع وهذا ما نبحث عنه”.
وبعد لقاء السفراء مع البطريرك الراعي في بكركي وصف السفير المصري اللقاء بانه “بالغ الأهمية وكان الهدف إعلامه واستشارته في الخطوات التي سنبدأ في اتخاذها ، الخطوات مبنية على مراحل عدة والخطوة الأولى هي في الحديث مع الكتل كافة من أجل انتخاب رئيس وفق خارطة طريق سنقدّمها”. واكد ان “حراكنا سيستفيد من حراك كتلة الاعتدال ونحن نبني على تحرّك الداخل لعلّنا نسهّل خلق الأرضية المشتركة لإنجاز الاستحقاق”. واوضح “نحن لا نتحدّث عن أسماء بل عن التزام إذا توفّر فإنّ الحديث سيبقى أسهل بين القوى السياسية حول من يرغبون في ترشيحه الى الرئاسة”.
واشارت مصادر بكركي الى ان “البطريرك الراعي أعرب للسفراء عن استغرابه لسلوك طريق شائك قد لا ينجح فيما الدستور واضح والمسار الديموقراطي يقضي بفتح المجلس”. واضافت: “البطريرك تمنّى التوفيق للسفراء الخمسة رافضاً تكريس أعراف سابقة للاستحقاقات الدستورية والمتمثّلة بالحوار التقليدي”.
ومن المقرر ان يزور السفراء الخمسة اليوم كلا من الرئيس السابق ميشال عون ورئيس ح.زب “القوات اللبنانية ” #سمير جعجع ورئيس الح.زب التقدمي الاشتراكي سابقا #وليد جنبلاط .
“الاجتماع المسيحي”
وسط هذه الاجواء، علقت “القوات اللبنانية” على الدعوة التي وجهها رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الى البطريرك الراعي للدعوة الى اجتماع يضم القادة المسيحيين فاعتبرت ان “المأساة التي وصلت إليها البلاد لم تعد تحتمل لا لقاءات للصورة ولا مناورات سياسية ولا محاولات لاستخدام هذه اللقاءات تحسينًا لشروط مع الحليف الذي ما زال يقتصر الخلاف معه على الجانب السلطوي فقط لا غير”. واكدت ان “يجب بالتأكيد وضع خط أحمر عريض تحت الوجود والشراكة المتناصفة ولكن يجب بالقدر نفسه وضع خط أحمر عريض تحت بند السيادة، وقد أظهرت تجربة العقود الماضية ان إسقاط السيادة هدّد الوجود وضرب الشراكة، والمدخل للحفاظ على الوجود والشراكة يبدأ بالسيادة”. وأعلنت انه “ما لم يعلن النائب باسيل وجوب ان يسلِّم “الح.زب” سلاحه للدولة لا نرى اي موجب للتلاقي في سياق مشهدية واحدة، لأن أي مشهدية يجب ان تعبِّر بصدق عن رغبة اللبنانيين بقيام الدولة الفعلية التي يحول دونها سلاح “الح.زب” ودوره”.
استدعاء رباح
وسط هذه الأجواء اثار استدعاء مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي الى الأمن العام الباحث والكاتب السياسي والأستاذ الجامعي مكرم رباح الى التّحقيق امس ضجة وإدانات واسعة نظرا الى الطابع المسيس والضغط على حرية التعبير الذي يتخذه هذا النمط من الاستدعاءات بحق مناهضي سياسات “الح.زب” خصوصا والذي غالبا ما يمارس أيضا ضد الصحافيين والإعلاميين في تجاوز متعمد لعدم جواز أي تحرك قضائي ضدهم خارج اطار محكمة المطبوعات. وبعد الاستماع إلى أقوال رباح حول مقابلة تلفزيونية قرر عقيقي تركه رهن التحقيق. وقال رباح بعد الإستماع إليه وتركه: “قاضي التحقيق لدى المحكمة العسكرية فادي عقيقي أصدر قرار توقيفي، وما حصل اليوم يثبت أن المحكمة العسكرية أداة للضغط على الناشطين المعارضين للح.زب”. وأوضح لـ”النهار” ما قاله خلال إطلالة إعلامية: “بيّنت أن قصدي من عبارة “خلّي اسرائيل تاخد الليطاني” خلال المقابلة، هو الاستهزاء”. وأضاف: “وجّه إليّ سؤال يعتبر “الح.زب” مقاومة لبنانية بفعل البيان الوزاري، فأجبت مستنداً الى الدستور الذي يسمو على ما عداه ويحدد من يملك قرار السلم والحرب، وفي التحقيق، أرادوا الحصول على هاتفي باعتبار ان هناك شبهة تخابر أمنية في حقي، فرفضت، علماً أن لو ما يزعمونه صحيح لكانوا أوقفوني منذ زمن. وكذلك قالوا أني استجر التحريض المذهبي، فبينت ان أكثر من نصف البلد ضد سلاح الح.زب”. واتهم رباح عقيقي بـ”تسييس” الاستدعاء والانحياز، مؤكداً أنه “لا يحق للمحكمة العسكرية استدعاء المدنيين”.
*****************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
غوتيريش يعتبر سلاح “الح.زب” في منطقة الليطاني “غير مُرخّص”
“الخُماسية”… بري يلتف على “التشاور” والراعي يرفض “اللف والدوران”
دخل سفراء اللجنة الخماسية أمس مجدداً مقر الرئاسة الثانية كي يسألوا الرئيس نبيه بري عن جديد موقفه من الاستحقاق الرئاسي. فسمعوا جواباً مشابهاً لما قاله في 30 كانون الثاني الماضي عندما التقاهم. وقد وضع الجواب في مضمونه العربة قبل الحصان، بذريعة «الحوار أولاً»، التي صارت الآن «التفاهم أولاً».
كيف قرأت المصادر الديبلوماسية هذه المراوحة؟ أعربت المصادر عبر «نداء الوطن» عن «تفاؤلها»، واصفة اللقاء بأنه»ممتاز»، لكن مقابل هذا التفاؤل تحدثت المعلومات عن أن الاتفاق بين بري و»الخماسية» جرى على النحو الآتي:
أولاً: يُدعى الى عقد لقاء تشاوري، فاذا اتفق المتشاورون على المستوى النيابي يُدعى الى عقد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية. وإذا لم يتم الاتفاق في جلسة التشاور، يصار أيضاً الى دعوة المجلس لجلسة انتخاب.
لكن المعلومات تضيف أنّ بري وافق على فتح البرلمان لانتخاب رئيس جديد للجمهورية «لكن بشرط ألا تكون جلسات مفتوحة»، أي أنه سيدعو الى جلسة فاذا لم ينتخب الرئيس خلالها يقفل المحضر، دون أن يفسح المجال لدورة ثانية من الانتخاب، فيكون انعقاد أي جلسة تالية يستوجب توفير نصاب الثلثين، وبالتالي لم يتغير الوضع عن الجلسات السابقة. وتخلص المعلومات الى القول إنّ الحوار بين بري وسفراء «الخماسية» أمس لم ينتهِ الى اتفاق على آلية لتوجيه الدعوة الى التشاور ومن سيشارك فيه، بل تم الاتفاق فقط على الفكرة.
ومن عين التينة الى بكركي حيث المحطة الثانية في جولة «الخماسية». وأشارت معلومات «نداء الوطن» الى أنّ اللافت في زيارة سفراء اللجنة للصرح البطريركي، عدم طرحهم أفكاراً لحل الأزمة الرئاسية، بل حاولوا جوجلة الأفكار والطروحات، وكان كلامهم في الإطار العام المنادي بضرورة انتخاب رئيس والتحذير من خطر الفراغ ودعم الخيار الثالث، وبالتالي لا تزال الأمور في إطار التشاور، ولم يبشر السفراء البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بأي حل، وأكدوا لقاءه مجدداً عندما تنتهي الجولة.
وأكدت مصادر بكركي لـ»نداء الوطن» أنّ السفراء لم يطرحوا أي اسم للرئاسة. فيما كان البطريرك حازماً في رفضه «اللف والدوران». واعتبر أن مسألة انتخاب الرئيس تحتاج الى أمر واحد وهو احترام الدستور والتئام النواب في المجلس وممارسة دورهم، بينما الحوار أو الاتفاق المسبق على الرئيس هو هرطقة دستورية، وهذا لن تسمح به بكركي.
ومن المقرر أن تواصل «الخماسية» جولتها اليوم فتزور الرئيس ميشال عون ورئيس ح.زب «القوات اللبنانيّة» سمير جعجع.
ومن ديبلوماسية «الخماسية» المتصلة بالملف الرئاسي، الى الديبلوماسية الدولية المتصلة بالقرار 1701. فمن المقرر أن يناقش مجلس الامن اليوم التقرير الذي أعدّه الأمين العام أنطونيو غوتيريش حيال الوضع المتوتر عبر «الخط الأزرق» في جنوب لبنان. ويعبّر غوتيريش في هذا التقرير عن «القلق البالغ» حيال الانتهاكات المستمرة لوقف الأعمال العدائية منذ 8 تشرين الأول الماضي، في ظل تبادل إطلاق النار المتكرر بين «الح.زب» والجماعات المسلحة الأخرى غير الحكومية في لبنان من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، ما «يشكل تهديداً خطيراً لاستقرار لبنان وإسرائيل والمنطقة». وطالب غوتيريش بـ»عملية سياسية لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع»، انطلاقاً من التنفيذ الكامل للقرار 1701. وحضّ الطرفين على «الاستفادة الكاملة من آليات الاتصال والتنسيق» التابعة للقوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان «اليونيفيل». وأعرب عن «المخاوف الجدية في شأن حيازة أسلحة غير مرخصة خارج سلطة الدولة في المنطقة الواقعة بين نهر الليطاني و»الخط الأزرق»، مسمياً «الح.زب» وغيره من الجماعات المسلحة من غير دول.
وفي المقابل، ندّد غوتيريش بكل الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية، وطالب تل أبيب بـ»وقف كل عمليات التحليق فوق الأراضي اللبنانية».
ونبّه غوتيريش إلى مضي أكثر من عام على خلو منصب رئاسة الجمهورية، واستمرار حكومة تصريف الأعمال، داعياً «لبنان السياسي» إلى «اتخاذ خطوات حازمة لانتخاب رئيس لمعالجة القضايا السياسية الضاغطة، والمقتضيات الاقتصادية والأمنية التي تواجه البلاد».
وخلص غوتيريش الى الإعراب عن «قلق بالغ من عسكرة المخيمات الفلسطينية في لبنان». وقال: «يجب ألا تغتصب الجماعات المسلحة أبداً المؤسسات التعليمية وغيرها من منشآت الأمم المتحدة لأغراض عسكرية»، غداة نداء التعبئة الذي أطلقته «حركة ح» في مخيمات اللاجئين في لبنان.
*****************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
سفراء «الخماسية» يستأنفون حراكهم اللبناني بلقاء بري والراعي
البطريرك يجدد رفضه الحوار وتكريس أعراف تسبق الانتخابات الرئاسية
بيروت: كارولين عاكوم
استأنف سفراء «اللجنة الخماسية» حراكهم في لبنان سعياً لإيجاد حل لأزمة عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وذلك بلقاء رئيس البرلمان نبيه بري والبطريرك الماروني بشارة الراعي، على أن يستكملوا لقاءاتهم في الأيام المقبلة مع عدد من الأفرقاء اللبنانيين.
ورغم أن بري وصف اللقاء بـ«الجيد»، مؤكداً أنه سيتكرر وأن «التوافق قائم على ضرورة إنجاز التفاهم توصلاً لتحقيق الاستحقاق»، لكن أجواء بكركي لم تعكس هذا التفاؤل. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «الراعي جدد موقفه الرافض لتكريس أعراف تسبق الانتخابات الرئاسية وتحديداً الدعوة للحوار». ولفتت إلى أن الراعي كان واضحاً بوصفه أن «الطريق القصيرة والسهلة لانتخاب رئيس هي تطبيق الدستور، بدل سلوك طرق غير مضمونة النتائج، وذلك عبر عقد جلسات متتالية لإجراء الانتخابات وليفز عندها من يحصل على أكبر عدد من الأصوات».
وعن موقف السفراء حيال رفض الراعي للحوار، أجابت المصادر: «كان هناك تفهم منهم لوجهة نظره، لكن يبدو أن هذا الخلاف لا يزال عائقاً أمام إنجاز الاستحقاق مع تمسك الأفرقاء بموقفهم… ورفضنا للحوار يجعل داعميه يتهموننا بالعرقلة».
والسفراء هم: سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون، وسفير فرنسا هيرفيه ماغرو، وسفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، وسفير مصر علاء موسى، وسفير قطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني.
لقاء بري
وبعد اللقاء مع بري، تحدث السفير المصري موضحاً أن اللقاء «يأتي في إطار تحرك اللجنة من أجل بذل الجهود لإحداث خرق في الملف الرئاسي وصولاً إلى انتخاب الرئيس في أقرب فرصة»، ومشيراً إلى أن «الهدف من هذا اللقاء هو بداية الحديث مع الرئيس بري للتأكيد على ما سبق وأعلنه، سواء أمامنا في اللجنة أو في وسائل الإعلام، وأنه ملتزم ببذل كل المساعي من أجل انتخاب الرئيس وتسهيل العملية الانتخابية». ولفت إلى أنه تم الحديث «بتفاصيل كثيرة، وسوف نتناول هذه التفاصيل في لقاءات للخماسية مع مختلف القوى السياسية التي سنلتقيها جميعها من دون استثناء وعلى فترات».
وفيما وصف موسى اللقاء بـ«الطيب للغاية»، لفت إلى أنهم استمعوا «من الرئيس بري إلى ما سبق وذكره لنا من التزامه التام، وهو ما سوف نسعى لشيء مشابه له من جميع الكتل السياسية للدخول إلى مسار يفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن، وسوف تلاحظون في الفترة المقبلة سيكون هناك الكثير من الاجتماعات والتحركات»، معلناً عن جولة من المحادثات سيقومون بها في اليومين المقبلين «وصولاً إلى تشكيل وجهة نظر متقاربة لدى الجميع وأرضية مشتركة تهيئ وتساعد كثيراً في الانتهاء من الاستحقاق الرئاسي».
ورداً على سؤال عن ماهية الإشارات الجديدة التي دفعت الخماسية لاستئناف حراكها، قال موسى: «الإشارات الإيجابية تتلخص بعنوان رئيسي وهو المرونة، فهذا الاستحقاق وكما تعلمون جميعاً ومنذ بداياته كانت هناك مواقف حادة بعض الشيء، وبالتالي ما نسعى إليه هو التقليل من هذه الحدة، والبحث عن أرضية مشتركة. وما تلقيناه في الأيام الأخيرة من إشارات إيجابية هو في الحقيقة يجعل الأمر أكثر مرونة، وبالتالي ممكن أن نخلق هذه الأرضية التي تحدثنا عنها، وخلق المناخ الذي يساعد في الوصول لإحداث اختراق في الملف الرئاسي».
ولفت إلى أن «الخرق الملموس هو أن الكتل السياسية عندها قناعة الآن بأن التوافق فيما بينها هو شيء مهم للغاية. وعندما نتحدث عن التوافق معناه، أن الجميع عنده استعداد للحوار والنقاش والتشاور وصولاً إلى أمر يتفق عليه الجميع، وهذا ما نبحث عنه».
وفيما عَدّ مبادرة كتلة «الاعتدال الرئاسية» وغيرها في البرلمان أمر مهم وضروري، جدّد التأكيد على أن «هذه العملية ملكيتها تعود حصرياً إلى البرلمان وليس لأي طرف آخر، وبالتالي حركة (الاعتدال) حراك مهم وكذلك حراك الآخرين»، رافضاً الحديث عن تفاصيل أخرى في الوقت الحالي.
لقاء الراعي
وبعد لقاء السفراء بالراعي، تحدث موسى أيضاً، مشيراً إلى أن الهدف من الاجتماع بالبطريرك هو «إعلامه واستشارته في الخطوات التي سنبدأ في اتخاذها». وأوضح: «الخطوات مبنية على مراحل عدة والخطوة الأولى هي في الحديث مع الكتل كافة من أجل انتخاب رئيس وفق خريطة طريق سنقدّمها»، مشيراً كذلك إلى أنهم لمسوا «مرونة في الفترة الماضية ستساعدنا على خلق الأرضية للتمهيد لبدء خطوات فعليّة لانتخاب رئيس».
وجدد التأكيد على أنهم لا يدخلون في تفاصيل الأسماء لرئاسة الجمهورية، قائلاً: «نحن لا نتحدّث عن أسماء بل عن التزام إذا توفّر فإنّ الحديث سيبقى أسهل بين القوى السياسية حول من يرغبون في ترشيحه إلى الرئاسة».
ونقلت قناة «إم تي في» عن مصادر بكركي قولها إن «البطريرك أعرب للسفراء عن استغراب سلوك طريق شائكة قد لا ينجح فيما الدستور واضح والمسار الديمقراطي يقضي بفتح المجلس»، رافضاً بذلك «تكريس أعراف سابقة للاستحقاقات الدستورية والمتمثّلة بالحوار التقليدي».
باسيل – «القوات»
ويأتي حراك «الخماسية» في ظل دعوة بعض الأفرقاء وتحديداً رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل البطريركية المارونية لدعوة القيادات المسيحية للبحث في الاستحقاق الرئاسي، وهو ما لا يبدو أنه يلقى تجاوباً من الأفرقاء المسيحيين الآخرين، كما لم يصدر أي دعوة حتى الساعة عن بكركي في هذا الإطار.
وفي رد منه على دعوة باسيل، ربط ح.زب «القوات اللبنانية» تجاوبه بأمور عدة، أبرزها أن يعلن رئيس «التيار» «وجوب أن يسلِّم (الح.زب) سلاحه للدولة».
ومع تأكيد «القوات» في بيان له «أن الحوار قيمة مطلقة، وهو سبيل من سبل التفاهم للخروج من الأزمات»، ذكّر بأن «التجارب منذ عام 2006 مريرة إلى درجة تحول معها الحوار محط تهكُّم من أن الهدف منه الصورة من دون أي مضمون».
وأكد أن «ما ينطبق على الحوار الوطني ينسحب على الحوار المسيحي، وفي الحالتين لم يعد الرأي العام اللبناني في وارد التساهل مع خطوات تفاقم غضبه، كونه لا يريد رؤية حوارات عقيمة ومصافحات لا تؤدي إلى نتيجة».
**************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
“الخماسية” على خط التوافق.. والجنوب ينتظر هدنة غزة .. وآخر التصنيفات: لبنان الأكثر بؤساً
لبنان يتصدّر المركز الأول عربياً، والمركز الثالث عالمياً على قائمة الدول الأكثر بؤساً، وفق مؤشر «هانكي» للبؤس العالمي، ويواصل داخلياً انهياره الى القعر اقتصادياً ومالياً، وتخبّط سياسي لا حدود له، مفتوح على كل الموبقات والاحتمالات السلبية. يعززها انضباطه في خطين مقفلين، لا تلوح في أفقهما بوادر انفراج في المدى المنظور، لا على مستوى انتخابات رئاسة الجمهورية، التي طفحت حلبتها بالجهود والمبادرات، فشلت في فكّ استعصائها على حلّ رئاسي بالتفاهم والتوافق، ولا على مستوى الحدود الجنوبية التي تشهد تدرّجاً في العمليات العسكرية بين «الح.زب» واسرائيل، حرّك دعوات دولية واسعة لاحتوائه، وتحذيرات قلقة من أن يشكّل مساره التصاعدي منطلقاً لحرب واسعة على مستوى المنطقة.
لا نتائج آنية
على الخط الرئاسي، زخم ملحوظ على خط الحراكات، وضمن هذا السياق، قرّرت اللجنة الخماسية تنشيط حراكها في مختلف الإتجاهات الداخلية ولقاءاتها مع مستويات سياسية وغير سياسية، في خطوة تعكس ما بدت انّها حماسة دول الخماسيّة وجديّة جهودها للتعجيل في حسم الملف الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية.
حطّ سفراء دول الخماسية مرة ثانية في عين التينة، واودعوا رئيس مجلس النواب نبيه بري حصاد حراكهم الاخير، وكذلك فعلوا في لقائهم مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي.
وفق معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ سفراء دول الخماسية «رحّبوا بكل ما يساعد بلورة مخارج رئاسية، واكّدوا اندفاعهم الى مدّ يد المساعدة للأطراف اللبنانيين، بما يعجّل في انهاء الأزمة الرئاسية، وضمن هذا الامر سيكون برنامج لقاءاتهم مفتوحاً ومكثفاً في الفترة المقبلة. وبالتالي فإنّ السفراء لا يسوّقون افكاراً جديدة او مشروع حل جديداً، بل كلام في العموميات يعكس انّ حراكهم منطلق ومرتكز في آن معاً، على قاعدة تعتبرها اللجنة السبيل الوحيد للحل الرئاسي، أساسها توافق المكونات اللبنانية على رئيس للجمهورية، مع تأكيد متكرّر على أن تعمل جميع الاطراف لأجل لبنان وتتقاطع على مصلحته، وأن ترتقي الى المسؤولية الوطنية التي تحتّمها اوضاع لبنان، والظروف الدقيقة التي تمّر فيها المنطقة، وما قد تنطوي عليه من مخاطر».
ورداً على سؤال، قالت مصادر المعلومات: حراك السفراء الذي بدأ بزخم (يوم امس)، وسيستكمل لاحقاً وربما بزخم أكبر، ليس منتظراً منه نتائج آنية، ذلك انّه أشبه ما يكون بمحاولة تأسيسية لحل رئاسي يُنتظر ان تصبّ اللجنة الخماسية جهدها لإقناع الاطراف بولوج باب الحوار. وما خلا ذلك، لا حديث من قريب أو بعيد في اسماء المرشحين سواءً أكانت اسماء قديمة موجودة اصلاً في نادي المرشحين، او اسماء جديدة، ولا اي مقاربة لما يُسمّى الخيار الثالث، فكل ذلك يحسم على طاولة الحوار والنقاش.
وبحسب ما استخلصت المصادر فإنّ اللجنة الخماسية على يقين بأنّ أطراف الداخل ليست قادرة وحدها على انتاج رئيس جمهورية، ومن هنا أوكلت الى نفسها مهمّة صعبة، لاستيلاد فرصة جدّية جديدة لإحداث خرق في جدار الملف الرئاسي. ولقاءات السفراء صبّت في هذا الاتجاه وعكست رغبة شديدة في حسم سريع للملف الرئاسي بتوافق لا بدّ منه بين اللبنانيين، وانتخاب رئيس وتحديداً في المدى القريب جداً، وحتى ضمن فترة هدنة الستة اسابيع التي تتسارع الجهود في اتجاهها، وهو توجّه ينأى بملف الرئاسي عن أنّ يبقى معلقاً الى ما بعد جلاء صورة ما سيؤول اليه الوضع في غزة.
لقاء مريح
في عين التينة، وبحسب معلومات «الجمهورية»، كان لقاء السفراء مع الرئيس بري مريحاً، حيث تمّ استعراض مهمّة سفراء اللجنة منذ لقائهم السابق برئيس المجلس، وكذلك ما أحاط بمبادرة «كتلة الاعتدال الوطني»، والغاية منها، والرئيس بري ثابت على موقفه الدافع الى انتخاب رئيس للجمهورية بالأمس قبل اليوم، والمسهّل لكل ما يؤمّن ظروف التوافق والتفاهم والتعجيل في اتمام هذا الاستحقاق». وقد وصف الرئيس بري اللقاء بأنّه كان جيداً وسيتكرّر والتوافق قائم على ضرورة إنجاز التفاهم توصلاً لتحقيق الإستحقاق».
وكان بري قد استقبل سفراء دول الخماسية؛ السفيرة الاميركية ليزا جونسون، السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، السفير السعودي وليدي البخاري، والسفير المصري المصري علاء موسى والسفير القطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني.
وقال السفير المصري بعد اللقاء الذي دام نحو ثلاثة ارباع الساعة: «اللقاء كان طيباً للغاية واستمعنا من الرئيس بري الى ما سبق وذكره لنا من إلتزامه التام، في بذل كل المساعي من أجل انتخاب الرئيس وتسهيل العملية الإنتخابية. وهو ما سوف نسعى لشيء مشابه له من كافة الكتل السياسية للدخول الى مسار يفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن، وسوف تلاحظون في الفترة المقبلة سيكون هناك الكثير من الاجتماعات والتحركات».
ولفت الى انّ الكتل السياسية لديها قناعة الآن بأنّ التوافق في ما بينها هو شي مهمّ للغاية وعندما نتحدث عن التوافق فمعنى ذلك انّ الجميع لديه الاستعداد للحوار والنقاش والتشاور وصولاً الى أمر يتفق عليه الجميع، وهذا ما نبحث عنه. اما في ما يخصّ «كتلة الاعتدال» وحراكها في الحقيقة لا يختلف كثيراً قد يكون بعض التفاصيل اكثر، لكن نحن نقول انّ تحرك الاعتدال وآخرين في البرلمان هو شي مهم وضروري، ومرّة أخرى نؤكّد انّ هذه العملية ملكيتها تعود حصرياً الى البرلمان وليس لأي طرف آخر، وبالتالي حركة الاعتدال حراك مهمّ وكذلك حراك الآخرين».
عند الراعي
وفي لقاء السفراء مع البطريرك الماروني، كان الجو ودياً، ونُقل عن البطريرك انّه اعرب عن تقديره للجهد الذي تبذله اللجنة الخماسية، متمنياً نجاحها في هذه المهمّة، وتشديده على إنهاء الفراغ في موقع الرئاسة الاولى والتعجيل في انتخاب رئيس الجمهورية. كما نُقل عنه أنّه شدّد على الاحتكام الى الدستور لانّه الطريق المختصر للعملية الديموقراطية وانتخاب رئيس. وكذلك نسبت منصّات اعلامية الى البطريرك انّه استغرب سلوك طريق شائك قد لا ينجح، فيما الدستور واضح والمسار الديموقراطي يقضي بفتح المجلس». ورفض تكريس أعراف سابقة للاستحقاقات الدستورية والمتمثّلة بالحوار التقليدي.
غياض: البطريرك يشدّد على الدستور
وفي هذا المجال، قال مسؤول الاعلام والبروتوكول في بكركي المحامي وليد غياض لـ«الجمهورية»: «انّ البطريرك الراعي استغرب امام السفراء الخمسة التمسك بالدعوة الى الحوار للتوافق على انتخاب رئيس البلاد بينما هناك دستور يحكم العملية الانتخابية والدستورهو أسمى القوانين، فلماذا تجاوزه؟ مشيراً الى انّ الآلية الدستورية إتُّبِعَتْ في انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف رئيس الحكومة ولم يحصل حوار حولها، فلماذا لا يتمّ الرجوع للدستور في انتخاب رئيس الجمهورية بدل استهلاك الوقت في الحوار؟».
وأوضح انّ البطريرك اكّد امام السفراء انّه لا يحق لأي جهة بإقصاء اي مرشح للرئاسة، وبكركي لا تتبنّى ترشيح اي شخص، بل يهمّها انجاز الاستحقاق وليفز من يفز.
ورأى غياض، انّ دعوة رئيس المجلس النيابي إلى الحوار ستكون بمثابة سابقة لجهة تكريس الحوار والتوافق على انتخاب المنصب الاول الماروني في البلاد، ونخشى ان يتكرّس الشغور الرئاسي بشكل دائم كل مرّة تحت عنوان الحوار والتفاهم المسبق، وكان من الافضل والاسهل «والألطف» البقاء على اقتراح كتلة نواب الاعتدال «بالتداعي» لعقد التشاور بدل توجيه الدعوة من رئاسة المجلس. لذلك رحّبت بكركي بمبادرة التكتل.
وقال السفير المصري بعد اللقاء كان لقاء بالغ الاهمية، مشيراً الى انّ «حراكنا سيستفيد من حراك «كتلة الاعتدال» ونحن نبني على تحرّك الداخل لعلّنا نسهّل خلق الأرضية المشتركة لإنجاز الاستحقاق». واضاف: «نحن لا نتحدّث عن أسماء بل عن التزام إذا توفّر فإنّ الحديث سيبقى أسهل بين القوى السياسية حول من يرغبون في ترشيحه الى الرئاسة».
الميدان الجنوبي
وفي وقت توجّهت فيه الانظار الى الدوحة، رصداً لما ستؤول اليه جولة المحادثات الجديدة حول بلوغ هدنة لستة اسابيع في قطاع غزة، اكّدت مصادر سياسية مسؤولة لـ«الجمهورية» انّها على ثقة بأنّ هذه الهدنة ورغم نبرة التهديدات العالية التي تطلقها اسرائيل، ستشمل جبهة الجنوب بشكل تلقائي.
وكشفت المصادر «أنّ شمول لبنان بالهدنة، أكّده موفدون دوليون، شدّدوا في الوقت ذاته على مسؤولين كبار انّها ممكنة اذا ما اوقف «الح.زب» عملياته العسكرية فور الاعلان عن هدنة غزة. والاميركيون اكّدوا انّهم يستبعدون أن تلجا اسرائيل الى التصعيد».
وفي انتظار المسار الذي ستسلكه محادثات الهدنة، والتي ستحدّد هذا الاسبوع ما اذا كانت ستنحو نحو التبريد او الاستمرار في التصعيد، حافظت جبهة الحدود الجنوبية على توترها جراء استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على المناطق اللبنانية، التي طالت امس بغارات الطيران الحربي الاسرائيلي بلدات ميس الجبل، العديسة، عيتا الشعب، وبالقصف المدفعي محيط بلدات العرقوب، وتلة الحمامص وسهل الخيام والعديسة وكفر كلا ومركبا.
واعلن الجيش الاسرائيلي انّه استهدف مواقع لـ«الح.زب» في بلدة العديسة، فيما ذكر الاعلام الاسرائيلي أنّ صفارات الإنذار دوّت في سهل الحولة وأصبع الجليل، وذلك بسبب دخول طائرة من دون طيار أسقطتها القبة الحديدية.
وفي موازاة هذه الاعتداءات أعلن «الح.زب» انّ «المقاومة الاسلامية» واصلت عملياتها ضدّ جيش العدو، واستهدفت موقع بياض بليدا، وموقع زبدين في مزارع شبعا، وتجمعاً لجنود العدو في تلة الطيحات، وموقع رويسة القرن في مزارع شبعا، وموقع حدب يارين، وموقع بركة ريشا.
المستوطنات: مستقبل مجهول
الى ذلك، واظب الاعلام الغربي والاسرائيلي تركيزه على المخاوف التي يشكّلها وجود «الح.زب» على الطرف اللبناني المواجه للمستوطنات الاسرائيلية.
وقالت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية في تقرير نشرته، انّه «يجب على إسرائيل إنشاء شريط أمني داخل الأراضي اللبنانية. حيث انّ سكان شمال إسرائيل لن يتمكنوا من العودة الى منازلهم إلاّ بعد التأكّد من أنّه لا توجد فرصة لرؤية رجال «الح.زب» عند الحدود، وقيام اسرائيل بالقضاء على كل مواقع وأهداف الح.زب ضمن نطاق جغرافي يصل إلى 15 كيلومتراً داخل الأراضي اللبنانية.
واشارت الى انّه «لكي تنضج الظروف وتؤدي إلى اتفاق بشأن جبهة لبنان، علينا أن نبدأ العمل بشكل صحيح مع الأميركيين والفرنسيين، وأن يتوصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تفاهم معهم حول هذه القضية».
وفي موازاة هذا التقرير، قالت «الغارديان» البريطانية «إنّ سكان المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للبنان يواجهون مستقبلاً مجهولاً وسط مخاوف من عدم قدرتهم على البقاء في منازلهم بسبب وجود «الح.زب» على الطرف الآخر في لبنان.
واشارت الصحيفة الى أنّ عناصر «الح.زب» يتواجدون على بعد بضعة كيلومترات، في التلال والقرى اللبنانية، وفي غضون أسابيع، تمكنت هجماتهم من إجلاء أكثر من 80 ألف مستوطن، وباتت الكيبوتسات والمستوطنات الإسرائيلية مجتمعات أشباح، تتجول فيها القطط وشوارعها مليئة بالأعشاب، ولا يكسر الصمت إلاّ أصوات الحرب والقصف وانفجارات الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات بدون طيار. ونقلت عن عن احد المستوطنين قوله «إنّ معظم سكان المستوطنات، لن يعودوا إلّا إذا تراجع «الح.زب» عن الحدود، وحتى لو حدث وقف إطلاق نار في غزة، فربما لن يعودوا.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ 10 من جنود الجيش الإسرائيلي و 7 مستوطنين، قتلوا في هجمات «الح.زب»، والتي أسفرت عن استشهاد 322 أغلبهم من مقاتلي «الح.زب»، إضافة إلى استشهاد 56 مدنياً بينهم أطفال و3 صحفيين بنيران القوات الإسرائيلية. وعبّر جندي سابق يدعى أوري بن هيرتزل، وهو عضو في مجموعة مسلّحة لحراسة مستوطنة عن مخاوف، وقال: «أنا قلق للغاية من أنّه سيكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة، ووقف لإطلاق النار هنا، وستطلب منا الحكومة العودة».
وأشار مستوطنون، إلى أنّه إذا بقي مقاتلو «الح.زب» في أماكنهم عندما يهدأ إطلاق النار على الحدود، فإنّ المناطق داخل فلسطين المحتلة، ستتحول إلى منطقة عازلة، وفقط كبار السن وغريبو الأطوار من يمكنهم العيش فيها. وقال أحد سكان المستوطنات: «لا أستطيع أن أشرب قهوتي الصباحية وأنا أرى العلم الأصفر للح.زب يرفرف في قرية عبر الحدود، أعلم أنّ السابع من تشرين الأول يمكن أن يحدث مرة أخرى إذا تمكنت من رؤية هذا العلم».
*****************************
افتتاحية صحيفة اللواء
«الخماسية» لا تعمل في الوقت الضائع: غطاء عربي – دولي لإنجاز الاستحقاق
بري لتكرار اللقاءات والراعي لفتح المجلس.. وتصحيح مرسوم الزيادات أمام مجلس الوزراء اليوم
في رأي مصادر سياسية إن ما يجري على جبهة لقاءات سفراء اللجنة الخماسية في بيروت مع القيادات الرسمية والروحية والسياسية المعنية بصورة مباشرة بإنهاء الشغور في الملف الرئاسي، لا يندرج ولا ينبغي ان يندرج في اطار «شراء الوقت» او الحركة في الوقت الضائع، بل أبعد من ذلك، اقله ابقاء جذورة الملف الرئاسي حيّة، فعندما يحين الوقت، تكون كل الاجراءات جاهزة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وقالت المصادر لـ«اللواء» ان ثمة ما يلوح في الافق، ويعكس جدية الحركة الدبلوماسية، التي تقاطعت في نقاط عدة مع مبادرة تكتل «الاعتدال الوطني» النيابي، الذي طرح مبادرة للخروج من المأزق، ما تزال تنتظر جواب الح.زب عليها.
الجلسة اليوم
ويعقد مجلس الوزراء جلسة عند الساعة 10 من صباح اليوم اذا توفر النصاب لها، لبحث بنود مؤجلة من جلسات سابقة، فضلاً عن رفع الحد الادنى للأجور في القطاع الخاص الى 18 مليون ليرة لبنانية شهرياً.
يشار الى ان الرئيس نجيب ميقاتي قام بعد ظهر امس بزيارة خاطفة خارج لبنان، ثم عاد ليلاً ليترأس الجلسة، في ضوء اجوبة الوزراء حول المشاركة.
ويتضمن جدول اعمال الجلسة 27 بنداً حول مواضيع مالية وادارية وجامعية وعسكرية، وتخص وزارة الاشغال لجهة السلامة المرورية، فضلاً عن نقل اعتمادات.
وأهمها:
1. تصحيح الفقرتين ٣ و ٤ من البند أولاً من المادة السادسة من المرسوم رقم ١٣٠٢٠ تاريخ 28/2/2024 المتعلق بإعطاء تعويض مؤقت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي.
2- مشروع قانون يرمي إلى تعديل المادة ٤٥ من المرسوم الإشتراعي رقم ١٤٤ تاريخ 12/6/1959 وتعديلاته قانون ضريبة الدخل وإلى الإجازة للمكلفين بضريبة الدخل إعادة تقييم إستثنايئة لمخزونهم ولأصولهم الثابتة وإلى اعتماد معالجة إستثنائية لفروقات الصرف الإيجابية والسلبية الناتجة عن الذمم المدينة والدائنة بالعملية الأجنبية وعن الحسابات المالية بالعملة الأجنبية.
3- مشروع قانون يرمي إلى تعديل القانون رقم ٤٤٩ تاریخ ١٧/٨/١٩٩٥ وتعديلاته المتعلق بتنظيم شؤون الطائفة الإسلامية العلوية في لبنان.
4- طلب وزارة العدل الموافقة على تعيين محام فرنسي لتمثيل الدولة اللبنانية أمام محكمة التمييز الفرنسية.
5- طلب وزارة العدل الموافقة على تعيين محاميين ألمانيين لتمثيل الدولة اللبنانية أمام المحاكم الألمانية.
6- عرض وزارة المالية إقتراحات لمعالجة أزمة فقدان الطوابع المالية الورقية.
7- طلب وزارة الدفاع الوطني الموافقة على دفع مستحقات المستشفيات والمراكز الطبية العلاجية المدنية لعام ٢٠٢٤ عن الفترة التي تسبق تصديق الإتفاقيات.
١٤. طلب وزارة الطاقة والمياه الموافقة على تعديل المادة الثالثة من المرسوم رقم ١٢٩١٦ تاریخ 18/1/2024 تحويل إنشاءات امتياز كهرباء زحلة إلى مؤسسة كهرباء لبنان لجهة قيام المديرية العامة للإستثمار في الوزارة بالجردة مع شركة كهرباء زحلة بدلاً من مؤسسة كهرباء لبنان).
19- طلب وزارة التربية والتعليم العالي الموافقة على مشاريع مراسيم تتعلق ببعض الجامعات وترمي إلى تعديل تسمية اختصاصات تعديل تسمية كليات الترخيص بإستحداث برامج دمج كليات، إستحداث فروع جغرافية والغاء تراخيص فروع والمبينة تفصيلاً في الجدول المرفق ربطاً.
23- طلب المديرية العامة لرئاسة الجمهورية نقل اعتماد بقيمة (١٠,٥) مليار ليرة لبنانية من احتياطي الموازنة العامة الى موازنتها للعام ٢٠٢٤ (بدلات أتعاب وصيانة).
24- إلغاء مرسوم يتعلق بنقل إعتماد من إحتياطي الموازنة العامة إلى موازنة وزارة الداخلية والبلديات.
25- مشاريع مراسيم ترمي إلى قبول الهبات المقدمة من جهات مختلفة لصالح الوزارات والإدارات وإعفائها من الرسوم الجمركية والمرفئية والمبينة تفصيلاً في الجدول المرفق ربطاً.
26- إصدار مشاريع مراسيم وكالة عن رئيس الجمهورية تتعلق بشؤون وظيفية ….. على سبيل التسوية ومواضيع أخرى متفرقة والمبينة تفصيلاً في الجدول المرفق ربطاً.
27- المشاركة في مؤتمرات واجتماعات تعقد في الخارج على نفقة الإدارة أو على حساب الجهة الداعية والمبينة تفصيلاً في الجدول المرفق ربطاً.
وتأتي الحركة الدبلوماسية من اجل الاستحقاق الرئاسي، وسط ترقُّب كبير لمفاوضات التوصل الى هدنة لتبادل الاسرى ووقف اطلاق النار في غزة، والتي تجري في قطر بمواكب مباشرة من الرئيس جو بايدن، الذي يخوض الانتخابات في واشنطن، وغمار المواجهة على ارض غزة، وسائر الجبهات ذات الصلة.
ومع ان البعض يعتقد ان الحرب ستكون طويلة، اذا ما امعن بنيامين نتنياهو بعناده، والمضي قدماً الى الحرب، في المناطق التي خرج منها او التطلع الى حرب في رفح.. فإن المسار السياسي، لا يجب ان يتعطل، وفقا لمصادر اللجنة الخماسية، وهو يوفر غطاء دبلوماسياً دولياً وعربياً لحماية لبنان من اي تهور اسرائيلي، بتوسيع دائرة الاشتباكات.
ورأت أوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه لا يمكن الاستنتاج منذ الآن ما بمكن ان ترسو إليه لقاءات اللجنة الخماسية في ما خص الملف الرئاسي لاسيما أن هذا الحراك لن يخرج بمبادرة جدبدة تختلف عما كان متفقا عليه لجهة إتمام هذا الأستحقاق وقيام تفاهم عريض على هذه الخطوة.
وأكدت هذه الأوساط لـ«اللواء» أن المواقف التي صدرت عن السفير المصري تعكس وجود خارطة طريق انما الأمور مرهونة بخواتيمها، ومعلوم أن اللجنة الخماسية لم ولن تلتزم مرشحا للرئاسة ولم تتبن أي مرشح وتؤيد كل مسعى يدعو إلى انجاز الانتخابات حتى وإن كانت هناك صعوبة في الأمر.
ورأت أن عمل اللجنة متواصل و في ختام جولاتها تتضح الصورة بشكل أفضل بشأن التوجه المقبل.
عين التينة المحطة الأولى
وفي اول تحرك لهم، استهل سفراء اللجنة الخماسية لقاءاتهم بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وهو اللقاء الثاني للجنة معه وشارك فيه سفير المملكة العربية السعودي وليد بخاري، وسفير دولة قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني والسفير المصري علاء موسى، والسفيرة الاميركية ليزا جونسون والسفير الفرنسي جيرفيه ماغرو.
ووصف الرئيس بري اللقاء بأنه كان جيداً، وسيتكرر، والتوافق قائم على ضرورة انجاز التفاهم، توصلاً لتحقيق الاستحقاق.
وحسب السفير المصري علاء موسى فإن اللجنة لمست مرونة، خلفتها تعاود الاتصالات من اجل خطوات فعلية تؤدي الى اجراء الانتخابات.
ثم زارت اللجنة بكركي، وقال البطريرك الماروني مار بشارة الراعي امام اللجنة الخماسية ان الالتزام بالدستور اللبناني هو بوابة العبور لانجاز اي استحقاق.
واستغرب سلوك طريق شائك قد لا ينجح، فيما الدستور واضح، والمسار الديمقراطي يقضي بفتح المجلس النيابي، متمنياً التوفيق للسفراء في مسعاهم، رافضا عرف الحوار التقليدي.
واشار موسى من بكركي الى ان الخطوات مبنية على مراحل، والخطوة الاولى، هي في عودة التشاور مع الكتل المعنية وفقاً لخارطة طريق قيد الاعداد.
واليوم، تزور اللجنة الرابية ومعراب في اطار التشاورات الجارية مع القيادة اللبنانية.
وأكد سفير عربي لـ«اللواء» ان اللجنة تحضّر للمرحلة المقبلة، وستظهر نتائج عملها بما هو مرسوم وآتٍ بالنسبة للبنان، في المرحلة المقبلة.
«القوات» تحبط دعوة باسيل
وردت «القوات اللبنانية» على دعوة باسيل لعقد اجتماع تحت مظلة بكركي وبدعوة منها بعبارة «سلم سلاحك اولاً» اي ما لم يعلن التيار الوطني الحر وجوب تسليم الح.زبه لسلاحه، فلا مبرر للقاء.
كتاب جوابي لدمشق
دبلوماسياً، وجّه لبنان كتابا جوابيا الى الجانب السوري ردا على الرسالة الاحتجاجية التي وجهتها الى الخارجية اللبنانية اواخر شباط الماضي، على تشييد مراصد مراقبة على الحدود الشمالية الشرقية اللبنانية مع سوريا. وأكد لبنان احترامه الكامل لسيادة الأراضي السورية وقيامها بكل ما يلزم بهدف منع عمليات التسلل والتهريب. وشدد على ان هذه المراصد تشكل جزءًا من نظام القيادة والسيطرة لضبط الحدود وقد بنيت بمساعدة عدد من الدول الصديقة وهي تدار من قبل الجيش اللبناني فقط.
وفي ما يتعلق بإثارة الجانب السوري موضوع إدارة الابراج من قبل ضباط بريطانيين ولبنانيين والقول بأنها تشكل أبراج تجسس يبني عليها العدو الاسرائيلي كامل معلومات الاستطلاع في العمق السوري، كان الرد اللبناني من قبل قيادة الجيش ان تلك المراصد تهدف إلى مراقبة الحدود ومنع تسلل الارهابين وضبط أعمال تهريب الاشخاص، المخدرات، الاسلحة والممنوعات من والى لبنان، أما التجهيزات الموجودة عليها فهي مرتبطة حصرا بقيادة الجيش اللبناني والكاميرات المنصوبة عليها موجهة إلى الاراضي اللبنانية ولا يتم توجيهها إلى داخل الاراضي السورية، بل يقتصر ذلك على الحدود من الجهة اللبنانية بغية مراقبة حركة عبور الاشخاص والآليات خارج المعابر الشرعية ووقف أعمال التسلل والتهريب.
الوضع الميداني
ميدانياً، نفذت القوات الاسرائيلية سلسلة اعتداءات على القرى الجنوبية، فاستهدفت ميس الجبل – كروم الشرافي، واغارت طائرات حربية على بلدة عيتا الشعب، كما هاجمت الطائرات المعادية العديسة وكفركلا.
ورد الح.زب مساء امس بتنفيذ عمليتين جديدتين ضد المواقع الاسرائيلية خلف الحدود مع لبنان. فعند السابعة والربع مساءً استهدف الح.زب موقع حدب يارين بالاسلحة الصاروخية، ثم استهدف موقع بركة ريشا بالصواريخ كما قصف موقع زبدين في مزارع شبعا، ثم موقع بياض بليدا بقذائف المدفعية.
*************************
افتتاحية صحيفة الديار
جبهة الجنوب تترقب «عض الأصابع» في الدوحة… وجيش الإحتلال في محنة
سفراء «الخماسيّة» يُروّجون لمرونة وهميّة: تهيئة الأرضيّة لما بعد الحرب!
«بضاعة» باسيل كاسدة مسيحياً… برودة في بكركي… وسلبيّة «قواتيّة» ــ «كتائبيّة» – ابراهيم ناصرالدين
في الدولة التي احتلت المرتبة الاولى عربيا في «البؤس»، والثالثة عالميا، يبرع سياسيوها في خوض حروبهم «الصغيرة»، حيث تستمر مرحلة تقطيع الوقت «وملء الفراغ» بمعارك «دونكشوتية» لا معنى لها، في توقيت دقيق للغاية على مستوى المنطقة. وتشخص العيون الى الدوحة، حيث تدور معركة «عض اصابع» ديبلوماسية صعبة، للتوصل الى هدنة في غزة ستمتد مفاعيلها الى لبنان.
وبانتظار مفاعيل الاتصال الهاتفي بين الرئيس الاميركي جو بايدن ورئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو، في ظل ارتفاع مستوى التوتر بين الرجلين، على خلفية «تمرد» الاخير على نصائح البيت الابيض في شأن ادارة الحرب، فان النتائج الاولية داخليا يمكن اختصارها، باستمرار المراوحة رئاسية بنكهة ديبلوماسية لسفراء «الخماسية»، الذين تحركوا مرة جديدة بالامس دون تقديم جديد يمكن البناء عليه، فيما انتهت الجولة الجديدة من محاولة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل تحميل الح.زب مسؤولية فشل العهد بنتائج «صفرية»، فهو لم يستفز الح.زب لدفعه نحو فتح معارك جانبية يمكن ان تخدمه لشد العصب في «شارعه»، فجاء «التجاهل» مدويا، وبينما يزيد الهوة مع حليفه السابق، فهو لم يجد من «يشتري» بضاعته مسيحيا، بعد ردود «قواتية» و»كتائبية» سلبية «تسخر» من خطابه المستجد، وتطالبه بالمزيد من التنازلات والاعتذارات!
«مأزق» نتانياهو
ففي ظل المخاوف، من احتمال ان يحاول رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو الخروج من المأزق الحالي، من خلال توسيع دائرة القتال الى مواجهة شاملة، باعتبارها طوق نجاة لاخفاقه السياسي الداخلي وفشله في الحسم في غزة، وان يرى مخرجا بالقيام بخطوة عسكرية واسعة ضد الح.زب، دخلت واشنطن على خط منع التصعيد بالامس، محاولة فرض هدنة في غزة وانسحابها على الوضع اللبناني، تمهيدا لعودة عاموس هوكشتاين الى بيروت. ووفقا لمصادر ديبلوماسية، لا خوف حقيقيا من تصعيد كبير في الجنوب، لان الجيش «الإسرائيلي» لا يزال مترددا من التصعيد مع الح.زب، وكلا الطرفين حرصا حتى الآن على عدم التصعيد لدرجة حرب شاملة.
الخيارات الاسوأ «اسرائيلياً»
في هذا الوقت، زعم مركز «ألما» للبحوث والمتخصص في تقييم التهديدات في الشمال، إن الح.زب يستهدف «جرّ إسرائيل إلى الحرب، دون أن يكون هو البادئ الفعلي». ولفت في تقرير بأن «إسرائيل» لا تتطلع إلى حرب شاملة، وأن «مصلحتها تتمثل في تفادي نشوب مثل تلك الحرب، لكن مع تحقيق تحسُّن في الوضع الأمني، وإلحاق الضرر بأكبر قدر ممكن من ألوية الح.زب. الأمر بالنسبة «لإسرائيل» هو بمثابة اختيار أقل السيناريوهات سوءا، لانها تدرك قدرات الح.زب، فضلا عن تكلفة الحرب». ولفت المركز الى «أن استخدام الح.زب للصواريخ، التي تفوق في مداها تلك الصواريخ المضادة للدبابات التي استخدمها الح.زب في السابق، يعدُّ دليلا على تحوّل في تكتيكات وقدرات الح.زب عسكريا». وقال أن «الح.زب يضع في الحسبان تكلفة الحرب، لكنه لا ينظر إلى المستقبل القريب، بل ينظر إلى ما هو أبعد بسنوات».
«يديعوت»: الجيش في محنة
من جهتها، اكدت صحيفة «يديعوت احرنوت» ان الوضع ليس مشجعًا على الحدود اللبنانية، فالح.زب اطلق 2700 صاروخ وطائرة مسيرة، بمعدل 15 صاروخًا يوميًا في المتوسط، وقالت «كلّ يومٍ يمر الجيش بمحنةٍ، ويكتشف أنّ حماس تشن حرب عصاباتٍ استنزافيّةٍ ضدّ «إسرائيل»، كما فعل الح.زب طيلة 18 عامًا منذ 1982 وحتى الانسحاب في عام 2000. ولفتت الصحيفة الى ان الحل الديبلوماسيّ الشامل وحده الذي يمكن أنْ ينقذ الجيش «الإسرائيليّ» من التدهور على الجبهتيْن الجنوبيّة والشماليّة إلى وضع مثل أوكرانيا..ولهذا يجب إرساء وقفٍ طويل الأمد لإطلاق النار بغزة، يؤدي لوقف إطلاق النار مع الح.زب.
«الخماسية» «والحلقة المفرغة»؟
داخليا، تحرك سفراء «اللجنة الخماسية» بالامس بين «عين التينة» والبطريركية المارونية، ووفقا لمصادر مطلعة، فانهم يدورون في «حلقة مفرغة»، لم ينجح هؤلاء في تحقيق اختراق رئاسي، وهم يدركون انه من الصعب فصل الاستحقاق الرئاسي عن الحرب في غزة، لكنهم يحاولون ايجاد ارضية صالحة للتسوية في مرحلة ما بعد توقف المواجهة العسكرية. وحتى الآن، يتجنبون طرح الاسماء، لكنهم يصرون على ضرورة حصول مرحلة من «التشاور» بين الكتل النيابية، تمهيدا لعقد جلسات متتالية لانتخاب الرئيس.
لكن حتى هذه الخطوة لم تتبلور بعد، ويمكن القول ان رحلة» الالف ميل» لم تبدأ بعد، ولم يصل الحراك الى مرحلة النضج، وقد برز ذلك من خلال تعبير عدد من السفراء عن «خيبة املهم» من تعثر مبادرة نواب «الاعتدال الوطني»، فهي لم تمنح الزخم الذي كانوا يعولون عليه للبناء على قاعدة داخلية صلبة للانطلاق في تذليل العقبات، والامور لا تزال «ضبابية»، ولا يمكن الحديث عن بداية انفراج حتى الآن.
بكركي: لماذا «اللف والدوران؟
وفيما اشارت مصادر بكركي الى ان «البطريرك أعرب للسفراء عن استغراب سلوك طريق شائك قد لا ينجح، فيما الدستور واضح والمسار الديموقراطي يقضي بفتح المجلس». لفتت الى ان البطريرك تمنّى التوفيق للسفراء الخمسة، رافضاً تكريس أعراف سابقة للاستحقاقات الدستورية والمتمثّلة بالحوار التقليدي، وتساءل امامهم «لماذا اللف والدوران»؟
مرونة او «خبث»؟
من جهته، اكد السفير المصري علاء موسى بعد الزيارة، ان لقاء سفراء «الخماسية» مع البطريرك الراعي «بالغ الأهمية وكان الهدف من اللقاء إعلامه واستشارته في الخطوات التي سنبدأ في اتخاذها». اضاف: «الخطوات مبنية على مراحل عدة والخطوة الأولى هي في الحديث مع الكتل كافة، من أجل انتخاب رئيس وفق خارطة طريق سنقدّمها». وقال» لمسنا مرونة في الفترة الماضية ستساعدنا على خلق الأرضية للتمهيد لبدء خطوات فعليّة لانتخاب رئيس». وقال: «حراكنا سيستفيد من حراك كتلة «الاعتدال»، ونحن نبني على تحرّك الداخل لعلّنا نسهّل خلق الأرضية المشتركة لإنجاز الاستحقاق». واوضح «نحن لا نتحدّث عن أسماء، بل عن التزام إذا توفّر، فإنّ الحديث سيبقى أسهل بين القوى السياسية حول من يرغبون في ترشيحه الى الرئاسة».
وقد شككت مصادر سياسية بارزة في الكلام عن «مرونة»، واعتبرت ان كلام السفير المصري غير دقيق، لان ما فسره مرونة فهو في مفهوم السياسيين اللبنانيين «مراوغة» خبيثة مغلفة بكلام معسول، لا ترجمة فعلية له على ارض الواقع.
بري ضد «الفلكلور»
وكان السفراء استهلوا حراكهم بالامس من عين التينة، حيث استقبلهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي قال «اللقاء كان جيداً وسيتكرر، والتوافق قائم على ضرورة إنجاز التفاهم توصلاً لتحقيق الإستحقاق».
ووفقا لمصادر مطلعة، فان بري جدد وعوده بعقد جلسات متتالية بعد انتهاء جولات حوارية يرفض ان تكون «فوضوية»، ودون اسس واضحة من حيث ادارتها ورعايتها تحت قبة البرلمان، لا مسألة التداعي «للتشاور» دون تنظيم يعد وصفة للفشل، وهو ليس معنيا «بفلكلور» لا يؤدي الى نتائج.
الرهان على «النوايا»؟
من جهته، قال موسى «الهدف من هذا اللقاء، هو بداية الحديث مع الرئيس بري للتأكيد على ما سبق وأعلنه، سواء أمامنا في اللجنة وفي وسائل الاعلام، أنه ملتزم في بذل كل المساعي من أجل إنتخاب الرئيس وتسهيل العملية الإنتخابية. والحقيقة تحدثنا مع دولته بتفاصيل كثيرة وسوف نتناول هذه التفاصيل في لقاءات للخماسية مع مختلف القوى السياسية التي سنلتقيها جميعها من دون إستثناء وعلى فترات».
ورداً على سؤال عن ماهية الإشارات الجديدة التي دفعت «الخماسية» لإستئناف حراكها، أجاب السفير المصري»الإشارات الايجابية تتلخص بعنوان رئيسي وهو المرونة، فهذا الإستحقاق وكما تعلمون جميعا ومنذ بداياته كان هناك مواقف حادة بعض الشيء، وبالتالي ما نسعى اليه التقليل من هذه الحدية والبحث عن أرضية مشتركة». تجدر الاشارة الى ان سفراء «اللجنة الخماسيّة» يزورون اليوم رئيس ح.زب «القوات اللبنانيّة» سمير جعجع في معراب.
«بضاعة» باسيل «كاسدة»
في غضون ذلك، لم تجد «بضاعة» رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل من يشتريها مسيحيا، بينما تزداد الهوة بينه وبين الح.زب على خلفية اصراره على التنصل من اخفاقات العهد، وتحميل المسؤولية للح.زب في الفشل ببناء الدولة، واصراره على انتقاداته العلنية «لوحدة» الساحات في توقيت شديد الحساسية للمقاومة، التي تجنبت الدخول «بمهاترات» داخلية، لان الاولوية في مكان آخر، بحسب مصادر مقربة منها.
«برودة» في بكركي
وفي المقابل، يبدو المشهد معقّدا على الضفة المسيحية، وسيكتفي البطريرك الراعي بالحث على تطبيق الدستور والتقيد بنصوصه، وقد تلقت بكركي دعوة باسيل لعقد حوار مسيحي «ببرودة»، فيما اصدرت «القوات اللبنانية» بيانا مفصّلا فندت فيه الاسباب التي من اجلها هي غير متحمسّة لحوار، أبرزها ان التقاطع الرئاسي قائم وتطويره «بحاجة إلى تفاهمات وطنية تبدأ من الرؤية السيادية، فيما طالبت باسيل بمزيد من التنازلات، وهو ما طالبه به ايضا رئيس ح.زب «الكتائب» سامي الجميل. وامام هذا التباين ، يفضل الراعي التريث في الدعوة الى اي خلوة او جمعة او حوار، تقول مصادر مطلعة، لان الراعي لا يريد ترتيب لقاء من اجل اللقاء، خصوصا ان «تيار المردة» لم ينظر بارتياح ايضا الى دعوة باسيل، وقد رأت اوساط بنشعي فيه نوعا من «التذاكي»، من اجل التخلّص من ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية.
«القوات» تتهم باسيل «بالمناوة»
وقد أكدت الدائرة الإعلامية في ح.زب «القوات اللبنانية» ان المأساة التي وصلت إليها البلاد لم تعد تحتمل لا لقاءات للصورة ولا مناورات سياسية، وطالبت من النائب باسيل ما يمكن اعتباره تنازلات جوهرية تتعلق بالح.زب ، وقالت ان عليه ان يطالب الح.زب بتسليم سلاحه للدولة، لأن أي مشهدية يجب ان تعبِّر بصدق عن رغبة اللبنانيين بقيام الدولة الفعلية، التي يحول دونها سلاح الح.زب ودوره. حسب تعبير «القوات».
الجميل: خطوات باسيل غير كافية!
من جهته، طالب رئيس ح.زب «الكتائب» سامي الجميّل باسيل بالمزيد «لتقديم اوراق اعتماده» للمعارضة، وقال انه ورغم اقترابه قليلاً، إلاّ أنه ما زال بعيداً عن الذي نطمح اليه، وقال: «يتمايز التيار الوطني الحرّ عن الح.زب، وهناك تقدّم ملحوظ في موقفه، هذا الموقف نشجّعه وهو إيجابيّ، ولكن الخطوّات التي اتّخذها التيار حتى الآن غير كافية، فهو حتى الساعة لم يرفض وجود السلاح في لبنان، ولم يرفض تفرّد الح.زب بقرار الحرب والسلم»! وعن استعداده لتلبية دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي إذا تمّت، قال الجميّل: «فلننتظر الدعوة وجدول الأعمال لنقرّر».
المواجهات جنوبا
في هذا الوقت، لا تزال المواجهات جنوبا على حالها، ونفذت المقاومة 6 عمليات على مواقع قوات الاحتلال، الذي شنت طائراته المزيد من الغارات على القرى الجنوبية، وخصوصا بلدة العديسة، كما نفذت الطائرات «الاسرائيلية» المعادية أكثر من غارة على بلدة عيتا الشعب. وكان الطيران الحربي المعادي اغار قرابة الرابعة من فجر امس، على منزل عند أطراف بلدة رامية، ما أدى الى أضرار مادية في الممتلكات والمزروعات والمنازل المجاورة، وذلك بالتزامن مع قصف مدفعي لأطراف بلدتي رامية وعيتا الشعب في القطاع الاوسط.
واستهدف القصف المدفعي أطراف بلدة ميس الجبل، كما استهدفت غارة منزلا في البلدة قرب مسجد الامام علي في الحي الغربي. واطلقت قوات العدو المتمركزة في بلدة الغجر المحتلة ، النيران من اسلحة رشاشة متوسطة وثقيلة باتجاه سهل بلدة الماري في قضاء حاصبيا، حيث أصيبت بعض مزارع الدواجن. وكانت قوات العدو اطلقت صباحا الرصاص باتجاه المزارعين في نفس المكان بهدف منعهم من الوجود والعمل في اراضيهم مما دفعهم للمغادرة. وعصر امس، قصفت مدفعية العدو ميس الجبل – كروم الشراقي.
وقد اعلنت المقاومة شن هجمات على مواقع الاحتلال ابرزها: رويسة القرن في مزارع شبعا، تلة الطيحات وموقع بياض بليدة.
الحدود الشرقية: لا ابراج للتجسس
في غضون ذلك، وجه لبنان كتابا جوابيا الى الجانب السوري ردا على الرسالة الاحتجاجية التي وجهتها الى الخارجية اللبنانية اواخر شباط الماضي، على تشييد مراصد مراقبة على الحدود الشمالية الشرقية اللبنانية مع سوريا. وأكد لبنان احترامه الكامل لسيادة الأراضي السورية وقيامها بكل ما يلزم بهدف منع عمليات التسلل والتهريب. وشدد على ان هذه المراصد تشكل جزءأ من نظام القيادة والسيطرة لضبط الحدود وقد بنيت بمساعدة عدد من الدول الصديقة وهي تدار من قبل الجيش اللبناني فقط.
وفي ما يتعلق بإثارة الجانب السوري موضوع إدارة الابراج من قبل ضباط بريطانيين ولبنانيين ، والقول بأنها تشكل أبراج تجسس يبني عليها العدو الاسرائيلي كامل معلومات الاستطلاع في العمق السوري، اكدت قيادة الجيش ان تلك المراصد تهدف إلى مراقبة الحدود ومنع تسلل الارهابين وضبط أعمال تهريب الاشخاص، المخدرات، الاسلحة والممنوعات من والى لبنان، أما التجهيزات الموجودة عليها فهي مرتبطة حصرا بقيادة الجيش اللبناني.
لبنان الاكثر بؤساً عربياً !
في غضون ذلك، حل لبنان في المرتبة الاولى عربيا، والثالثة عالميا، في مؤشر الدول الاكثر بؤسا، وفق «مؤشر هانكي للبؤس العالمي» لعام 2023 ، ووضع المؤشر الذي يصدره سنويا أستاذ الاقتصاد التطبيقي في جامعة جونز هوبكنز الأميركية ستيف هانكي، قائمة بـ157 دولة حول العالم هي الأكثر بؤسا، استنادا على معدلات البطالة والتضخم ومعدل الإقراض والتغير في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي. وحلّت الأرجنتين، الغارقة في أزمة اقتصادية عميقة محلّ زيمبابوي، باعتبارها الدولة الأكثر بؤسا مع تجاوز نسبة التضخم 250 في المئة. وحلت فنزويلا ثانية، ولبنان ثالثا. امام عربيا فجاء لبنان اولا، وسوريا ثانيا، والسودان ثالثا، واليمن في المرتبة الرابعة.
**************************
افتتاحية صحيفة الشرق
استئناف التحرك الرئاسي لسفراء «الخماسية»
«القوات»: ليدعو باسيل الح.زب إلى تسليم سلاحه
باشر سفراء الخماسي لقاءاتهم أمس في جولة ستشمل في قابل الاسابيع، القوى السياسية قاطبة، متطلّعين الى ان يُتوّج مسعاهم، بانجاز الانتخابات الرئاسية. وكانت عين التينة اولى محطات السفراء، حيث استقبلهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي قال “اللقاء كان جيداً وسيتكرر، والتوافق قائم على ضرورة إنجاز التفاهم توصلاً لتحقيق الإستحقاق”. من جهته، قال موسى “الهدف من هذا اللقاء هو بداية الحديث مع الرئيس بري للتأكيد على ما سبق وأعلنه، سواء أمامنا في اللجنة وفي وسائل الاعلام، أنه ملتزم في بذل كل المساعي من أجل إنتخاب الرئيس وتسهيل العملية الإنتخابية. والحقيقة تحدثنا مع دولته بتفاصيل كثيرة وسوف نتناول هذه التفاصيل في لقاءات للخماسية مع مختلف القوى السياسية التي سنلتقيها جميعها من دون إستثناء وعلى فترات”.
كما استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي السفراء في بكركي، وقد اكد السفير المصري علاء موسى بعد الزيارة ان لقاء سفراء “الخماسية” مع البطريرك الراعي بالغ الأهمية وكان الهدف من اللقاء إعلامه واستشارته في الخطوات التي سنبدأ في اتخاذها”.
الراعي للدستور
واشارت مصادر بكركي الى ان “البطريرك أعرب للسفراء عن استغراب سلوك طريق شائك قد لا ينجح فيما الدستور واضح والمسار الديموقراطي يقضي بفتح المجلس”. اضافت: البطريرك تمنّى التوفيق للسفراء الخمسة رافضاً تكريس أعراف سابقة للاستحقاقات الدستورية والمتمثّلة بالحوار التقليدي.
في معراب
وفي الاولى بعد ظهر اليوم يزور سفراء اللجنة الخماسيّة رئيس ح.زب القوات اللبنانيّة سمير جعجع في معراب.
ليس بعيدا، رأى عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم أنّ إحداث خرق في جدار الجمود الرئاسي أمر ممكن في أيّ لحظة، إذا تم التوصل الى تفاهم بين الفرقاء واضعا ما يحصل اليوم من حراك، سواء عبر الخماسية الدولية أو تكتل الاعتدال، في خانة المساهمة في تقريب وجهات النظر واكتشاف نقطة وسط تؤدي الى خرق الجمود. وشدد في حديث اذاعي، على أن لا ربط بين مصير الحرب في غزة والاستحقاق الرئاسي، داعيا الى اعتبار ما يجري حافزاً للاسراع في انجاز الاستحقاق وهو ما ينادي به الرئيس نبيه بري مرارا لناحية ضرورة تلقف الفرصة وانتخاب رئيس اليوم قبل الغد.
القوات والسيادة
وسط هذه الاجواء، تفاعلت الدعوة التي وجهها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى البطريرك الراعي للدعوة الى اجتماع يضم القادة المسيحيين. في الاطار، أكدت الدائرة الإعلامية في ح.زب “القوات اللبنانية” ان “المأساة التي وصلت إليها البلاد لم تعد تحتمل لا لقاءات للصورة ولا مناورات سياسية ولا محاولات لاستخدام هذه اللقاءات تحسينًا لشروط مع الحليف الذي ما زال يقتصر الخلاف معه على الجانب السلطوي فقط لا غير”. واكدت انه يجب بالتأكيد وضع “خط أحمر عريض تحت الوجود والشراكة المتناصفة”، ولكن يجب بالقدر نفسه وضع خط أحمر عريض تحت بند السيادة، وقد أظهرت تجربة العقود الماضية ان إسقاط السيادة هدّد الوجود وضرب الشراكة، والمدخل للحفاظ على الوجود والشراكة يبدأ بالسيادة. تابعت “يكرِّر النائب باسيل في كل مواقفه وقوفه خلف ما يسميه مقاومة لحماية لبنان، وهذا ما يشكل نقطة خلاف جوهرية والسبب الرئيس للأزمة اللبنانية منذ خروج الجيش السوري من لبنان، وما لم يعلن النائب باسيل وجوب ان يسلِّم “الح.زب” سلاحه للدولة لا نرى اي موجب للتلاقي في سياق مشهدية واحدة، لأن أي مشهدية يجب ان تعبِّر بصدق عن رغبة اللبنانيين بقيام الدولة الفعلية التي يحول دونها سلاح “الح.زب” ودوره.
دور قطر
على صعيد آخر، رحب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب خلال لقائه سفير دولة قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، بالدور القطري البناء في مساعدة لبنان سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وقال بوحبيب: “نتطلع الى ان تتمكن قطر، وبالتعاون مع كافة الأشقاء، من وقف التصعيد والصراع الدائر في منطقتنا، خصوصا وقف الحرب في غزة، واعادة الهدوء الى جنوب لبنان”.
رد على سوريا
من جهة ثانية، وجه لبنان كتابا جوابيا الى الجانب السوري ردا على الرسالة الاحتجاجية التي وجهتها الى الخارجية اللبنانية اواخر شباط الماضي، على تشييد مراصد مراقبة على الحدود الشمالية الشرقية اللبنانية مع سوريا. وأكد لبنان بحسب معلومات “المركزية” احترامه الكامل لسيادة الأراضي السورية وقيامها بكل ما يلزم بهدف منع عمليات التسلل والتهريب. وشدد على ان هذه المراصد تشكل جزءاً من نظام القيادة والسيطرة لضبط الحدود وقد بنيت بمساعدة عدد من الدول الصديقة وهي تدار من قبل الجيش اللبناني فقط. وفي ما يتعلق بإثارة الجانب السوري موضوع إدارة الابراج من قبل ضباط بريطانيين ولبنانيين والقول بأنها تشكل أبراج تجسس يبني عليها العدو الاسرائيلي كامل معلومات الاستطلاع في العمق السوري، كان الرد اللبناني من قبل قيادة الجيش ان تلك المراصد تهدف إلى مراقبة الحدود ومنع تسلل الارهابيين وضبط أعمال تهريب الاشخاص، المخدرات، الاسلحة والممنوعات من والى لبنان، أما التجهيزات الموجودة عليها فهي مرتبطة حصرا بقيادة الجيش اللبناني والكاميرات المنصوبة عليها موجهة إلى الاراضي اللبنانية ولا يتم توجيهها إلى داخل الاراضي السورية، بل يقتصر ذلك على الحدود من الجهة اللبنانية بغية مراقبة حركة عبور الاشخاص والآليات خارج المعابر الشرعية ووقف أعمال التسلل والتهريب.
*******************************
افتتاحية صحيفة البناء:
بوتين: الناتو في أوكرانيا ونحن عشية حرب عالميّة… التفاوض مع غير زيلنسكي
بايدن ونتنياهو وربط نزاع: منح مفاوضات الدوحة فرصة وتجميد عملية رفح
اقتحام الشفاء لاغتيال المبحوح ومحاولة اعتداء على صباحي بعد تظاهرة مع غزة
قدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صورة الواثق بقوة بلاده وقدرتها على مواجهة التحديات في خطاب الفوز الرئاسي بأغلبية ساحقة تعبر عن قناعة الشعب الروسي بقيادة وفّرت شروط تحقيق تقدّم اقتصادي نوعي في ظل الحصار والعقوبات واستمرار حرب توضع لإسقاط روسيا فيها كل إمكانات حلف الناتو. وفي ظل الإنجازات التي تظلل فوز بوتين كان خطاب الرئيس المنتصر موجّهاً للغرب بقيادة الولايات المتحدة التي يذبل نموذجها الديمقراطي في سباق رئاسي أقرب للتسابق نحو المقبرة الجماعيّة مع التحذيرات المتلاحقة من الحرب الأهليّة. وقال بوتين إن حلف الناتو بات موجوداً بجنوده في أوكرانيا وإن هذا يعني أن العالم يقف عشية الحرب العالمية الثالثة، مبدياً الاستعداد لحل تفاوض، لكن على قاعدة أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي ليس الشخص المناسب لصناعة حل بين روسيا وأوكرانيا.
في تطورات الحرب الإسرائيلية الأميركية على غزة، كان الحدث في مجمع الشفاء الطبي حيث اقتحمت وحدات إسرائيلية المجمع واغتالت العميد في شرطة غزة فايق المبحوح انتقاماً من نجاحه في إحباط مخططها بتشكيل روابط العشائر والوجهاء كبديل لحماس. والمبحوح هو الذي نظّم اجتماع العشائر والوجهاء مع المنظمات الأمميّة قبل يومين الذي حسمت فيه مرجعية أجهزة حكومة حماس في ملف المساعدات في شمال غزة.
في مصر، أفادت تقارير إعلامية عن تعرّض أمين عام المؤتمر القومي العربي حمدين صباحي وعدد من النشطاء المصريين لمحاولة اعتداء من مجموعة من راكبي الدراجات المجهولي الهوية إثر قيام صباحي ورفاقه بتنظيم وقفة احتجاجية أمام وزارة الخارجية المصرية مساندة لغزة. وتبعت الحادث مواقف تضامنية دعت الحكومة المصرية والأجهزة القضائية والأمنية في مصر إلى كشف المرتكبين وإحالتهم أمام القضاء المختص لينالوا عقابهم المناسب.
سياسياً، سجل اتصال بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو انتهى الى ما وصفته مصادر في المعارضة “الإسرائيلية” بربط النزاع، قالت إنه تضمن اتفاقاً على منح مفاوضات الدوحة فرصة جدية بالتعامل الإيجابي مع السعي للتوصل الى اتفاق، كما تضمن اتفاقاً على تأجيل عملية عسكرية في رفح. وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان قد تحدث عن الحوار بين بايدن ونتنياهو فقال إن “الرئيس بايدن ونتنياهو ناقشا موضوع الهدف المشترك للقضاء على حماس لكن هناك حاجة لخطة واضحة وإن عدد المدنيين الأبرياء الذين لقوا حتفهم في هذا الصراع أكثر من كل حروب غزة مجتمعة، و”إسرائيل” لم تقدم بعد خطة لحماية المدنيين في رفح”، معتبراً أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار هو السبيل الأمثل لعودة الرهائن، مضيفاً أن نتنياهو وافق على إرسال فريق إلى واشنطن لبحث عملية رفح لأن عملية رفح ستعمّق الفوضى في قطاع غزة، ولأن عملية برية كبيرة في رفح ستكون خطأ، مضيفاً أن “إسرائيل” يمكن أن تحقق الانتصار وتحفظ أمنها دون اجتياح رفح، مشدداً على أن بايدن أكد أن على “إسرائيل” القيام بكل ما في وسعها لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة.
وسجّلت الجبهة الجنوبية تراجعاً في حدّة العمليات العسكرية وسط ترقب نتائج المفاوضات في قطر التي استُؤنفت بعدما قدّمت حركة حماس مقترحاً لاتفاق هدنة ووقف إطلاق النار.
وعلمت “البناء” أن المجتمعين في الدوحة بمن فيهم رئيس الموساد الإسرائيلي يدرسون مقترح حماس على أن تعلن حكومة العدو موقفها من المقترح، في ظل انقسام يسود الحكومة الإسرائيلية بين من يقبل المقترح مع تعديلات لمصلحة “إسرائيل” وبين من يرفضه لا سيما التيار المتشدّد. فيما استمرّ العدو الاسرائيلي بارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني على وقع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات في الدوحة.
في المقابل شددت مصادر حركة حماس لـ”البناء” على أن المقترح الذي قدّمته الحركة لا يمسّ الثوابت التي وضعتها الحركة منذ بدء العدوان ولا تفرّط بالمكتسبات والإنجازات التي تحققت في عملية 7 تشرين والصمود الأسطوري الميداني للمقاومة والشعب الفلسطيني خلال أشهر الحرب. ولفتت الى أن المقترح يهدف الى إسقاط المنطق الإسرائيلي الذي يتذرّع بشروط حركة حماس لرفض وقف العدوان على غزة، وتهدف الحركة الى تسهيل المفاوضات للتوصل الى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية لتخفيف معاناة سكان قطاع غزة، لكن ضمن المبادئ والثوابت والحقوق الفلسطينية. لكن هذه المرونة التفاوضيّة لا تعني تراجعاً في الميدان الذي ستبقى يد المقاومة هي الطولى فيه ويبقى هو الفيصل في هذه الحرب. وأشارت المصادر إلى أن المقاومة مستمرّة في عملها الميدانيّ وتكبيد العدو خسائر باهظة ولن توقف النار حتى ينسحب جيش الاحتلال من كامل غزة وفق المقترح الذي قدّمته الحركة وإدخال المساعدات الإنسانيّة وتبادل الأسرى وفق مراحل حتى الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار.
على صعيد الجبهة الجنوبيّة، واصلت المقاومة في لبنان عملياتها النوعيّة، فاستهدفت موقع ”رويسة القرن” في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابته إصابةً مباشرة. كما استهدفت تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في “تلة الطيحات” بالأسلحة الصاروخية وأصابته إصابةً مباشرة. كذلك، استهدفت موقع ”زبدين” في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية، وموقع “بياض بليدا” بقذائف المدفعية وأصابته إصابةً مباشرة.
في المقابل، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة استهدفت بلدة العديسة. واستهدف القصف المدفعي أطراف بلدة ميس الجبل واستهدفت غارة منزلاً في البلدة قرب مسجد الإمام علي في الحي الغربي.
في غضون ذلك، أشارت أوساط دبلوماسية لـ”البناء” الى أن قناعة لدى الإدارة الأميركية ودوائر القرار الأوروبي بأن الجبهة الجنوبية باتت مرتبطة بجبهة غزة، وأن حزب الله لن يوقف عملياته العسكرية حتى يتوقف العدوان على غزة، وهذا ما أحدث قلقاً وإرباكاً شديدين لدى حكومة العدو ولدى رؤساء الأقاليم لمستوطنات الشمال الذين يمارسون الضغوط على المستوى السياسي الإسرائيلي ويحذرون من أن أغلب مستوطني الشمال لا يريدون العودة في ظل الواقع الحالي في الشمال وتحكّم حزب الله بمصيرهم لفترات طويلة. والمقلق أكثر وفق الأوساط هو إذا ما طال أمد الحرب في غزة ما هو مصير الشمال في ظل الواقع الحالي، وما الذي يضمن عدم دخول حزب الله الى الجليل في مراحل لاحقة؟ ولذلك تضيف الأوساط أن الضغوط الدبلوماسية وجهود الموفدين الذين يزورون لبنان بكثافة تركزت على تخفيف حدة العمليات العسكرية وفتح جولة مفاوضات للتوصل الى اتفاق على الحدود يكون جاهزاً للتنفيذ فور حصول هدنة في غزة ويضمن أيضاً الحؤول دون اشتعال الجبهة مجدداً في مراحل لاحقاً فيما لو عادت الحرب الى غزة.
إلا أن الموفدين تبلغوا من الحكومة اللبنانية ومن حزب الله بأنه لا يمكن فصل الجبهتين وأن حزب الله سيلتزم بالهدنة في غزة وسيوقف العمليات العسكرية في الجنوب مؤقتاً، مع ربط الوقف الدائم لإطلاق النار بأمرين: توقف العدوان على غزة بشكل دائم، والثاني انسحاب قوات الاحتلال من كامل الأراضي اللبنانية المحتلة وفق القرارات الدولية لا سيما من نقطة بـ1 ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبطبيعة الحال الغجر الشماليّة.
وفي سياق ذلك، اعتبر اللواء احتياط في جيش الاحتلال الصهيوني إسحاق بريك أنَّه “لا يمكنك الكذب على الكثير من الناس لفترة طويلة”، مشيرًا إلى أنَّ “ما يجري في قطاع غزّة وضد حزب الله في لبنان سينفجر في وجوهنا عاجلًا أم آجلًا، وحينها ستنكشف الحقيقة بكلّ خفاياها”.
وفي مقال له في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أكَّد بريك أنَّه “لا يوجد تفكير استراتيجي ولا معالجة للمشاكل الحقيقية للبلد لأنهم يفضلون العيش في الأوهام”، وأضاف أنَّ “الجبهة الداخلية غير مستعدة لحرب إقليمية ستكون أصعب وأخطر بآلاف المرات من الحرب في قطاع غزّة”.
على الخط الرئاسي، بدأ سفراء اللجنة الخماسية جولتهم على المرجعيات والقيادات السياسية، وكانت عين التينة أولى محطات السفراء، حيث استقبلهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي قال “اللقاء: “كان اللقاء جيداً وسيتكرّر، والتوافق قائم على ضرورة إنجاز التفاهم توصلاً لتحقيق الاستحقاق”.
من جهته، شدد السفير المصري علاء موسى بعد اللقاء على أن “الهدف من هذا اللقاء هو بداية الحديث مع الرئيس بري للتأكيد على ما سبق وأعلنه، سواء أمامنا في اللجنة وفي وسائل الإعلام، أنه ملتزم في بذل كل المساعي من أجل انتخاب الرئيس وتسهيل العملية الانتخابية. والحقيقة تحدّثنا مع دولته بتفاصيل كثيرة وسوف نتناول هذه التفاصيل في لقاءات للخماسية مع مختلف القوى السياسية التي سنلتقيها جميعها من دون استثناء وعلى فترات”. ولفت الى أن “الخرق الملموس الذي تحقق في الملف الرئاسي، هو أن الكتل السياسية عندها قناعة الآن بأن التوافق في ما بينها هو شيء مهم للغاية. وعندما نتحدث عن التوافق معناه، ان الجميع عنده استعداد للحوار والنقاش والتشاور وصولاً إلى أمر يتفق عليه الجميع. وهذا ما نبحث عنه”.
ووصفت مصادر مطلعة لـ”البناء” لقاء الخماسية في عين التينة بالهام حيث دار نقاش مستفيض حول الاستحقاق الرئاسي وإمكانية اختراق جدّي في جدار الأزمة الرئاسية ومدى التوصل الى قواسم مشتركة بين الأطراف السياسية ووضع آلية لإطلاق حوار دعت اليه كتلة الاعتدال وسبق ودعا اليه الرئيس بري. وكان لافتاً الحضور الدبلوماسي المرافق للسفيرة الأميركية والسفير الفرنسي وحضور مستشاري الرئيس بري محمود بري وعلي حمدان، ما يدل على أن النقاش دخل في تفاصيل الملف الرئاسي.
ولفتت مصادر وزارية لـ “البناء” الى ان الحراك الخماسي لا يعني اقتراب التوصل الى تسوية سياسية للأزمة الرئاسية بل هي لقاءات تمهيدية لتحضير الأرضية بانتظار نضوج الظروف الإقليمية والدولية للتسوية في لبنان. لافتة الى ان لا انتخاب رئيس قبل اتضاج المشهد الإقليمي بعد حرب غزة والتداعيات المرتقبة على مستوى المنطقة وموازين القوى الجديدة. ووضعت المصادر تسريب أسماء والحديث عن المرشح الثالث في اطار اللعبة الإعلامية وحرق المرشحين. مجددة التأكيد على تمسك الثنائي حركة امل وحزب الله بدعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية.
وكانت اللجنة الخماسية زارت بكركي، حيث اجتمعت مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وقد أكد السفير المصري بعد الزيارة ان “لقاء سفراء “الخماسية” مع البطريرك الراعي بالغ الأهمية وكان الهدف من اللقاء إعلامه واستشارته في الخطوات التي سنبدأ في اتخاذها”. اضاف: “الخطوات مبنية على مراحل عدة والخطوة الأولى هي في الحديث مع الكتل كافة من أجل انتخاب رئيس وفق خريطة طريق سنقدّمها”. تابع: لمسنا مرونة في الفترة الماضية ستساعدنا على خلق الأرضية للتمهيد لبدء خطوات فعليّة لانتخاب رئيس. وقال: “حراكنا سيستفيد من حراك كتلة الاعتدال ونحن نبني على تحرّك الداخل لعلّنا نسهّل خلق الأرضية المشتركة لإنجاز الاستحقاق”. وأوضح “نحن لا نتحدّث عن أسماء بل عن التزام إذا توفّر فإنّ الحديث سيبقى أسهل بين القوى السياسية حول من يرغبون في ترشيحه الى الرئاسة”.
وأشارت مصادر بكركي إلى أن “البطريرك أعرب للسفراء عن استغراب سلوك طريق شائك قد لا ينجح فيما الدستور واضح والمسار الديمقراطي يقضي بفتح المجلس”. أضافت: “البطريرك تمنّى التوفيق للسفراء الخمسة رافضاً تكريس أعراف سابقة للاستحقاقات الدستورية والمتمثّلة بالحوار التقليدي.»
ويزور سفراء اللجنة الخماسيّة اليوم رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع في معراب.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :