افتتاحية صحيفة الأخبار:
القصة الكاملة لـ«ترشيح» جورج خوري إلى الرئاسة
لا يتعامل القطريّون مع الملف الرئاسي أو أيّ ملف لبنانيّ آخر على شاكلة ما يتعامل به الفرنسيون، سواء لجهة الخفّة أو لجهة الثقة الزائدة بالنفس. وإذا كان حلفاء سوريا وأصدقاؤها قد استخلصوا الكثير من العبَر من التجربة السورية - القطرية، فإن الدوحة نفسها استخلصت أيضاً عِبراً كثيرة على مستويين أساسيّين:أولاً، عدم التنطّح للقيام بأيّ دور قبل تلقّي إشارة أميركية واضحة بهذا الخصوص.
ثانياً، الاتفاق مع الأميركيين بأنّ دور الدوحة المتكامل دائماً مع دور سلطنة عمان هو إيجاد حلول منطقية وعملية تعترف بالأحجام الحقيقية لجميع الأفرقاء بعيداً عن منطق العداء والقوة والفرض.
ولا شك في أن أحد عوامل النجاح الرئيسية للقطريّ هو أنه لا يعلن عن مبادرة قبل نجاحها، وأن ما يُعلن عن دوره يكاد لا يصل إلى واحد في المئة من حجم هذا الدور، متجنّباً الصخب الذي يحيط به الفرنسيون أنفسهم.
وفي هذا السياق، استبدل القطريون، بهدوء شديد، المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري بقائد الجيش جوزف عون مرشحاً رئيسياً إلى رئاسة الجمهورية. وانطلقوا في ذلك من ضرورة حصول أي مرشح على "موافقة أولية"، أو "عدم ممانعة" في المرحلة الأولى، من ثلاثة أفرقاء بالدرجة الأولى، هم: حزب الله والرئيس نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، يليهم "تكتل الاعتدال الوطني" والنائب السابق وليد جنبلاط. وعندما تنضج الظروف الداخلية والخارجية التي تسمح بانتخاب رئيس، يتقدمون بمبادرتهم إلى المرحلة الثانية التي لم يحن أوانها بعد.
ومن نافل القول إنه يستحيل عزل الملف الرئاسي عن الملف الاقتصادي والبرنامج الوزاري للحكومة المقبلة وعن التوازنات والنفوذ في المنطقة. كما لا يمكن التصرف مع الرئاسة الأولى التي تنبثق من توقيعها كل السلطات كأنّها شأن خاص بطائفة. وهو ما دفع القطري إلى "تثبيت عدم ممانعة وصول البيسري" مع كل من الأميركي والحزب وباسيل، ليركّز على بري الذي تصف مصادر ديبلوماسية مطّلعة زيارة مستشاره السياسي علي حسن خليل للدوحة بأنها جيدة جداً، في انتظار زيارة مماثلة لجنبلاط في 25 أو 26 آذار، فيما لم تستجب الدوحة لرئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي طلب موعداً لوفد قواتيّ.
هكذا، في ظل الحرص الأميركي - الإيراني على التهدئة، وأخذ المصالحة الإيرانية - السعودية مداها، وتأكيد حزب الله أن لا رغبة أو نيّة لديه بفرض رئيس للجمهورية، وتكرار الديبلوماسية السعودية القول إن المطلوب سلطة سياسية غير استفزازية بجميع مكوناتها لا "رئيس لكم ورئيس لنا"، كان المسار القطري يعبّد الطريق بهدوء من المتحف، حيث المديرية العامة للأمن العام، إلى بعبدا... قبل أن يحرّك الإماراتي فرقة التدخل السريع الخاصة به ليسقط بمظلّته الإعلامية ترشيح جورج خوري.
الرئيس نجيب ميقاتي، الذي يتزعم المتضرّرين والمتذمّرين من الدور القطريّ كونه ينهي دوره، كان أول من طرح الاسم بوضوح خلال استقباله الرئيس سعد الحريري، موحياً لزائره بأن الرئيس بري مستعد للسير فيه بعدما تخلى عن ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. لكن الحريري الذي راجع في الأمر، فهم بسرعة أن ميقاتي هو من يرشح خوري وليس بري، وأنه يزجّ باسم الأخير لإضفاء جدية على الترشيح. وبالفعل، حاول رئيس الحكومة، بعد أيام، في غداء جمعه مع فرنجية على مائدة شقيقه طه ميقاتي "لملمة" هذه الخبرية.
بعد ميقاتي، كرّت سبحة التسريبات المدروسة من مطابخ أبعد ما تكون عن بري تنسب إلى الأخير قبوله بخوري، في وقت كانت فيه الاتصالات القطرية برئيس المجلس تقطع أشواطاً في ما يخص البيسري. مع ذلك، لم يبدِ الأخير أي رغبة بإيقاف هذا الجو، تماماً كما فعل مع مبادرة "تكتل الاعتدال" قبل بضعة اسابيع، وكما يفعل دائماً حين يفسح المجال أمام من "يُلاعبه" لكشف أوراقه كاملة. وهو حقق، هنا، نقطة كبيرة حين تجاوز ترشيح خوري نادي المنتفعين مباشرة من الإمارات ليستقطب بعضاً من أقرب المقرّبين من قائد الجيش جوزف عون الذين وجدوا أن الفرصة تبتعد عن عون وتقترب من خوري، فسارعوا إلى القفز من مركب الأول إلى مركب الثاني. ويتقدم هؤلاء مدير المخابرات السابق طوني منصور الذي يشكل العمود الفقري لكل طموحات عون وممارساته. صحيح أن العلاقة وطيدة جداً بين عون ومنصور، إلا أن علاقة الأخير بخوري أيضاً وطيدة، وذات أقدمية. إذ إن خوري عندما كان مديراً للمخابرات، عيّن منصور مسؤولاً عن الأمن القومي والعلاقة مع السفارات الأجنبية، ما مهّد له الطريق بالتالي ليس فقط لتولّي مديرية المخابرات، بل أيضاً لإقامة علاقة "استثنائية" مع السفارة الأميركية، كما بدا حين خصّته السفيرة الأميركية السابقة دوروثي شيا بزيارة في منزله في راشيا عشية الانتخابات النيابية الأخيرة وأمضت في ضيافته أكثر من ست ساعات. وبالتالي، ليس تفصيلاً إذا ما كان عرّاب جوزف عون عند الأميركيين قد فعّل ماكينته لمصلحة خوري.
مع ذلك؛ ورغم امتلاك الإماراتي أدوات إعلامية نافذة، بدأت منذ نحو أسبوعين حملة تسويقية كبيرة، فإن التعاطي بجدية مع طرح اسم جورج خوري دونه صعوبات. إذ إن من يقولون دائماً إنهم لا يريدون تكرار تجربة ميشال سليمان، إنما يقصدون خوري بالتحديد:
عندما وضع مدير المخابرات السابق ريمون عازار نفسه بتصرف وزارة الداخلية في 29 آذار 2005، بعد أسبوعين من اغتيال الرئيس رفيق الحريري، سارع خوري - كما يروي لـ"الأخبار" أحدّ المقربين منه - إلى زيارة دمشق للقاء العماد آصف شوكت قبل يوم واحد من إنجاز الانسحاب السوري من لبنان (26 نيسان). بعد ثلاثة أيام من تلك الزيارة، ويومين من انسحاب الجيش السوري واستخباراته من لبنان، عُيّن خوري مديراً للمخابرات في 28 نيسان 2005. وللمفارقة، فإن من عيّنه - بناءً على طلب قائد الجيش يومها ميشال سليمان - كانت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي شُكّلت لثلاثة أشهر فقط لإنجاز "التسليم والتسلّم" بين محورين، من الرئيس عمر كرامي إلى الرئيس فؤاد السنيورة. ولم يكن "التسليم والتسلّم" سياسياً فقط، إنما أمنياً أيضاً. إذ أُخرجت المؤسسات الأمنية، ولا سيما قيادة الجيش ومديرية المخابرات وقوى الأمن الداخلي من مكان ووضعت في مكان آخر، بواسطة سليمان وخوري والنائب أشرف ريفي وآخرين. وكانت السنوات الثلاث التي أمضاها خوري في المديرية حافلة؛ من إخراج الجيش اللبناني من "المسار والمصير" المشترك مع الجيش السوري وإدخاله في دائرة التعاون المباشر مع القيادة الوسطى في الجيش الأميركي، مروراً بحرب نهر البارد وتهريب شاكر العبسي ومجموعات تكفيرية أخرى إلى سوريا. بمعنى ما، كان خوري "وسام الحسن" الخاص بقيادة الجيش، لكن من دون عقدة جوني عبدو لجهة الأضواء ونسب البطولات لنفسه، وهو لعب الأدوار الأمنية الرئيسية التي عبّدت الطريق إلى بعبدا أمام مديره المباشر قائد الجيش يومها العماد ميشال سليمان. وفي 9/9/2008، بعد انتخاب سليمان رئيساً ببضعة أشهر، غادر المديرية، وردّ الأخير الجميل بتعيينه عبر حكومة السنيورة بعد ذلك بيومين فقط (11/9/2008) سفيراً للبنان في الفاتيكان من خارج الملاك.
مشكلة جورج خوري مع القوى السياسية يمكن اختصارها بالاتي:
o تتحفظ القوات اللبنانية عليه كونه كان مديراً لمكتب المخابرات في صربا عند تفجير كنيسة سيدة النجاة (الواقعة ضمن نطاقه) الذي وضعت استخبارات الجيش يدها بسرعة على مسرحه، قبل أن يوقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ويسجن بسببه. خلال تلك المرحلة، كان خوري يتردّد على بكركي لتبرير التوقيفات و"شرح موقف الدولة"، ويصعب على جعجع ان يقدم إشارة إيجابية واحدة بشأن خوري ربطا بملف الكنيسة.
o يبتعد حزب الكتائب عن خوري ايضا. برغم ان الاخير حاول الحصول على "بركة" الرئيس أمين الجميل الذي زاره اخيرا لتذكيره بأنه هو من قلّده السيف في المدرسة الحربية. لكن موقف الكتائب منه لا يزال سلبيا ربطا بمرحلة الـ 2005.
o يملك خوري صداقات في عالم الأمن، وخصوصاً في الإمارات، لكن ليس لديه حلفاء في لبنان باستثناء الرئيس السابق ميشال سليمان. اما "نواب التغيير" الذين يتأثرون بالإمارات، فليسوا في موقع من يمكنه التصريح بصوت مرتفع بأن رجلاً أمنياً متقاعداً منذ أكثر من 15 عاماً هو مرشحهم المنتظر إلى رئاسة الجمهورية.
o يمكن لبكركي أن تورد اسم خوري ضمن لائحة طويلة لكبار الموظفين الموارنة، لكنها تعرف أن القصر الجمهوري يحتاج إلى رئيس لا إلى مدير عام مساعد.
o لا يبدو ان الرئيس بري سيتخلى عن فرنجية لمرشح الإمارات طبعاً. فيما حزب الله واضح وجازم ونهائي بأنه لن يقبل بوجود ميشال سليمان ثانٍ في بعبدا. اما بالنسبة للتيار الوطني الحر، فان خوري لا يستوفي اي نقطة من ورقة الأولويات الرئاسية.
المسار القطريّ ثابت وواضح وعقلانيّ حتى الآن، بغضّ النظر عن خواتيمه أو الألغام المخفية التي يمكن أن تظهر لاحقاً؛ "الخماسية" تستعمل كورقة ضغط في مواجهة ضغوط الحزب حتى يقول القطري إن ثمة حدوداً تنازلية لا يمكنه تجاوزها؛ حتى جعجع يحاول أن يقدم خطاباً جديداً يعكس التطورات الحقيقية في المنطقة. من يملك شيئاً لا يريد أن يخسره في لحظة التحوّلات بكل ما يتخلّلها من بيع وشراء. أما من لا يملك شيئاً فلا يخشى من خسارة شيء، ويمكنه أن يتسلّى.
**************************
افتتاحية صحيفة النهار
“الخماسية” بين “أذرع إيران” وتهديدات إسرائيل
على رغم ضآلة الرهانات ومحدوديتها على امكان تحقيق أي خرق في الظرف الحالي في الجدار المسدود تماما للازمة الرئاسية والشلل الذي أصاب الجهود الداخلية والخارجية المتصلة بها، يثير التحرك الجديد الذي سيباشره سفراء مجموعة الدول #الخماسية اليوم اهتماما سياسيا وديبلوماسيا واعلاميا واسعا نظرا الى عوامل عدة. فهذا التحرك يتسم أولا بخصوصية الاتساع بحيث لن يتوقف عند لقاءات محدودة مع الرسميين فحسب، بل سيشمل جولة للسفراء الخمسة على القيادات السياسية والكتل النيابية وهذا مؤشر مهم على “انغماس” السفراء في التفاصيل والوقوف على مواقف اللاعبين المحليين مباشرة كما اطلاعهم مباشرة على توجهات دول المجموعة من الازمة الرئاسية والنظرة الى واقع لبنان كلا. ثم ان توقيت التحرك الجديد وان كان يعتبر استئنافا للتحرك الذي شرع فيه السفراء قبل أسابيع، فانه يصعب تجاهل دلالات الإصرار على توسيع التحرك في وقت يتعرض فيه لبنان لخطر متزايد من الوضع المتفجر في الجنوب وعلى حدود لبنان مع #إسرائيل. وهو عامل شديد الأهمية في مهمة السفراء لجهة تحفيز القيادات اللبنانية على استعجال التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية لان استحقاقات لبنان باتت اكثر من داهمة وتستوجب ملء الفراغ الرئاسي والدستوري كحماية أساسية للبنان وبأسرع وقت. وليست عودة التحركات التنسيقية بين اذرع ايران على ارض بيروت بكل ما تختزنه من استفزاز واستباحة موصوفة للسيادة اللبنانية من جهة وتصاعد التهديدات الإسرائيلية للبنان مقترنة بتصعيد الاعتداءات والانتهاكات المتواصلة لهذه السيادة من جهة مقابلة سوى مؤشر على منسوب الخطورة الذي بات يحاصر لبنان.
ومعلوم ان السفراء الخمسة سيشرعون من اليوم بتحركهم الذي يشمل جميع الاتجاهات والكتل وتبدأ لقاءاتهم اليوم برئيس مجلس النواب والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ثم تستكمل غدا الثلثاء بلقاءات مع الرئيس السابق ميشال عون ورئيس ح.زب “#القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس الح.زب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط وينتظر تحديد مواعيد اللقاءات الأخرى تباعا.
#القيادات المسيحية
وعشية انطلاق الجولة الجديدة للقاءات السفراء الخمسة، برزت مجموعة مواقف لافتة عن عدد من القيادات المسيحية الأساسية من ملف الرئاسة كما من قضايا مصيرية أخرى بدت اشبه باستطلاع عفوي من شأنه ان يضيء على هذه المواقف والاتجاهات الأساسية .
ففي السياق الرئاسي اعتبرت “القوات اللبنانية” ان “رهان الخماسية يجب ان يكون على الممانعة لإحداث خرق رئاسي كون الممانعة هي التي تُمعن في تعطيل الانتخابات الرئاسية، فيما معظم القيادات المارونية على خلافها واختلافها لم تعطِّل جلسات الانتخاب، ووافقت على مفهوم الخيار الثالث، وتقاطعت على مرشّح ثالث، بينما الذين عطلوا نصاب الجلسات كلها هم الممانعة، والذين يحاولون فرض مرشحهم هم الممانعة، والذين يرفضون الخيار الثالث هم الممانعة، والذين يتمسكون بمرشحهم على رغم عجزهم عن انتخابه هم الممانعة، والذين يرفضون الجلسة المفتوحة بدورات متتالية هم الممانعة، والذين يتحملون مسؤولية الشغور هم الممانعة”.
واتسمت كلمة رئيس “التيار الوطني الحر” باسيل في كلمته في المؤتمر السنوي لـ”التيار” بتركيزه على الجانب الميثاقي والشراكة، فرأى أنّ “التحدي الاكبر لدى المسيحيين هو تثبيت الشراكة المتناصفة. فالطائف أكد المناصفة ولكن نريدها فعلية لا عددية، الرئيس العماد ميشال عون صحح التمثيل ولكن نريدها في كل العهود ونريد رئيسا يحمل الأمانة ولا يكون مواليا لأحد الاّ لشعبه وبلده”. وناشد باسيل “مفتي الجمهورية اللبنانية ببصيرته والقيادات في الطائفة السنية والامين العام لـ” الح.زب” بصدقه ورئيس مجلس النواب بحكمته ورئيس الح.زب الاشتراكي السابق وليد و نجله تيمور جنبلاط بفهمهم للجبل، وكل القيادات اللبنانية ان لا يفرّطوا بالشراكة المتوازنة والمتناصفة”. وكرر طلبه الذي توجه به الى البطريرك الراعي “المؤتمن على مجد لبنان ان يجمع القيادات السياسية المسيحية ولا يوجد اي سبب حتى لا نلتقي”، وتوجه للقيادات بالقول ” الوقت ليس للمزايدات، ولا للعدائية التي يظهرها البعض؛ لا يوجد انتخابات غدا، واصلاً لا أحد يستطيع ان يلغي أحد، هذا وهم”. وشدد باسيل على ان “مسار التناحر السياسي يجب أن يتوقف والاختلاف بالرأي مسموح لا بل مطلوب والتنافس لا بل مرغوب”. وناشد باسيل “القوات والكتائب بإسم آلاف الشهداء وعلى رأسهم بشير الـ 10452 كلم²، والمردة آل فرنجية وإرث التضحيات من اجل لبنان فلنضع خطًّا احمر عريضًا تحت الوجود والشراكة المتناصفة و لبنان الكبير؛ ونبدأ من هنا”.
كما ان مواقف أخرى برزت لرئيس “تيّار المرده” سليمان فرنجيه في لقاء له مع نقابة محرري الصحافة اللبنانية اذ اعتبر “أن إحترام الدستور واجب ولا يمكن أن نتعاطى معه باستنسابيّة أو وفق المصلحة الشخصية كما يفعل البعض”. ولفت إلى “ضرورة أن يكون للمرشّح تاريخ في العمل السياسي والوطني ومواقفه معروفة وأن لا تهبط الأسماء فقط بهدف العرقلة”. وقال “منذ ٢٠٠٥ وإسمي مطروح للرئاسة وبالتالي فإنّ الثنائي الشيعي لم يرشّحني بل هو داعم لترشيحي وليس من الجائز عدم الأخذ بعين الاعتبار الواحد والخمسين صوتاً ما يعني أنّ هناك ١٥ نائباً مسيحياً اقترعوا لي وهم داعمون. أمّا موقفي مع المقاومة فليس مستجدّاً ولا يتبدّل وفق الظروف أو الاستحقاقات، والكلّ يعلم أنه في ٢٠١٦ كان بإمكاني أن أصل الى سدّة الرئاسة لكنني لم أقبل ولست نادماً على ذلك وكنت قد أبلغت الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حينها بأنني لن أنزل الى المجلس إلّا يداً بيد مع الرئيس ميشال عون”. وعن رفض تيّارين مسيحيين انتخابه قال: “المشكلة أنني موجود. يختلفون على كلّ الامور ويتّفقون ضدّي والسؤال الأساس: هل يخافون من رئيس ينجح؟” ولفت إلى “أن الرئيس عون وصل بأكثرية نيابيّة إلا أنه مارس الحكم ست سنوات من غير توافق”. وإذ أكد أن “لا ڤيتو أميركيّاً أو سعودياً على إسمه والسفيرة الأميركية قالت علناً أنه في حال وصولي سيتعاونون معي” لفت الى “أنّ الجميع يدرك أن لا رئيس من دون رضى المقاومة وأن البعض يقدّم أوراق اعتماده من تحت الطاولة”.
وعلى عادته في كل عظاته اثار البطريرك الراعي موضوع الفراغ فسأل “كيف يمكن القبول بالمخالفة الكبرى للدستور بعدم انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سنة ونصف، على الرغم من وضوح موادّ الدستور ذات الصلة وضوح الشمس في الظهيرة؟” وقال “أجل لقد فقدت الدول ثقتها بلبنان الرسمي لا بلبنان الشعبي. هل المعطّلون، وقد باتوا معروفين، لا يريدون انتخاب رئيس لأهداف خاصّة؟ أو يطيلون زمن الفراغ الرئاسيّ لغايات أخرى متروك التكهّن بشأنها؟ لا يوجد أي مبرر لعدم التئام مجلس النواب وانتخاب رئيس للبلاد”.
تهديدات …وتنسيق
اما في ما يتصل بالوضع المتفجر والمواجهات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية فنقلت امس صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس قوله “نقترب باستمرار من الحرب مع الح.زب وسيتحمل لبنان عواقبها”. كما نقلت محطة “العربية” الفضائية عن مصدر إسرائيلي قوله ” ان نشوب الحرب على الجبهة الشمالية سيكون مع دولة لبنان وليس الح.زب”.وأضاف: “في حال وقوع حرب مع لبنان سندمّر أهدافا على عمق 5 كلم”. وتابع: “لدينا بنك أهداف بعمق 5 كلم داخل لبنان لم نستهدفها بعد”.
ولم يصدر أي تعليق رسمي عن السلطات المعنية في لبنان عما كشفته وكالة الصحافة الفرنسية السبت نقلا عن مصادر فلسطينية وحو ، من ان اجتماعاً نادراً عُقد الأسبوع الماضي بين قيادات من فصائل فلسطينية أبرزها حركة “ح”و”الحو”اليمنيين، لمناقشة “آليات تنسيق أعمال المقاومة” ضدّ اسرائيل في ظل حرب غزة. وقال أحد هذه المصادر الفلسطينية طالباً عدم نشر اسمه، إنّ “اجتماعاً مهمّاً عُقد الأسبوع الماضي شارك فيه قادة كبار من حركتي ح والج.هاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع حركة أنصار الله اليمنية”. وأضاف أنّه خلال هذا الاجتماع “تمّت مناقشة آليات التنسيق بين هذه الفصائل بشأن أعمال المقاومة في المرحلة المقبلة”. وأكد مسؤول حو بدون الكشف عن اسمه لـ”فرانس برس” السبت أن الاجتماع “عُقد في بيروت”، وناقش “توسيع دائرة المواجهات ومحاصرة الكيان الاسرائيلي وهو ما أعلنه عبد الملك الح ” الخميس. وأضاف المسؤول الحو السبت “نحن ننسق مع المقاومة منذ بداية عملية طوفان الاقصى”. وبحسب مصدر فلسطيني ثانٍ طلب بدوره عدم نشر اسمه فإنّ الاجتماع ناقش أيضاً “تكاملية دور أنصار الله مع الفصائل الفلسطينية، خصوصاً مع احتمال اجتياح إسرائيل لرفح” في أقصى جنوب القطاع.
*****************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
رفض نيابي بيروتي وتغييري لظهور “الجماعة” المسلّح
صمتٌ رسمي ذليل يُغطّي استباحة “الأذرُع” لبيروت
ما كان يجري سراً خرج الى العلن. هذا هو الحال مع النبأ الذي وزعته وكالة «فرانس برس» السبت الماضي عن «اجتماع نادر» عُقد الأسبوع الماضي في بيروت بين قيادات من فصائل فلسطينية أبرزها حركة «ح»، والمتمرّدين الحو اليمنيين. وأياً تكن أهداف هذا الاجتماع، فإنه انعقد وسط صمت رسمي على مستوى حكومة تصريف الأعمال. فلا موقف من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ولا احتجاج من وزير الخارجية عبدالله بو حبيب. وبدا هذا التجاهل الرسمي الذليل لهذه الاستباحة الموصوفة من «حركة ح» والحو ، بمثابة «ضوء أخضر» فرضته هيمنة « الح.زب» على مقدّرات الدولة.
ولعل أخطر ما في هذا التطور الذي جاء في سياق طويل، أنه جعل العاصمة اللبنانية منصّة علنية لمحور الممانعة الذي تقوده إيران. ما يعني أنّ بيروت صارت مرمى لكل ما يستدرجه هذا المحور من صراعات في المنطقة والعالم. فهل من يتذكر كيف صارت بيروت عاصمة للسلاح الفلسطيني في القرن الماضي وما أدّى اليه من حروب لم تندمل جراحها بعد نحو نصف قرن؟
بالنسبة للقاء «الحمساوي»-الحو ، فقد أفادت مصادر الجانبَين، أنه ناقش»آليات تنسيق أعمال المقاومة» ضدّ إسرائيل في ظل حرب غزة. وضم اللقاء إضافة الى «قادة كبار» من الفريقين، كلاً من «الجهاد الإسلامي» و»الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين».
وأكد مسؤول حو لم تكشف «فرانس برس» اسمه أنّ الاجتماع «عُقد في بيروت»، وناقش «توسيع دائرة المواجهات ومحاصرة الكيان الإسرائيلي وهو ما أعلنه (زعيم حركة «أنصار الله») عبد الملك الحو» الخميس الماضي.
وبحسب مصدر فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه فإنّ الاجتماع ناقش أيضاً «تكامل دور «أنصار الله» مع الفصائل الفلسطينية، خصوصاً مع احتمال اجتياح إسرائيل لرفح» في أقصى جنوب القطاع.
وفي سياق متصل لهذه الاستباحة «الحمساوية»-الحو، شهدت بيروت أيضاً ردود فعل من نواب العاصمة ومن التغييريين على العراضات المسلحة الاخيرة لـ»الجماعة الاسلامية». كما شملت الردود انتقاداً لمواقف الأمين العام لهذه «الجماعة» الشيخ عمر حيمور الذي وصف النواب الذين اعترضوا على المظاهر المسلحة بأنهم «نواب الغفلة».
كتب النائب ابراهيم منيمنة عبر منصة «إكس»: «انتقدنا مشهد العراضات المسلحة لـ»الجماعة الإسلامية» في العاصمة بيروت من موقعنا النيابي وبلغة ممثلي الشعب ومصالحهم وأمنهم، فردّوا علينا في شهر رمضان المبارك بلغة السباب والشتائم التي تعبّر عن الناطق بها وعن إفلاسه السياسي. لغة أقل ما يقال فيها أنها لغة السفهاء».
كما كتب النائب وضاح الصادق: «الحملة التخوينية التي تعرضت لها مع زملائي ممثلي العاصمة، وتحديداً النائبين إبراهيم منيمنة وفؤاد مخزومي، مرفوضة بالكامل وواجب على دار الفتوى اليوم ضبط المنابر والخطابات التي تتخطى كل الحدود الدينية والأخلاقية».
وكان النائب مارك ضو وعبر منصة «إكس» وصف خطاب حيمور بأنه «تحريضي يؤكد أن هذه الجماعة تلعب دور الغطاء السني لـ» الح.زب»، كما لعب غيرها دور الغطاء المسيحي».
وعلى المقلب الإسرائيلي، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس عن وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس قوله: «نقترب باستمرار من الحرب مع « الح.زب» وسيتحمل لبنان عواقبها».
ونقلت قناة «العربية» عن مصدر إسرائيلي قوله: «في حال وقوع حرب مع لبنان لدينا بنك أهداف بعمق 5 كلم داخل لبنان لم نستهدفها بعد».
وكشف استطلاع جديد أجراه معهد سياسة الشعب اليهودي، ونشرته صحيفة «جيروزاليم بوست» أمس أنّ ثلثي الإسرائيليين يعتقدون أن الجيش الإسرائيلي «يجب أن يهاجم « الح.زب» بكل قوة».
وفي سياق متصل، استهدفت ضربات إسرائيلية فجر أمس موقعين على الأقل في ريف دمشق أحدهما مستودع للأسلحة، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فيما أعلن الإعلام الرسمي السوري إصابة عسكري في قصف جوي.
وجاء في بيان لـ»المرصد»: «استهدفت صواريخ إسرائيلية موقعين على الأقل أحدهما شحنة أسلحة داخل قطعة عسكرية لقوات النظام وتستخدمها ميليشيا « الح.زب» اللبناني، والآخر قرب الكتيبة الهندسية تقعان في المنطقة ذاتها ما بين يبرود والنبك في جبال القلمون بريف دمشق».
وعلى صعيد متصل، شدّد المستشار الألماني أولاف شولتس على وجوب أن «ينسحب « الح.زب» من الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية». وخلال جولة يُجريها في منطقة الشرق الأوسط، لفت شولتس إلى ضرورة «العمل على خفض التصعيد على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية».
*******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
إسرائيل تقول إن « الح.زب» استهدف عكا
جيشها يرهب المزارعين اللبنانيين في سهل مرجعيون
تكثف القصف الإسرائيلي في الساعات الماضية على بلدات عدة في جنوب لبنان، كما سجّل إطلاق قذائف مدفعية في سهل مرجعيون حيث يحاول المزارعون في الأيام القليلة الماضية العمل بالحد الأدنى في أراضيهم. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن استهدافه تجمعا عسكريا لـ« الح.زب» في منطقة الخيام ردا على إطلاق النار باتجاه مدينة عكا.
وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» (الرسمية اللبنانية) أن قذائف عدة سقطت على سهل مرجعيون «حيث يعمد الإسرائيلي في هذه الأيام إلى ترهيب المزارعين ورعاة المواشي ويعمد إلى إطلاق القذائف المدفعية بالقرب منهم لترهيبهم وإجبارهم على التراجع من المكان»، مشيرة إلى إطلاق قذيفتين باتجاه مزارع وراعي ماشية في السهل. ولفتت «الوطنية» إلى أن الجيش لم يعط الإذن الأحد للمزارعين بالتوجه إلى أراضيهم في السهل.
وفي هذا الإطار، قالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» إنه بعد انقطاع المزارعين عن أراضيهم لفترة طويلة في سهل مرجعيون، كان الجيش قد أبلغهم، بعد التنسيق مع قوات «اليونيفيل» بإمكانية العودة إلى أراضيهم في الأيام القليلة الماضية لكن إثر تكثيف القصف في الساعات القليلة الماضية عاد ومنعهم.
وقد أدت المواجهات بين إسرائيل و« الح.زب» في جنوب لبنان إلى خسائر كبيرة في القطاع الزراعي الذي يعتمد عليه أهالي الجنوب بشكل جزئي أو كلي تقدر بـ2.5 مليار دولار أميركي. وأعلن وزير الزراعة عباس الحاج حسن القضاء على عشرات الآلاف من الدونمات الزراعية نتيجة القصف الإسرائيلي بالفوسفور الأبيض، إضافة إلى نحو 5 آلاف شجرة زيتون. وتشير التقديرات إلى تضرّر ما بين 4 و5 آلاف شجرة من مختلف الأنواع في جنوب لبنان.
وأظهر تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي تسجيل خسائر كبيرة في الماشية والدواجن وتربية الأحياء المائية، وأدى القصف بقذائف الفوسفور إلى زيادة تلوث المحاصيل ومصادر المياه، ما يشكل تهديداً للماشية وصحة الإنسان.
وميدانياً، أفادت «الوطنية» بأن الطيران الإسرائيلي شن عند الثانية من بعد الظهر غارة استهدفت منزلاً في بلدة الناقورة مشيرة إلى أن سيارات الإسعاف والدفاع المدني هرعت إلى المكان.
هذا وقد سجل طوال ساعات النهار قصف متقطع على عدد من البلدات، وذكرت «الوطنية» أن مسيرة إسرائيلية نفذت «عدواناً جوياً، حيث شنت غارة بصاروخ موجه مستهدفة بلدة عيتا الشعب، كما طاول القصف منطقة الغابة والسهل بين بلدتي عيترون ومارون الراس».
واستهدف القصف الإسرائيلي منزلاً في بلدة عيترون، مطلقاً في اتجاهه صاروخين جو – أرض، مما أدى إلى تدميره، بعد ساعات على تعرضه لغارة تسببت باحتراقه.
وفجراً، قالت «الوطنية» إن الجيش الإسرائيلي فجر ليلاً صاروخاً اعتراضياً فوق قرى القطاع الغربي ما أدى إلى سماع دوي انفجارات قوية وصل صداها حتى مدينة صور، بعدما كانت تعرضت عدة قرى وبلدات في القطاعين الغربي والأوسط وصولاً حتى بلدة كونين لقصف مدفعي مباشر ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة بالمنازل والممتلكات.
وصباحاً، حلق الطيران الاستطلاعي فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولاً حتى مشارف مدينة صور وأطلق القنابل المضيئة فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل.
في غضون ذلك، أعلنت «المقاومة الإسلامية» عن تنفيذها عمليات عدة استهدفت مراكز وتجمعات عسكرية للجيش الإسرائيلي. وقالت في بيانات متفرقة إنها استهدفت تجمعاً لجنود إسرائيليين مقابل بلدة الوزاني والتجهيزات التجسسية في موقع العاصي، إضافة إلى تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة ميتات، وموقعي المرج والمطلة.
في المقابل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق صاروخين مضادين للدروع من لبنان باتجاه المطلة، وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أن طيرانه قصف أهدافاً جديدة لـ« الح.زب» في أربعة مواقع مختلفة بجنوب لبنان.
وقال في بيان إن الأهداف التي تم قصفها شملت بنية تحتية ونقطة مراقبة لـ« الح.زب» في بلدة عيترون ومجمعاً عسكرياً لـ« الح.زب» في علما الشعب، ونقاط مراقبة في مروحين وعيتا الشعب، وذلك بعدما كان قد أعلن أنه قصف مجمعاً عسكرياً لـ« الح.زب» في منطقة الخيام الليلة الماضية، ردا على إطلاق النار باتجاه مدينة عكا، مشيرا في الوقت عينه إلى انطلاق صفارات الإنذار في شمال إسرائيل.
ومع تسجيل قصف إسرائيلي كثيف باتجاه بلدات الجنوب خلال ساعات الليل، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أن طيرانه قام خلال الليل بقصف مجمع عسكري تابع لـ« الح.زب» في منطقة الخيام، وذلك جاء رداً على عمليات إطلاق النار باتجاه مدينة عكا، فيما لم يعلن الح.زب من جهته عن تنفيذه أي عملية باتجاه عكا.
كما أعلن في بيان له أن طائراته استهدفت الليلة الماضية «موقع مراقبة لـ( الح.زب) في منطقة كفركلا، فيما شنت مدفعية الجيش الإسرائيلي قصفاً لإزالة تهديد في منطقة الميسات»، ورد على مصادر النيران التي أطلقت ليلاً من لبنان باتجاه مناطق الغجر وهار دوف.
*************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
«الخماسية» تجول و«الاعتدال» يؤجّل .. وباسيل يناشد لحماية الشراكة «المتناصفة»
لا ينقطع حبل المخاوف والتوقعات بتوسّع رقعة الحرب انطلاقاً من الحدود اللبنانية الجنوبية التي عاشت امس يوماً آخر من المواجهات بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي، فيما الاتصالات والمساعي الإقليمية والدولية ناشطة للتوصل الى هدنة في غزة من شأنها أن تنعكس تلقائياً هدنة في لبنان، في ظلّ توقعات ان يشهد الاسبوع الطالع ولادة هذه الهدنة، رغم استمرار اسرائيل في تهديدها باجتياح منطقة رفح، وكذلك على الرغم من قول وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس امس: «نقترب باستمرار من الحرب مع « الح.زب» وسيتحمّل لبنان عواقبها».
ينطلق سفراء المجموعة الخماسية العربية والدولية في جولة على بعض المرجعيات الدينية والقيادات السياسية والكتل النيابية، في محاولة جديدة لتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بالاتفاق على رئيس جمهورية جديد.
وسيزور السفراء قبل ظهر اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري على أن يزوروا عند الثانية بعد الظهر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي في بداية جولتهم التي تشمل قيادات ح.زبية ورؤساء الكتل النيابية في اليومين المقبلين، وستشمل في المرحلة الاولى المقرّرة غداً كلًا من الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون ورئيس ح.زب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والرئيس السابق للح.زب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط في حضور رئيس الح.زب تيمور جنبلاط. على ان تبدأ المرحلة الثانية من الجولة بعد عيد الفصح المجيد اي في مطلع نيسان المقبل.
«الاعتدال»
وإلى ذلك وخلافاً لما تردّد عن جولة جديدة لتكتل «الاعتدال الوطني» على القوى السياسية هذا الاسبوع، قالت مصادر التكتل لـ«الجمهورية» أن «لا مواعيد بعد لزيارة اي فريق. والجولة مؤجّلة الى حين تسلّمنا الأجوبة عن مبادرة التكتل من كتلة «الوفاء للمقاومة»، ومن «التكتل الوطني» (فرنجية وحلفاؤه) وكتلة «التوافق الوطني» (فيصل كرامي وحلفاؤه). حتى انّه لا يوجد موعد للقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم كما تردّد، خصوصاً انّ التكتل كان التقاه قبل نحو أسبوع.
وعن رأيها في سبب عدم تسليم الكتل النيابية الثلاث اجوبتها بعد، قالت المصادر «انّ الكتل ربما تنتظر الوقت المناسب في نظرها».
لكن مصادر نيابية اخرى عاملة على خط الاستحقاق الرئاسي، قالت لـ«الجمهورية»: «إنّ الكتل الثلاث بعدم ردّها على مبادرة «تكتل الاعتدال الوطني» انما تمارس لعبة تعبئة الوقت بالصمت والانتظار، لأنّ انتخابات الرئاسة مرتبطة بالوضع الإقليمي المتفجّر، وبالتالي لا رئيس قبل وقف الحرب في غزة واتضاح صورة المرحلة المقبلة، فكل طرف محلي او اقليمي أو دولي يريد رئيساً للبنان يناسب رؤيته وخططه للمرحلة الآتية على المنطقة بعد انتهاء الحرب على غزة التي ستنتهي عاجلاً ام آجلاً».
وعمّا يقوله الموفدون حول فصل الاستحقاق الرئاسي عن الحرب في غزة وجبهة الجنوب؟ قالت المصادر: «فصل المسارات لا يمكن ان يحصل قبل وقف الحرب في غزة، وبالتالي في جبهة الجنوب». ويبدو انّ اللجنة الخماسية تعمل ايضاً على إيقاع حرب غزة والمفاوضات المفترض استئنافها اليوم بين وفود «حركة ح » وقطر ومصر واسرائيل واميركا. إذ ستشهد الدوحة جولة محادثات جديدة في الساعات المقبلة، مع وصول وفد اسرائيلي اليها، علماً انّ «حركة ح» قدّمت امس الاول ورقة تحمل رداً على ما طُرح عليها إثر اجتماعات باريس قبل اسبوع تقريباً.
لا «فيتو» على فرنجية
في المواقف، شدّد رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية على أنّ «احترام الدستور واجب ولا يمكن أن نتعاطى معه باستنسابية أو وفق المصلحة الشخصية كما يفعل البعض». وتمنّى «حصول الانتخابات الرئاسية اليوم قبل الغد، وأن يكون للمرشح تاريخ في العمل السياسي والوطني ومواقفه معروفة وأن لا تهبط الأسماء فقط بهدف العرقلة».
وقال فرنجية لنقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي الذي زاره على رأس وفد من النقابة في بنشعي امس: «منذ 2005 واسمي مطروح للرئاسة، وبالتالي الثنائي الشيعي لم يرشحني بل هو داعم لترشيحي، وليس من الجائز عدم الأخذ في الاعتبار الـ51 صوتاً، مما يعني أنّ هناك 15 نائباً مسيحياً اقترعوا لي وهم داعمون. أما موقفي مع المقاومة فليس مستجداً ولا يتبدّل وفق الظروف أو الاستحقاقات. الكل يعلم أنّه في 2016 كان بإمكاني أن أصل الى سدّة الرئاسة لكنني لم أقبل ولست نادماً على ذلك، وكنت قد أبلغت الى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حينها بأنني لن أنزل الى المجلس إلاّ يداً بيد مع الرئيس ميشال عون».
ورداً على رفض تيارين مسيحيين انتخابه أجاب: «المشكلة في أنني موجود. يختلفون على كل الامور ويتفقون ضدّي والسؤال الأساس: هل يخافون من رئيس ينجح؟ الرئيس عون وصل بأكثرية نيابية إلّا أنّه مارس الحكم 6 سنوات من دون توافق».
وأوضح رداً على سؤال أن «لا ڤيتو أميركياً أو سعودياً على اسمي. والسفيرة الأميركية قالت علناً أنّه في حال وصولي سيتعاونون معي. الجميع يدرك أن لا رئيس من دون رضا المقاومة والبعض يقدّم أوراق اعتماده من تحت الطاولة».
«معركة وجود»
ومن جهته رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، وخلال المؤتمر الوطني السنوي للتيار امس، توجّه الى ح.زبي «القوات اللبنانية» و«الكتائب» بإسم آلاف الشهداء وعلى رأسهم بشير الـ 10452 كلم²، والى تيار «المردة» وآل فرنجية الكرام وإرث التضحيات من اجل لبنان». وقال: «تعالوا لنضع معاً «خط أحمر عريضاً» تحت الوجود والشراكة المتناصفة، ولبنان الكبير». وتابع، «ونبدأ من هنا». ولفت الى أنّ «هذه معركة وجود الناس الذين نمثلّهم كلّنا وكل واحد منّا بحجمه». وقال: «خسارة او احباط او استضعاف اي مجموعة منّا هي خسارة لوجودنا». وأضاف: «كلّنا في حاجة لبعضنا لنبقى، وليبقى لبنان الرسالة الذي نريده مع شركائنا». وختم: «انا لا ادعو الى حلف طائفي ضدّ احد، وانا حريص على تنوّع التيار وفخور كثيراً بوجود آلاف المسلمين فيه، انا ادعو الى الشراكة بين الجميع انطلاقاً من حماية الوجود للجميع».
مخالفة كبرى
وفي المواقف التي شهدتها عطلة نهاية الاسبوع، سأل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد امس، «كيف يمكن القبول بالمخالفة الكبرى للدستور بعدم انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سنة ونصف سنة، على رغم من وضوح موادّ الدستور ذات الصلة وضوح الشمس في الظهيرة؟ والتسبب بنتائج هذا التعطيل، بحيث يطاول المجلس النيابيّ الذي يفقد صلاحيّة التشريع، ومجلس الوزراء بفقدان صلاحيّة التعيين وسواها من الصلاحيّات المختصّة برئيس الجمهوريّة دون سواه. بانتخابه تعود الثقة بالبلاد ومؤسّساتها من المواطنين أوّلًا ثمّ من الدول المتعاونة. أجل لقد فقدت الدول ثقتها بلبنان الرسمي لا بلبنان الشعبي. هل المعطّلون، وقد باتوا معروفين، لا يريدون انتخاب رئيس لأهداف خاصّة؟ أو يطيلون زمن الفراغ الرئاسيّ لغايات أخرى متروك التكهّن بشأنها؟ لا يوجد أي مبرّر لعدم التئام مجلس النواب وانتخاب رئيس للبلاد».
مشقة الحروب
وقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، في خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس «ليت إنسان هذا البلد، والمسؤولين والزعماء والقادة خصوصاً، يعون أهمية الإنعتاق من الماديات والإنصراف إلى تنقية النفس واليد من كل تعلق بالأشياء الزائلة لأنّها فانية، وليس أبدياً إلاّ وجه الله. لو تصرفوا على هذا النحو لكانوا وفّروا على أنفسهم وعلى لبنان واللبنانيين مشقة الحروب والإنهيارات الإقتصادية والإجتماعية والأخلاقية، ولكانوا وفّروا على بيروت وأهلها ما عانوه من نتائج تفجير المرفأ من مآسٍ لن تُمحّى من ذاكرة بيروت والبيروتيين، ليس لأنّها مسّت قلب العاصمة وقلوبهم وحسب، بل لأنّها بقيت من دون محاسبة. فبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على اليوم المشؤوم، ما زال المدبّر والفاعل مجهولين، وما زال التحقيق معلّقاً والقلوب دامية».
شراكة وطنية
واعتبر المفتي الشيخ أحمد قبلان انّ هناك من يصّر على لُغم لعبة العدد، رغم أنّ لعبة العدد تضع لبنان على كف عفريت، ولأنّ الشراكة الوطنية أكبر مقدّسات لبنان خضنا أكبر الحروب الوطنية ورفضنا لُغة العدد كقيمة تكوينية للبنان، ورغم ذلك هناك من يصرّ على لعبة النار هذه، وهذا أمر لن يمر». وقال: «من خاض انتفاضة 6 شباط الوطنية وقاتل العالم طوال عقود لإخراج إسرائيل من لبنان لن يقبل بجرّ البلد نحو فتنة تتطابق مع مصالح واشنطن الإنتهازية، ولسنا في موقف ضعيف، وقيمة الدستور من القيمة الميثاقية ولا دستور بلا ميثاقية». وقال: «لبنان شراكة وطنية والتسوية الرئاسية ضرورة سيادية، وحماية عقيدة البلد الوطنية مرتبطة بالمجلس النيابي ورئيسه، وما يقوم به رئيس مجلس النواب نبيه بري يخالف هوى البعض، إلّا أنّه أكبر ممارسة دستورية لحماية العقيدة الوطنية».
وزير خارجية البرازيل
ديبلوماسياً يصل الى بيروت اليوم وزير خارجية البرازيل «Mauro Luiz Lecker» ليبدأ زيارة رسمية غداً للقاء المسؤولين الكبار وفق جدول زيارات يشمل كلاً من رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، للبحث في مختلف التطورات خصوصاً وانّ للبرازيل مقعدها في مجلس الامن الدولي وقد بادرت اكثر من مرة الى مساعدة لبنان وسعت الى وقف نار دائم في غزة عطّله «الفيتو» الاميركي. وسيعقد بوحبيب وليكير مؤتمراً صحافياً مشتركاً بعد اللقاء المقرّر عند العاشرة والنصف قبل ظهر غد.
ومن المقرّر ان يستقبل بوحبيب اليوم سفير دولة قطر لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني. كذلك سيلتقي سفيرة إيطاليا نيكوليتا بومباردييري للبحث في قضايا مشتركة تتصل بأزمة النازحين السوريين في حوض المتوسط والتحضيرات الجارية لمؤتمر روما الهادف الى دعم الجيش اللبناني وقضايا مختلفة.
جبهة الجنوب
على الجبهة الجنوبية، واصل الجيش الإسرائيلي اعتداءاته منذ ليل امس الاول حتى صباح امس، وقد أغار باكراً امس على بلدة الخيام، كما أطلق قذائف مدفعية في اتجاه تلة سردة وبلدة الوزاني. فيما تعرّض ليل امس عدد من القرى والبلدات في القطاعين الغربي والاوسط وصولاً حتى بلدة كونين لقصف مدفعي مباشر ما ادّى الى وقوع اضرار جسيمة في المنازل والممتلكات.
وفجر امس، استهدف القصف المدفعي والفوسفوري الإسرائيلي العنيف مزرعتَي سردة والعمرة، والبساتين الغربية للوزاني، ومنطقة الحمامص، والمدخل الشرقي لبلدة العديسة في محيط البانوراما، وتلة العويضة. فيما أطلق الطيران الحربي الإسرائيلي صاروخاً لم ينفجر استهدف منزلاً في بلدة عيترون. وتعرّض حرج بلدة كونين ووادي السلوقي لقصف مدفعي بقذائف من عيار 175 ملم، سُمِع دويّها في أرجاء الجنوب. وكذلك الاطراف الغربية لبلدة حولا.
واستهدفت الطائرات الحربية صباح أمس احد منازل علما الشعب، فيما حلّق الطيران الاستطلاعي فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط وصولاً الى مشارف مدينة صور واطلق القنابل المضيئة فوق قرى المنطقة.
وكانت المدفعية الاسرائيلية استهدفت قبل ظهر أمس أطراف بلدة مارون الراس بالتزامن مع غارة لطائرة مسيّرة. ثم اغار الطيران الحربي على بلدتي عيتا الشعب ومروحين، وطاول قصف مدفعي سهل مرجعيون بهدف ترهيب المزارعين ورعاة المواشي. كذلك اغار الطيران الحربي على اطراف الناقورة وعلى منزل في عيترون. وتعرّض الحي الجنوبي لمدينة الخيام للقصف بعد الظهر. وتكّرر القصف على الناقورة عصراً ليستهدف احد المنازل. وطاول القصف منطقة «الخريبة» عند أطراف راشيا الفخار.
وبعد الرابعة عصراً سُجّل قصف مدفعي استهدف أطراف بلدتي دبل وحانين، وطاول لاحقاً أطراف بلدة الناقورة وكان مصدره المواقع الاسرائيلية المتاخمة لجبل اللبونة.
وفي المقابل، إستمرت المقاومة في عملياتها ضدّ الجيش الإسرائيلي، فاستهدفت عند فجر يوم امس تجمعاً للجنود قبالة بلدة الوزاني.
واعلنت هيئة البث الإسرائيلية «نجاة ضابط إسرائيلي كبير بعدما أطلق « الح.زب» صاروخاً موجّهاً منتصف الليل ضدّ آلية عسكرية». فيما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن «إصابة قائد كتيبة في «الجيش» الإسرائيلي نتيجة إصابة آليته بصاروخٍ أُطلق من لبنان».
وفي عمليات متلاحقة نهاراً، استهدف رجال المقاومة موقع المطلة والتجهيزات التجسسية في موقع العاصي وتجمعًا للجنود الإسرائيليين في محيط ثكنة «ميتات» وموقع المرج في هونين
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق صواريخ من لبنان تجاه المنطقة الواقعة بين «مرجليوت ومسكاف عام وإطلاق صاروخين مضادين للدروع من لبنان تجاه المطلة». وكانت المقاومة قد استهدفت ليل امس الاول تجمعاً للجنود في تلة الكرنتينا.
اقتراب من الحرب
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، امس عن وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس قوله «نقترب باستمرار من الحرب مع « الح.زب» وسيتحمّل لبنان عواقبها».
واشار الى «استعداد إسرائيل لدفع ثمن مقابل استعادة المحتجزين في قطاع غزة، واعتبر أنّه «من دون دخول الجيش الإسرائيلي رفح جنوبي القطاع لا يمكن تحقيق النصر». وقال إنّ «قضية المختطفين على رأس أولويات وزارة الخارجية، ونحن نبذل الجهود في سبيل ذلك، لكن مقترحات الوسطاء معقّدة للغاية».
وأضاف كاتس: «بالطبع سندفع ثمناً مقابل تحرير المختطفين، لكن الخط الأحمر الأكثر وضوحاً، إسرائيل لن توافق على وقف الحرب».
وعن دخول رفح، قال كاتس: «من الواضح أنّ ذلك سيحدث. من دون الدخول إلى رفح، لا يمكن تحقيق النصر».
ونقلت قناة «العربية» عن مصدر إسرائيلي قوله: «انّ نشوب الحرب على الجبهة الشمالية سيكون مع دولة لبنان وليس مع « الح.زب»، وفي حال وقوع حرب مع لبنان سندمّر أهدافاً على عمق 5 كلم». واضاف: «لدينا بنك أهداف بعمق 5 كلم داخل لبنان لم نستهدفها بعد».
واكّد المحلل العسكري ألون بن ديفيد في صحيفة «معاريف «العبرية: «من خلال بذل القليل من الجهد وبتكلفة مقبولة، ينجح « الح.زب» في إبقاء شمال إسرائيل خالياً من السكان، وفي كل يوم يمّر ومن دون قرار لن يؤدي إلّا إلى إدامة إنجازه، ويزيد من احتمالية أنّ العديد من سكان الشمال بالفعل لن يعيشوا هناك مرة أخرى».
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية «انّ ما يجري في قطاع غزة وضدّ « الح.زب» في لبنان سينفجر في وجوهنا عاجلاً أم آجلاً». واضافت: «الجبهة الداخلية غير مستعدة لحرب إقليمية ستكون أصعب وأخطر بآلاف المرات من الحرب في قطاع غزة». واشارت الى انّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي «منعزل وصامت وفَقَد السيطرة على الأرض منذ زمن طويل ونحن في أخطر فضيحة منذ تأسيس «الجيش» وأخطر فشل منذ تأسيس «إسرائيل». وقالت: «خسرنا الحرب مع حركة ح كما أنّنا نخسر حلفاءنا في العالم».
وقال هاليفي أمس «اننا نواصل ضرب قدرات « الح.زب» وأفراده. « الح.زب» بدأ الاعتداءات فهو يدفع ثمنًا باهظًا. سنعيد السكان فقط بعد استعادة الأمن الكامل. لهذا الغرض سنلجأ إلى كل طريقة لازمة، حيث يكون جيش الدفاع وقادته على أهبة الاستعداد للقيام بذلك. هذا واجبنا».
مجلس الوزراء
من جهة ثانية، يجتمع مجلس الوزراء غداً برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للبحث في جدول أعمال من 27 بندًا تتضمن قضايا إدارية ومالية مختلفة تعني معظم الوزارات ومعظمها مالي وإداري، عدا عن البت بقبول بعض الهبات، والبت بأزمة الطوابع البريدية وطلب وزارة الدفاع دفع مستحقات المستشفيات والمراكز العلاجية المدنية للعام 2024 قبل التصديق على الاتفاقيات معها، والخلاف القائم في المجلس الاعلى للجمارك في شأن دورة الخفراء الناجحين لمصلحة الضابطة الجمركية وتعيين 500 مأمور متمرن لمصلحة المديرية العامة للأمن العام.
تمديد العمل
وقبل 48 ساعة على جلسة مجلس الوزراء، مدّد تجمع موظفي الإدارة العامة تعليق الإضراب حتى نهاية الأسبوع الجاري في انتظار صدور قرار المثابرة المطروح في البند الأول من جدول أعمال مجلس الوزراء، وينص على تعديل الفقرتين 3 و4 من البند الأول من المادة السادسة في المرسوم 13020 الصادر في 28 شباط الماضي المتعلق بـ«اعطاء تعويض إضافي مؤقت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين المستفيدين من معاش تقاعدي».
وأكّد التجمع في بيانه على «إتمام شرط الحضور خلال هذه الفترة تمهيداً لاتخاذ خطوات مهمّة». وذكّر الحكومة بـ«أنّ شرط الـ 14 يوماً يستكمله الموظفون كحدّ أقصى بتاريخ 22/3/2024، ولن يستمر العمل بعده إلّا بإقرار المثابرة بشروط مقبولة وانسانية». كما لفت الى معارضته إبقاء الدوام الرسمي حتى الثالثة والنصف من بعد الظهر والعودة الى دوام الساعة الثانية. وأنّ «اي إصرار على فرض الدوام حتى الساعة 3،30 سيؤدي الى ردّة فعل عكسية لا مصلحة للإدارة العامة منها».
وردّ التجمع موقفه «استناداً الى كلمة رئيس الحكومة الشهيرة التي قال فيها: «لا بدّ أن يتحّمل بعضنا بعضاً» فإنّ الموظفين يتحمّلون انخفاض رواتبهم لحدود الـ 30% من قيمتها، وذلك حرصاً على إعادة التوازن الاقتصادي للبلد، ومراعاة للواقع المالي لخزينة الدولة».
***********************
افتتاحية صحيفة اللواء
دخول أميركي على الخط الرئاسي.. والخماسية في الرابية وبكركي غداً
اجتماعات فلسطينية – حو في بيروت لتطويق إسرائيل.. وتفاهمات سريَّة بين واشنطن وطهران
تتكشف تباعاً معطيات أبقيت لوقت ليس بقصير، موضع تكهن أو تحليل، تتعلق بطوفان الأقصى، والحرب التي اعلنتها اسرائيل على حركة «ح» وقطاع غزة وعموم الشعب الفلسطيني، وما استتبع ذلك من اشتراك، ما يسمى بـ «جهات المساندة» من لبنان الى اليمن مروراً بالعراق، وصولاً الى سوريا، ولكن ليس على المستوى الرسمي.
ففي الوقت، الذي شهدت فيه بيروت، سلسلة اجتماعات، بدأت زيارة لقائد فيلق القدس اسماعيل حاقاآني، ولم تنتهِ بالاجتماعات التي عقدت بين قيادات فلسطينية من حركة ح وفصائل اخرى مع قيادات حو، لتنسيق الموقف، اذا ما أقدمت حكومة بنيامين نتنياهو علي اعلان الحرب على «مدينة رفح» ذات الكثافة المليونية.. كانت المصادر الاعلامية الاميركية تكشف عن مفاوضات سرية جرت في ك2 الماضي بين مسؤولين ايرانيين وامريكيين في مسقط، في سلطنة عُمان.
وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» ان الولايات المتحدة وايران عقدتا محادثات سرية وغير مباشرة في عمان في 10 ك2 الماضي. ومثل ايران نائب وزير الخارجية كبير المفوضين النوويين علي باقر قاآني، وعن الجانب الأميركي موفد بايدن الى الشرق الاوسط بريت ماكغورك.
واستخفت مصادر سياسية بما اعلنته الخارجية الاسرائيلية ان اسرائيل لا رغبة لديها في توسيع الحرب من غزة الى لبنان.
وحسب مصدر اسرائيلي، فإن الحرب اذا نشبت في الشمال على نطاق واسع، فستكون مع الدولة اللبنانية، وليس مع الح.زب.
وفي اطار متصل، علم أن الرد اللبناني على الورقة الفرنسية، تميز بالتعامل ايجابا مع النقاط ذات الصلة بالقرار 1701، والامتناع عن مجرّد التعامل مع ما اعتبره املاءات اسرائيلية على الوسيط الفرنسي.
اجتماع حو – فلسطيني
وعقد اجتماع في بيروت بين فصائل الفلسطينية: حركة «ح» و«الج.هاد الاسلامي» والجبهة الشعبية، وقيادات حو، لمناقشة تنسيق اعمال المقاومة ضد اسرائيل مع استمرار الحرب في غزة.
وحسب مسؤول حو فإن المناقشات تناولت «توسيع دائرة المواجهات ومحاصرة الكيان الاسرائيلي».
واستناداً الى قيادي فلسطيني، فإن البحث تناول «تكاملية دور انصار الله مع الفصائل الفلسطينية، خصوصا مع احتمال اجتياح اسرائيل لرفح».
الخماسية
رئاسياً، وبدءاً من يوم غد الثلثاء، تعاود اللجنة الخماسية على مستوى السفراء، تحركها، فتزور الرئيس السابق العماد ميشال عون، ثم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن تحرك اللجنة الخماسية الذي يبدأ اليوم يعد استكمالا لتحرك سابق لها ولكن علق، وأشارت إلى أن عمل اللجنة هو استطلاعي عن الاستحقاق الرئاسي بعد مبادرة تكتل الاعتدال الوطني، معتبرة أن مهمة هذه اللجنة هي التكامل مع مسعى التكتل من دون فرض توجه أو قرار.
ولفتت هذه المصادر إلى أن اللجنة تعرف أن الأسباب التي تعرقل إتمام الانتخابات لم تعالج وبالتالي قد يجد المعنيون أن هذا الملف يدور في حلقة مفرغة، إلا أن هناك رغبة لدى اللجنة بالأستفسار من دون السعي إلى التداول بطرح محدد طالما أن هناك مبادرة لاقت تأييد الأفرقاء، وليس مستبعدا الإشارة إلى سلبية فرملة هذه المبادرة.
وقللت مصادر سياسية من تأثير حراك سفراء اللجنة الخماسية، لإخراج ملف الاستحقاق الرئاسي من دوامة التذرع، بحجة الانشغال بحرب غزّة ومتفرعاتها الاقليمية ولاسيما على الجبهة الجنوبية مع إسرائيل، ووصفت استئناف السفراء تحركهم المتوقع اليوم بزيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، بأنه يأتي في إطار إبقاء زخم مهمة اللجنة متواصلا، ومحاولة استكشاف آفاق تحقيق خرق في ملف الانتخابات الرئاسية، بالرغم من الصعوبات والعوائق التي تحيط بالملف من كل جوانبه، واهتمام دول اللجنة الخماسية، بتركيز جهودها لوقف حرب غزّة واستيعاب تداعياتها ومؤثراتها الخطيرة على المنطقة ككل.
واعتبرت المصادر ان تحقيق اختراق في ملف الانتخابات الرئاسية، أصبح عمليا في عهدة الولايات المتحدة الأمريكي ، بعدما عجز الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان للبنان، في اخراج الملف من دائرة الانقسام الداخلي والتجاذب الاقليمي والدولي حوله، بينما ماتزال بقية دول اللجنةالخماسية،تركز في اتصالاتها، لاقناع الاطراف السياسيين، للتوصل إلى تفاهم فيما بينهم، لانتخاب شخصية مقبولة من الجميع للرئاسة الاولى، بعيدا عن الانقسام والتحدي والاستفزاز.
وتوقعت المصادر ان يخرج ملف الانتخابات الرئاسية الى حيز البحث الجدي بعد انجاز قرار وقف اطلاق النار في غزة،الذي تحضر لطرحه الولايات المتحدة الأمريكية على التصويت في مجلس الأمن الدولي في غضون يومين، بعد تذليل صعوبات شكلية عليه، والأخذ بتعديلات تطرحها دول مثل روسيا، لتفادي استعمال الفيتو ضد اقراره، إذا بقي بالصيغة المعدة حاليا من دون تحديد البدء الفوري بتطبيقه، في حين لوحظ ان واشنطن ادخلت على المشروع عبارات وقف اطلاق نار طويل ومستدام لاول مرة، بعدما كانت تصر على هدنة محددة كما حصل بطرحها للمشروع السابق ألذي افشل بالفيتو عليه.
اما على الصعيد الداخلي، ينتظر ان يعقد مجلس الوزراء جلسة للبحث في جدول اعمال فضفاض، يتناول مواضيع ومسائل عادية، اذا تأمن حضور عدد كاف من الوزراء الجلسة، بينما لوحظ ان جدول الجلسة، لم يتضمن مشروع إعادة هيكلة المصارف ألذي تم سحبه من البحث سابقا، لاعتراض المصارف عليه، كما ابدى وزراء الثنائي الشيعي تحفظهم على طرحه على المجلس، في الوقت الذي برزت فيه على واجهة الاهتمام قضية تعثر بعض المصارف ، ووجوب قيام السلطة النقدية بدراسة اوضاعها واتخاذ الإجراءات والتدابير القانونية والمصرفية، للبت بوضعية هذه المصارف.
ثلاثة مواقف مسيحية
وفي المواقف، رأى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أنه لا يوجد اي مبرر لعدم التئام مجلس النواب وانتخاب رئيس للبلاد، وتساءل: كيف يمكن القبول بالمخالفة الكبرى للدستور بعد انتخاب رئيس للجمهورية منذ سنة ونصف، على الرغم من وضوح مواد الدستور ذات الصلة وضوح الشمس في الظهيرة».
باسيل يتوجه للقيادات الاسلامية
وفي خطوة، في مرحلة حساسة ناشد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، والقيادات في الطائفة السنية، والامين العام للح.زب السيد نصر الله، والرئيس نبيه بري بحكمته، والنائب تيمور جنبلاط وكل القيادات النيابية ان لا يفرطوا بالشراكة «المتوازنة والمتناصفة».
وطالب باسيل البطريرك الراعي «المؤتمن على مجد لبنان» ان يجمع القيادات السياسية المسيحية، ولا يوجد اي سبب حتى لا نلتقي.
واكد باسيل: لن نسمح بالهيمنة على موقع وصلاحيات الرئاسة، ولا نرضى بانتخاب رئيس بكسر الشراكة والميثاق، واكد: نريد الرئيس الميثاقي والاصلاحي والمقاوم، ونريد اللامركزية والصندوق الائتماني».
واعتبر ان الازمة اليوم ازمة وجود، وهي تحدد علاقتنا بالآخرين، مؤكدا انه لا يوجد تحالف ثابت مع احد، بل تفاهم حيث الممكن واختلاف حيث يلزم.
فرنجية ماضٍ بترشيحه
وفي اول حضور اعلامي واضح، اعلن المرشح الرئاسي سليمان فرنجية مضيَّه في السباق الى قصر بعبدا، وقال: «نريد رئيسا يطمئننا، انا والثنائي الشيعي والفريق الذي يؤيدنا».
وتساءل: لماذا لم يعارضوا الثلث المعطيل، الذي هو حق دستوري، وقد حصل سابقا ولم يعارضوه.. و«اذا كانوا يعارضونه اليوم فلماذا لم يعدلوا الدستور خلال السنوات الست التي حكموا خلالها». مشيرا الى انه منذ العام 2005 واسمه مطروح للرئاسة.. وفي العام 2016 كان بامكاني اصل الى بعبدا، لكن لم اقبل ولست نادماً، وأبلغت الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند انني لن انزل الى المجلس الا يداً بيد مع الرئيس ميشال عون».
وردا على رفض تيارين مسيحيين لانتخابه، قال: المشكلة في انني موجود يختلفون على كل الامور، ويتفقون ضدي، والسوال الاساسي: هل يخافون من رئيس ينجح؟
واكد انه مع اتفاق الطائف، واي حديث عن وجود ثغرات يعالج بالتوافق.. موضحا: لا فيتو اميركياً او سعودياً على اسمه والسفيرة الاميركية، قالت علنا: انه في حال وصولي سيتعاونون معي» لافتا الى ان الجميع يدرك ان لا رئيس من دون رضا المقاومة، والبعض يقدم اوراق اعتماده من تحت الطاولة.
وعن الكلام الذي نسب للرئيس بري عن تخليه عن دعمه لترشيحه، لفت فرنجية الى ان البعض يحاول خلق شرخ ضمن خطنا السياسي والرئيس بري وقف الى جانبي عندما تركني الجميع في 2016.
استبقت جلسة الوزراء
وفي خطوة، ووصفت بالايجابية، اعلن «تجمع موظفي الادارة العامة» تمديد تعليق الاضراب لغاية الجمعة 22/3/2024، لاتمام شرط الحضور 14 يوما، يتمكن الموظفون من الحصول على بدل الانتاجية.
ودعا التجمع الوزراء في جلسته غدا لاصدار ما اسماه «قرار المثابرة» وفقا لشروط الحضور المنصوص عليه بالمرسوم 13020، والتمسك بدوام لا يتجاوز منتصف النهار بدل الساعة الثالثة، بعد الظهر.
كما تجتمع لجنة المؤشر الثلثاء، لتصحيح الحد الادنى للاجور، اكد رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان بشارة الأسمر «ضرورة الاخذ في الاعتبار واقع المتقاعدين في المؤسسات العامة والمصالح المستقلة والسائقين العموميين والاساتذة المتقاعدين في القطاع التعليمي الخاص عند صياغة مرسوم زيادة الحد الادنى للاجور الاسبوع المقبل، بايجاد الاطر القانونية اللازمة لتخفيف او لتخفيض متوجباتهم الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مراعاةً لواقعهم المتردي ( لا معاشات تقاعدية للمؤسسات العامة والمصالح المستقلة او معاشات هزيلة للاساتذة المتقاعدين في التعليم الخاص ولا اعمال ومداخيل تذكر للسائقين العموميين).
الوضع الميداني
ميدانياً، واصل الاحتلال الاسرائيلي لليوم الرابع والستين بعد المائة، اعتداءاته على القرى الجنوبية، من خلال الغارات والمسيَّرات، وبالقصف الصاروخي والفوسفوري، وليلا، هاجم العدو منزلا في بلدة الناقورة.
وكانت مدفعية الاحتلال استهدفت سهل الخيام وبلدة كفركلا بعدة قذائف مدفعية، بما في ذلك مدينة مرجعيون كما هاجم بلدتي مروحين وعيتا الشعب.
ولم يتأخر رد الح.زب على الهجمات، واعلن مساء امس استهداف تجمع لجنود العدو في محيطة موقع حانيثا بالاسلحة الصاروخية. كما استهدف تجهيزات تجسسية اسرائيلية بالرشاشات في موقع العاصي.
**********************
افتتاحية صحيفة الديار
نتنياهو يجزم بدخول رفح… وخلاف «ظاهري» يتنامى مع بايدن
مفاوضات قطر تتقدّم على وقع 9 مجازر في غزة – بولا مراد
على ما يبدو انها محاولة واضحة للاطاحة بمسار التفاوض، الذي نشط مؤخرا في الدوحة للتوصل الى هدنة في غزة قبل عيد الفطر، حيث خرج رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليؤكد ان اجتياح رفح سيحدث وسيستغرق عدة أسابيع. وبالرغم من تجديد واشنطن انها لن تدعم أي عملية عسكرية كبيرة في رفح، من دون خطة قابلة للتنفيذ تضمن رعاية 1.5 مليون لاجئ هناك، فان مصادر معنية بالملف تعتبر انه «رغم ما يتم تظهيره من خلاف بين نتنياهو والرئيس الاميركي جو بايدن، فان هناك تفاهما ضمنيا بينهما على اجتياح رفح».
وتقول المصادر ان بايدن يصر على تظهير نفسه حريصا على ارواح مئات آلاف النازحين هناك، ربطا بحظوظه المتداعية بالانتخابات الرئاسية الاميركية، ويفضل ان يحصل الاجتياح بعد هدنة تعيد عددا من الاسرى، فيما يبدو نتنياهو مستشرسا لانهاء المعركة بأسرع وقت، وغير متحمس لهدن تؤخر ذلك، بعدما بات واضحا انه لا يعير اهتماما لمصير الاسرى، ويعتبرهم خسائر جانبية للحرب».
خلاف بين نتنياهو وبايدن؟!!!
ويوم أمس الأحد، اعتبر نتنياهو ان حلفاء «إسرائيل» ذاكرتهم ضعيفة في ما يتعلق بهجوم حركة ح في السابع من أكتوبر، مضيفا أن «إسرائيل» ستواصل هجومها على قطاع غزة، رغم الضغوط الدولية المتزايدة.
وتوجه نتنياهو في مستهل اجتماع لحكومته «إلى أصدقائنا في المجتمع الدولي قائلا: «هل ذاكرتكم ضعيفة إلى هذا الحد؟ بهذه السرعة نسيتم يوم السابع من أكتوبر، أسوأ مذبحة ارتكبت ضد اليهود منذ المحرقة»؟ وأضاف «بهذه السرعة أنتم مستعدون لحرمان «إسرائيل» من حق الدفاع عن نفسها ضد وحوش حركة ح»؟ وأكد مجددا أن «إسرائيل» ستواصل هجومها على قطاع غزة، بما في ذلك مدينة رفح، بينما ستقوم بإجلاء المدنيين من مناطق القتال.
بالمقابل، أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أن واشنطن لن تدعم أي عملية عسكرية كبيرة في رفح بقطاع غزة، من دون خطة قابلة للتنفيذ تضمن رعاية 1.5 مليون لاجئ هناك.
وأوضح كيربي أن أميركا لديها مخاوف بشأن بعض العمليات العسكرية «الإسرائيلية» وكيفية شنها، قائلا إن بلاده بحاجة الى التأكد من حماية المدنيين. وأشار الى ان واشنطن لم تر أي دليل على أن حركة ح سرقت المساعدات الإنسانية في القطاع.
يذكر انه تم يوم امس، رصد وصول أولى شاحنات مساعداتٍ إلى شمالي القطاع منذ نحو 4 أشهر، غير أن الهلال الأحمر الفلسطيني أكد أن المساعدات التي وصلت قليلة.
9 مجازر خلال 24 ساعة
ميدانيا، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ان جيش العدو الإسرائيلي ارتكب 9 مجازر جديدة خلال 24 ساعة الأخيرة، راح ضحيتها 92 شهيداً واصيب 130 آخرين.
وأشارت الوزارة الى أن حصيلة الشهداء جراء الحرب «الإسرائيلية» على القطاع ارتفعت إلى 31 ألفاً و645 شهيداً و73 ألفاً و676 إصابة منذ 7 تشرين الأول 2023، مؤكدة أن عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مفاوضات الهدنة
وعلى وقع المجازر، تتقدم مفاوضات الهدنة وان كانت تهديدات نتنياهو باجتياح رفح تهدد بالاطاحة بها، خاصة ان تصور حركة ح يلحظ وقفا دائما لاطلاق النار في مرحلة ثانية. ومن المفترض أن يكون مجلس الحرب «الإسرائيلي» اجتمع ليل الاحد – الاثنين لبحث صلاحيات وفد التفاوض، المقرر أن يتوجه إلى الدوحة اليوم الاثنين لاستكمال مفاوضات صفقة التبادل ووقف إطلاق النار.
وقالت مصادر مواكبة للملف ان «الامور ورغم محاولات نتنياهو لا تزال تتقدم»، لافتة لـ «الديار» الى ان «الضغوط الاميركية كبيرة لبدء هدنة لاسابيع مع عيد الفطر، كذلك فان نتنياهو يتعرض لضغوط داخلية كبيرة، سواء من عائلات الاسرى او من جيشه المنهك، ما يجعل احتمالات سيره بهدنة على مضض امرا واردا».
ورجحت المصادر ان «تنسحب هذه الهدنة على الجبهة اللبنانية رغم كل التهديدات «الإسرائيلية» السابقة»، لافتة الى ان «حسم كيفية التعاطي مع هذه الجبهة لن يحصل قبل اجتياح رفح… وفي حال لم يحصل هذا الاجتياح، لن يكون هناك اي عملية موسعة باتجاه لبنان».
«الخماسية» تتحرّك مجدداً
داخليا، تبدأ «اللجنة الخماسية» الدولية المعنية بالشأن اللبناني هذا الاسبوع جولة على عدد من المسؤولين اللبنانيين، وهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري، رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، رئيس ح.زب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، رئيس الح.زب «التقدمي الاشتراكي» سابقا وليد جنبلاط والبطريرك الماروني بشارة الراعي. واللجنة التي تلتقي اليوم الاثنين بري والراعي، لا تحمل بحسب المعلومات اي تصور او مبادرة لحل الأزمة الرئاسية، الا انها ستدفع باتجاه نوع من الحوار الداخلي من دون ان تحدد شكله، كما باتجاه خيار المرشح الثالث.
ويُرجح ان ينحصر حراك اللجنة بالشكليات، من دون ان تتمكن من تحقيق اي خرق يُذكر. الا ان مصادر ديبلوماسية اعتبرت لـ «الديار» ان «مجرد تحرك سفراء دول كبرى لاخراج الملف الرئاسي من عنق الزجاجة، خرق يفترض البناء عليه، لانه يعني ان المجتمع الدولي يرفض الاستسلام لشغور رئاسي طويل الامد».
فرنجية: يختلفون على كلّ الامور ويتّفقون ضدّي
وفي هذا المجال، شدد المرشح الرئاسي رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية على «ضرورة أن يكون للمرشّح الرئاسي تاريخ في العمل السياسي والوطني ومواقفه معروفة، وألا تهبط الأسماء فقط بهدف العرقلة»، لافتا الى انه «منذ 2005 واسمي مطروح للرئاسة، وبالتالي فإنّ الثنائي الشيعي لم يرشّحني بل هو داعم لترشيحي، وليس من الجائز عدم الأخذ بعين الاعتبار الواحد والخمسين صوتاً، ما يعني أنّ هناك ١٥ نائباً مسيحياً اقترعوا لي وهم داعمون. أمّا موقفي مع المقاومة فليس مستجدّاً ولا يتبدّل وفق الظروف أو الاستحقاقات، والكلّ يعلم أنه في 2016 كان بإمكاني أن أصل الى سدّة الرئاسة، لكنني لم أقبل ولستُ نادماً على ذلك، وكنت قد أبلغت الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حينذاك، بأنني لن أنزل الى المجلس إلّا يداً بيد مع الرئيس السابق ميشال عون».
وردّاً على رفض تيّارين مسيحيين لانتخابه، قال: «المشكلة في أنني موجود. يختلفون على كلّ الامور ويتّفقون ضدّي، والسؤال الأساس: هل يخافون من رئيس ينجح»؟ ولفت فرنجية خلال لقائه وفدا من نقابة المحررين إلى أن «الرئيس عون وصل بأكثرية نيابيّة، إلا أنه مارس الحكم ست سنوات من غير توافق».
باسيل: لا يوجد اي سبب كيلا تلتقي القيادات المسيحية
من جهته، واصل رئيس التيار «الوطني الحر» النائب جبران باسيل الدفع باتجاه دور تؤديه بكركي، للتصدي لما يقول انها «عملية اقصاء للمسيحيين « من خلال ممارسات الحكومة، معتقدا انه بذلك يستطيع ان يُلزم القيادات المسيحية، وبشكل خاص فرنجية، بالسير بطرح المرشح الثالث. وخلال مؤتمر حزبي يوم امس، جدد طلبه للبطريرك الراعي «المؤتمن على مجد لبنان، ان يجمع القيادات السياسية المسيحية»، معتبرا انه «لا يوجد اي سبب كيلا نلتقي». وتوجه الى هذه القيادات قائلا: «الوقت ليس للمزايدات، ولا للعدائية التي يظهرها البعض، ما في انتخابات بكرا، وأصلاً ما حدا بيقدر يلغي حدا– هيدا وهم! ويلّي مفكّر حالو من السبعينات للثمانينات وصولاً للتسعينات، ربح بحذف غيره داخل طائفته، ليتذكّر ويتعلّم ان النتيجة كانت خسارة للمسيحيين واضعافهم من دون ربح له».
الميدان مشتعل…
اما جنوبا، فلم تهدأ الجبهة على الاطلاق. واعلن الح.زب عن استهداف تجمع لجنود العدو قبالة بلدة الوزاني، وتجمع آخر في محيط ثكنة ميتات، كما استهدفت المقاومة موقع المرج، وكذلك التجهيزات التجسسية في موقع العاصي.
بالمقابل، نفذت مسيرة «اسرائيلية» عدوانا جويا، حيث شنت غارة بصاروخ موجه مستهدفة بلدة عيتا الشعب. تزامن ذلك مع قصف مدفعي معاد بلغ منطقة الغابة والسهل بين بلدتي عيترون ومارون الراس. كذلك شن الطيران الحربي المعادي غارة مستهدفا منزلا في بلدة عيترون، مطلقا في اتجاهه صاروخين جو – ارض، مما ادى الى تدميره. وكان المنزل المدمر تعرض امس لغارة معادية تسببت باحتراقه. واستهدفت غارات ايضا بلدتي مروحين وعيتا الشعب، وكذلك منزلا في بلدة الناقورة. وبلغ القصف سهل مرجعيون وأطراف الخيام وبلدة كفركلا ( التفاصيل ص 3).
***********************
افتتاحية صحيفة الشرق
هل تَصْدُق أميركا وتقرّ وقف إطلاق النار في مجلس الأمن؟
قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية إن “محافل سياسية في إسرائيل اطلعت على مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن “وقف نار فوري ومتواصل” في الحرب في قطاع غزة”.
وتابعت “معاريف” أن “الصيغة النهائية التي أعدها الأميركيون لطرحها فوراً على التصويت في مجلس الأمن يبدو واضحاً فيها التشديد على الصياغة والنبرة. فلا يدور الحديث على الإطلاق عن “ظروف كهذه أو تلك تتيح المناورة البرية”، بل الإعراب عن قلق عميق من مجرد إمكانية عملية إسرائيلية برية في رفح، بل والتشديد على أن مناورة الجيش الإسرائيلي في منطقة رفح تنطوي على خطر حقيقي لانتهاك القانون الإنساني الدولي”. هذا بالإضافة إلى أن “المسودة النهائية لمشروع القرار الأميركي لم تعد تذكر جهداً ديبلوماسياً للبدء بإنفاذ اتفاق لوقف نار بشكل فوري. فالآن سيعرب الأميركيون عن تأييدهم للجهد الديبلوماسي لفرض وقف نار فوري ومتواصل، كجزء من صفقة تحرير مخطوفين”.
وتنقل الصحيفة عن تقديرات إسرائيلية أن “الولايات المتحدة ستطلب إجراء التصويت على مشروع قرارها في بداية الأسبوع. والنيّة هي للتسريع قدر الإمكان المشروع في مجلس الأمن بسبب تخوّف الأميركيين من مشروع قرار آخر منافس يكون ذا طابع سلبي صرف لإسرائيل ومن شأنه أن يطرح في غضون وقت قصير”.
وتختم “معاريف” بالقول: “يعتزم الأميركيون طرح مشروع قرارهم في الأيام القريبة القادمة. وحسب التقديرات، ستستخدم روسيا حق النقد الفيتو، إلى جانب أغلبية واضحة من الدول التي ستدعمه”.
****************************
افتتاحية صحيفة البناء:
بوتين يفوز رئاسياً: نهوض روسيا ومكانتها كدولة عظمى أولويات الولاية الجديدة
نتنياهو يتعهد لشولتز: لن نشن هجوماً على رفح ما دام السكان محاصرين فيها
جيش الاحتلال يتحدث عن عملية نوعية للمقاومة استهدفت ضابطاً كبيراً بصاروخ
انتهت الانتخابات الروسية الرئاسية بفوز الرئيس فلاديمير بوتين بولاية رئاسية جديدة بأصوات 87% من المشاركين الذين بلغت نسبتهم 70% من الذين يملكون حق التصويت. ويدخل بوتين ولايته الرئاسية الجديدة بتطلعات استقرار روسيّ مديد يرافقه نهوض اقتصادي بعدما تجاوزت روسيا بنجاح مخاطر الانهيار الذي كان مخططاً لها مع حزمة العقوبات الغربية قبل عامين. واتخذت هذا النجاح نقطة انطلاق للإقلاع بخطة اكتفاء ذاتي قامت على تطوير الزراعة والصناعة والخدمات، خصوصاً الصناعات التقنية والابتكارات، مهدت الطريق لتعظيم الناتج الإجمالي الوطني وبلوغ روسيا المرتبة الخامسة عالمياً لتنافس اليابان على المرتبة الرابعة، بينما حسمت روسيا مكانتها الأولى عسكرياً في العالم بصواريخ نووية هجومية وصواريخ دفاع تمثل أعلى ما في الترسانة العالمية من مستويات التطور، بينما تشهد حرب أوكرانيا بداية تفكك وانهيار الدفاعات الأوكرانية وتقدم الجيش الروسي في محاور القتال، في ظل مأزق كبير على مستوى قدرة حلف الناتو، وفي الطليعة أميركا، على توفير الإمداد اللازم للجيش الأوكراني الذي بدأ يعيش أزمات الضعف والوهن مع تراجع عديده وروحه القتالية.
في المنطقة تبدأ اليوم مفاوضات الدوحة التي يفترض ان يصل إليها رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع الى قطر، للمشاركة في اجتماعات قطرية مصرية أميركية إسرائيلية لمناقشة ورقة حركة حماس التفاوضية التي وصفتها واشنطن بأنها ضمن أطر التفاوض الذي تمّ إقرارها في باريس، ويحمل برنياع موقفاً إسرائيلياً سلبياً من الورقة، خصوصاً حول نقطتين، إعلان نهاية الحرب كشرط لإعلان الاتفاق وتأجيل تنفيذه إلى إنهاء ملف الأسرى بنهاية المرحلة الثالثة من الاتفاق، والانسحاب الكامل من غزة. وقد تحدّث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن العنوانين بسلبية، خلال استقباله المستشار الألماني أولاف شولتز، حيث تعهّد بأن لا يشنّ هجوماً على مدينة رفح ما دام السكان محاصرين فيها.
على جبهة الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة واصلت المقاومة عملياتها، وقد تحدّث جيش الاحتلال عن عملية نوعية تمثلت باستهداف ضابط كبير بصاروخ موجّه، فاتحاً تحقيقاً بالعمليّة لمعرفة ما تخفيه من خلل استخباري ومن تفوّق تقنيّ للمقاومة.
تتواصل الجهود الأميركية لمنع توسّع الحرب، إلا أن القلق لا يزال سيّد الموقف حيال الوضع على الجبهة الجنوبية، مع التهديدات الإسرائيلية المستمرة، ونقلت صحيفة العدو «يديعوت أحرونوت» عن وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس قوله «نقترب باستمرار من الحرب مع حزب الله وسيتحمل لبنان عواقبها». وأمس، نقلت «العربية» عن مصدر إسرائيلي قوله «إن نشوب الحرب على الجبهة الشمالية سيكون مع دولة لبنان وليس حزب الله». وأضاف: «في حال وقوع حرب مع لبنان سندمّر أهدافا على عمق 5 كلم». وتابع: «لدينا بنك أهداف بعمق 5 كلم داخل لبنان لم نستهدفها بعد».
الى ذلك يستعدّ سفراء واشنطن وباريس والرياض والدوحة والقاهرة، للتحرّك مجدداً على الخط الرئاسي، وسيلتقي السفراء اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وغداً الرئيس السابق ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، على ان تشمل لقاءاتهم، في المرحلة المقبلة، القوى السياسية كلّها.
وأوضح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أن لا ڤيتو أميركيّاً أو سعودياً على اسمه والسفيرة الأميركية قالت علناً إنه “في حال وصولي سيتعاونون معي”. ولفت الى أنّ الجميع يدرك أن لا رئيس من دون رضى المقاومة وأن البعض يقدّم أوراق اعتماده من تحت الطاولة. وعن الكلام الذي نُسب للرئيس بري عن تخليه عن دعمه لترشيحه، لفت فرنجية إلى أن البعض يحاول خلق شرخ ضمن خطنا السياسي والرئيس بري وقف إلى جانبي عندما تركني الجميع.
وغداة دعوة وجهها رئيس التيار النائب جبران باسيل إلى البطريرك الماروني لدعوة القيادات المسيحية الى لقاء لبحث الرئاسة في بكركي، سأل باسيل “ليش بدّنا نطوّل الحرب عنّا ونربطها بحرب غزّة؟”. وتابع، “مشكلتنا مع “وحدة الساحات” أنها ما أخذت بالاعتبار وحدة الساحة اللبنانية”.
وبينما يشهد الأسبوع الطالع جلسة لمجلس الوزراء غداً الثلثاء، تجتمع لجنة المؤشر غداً أيضاً، لتصحيح الحد الأدنى للأجور، وأكد رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر “ضرورة الأخذ في الاعتبار واقع المتقاعدين في المؤسسات العامة والمصالح المستقلة والسائقين العموميين والأساتذة المتقاعدين في القطاع التعليمي الخاص عند صياغة مرسوم زيادة الحد الأدنى للأجور الأسبوع المقبل، بإيجاد الأطر القانونية اللازمة لتخفيف أو لتخفيض متوجبات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مراعاةً لواقعهم المتردي (لا معاشات تقاعدية للمؤسسات العامة والمصالح المستقلة أو معاشات هزيلة للأساتذة المتقاعدين في التعليم الخاص ولا أعمال ومداخيل تذكر للسائقين العموميين). وأشار في بيان الى ان الاتحاد “لن يألو جهداً في سبيل تحقيق هذا المنحى القانوني حمايةً لشرائحه العمالية المتقاعدة او للسائقين العموميين وسيباشر الاتصالات اللازمة لتحقيق الهدف المرجو”.
نسخ الرابط :