افتتاحية صحيفة النهار
الضغوط الأممية والأميركية تسابق “حرب الأعماق”
شكلت التحذيرات الأممية التي تلاحقت امس من اخطار اندلاع حرب واسعة في لبنان مؤشراً متقدماً للغاية حيال المستوى البالغ الخطورة الذي تجاوزته المواجهات المتقابلة بين إسرائيل و”الح.زب” في ظل اتساع “حرب الأعماق” لليوم الثاني على التوالي، بما رسم صورة شديدة القتامة من امكان انفلات زمام السيطرة على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية في أي لحظة. واذا كان الاعتداء الإسرائيلي اول من امس على سهل #بعلبك شكل المؤشر الأكثر خطورة منذ حرب تموز 2006 حيال انزلاق المواجهات الى حرب أعماق من شأنها ان تفجر الحرب، فان الرد الصاروخي الواسع والكثيف وغير المسبوق الذي تولاه “الح.زب” امس الى حدود عكا، عكس رسالة نارية للحزب مفادها الإمعان في تعميق ازمة “نازحي المستوطنات الشمالية ” التي تتحكم بسياسات الحكومة الإسرائيلية وخططها وشروطها حيال المواجهة مع “الح.زب”. هذه التطورات المثيرة لتصاعد القلق من امكان ان يكون لبنان يقترب يوما بعد يوم من حافة الحرب، ستجعل من الأيام الفاصلة عن بدء شهر رمضان بحدود العاشر من اذار المقبل أياما مفصلية لجهة اختبار ما اذا كان “ربط الساحات” سيبقى ساريا ام ستنفصل #الجبهة الجنوبية عن #حرب غزة لحظة التوصل الى اعلان الهدنة التي تتلاحق المفاوضات في شأنها.
وبدا لافتا في هذا السياق ان أجواء مناقضة للتصعيد الميداني برزت لاحقا اذ أوردت وكالة “رويترز” ان “الح.زب” سيوقف اطلاق النار اذا وافقت “حركة ح” على هدنة مع إسرائيل ما لم يستمر قصف لبنان. كما ان وزارة الخارجية الأميركية اكدت ان إسرائيل أبلغت واشنطن انها لا تريد التصعيد مع لبنان وأنها تريد حل النزاع ديبلوماسيا، وشددت الخارجية على “اننا لا نريد تصعيد التوتر في شمال إسرائيل سواء منها أو من الح.زب وتركيزنا الآن على التوصل لوقف نار مؤقت في غزة”.
التحذيرات الأممية
ولكن معالم القلق من انزلاق الأمور نحو تفلت خطير برزت خصوصا في بيانات المسؤولين الأمميين في لبنان وتحذيراتهم في ظل المجريات المتفجرة التي توالت فصولها في اليومين الأخيرين .
وفي هذا السياق أصدرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان #يوانا فرونِتسكا التي كانت التقت رئيس الحكومة نجيب #ميقاتي نهارا، بيانا “أعربت فيه عن قلقها العميق إزاء التوسع التدريجي في تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق من حيث المساحة والكثافة، مما يزيد من مخاطر اندلاع نزاع أوسع نطاقا ويقوض قرار مجلس الأمن رقم 1701”. وحثت على “الوقف الفوري لدوامة العنف الخطيرة والعودة إلى وقف الأعمال العدائية”. وأعربت عن “أسفها لتأثير القتال على حياة المدنيين وممتلكاتهم ونزوح الآلاف من سكان المناطق الحدودية” واعادت “تأكيد الحاجة الملحة إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين في جميع الأوقات”. وأشارت الى انها “في إطار ممارسة مساعيها الحميدة، كثفت المنسقة الخاصة تواصلها مع جميع المعنيين من أجل اتخاذ خطوات عاجلة لوقف التصعيد. كما شجعت على بذل جهود متضافرة من قبل الشركاء الدوليين لمساعدة الأطراف على إيجاد حلول مستدامة تعزز الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق. وأكدت التزامها دعم عملية سياسية تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل طويل الأمد للصراع على النحو المنصوص عليه في #القرار 1701.”.
في السياق نفسه اعلن رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو “اننا شهدنا خلال الأيام الماضية تحولاً مقلقاً في تبادل إطلاق النار ونشهد الآن توسعاً وتكثيفاً للضربات”. واضاف “واصلنا عملنا النشط مع الأطراف لتخفيف التوترات ومنع سوء الفهم الخطير، ولكن الأحداث الأخيرة لديها القدرة على تعريض الحلّ السياسي لهذا النزاع للخطر”. وختم : “إننا نحثّ جميع الأطراف المعنيّة على وقف الأعمال العدائية لمنع المزيد من التصعيد وترك المجال لحلّ سياسي ودبلوماسي يمكن أن يعيد الاستقرار ويضمن سلامة الناس في هذه المنطقة”.
رد “الح.زب”
اما على الأرض فكان البارز القصف الصاروخي على الجليل الأعلى. واعلن “الح.زب” صباحا استهداف قاعدة ميرون للمراقبة الجوية على جبل الجرمق “رداً على العدوان الإسرائيلي على محيط مدينة بعلبك في البقاع، بدفعة صاروخية كبيرة من راجمات عدة ” فيما أفادت معلومات أن عدد الصواريخ التي تم إطلاقها ناهز الـ 40 صاروخاً. واعلن الجيش الإسرائيلي بدوره “اننا استهدفنا موقعا عسكريا وبنية تحتية تابعة لـ”الح.زب” ردا على قصف قاعدة ميرون”. وشنت إسرائيل غارتين على بلدتي جبشيت والبيسارية للمرة الأولى. كما استهدفت غارتان بلدة المنصوري في قضاء صور. ثم اعلن “الح.زب” انه استهدف موقع رويسات العلم في مزارع شبعا والتجهيزات التجسسية في موقع الرمثا وجنودا اسرائيليين على تلة الطيحات. وبعد الظهر، شن الطيران الحربي غارات على أطراف عيتا الشعب لجهة تلة الراهب. وعصرا اعلن “الح.زب” انه استهدف مرة ثانية قاعدة ميرون بدفعة من صواريخ ضد الدروع “ما أدى الى إصابة قسم من تجهيزاتها ومعداتها الفنية والتجسسية وتدميرها بالكامل” . ثم اعلن الح.زب لاحقا انه “ردا على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى والمناطق الجنوبية استهدف مقر قيادة الفرقة 146 في جعتون بعشرات صواريخ الكاتيوشا وحقق فيها إصابات مباشرة” .
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اطلاق صلية صاروخية كثيفة من القطاع الغربي في اتجاه مستوطنات الجليل الغربي وصولا إلى تخوم عكا ولفتت الى ان “صواريخ لبنان تصل لأول مرة الى 16 كيلومترا داخل الجليل” . وتداولت مواقع تواصل اجتماعي صور حرائق كبيرة الحقها القصف الصاروخي بالمستوطنات في الجليل من بينها حريق في احد المعامل .
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية ان “الح.زب” أطلق الصواريخ على الجليل الغربي أثناء وجود رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هناك .
وبازاء هذه التطورات اعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت “ان الح.زب وايران يسعيان الى تحويل رمضان الى مرحلة ثانية من 7 تشرين الأول وسنوقف ذلك “.
القطاع العام والحكومة
غير ان خطورة التطورات في الجنوب لم تحجب تصاعد المأزق المطلبي في ظل انسداد الحلول حتى الان لاضراب القطاع العام. وقد دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى جلسة لمجلس الوزراء في الرابعة من بعد ظهر اليوم الأربعاء، بجدول أعمال يتضمن مشروع القانون المتعلق بمعالجة أوضاع المصارف إضافة إلى المواضيع المبيّنة في الجدول الذي تم توزيعه، والذي يتضمن 27 بنداً منها إعطاء تعويض مؤقت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي وتعديل تعويض النقل الشهري المقطوع للعسكريين.
ولكن “تجمع العسكريين المتقاعدين” سارع الى إعلانه رفض العرض المطروح حول تصحيح الرواتب والأجور في القطاع العام والقاضي بإعطاء الضباط ٣ معاشات والرتباء أربعة معاشات على أن لا تقل عن ٨ ملايين ليرة لبنانية “كونه لا يؤمن الحد الأدنى من المطالب التي طالب بها التجمع” ودعا كل الموظفين والمتقاعدين عسكريين ومدنيين للاعتصام في ساحة رياض الصلح الساعة الرابعة بعد ظهر اليوم وبالتزامن مع انعقاد #جلسة الوزراء . كما ان رئيسة رابطة موظفي الادارة العامة نوال نصر اكدت بدورها “ان التصعيد أمر محتوم لأن لا حلول منطقية حتى اللحظة والأوضاع تسير الى مزيد من التفاقم في ظل هزال الطروحات” مؤكدة ان “الموظفين سيواكبون جلسة مجلس الوزراء في الشارع”.
***************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
تحذير أممي من “التحوّل المقلق”… وواشنطن لا تريد توسيعاً للتوتر
“الح.زب” يُعمّق ضرباته داخل إسرائيل… وتل أبيب: سيدفع الثمن باهظاً
غداة توسيع إسرائيل رقعة المواجهات مع «الح.زب» بالإغارة على ضواحي بعلبك، وسّع «الح.زب» هذه الرقعة داخل الدولة العبرية بـ»استهداف مقرّ قيادةِ الفرقة 146 في جعتون للمرة الأولى»، كما قال، وذلك على بعد نحو 16 كيلومتراً من الحدود اللبنانية. وأدّى هذا التدهور الى إطلاق قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان «اليونيفيل» تحذيراً من «تحوّل مقلق» في تبادل إطلاق النار. وقالت في بيان أصدرته: «في الأيام الأخيرة، واصلنا عملنا النشط مع الأطراف لتخفيف التوترات ومنع سوء الفهم الخطير، ولكن الأحداث الأخيرة لديها القدرة على تعريض الحلّ السياسي لهذا النزاع للخطر».
بدورها، أعربت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانّا فرونتسكا عن قلقها «إزاء التوسّع التدريجي في تبادل إطلاق النار». وحضّت أطراف النزاع على «الوقف الفوري لدوامة العنف الخطرة».
فهل تلقى هذه التحذيرات الدولية آذاناً صاغية؟
من ناحية «الح.زب»، اعتبر «أنّ المقاومةَ أَكملت قصاصَها اليوم، وبعدَ «نفح» في الجولانِ بالأمس رداً على قصفِ بعلبك، استهدفت مقرّ قيادةِ الفرقة 146، وكانت قاعدةُ ميرون تحتَ صلياتٍ متعددةٍ للمقاومين»، كما ذكرت قناة «المنار» مساء أمس.
في المقابل، شنّ الطيران الإسرائيلي قبيل منتصف الليل أكثر من 15 غارة على قرى جنوبية، وتوقعت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن يأتي الردّ على صواريخ «الح.زب» الأخيرة في عمق إسرائيل، خلال الساعات المقبلة، ولا سيما بيروت.
وعلقت «القناة 13» على الرشقات الأخيرة لـ»الح.زب» بالقول: «صواريخ «الح.زب» وصلت قبل قليل الى نهاريا وحيفا. هذا تطور خطير سيحاسب عليه «الح.زب» في العمق اللبناني. إنه لا يأخذ تصريحات وزير الدفاع يوآف غالانت بضرب بيروت على محمل الجد، وبيروت أصبحت تحت النيران».
وسط هذا التراشق في البيانات، سألت «وكالة فرانس برس»: «هل يقود تصعيد الهجمات بين إسرائيل و»الح.زب» الى مواجهة شاملة؟»، وقالت إنّ حرب الاستنزاف بين «الح.زب» والجيش الإسرائيلي اتخذت منحى خطيراً هذا الأسبوع مع شنّ الأخير غارات في العمق اللبناني، ما يثير تساؤلات عن إمكانية تحوّل تبادل إطلاق النار المستمر منذ أشهر الى مواجهة أوسع». وخلصت الى القول: «رغم التهديدات الثنائية بتوسيع الجبهة وهشاشة الوضع الميداني، إلا أنه لا مصلحة للطرفين بعد نحو خمسة أشهر من الأعمال العدائية، في إشعال نزاع إقليمي».
بدورها قالت الخارجية الأميركية: «لا نريد تصعيد التوتر شمال اسرائيل وتركيزنا على وقف نار موقت في غزة».
بالعودة الى التطورات الميدانية، فقد استهدفت الغارات الإسرائيلية أمس مناطق عدة في جنوب لبنان، وطالت إحدى الغارات أطراف بلدة البيسارية في قضاء صيدا، الواقعة على بعد 35 كيلومتراً عن أقرب نقطة حدودية مع إسرائيل.
وترافقت هذه الغارات مع تهديدات إسرائيلية أطلقها مجدداً وزير الدفاع يوآف غالانت، فقال إنّ إسرائيل حدّدت أنّ إيران و»الح.زب» و»حركة ح» تهدف إلى «الاستفادة من شهر رمضان المبارك وتحويله إلى المرحلة الثانية من 7 أكتوبر، وإشعال الأرض».
كذلك حذّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي خلال تقييم في مقر الفرقة 146، من أنّ «الح.زب» سيدفع «ثمناً باهظاً جداً» لهجماته المستمرة على شمال إسرائيل.
وذكر هاليفي إنّ الجيش الإسرائيلي «يتخذ الخطوات الصحيحة لتمكين حوالى 80 ألف نازح من المجتمعات الحدودية مع لبنان من العودة إلى ديارهم. ونتيجة لأعمال الجيش لم يعد «الح.زب» قريباً من السياج».
*****************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
مبادرة كتلة «الاعتدال»… لتحريك انتخاب رئيس للبنان أم لتقطيع الوقت؟
تراجع منسوب «الكيمياء السياسية» بين واشنطن وباريس
بيروت: محمد شقير
تبقى نتائج المبادرة التي طرحتها كتلة «الاعتدال» النيابية لإخراج انتخاب رئيس الجمهورية من التأزم، مرتبطة بخواتيمها، بصرف النظر عن تسويقها إعلامياً من قِبل أصحابها لإعادة تحريك الملف الرئاسي، مع أنه لا مشكلة في تأمين المشاركة الواسعة فيها، كون الكتل النيابية تنأى بنفسها عن مقاطعتها؛ لئلا يدرج اسمها في خانة معطلي انتخاب الرئيس.
واستباقاً لموعد انعقاد اللقاء التشاوري، الذي يفترض أن يقتصر على بحث الخطوات المطلوبة لتسريع انتخاب الرئيس، لا بد من التوقف ملياً أمام الآلية الواجب اتباعها للوصول إلى الغرض المنشود من انعقاده، خصوصاً وأن دور كتلة «الاعتدال» سيبقى محصوراً في إدارة النقاش، وصولاً لاستخلاص الأفكار التي ستوضع بتصرف رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ليبني على الشيء مقتضاه، ويتخذ القرار المناسب المؤدي إلى وقف تعطيل انتخاب الرئيس، بدعوته الهيئة العامة في البرلمان لعقد جلسة مفتوحة بدورات انتخابية متتالية لانتخابه.
مبادرة يلفها الغموض
ومع أن كتلة «الاعتدال»، كونها الجهة المنظمة للقاء التشاوري، تتجنّب في جولتها على الكتل النيابية الدخول في أسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية، وصولاً لترجيح كفة الخيار الرئاسي الثالث الذي تحبّذه اللجنة «الخماسية»، باستبعاد المرشحين المعلنين حتى الآن، وهما رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، ومنافسه الوزير السابق جهاد أزعور، من لائحة المرشحين، على خلفية أن الانقسام داخل البرلمان لا يؤمن لأحدهما فوزه بالرئاسة، وأن المخرج يكون بتموضع الجميع في منتصف الطريق بحثاً عن مرشح توافقي.
ولفتت المصادر النيابية إلى أن الغموض والضبابية يكتنفان النتائج المرجوة من اللقاء، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن الاجتماعات التحضيرية التي تتولاها كتلة «الاعتدال» لم تؤدِّ إلى تبدُّل المشهد السياسي بتأمين الأرجحية للخيار الرئاسي الثالث الذي تتمسك به قوى المعارضة، في مقابل إصرار «الح.زب» على ترشيح فرنجية، شرط أن يتمتع الرئيس التوافقي بالمواصفات التي حددتها اللجنة «الخماسية»، كونه يُشكل المعبر الوحيد لوقف تمدُّد الشغور الرئاسي.
وأكدت المصادر أنها تخشى من أن ينتهي اللقاء التشاوري بلا نتائج محسومة، خصوصاً وأنها لاحظت أن النواب الأعضاء في كتلة «الاعتدال» يكتفون بالاستماع إلى آراء الكتل النيابية، من دون أن يطرحوا أفكاراً تسمح بفتح الباب أمام التعاطي بمرونة مع الاستحقاق الرئاسي، تقضي بتبادل التسهيلات المطلوبة لإنقاذه من التأزم، فيما تشتعل المواجهة في الجنوب، وتنذر بتوسعة الحرب بين إسرائيل و«الح.زب» الذي لا يزال يمارس ضبط النفس لمنع خروجها عن السيطرة، وبالتالي، لا مصلحة أن يتحول اللقاء إلى «هايد بارك» نيابي يجد فيه كل فريق منصة لتكرار مواقفه الشعبوية بما يؤدي إلى تعميق الفجوة، بدلاً من خلق المناخ المواتي لانتخاب الرئيس.
«الخماسية» تنفي علاقتها بمبادرة «الاعتدال»
واستبعدت المصادر نفسها أن يكون لـ«الخماسية» علاقة بالمبادرة التي أطلقتها كتلة «الاعتدال»، وهذا ما أكده أحد سفراء الدول الأعضاء فيها لعدد من رؤساء الكتل النيابية، مشدداً على أن دوره وزملاءه السفراء في «الخماسية» يبقى تحت سقف توفير الدعم والمساندة لتسهيل انتخاب الرئيس من دون التدخل في الأسماء.
ونفى السفير إياه، الذي تمنّى على من تواصل معه عدم ذكر اسمه، ما يروّج من حين لآخر عن وجود خلاف داخل اللجنة، ونقل هؤلاء عنه قوله إنه لا صحة لكل ما يشاع عن وجود انقسام بين أعضاء «الخماسية»، وإلا لو كان هذا الكلام صحيحاً فسنجد صعوبة في تقديم المساندة للنواب لتغليب إنهاء الشغور الرئاسي على انقساماتهم التي يتخبطون فيها والتي تؤخر انتخابه، في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة التي تلح لإنجاز الاستحقاق الرئاسي اليوم قبل الغد.
ورأى السفير ضرورة انتخاب الرئيس ليكون حاضراً في صلب الاتصالات الدولية والإقليمية الرامية إلى إنهاء التوترات في المنطقة، بإيجاد تسوية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ووضع حد للمواجهة بين «الح.زب» وإسرائيل.
حقيقة الخلاف داخل «الخماسية»
لكنّ نفْي السفير نفسه وجود خلاف داخل «الخماسية» لا يفي بالغرض المطلوب، وإلا ماذا يقول، حسب المصادر النيابية، عن تراجع منسوب «الكيمياء السياسية» بين باريس وواشنطن، التي تكاد تنعكس سلباً على أداء «الخماسية» بغياب أي موعد لعودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، وهذا ما يؤكده السفير الفرنسي لدى لبنان، هيرفيه ماغرو، في لقاءاته مع القوى السياسية والهيئات الاقتصادية.
وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر اقتصادية، أن السفير ماغرو في اجتماعه بالهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق محمد شقير، غمز من قناة واشنطن على خلفية عدم شمول الوسيط الأميركي أموس هوكستين بيروت في زياراته المتكررة لتل أبيب، مع أنها معنية مباشرة بوساطته لتطبيق القرار 1701. وسأل السفير الفرنسي عن الأسباب الكامنة وراء إغفال هوكستين زيارة بيروت، مع أن مصادر وزارية تنقل عن الوسيط الأميركي تأكيده أن لبنان يبقى في البال، وهو يعمل على منع توسعة الحرب لتشمل الجنوب.
لذلك، ليس هناك من تناغم، كما يقول السفير نفسه، بين كتلة «الاعتدال» و«الخماسية» كما يُنقل عن نوابها في لقاءاتهم مع زملائهم من الكتل الأخرى، لفتح ثغرة في انسداد الأفق السياسي الذي لا يزال يعطّل انتخاب الرئيس، وإن كانت «الخماسية»، حسب قوله، تبارك كل مسعى يؤدي إلى خفض منسوب الانقسام داخل البرلمان، لفتح كوّة يمكن التأسيس عليها لإخراج انتخابه من التأزُّم.
وعليه، لا يمكن التشكيك، ولو للحظة، بالنيات الحسنة التي أملت على كتلة «الاعتدال» تسويق مبادرتها، رغم أن معظم الكتل النيابية تبدي في العلن استجابتها لتداعي النواب لعقد لقاء تشاوري، بخلاف ما تقوله في السر من أنها ستجد في اللقاء مناسبة للجوء كل طرف إلى تحميل الآخر مسؤولية تعطيل انتخاب الرئيس.
ويبقى السؤال: هل سينتهي اللقاء التشاوري إلى تقطيع الوقت على خلفية أن الظروف الخارجية لم تنضج حتى الساعة لانتخاب الرئيس؟ أم أن لدى كتلة «الاعتدال» معطيات تحتفظ بها لنفسها لإخراج انتخابه من الحلقة المفرغة؟ علماً بأن المدعوين لحضور اللقاء، على اختلاف انتماءاتهم، يتبارون في العلن بالانفتاح على أصحاب الدعوة بإبداء استعدادهم للتشاور، بخلاف ما يُنقل عن معظمهم في مجالسهم الخاصة بتعاطيهم مع الدعوة على أنها مثل مثيلاتها في السابق، يراد منها ملء الفراغ في الوقت الضائع، بذريعة أنه لم يحن حتى الساعة أوان إعادة الانتظام للمؤسسات الدستورية، بدءاً بانتخاب الرئيس، وأن من يريد أن يبيع موقفه بتسهيل انتخابه يفضّل أن يضعه بتصرف جهات دولية وإقليمية لديها القدرة على تحسين شروطه في التسوية.
***************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
تهديد إسرائيلي لعمق لبنان… والحكومة: لحلّ شامل للموظفين
خطفَ الأضواء أمس تَعاظم حجم التصعيد العسكري المتبادل بين المقاومة واسرائيل، وذلك في ضوء تصعيد المقاومة قصفها الى عمق الاراضي الفلسطينية المحتلة واستهداف قاعدة ميرون الجوية في صفد مرتين مجدداً، واستهداف قواعد عسكرية جديدة، ما زاد من منسوب احتمالات نشوب حرب واسعة النطاق في أي وقت بين الجانبين، ليأتي بيان للخارجية الاميركية يُعاكس هذه الاجواء حيث قالت فيه “إن الولايات المتحدة لا تريد أن ترى مزيداً من التوتر بين إسرائيل وجماعة “الح.زب” اللبنانية”. وأضافت “ان إسرائيل أكدت لواشنطن أنها تريد حلاً ديبلوماسياً للقضية”، في وقت بثّت إذاعة الجيش الاسرائيلي أن “اسرائيل ستردّ بقوة وعنف في لبنان خلال الساعات المقبلة بعد القصف الأخير، ومن المتوقع أن تقصف بيروت”.
قالت الخارجية الأميركية امسك «إذا تم التوصل لاتفاق بشأن غزة قبل رمضان فسيمتد طوال الشهر». واضافت: «لا نريد تصعيد التوتر في شمال إسرائيل سواء منها أو من الح.زب». وشددت على ان «تركيزنا الآن على التوصّل لوقف نار مؤقت في غزة، ولا نريد أن نرى تصعيدا على الجبهة الشمالية ونواصل السعي للتوصل إلى حل دبلوماسي». واضافت: «أحرزنا تقدماً في الأسبوع الماضي ونأمل أن نتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت في أقرب وقت». وختمت «إنّ المسؤولين الأميركيين مستمرون مع نظرائهم في إسرائيل وقطر ومصر بالعمل لبلورة اتفاق».
الى ذلك وفي معلومات لـ»الجمهورية» انّ قيادة القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) وجّهت تحذيراً الى الجانب اللبناني والحكومات المعنية بالوحدات العاملة في إطار هذه «القوات» من أنّ المخاطر في الافق مقلقة جراء التطورات العسكرية على جبهة الجنوب، وما يمكن ان يؤدي إليه تبادل القصف الذي يتجاوز قواعد الاشتباك المعمول بها. ولفتت الى ضرورة السعي بكل الوسائل المتاحة لمنع ما يمكن ان تؤدي اليه هذه الأجواء السلبية.
وكشفت مراجع معنية عبر «الجمهورية» انّ خلفيات هذا التحذير تتصل بالإجراءات التي على «اليونيفيل» اتخاذها انطلاقاً من مهماتها السلمية في لبنان ومسؤوليتها عن الأمن المحلي والإقليمي، طبقاً لقرارات الامم المتحدة الخاصة بها. واعتبرت أنها من باب التحذير الروتيني الذي يمكن ان تقدم عليه هذه القوات التي سبق لها ان قامت بخطوات مماثلة في مرحلة لم يكن الخطر قد بلغ ما بلغته التطورات الاخيرة.
وقالت المراجع ان القوات الدولية ربما تكون قد اطّلعت على التحركات القائمة في الداخل الاسرائيلي، بما يثير الخشىية من وجود قرار اسرائيلي بمنع وقوع الانعكاسات الإيجابية المحتملة على جبهة الجنوب في حال التوصّل الى وقف للنار في قطاع غزة، وهو ما قد يؤدي الى تصعيد الموقف في جنوب لبنان من الجانب الاسرائيلي الذي تَمادى في الخروج على قواعد الاشتباك بقصفٍ طاولَ العمق اللبناني من ساحلي الشوف وإقليم الخروب وتلال اقليم التفاح وصولاً الى منطقة بعلبك في البقاع.
قيادة «اليونيفيل»
وقال القائد العام لقوات «اليونيفيل» الجنرال أرولدو لاثارو أمس «اننا شهدنا خلال الأيام الماضية تحوّلاً مقلقاً في تبادل إطلاق النار، وأودى هذا النزاع بحياة عدد كبير جداً من الأشخاص وألحقَ أضراراً جسيمة بالمنازل والبنية التحتية العامة. كما عرّضَ سبل العيش للخطر وغَيّر حياة عشرات الآلاف من المدنيين على جانبي الخط الأزرق. ومع ذلك، فإننا نشهد الآن توسّعاً وتكثيفاً للضربات». واضاف: «في الأيام الأخيرة، واصَلنا عملنا النشِط مع الأطراف لتخفيف التوترات ومنع سوء الفهم الخطير، ولكن الأحداث الأخيرة لديها القدرة على تعريض الحلّ السياسي لهذا النزاع للخطر». وختم الجنرال لاثارو: «إننا نحثّ جميع الأطراف المعنيّة على وقف الأعمال العدائية لمنع المزيد من التصعيد، وترك المجال لحلّ سياسي ودبلوماسي يمكن أن يعيد الاستقرار ويضمن سلامة الناس في هذه المنطقة».
التهدئة والحلول
في هذا الاطار إلتقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا ورونيكا التي «أطلعته على جولتها الاخيرة في المنطقة والآليات التي تسمح بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701». ودعت كل الاطراف الى «التهدئة والعمل لإنجاز الحلول الديبلوماسية».
وأعربت فرونتيسكا عن قلقها العميق إزاء التوسع التدريجي في تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق من حيث المساحة والكثافة، مما يزيد من مخاطر اندلاع نزاع أوسع نطاقاً ويقوّض قرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006). وحَضّت على الوقف الفوري لدوّامة العنف الخطيرة والعودة إلى وقف الأعمال العدائية. وأعربت عن أسفها لتأثير القتال على حياة المدنيين وممتلكاتهم ونزوح الآلاف من سكان المناطق الحدودية، وأعادت التأكيد على الحاجة الملحّة إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين في جميع الأوقات.
وفي إطار ممارسة مساعيها الحميدة، كثّفت المنسقة الخاصة تواصلها مع جميع المعنيين من أجل اتخاذ خطوات عاجلة لوقف التصعيد. كما شجّعت الشركاء الدوليين على بذل جهود متضافرة لمساعدة الأطراف على إيجاد حلول مستدامة تعزّز الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق. وأكدت التزامها بدعم عملية سياسية تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل طويل الأمد للصراع على النحو المنصوص عليه في القرار 1701.
وكان ميقاتي قد التقى مساء امس المدير العام لجهاز المخابرات الوطنية اليونانية السفير ثيميستوكليس ديميريس، وشارك في الاجتماع مديرة التحليل في الجهاز إيليني كيرياكيدو ورئيسة وحدة الشرق الأوسط فيرجينيا كيبريوتي ومستشار رئيس الحكومة زياد ميقاتي. وقد جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات في لبنان والمنطقة.
صواريخ بالعشرات
على الجبهة الجنوبية، وبعد التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق منذ حرب تموز عام 2006، والذي طاولَ منطقة بعلبك امس الاول، ردّت «المقاومة الاسلامية» أمس بإطلاق عشرات الصواريخ نحو مواقع قوات الاحتلال الاسرائيلي وثكنها. ودوّت صفارات الإنذار في مستوطنات سعسع وكفار حوشن ودوفيف وسفسوفة في الجليل الأعلى، وافيد أنّ عدد الصواريخ التي تم إطلاقها بلغ 40، واستهدف بعضها قاعدة «ميرون» الجوية في جبل الجرمق.
وسجّل قصف اسرائيلي على قرى الجنوب متجاوزاً مرة اخرى القرى الحدودية، فشن ظهراً ثلاث غارات جوية على بلدات البيسارية (قضاء الزهراني)، وغارات متتالية على بلدات جبشيت قرب النبطية، والحنية وعيتا الشعب ويارون ومجدل زون واطراف المنصوري في القطاع الغربي.
ورداً على الاعتداءات الاسرائيلية على القرى والمناطق الجنوبية، استهدفت المقاومة بعد ظهر امس للمرة الثانية قاعدة ميرون للتحكّم والسيطرة والمراقبة الجوية بدفعةٍ من صواريخ ضد الدروع، ما أدى الى اصابة قسم من تجهيزاتها ومعداتها الفنية والتجسسية وتدميرها بالكامل. كذلك استهدفت المقاومة مساء مقر قيادة الفرقة 146 في «جعتون» بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان: «حكومة الحرب خسرت جبهة الشمال». فيما ذكرت وكالة «رويترز» انّ «الح.زب» سيوقف إطلاق النار إذا وافقت حركة «ح» على هدنة مع إسرائيل ما لم يستمر قصف لبنان.
جولة هاليفي
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ «الح.زب» قصفَ أمس قاعدة تابعة للجيش الإسرائيلي خلال جولة رئيس هيئة الأركان الجنرال هرتسي هاليفي.
وفيما لم تُسمّ هذه الوسائل القاعدة المقصوفة، قالت «هيئة البث الإسرائيلية» مساء أمس انّ «عناصر «الح.زب» قصفت قاعدة عسكرية شمالي البلاد، خلال تفقّد أو إجراء الجنرال هرتسي هاليفي تقييماً للوضع في المنطقة نفسها».
وكان هاليفي قد جالَ أمس على امتداد الحدود الشمالية حيث أجرى تقديراً للموقف مع قائد المنطقة الشمالية وقائد الفرقة 146 وقادة آخرين. لكنه أثناء تفقّده هذا المقر، تعرّضَ مقرّ الفرقة للقصف، فقال هاليفي على الأثر: «إنّ الح.زب اللبناني سيدفع ثمناً باهظاً جداً. والتقى هاليفي أفراد وحدات الاستعداد والحراسة المحلية في بلدة شتولا المحاذية للحدود.
وقال في تصريح أدلى به «إنّ جميع القوات المنتشرة هنا تقوم برصد «الح.زب» ومهاجمته. ولا يتم انتظار أي شيء، بل نقول الآتي: لقد قرّر «الح.زب» مساء السابع من تشرين الأول الماضي الانضمام، ما يعني وجوب جَعله يدفع الثمن غالياً جداً في المقابل». واضاف «من البديهي تماماً أنه يتعيّن علينا بدايةً أخذ «الح.زب» مأخذ الجد، أي إنشاء عائق قوي هنا وتكثيف الجَمع الاستخباري. إن القوات الموجودة هنا لديها قوة كبيرة، حيث يجب أن تكون وحدة الاستعداد والحراسة المحلية قوية ويجب السعي للتأكد من توافر الأمن ووجود منطقة آمنة داخل منازل المدنيين وفي تجمعاتهم السكنية».
وتابع: «نرجو أن نُوصِل إليكم الرسالة التالية: «أعتقد أننا نقوم بالخطوات الصحيحة، بدليل أنّ عناصر «الح.زب» لم تعُد موجودة في محاذاة الجدار، بل إنها لم تعُد على مقربة من الحدود، فيما عاد الناس إلى هنا. وأعتقد أنه إذا انتهجنا النهج السليم، فإنهم سيعودون إلى هنا بفضل استتباب الأمن أولاً. وستجد الدولة طريقة بذل المساعي اللازمة من أجل إعادة الناس إلى هنا لينعموا بالأمن وجودة الحياة».
المبادرة الرئاسية
وعلى صعيد الاستحقاق الرئاسي، وفيما تتركّز الانظار الى الحركة التي تقوم بها كتلة «الاعتدال الوطني» لتسويق مبادرتها الرئاسية، علمت «الجمهورية» انّ سفراء اللجنة الخماسية العربية ـ الدولية عاوَدت نشاطها مع الاطراف السياسية اللبنانية وبدأت بطلب مواعيد للقاءات رسمية معها. وقالت مصادر مواكبة لعمل الخماسية لـ«الجمهورية» انّ «هذا التحرك مرتبط بمسعى اللجنة الخماسية الذي ترنّحَ في الفترة السابقة. ولم تستبعد ان يكون هذا التحرك «شراء للوقت ليس الّا، بسبب استمرار التباينات بين بعضها البعض».
وكانت كتلة «الاعتدال الوطني» قد واصلت أمس جولتها على الكتل النيابية والمرجعيات السياسية والدينية لتسويق مبادرتها الرئاسية، فجالت وفود منها امس على البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي وصف هذه المبادرة بأنها «حلوة، ونهنئكم عليها»، ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب الذي تمنّى «النجاح للمبادرة بما يُفضي الى انتخاب رئيس توافقي تمهيداً لتشكيل حكومة تعالج الأزمات المتراكمة وتعيد تفعيل مؤسسات الدولة»، وشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي أبي المنى الذي اكد تشجيعه «لكل المبادرات التي تقوم على التواصل بين جميع اللبنانيين على مختلف توجهاتهم وانتماءاتهم، بغية الوصول الى النتائج المتوخّاة بالنسبة الى ما يتعلق برئاسة الجمهورية تحديداً».
والتقت الكتلة ايضاً رئيس الح.زب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط في حضور عدد من اعضاء «اللقاء الديموقراطي»، ومنهم النائب هادي أبو الحسن، الذي قال بعد اللقاء: «لا خروج من الأزمات إلّا بحلّ يبدأ بانتظام المؤسسات الدستورية، والأساس في هذه العملية هو انتخاب الرئيس وتشكيل حكومة ووضع برنامج اقتصادي واجتماعي يحلّ أزمة أموال المودعين».
وقال عضو كتلة «الاعتدال الوطني» النائب وليد البعريني: «سنستكمل لقاءاتنا للبحث في مبادرتنا، وطلبنا موعداً من «الح.زب» ونأمل أن نحصل عليه خلال الأسبوع المقبل». واضاف: «رئيس مجلس النواب نبيه برّي لن يخلّ بوعده لنا، ولم نتحرّك إلا بعد أن عرضنا الفكرة أمامه التي عرضها بدوره على اللجنة الخماسية».
مجلس الوزراء
على صعيد آخر تعقد حكومة تصريف الاعمال جلسة عند الرابعة بعد ظهر اليوم للبحث في مشروع القانون المتعلق بمعالجة أوضاع المصارف في لبنان واعادة تنظيمها، اضافة الى جدول أعمال يتضمن 27 بنداً معظمها تقليدي وروتيني يتعلق بقضايا إدارية ومالية روتينية، ما خلا بند «إعطاء تعويض مؤقت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي وتعديل تعويض النقل الشهري المقطوع للعسكريين».
وقد سلكت أزمة الرواتب للقطاع العام والعسكريين المتقاعدين طريقها الى الحل، بعد سلسلة اجتماعات أفضَت الى توافق على صيغة شاملة للزيادات والتقديمات ستطرح بنداً اول على طاولة مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم، خلاصتها انّ الحد الادنى للاجور لن ينقص عن الـ٣٠٠ $. واكدت مصادر حكومية لـ«الجمهورية» انه حتى لو لم يكن قد تم التوصّل بعد الى حلّ، فإنّ تطويق السرايا الحكومية اصبح فعلاً لن يتكرر بعد اتصالات حصلت بين السرايا وقيادة الجيش يوم الجمعة الفائت، على أثر محاصرة رئيس الحكومة وما يمثّل من موقع لساعات في هذا المكان وعدم تَمكّنه من المغادرة حتى المساء بسبب تطويق العسكريين كل المداخل».
وقالت المصادر: «كان يمكن ان تنزلق الامور الى اكبر واخطر من مطالبة بحقوق، ففي بلد مثل لبنان لا يمكن فصل الحدث عن أبعاده الطائفية، ومحاصرة الموقع السني الاول ما كان ليمرّ عادياً لولا الاتصالات العالية المستوى التي حصلت وحذّرت من انزلاق الامور، خصوصاً اذا أصرّت القوى المولجة حماية السرايا الحكومية ورئاسة الحكومة على فتح الطريق امام رئيس الحكومة للمغادرة، والتي استوقفها عدم تدخل الجيش لفتح الطرق».
وعلمت «الجمهورية» انّ العسكريين تلقّوا توجيها صارما يمنع قطع الطرق منعا باتا، وكذلك يمنع تطويق السرايا والاكتفاء بالاعتصام السلمي…
وحول أزمة الرواتب والتقديمات علمت «الجمهورية» ان اجتماعات مكثفة حصلت في اليومين الماضيين بمشاركة وزراء ومعنيين، أفضَت الى وضع حلول واقتراحات سيناقشها مجلس الوزراء في جلسته اليوم لدرسها وإقرارها، وتشمل ايضا حل إضراب موظفي وزارة المال الذين سيواظبون مباشرة على تسيير المعاملات والاجراءات المتعلقة بدفع الرواتب التي ستتأخر حتماً تأخيراً تقنياً لبضعة ايام.
العسكريون المتقاعدون
الى ذلك اكدت مصادر العسكريين المتقاعدين لـ«الجمهورية» انّ الامور حتى مساء هذا اليوم (أمس) لم تكن ايجابية ولا تَشي بأنّ الحكومة تتجه الى تبنّي المقترحات التي تقدّم بها تجمّع العسكريين المتقاعدين، وخصوصاً لجهة وجوب رفع الحد الادنى للمتقاعدين، عسكريين ومدنيين، الى ما لا يقل عن ٣٠٠ دولار اميركي، خاصة انه يمكن تأمين الاعتمادات لذلك من خلال بطاقات الائتمان التي ستسمح بإبقاء سقف الانفاق ضمن القيمة التي حددها مصرف لبنان». واوضحت المصادر انّ الحديث عن انّ المتقاعدين يطالبون ببدل نقل وبدل إنتاجية عار عن الصحة، وجُلّ ما طالبوا به هو تأمين الحد الادنى الانساني للمتقاعد، واعتماد نسبة زيادة موحدة للجميع على ان تكون مقرونة بتصحيح تدريجي مُستدام للرواتب والاجور وفقاً لتنامي مداخيل الدولة وبما يحفظ الاستقرار النقدي». وكشفت انّ «العسكريين سلّموا اقتراحاً للوزير عصام شرف الدين يقضي بمنح المتقاعد ٤ معاشات زيادة على راتبه الحالي على ان لا تقل عن ١٦ مليون (٨ ملايين نقداً و٨ ملايين تُدفع في بطاقة ائتمان)».
************************
افتتاحية صحيفة اللواء
الح.زب يقصف رئيس الأركان الإسرائيلي والأخير يتوعد
العسكريون «يفتحون» طريق مجلس الوزراء غداً.. والمدنيون يتجرّعون «كأس الحرمان»
سجَّل التحدي العسكري والأمني في الجنوب طوال ساعات النهار والمساء بين اسرائيل والح.زب تطورات نوعية، تجاوزت بعض الخطوط الحمر، لكنها لم تقترب بعد من حافة الانهيار الواسع على كل الجبهات، فيما اذا اقدمت «دولة الاحتلال» على قصف بيروت، او تحميل الح.زب ثمناً باهظاً، بتعبير رئيس الاركان الاسرائيلي هرتسي هاليفي الذي باغتته صواريخ المقاومة في احدى قواعد الجيش الاسرائيلي الذي كان يتفقدها في المنطقة الشمالية (الجليل الغربي) ويتحدث الى جنوده حول احتمالات الموقف في الشمال او عند الحدود مع لبنان.
وقصفت المقاومة الاسلامية بعشرات صواريخ الكاتيوشا مقر الفرقة 146 في منطقة جعتون في الشمال.
وتوعد رئيس الاركان الاسرائيلي خلال جولة تفقدية لجنوده المنتشرين عند الحدود مع لبنان ان الح.زب سيدفع ثمناً باهظاً جداً.
وظهر في المواجهات المستجدة بروز معادلة مقابل البيسارية في قضاء صيدا – الزهراني قصفت المقاومة الاسلامية مستعمرة جعتون الواقعة في عمق عشرة كيلومترات من الحدود اللبنانية – الفلسطينية، على قاعدة «توسِّعون القصف، نوسِّع الردّ».
وجددت الخارجية الاميركية التأكيد ان «واشنطن لا تريد من الطرفين على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية اي تصعيد».
وذكرت الخارجية الاميركية ان «اسرائيل ابلغتنا انها لا تريد التصعيد مع لبنان، وانها تريد حلّ النزاع دبلوماسياً».
العسكر يفتح الطريق
وعلى الجبهة الحكومية، يعقد مجلس الوزراء بهيئة تصريف الاعمال جلسة عند الرابعة من بعد ظهر اليوم في السراي الكبير للبحث بمشروع القانون المتعلق بمعالجة اوضاع المصارف في لبنان واعادة تنظيمها من زاوية اطلاع الوزراء عليها.
ويأتي في حسم الموعد بعدما تمكن المفاوض الحكومي من اقناع العسكريين المتقاعدين بفتح الطريق الى مجلس الوزراء، فصدر عن «رابطة قدماء القوى المسلحة» اعلان الموافقة على الصيغة المقترحة من قبل الحكومة اللبنانية، من دون ان ننسى الاشارة الى وقوفها الى جانب موظفي الادارة العامة في لبنان.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه في حين تلقى الوزراء اول من امس مشروع جدول أعمال من دون تحديد الموعد، بدت لافتة خطوة الأمين العام لمجلس الوزراء في إرسال جدول أعمال مجلس الوزراء اليوم الأربعاء ببند وحيد يتصل بمشروع إعادة هيكلة المصارف الذي لم يبحث سابقا بفعل عدم رفض الوزراء له، ورأت أن الرئيس ميقاتي يريد إنهاء هذا الملف وليس معلوما ما إذا كان سيناريو الجلسة السابقة يتكرر لجهة عدم اكتمال النصاب أو أن الرئيس ميقاتي تلقى وعودا بحضور الوزراء وهذا يتظهر اليوم.
وأفادت أن هناك توجها لدى ميقاتي بإحالة المشروع إلى مجلس النواب بعد مناقشته وإبداء الملاحظات بشأنه.، وهذا أمر حذرت وتحذر منه جهات معارضة المشروع، ومن هنا وجود رغبة في الاستعجال لمناقشة الموضوع في المجلس وإحالته إلى البرلمان.
وجاء في بيان «قدماء القوات المسلحة» انه بنتيجة العديد من جلسات التفاوض ما بين اللجنة الحكومية المكلفة إعداد الدراسة ومندوبون عن قيادة الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي ورابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية والتي سادتها عدة اختلافات في وجهات النظر بين المتفاوضين لجهة العطاءات التي يستحقها المتقاعدون لتأمين استمرارية مواجهة الأوضاع المالية التي يعانيها كل منهم، لكن كافة النقاشات كانت محكومة بالسقف المالي المحدد للمعاشات التقاعدية وللرواتب والأجور والذي كان من الصعب تخطية نتيجة وضع المالية العامة اللبنانية، حيث توصلت اللجنة إلى صيغة الإقتراح المدرج في جدول أعمال الجلسة المنوي عقدها لإقرار بند التعويض المؤقت.
وفي ما يأتي جدول بالزيادات والتقديمات التي سيتم نقاشها واقرارها في جلسة مجلس الوزراء:
اولاً: بالنسبة للعسكريين:
أ- في الخدمة الفعلية: يصبح اساس الراتب:
– ضابط عام: 690$
– ضابط قائد: 479$
– ضابط عون: 385$
– رتيب: 277$
– فرد: 257$
ب- العسكريون المتقاعدون:
– ضابط: ثلاث معاشات
– رتيب او افراد: اربع معاشات بحد ادنى 8 مليون ليرة.
ثانياً: بالنسبة للاداريين:
– راتبان + بةدل نقل يومي 450 الف ليرة.
– بدل سعر صفائح بنزين شهرية: 20 صفيحة للفئة الاولى، 18 صفيحة للفئة الثانية، 16 صفيحة للفئة الثالثة، 14 صفيحة للفئة الرابعة، 12 صفيحة للفئة الخامسة.
ثالثاً: بالنسبة للمعلمين:
– راتبان + بدل نقل يومي 450 الف ليرة.
– حوافز 300$ شهرياً.
رابعاً: بالنسبة للمتقاعدين المدنيين:
– ثلاثة معاشات فقط (وقد تنخفض الى معاشين) دون حد ادني للزيادة (8 مليون) كما للعسكريين.
وازاء الارقام غير العادلة التي ستعطى للموظفين والمتقاعدين من مدنيين وعسكريين، تداعى المجلس التنسيقي لمتقاعدي القطاع العام الى النزول الى الشارع بدءاً من الثالثة بعد ظهر اليوم للدفاع عن حق المتقاعدين بحياة كريمة.
مبادرة الإعتدال والموعد مع الوفاء
وفي اطار الحركة الجارية لشرح المبادرة الرئاسية وحشد التأييد لها، زار وفد من تكتل الاعتدال الوطني نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، واستمع الشيخ الخطيب من الوفد الى تفاصيل المبادرة التي طرحها التكتل لانتخاب رئيس للجمهورية.
واوضح النائب احمد الخير الذي تحدث باسم الوفد الذي ضم اليه من النواب: وليد البعريني، واحمد رستم، والنائب السابق هادي حبيش، ان المبادرة ترتكز على نقطتين: الاولى تأمين مساحة مشتركة ما بين اللبنانيين من خلال لقائهم تحت قبة البرلمان، والنقطة الثانية هي فتح المجلس مما يؤدي الى ذهاب كل النواب لممارسة واجبهم الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية.
ولم يحدد الح.زب بعد موعداً للاجتماع مع تكتل الاعتدال الوطني، ولم يستبعد مصدر نيابي ان يتجدد التواصل بين كتلة الاعتدال ورئيس الكتلة النائب محمد رعد الاسبوع المقبل.
وبعد لقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، قال النائب وليد البعريني: الرئيس بري لن يخل بوعده لنا ولم نتحرك الا بعد ان عرضنا الفكرة امامه التي عرضها بدوره على اللجنة الخماسية.
ووصف الراعي المبادرة «بالحلوة» وهنأ تكتل الاعتدال عليها.
«اليونيفيل» لحل دبلوماسي
وحول التصعيد في الجنوب، قال رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو اننا «شهدنا خلال الأيام الماضية تحولاً مقلقاً في تبادل إطلاق النار». وأضاف: «أودى هذا النزاع بحياة عدد كبير جداً من الأشخاص وألحق أضراراً جسيمة بالمنازل والبنية التحتية العامة. كما عرّض سبل العيش للخطر وغيّر حياة عشرات الآلاف من المدنيين على جانبي الخط الأزرق. ومع ذلك، فإننا نشهد الآن توسعاً وتكثيفاً للضربات». تابع «في الأيام الأخيرة، واصلنا عملنا النشط مع الأطراف لتخفيف التوترات ومنع سوء الفهم الخطير، ولكن الأحداث الأخيرة لديها القدرة على تعريض الحلّ السياسي لهذا النزاع للخطر». وختم الجنرال لاثارو: «إننا نحثّ جميع الأطراف المعنيّة على وقف الأعمال العدائية لمنع المزيد من التصعيد وترك المجال لحلّ سياسي ودبلوماسي يمكن أن يعيد الاستقرار ويضمن سلامة الناس في هذه المنطقة».
على الارض، قصف الح.زب مرتين امس قاعدة «ميرون الجوية» على جبل الجرمق.
ورد الجيش الاسرائيلي باستهداف ما اسماه موقعاً عسكريا وبنية تحتية تابعة لـ«الح.زب» ردا على قصف قاعدة ميرون». ايضا طال القصف المدفعي الإسرائيلي أمس، محيط بلدة يارون ومحيط منطقة تلة الحمامص، وسقطت قذيفة قرب المدخل الغربي لبلدة الوزاني. وقبل ظهر أمس، شنت إسرائيل غارتين على بلدتي جبشيت والبيسارية للمرة الأولى. كما استهدفت غارتان إسرائيليتان بلدة المنصوري في قضاء صور.
في المقابل، استهدف «الح.زب» موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وأصابه إصابة مباشرة. واستهدف الح.زب «التجهيزات التجسسية في موقع الرمثا بالأسلحة المناسبة». واستهدف «جنودا اسرائيليين على تلة الطيحات بالأسلحة المناسبة». اما بعد ظهر أمس، فشن الطيران الحربي 3 غارات على أطراف عيتا الشعب لجهة تلة الراهب. واستهدف قصف إسرائيلي وادي السلوقي. وتعرض فان لنقل الخبز لرشقات رشاشة من مستعمرة مسكاف عام أثناء مروره على طريق العديسة كفركلا.
*************************
افتتاحية صحيفة الديار
الح.زب يقصف قاعدة خلال جولة لرئيس اركان العدو… وحركة اوروبية بعنوان «الحل الدبلوماسي»
الحكومة امام امتحان الرواتب اليوم… وتعديل تجميلي لمشروع الزيادة الأول
مبادرة الاعتدال تعتمد على نوايا الكتل… واجواء ايجابية مفخخة بالتفسيرات والالية – محمد بلوط
استمر امس تصاعد حدة المواجهات بين الح.زب والعدو الاسرائيلي، ورد الح.زب بشكل قوي وعنيف على الغارات التي استهدفت بعلبك وبلدات وقرى جنوبية في منطقة النبطية، فامطر قواعد ومواقع العدو بعشرات الصواريخ ما ادى الى اضرار وخسائر عديدة فيها.
وقصف على مرتين صباحا وبعد الظهر ردا على الغارات على بعلبك والبلدات الجنوبية بعشرات صواريخ الكاتيوشا والصواريخ الموجهة الدقيقة قاعدة ميرون للمراقبة الجوية في جبل الجرمق، ما ادى الى اضرار كبيرة فيها.
كما قصف بعشرات صواريخ الكاتيوشا لاول مرة مقر قيادة الفرقة 164 في جيش العدو في جعتون، محققا فيه اصابات مباشرة.
واعترفت وسائل الاعلام الاسرائيلية بسقوط عدد كبير من الصواريخ في المنطقة، وتكتمت بسبب الرقابة العسكرية على الخسائر.
والبارز امس ما نقلته وسائل الاعلام من مشاهد لصواريخ استهدفت منطقة يركا شرقي عكا، وتصدي القبة الحديدية لها وسط دوي صفارات الانذار. ولم يصدر عن الح.زب اي بيان في هذا الحدث.
وقالت هيئة البث الاسرائيلية ان الح.زب قصف قاعدة للجيش الاسرائيلي خلال جولة لرئيس الاركان الاسرائيلي هرسي هاليفي. ولم تشر الى الخسائر في القاعدة.
وكان طيران العدو شن امس غارات على البيسارية وجبشيت والمنصوري واطراف عيتا الشعب، في اطار الغارات المكثفة على مناطق مختلفة في الجنوب.
قلق دولي
وفي ظل هذا المشهد التصعيدي الواسع ارتفع منسوب القلق الدولي من انفجار الموقف على جبهة لبنان. وعبر قائد قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب الجنرال اولدو لاثارو امس عن هذا القلق بقوله “ اننا نشهد خلال الايام الماضية تحولا مقلقا في تبادل اطلاق النار على الحدود الجنوبية، ونشهد الان توسعا وتكثيفا للضربات في الايام الاخيرة، ولقد واصلنا عملنا مع الاطراف لتخفيف التوترات لكن الاحداث الاخيرة لديها القدرة على تعريض الحل السياسي لهذا النزاع الى الخطر.
وعلمت “الديار “ ان قائد اليونيفيل اعرب عن هذا القلق خلال لقائه اولزامس الرئيس بري، كما ابلغ مخاوفه من توسع رقعة المواجهات لجهات حكومية وعسكرية.
وفود اوروبية لتغليب «الحل الدبلوماسي»
وفي ظل تصاعد التوتر على جبهة لبنان مع العدو الاسرائيلي، يشهد لبنان مجددا حركة موفدين اوروبيين ناشطة تحت عنوان تخفيف حدة الاحتقان وتغليب الحل السياسي والدبلوماسي لاعادة الاستقرار الى الحدود الجنوبية.
وعلمت “الديار” ان وفدين بريطاني ونمساوي سيزوران بيروت غدا ويلتقيان الرئيسين بري وميقاتي وعدد من المسؤولين في هذا الاطار.
وكان وفد امني يوناني زار الرئيس بري وبحث معه الموقف في الجنوب.
وفي موضوع متصل نقلت وكالة رويترز عن مصدرين امس ان الح.زب سيوقف اطلاق النار اذا ما وافقت حركة ح على هدنة مع اسرائيل ما لم يستمر قصف لبنان.
وفي اطار تصريحات قادة العدو ادعى وزير الدفاع الاسرائيلي غالانت امس “ ان الح.زب وايران يسعيان الى تحويل رمضان لمرحلة ثانية من ٧ تشرين الاول، وسنوقف ذلك “.
امتحان الحكومة وزيادة الرواتب
على صعيد اخر تتجه الانظار مجددا الى السراي الحكومي ومصير جلسة مجلس الوزراء المقررة عند الرابعة من بعد ظهر اليوم، وما ستقرره في شأن زيادة رواتب القطاع العام والمتقاعدين العسكريين والمدنيين، بالاضافة الى مشروع المصارف و٢٦ بندا مدرجة على جدول الاعمال.
وعلمت “ الديار” من مصادر حكومية انه سبق اعلان موعد الجلسة اتصالات مع الوزراء لتأمين نصابها، وعدم تكرار ما حصل بالنسبة لجلسة الاسبوع الماضي.
كما عقد الرئيس ميقاتي سلسلة اجتماعات على مدى الايام الثلاثة الماضية للتوصل الى صيغة حول زيادة الرواتب تحت العنوان الذي ورد في جدول الاعمال وهو “ اعطاء تعويض مؤقت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي، وتعديل تعويض النقل الشهري المقطوع للعسكريين “.
تحسينات محدودة للمشروع القديم
كما علمت “الديار” من مصادر مطلعة ان صيغة مشروع المرسوم الذي كان مطروحا في السابق منذ حوالي ٣ اشهر قد جرى تعديل عليها بشكل محدود، يراعي وضع الاموال المتوفرة في الخزينة والموازنة وفق مصادر حكومية، لكنه لا يلبي مطالب موظفي القطاع العام والمتقاعدين العسكريين والمدنيين.
واضافت المعلومات ان ما تم التوصل اليه نتيجة الاجتماعات المكثفة في الثماني والاربعين الماضية يعتبر بنظر المصادر الحكومية اقصى ما يمكن التوصل اليه في الوقت الراهن.
ووصفت مصادر متابعة لاجواء هذه الاجتماعات بان الصيغة المعدلة المطروحة هي عبارة عن نسخة محسنة للنسخة الاصلية في المرسوم السابق.
مشروع المصارف للترحيل والتعديل
وكان مصدر مقرب من رئيس الحكومة قال لـ “الديار” قبل الاعلان الرسمي عن موعد جلسة مجلس الوزراء : “ انه بالمبدأ بانتظار توفير النصاب وتأكيده فان الجلسة ستعقد بعد ظهر الغد(اليوم). وهناك مشروع اعد مع اضافة بعض التعديلات على مشروع الحوافز الاجتماعية سيقر في الجلسة اذا ما انعقدت. وهناك ايضا مشروع قانون المصارف الذي سيعرض خلال الجلسة بشكل عام، ويؤجل البت به لاستكمال البحث فيه لادخال كل التعديلات المطروحة على المشروع الاساسي. وهناك جدول الاعمال العادي الموزع والمعروف، والمسألة مرتبطة بتامين النصاب “.
وقال مصدر مطلع لـ “الديار “ مساء امس ان البت بالصيغة النهائية لهذا الموضوع سيكون على طاولة مجلس الوزراء، مع الاخذ بعين الاعتبار لدى الحكومة ان كل القطاع العام يجب انصافه ولكن ضمن السقف المالي المتاح والمتوافر “.
واكد ان هناك زيادة للمتقاعدين العسكريين والمدنيين افضل مما كان مطروحا في السابق، لكن بطبيعة الحال لا يدخل فيها بدل نقل كما الموظفين العاملين.
وكان مستشار الرئيس ميقاتي النائب نقولا نحاس قال “ ان مشروع المرسوم المعروض في خصوص رواتب القطاع العام على طاولة مجلس الوزراء منذ ٣ اشهر، سيعرض في الجلسة بعد أجراء تعديلات طفيفة عليه “، مضيفا ان لا حل لدينا سوى هذا الامر لان الصندوق الذي سيمول الزيادات (الخزينة) هو واحد وسيعطى منه الكل “.
واضاف “ ما قامت به الحكومة هو اعادة توزيع للاموال، فمن اجل تعزيز الفئات الدنيا يجب الاخذ من الفئات العليا “.
وقال مصدر وزاري لـ “الديار”: ان هناك توجها قويا لاقرار هذا الموضوع في جلسة الغد (اليوم) نظرا للتداعيات السلبية المتفاقمة جراء اضراب موظفي القطاع العام والشلل الحاصل في الادارات العامة والقطاعات الحيوية، وان الرئيس ميقاتي عبر في اجتماعاته الاخيرة على اهمية اقرار هذا المشروع، وعلى الاسراع في تقبيض الموظفين والعسكريين في اقرب وقت بعد ان تاخرت بسبب اصراب موظفي المالية.
اعتصام للمتقاعدين
وبعد اعلان موعد جلسة مجلس الوزراء اصدر تجمع العسكريين المتقاعدين بيانا رفض فيه الزيادة المقترحة التي تتضمن اعطاء ٣ معاشات اضافية للضباط و٤ للرتباء. ودعا المتقاعدين المدنيين والعسكريين الى الاعتصام في ساحة رياض الصلح مع موعد انعقاد الجلسة.
مبادرة الاعتدال :مخاوف من التفسيرات المفخخة
وعلى صعيد ملف رئاسة الجمهورية، واصلت كتلة الاعتدال تحركها في اطار مبادرتها الرامية الي التوصل الى مقاربة جامعة لهذا الملف يمكن ان تؤدي الى جلسة ناجحة لانتخاب رئيس الجمهورية.
وقال احد اعضاء الكتلة امس لـ “الديار” : ان الاجواء مع سائر الكتل والنواب الذين التقيناهم كانت جيدة، لا بل وجدنا تجاوبا مع مبادرتنا اكثر مما كنا نتوقع، وحصلنا منهم على اجوبة ايجابية ومشجعة للانتقال الى مرحلة التنفيذ وعقد اللقاء التشاوري بين ممثلي الكتل من اجل تاكيد الالتزام بالمشاركة في جلسة الانتخاب وتامين نصاب الـ ٨٦ نائبا.
وردا على سؤال حول درجة التفاؤل في نجاح مبادرة الكتلة، قال “ ما سمعناه من الكتل والنواب يبعث على التفاؤل، واذا ما صفيت النوايا نكون قد حققنا خرقا مهما في جدار الازمة، والنتائج ستكون في فترة قصيرة خلال اسبوعين او ثلاثة “.
وكانت الكتلة التقت امس كتلة اللقاء الديموقراطي، ومن المقرر ان تلتقي كتلة المردة اليوم.
وفي شأن اللقاء مع كتلة الوفاء للمقاومة قال عضو الكتلة النائب وليد البعريني بعد زيارة الكتلة للبطريرك الماروني بشارة الراعي في اطار زيارة الرؤساء الروحيين ان الكتلة طلبت موعدا معها، وتوقع ان يكون اللقاء الاسبوع المقبل.
ولفت تاكيد البعريني ان كتلة الاعتدال تحظى بدعم سائر اعضاء اللجنة الخماسية، مكررا ان الرئيس بري كان مرحبا بالافكار التي طرحتها عليك وشجعهم على التحرك.
والتقت الكتلة نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، وشيخ عقل الطائفة الدرزية سامي ابو المنى.
وعلمت “ الديار “ ان الكتلة بعد الانتهاء من جولتها ستجتمع مجددا مع الرئيس بري لاطلاعه على خلاصة هذه الجولة قبل عقد اللقاء التشاوري الذي سيجمع ممثلي الكتل والنواب المستقلين في المجلس النيابي.
واضافت المعلومات ان اللقاء سيتناول طرح الاسماء المرشحة للرئاسة من قبل الكتل والنواب، وسيناقش الالتزام بتامين نصاب الجلسة الـ ٨٦ والاستمرار بها في اطار انتخاب رئيس للجمهورية.
وحسب مصادر كتلة الاعتدال فان الكتلة ستعود للقاء الرئيس بري لاطلاعه على نتائج اللقاء المذكور التي على اساسها يدعو الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية.
وتقول مصادر نيابية انه في الاطار العام هناك ترحيب بمبادرة الاعتدال الوطني، لكن تبقى هناك اسئلة مطروحة حول الية ترجمتها، لا سيما حول ترؤس اللقاء التشاوري وادارته والتقرير الذي سيخرج به.
وتضيف ان هناك توجها لكي يقوم احد اعضاء الاعتدال الوطني بادارة النقاش، مع مقرر ربما يتم اختياره من المستقلين. اما التوجس او المخاوف فتكمن في تفسير بعض الكتل لفحوى المبادرة التي يبدو انها تحمل افخاخا عن قصد اوغير قصد، لا سيما حول مسألة طرح الاسماء المرشحة وعددها، مع العلم ان النائب البعريني قال ان العدد مفتوح وفق راي الكتل والنواب وهو غير محصور باثنين او ثلاثة.
وكان عضو تكتل القوات اللبنانية النائب غسان حاصباني رفض تسمية اللقاء بلقاء حواري مؤكدا على انه لقاء تشاوري.
ورأى في حديث لاحدى المحطات ان الهدف منه ليس الخروج باسم واحد او اكثر وانما الالتزام بحضور جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية وعدم تطيير النصاب.
*************************
افتتاحية صحيفة الشرق
هدنة غزة في دائرة التجاذبات… وتصعيد مطلبي يواكب مجلس الوزراء
بعد يومٍ من التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق منذ حرب تموز عام 2006، شهد ضرب أهدافٍ للح.زب قرب مدينة بعلبك في البقاع، استفاق الجنوب أمس على إطلاق راجمة صواريخ من بلدة الطيري نحو شمال اسرائيل.
فقد اعلن الح.زب في بيانٍ استهداف قاعدة ميرون للمراقبة الجوية على جبل الجرمق في تمام الساعة 8:00 صباحا رداً على العدوان الإسرائيلي على محيط مدينة بعلبك في البقاع، بدفعة صاروخية كبيرة من عدّة راجمات.
وسُمعت صفارات الإنذار في مستوطنات سعسع وكفار حوشن ودوفيف وسفسوفة في الجليل الأعلى، فيما أفادت معلومات صحافية عن أن عدد الصواريخ التي تم إطلاقها ناهز الـ 40 صاروخاً.
واعترضت القبة الحديدية عدداً من الصواريخ التي أطلقت نحو اسرائيل والتي استهدف بعضها قاعدة «ميرون الجوية» على جبل الجرمق.
واعلن الجيش الإسرائيلي «اننا استهدفنا موقعا عسكريا وبنية تحتية تابعة لـ»الح.زب» ردا على قصف قاعدة ميرون».
ايضا طال القصف المدفعي الإسرائيلي صباحا، محيط بلدة يارون ومحيط منطقة تلة الحمامص جنوبي لبنان، وسقطت قذيفة قرب المدخل الغربي لبلدة الوزاني، وقبل الظهر، شنت إسرائيل غارتين على بلدتي جبشيت والبيسارية جنوبي لبنان للمرة الأولى. كما استهدفت غارتان إسرائيليتان بلدة المنصوري في قضاء صور.
في المقابل، استهدف «الح.زب» موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وأصابه إصابة مباشرة». واستهدف الح.زب التجهيزات التجسسية في موقع الرمثا بالأسلحة المناسبة». واستهدف «جنودا اسرائيليين على تلة الطيحات بالأسلحة المناسبة».
اما بعد الظهر، فشن الطيران الحربي 3 غارات على أطراف عيتا الشعب لجهة تلة الراهب. واستهدف قصف إسرائيلي وادي السلوقي. وتعرض فان لنقل الخبز لرشقات رشاشة من مستعمرة مسكاف عام أثناء مروره على طريق العديسة كفركلا.
وكان مراسل قناة «المنار» علي شعيب، قد كشف في منشور على حسابه عبر منصّة «إكس»: أن «صلية صاروخية كبيرة أطلقت بإتجاه الأراضي المحتلة».
وأضاف، «أصوات الإنفجارات تدوي في جبل الجرمق وقاعدة ميرون وتفعيل صافرات الإنذار والقبة الحديدية مقابل القطاع الأوسط من جنوب لبنان».
وأعلن الح.زب في بيان الآتي: استهدفنا عند الساعة 15:45 من بعد الظهر للمرة الثانية قاعدة ميرون للتحكم والسيطرة والمراقبة الجوية بدفعة من صواريخ ضد الدروع ما أدى الى اصابة قسم من تجهيزاتها ومعداتها الفنية والتجسسية وتدميرها بالكامل.
ومساء اعلن الح.زب في بيان، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 16:45 من بعد ظهر يوم الثلاثاء 27-02-2024 مقر قيادة الفرقة 146 في جعتون بعشرات صواريخ الكاتيوشا وحققوا فيها اصابات مباشرة.
قطر تتفاءل بالتوصل إلى تسوية قبل رمضان
من جانبه قال المتحدث بلسان وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، الثلاثاء، إنه لا يوجد اتفاق بين حركة ح وإسرائيل حول القضايا الرئيسية لوقف إطلاق النار في غزة. قائلا إن قطر “تضغط بقوة” من أجل الموافقة على الاتفاق الذي طرح في باريس بين حركة ح وإسرائيل.
وأشار إلى أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة يتراجع وعلى المجتمع الدولي التدخل بشكل أوضح، موضحا أن قطر لا يمكنها التعليق على تعليقات الرئيس الأميركي جو بايدن حول إمكانية اتفاق إسرائيل وحركة ح الأسبوع المقبل على وقف إطلاق النار.
وعن الوضع في غزة، اعتبر ماجد الأنصاري أنه كارثي وخطير وأكد على ضرورة ضغط المجتمع الدولي من أجل الحيلولة دون استمرار تجويع شعب غزة.
وقال ماجد الأنصاري إن قطر تنسق مع فرنسا لإرسال ثلاث طائرات من المساعدات. وحول الأنباء المتداولة عن ضغوط لتشكيل حكومة تكنوقراط في فلسطين، أشار المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية إلى أن الدوحة مع حكومة تدير كامل أرض فلسطين لتقوم بواجبها، وهي مع وجود توافق فلسطيني ووحدة القرار الداخلي للمساهمة في إرساء حال أكثر استقرارا في الأراضي الفلسطينية.
بايدن يأمل وقف إطلاق النار الاثنين المقبل
والإسرائيليون لا يعرفون أساس تفاؤله
وقال موقع “أكسيوس” إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تبذل جهودا جادة لمحاولة التوصل إلى صفقة أسرى يمكن أن تؤدي إلى توقف إطلاق النار في قطاع غزة قبل بداية شهر رمضان، ولمدة 6 أسابيع.
في المقابل، نقل الموقع الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الوسطاء القطريين أبلغوهم أن كبار مسؤولي (حركة ح) يشعرون بخيبة أمل من الخطوط العريضة لصفقة إطلاق سراح الأسرى التي قُدمت في باريس يوم الجمعة الماضي. وأكدوا أن هناك فجوة كبيرة بينها وبين مطالبهم، بحسب مسؤولين إسرائيليين ومصدر مطلع تحدثوا لموقع أكسيوس.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى للموقع “ليس هناك مجال لكثير من التفاؤل”. وأضاف أن “التقدم الذي حققته إسرائيل مع الوسطاء في باريس لم يسد الفجوات مع حركة ح، ومن الصعب أن نرى في هذه المرحلة كيف يمكن التوصل إلى اتفاق قبل رمضان”.
واعتبر الموقع أن التوصل إلى اتفاق قد يكون ممكنا بحلول يوم الاثنين المقبل على الأرجح بعد “معركة شاقة بسبب الفجوات الكبيرة بين إسرائيل وحركة ح في المفاوضات”.
ونقلت صحيفة “يديعوت احرونوت” عن مسؤولين اسرائيليين انهم لا يعرفون ما هو أساس تفاؤل بايدن بوقف النار الاثنين المقبل.
وكانت مصادر مطلعة قد كشفت عن موافقة إسرائيل على بنود إطار أولي لوقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية، تضمن عودة تدريجية للنازحين إلى شمال القطاع باستثناء من هم في سن الخدمة العسكرية.
وأضافت المصادر أن تل أبيب قبلت طلب حركة ح زيادة دخول المساعدات والمنازل الموقتة للقطاع وإدخال الآليات والمعدات الثقيلة، بالإضافة لإعادة تموضع قواتها العسكرية خارج المناطق المكتظة، ووقف الاستطلاع الجوي لمدة 8 ساعات يوميا.
وتابعت أن إسرائيل وافقت على إطلاق سراح 400 أسير فلسطيني بينهم عدد من أصحاب الأحكام العالية، مقابل الإفراج عن 40 أسيرا إسرائيليا من النساء وكبار السن.
ونقل الموقع الأميركي عن الرئيس الأميركي جو بايدن قوله “أخبرني مستشاري للأمن القومي أننا قريبون، ولكن لم ننتهِ بعد، وآمل أن نتوصل إلى وقف لإطلاق النار بحلول يوم الاثنين المقبل”.
وعقد ممثلون عن الجيش الإسرائيلي وجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) الاثنين جولة أولى من المحادثات في الدوحة مع الوسطاء المصريين والقطريين، تناولت الجوانب الإنسانية لمقترح صفقة الأسرى.
ووفقا لمسؤولين إسرائيليين، طلب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو من مفاوضيه التشديد على عدم السماح بعودة بعض الأسرى الفلسطينيين (مثل أعضاء حركة ح الذين أدينوا بقتل إسرائيليين ويقضون أحكاما طويلة) إلى قطاع غزة أو الضفة الغربية عندما يتم الإفراج عنهم بموجب صفقة التبادل المقترحة.
***************************
افتتاحية صحيفة البناء
تظاهرة لطيّارين عسكريين أميركيين تضامناً مع زميلهم بوشنل: لا للإبادة الجماعيّة / بايدن يأمل بالتوصل إلى اتفاق الاثنين… ويقول إنّ لا عمليات عسكرية في رمضان / المقاومة تطلق 100 صاروخ وتستهدف ميرون وقاعدة خلال جولة لرئيس الأركان /
بايدن يريد اتفاقاً لوقف النار قبل رمضان... ولا ينسى الأيس كريم!
قال طيارون عسكريون أميركيون احتشدوا عند السفارة الإسرائيلية في واشنطن تخليداً لذكرى زميلهم ارون بوشنل الذي أحرق نفسه حتى الموت أمام السفارة داعياً لخروج أميركا من المشاركة في حرب الإبادة الجماعية التي تخوضها “إسرائيل” ضد الفلسطينيين. وتناوب الطيارون المحتجّون على الكلام مؤكدين تبني شعارات بوشنل بوقف حرب الإبادة بحق الفلسطينيين ووقف الدعم الأميركي للجرائم الإسرائيلية وحماية قادة “إسرائيل” من المحاسبة والمساءلة. ووجّهوا في ختام اللقاء التضامني النداء لكل الأميركيين وكل شعوب العالم للتحرّك بسرعة طلباً لتكثيف الضغوط عبر العالم لفرض وقف الحرب.
في أميركا أيضاً، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أنه متفائل بقرب التوصل إلى اتفاق للتهدئة في غزة، محدداً موعداً مبدئياً الإثنين المقبل، ناقلاً عن حكومة بنيامين نتنياهو تعهداً بعدم شن عمليات حربية في غزة خلال شهر رمضان، وفيما نفت حكومة نتنياهو معلومات بايدن عن قرب التوصل إلى الاتفاق مع مواصلة المساعي، لم تعلق على كلامه عن تعهّد إسرائيلي بعدم شن عملية كبرى في شهر رمضان.
على جبهة لبنان جنوباً تواصلت عمليات المقاومة، التي استهدفت قواعد إسرائيلية عديدة على طول الحدود حتى عمق الجليل الأوسط، وأطلقت خلال يوم أمس أكثر من 100 صاروخ، متنوّعة الأحجام والرؤوس، بينما تمّ استهداف أحد المواقع القتالية والقواعد في الجليل الغربي خلال جولة لرئيس الأركان هرتسي هليفي داخل القاعدة، في وقت لاحظ مراقبون إسرائيليون تراجع الاستنفار داخل قواعد القبة الحديديّة التي تضاءلت الحالات التي تطلق فيها الصواريخ المضادّة، وحالات أقل تنجح فيه صواريخ القبة بإسقاط صواريخ المقاومة.
استفاق الجنوب على إطلاق راجمة صواريخ من بلدة الطيري نحو كيان «إسرائيل». وأعلن حزب الله في بيانٍ استهداف قاعدة ميرون للمراقبة الجوية على جبل الجرمق في تمام الساعة 8:00 صباحاً رداً على العدوان الإسرائيلي على محيط مدينة بعلبك في البقاع، بدفعة صاروخية كبيرة من عدّة راجمات. وسُمعت صفارات الإنذار في مستوطنات سعسع وكفار حوشن ودوفيف وسفسوفة في الجليل الأعلى، واعترضت القبة الحديدية عدداً من الصواريخ التي أطلقت نحو «إسرائيل» والتي استهدف بعضها قاعدة «ميرون الجوية» على جبل الجرمق. وأعلن جيش العدو الإسرائيلي «اننا استهدفنا موقعاً عسكرياً وبنية تحتية تابعة لـ»حزب الله» رداً على قصف قاعدة ميرون». أيضاً طال القصف المدفعي الإسرائيلي، محيط بلدة يارون ومحيط منطقة تلة الحمامص، وسقطت قذيفة قرب المدخل الغربي لبلدة الوزاني. وشنت «إسرائيل» غارتين على بلدتي جبشيت والبيسارية للمرة الأولى. كما استهدفت غارتان إسرائيليتان بلدة المنصوري في قضاء صور. في المقابل، استهدف “حزب الله” موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وأصابه إصابة مباشرة”. واستهدف حزب الله «التجهيزات التجسسية في موقع الرمثا بالأسلحة المناسبة». واستهدف «جنوداً إسرائيليين على تلة الطيحات بالأسلحة المناسبة».
وقال ضابط في سلاح “ضد الدروع” في “حزب الله” لـ “الميادين”: “تكيّفنا مع أيّ متغيّر يُمكن أنّ يلجأ إليه العدوّ من خلال معرفتنا الكبيرة بالأرض”. وأضاف الضابط أنّ “ما شاهده العدوّ لم يتجاوز الخمسة في المئة من مستوى قدراتنا».
وغداة التصعيد الميداني غير المسبوق، بعدما وصلت الصواريخ الإسرائيلية الى البقاع، صدرت سلسلة تحذيرات دبلوماسية من تفلّت الأمور نحو ما لا تُحمَد عقباه، واستعجال لتنفيذ القرار 1701. في السياق، قال رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو إننا “شهدنا خلال الأيام الماضية تحولاً مقلقاً في تبادل إطلاق النار”. وتابع “في الأيام الأخيرة، واصلنا عملنا النشط مع الأطراف لتخفيف التوترات ومنع سوء الفهم الخطير، ولكن الأحداث الأخيرة لديها القدرة على تعريض الحلّ السياسي لهذا النزاع للخطر”. وحث لاثارو “جميع الأطراف المعنيّة على وقف الأعمال العدائية لمنع المزيد من التصعيد وترك المجال لحلّ سياسي ودبلوماسي يمكن أن يعيد الاستقرار ويضمن سلامة الناس في هذه المنطقة”.
وليس بعيداً، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسكا التي أطلعته على جولتها الأخيرة في المنطقة والآليات التي تسمح بتطبيق القرار الدولي 1701. ودعت كل الأطراف إلى التهدئة والعمل لإنجاز الحلول الديبلوماسية.
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية، أن “واشنطن لا تريد تصعيد التوتر في شمال “إسرائيل” سواء منها أو من حزب الله”. وأعلنت أن “إسرائيل” أبلغت الولايات المتحدة أنها لا تريد التصعيد مع لبنان وأنها تريد حل النزاع دبلوماسياً.
سياسياً وحكومياً، لا يزال موعد جلسة مجلس الوزراء قائماً اليوم عند الثالثة في السراي اذا اكتمل النصاب وعلى جدول أعمال الجلسة المصارف ورواتب القطاع العام وإذا لم يكتمل النصاب فستؤجل الى الخميس المقبل.
وبالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء ينفذ تجمع العسكريين المتقاعدين كل الموظفين والمتقاعدين عسكريين ومدنيين، اعتصاماً في ساحة رياض الصلح الساعة الرابعة عشرة، لرفضه العرض المطروح حول تصحيح الرواتب والأجور في القطاع العام والقاضي بإعطاء الضباط 3 معاشات والرتباء أربعة معاشات على أن لا تقلّ عن 8 ملايين ليرة لبنانية لكونه لا يؤمن الحد الأدنى من المطالب التي طالب بها التجمع لتحقيق العدالة والمساواة والحد الأدنى للعيش الكريم لكل عائلات الشهداء والموظفين والعسكريين والمتقاعدين.
وفي إطار المبادرات الرئاسية، يواصل تكتل الاعتدال الوطني الرئاسي، جولاته على المسؤولين والكتل السياسية والمراجع الدينية، فالتقى وفدٌ من التكتل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب أطلعه على تفاصيل المبادرة التي طرحها التكتل لانتخاب رئيس للجمهورية، وكانت مناسبة جرى خلالها التباحث في تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة. كما زار وفد تكتل الاعتدال رئيس اللقاء الديمقراطي، وقال النائب هادي أبو الحسن، “المطلوب اليوم أن لا نوصد هذه الأبواب، بل أن نشرّعها من أجل التسوية الوطنية والحلول”. وزار وفد “الاعتدال” البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي هنأهم على “المبادرة الحلوة”.
وتشدّد مصادر مطلعة على حراك الاعتدال، لـ “البناء” ان المبادرة دونها عقبات ولن تصل إلى الخواتيم المرجوة لا سيما أن حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري لا يزال يتمسك بترشيح الوزير السابق سليمان فرنسية لرئاسة الجمهورية، معتبرة أنها تدور في حلقة مفرغة خاصة أن حزب القوات واسوة بالتيار الوطني الحر يعترضان بشكل مطلق انتخاب فرنجية، وتجزم المصادر أن هناك عقبات تقف خلف عدم نجاح المبادرة وتتصل باقتناع اللاعبين المحليين والدوليين أن لا رئاسة في المدى المنظور، وأن كل الملفات مؤجلة إلى ما بعد انتهاء الحرب على غزة، مع تشديد المصادر على أن مبادرة الاعتدال لم تتطرّق الى جوهر المشكلة فالدعوة للتفاوض مهمة، لكنها لن تحصل إذا لم تتبدّد الهواجس.
وأكد تكتل لبنان القويّ في اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، تمسّكه بموقفه من انتخابات رئاسة الجمهورية باعتبارها استحقاقاً سيادياً لبنانياً داخلياً، لا يجوز ربطه بأي حدث خارجي. وجدّد التكتل تمسكّه بكل تشاور هادف ينتهي حكماً بانتخاب رئيس للجمهورية مع الأولوية أن يتمّ ذلك بالتوافق بين الكتل على اسم الرئيس وإلا فليتمّ الانتخاب بالمنافسة الديمقراطية.
نسخ الرابط :