افتتاحيات الصحف المحلية اليوم الثلاثاء 27 شباط 2024

افتتاحيات الصحف المحلية اليوم الثلاثاء 27 شباط 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة النهار

من بعلبك إلى الجولان… الأقرب إلى الحرب؟

من سهل بعلبك الى مرتفعات الجولان وما بينهما من مناطق حدودية جنوبية وحتى في إقليم التفاح شمال الليطاني، رسم الخط الدائري للتصعيد الحربي الواسع الذي طبع يوم المواجهات امس اطارا هو الأخطر اطلاقا لهذه المواجهات منذ اندلاعها في الثامن من تشرين الأول الماضي. وإذ يمكن توصيف يوم البارحة بانه يوم التصعيد النوعي الاستراتيجي في تبادل الضربات الاستراتيجية بين “الح.زب” وإسرائيل، فان ذلك دفع المواجهات النوعية هذه، الى اعتبار يوم البارحة بانه اليوم الأقرب الى حرب واسعة من أي وقت مضى. ومع ذلك فان جسامة المواجهات واتساع دائرتها إلى الأعماق لا يعني بالضرورة ان الاقتراب من الخطوط الحمر بل وتجاوزها مرات، ان الحرب الشاملة ستندلع. فخطر الحرب لا شك يكبر، في نظر ومعطيات الكثير من الأوساط والخبراء المعنيين، ولكن الفرامل الدولية ولا سيما منها الأميركية والإقليمية وخلاصات ودروس حرب غزة ومواجهات الجنوب بمجملها، حتى الان، لا تزال كافية لمنع الجزم بان الحرب واقعة لا محال. وليس أدل على ذلك من ان وتيرة العنف في المواجهات الميدانية بين إسرائيل و”الح.زب” تصاعدت بقوة واتساع مرات متكررة وطاولت نيرانها أعماقا في إسرائيل كما في لبنان. ولكن الخط البياني للمواجهات عاد الى نمطية لا توحي بعد بان التفلت واشتعال الحرب التي يخشى منها هو امر وارد بسهولة على رغم العنف التصاعدي في المواجهات.

 

في أي حال اتخذت المواجهة بين “الح.زب” وإسرائيل  بعدا شديد الخطورة امس ينذر للمرة الأولي بهذه الحدة بتدحرج “حرب الإسناد” الى ما هو أوسع. وقد كان اخطر التطورات انقضاض المقاتلات الإسرائيلية في غارة على موقع لـ”الح.زب” في عمق منطقة بعلبك وهي المرة الأولى التي يصار فيها الى تنفيذ ضربات بهذا العمق، ليس فقط منذ بدء المواجهات الحالية في 8 تشرين الأول الماضي بل منذ #حرب تموز 2006.

 

وجاء الاستهداف الإسرائيلي على دفعتين، الأولى عبر صاروخ ضرب موقعا لتخزين المواد الغذائية بين بلدتي العلاق وحوش تل صفية على طريق بوداي، فيما استهدفت الغارة الثانية موقعا اخر. ونفذ الجيش اللبناني طوقاً أمنياً في المنطقة وفي محيط المكان المستهدف.

وقد نعى “الح.زب” إثنين من عناصره، وهما أحمد محمد سنديان “نجاد” مواليد عام 1966 من بلدة علي النهري في البقاع وحسن علي يونس “أبو العز” مواليد عام 1969 من بلدة بريتال في البقاع.

 

وقال الجيش الإسرائيلي إن القصف جاء رداً على إسقاط “الح.زب” مسيّرة إسرائيلية في الأجواء اللبنانية علما ان “الح.زب” قد أعلن في وقت سابق امس أن “وحدة الدفاع الجوي في المقاومة الإسلامية” أسقطت طائرة مسيرة إسرائيلية من نوع “هرمز 450” بصاروخ أرض جو فوق منطقة إقليم التفاح. وتعتبر هذه المسيرة الاحدث والأكثر تطورا وقدرات في منظومة المسيرات التي تصنعها إسرائيل.

 

اما ردّ الحزب على غارة بعلبك فلم يتأخر، إذ أعلن عن قصف مقر قيادة ‏فرقة الجولان في نفح بستين صاروخ كاتيوشا، كما علق “عضو كتلة الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله على القصف الاسرائيلي الذي استهدف بعلبك، بالقول إن “العدو هدّد لبنان، ونحن نقول له إن نار المقاومة حارقة وستتصدى لأي اعتداء على بلدنا”. وقال أن “العدو يظن أنه يستطيع أن يستعيد هيبته من خلال الغارات على بعلبك والقرى”، لكنّه شدّد على أن “المقاومة ستبدع في إيجاد الردود على تمادي العدو في عدوانه على القرى والبلدات”، مؤكدا أن “نهاية هذه الحرب لن تكون إلّا بالانتصار”.

 

وتوالت المستجدات الميدانية، اذ استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة في بلدة المجادل الجنوبية، ونقل عن رئيس بلدية المجادل قوله إن إسرائيل استهدفت أحد الشخصيات في السيارة. ونعى “الح.زب” لاحقا أحد عناصره حسن حسين سلامة من بلدة خربة سلم الذي وصفته تقارير إعلامية بانه قائد قطاع ميداني. كما أغار الطيران الإسرائيلي على وادي برغز بين حاصبيا وقرى البقاع الغربي.

 

وقصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف يارين والجبين في القطاع الغربي، كما قصفت بلدة حولا بالإضافة إلى إقليم التفاح. وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن “هدف الغارات على إقليم التفاح كان أيضاً تدمير ما تبقى من مسيرة أسقطها الح.زب”.

 

من جهته، أعلن “الح.زب” قصف مستعمرة شتولا. وفي وقت سابق، أطلق الحزب عدداً من الصواريخ على منطقة الجليل الغربي، وعلى موقعي رويسات العلم والرادار في مزارع شبعا. وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى إصابة إسرائيلي جراء سقوط صاروخ مضادّ في مستوطنة شتولا “. وأفيد عن تعرّض منطقة الجرمق، شمال نهر الليطاني قبالة نهر الخردلي لغارة إسرائيلية .

 

وسط هذه التطورات شرع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب في إعداد رد الحكومة الرسمي على ورقة الاقتراحات الفرنسية لتبريد الجبهة في الجنوب. وأوضح بو حبيب بعد اجتماع مع رئيس الحكومة: “بحثنا في الرد على المقترح الفرنسي ونحن نهيئ الرسالة التي اتفقنا عليها، والنقاط التي سنتناولها، وان شاء الله يكون الرد لدى الفرنسيين الأسبوع المقبل”. وقال ردا على سؤال “موقفنا معروف ونريد تطبيقا كاملا وشاملا للقرار 1701 ومن ضمنه شبعا وكفرشوبا.” وقال “نرحب بالدور الفرنسي، ولقد أعطانا الفرنسيون هذه الأفكار لأن يهمهم لبنان وسلامة لبنان”.

 

المشهد الداخلي

وبعيدا من الأجواء الميدانية، بقي التحرك الرئاسي الذي تقوم به “#كتلة الاعتدال الوطني” محل ترقب ومتابعة شديدة عند مختلف الافرقاء خشية الوقوع في اي دعسة ناقصة. وأفادت مصادر معنية “النهار” انه اذا كان رئيس مجلس النواب نبيه بري شجع مبادرة ” الاعتدال” فانه قدم لاعضاء الكتلة جملة من النصائح التي اعتبر انها تساعد بالفعل على عقد جلسة الانتخاب مع التشديد على تمثيل كل كتلة بنائب او اثنين في جلسة المشاورات المنتظرة في البرلمان والاتفاق على جملة من الامور مع التركيز على عدم شطب اي من الاسماء المرشحة المطروحة والا تكون هذه اللقاءات “حوارات صالونات” بل جدية تؤدي الى طاولة مستديرة تنتهي حصيلتها بالفعل الى جلسة انتخاب حقيقية.

 

وفي الملف المطلبي لم يطرأ أي عامل جديد حيال ازمة إضراب موظفي وزارة المال التي تهدد بعدم دفع رواتب القطاع العام مطلع الشهر وتأخيرها. وبينما الاضراب يشل القطاع العام كلا تقدم النواب اشرف ريفي، الياس حنكش، سامي الجميّل، سليم الصايغ، فؤاد مخزومي، مارك ضو، ميشال الدويهي، ميشال معوّض، نديم الجميّل، وضاح الصادق، بطعن امام المجلس الدستوري في دستورية قانون الموازنة العامة لعام 2024 طالبين تعليق  العمل به وابطاله.

كما يتوجه اليوم النواب بولا يعقوبيان، نجاة صليبا، شربل مسعد، فراس حمدان، ملحم خلف ، ابراهيم منيمنة، ياسين ياسين، عبد الرحمن البزري، أسامة سعد و أشرف ريفي، إلى المجلس الدستوري لتقديم طعن اخر بقانون الموازنة العامة بغية وقف العمل به وابطاله نظراً للمخالفات الدستورية التي تعتريه.

**************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

“الحزب” يرفض الورقة الفرنسية و”لم يخسر كي يتنازل”

يوم الغارات… من الجنوب إلى بعلبك وبري: تل أبيب ستُقصَف مقابل بيروت

 

شهد لبنان أمس تصعيداً هو الأول من نوعه منذ حرب عام 2006، إذ أغار الطيران الإسرائيلي على منطقة بعلبك ما أدى الى مقتل عنصرين من «الح.زب» ووقوع خسائر مادية. وترافق التطور الأمني مع إسقاط «الحزب» مسيّرة حربية إسرائيلية. وفي الوقت نفسه، خسر «الحزب» القائد الميداني حسن سلامي الذي اغتالته مسيّرة في بلدة المجادل، قضاء صور.

 

ووسط هذه الأوضاع الميدانية المستجدة، نقل موقع «اخبارية نيوز4» الالكتروني عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله إنه أبلغ أمس الى قائد قوات «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان الجنرال آرولدو لاثارو أنه «إذا ضُربت بيروت، فالمقاومة ستردّ على تل ابيب».

 

كيف كان يوم الغارات أمس من الجنوب إلى بعلبك؟

 

فقد أعلن «الح.زب» قصفه مقر قيادة فرقة الجولان في «نفح بستين» بعشرات الصواريخ، بعد ساعات من غارات إسرائيلية استهدفته في شرق لبنان. وطالت غارتان على الأقل، وفق ما أفاد مصدر أمني، مبنى ومستودعاً تابعين لـ»الحزب» في محيط مدينة بعلبك، التي تعدّ المعقل الرئيسي له في منطقة البقاع.

 

وجاء إطلاق الصواريخ بعد وقت قصير من نعي «الحزب» مقاتلين من صفوفه.

 

وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق استهداف مقاتلاته «مواقع تستخدمها منظومة الدفاع الجوي التابعة لـ»الح.زب»، وذلك «رداً على إطلاق صاروخ أرض – جو نحو طائرة من دون طيار من نوع هيرمس 450 سقطت في وقت سابق» الإثنين، داخل لبنان.

 

وأعقب البيان الإسرائيلي إعلان «الحزب» صباح أمس أنّ مقاتليه أسقطوا «مسيّرة إسرائيلية كبيرة من نوع هرمس 450 بصاروخ أرض جو فوق منطقة إقليم التفاح»، الواقعة على بعد قرابة 20 كيلومتراً من الحدود.

 

وتعليقاً على التطورات الميدانية قال نائب الأمين العام لـ»الح.زب « الشيخ نعيم قاسم: «لفتني في وسائل الإعلام الإسرائيلية ‏اليوم ما قيل عن حدث خطير حصل في لبنان، وهو أنَّ «الح.زب» أسقط مُسيَّرة. هذا يعطي مبرراً ‏لتعتدي إسرائيل بشكل أكبر». وأكد أنّ «أي توسع سيكون مقابله توسع وأي تجاوز للحدود سيؤدي إلى ‏تجاوزات للحدود بالنسبة إلينا».

 

وفي إسرائيل، قال وزير الدفاع يوآف غالانت «إن سكان الشمال الذين أجلوا لن يعودوا إلى مدنهم ومنازلهم قبل إعادة الرهائن الذين تحتجزهم حركة ح».

 

وفي اجتماع مع عائلات الرهائن، أراد طمأنتهم الى أنّ إسرائيل تفعل كل شيء عسكرياً وديبلوماسياً لإعادة حوالى 100 رهينة حيّة وجثث الرهائن الـ 30 القتلى.

 

وعلى الرغم من أنّ كلامه أنّ سكان الشمال سينتظرون إعادة الرهائن كي يعودوا إلى ديارهم لم يكن مفاجئاً من بعض النواحي، إلا أنه كان اعترافاً أكثر وضوحاً من المعتاد بأنّه من المحتمل «أن يستغرق الأمر شهوراً قبل تحييد تهديد «الح.زب»، حتى لو تم التوصل إلى وقف موقت لإطلاق النار مع «حركة ح».

 

وفي سياق متصل، علمت «نداء الوطن» من أوساط ديبلوماسية، أنّ «الح.زب» رفض الورقة الفرنسية التي ارسلتها السفارة في بيروت الى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب الأربعاء الماضي، ووصفها بأنها «ورقة الترتيبات الأمنية» فقط. واعتبر «الح.زب» الذي تسلّم أيضاً نسخة عن هذه الورقة، أنه «غير معنيّ بما يطلب منه من تنازلات، والسبب أن الحرب لم تقع، وتالياً لم يخسر». وتساءل «الح.زب» عمَّن «سيطبق القرار 1701».

***************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

الحرب تتوسّع.. “الح.زب” يُسقط مسيّرة بصاروخ أرض – جو ويستهدف “فرقة الجولان”

 

أعلن «الح.زب» أمس، إسقاط مسيّرة إسرائيلية كبيرة من نوع «هرمز 450» ‏بصاروخ أرض- جو فوق منطقة إقليم-التفاح، وتمّت مشاهدتها وهي تسقط بالعين ‏المجرّدة، بحسب ما وثقت مقاطع الفيديو المتداولة. وبعد إسقاط الحزب المسيّرة كبيرة الحجم، للمّرة الأولى بتاريخه، طاول القصف الإسرائيلي قرية في محيط بعلبك للمرّة الأولى أيضاً، تلاها استهداف سيارة في الجنوب، أسفرت عن اغتيال عنصر في الحزب، وردّ الحزب بقصف مقر قيادة «فرقة الجولان».

وطائرة «هرمز» هي طائرة من دون طيار مصمّمة للعمليات التكتيكية طويلة المدى ضمن وحدات الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخبارية في الجيش الإسرائيلي، وهي من الحجم المتوسط، حيث يمكنها العمل بشكل متواصل لمدة 20 ساعة. وتُصنّع هذه الطائرة في شركة «السهم الفضي»، وهي شركة تابعة لأنظمة «إلبيت إسرائيل» وهي ثالث أكبر الطائرات بدون طيار (UAV) من عائلة «هرمز»، التي تضمّ أيضاً «هرمز 90، هرمز 180 وهرمز 1500».

ويصل طول «هرمز 450» إلى 6.1 أمتار، وتزن 450 كيلوغراماً، وتستوعب حمولة قدرها 150 كيلوغراماً. تبلغ قوتها 52 حصاناً (39 كيلووات) محرك وانكل أحادي المروحة بنظام فقدان زيت تام، يدير a pusher propeller، معطياً سرعة قصوى قدرها 95 عقدة وأقصى ارتفاع يتعدّى 5,500 م.

 

وتتميز هذه الطائرة بأنّها تعتمد على جناح واحد طويل وذيل للأعلى مصنوعين من مواد خفيفة تسهّل مهمّتها، وتمكّنها من الاستمرار في الطيران بحرّية، وتعمل ضمن آلية الكترونية عالية التشفير تصعب اختراق أنظمتها أثناء التحليق.

 

وكان «الح.زب» قد أعلن أمس، أنّ مقاتليه أسقطوا «مسيّرة إسرائيلية كبيرة من نوع (هرمز 450) بصاروخ أرض – جو فوق منطقة إقليم التفاح» الواقعة على مسافة قرابة 20 كيلومتراً من الحدود.

 

وبعد الغارة، بث ناشطون ميدانيون في الجنوب صوراً لمسيّرات إسرائيلية من طرازات أحدث وأضخم تحلق على مرتفعات شاهقة، تلاها الإعلان عن غارة استهدفت سيارة في بلدة المجادل في جنوب لبنان (تبعد مسافة 15 كيلومتراً عن أقرب نقطة حدودية)، تبين أنّها استهداف لقيادي من الحزب.

 

بعلبك

ونفّذ الطيران الإسرائيلي غارات جوية استهدفت بلدة عدوس، الواقعة في بعلبك، للمرّة الأولى منذ حرب تموز 2006، وتبعد أكثر من 100 كيلومتر عن أقرب نقطة حدودية، ما يعدّ توسيعاً لافتاً لنطاق القصف.

 

وتعدّ الضربات الإسرائيلية أوّل استهداف إسرائيلي لـ «الح.زب» خارج نطاق الجنوب منذ بدء تبادل إطلاق النار عقب هجمات تشرين.

 

واستهدفت الغارات منزلاً قُتل فيه المقاتلان اللذان نعاهما الحزب بعد الظهر، كما استهدفت مستودعاً قيد الإنشاء كان معداً لتخزين المواد الغذائية التي يوفرها الحزب في المناطق ضمن مشروع «السجاد». وأدّت الضربات إلى إصابة عدد من الجرحى نقلوا إلى المستشفى للعلاج.

 

وأقرّ الجيش الإسرائيلي بقصف محيط بعلبك، إذ أعلن في بيان أنّ مقاتلاته استهدفت «مواقع تستخدمها منظومة الدفاع الجوي التابعة لـ»الح.زب»، وذلك رداً على إطلاق صاروخ أرض – جو نحو طائرة من دون طيار من نوع (هرمز 450) سقطت في وقت سابق»، الاثنين.

60 صاروخ «كاتيوشا»

وبعد الظهر، أعلن «الح.زب»، أنّه ردّ على استهداف محيط بعلبك وقصف المدنيين بإطلاق 60 صاروخ «كاتيوشا» استهدفت مقر قيادة «‏فرقة الجولان» في نفح.

وأكّد الجيش الإسرائيلي من جهته لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ «عشرات الصواريخ» أُطلقت من لبنان.

 

وتدحرج التصعيد بمستوى قياسي بعد الظهر، إذ نفّذت الطائرات الإسرائيلية غارات جوية استهدفت منطقة السريرة القريبة من البقاع الغربي، وطالها القصف الإسرائيلي للمرّة الأولى أيضاً.

 

تصعيد ورسائل

وتلفّ الضبابية سياق التصعيد الذي بدأ باكراً، صباح الاثنين، مع إعلان وسائل إعلام إسرائيلية عن سقوط شظايا صاروخية في منطقة مرج ابن عامر (وادي جزريل) الواقعة إلى الشرق من حيفا، وتبعد مسافة 35 كيلومتراً عن الحدود اللبنانية من جهة القطاع الغربي، وذلك بعد الإعلان عن اعتراض صاروخ أرض – جو أُطْلِقَ من لبنان.

 

لكن هذا الصاروخ، لا يبدو أنّه الوحيد الذي أُطْلِق، بالنظر إلى المنطقة التي أعلن «الح.زب» عن إطلاق صاروخ اعتراضي منها ضدّ المسيّرة الإسرائيلية وأسقطها، تقع في منطقة إقليم التفاح، القريبة من القطاع الشرقي، ما يعني أنّ هناك صاروخين، أحدهما تبنّاه الحزب، والثاني لم يُعْلَن عنه.

وأفاد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي في بيان، باعتراض الدفاع الجوي بواسطة منظومة «قيلاع داود»، صاروخاً أرض – جو أُطْلِق باتجاه طائرة مسيّرة تابعة لسلاح الجو كانت تحلّق فوق الأراضي اللبنانية. وأضاف: «جرى تفعيل إنذار بشأن إطلاق قذائف صاروخية وصواريخ في منطقة ألون تافور عقب إطلاق الصاروخ الاعتراضي»، وتابع: «بعد ذلك بقليل، جرى إطلاق صاروخ آخر باتجاه القطعة الجوية، أسفر عن إصابتها وسقوطها داخل الأراضي اللبنانية». وقال أفيخاي أدرعي إنّ الجيش الإسرائيلي «سيواصل الدفاع عن دولة إسرائيل، والعمل في سماء لبنان ضدّ الح.زب».

*********************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

يوم الرسائل الطائرة والبعيدة: أية ترتيبات لجبهة لبنان بعد غزة!

مجلس الوزراء يبحث الخميس في زيادة «التعويض المؤقت».. وتعتيم على مكان الجلسة

 

طرأ تحوُّل نوعي بالحرب الدائرة في الجنوب من زاوية تمكن المقاومة من اسقاط طائرة مسيَّرة مقاتلة من نوع هرمز بصاروخ ارض جو فوق منطقة اقليم التفاح.. وعلى الفور أغارت الطائرات الحربية الاسرائيلية على منطقة بعلبك على بعد 92 كلم، واستهدفت حوش تل صفية «حيث توجد مستودعات لتخزين المواد الغذائية»، في ضربة وصفها الناطق الاسرائيلي بأنها جاءت رداً على اسقاط المسيرة.

ولا يخفي المتابعون للوضع الجنوبي، خطورة التطورات التي تمتد جغرافياً وعلى مستوى استخدام الاسلحة الاستراتيجية كالصواريخ الدقيقة، ووضع حد للطيران الحربي المعادي في الاجواء اللبنانية.

 

واذا كان العاملون على التهدئة في المنطقة، لا يعيرون اهتماماً لتصريحات وزير الحرب الاسرائيلي يوآف غالانت، لجهة المضي باستهداف لبنان، حتى لو وقعت هدنة غزة، فإن استهداف منطقة بلعبك، يحمل رسائل عدة، ابرزها رمزية المدينة، واعتبارها العمق الذي يستند اليه الح.زب في امداداته اللوجستية، وعلى المستويات كافة.. في اشارة اضافية الى عزم اسرائيل بالذهاب الى الحرب في نهاية المطاف.

واعتبرت صحيفة «يديعوت احرنوت» ان وصول القصف الصاروخي الثقيل الى الجولان، من شأنه التأشير على الاقتراب اكثر فأكثر من صراع شامل وواسع النطاق.

رسمياً، اعلن وزير الخارجية عبد الله بو حبيب بعد لقاء السفيرتين الاميركية والاسبانية عن العمل المستمر لاحتواء التصعيد، من زاوية البحث عن الحلول الشاملة والمستدامة للخروج من نفق الازمة الناجمة عن العدوان الاسرائيلي في غزة ولبنان.

مجلس الوزراء

حكومياً، كشفت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن مشروع جدول أعمال مجلس الوزراء المقبل وزع على الوزراء ويتضمن ٢٧ بندا من دون أن يتم إبلاغهم عن موعدها. وعلمت «اللواء» أن البند الأول على المجلس هو إعطاء تعويض مؤقت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي وتعويض النقل الشهري المقطوع للعسكريين، ومن بين البنود طلب وزارة الخارجية تعليق العمل ببعض البعثات الديبلوماسية والقنصليات وطلب وزارة الداخلية تطويع ٨٠٠ عنصر لصالح قوى الأمن الداخلي فضلا عن طلب وزارة الشؤون الاجتماعية تمديد العمل بشبكة الامان. ولم يلحظ الجدول أي بند بشأن إعادة هيكلة المصارف إلا إذا تقرر طرحه من خارج الجدول ومعلوم أن غالبية الوزراء يرفضون طرحه. وأبلغ وزير شؤون المهجرين عصام شرف الدين اللواء أنه يجب العمل على حل مشكلة القطاع العام والبحث بموضوع العسكريين المتقاعدين. وعلم أنه أقترح على الرئيس ميقاتي الاجتماع مع لجنة العسكريين المتقاعدين قبل اجتماع مجلس الوزراء المقبل لإيجاد حل وسطي.

وتضمن الجدول:

1- ‎إعطاء تعويض مؤقت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي وتعديل تعويض النقل الشهري المقطوع للعسكريين.

2- ‎طلب وزارة التربية والتعليم العالي الموافقة على مشروع مرسوم يرمي إلى تنظيم حقول ‎ومراحل وشهادات التعليم المهني والتقني وتحديد نظام الإمتحانات الرسمية لهذه الشهادات.‎مؤجل من جلسة (10/2/2024)

 

3- ‎طلب وزارة المالية الموافقة على مشروع قانون للإكتتاب في الزيادة العامة الثالثة في رأسمال المؤسسة الإسلامية لتأمين الإستثمار وإئتمان الصادرات. ‎مؤجل من جلسة (21/6/2023)

 

4- ‎إستكمال عقد تشكيل مجلس إدارة المجلس اللبناني للإعتماد. ‎مؤجل من جلسة (10/2/2024)

5- طلب وزارة الخارجية والمغتربين الموافقة المبدئية على مشروع تعليق العمل ببعض البعثات ‎الدبلوماسية والقنصلية اللبنانية، وتفويض الوزير تحديد تاريخ المباشرة بإجراءات تعليق عمل ‎كل بعثة مدرجة.

6- طلب وزارة العدل الموافقة على تعيين محام فرنسي لتمثيل الدولة اللبنانية أمام محكمة

7-  طلب هيئة الشراء العام الموافقة على تنفيذ المادة /٨٨/ من قانون الشراء العام واعتبار العاملين سابقاً في إدارة المناقصات من ضمن الهيكل الإداري لهيئة الشراء العام المعتبر جزءاً من الملاك الإداري العام وتكليف موظفين للقيام مؤقتاً بأعمال في هيئة الشراء العام ‎إلى حين صدور أنظمتها.

8- ‎طلب وزارة المالية الموافقة على إتفاقية التعديل الموحدة التي تبين التغييرات اللازم إدخالها على الإتفاقيات الموقعة بين البنك الإسلامي للتنمية والجمهورية اللبنانية للمشاريع القائمة المعنية بالتحول عن الليبور وتفويض رئيس مجلس الإنماء والإعمار التوقيع عليها.

 

9- ‎طلب وزارة المالية الموافقة على مشروع مرسوم يرمي إلى تعديل المرسوم رقم ٣٧٠٥ تاريخ 22/6/2016 (تحديد دقائق تطبيق أحكام البندين ٢ و٣ من المادة ١٦ من القانون رقم ٥٦ تاريخ ٢٧/١٢/٢٠٠٨- العقود الخاصة بالفنانين)

10- مشروعا مرسومين يرمي الأول، إلى تعيين السيد جورج المعراوي عضواً من الأعضاء ‎الأربعة الذين يمثلون مساهمة الدولة في جلسات مجلس إدارة مصرف التسليف الزراعي والصناعي والعقاري، والثاني إلى تعيين السيدة موني عيسى الخوري مفوض الحكومة لدى ‎مصرف التسليف الزراعي والصناعي والعقاري.

11- مشروع مرسوم يرمي إلى تمديد تعيين السيد زياد نصر مفوضاً للحكومة بالوكالة لدى ‎مجلس الانماء والاعمار.

12- مشروع مرسوم يرمي إلى تجديد وضع سفير في السلك الخارجي في ملاك وزارة الخارجية والمغتربين خارج الملاك بناء على طلبها الآنسة كارولين الياس زيادة.

 

13- طلب وزارة الشؤون الإجتماعية تمديد العمل بالمشروع الطارىء لشبكة الأمان الإجتماعي.

14- طلب وزارة الداخلية والبلديات الموافقة على تمديد إستخدام / ١٥١ مستخدماً بالفاتورة و/ ٢١ / متقاعداً من ذوي الخبرة في الأحوال الشخصية لغاية 31/12/2024.


15- طلب وزارة الداخلية والبلديات الموافقة على تجديد ثمانية عقود اتفاق، على سبيل التسوية، في محافظة لبنان الجنوبي والقائمقامية التابعة لها للعام 2023.

16- طلب وزارة الداخلية والبلديات الموافقة على تجديد اربعة عقود اتفاق، على سبيل التسوية، في محافظة النبطية والقائمقامية التابعة لها للعام 2023.

17- طلب وزارة الداخلية والبلديات الموافقة على تعديل بعض الرسوم المعمول بها في المديرية العامة للأمن العام.

18- طلب وزارة الداخلية والبلديات الموافقة على تطويع /800/ عنصراً لصالح قوى الامن الداخلي.

الحركة الرئاسية

ولم تحجب تطورات الجنوب المتسارعة الاهتمام بمجريات الحركة الرئاسية، في ضوء مبادرة تكتل «الاعتدال الوطني» الذي يواصل اتصالاته لتأمين تأييد وازن لطرحه في ما خص المبادرة الرئاسية، بالتنسيق مع تحرك اللجنة الخماسية على مستوى السفراء.

وشملت لقاءات التكتل نواب صيدا وعدداً من نواب التغيير، الذين ابدوا توجه تكتل الاعتدال.

وقال النائب فؤاد مخزومي بعد لقاء بين كتلتي تجدّد والاعتدال الوطني: عرضت كتلة الاعتدال للمبادرة ونؤكّد أن كتلة تجدد تنظر بإيجابية تجاهها لأنها تعيد الاعتبار للدستور وتشكل منطلقاً حقيقيًّا للخروج من الأزمة وسنناقشها مع المعارضة.

الإدارة والمديرون

وبمواكبة الجلسة عقد عدد من المدراء العامين اجتماعاً في مكتب مدير وزارة المهجرين، وحضرته رئيسة مجلس الخدمة المدنية نسرين مشموشي، واستكمل فيه البحث بكيفية تحسين الرواتب، بما يساعد الموظف على القيام بدوره وبوظيفته.

وكان تجمع موظفي الادارة العامة اكد رفضه اتخاذ حقوق الموظفين رهينة للاستغلال والابتزاز بين الاطراف، وطالب الحكومة بعقد جلسة قبل نهاية الشهر بند الحوافز والزيادات وتعميمها على كل الادارات.

وفي السياق المالي، وبينما الاضراب يشل القطاع العام ككل، تقدم النواب اشرف ريفي، الياس حنكش، سامي الجميّل، سليم الصايغ، فؤاد مخزومي، مارك ضو، ميشال الدويهي، ميشال معوّض، نديم الجميّل، وضاح الصادق، بطعن امام المجلس الدستوري في دستورية القانون رقم 324 الصادر بتاريخ 12شباط 2024 والذي ينص على الموازنة العامة لعام 2024 طالبين تعليق العمل به وابطاله. وقال النائب معوض من المجلس الدستوري: حضرنا اليوم للطعن بأسوأ موازنة تضرب اللبناني الملتزم بالقانون لصالح المهرّب وتضرب الإقتصاد الشرعي لمصلحة التهريب الى الخارج».

وتابع: لا يريدون اقامة اصلاحات داخل الدولة ونحن نحاول الإصلاح ولكن الجلسة كانت عبارة عن «هرج ومرج» ولهذا السبب سنحاول مجدّدًا القيام بإصلاحات جديدة». وأردف: هذه «موازنة جريمة» فعوض المسّ بالمهرّبين وأبطال التهريب يريدون التهرّب من الإصلاحات وتحميل المواطن كلّ الأعباء». من جانبه، قال النائب مارك ضو من المجلس الدستوري: «هذه الموازنة هي كارثة من اللحظة التي أتت فيها إلى المجلس والمواطن سيدفع ثمن خطأ كل نائب صوّت لصالحها وسنقدّم اقتراحات قوانين لتعديل الكثير من المواد لتصليح حقوق المواطنين وليس لإراحة الحكومة».

الكهرباء والبنك الدولي

كهربائياً، اعلن وزير الطاقة والمياه وليد فياض انه تم البحث خلال اجتماع في السراي، في خطط البنك الدولي بالنسبة للاستثمار في لبنان، في مجال تحسين الكفاءة لدى كهرباء لبنان من خلال تقليص الهدر، ووضع العدادات الذكية، والاستثمار في الطاقة المتجددة، والتحول الرقمي للمؤسسة.

الرد على المقترح الفرنسي

دبلوماسياً،أعلن بوحبيب بعد اجتماع مع الرئيس ميقاتي: «بحثنا مع دولة الرئيس ميقاتي في الرد على المقترح الفرنسي ونحن نهيئ الرسالة التي اتفقنا عليها، والنقاط التي سنتناولها، وان شاء الله يكون الرد لدى الفرنسيين الأسبوع المقبل». وقال ردا على سؤال «موقفنا معروف ونريد تطبيقا كاملا وشاملا للقرار1701 ومن ضمنه شبعا وكفرشوبا.» وقال «نرحب بالدور الفرنسي، ولقد أعطانا الفرنسيون هذه الأفكار لأن يهمهم لبنان وسلامة لبنان».

الوضع الميداني: يوم الصواريخ

ميدانياً، اعلن الح.زب في بيان، انه رداً على العدوان الاسرائيلي على محيط مدينة بعلبك في البقاع، والاعتداءات على القرى والمنازل المدنية استهدف مقر قيادة فرقة الجولان في نفح بستين صاروخ كاتيوشا.

وسجلت من قبل العدو، 3 غارات على عيتا الشعب، وغارة على اطراف راميا باتجاه مروحين، وادت الغارة على بلدة المجادل الى استشهاد شخصين اثنين.

موقف الح.زب

وفيما اعلن النائب حسن فضل الله ان القصف على بعلبك لن يمر دون عقاب او رد، اعلن نائب الامين العام للح.زب الشيخ نعيم قاسم: اذا اعتدت اسرائيل على المدنيين سيكون ردنا متجاوزاً لبعض الضوابط التي وضعناها لانفسنا، لاننا نريد معركة محدودة، تؤدي غرضها، واستدرك قائلاً: لكن اذا تمادى الاسرائيلي سنرد اكثر، وما استخدمناه هو الحد الادنى مما نملك من امكانات.

عون إلى باريس اليوم

يتوجه قائد الجيش العماد جوزاف عون الى باريس اليوم، للمشاركة في اجتماع يشارك فيه رئيس اركان الجيوش الفرنسية، ورئيس اركان الجيش القطري، للبحث في توفير الدعم اللازم للجيش اللبناني.

**************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

الح.زب يهز «عرش» التفوّق الجويّ «الإسرائيلي»… ويتلاعب بـ«مقلاع داود»

ساعات من «حبس الأنفاس» بعد توسّع الجبهة… وواشنطن على خط التهدئة

«إسرائيل» تضغط لفرض وقف النار… والورقة الفرنسيّة لم تجد من «يشتريها»! – ابراهيم ناصرالدين

 

هل هو تصعيد الامتار الاخيرة قبل هدنة غزة؟ ام كادت الامور تخرج عن السيطرة بالامس وتدخل الجبهة اللبنانية في حرب شاملة ؟ لم ينتظر الاميركيون الجواب، وتحركوا عبر وسيطهم عاموس هوكشتاين الذي اجرى مروحة اتصالات، شملت كافة الاطراف في المنطقة على نحو مباشر وغير مباشر، وصفتها مصادر ديبلوماسية لـ «الديار» بالاستثنائية، لضبط التصعيد الذي كاد يطيح كل الجهود الاميركية، لمنع الانزلاق نحو مواجهة قاسية تهدد منطقة الشرق الاوسط بالاشتعال. ولهذا كان التركيز الاميركي على «لجم»التصعيد «الاسرائيلي»، الذي تبين لاحقا انه لم يكن بداية حرب شاملة، وانما رفع لمستوى المواجهة لمحاولة فرض وقف للنار…

 

وقد عاشت الجبهة الجنوبية ساعات من «حبس الانفاس»، بعد تطورات ميدانية نوعية بدأتها المقاومة صباحا، بادخال سلاح متطور مضادا للطائرات، اسقطت من خلاله «ايقونة» المسيّرات الاسرائيلية»هرمز 450»، ولم يقف الامر عند هذا الحد بل الحقت «الهزيمة» بصاروخ «مقلاع داود» وثمنه مليون دولار، اثر فشله باعتراض الصاروخ الذي استهدف المسيرة، وهو امر رأت فيه وسائل اعلام «اسرائيلية» تطورا خطرا. عندئذ»جن جنون» قيادة الاحتلال ، فشن الطيران غارات جوية على البقاع للمرة الاولى منذ الثامن من تشرين الاول، لترد المقاومة بعدها باستهداف مقر قيادة فرقة الجولان في نفح ب60 صاروخا، فخرج وزير الأمن السابق وعضو «الكنيست» أفيغدور ليبرمان عن طوره، واكد ان الح.زب تهديد استراتيجي حقيقي، وإذا لم نغيّر المعادلة لن يبقى سكان في الشمال.

  المخاوف الاميركية

 

ووفقا لمصادر ديبلوماسية غربية، ثمة خشية اميركية جدية من اقدام رئيس الحكومة «الاسرائيلية» بنيامين نتانياهو على خطوة متهورة ضد لبنان، لمحاولة تنفيس الضغوط التي يتعرض لها على طاولة التفاوض في باريس والقاهرة والدوحة، للمضي قدما بهدنة في غزة. فهو يحاول التملص منها بشتى الوسائل الممكنة، ولهذا كان التحرك سريعا للجم التدهور، الذي برره «الاسرائيليون» لاحقا بارتفاع نسق العمليات النوعية من قبل الح.زب، الذي ادخل سلاح الجو- ارض الى مسرح العمليات العسكرية، وهو ما اعتبره «الاسرائيليون» تجاوزا خطرا «للخط الاحمر»، الذي لا يمكن السكوت عنه. وقد حصل الاميركيون مجددا على تأكيدات «اسرائيلية» بعدم وجود قرار بعد بتوسيع رقعة الاشتباك، لكن دون ان يلتزموا باي ضوابط!

ما اسباب التصعيد؟

 

في المقابل، رأت اوساط سياسية لبنانية بارزة، ان ما حصل من ارتفاع لنسق المواجهة العسكرية بالامس، سببه المباشر التقدم الحاصل في المفاوضات لهدنة في غزة، لا يريد «الاسرائيليون» ان تنسحب على الجبهة اللبنانية، وفقا للقواعد السابقة التي سادت خلال الهدنة السابقة. وهم الآن عبر رفع الضغط السياسي من خلال تصريحات وزير الحرب يوآف غالانت، الذي اعلن عدم نفاذ الهدنة على الجبهة الشمالية، وكذلك من خلال الضغط الميداني، يحاولون فرض اتفاق نهائي مع لبنان، وليس هدنة مؤقتة تكون اليد العليا فيها للح.زب، حيث لا يمكن اعادة المستوطنين المهددين بخطر تهجير جديد، في حال انتهاء هدنة غزة.

 مفاجآت الح.زب

 

وبما ان «اسرائيل» تحاول الضغط سياسيا وفي الميدان، جاء رد الح.زب على «التحية» باحسن منها بالامس، من خلال اسقاط الطائرة المسيرة بصاروخ «متطور»امس ، في «رسالة» ردع واضحة مفادها ان حجم المفاجآت لن يقف عند اي حدود، ولا قيمة لاي تهديد «اسرائيلي» بالتصعيد، لانه سيواجه على نحو غير مسبوق اذا حاولت حكومة الحرب استغلال هدنة غزة لرفع مستوى المواجهة جنوبا، او محاولة فرض تفاهمات نهائية قبل التوصل الى وقف نهائي للنار في غزة.

تفاوض «بالنار»

 

ولهذا تصف تلك الاوساط ما جرى بالامس، بانه تفاوض بالنار وتبادل «رسائل» ميدانية، تهدف من خلالها المقاومة الى منع حصول حرب شاملة عبر الكشف عن المزيد من قدراتها الردعية، كيلا تخطىء قيادة الاحتلال بالحسابات، بينما تحاول «اسرائيل» زيادة منسوب الضغط لفرض وقف نهائي للنار، يبدو متعذرا في الظروف الراهنة.

المأزق «الاسرائيلي»

 

وفي تعبير واضح عن المآزق التي تواجه حكومة الاحتلال، التي تطالب بإرجاع الح.زب إلى ما بعد نهر الليطاني، أكد محلل الشؤون السياسية في «القناة 13الإسرائيلية» رفيف دروكر، أنّ «إسرائيل» غير قادرة على إبعاد الح.زب إلى ما بعد الليطاني وضمان عدم عودته. في المقابل اعتبر محرر الشؤون العسكرية والأمنية في صحيفة «هآرتس الإسرائيلية» يوسي ميلمان، انّ أيّ حربٍ شاملة ضد الح.زب يمكن أن تعرّض «إسرائيل» لخطر وجودي.

ماذا عن الهدنة «اسرائيلياً»؟

 

من جهتها، اشارت صحيفة «هارتس الاسرائيلية» الى ان وقفاً طويلاً لإطلاق النار، الذي سيتم التوصل إليه في غزة سيؤدي إلى وقف إطلاق النار على الحدود مع لبنان. هذا افتراض معقول يستند إلى سلوك الح.زب بوقف إطلاق النار السابق، الذي انضم إليه كجزء من الربط الذي خلقه بين الحرب في غزة ولبنان. وقالت ان وقف إطلاق النار تنتظره بصبر مجموعة الدول الخمس المعنية بإنقاذ لبنان من الأزمة السياسية والاقتصادية: السعودية وقطر ومصر وفرنسا والولايات المتحدة، التي لم تتمكن حتى الآن من صياغة خطة متفق عليها لإنهاء الصراع بين «إسرائيل» والح.زب، وعدم قطع العلاقة بين الجبهة في قطاع غزة والجبهة في لبنان.

الورقة الفرنسية؟

 

في هذا الوقت، اعلن وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب بعد اجتماع مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي انه جرى البحث في الرد على المقترح الفرنسي . وقال:» نهيئ الرسالة التي اتفقنا عليها والنقاط التي سنتناولها، والرد سيكون لدى الفرنسيين الأسبوع المقبل. وقال ردا على سؤال «موقفنا معروف ونريد تطبيقا كاملا وشاملا للقرار1701، ومن ضمنه شبعا وكفرشوبا.» وقال «نرحب بالدور الفرنسي، ولقد أعطانا الفرنسيون هذه الأفكار لأنه يهمهم لبنان وسلامة لبنان.

  لم يشتر احد «بضاعة» باريس»!

 

وفي هذا السياق، قالت صحيفة «هآرتس الاسرائيلية» ان الاقتراح الفرنسي يشمل وقفاً لإطلاق النار، وانسحاب قوات الح.زب إلى مسافة 10 كم عن الحدود «الإسرائيلية»، ونشر 15 ألف جندي لبناني على طول الحدود، وبعد ذلك تجري الدولتان المفاوضات حول الترسيم النهائي للحدود بينهما. ولكن اقتراح فرنسا، الذي لم يتم تنسيقه كما يبدو مع الولايات المتحدة، لم يجد من يشتريه. الح.زب تمسك بالموقف الذي يفيد بأن أي مفاوضات أو أي عملية سياسية وعسكرية، مشروطة بوقف إطلاق النار في غزة. «إسرائيل» تطلب انسحاباً كاملاً إلى ما وراء الليطاني كما ينص قرار مجلس الأمن 1701، الذي أنهى حرب لبنان الثانية. وثمة موقف مختلف للولايات المتحدة.

الخلاف الفرنسي- الاميركي؟

 

ونقلت «هآرتس» عن مصادر سياسية مطلعة على مناقشات الاتفاق قولها، ان المبعوث الأميركي الخاص عاموس هوكشتاين يعتقد أنه لن يكون بالإمكان البدء في المفاوضات مع الحكومة اللبنانية بدون وقف إطلاق النار في غزة. هذا مقابل موقف فرنسا الذي يرى أنه يمكن تحقيق وقف منفصل لإطلاق النار بين «إسرائيل» ولبنان، حتى قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وأن النقاشات حول الحدود غير ملحة. وحسب هوكشتاين، يجب أن تتركز المفاوضات على ترسيم الحدود البرية، لأنه في ذلك تكمن احتمالية تحييد طلبات الح.زب والحكومة اللبنانية ضد «إسرائيل»، وإجبار الحكومة اللبنانية على نشر الجنود على الحدود المتفق عليها لـ «فرض سيادتها على كل الأراضي اللبنانية».

الح.زب  قادر على «المناورة»

 

ووفقا للصحيفة، فان الخطة الأميركية أيضاً لم تقدم بعد أي إجابة على الطريقة، التي يمكن بواسطتها إجبار الح.زب على الانسحاب إلى ما وراء الليطاني، وتفكيك قواعده الموجودة قرب الحدود، لأن جزءاً من هذه القوات انسحب في السابق، حسب زعمها. اما الاختلاف بين موقف أميركا وفرنسا، الذي لا يخلو من اعتبارات المنافسة السياسية والمكانة، وامتناع السعودية عن «دخول صاخب» إلى داخل السياسة اللبنانية، وعجز مصر عن القيام بدور مهم، فتعطي، بحسب «هارتس»، الح.زب هامش مناورة سياسياً.

الحادث الخطر!

 

وصفت وسائل إعلام «إسرائيلية « إسقاط الح.زب المسيّرة «هرمز 450» فوق الأراضي اللبنانية، بانه حادث خطر جدا، ورأت «ان المطلوب رد صارم جدا»، ولفتت الى ان «الجيش الاسرائيلي فعل كل شيء من أجل تدميرها، حتى لا تكون المسيّرة في أيدي الح.زب لاجراء بحوث عليها».

 

من جهتها قالت «القناة 14 الاسرائيلية» أنّ «الح.زب اعترض طائرة من دون طيار ومسلّحة فوق سماء لبنان»، مضيفةً: «هذه ليست غزة، لدى نصر الله قدرات، وهذا تحدٍ».

ما هي «هرمز 450»؟

 

وبقي الصاروخ  المستخدم من قبل المقاومة لغزا محيرا لـ «الاسرائيليين»، الذين بدؤوا بطرح اسئلة حول نوعه وقدراته الفعلية، خصوصا بعد فشل «مقلاع داود» في التصدي له ، وسط خشية من  وجود انظمة اكثر تطورا، يمكن ان تهدد سلاح الطيران الحربي.

 

وتعرف طائرة «هرمز 450» في «الجيش الإسرائيلي» باسم «زيك»، وهي مسيّرة تصنعها شركة «إلبيت الإسرائيلية»، وهي أيضاً طائرة تكتيكية مزودة بصواريخ تعمل من بُعد، وتستطيع التحليق والبقاء في الجو لمدة 20 ساعة متواصلة، ويمكن أن تحمل صواريخ متفجرة تزن 150 كيلوغراماً، إذ يمكن استخدامها في مهام الهجوم والاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية.

 

وتعدّ «هيرمز» ثالث أكبر طائرة مسيّرة في منظومة «جيش» العدو، ويشغلها «سرب 161» من سلاح الجو، المعروف باسم «سرب الأفعى السوداء»، وأيضاً وحدة «زيك» التابعة لسلاح المدفعية. هي مسيرة متوسطة الحجم مصممة للعمليات التكتيكية طويلة المدى، ضمن وحدات الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخبارية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ تطير إلى مسافة 300 كلم في الحد الأقصى.

 

وللمسيرة نظام تصوير متطور، فهي تحمل كاميرات كهروضوئية، وأشعة تحت الحمراء تستطيع التقاط صور عالية الجودة في النهار والليل، إضافةً إلى نظام لايزر لتحديد أهدافها. ويتم توجيهها بنظام هرمز للتحكم الأرضي «جي إس سي»، وهو نظام تعقب طيفي متطور جداً يساعدها على تحليل التضاريس.

  الغارات على البقاع ورد المقاومة

 

فقد كُسرت كل قواعد الاشتباك امس، وتمددت رقعة الحرب «الاسرائيلية» نحو البقاع. فقد استهدفت غارات «اسرائيلية» وللمرة الاولى منطقة بعلبك، واستهدفت غارتان حوش تل صفية «حيث توجد مستودعات لتخزين المواد الغذائية لمؤسسات السجاد». فيما زعم المتحدث باسم «الجيش الاسرائيلي» ان الغارات استهدفت أنظمة دفاع جوي تابع للح.زب، واعلن الإعلام «الإسرائيلي» ان القصف على بعلبك يأتي ردا على إسقاط الح.زب للمسيرة بصاروخ أرض-جو».

 

وقد نعى الح.زب الشهيدين على طريق القدس حسن علي يونس من بلدة بريتال في البقاع، وأحمد محمد سنديان من بلدة علي النهري في البقاع.

 

ولم يتاخر رد المقاومة، فأعلن الح.زب قصف مقر قيادة فرقة عسكرية «إسرائيلية» في هضبة الجولان بـ 60 صاروخ كاتيوشيا، واستهدفت مقر قيادة فرقة الجولان في نفح بستين صاروخ كاتيوشيا، وذلك ردا على العدوان الصهيوني على محيط مدينة بعلبك والاعتداءات على القرى والمنازل المدنية.

المواجهة الميدانية

 

وكانت جبهة جنوب لبنان استفاقت امس، على عملية نفّذها الح.زب، الساعة (3:10) من فجر امس الاثنين، عبر استهداف قوة «‏إسرائيلية» في موقع البغدادي ومحيطه بالأسلحة الصاروخية، وتمت إصابتها إصابة مباشرة.

 

وسجلت غارات «إسرائيلية» على إقليم التفاح استهدفت المنطقة الواقعة بين الجرمق والجبل الرفيع. وقد اشارت القناة ١٢ «الإسرائيلية» الى ان «هدف الغارات على إقليم التفاح كان أيضا تدمير ما تبقى من المسيرة  التي أسقطها الح.زب».

 

واستهدف القصف المعادي كفركلا واصاب منزلاً خالياً. كما استهدف أطراف بلدة الجبين.

 

وكما بقاعا كذلك جنوباً، لم توفر الغارات «الاسرائيلية» المنطقة اذ استهدفت طائرة مسيّرة «اسرائيلية» سيارة في منطقة المجادل في قضاء صور، ما ادى الى سقوط شهدين، وقد نعى الح.زب الشهيد على طريق القدس حسن حسين سلامي.

«شتولا» تحت النار

 

في المقابل، تحدث إعلام «اسرائيلي» عن سقوط صاروخين مضادين للدروع في شتولا بالجليل الأعلى، ونشرت وسائل اعلام «اسرائيلية» مشاهد دمار كبير في المستوطنة. كما اعلن الح.زب انه استهدف تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع حدب يارين بالأسلحة الصاروخية، وتمت إصابته اصابة مباشرة. كما اعلنت المقاومة ايضا استهداف ثكنة برانيت «الإسرائيلية» بالأسلحة الصاروخية وحققت إصابة مباشرة.

توسع الحرب؟

 

ورد الح.زب عبر نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم بالتهديد بتوسيع الحرب، «اذا وسع كيان الاحتلال اعتداءاته»، فيما اكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد على «تهديدات غالانت بالقول ان العدو الاسرائيلي سيذوق المر اذا اخطأ في حساباته تجاه لبنان». أما عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله فقال إنّ «العدو هدّد لبنان، ونحن نقول له إن نار المقاومة حارقة، وستتصدى لأي اعتداء على بلدنا». وأضاف أنّ «العدو يظن أنه يستطيع أن يستعيد هيبته من خلال الغارات على بعلبك والقرى، لكن المقاومة ستبدع في إيجاد الردود على تمادي العدو في عدوانه على القرى والبلدات، وستفاجئ العدو كما فاجأته حين أسقطت فخر طائرات العدو بصواريخها.

 

من جهته، تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الأوضاع العامة، لا سيما المستجدات الميدانية في ضوء تصاعد الاعتداءات «الإسرائيلية» على لبنان والقرى والبلدات الجنوبية، خلال لقائه قائد قوات اليونيفل العاملة في جنوب لبنان اللواء آرولدو لاثارو والوفد المرافق.

   الرواتب مهددة؟

 

اقتصاديا، لا حل بعد في وزارة المال، وجميع موظفي الادارة العامة مهددون بعدم تقاضي رواتبهم نهاية الشهر الجاري، بفعل اضراب موظفي وزارة المالية المعلقة على عملهم  رواتب موظفي القطاع العام والأسلاك العسكرية، بفعل اصرارهم على الاستمرار في إضرابهم عن العمل، إلى حين صرف الحكومة الحوافز المالية التي وُعدوا بها، وجرى تعليقها تحت وطأة التحركات المطلبية من سائر القطاعات الماضية في التصعيد، وقد رفع منسوبه امس موظفو تعاونية موظفي الدولة، باعلانهم التوقف كليًا عن انجاز معاملات المستفيدين من خدمات التعاونية.

*************************

افتتاحية صحيفة الشرق

إسرائيل تغير في العمق و‏لا رواتب للقطاع العام  

 

الى الاعماق اللبنانية وصلت الضربات الاسرائيلية. ومن اغتيالات الجنوب الى استهدافات البقاع انتقل الرصد الامني والشعبي والسياسي، بفعل إغارة الجيش الاسرائيلي على بلدة حوش تل صفية قرب بعلبك في حدث هو الاول من نوعه منذ فتح جبهة الجنوب في 8 تشرين الاول الماضي. كثيرة هي الاسئلة حول ابعاد الانتقال وما اذا كان الاستفزاز الاسرائيلي للح.زب مجرد رد على اسقاط مسيّرة كبيرة من جانب الحزب صباحاً، أو تحذيرا اخيرا يضاف الى تحذيرات المسؤولين الاسرائيليين بشن حرب على لبنان، ولو تم الاتفاق على هدنة في غزة، كما اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يواف غالانت اخيراً.

 

وكما بقاعا كذلك جنوباً، لم توفر الغارات الاسرائيلية المنطقة اذ استهدفت طائرة مسيّرة اسرائيلية سيارة في منطقة المجادل في قضاء صور. وافيد عن اغتيال احدى الشخصيات البارزة فيما اعلن الدفاع المدني سقوط شهيدين في استهداف السيارة واشارت المعلومات الاولية الى انهما فلسطينيان.

 

اسقاط مسيرة

 

وكانت جبهة جنوب لبنان استفاقت امس على عملية عسكرية نفّذها “الح.زب”، إذ أعلن في بيان أنّه عند الساعة (3:10) من فجر اليوم الاثنين، تم استهداف قوة ‏إسرائيلية في موقع البغدادي ومحيطه بالأسلحة الصاروخية وتمت إصابتها إصابة مباشرة”. كما أفادت وحدة الدفاع الجوّي في الح.زب أنها أسقطت طائرة مسيّرة شمال الليطاني‏. تعقيبا، قالت “القناة 14” العبرية: إسقاط الح.زب طائرة من دون طيار وسقوطها في الأراضي اللبنانية حدث خطير. ظهرا، سجلت غارات إسرائيلية على إقليم التفاح استهدفت المنطقة الواقعة بين الجرمق والجبل الرفيع. وقد اشارت “القناة 12” الإسرائيلية الى ان “هدف الغارات على إقليم التفاح كان أيضا تدمير ما تبقى من مسيرة أسقطها الح.زب”. التهاب الداخل وليست الجبهات الامنية وحدها ملتهبة، فالالتهاب يصيب في الصميم الادارة العامة في الدولة ويهدد جميع موظفيها بعدم تقاضي رواتبهم نهاية الشهر الجاري بفعل اضراب موظفي وزارة المالية المعلقة على عملهم رواتب موظفي القطاع العام والأسلاك العسكرية، بفعل اصرارهم على الاستمرار بإضرابهم عن العمل إلى حين صرف الحكومة الحوافز المالية التي وُعدوا بها وجرى تعليقها، تحت وطأة التحركات المطلبية من سائر القطاعات الماضية في التصعيد وقد رفع منسوبه أمس موظفو تعاونية موظفي الدولة باعلانهم التوقف كليًا عن انجاز معاملات المستفيدين من خدمات التعاونية.

 

لازارو

 

وسط هذه الاجواء المشحونة، تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الأوضاع العامة، لا سيما المستجدات الميدانية على ضوء تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والقرى والبلدات الجنوبية، خلال لقائه قائد قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان اللواء آرولدو لازارو والوفد المرافق.

 

من جهته، عقد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات وزارية في السراي تناولت مجمل الملفات المطروحة.

****************************

افتتاحية صحيفة البناء

الطيار الأميركي آرون بوشنل يحرق نفسه لأجل فلسطين: لن أشارك في الإبادة/

الدوحة تفاوض: رئيس الحكومة يلتقي رئيسَيْ الموساد والشاباك والأمير يستقبل هنية /

غارات إسرائيلية قرب بعلبك… والمقاومة تقصف بـ 60 صاروخاً قيادة «الجولان»
 

في واحدة من صرخات الإنسانية النادرة وصحوات الضمير الإنساني الفريدة، أقدم الطيار الحربي الأميركي آرون بوشنل على حرق نفسه حتى الموت أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وهو يردّد عبارات، لن أشارك بعد الآن في حرب الإبادة، وفلسطين حرّة، مضيفاً “سأنظّم احتجاجاً عنيفاً للغاية الآن، لكن احتجاجي ليس كبيراً بالمقارنة مع ما يعيشه الفلسطينيون على أيدي محتليهم”، ثم أضرم النار في نفسه وهو يصرخ “الحرية لفلسطين” مراراً وتكراراً حتى توقّف عن التنفس.
الحادث الاستثنائيّ هزّ العالم، ولم يجرؤ أحد على وصفه بالانتحار، فقد كان واضحاً أن الرجل الأميركي الأبيض وغير المسلم وغير العربي، وقد أصبح عبء مشاهد المذابح اليوميّة على ضميره ثقيلاً، قرّر أن يهب نفسه وقوداً لإشعال نورٍ يضيء به طريق رفاقه وزملائه وسائر الأميركيين، داعياً لعدم قبول شهادة الزور والمغامرة بالشهادة للحقّ وصولاً للاستشهاد من أجله.
في حرب غزة، رغم ضراوة المعارك التي تخوضها المقاومة وتُسقط فيها جنود الاحتلال قتلى وجرحى، خطف المسار التفاوضيّ الأضواء مع انتقال المفاوضات غير المباشرة بين المقاومة وكيان الاحتلال الى الدوحة، حيث التقى رئيس الحكومة محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيسَيْ وكالتي الأمن الإسرائيليتين، الموساد والشاباك، اللذين نقلا تصوراً إسرائيلياً تفاوضياً، قالت الأوساط الإعلامية الإسرائيلية إنه يحمل أفكاراً جديدة. وقامت الدوحة بتسليم المقترح الإسرائيلي الجديد إلى قيادة حركة حماس، حيث استقبل الأمير تميم بن حمد آل ثاني رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
وفقاً لمصادر متابعة للمسار التفاوضي، تضمنت الورقة الإسرائيلية أفكاراً مثل، اشتراط عودة تدريجية للنازحين إلى شمال القطاع باستثناء مَن هم في سنّ الخدمة العسكرية، وقبول زيادة دخول المساعدات والمنازل المؤقتة للقطاع وإدخال آليّات ومعدات ثقيلة بينما اكتفى جيش الاحتلال بطرح إعادة التموضع خارج المناطق المكتظة ووقف الاستطلاع الجويّ ٨ ساعات يومياً. أما المفاجأة السلبية فكانت باقتراح “إسرائيل” إطلاق سراح 400 أسير فلسطيني بينهم عدد من أصحاب الأحكام العالية، مقابل الإفراج عن 40 أسيراً إسرائيلياً من النساء والأطفال.
لبنانياً، أكمل جيش الاحتلال ما بدأه من استفزازات تتمثل باستهداف مواقع بعيدة عن الجبهة، في محاولة لمنح المصداقية لحديثه عن الحرب الشاملة، واستخدام هذه المصداقية المفترضة من أطراف لبنانية لتنظيم حملات تشكيك بصحة ما يقوم به حزب الله، إضافة لتوظيف هذه الاستهدافات وما يرافقها من صخب إعلامي بزيادة عمليات التهجير بين صفوف مؤيّدي المقاومة، لخلق توازن التهجير كمدخل للتفاوض. وقالت مصادر عسكرية إن المقاومة ترد على التوسيع بالتثقيل، عبر تكرار استهداف من المؤكد أنه يصيب منشآت وتجهيزات وبنى عسكرية نوعية كما حدث في موقع ميرون، وأن معادلة المقاومة هي وقف الحرب على غزة، كمدخل إلزاميّ لكل الحلول التفصيلية لسائر الأزمات.

كسرت قواعد الاشتباك مع تجاوز العدو الإسرائيلي نطاق العمليات الجغرافي وتوسيعه رقعة الحرب. فقد استهدفت غارات إسرائيلية وللمرة الأولى، منطقة بعلبك، وتحديداً حوش تل صفية «حيث توجد مستودعات لتخزين المواد الغذائيّة لمؤسسات السجاد». ونعى حزب الله «الشهيد حسن علي يونس من بلدة بريتال في البقاع»، ونعى أيضاً «الشهيد أحمد محمد سنديان من بلدة علي النهري في البقاع».
من جانبه، أكد حزب الله أن «الضربة الإسرائيلية على بعلبك «لن تبقى من دون ردّ حيث استهدف بعد ظهر أمس مقر قيادة ‏فرقة الجولان في «نفح» بستين صاروخ كاتيوشا». وبحسب المعلومات من حزب الله فإن القاعدة تضمّ، مقر قيادة الفرقة الإقليمية 210 (الجولان) مقر قيادة اللواء الإقليمي 474، عيادة اللواء الإقليمي 474‏، معسكر عوز مقر قيادة الكتيبة المدرعة 77، مستوى قيادياً من فوج المدفعية 209، تشكيلات برية من قوام القوات المتدرّبة في معسكرات الجولان، مقر قيادي فرقي أمامي في حالات الطوارئ وقيادة أماميّة لتشكيلات تعمل على الاتجاه السوريّ، محطة اتصالات قيادية وتكتيكية أفيك رهاف وايتاكس، مشغل صيانة أمامي 754 لوحدة التسليح الإقليمية الشمالية لصيانة الآليات المدرعة».‏
كما نعى حزب الله الشهيد حسن حسين سلامي “محمود” 74 من بلدة خربة سلم في جنوب لبنان، في الغارة الإسرائيلية التي استهدف سيارة في بلدة المجادل.
وتابع رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية الأوضاع العامة، لا سيما المستجدات الميدانية على ضوء تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والقرى والبلدات الجنوبية، خلال لقائه قائد قوات اليونيفل العاملة في جنوب لبنان اللواء آرولدو لاثارو والوفد المرافق.
وأكد مستشار رئيس مجلس النواب نبيه برّي علي حمدان أن اتصالاً هاتفياً حصل بين الرئيس نبيه بري والوسيط الأميركي أموس هوكشتاين لمتابعة بعض الأمور، مشيراً إلى أن هوكشتاين لا يحمل أي طرح، بل مجرّد أفكار، وقد وعد الوسيطُ الأميركي الرئيس برّي بإرسال نصّ مكتوب بهذه الأفكار خلال مدّة يومين ليُصبح التفاوض وفقاً لنصٍّ مكتوب، ولكن حتى الآن لم يصلنا أي شيء من هوكشتاين. وأضاف حمدان: الردّ متوقّع وإن كان اليومان أصبحا أسبوعين.
وعقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات وزارية في السراي تناولت مجمل الملفات المطروحة. وأعلن وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب بعد اجتماع مع رئيس الحكومة: “بحثنا مع الرئيس ميقاتي في الردّ على المقترح الفرنسي ونحن نهيئ الرسالة التي اتفقنا عليها، والنقاط التي سنتناولها، وإن شاء الله يكون الرد لدى الفرنسيين الأسبوع المقبل”. وقال رداً على سؤال “موقفنا معروف ونريد تطبيقاً كاملاً وشاملاً للقرار 1701 ومن ضمنه شبعا وكفرشوبا”. وقال “نرحّب بالدور الفرنسي، ولقد أعطانا الفرنسيون هذه الأفكار لأن يهمهم لبنان وسلامة لبنان”. وقال بوحبيب خلال استقباله السفيرة الأميركية ليزا جونسون وسفير إسبانيا خيسوس سانتوس أغوادو: “مستمرّون بجهودنا الهادفة إلى احتواء التصعيد، ووقف تدحرج الأمور إلى الأسوأ، لا سيما من خلال ما نشاهده هذه الأيام من اعتداءات مقلقة جداً تهدّد ليس فقط أمن لبنان بل المنطقة بأسرها.»
رئاسياً، تتجه الأنظار إلى مبادرة كتلة الاعتدال الوطني والتي سوف تزور، بحسب ما علمت البناء، اليوم رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط على أن تزور هذا الاسبوع أيضاً رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، ومع ذلك تقول مصادر سياسية مطلعة لـ “البناء” إن المبادرة لن تصل إلى خواتيمها خاصة أنها لا تحظى بدفع إقليمي، رغم أن أعضاء الكتلة التقوا بعدد من سفراء الخماسية. ورغم ذلك يقول مصدر من الاعتدال إن كل القوى السياسية التي زارها وفد كتلة الاعتدال أبدت إيجابية نحو المبادرة، التي تجسد أهمية انتخاب رئيس للجمهورية من دون نيات مسبقة، فنحن نعمل على تأمين حضور ممثلين عن ثلثي المجلس، عندها ستتم الدعوة إلى جلسة للتفاوض تمهيداً لنقل مطلب 86 نائباً إلى الرئيس بري بضرورة الدعوة إلى جلسات متتالية لانتخاب رئيس.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram