افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الإثنين 26 شباط 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة  اليوم الإثنين 26 شباط 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة النهار

الأزمة المطلبية تنفجر… رواتب الموظفين عالقة!

تختلط مع بداية الأسبوع الحالي معالم القلق من التصعيد العنيف الذي شهدته جبهة الجنوب كأنها في سباق مع تقدم محادثات الهدنة في #غزة وملامح تحريك الازمة الرئاسية التي برزت مع مبادرة “جبهة الاعتدال الوطني” وما يمكن ان تسفر عنه من بلورة لمواقف الكتل النيابية من عقد جلسة مفتوحة لانتخاب رئيس الجمهورية.

 

ولكن الاستحقاق الداخلي الأشد الحاحا من كل الأولويات برز في الساعات الأخيرة مع التأكد من وقوع محظور عدم تقاضي موظفي القطاع العام بمن فيهم الأسلاك العسكرية والأمنية والمتقاعدين وسائر الموظفين لرواتبهم في نهاية شباط الحالي. ذلك ان إضراب موظفي وزارة المال مستمر ولا يبدو أنهم في وارد التراجع او خرق الإضراب من اجل توفير دفع الرواتب للموظفين في نهاية الشهر في كل الوزارات والأسلاك والدوائر الذين يقدر عددهم بـ300 الف موظف، وهو الامر الذي كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حذر منه لدى إعلانه ارجاء جلسة مجلس الوزراء في نهاية الأسبوع الماضي. وحتى لو بدأت مفاوضات مع موظفي وزارة المال هذا الأسبوع فان التأخير الحاصل في دفع الرواتب سيتمدد على الأقل لأسبوعين الفترة اللازمة لإنجاز الرواتب بما يفاقم الازمة.

 

واعتبر وزير المال يوسف الخليل ان “استمرار الاضراب يشكل خطرا على صرف رواتب القطاع العام مما يعيق تيسير المرفق العام وتوفير الخدمات للمواطنين، كما يشكّل خطرا على الجباية وعلى تحصيل الايرادات للخزينة، مما يهدّد الاستقرار المالي و النقدي”. وقال “نحن لا نفرّق بتاتا بين موظّفي القطاع العام، ولكن في هذه الظروف الاستثنائية، تبقى وزارة المال الحلقة الاولى في استعادة العمل المنتظم لتأمين التمويل و تلبية حاجات الادارات كافة للقيام بمهامها، و ذلك تدريجيا، على أن يسوّى وضع جميع العاملين في الادارات العامة بالتساوي. مع الاشارة انه رغم كل الظروف القاهرة التي مرّت بها البلاد في السنوات الاخيرة، لم تتوقّف وزارة المال يوما عن مهامها في صرف الاعتمادات و تأمين الرواتب و الاجور وتلبية حاجات الادارات و المؤسسات، لأن التوقف عن العمل في وزارة المال يعني تعطيل المرفق العام بأكمله. كما ان موظفي وزارة المال عملوا دون انقطاع لتلبية طلبات كل المؤسسات والادارات العامة وصرف السلفات والتقديمات لموظفي تلك المؤسسات والادارات، فيما هم يحرمون منها. اننا نتعاطى مع الازمة بكل موضوعية للوصول الى حلول عملية ضمن الامكانيات المتاحة، تفاديا لخلق نزاعات بين الادارات العامة”.

 

التصعيد

اما التصعيد الميداني في الجنوب فاتخذ في اليومين الأخيرين بعدا مثيرا لمزيد من المخاوف من احتمال اتساع المواجهات في ظل العنف الواسع الذي طبع تبادل العمليات التي دفعت بالغارات الإسرائيلية الى ما بعد الحدود اللبنانية مع سوريا وتصاعد التهديدات الإسرائيلية ولو ان المراقبين المعنيين ربطوا هذا التصعيد بالغبار الذي يراد له ان يحجب تقدم المفاوضات الجوالة المستمرة حول تسوية جديدة لتبادل الاسرى والسجناء بين أسرائيل وحركة “ح” في غزة قبل حلول شهر رمضان. وتبعا لذلك من غير المستبعد ، في اعتقاد هؤلاء المراقبين، ان تكون الأيام العشرة الأولى من شهر آذار المقبل محفوفة بتصعيد ميداني متدحرج على الجبهة الجنوبية بما يعني انها قد تكون فترة حرجة للغاية، ولو ان ذلك لا يعني بالضرورة انها ستؤدي الى حرب واسعة لا تزال احتمالات اندلاعها من عدمها متوازية في ظل الضغط الأميركي الكبير على إسرائيل لمنعها من إشعالها والتزام “الح.زب” على خلفية موقف ايران أيضا عدم الانجرار نحو التسبب بحرب شاملة.

 

ووسط هذه المناخات لن تنقطع الضغوط الديبلوماسية لتجنب السيناريو الأسوأ في لبنان بحيث ينتظر ان تتحرك مجددا الديبلوماسيتان الفرنسية والأميركية في اتجاه محاولات تبريد الجبهة الجنوبية . وبدا لافتا في هذا السياق النفي الذي أوردته “هيئة الإعلام الإسرائيلية” امس للتقارير من ان يكون الموفد الأميركي آموس هوكشتاين قد أوقف الاتصالات من اجل حل ديبلوماسي في الشمال، في حين كان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يهدد “بأننا سنكثف اطلاق النار في الشمال حتى لو أبرمت هدنة في غزة الى ان ينسحب الح.زب انسحابا كاملا”.

غير ان جبهة الجنوب لم تهدأ وبدا لافتا تواصل الغارات الإسرائيلية على بلدة بليدا قرب مدينة بنت جبيل لليوم الثالث. وبعد ظهر امس شن الطيران الاسرائيلي غارات جديدة على البلدة، بعد يومين متتاليين من الغارات التي استهدفت إحداها مركز الدفاع المدني التابع ل”الهيئة الصحية الإسلامية” مما أسفر عن تدمير المبنى ومقتل مسعفين، وغارة أخرى أسفرت عن تدمير مبنى كبير وتصدع عدد من المحال والمنازل المجاورة. وأعلن “الح.زب” قصف مرابض مدفعية إسرائيلية وانتشار للجنود الإسرائيليين جنوب كريات شمونة بالأسلحة الصاروخية والمدفعية، إلى جانب استهداف تجمع اخر للجنود في محيط ثكنة راميم بالأسلحة الصاروخية. كما اعلن استهداف مبنى يتموضع فيه جنود إسرائيليون في مستوطنة المنارة ومن ثم استهدف مبنيين يتموضع فيهما الجنود في مستوطنة المالكية .

 

ونقلت صحيفة “معاريف” الاسرائيلية عن رئيس بلدية كريات شمونة دعوته من بقي بالمدينة إلى مغادرتها، لافتاً إلى أن “نشاط “الح.زب” متسارع”. وجاءت دعوة رئيس البلدية بعدما أفاد الجيش الإسرائيلي بأن نحو 20 صاروخاً أطلقت على كريات شمونة امس .

 

ونعى “الح.زب” ثلاثة من عناصره قتلوا في الغارة على ريف القصير فجر امس، وهم علي كريم ناصر من بلدة حداثا في الجنوب ، أحمد محمد العفي من بلدة بريتال في البقاع وحسين علي الديراني من بلدة قصرنبا في البقاع. وأورد المرصد السوري معلومات عن استهداف إسرائيل بصاروخ من الجو شاحنة مدنية قرب الحدود السورية-اللبنانية ضمن منطقة متداخلة بين محافظتي حمص وريف دمشق.

 

تحرك “الاعتدال “

اما في المشهد الداخلي ، فغلب الحذر والترقب على الانطباعات السياسية حيال التحرك التي تقوم به “#كتلة الاعتدال الوطني” في شأن تحقيق اختراق في الازمة الرئاسية ملاقاة لتحرك المجموعة الخماسية الدولية . ومعلوم ان “مبادرة” الكتلة تستند الى اقتراحين هما عقد جلسة تشاور في مجلس النواب يتداعى إليها ممثلون عن الكتل والنواب المستقلين من دون ان يترأسها أحد، وتكون على هيئة تشاور نيابي، يخرج بعدها النواب بإسم واحد او اكثر ، وبعدها تتم الدعوة لعقد جلسة مفتوحة لانتخاب رئيس والتعهد بعدم فرط نصابها . هذا التحرك حرّك الملف الرئاسي من جديد خصوصا في ظل ما ذكر عن موافقة رئيس مجلس النواب نبيه بري عليها والموافقة العلنية لرئيس رئيس حزب “القوات اللبنانية” #سمير جعجع عليها، ووعد من الكتائب وبعض نواب المعارضة بالتعاطي الايجابي معه بعد دراسة بعض التفاصيل والضمانات. ومع ان نوابا من وفد الكتلة الذي يجول على الكتل نفوا ان يكون هناك أي دعم سعودي للمبادرة فان معطيات توصف بالجدية اشارت الى ان هذا التحرك للكتلة يحظى برضى سعودي .

 

وتطرق رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لدى لقائه في معراب السفير البابوي المونسنيور باولو بورجيا الى الملف الرئاسي مشيرا إلى أن “محور الممانعة ما زال يعطل #الاستحقاق الرئاسي”. وأكد للسفير البابوي أن “جهاد أزعور تقدم بوضوح على مرشح الح.زب في الجلسة الأخيرة، ولو لم يعطل الح.زب وحلفاؤه الجلسة بإطاحة النصاب، لكنا وصلنا إلى انتخاب رئيس الجمهورية” . واعلن أن “الفريق السيادي مستعد للبحث في خيار مرشح ثالث، شرط أن يكون شخصية جدية ومستقلة ويستطيع أن يكون رئيسا فعليا وليس مجرد صورة، لكن الح.زب لا يريد حتى هذا الخيار، وما زال متمسكا بمرشحه، ما يعني أنه يصرُّ على التعطيل إلا اذا كان رئيس الجمهورية المقبل من صلب خطه، وهو ما لا يمكن التسليم به”.

***************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

“الاعتدال” تُواصل تحرّكها اليوم بالتوازي مع “الخُماسية” والفاتيكان

“حوار بري” يُحشَر في زاوية “التشاور”.. إسرائيل تؤجّل عودة نازحيها إلى تموز

 

كان لافتاً أن تتحرك في الأيام الماضية ثلاثة مسارات داخلية وخارجية، هي تباعاً اللجنة الخماسية وكتلة «الاعتدال الوطني» النيابية والفاتيكان، من أجل الدفع لإنجاز الانتخابات الرئاسية. فبعد لقاء أعضاء اللجنة الخماسية في السفارة الفرنسية واتفاقهم على الشروع في تحرك داخلي هذا الأسبوع، أطلت كتلة «الاعتدال» في تحرّك مماثل انطلاقاً ممّا وصف بـ«ضوء أخضر» من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي رحب بتحرك الكتلة من أجل مشاورات بين الكتل النيابية. ثم لوحظ تحرّك السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا ليصب في تحرك «الخماسية» و»الاعتدال» على السواء.

 

وفي هذا السياق، علم أنّ بري «تمنى» على كتلة «الاعتدال» اعتماد عبارة «غير جلسة حوارية كي لا تصطدم بمبادرته». ويهدف تحرك الكتلة الى التفاهم على اسم أو أكثر، ومن ثم الذهاب الى جلسة مفتوحة بدورات متلاحقة، يتم توفير النصاب الدستوري لها، أي ثلثي أعضاء البرلمان. فهل يصمد بري في وعده «الاعتدال» حتى لو أدّت اتصالاتها الى نتائج لا يشتهيها الركن الثاني في «الثنائي» الشيعي أي «الح.زب»؟

 

ماذا عن المسارات الثلاثة التي انفتحت معاً؟ تقول أوساط ديبلوماسية لـ»نداء الوطن» إنّ هذه المسارات التي انطلقت بقوة خلال أيام، هي على النحو الآتي:

 

المسار الأول – «الخماسية»، التي بدأت تحركها عند الرئيس بري وستكمل مسعاها بلقاء القوى السياسية من أجل الدفع لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن الخيار الثالث، بما ينصّ عليه الدستور لجهة فتح جلسة بدورات متتالية، وان يكون الرئيس ضمن المواصفات التي توافق عليها دول «الخماسية» وتحديداً المملكة العربية السعودية كي يحظى لبنان بالدعم المطلوب، على أن تكون للرئيس خلفية اصلاحية وسيادية وأن يكون قادراً على إعادة الاعتبار الى مسار الدولة في علاقات لبنان الخارجية ودور الدولة في الداخل. وصار واضحاً أنّ «الخماسية» أعادت تشغيل محركاتها وستواصل لقاءاتها ومساعيها.

 

المسار الثاني – كتلة «الاعتدال»، التي تزامنت مبادرتها مع حراك «الخماسية»، وصار واضحاً أنّ «الاعتدال» ستنتقل من كتلة في الوسط الى كتلة ستأخذ موقفاً سياسياً. ومن المعروف أن هناك الآن كتلتي المعارضة والممانعة. إذاً تتجه كتلة «الاعتدال» الى اتخاذ موقف يؤكد ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية من خلال المطالبة بجلسة انتخاب بدورات متتالية، وهذا ما كانت المعارضة تشدد عليه تطبيقاً للدستور، من خلال التشاور الثنائي الذي تقوم به، ما يشكل المدخل لانتخاب رئيس الجمهورية.

 

المسار الثالث – الفاتيكان، فهو من خلال تأثيره المعنوي على عواصم القرار لا يريد أن يبقى لبنان من دون رئيس للجمهورية، كما يريد أولاً تجنيب لبنان الحرب، لأنّ أي حرب محتملة على غرار الـ 2006 ستؤدي الى مزيد من الانهيارات والهجرة وضرب الواقع السياسي في لبنان، بينما يؤدي انتخاب الرئيس الى انتظام إعادة انطلاق المؤسسات، إضافة الى ما يعنيه من دفع فاتيكاني أكان داخلياً أو وراء الكواليس في عواصم القرار من أجل استعجال انتخاب رئيس للجمهورية.

 

وفي إطار متصل، زار السفير السعودي وليد البخاري أمس البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، في مقر البطريركية في بكفيا. ووفق البيان الصادر عن اللقاء أنه شدّد على «حل أزمة الشغور الرئاسي، في أسرع وقت ممكن».

 

ومن التطورات السياسية والديبلوماسية الى التطورات الميدانية على الحدود الجنوبية. فقد ذكر موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلي أنه يتوقع أنّ تمدد الحكومة الإسرائيلية أمر إعادة سكان المنطقة الحدودية الشمالية البالغ عددهم 60,000 نسمة حتى 7 تموز على الأقل. وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرس تأجيل هذا التاريخ إلى أبعد من ذلك، حتى آب، ما يزيد التوقعات بشن حرب على «الح.زب».

 

على صعيد متصل، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأنّ إسرائيل ستزيد ضرباتها على «الح.زب» رداً على هجماته اليومية على شمال إسرائيل، حتى خلال وقف إطلاق نار موقت محتمل في قطاع غزة. وقال خلال زيارة القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي في صفد: «نخطط لزيادة قوة النيران ضد «الح.زب»، الذي لا يستطيع إيجاد بدائل للقادة الذين نقضي عليهم»، على حد تعبيره. وخلص الى القول: «الهدف بسيط هو دفع «الح.زب» إلى حيث ينبغي أن يكون، إما بالاتفاق، وإما سنفعل ذلك بالقوة».

 

من ناحيته، نعى «الح.زب» أمس عنصرين قتلا فجر الأحد جراء قصف إسرائيلي استهدف شاحنة في سوريا قرب الحدود مع لبنان ضمن منطقة متداخلة بين محافظتيّ حمص وريف دمشق».

*****************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

لبنان يتمسك بالوساطة الأميركية لتطبيق الـ1701 الناظم لحدوده مع إسرائيل

لأن باريس توخّت من ورقتها حجز مقعدها في التسوية

بيروت: محمد شقير

 

لم تلق الورقة الفرنسية التي تسلّمها لبنان من وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه، لإنهاء الأعمال القتالية بين «الح.زب» وإسرائيل، تمهيداً للتوصل إلى تسوية للحدود المتنازع عليها بين البلدين، الاهتمامَ اللبناني المطلوب. ويقول مصدر نيابي بارز، لـ«الشرق الأوسط»، إن سبب عدم الاهتمام ليس لأنها ليست موقّعة أو مؤرّخة من قِبل باريس، بل لأن مجرد الموافقة عليها يعني أن لبنان الرسمي يُبدي استعداداً لسحب الوساطة الأميركية من التداول، وصولاً لإنهاء المهمة الموكلة إلى الوسيط الأميركي آموس هوكستين الذي يسعى، من خلال تواصله مع بيروت وتل أبيب، لتوفير المناخ السياسي للشروع في تطبيق القرار الدولي 1701؛ كونه الناظم الوحيد لتحديد الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

 

عدم مجيء هوكستين

ولفت المصدر النيابي البارز إلى أن سبب عدم مجيء هوكستين إلى بيروت، كما كان متوقعاً في ظل ارتفاع منسوب المواجهة بين إسرائيل و«الح.زب»، والذي يُنذر باحتمال توسعة الحرب على امتداد الجبهة الشمالية بين البلدين، يكمن في أنه لم يتوصل، حتى الساعة، مع تل أبيب إلى تفاهم حول مسوَّدة مشروع لإنهاء الأعمال القتالية لصالح خلق المناخ المؤاتي لتطبيق القرار 1701.

 

وأكد أن «الح.زب» ليس في وارد المبادرة لتوسعة الحرب. وقال: «نحن لا نريد الحرب، ونقوم بكل ما في وسعنا لمنعها من أن تتمدد من قطاع غزة إلى جنوب لبنان، ولا يمكن خفض منسوب التوتر الذي يسيطر على الجبهة الشمالية، وصولاً للدخول في مفاوضات غير مباشرة مع تل أبيب، برعاية الأمم المتحدة، وبضمانات دولية لتطبيق القرار 1701، ما لم تُوقف عدوانها على غزة الذي سيؤدي حتماً إلى تهدئة الوضع في جنوب لبنان».

 

فريق عمل فرنسي

ورأى المصدر نفسه أن باريس تُولي أهمية للورقة التي عرضها وزير خارجيتها على لبنان، وأوفدت فريق عمل من وزارتي الخارجية والدفاع إلى بيروت، للوقوف على رأي لبنان حيال ما تضمّنته من أفكار للتعديل، «لكننا ارتأينا أنه لا مجال للغوص فيها ما دامت تشكل نسخة منقّحة من تفاهم أبريل (نيسان) عام 1996 الذي جرى التوصل إليه مُنهياً العدوان الإسرائيلي على الجنوب تحت اسم (عناقيد الغضب)، فيما لدينا الآن القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي لا يزال دون تطبيق منذ صدوره في أغسطس (آب) بعد عدوان يوليو (تموز) 2006».

 

واعتبر أنه لا مبرر لاستبدال الورقة الفرنسية بالقرار 1701، خصوصاً أن واشنطن، من خلال هوكستين، تواجه صعوبة في إقناع تل أبيب بضرورة تنفيذه، فكيف ستكون الحال مع باريس، وهل لديها أوراق ضغط عليها تفتقد إليها الإدارة الأميركية.

 

وأكد المصدر النيابي أن هوكستين لم يُوقف وساطته، وهو لا يزال على تواصل يومي مع بيروت وتل أبيب، لبقاء الوضع في الجنوب تحت السيطرة والحيلولة دون تفلّته على نحو يؤدي إلى توسعة الحرب، رغم أن المواجهة مشتعلة على الجبهة الشمالية، إلى مزيد من التصعيد بلجوء إسرائيل إلى استهداف المدنيين، وهذا ما حصل في المجزرة التي ارتكبتها ضد عائلة في مدينة النبطية.

 

تواصل بري ــ ميقاتي

وكشف أن رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، على تواصل دائم برئيس المجلس النيابي نبيه بري، وأطلعه على الأجواء التي سادت اجتماعه بالوسيط الأميركي، على هامش مشاركته في مؤتمر الأمن الذي عُقد أخيراً في ميونيخ بألمانيا، ونُقل عنه تأكيده أن واشنطن ما زالت تضغط على تل أبيب لمنعها من توسعة الحرب في جنوب لبنان، وهذا ما يلتزم به «الح.زب»، بصرف النظر عن الخطاب الناري لأمينه العام، نصر الله، الذي يتوخى منه تحذيرها من استهداف المدنيين الذي سيُقابَل بردّ فعل مماثل.

 

وشدّد المصدر نفسه على أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة سينسحب على جنوب لبنان، ويفتح الباب أمام البحث بتطبيق القرار 1701؛ لأن لبنان في حاجة ماسّة إلى الضمانات لمنع تل أبيب من استمرارها في خرق أجوائه براً وبحراً وجواً، وقال إن استقراء الوضع في الجنوب وما سيؤول إليه، لا يمكن عزله عن الجهود الرامية لوقف العمليات العسكرية في غزة، وإلزام تل أبيب بوقف مديد لإطلاق النار، في حين رأى مصدر بارز في المعارضة أن مصير الوضع في الجنوب بات عالقاً على الوضع الميداني في غزة، والآخر على الجبهة الشمالية.

 

وبكلام آخر، اعتبر المصدر في المعارضة، وفق قوله لـ«الشرق الأوسط»، أن لبنان يتموضع حالياً في منتصف الطريق، وبات رهينة الوضع الميداني في غزة وشبيهه في جنوب لبنان، ومن ثم لا قدرة للحكومة بأن تقول كلمتها ما لم تكن على تناغم مع «الح.زب» الذي يتصرف وكأنه وحده مَن يملك قرار السِّلم والحرب، خصوصاً من مسؤولي الح.زب على كل المستويات الذين يقفلون الباب أمام البحث بتطبيق القرار 1701 وتحريك ملف انتخاب رئيس الجمهورية، ما لم تُوقف إسرائيل عدوانها على غزة.

 

قرار السلم والحرب

وغمز المصدر في المعارضة من قناة الثنائي الشيعي، وتحديداً «الح.زب»، على خلفية إصراره على ربط مصير لبنان بالحرب الدائرة في غزة، انطلاقاً من التزامه بوحدة الساحات، وقال إن دعم المعارضة للقضية الفلسطينية لا يعني إقحامه في حرب دون العودة إلى الحكومة التي يُفترض أن تمسك وحدها بقرار السلم والحرب.

 

لذلك لم يعد أمام الحكومة خيار سوى الرهان على الوساطة الأميركية والتعامل معها على أساس أنها تُؤمّن للبنان سترة النجاة للعبور به إلى بر الأمان، كشرط للانصراف إلى إعادة تحريك الملف الرئاسي الذي يدخل حالياً في إجازة مديدة، ما دام الح.زب يعطي الأولوية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

 

ويبقى السؤال: هل سيتمكن الوسيط الأميركي من توفير الضمانات للبنان بعدم لجوء إسرائيل إلى توسعة الحرب، على أن تكون مديدة، إلى حين التوصل لتهيئة الأجواء السياسية أمام تطبيق القرار 1701، خصوصاً أن الثنائي الشيعي، وفق مصادره، يتعامل مع الورقة الفرنسية من زاوية أن باريس تتوخى منها حجز مقعد لها في التسوية، في حال كانت الظروف الدولية مؤاتية لإنضاجها.

***************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

محاولات لحوار وانتخاب رئيس تحت جنح الهدنة المنتظرة

تترقّب الأوساط السياسية هجمة ديبلوماسية وداخلية جديدة في اتجاه إمكان الاتفاق على إنجاز الاستحقاق الرئاسي تحت جنح الحركة الناشطة اقليمياً ودولياً، لإعلان هدنة في حرب غزة خلال شهر رمضان، يتمّ خلالها تبادل اطلاق أسرى ومعتقلين وادخال المواد الغذائية والإغاثية المختلفة الى قطاع غزة، والبحث في حل للقضية الفلسطينية في اطار مشروع حل الدولتين او غيره.

في الوقت الذي لم يُحدّد بعد اي موعد لزيارة للموفد الفرنسي ـ الخماسي جان ايف لودريان او للموفد الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين، يدور همس في بعض الاوساط السياسية، ولا سيما منها المعنية بالاستحقاق الرئاسي، عن وجوب الإسراع في الاتفاق عبر حوار او من دونه على انتخاب رئيس للجمهورية قبل شهر رمضان اذا أمكن أو خلاله، خصوصاً اذا تمّ اتفاق على هدنة في غزة، ولذلك لكي تقوم في لبنان سلطة جديدة تستطيع مواجهة اي تطورات عسكرية او سياسية، سواءً على الجبهة الجنوبية او على مستوى المنطقة، حسب قول مصادر مطلعة لـ«الجمهورية».

حراك لعقد حوار

في هذا السياق، باشر تكتل «الاعتدال الوطني» يوم السبت جولاته التشاورية على الكتل النيابية، فزار وفدان منه حزب «الكتائب اللبنانية» ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سميرجعجع، على ان يستكمل جولته اليوم لمناقشة مبادرته حول تحريك الاستحقاق الرئاسي، وسط تساؤلات عن توقيت التحرّك وهل هو موعز به خارجياً؟ ام انّه من منطلق محاولات «لبننة» الاستحقاق الرئاسي.

وقال عضو كتلة «الاعتدال الوطني» النائب عبد العزيز الصمد لـ«الجمهورية»، انّ وفداً منها «سيلتقي غداً غالبية نواب مجموعة «التغيير»، على ان يستكمل جولته على كل الكتل بدءاً من الغد وحتى يوم الخميس المقبل، وستكون المحطة الاخيرة من الجولة مع كتلة «الوفاء للمقاومة». واكّد انّ الكتلة «لاقت تجاوباً مع مبادرتها لتحقيق الانتخابات الرئاسية وبلا شروط من اي كتلة، على ان تعقد جلسة تشاورية لكل الكتل ليوم واحد في المجلس النيابي لطرح اسماء المرشحين وتأكيد توفير نصاب جلسة الانتخاب من 86 نائباً على الاقل، تليها جلسة او جلسات انتخابية، وليفز من يفز عندها من المرشحين المتفق عليهم او الذين تتبنّاهم الكتل».

وأوضح الصمد «انّ جوهر مبادرة التكتل يقوم على فتح المجلس النيابي وعقد جلسة للكتل النيابية في المجلس النيابي في حضور نحو 100 نائب ليوم واحد، للتوافق على اسماء المرشحين وليترشح من يترشح، وللتعهد بتوفير نصاب جلسة الانتخاب على الاقل من 86 نائباً، واذا حصل التوافق يتمّ تحديد موعد الجلسة الانتخابية».

ورداً على سؤال عمّا اذا كان هناك «إيعاز» او طلب خارجي من التكتل لكي يتحرك، قال الصمد: «نحن مجموعة مستقلة لا نتلقّى إيعازاً من احد ويعنينا البلد فقط. بدليل انّ لا اسم مرشحاً لدينا حتى الآن، وسنرى نتائج اجتماع الكتل التي تملك كل مجموعة منها اسماً معيناً، وفي ضوء التشاور يمكن ان نختار اسماً».

وكان وفدان من تكتل «الاعتدال» قد زارا السبت كلاً من معراب وبيت «الكتائب»، وبعد اللقاء، قال جعجع: «الكتلة عرضت علينا مبادرة جدّية للوصول إلى انتخاب رئيس ووافقت عليها. المبادرة هي لقاء نواب من كل الكتل في المجلس للمطالبة بجلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، ونتشاور على الهامش في الموضوع الرئاسيّ».

وأضاف: «انّ المبادرة واضحة ونحن قبلنا بها، ووفق ما تبلّغنا فرئيس مجلس النواب نبيه بري متجاوب معها أيضاً. وإذا صفت النيات سيتمّ انتخاب رئيس ونيتنا صافية من اللحظة الأولى، ولكن الأكيد أنّ محور الممانعة متمسك بسليمان فرنجية. يقولون إنّ فريق الممانعة من دُعاة الحوار، فكيف تحاوروا مع اللبنانيين ليذهبوا إلى القتال في الجنوب، وتعريض لبنان للخطر؟».

مواقف

وفي المواقف، اشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في عظته الاحد من بكركي، الى انّ «تأخير انتخاب الرئيس ادّى الى فوضى عامة سمحت للمسؤولين بالاستئثار بالسلطة الى حدّ التسلّط، فأطاحوا بالأصول، ما يشكّل خطراً على الوحدة الوطنية»، لافتاً الى «التشويهات في الدستور والعيش المشترك، ولبنان آخذ في الانهيار والسقف سينهار على الجميع». وقال «نحيي جهود اللجنة الخماسية ونشكر مساعيها ونأمل من القوى السياسية التجاوب معها».

«الح.زب» يصرّ

وأوضح رئيس ح.زب «القوات اللبنانية» سمير جعجع خلال لقائه السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا، في معراب، أنّ الحل جنوبًا يكمن في تطبيق القرار 1701 وانسحاب “الح.زب” من المنطقة الحدودية، ليتسلّم الجيش اللبناني بالتعاون مع القوة الدولية أمنها وحمايتها بالكامل، كونه القوة الشرعية الوحيدة التي تمثل الدولة اللبنانية. وأشار إلى «أنّ محور الممانعة ما زال يعطّل الاستحقاق الرئاسي». وأكّد جعجع للسفير البابوي أنّ الوزير السابق جهاد أزعور «تقدّم بوضوح على مرشح “الح.زب” في الجلسة الأخيرة، ولو لم يعطّل “الح.زب” وحلفاؤه الجلسة بإطاحة النصاب، لكنا وصلنا إلى انتخاب رئيس الجمهورية». ولفت إلى «أنّ الفريق السيادي مستعد للبحث في خيار مرشح ثالث، شرط أن يكون شخصية جدّية ومستقلة ويستطيع أن يكون رئيساً فعلياً وليس مجرد صورة، لكن “الح.زب” لا يريد حتى هذا الخيار، وما زال متمسكاً بمرشحه، ما يعني أنّه يصرُّ على التعطيل إلاّ اذا كان رئيس الجمهورية المقبل من صلب خطه، وهو ما لا يمكن التسليم به».

عودة

وسأل متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة، في عظته خلال القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت، «لو تواضع من توالوا على الحكم، ولو عملوا من أجل مصلحة لبنان هل كنّا وصلنا إلى هذا التحلّل في السلطة؟». وقال: «ليكن ما وصلنا إليه درساً لكلّ مسؤولٍ يتبوأ مركز قيادةٍ أنّ عليه الخروج من أناه وكبريائه، والعمل من أجل الخير العامّ بتواضعٍ وتفانٍ ونزاهةٍ، وعدم إهمال شؤون الناس لأنّهم سبب وجوده في المسؤولية وغاية هذا الوجود».

واعتبر عودة «أنّ عجز مَن في يدهم السلطة والقرار عن اتّخاذ المواقف الحكيمة أو القيام بما يصبّ في مصلحة البلد هو ما قادهم إلى الفشل وأبعدهم عن الشّعب الذي يشعر أنّ الدولة أسلمت القيادة واستسلمت، وأنّ الجميع ينتظر الخارج فيما الخارج، إلى كونه منشغلاً بقضاياه ويعمل من أجل مصلحته، قد أصابه القرف وملّ من مشكلاتنا».

قمة فرنسية – قطرية

وفي هذه الاجواء، تتجّه الانظار الى القمة الفرنسية – القطرية الثنائية التي ستجمع كلاً من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني في شقها المتصل بالعلاقات بين البلدين ومجموعة الاتفاقيات التي ستُعقد غداً قبل ان تتحول خماسية في 29 منه، عندما ينضمّ إليها قادة الجيوش الثلاثة الفرنسي والقطري واللبناني ومجموعة من ضباط الأركان من مختلف الإختصاصات للبحث في سلّة من المساعدات العسكرية التقنية والمادية للجيش اللبناني، في اطار المساعي المبذولة لتعزيز قدراته وضمان صموده لتجاوز الأزمة النقدية والمالية التي تعيشها البلاد، ومن ضمن البرامج التي حدّدت فيها قيادة الجيش حاجاتها على مختلف المستويات.

وكشفت مراجع معنية بالترتيبات الجارية تحضيراً لهذا الحدث، أنّ قيادة الجيش كثفت من تحضيراتها في تحديد الأولويات قياساً على حجم المساعدات المتوفرة من جهات صديقة عدة، وكان آخرها الهبة الاميركية بتسليم الجيش خافرة بحرية وثلاثة زوارق متطورة اقتربت قيمتها من 25 مليون دولار.

على صعيد متصل، يُتوقع ان يصدر المرسوم التنفيذي لتعيين العميد الركن حسان عودة رئيساً للأركان في قيادة الجيش في الساعات المقبلة، إن لم يكن قد صدر الجمعة الماضي قبل نهاية عطلة الأسبوع خالياً من توقيع وزير الدفاع العميد موريس سليم، على غرار مجموعة المراسيم والقرارات السابقة التي تمنّع عن توقيعها «لصدورها عن حكومة غير دستورية»، يقاطع أعمالها منذ انتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

وقالت مصادر قانونية لـ«الجمهورية»، انّه وبعبور الثالث والعشرين من شباط الجاري تكون قد انتهت مهلة الأيام الـ 15 التي تلت قرار تعيين اللواء عودة رئيساً للاركان في جلسة مجلس الوزراء في الثامن من الجاري، مرفقاً بـ «قرار منحه قدماً للترقية مدّة 5 أشهر، وترقيته الى رتبة لواء»، ولم يتقدّم لا وزير الدفاع ولا اي من حاملي الصفة من الضباط المتضررين إن وجدوا، بأي طعن أمام مجلس شورى الدولـة، ولذلك سيكون في إمكانه ممارسة صلاحياته كاملة بعد فترة يقوم فيها بهذه المهمّات، وكأنّها مرحلة تمهيدية تؤدي في نهايتها الى القيام بما يقول به وضعه القانوني السليم.

مواجهات جنوباً

على صعيد جبهة الجنوب، وبعد ليل ساخن بغارات وقصف مدفعي اسرائيلي تدميري للقرى الحدودية، ولا سيما منها بيت ليف وبليدا وعيتا الشعب ويارون ومارون الراس، استمر التصعيد امس، وسُجّل صباحاً، قصف مدفعي استهدف تلة «شواط» في بلدة عيتا الشعب وشرقي بلدة مركبا، ومنطقة شميس في أطراف كفرشوبا، ترافق مع رشقات رشاشة غزيرة من مستعمرة المطلة في إتجاه بلدة كفركلا. وسُجّل عند الاولى بعد الظهر قصف مدفعي على أطراف كفرحمام وراشيا الفخار وكفرشوبا، وعلى وادي الدلافة، وطاول بلدة حولا.

وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي قرابة الثانية بعد الظهر مرتين على بلدة بليدا، ما ادّى الى سقوط شهيد وعدد من الجرحى.

ورداً على ‌الاعتداءات الاسرائيلية على القرى والمنازل المدنية وخصوصاً بلدتي عيتا الشعب وبرعشيت، استهدف ‌‏مقاتلو ‏«المقاومة الإسلامية» مساء يوم السبت ثكنة زرعيت ‏بصاروخ «بركان» وأصابوها إصابةً مباشرة. ‏ومقر قيادة «كتيبة بيت هلل» التابع للواء الإقليمي الشرقي 769 بصواريخ الكاتيوشا.‏

واستهدفت المقاومة قبل ظهر امس «تجمعاً لجنود العدو في محيط ثكنة راميم بالأسلحة الصاروخية وحقّقوا فيه إصابةً مباشرة». كذلك استهدفت ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصاروخَي «فلق 1» ومرابض ‏مدفعية العدو وانتشار جنوده جنوب مستعمرة كريات شمونة بالأسلحة الصاروخية والمدفعية‏.

واعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن أضرار في ممتلكات ومعدات زراعية عقب سقوط صواريخ جنوب كريات شمونة، فيما دعا رئيس بلدية المستوطنة المستوطنين إلى مغادرة المدينة فوراً نتيجة كثافة الصواريخ.

واعلنت المقاومة لاحقاً في بيان، انّها ردّت على ‏الاعتداءات الإسرائيلية على القرى والمنازل، خصوصاً في بلدة بليدا، ‌بقصف مبنىً ‏يتموضع فيه جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة المنارة، ومبنيين آخرين يتموضع ‏فيهما الجنود في مستعمرة المالكية بالأسلحة. ‌‏

واعلنت «المقاومة الاسلامية» انّ ‏مقاتليها استهدفوا عند الثانية بعد ظهر امس «مرابض مدفعية العدو وانتشار جنوده جنوب كريات شمونة بالأسلحة الصاروخية والمدفعية‏».

وذكرت معلومات امنية انّ صافرات الانذار أُطلقت في مستوطنات جديدة للمرّة الأولى جراء صواريخ المقاومة. فيما ذكرت قناة «سكاي نيوز» انّ الدفاعات الإسرائيلية إعترضت مُسيّرة لـ»الح.زب» في الجليل الأعلى.

ونعت «المقاومة الإسلامية» امس ثلاثة شهداء، اثنان منهما من منطقة البقاع هما أحمد محمد العفّي من بلدة بريتال، وحسين علي الديراني من بلدة قصرنبا. والثالت من بلدة حداثا في الجنوب هو علي كريم ناصر.

في الداخل الاسرائيلي، نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية امس، انّه «بسبب الخوف من «الح.زب»، وفي حال استمرت المعركة، تُفكّر قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي في إلغاء أو نشر القيود على التجمّع السنوي الديني في جبل «ميرون» او جبل الجرمق، وهو اعلى جبل في صفد، والذي يحضره عشرات الآلاف والذي سيُقام بعد 3 أشهر».

ويضمّ الجبل قاعدة «ميرون» الجوية، التي تنفّذ مهمّات كل العمليات الجوية وتنظيمها وتنسيقها وإدارتها في اتجاه سوريا ولبنان وتركيا ‏وقبرص والقسم الشمالي من الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. وقد سبق للمقاومة ان قصفتها في الآونة الاخيرة بعشرات الصواريخ والحقت بها اضراراً كبيرة بحيث تعطّل عملها. وهذه المحطة التجسسية مسؤولة عن مراقبة الحركة الجوية من شمال إسرائيل حتى الوسط، وتُعرف بأنّها إحدى عيني إسرائيل التي ترى كل شيء، وتقع العين الأخرى في النقب جنوب فلسطين المحتلة.

بايدن وماكرون

في غضون ذلك، وفيما جدّد الرئيسان الفرنسي ايمانويل ماكرون والأميركي جو بايدن التأكيد في اتصال بينهما «تصميمهما المشترك على تجنّب توسّع رقعة النزاع إقليمياً خصوصاً في لبنان». توالت المواقف الإسرائيلية حول التهديدات للبنان.

فأشار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمس الاحد، الى انّه «سنزيد النار بالشمال في حال التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة في غزة». واضاف: «سنواصل القتال في الشمال حتى الانسحاب الكامل للح.زب وعودة السكان إلى منازلهم».

وفي جولته على الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان قال عضو المجلس الوزاري الحربي بيني غانتس «انّ الحرب الدائرة في الجبهة الشمالية لن تنتهي حتى عودة السكان الإسرائيليين قرب الحدود اللبنانية إلى بيوتهم». واضاف في تصريح عبر وسائل التواصل الاجتماعي «أننا نعمل عسكرياً وسياسياً، لقد تمّ بالفعل طرد «الح.زب» من الحدود، ونحن نستعد لليوم الذي سنصدر فيه الأمر عندما نحتاج إلى توسيع أنشطتنا».

*********************

افتتاحية صحيفة اللواء


الرواتب مهدَّدة نهاية الشهر.. والدولة عاجزة عن زيادات خارج الموازنة

مبادرة «الاعتدال» تحرِّك الركود الرئاسي.. والتدمير المتبادل يمتدُّ إلى البقاع بعد الضربات الحدودية

 

مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، تتحرك الترتيبات في غير اتجاه، سواء على جهة الحرب الاس4رائيلية المتمادية منذ 7 ت1 (2023) على  قطاع غزة وسائر اراضي السلطة الفلسطينية، لإنضاج «الاتفاق هدنة» من المأمول ان يشمل لبنان، عبر استرخاء على جبهة الجنوب التي بدأت في 8 ت1 من العام الماضي اسناداً لغزة، حسب الح.زب، او على جبهة حسابات المنطقة، وصولاً الى الترتيبات اللبنانية، المتعلق منها باقرار زيادة محتملة على رواتب واجور ومعاشات العاملين والمتقاعدين في القطاع العام من مدنيين وعسكريين.

ولكن، على خلفية الخلاف على الارقام المالية، يستمر الاشتباك بين تجمع العسكريين المتقاعدين والحكومة الحالية، الامر الذي يطرح اكثر من علامة استفهام، في حال لم يحصل تطور يقضي بالالتقاء عند منتصف الطريق، فيرفع الغبن جزئياً عن العسكريين ولا تسوء حالة خزينة الدولة «الهابطة» اكثر مما هي عليه، على الرغم من صدور الموازنة للعام 2024.

وفي اول تطور من نوعه، اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على شاحنة في منطقة قصير- ونعى الح.زب ثلاثة من مقاتليه، واعلن لاحقا استهداف ثكنة زبدين في مزارع شبعا، وتجمعا للجنود الاسرائيليين في محيط ثكنة راميم، محققا اصابات مباشرة بالاستهدافين.

مبادرة الاعتدال

رئاسياً، حركت مبادرة نواب الاعتدال الوطني الركود الرئاسي، و قالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن مبادرة تكتل الاعتدال الوطني بعقد لقاء تشاوري حول الملف الرئاسي آخذة في التقدم في ظل وجود عدم ممانعة نيابية لها، ولفتت إلى أن جولة نواب التكتل متواصلة وإنما حتى الآن تبدو الأجواء مشجعة بعدما تلقوا ردود فعل إيجابية بهدف المشاركة في هذا اللقاء الذي لا يمكن تسميته بـ«ميني حوار»، معربة عن اعتقادها أن موافقة  رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير  على هذا الطرح الذي تليه دعوة جلسات انتخاب متتالية أعطت مؤشرا بأن هناك موافقة من كتلة معارضة أساسية.

ورأت هذه المصادر أنه في خلال أسبوع أو أسبوعين تتظهًّر النتيجة النهائية بشأن حراك نواب الاعتدال ، لكنه  لوحظ أن هذا الطرح يميل إلى التطبيق،لأنه لقاء تشاوري من دون رئيس له ما يتيح وضع المقاربات والقراءات المتعددة بشأن الاستحقاق الرئاسي على الطاولة .

وقالت ان لا موعد محددا لقيام اللقاء لأنه بحاجة إلى تحضير معين واستكمال تفاصيل بشأنه فضلا عن الاتفاق بين جميع النواب على الموعد المناسب.

وعلمت «اللواء» أن المبادرة تقوم على مشاركة نائب أو اثنين من كل كتلة في اللقاء التشاوري وتطرح الأسماء المرشحة للرئاسة،وفي المحصلة يكون التفاهم على حضور ٨٦ جلسة الإنتخاب ويتم التوجه إلى الرئيس بري من أجل فتح المجلس النيابي وعقد جلسات متتالية.

وأكد نائب تكتل الاعتدال الوطني عبد العزبز الصمد في تصريح لـ «اللواء» أن اللقاءات التي عقدها التكتل حتى الآن اتسمت بالإيجابية لاسيما مع كتلتي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، اللتين وافقتا على مبادرة التكتل، وأعلن أن نواب التكتل يستكملون لقاءاتهم مع باقي الكتل، أملاً في أن تصل الأمور إلى خواتيمها الصحيحة ويتم انتخاب رئيس الجمهورية  وتحل مشاكل البلد.

وكان التكتل، مضى في اجراء لقاءات حول المبادرة الرامية لإنهاء الشغور الرئاسي طلبت الكتلة لقاء مع كتلة الوفاء للمقاومة على ان يتحدد موعد الحوار هذا الاسبوع، كما سيلتقي نواب الكتلة مع كتلة اللقاء الديمقراطي، بعد لقاءات شملت كتل القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وحزب الكتائب، على ان يتم لقاء مع كتلة المرشح النائب سليمان فرنجية- كتلة تيار المردة.

وكشف رئيس حزب «القوات» سمير جعجع عن مضمون مبادرة الاعتدال الوطني، ويتضمن: ان يلتقي في المجلس مع نواب مختلف الكتل النيابيّة للمطالبة بجلسة انتخابية رئاسيّة مفتوحة بدورات متتالية ونتشاور على هامش الموضوع في الملف الرئاسي في جلسة واحدة، الأمر الذي وافقت عليه القوات».

وعما إذا كانت المبادرة تندرج في إطار استدراج القوات للحوار داخل البرلمان، رد جعجع «لا أعرف ولا أريد أن أحكم على النوايا»، وأشار الى أنه «لن يترأس أحد هذه «الجلسة التشاوريّة».

عظة الراعي والوحدة الوطنية

وتوقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عند ما اسماه «التمادي والاستئثار بالسلطة الى حد التسلط والتجبر والاستنسابية ضاربين عرض الحائط بالميثاق الوطني، معتبرا ان «التمنع والتباطؤ في انتخاب رئيس للجمهورية يشكل مخالفة للدستور، و«يهدد الاستمرار بالنهج الخطير على الوحدة الوطنية».

المسّ بالكرامة

وعلى خلفية «المسّ بالكرامة» اعلن موظفو وزارة المال الاقفال التام، ما لم يتحقق تصحيح الاعوجاج الذي اصابهم مالياً ومعنوياً.

وجاء في بيانهم امس:

• استكمال صرف الحوافز المقرّة الموقتة التي تم اللجوء اليها كحل موقت يعوض فقط لمن لم يتوقف عن العمل كي يستطيع الاستمرار، وهذا لا يُقارن بالجهود التي بذلت ولا زالت.

• إيقاف العنجهيّة وعدم التّعرّض لنا بأي سوء «إن كان قولاً أم فِعلاً».

• أن يتحمل المسؤولية القيمون في الأسلاك العسكريّة والإداريّة كافّة على ما صدر من مرؤوسيهم وسبق ذكره آنفاً.

• أخذ الإجراءات المناسبة كي لا يُسمح لأيّ كان من اتّخاذ مباني وزارة المال مطيّة لتنفيذ مآربهم الشخصية».

وانتقد البيان، ما اسماه «متقاعدي القوى المسلحة» وبعض المدنيين الذين يتظاهرون امام وزارة المال، ومنعون الموظفين من الدخول اليها.

والسؤال: هل سيؤدي موقف الموظفين الى تأخير الرواتب لشهر شباط (لغير المثبتين) وآذار للداخلين في الملاكات والمتقاعدين، بما في ذلك المتقاعدون العسكريون، ام سيصار الى معالجة فورية بدءاً من اليوم، وتحديد جلسة لمجلس الوزراء يتمكن من وضع معايير وافية لزيادات تشمل كل القطاعات المدنية والعسكرية، بما في ذلك المتقاعدين العسكريين والمدنيين.

ورأى وزير المال يوسف خليل، ان «استمرار الاضراب يشكل حتماً خطراً على صرف رواتب القطاع العام مما يعمق بتسيير الرفق العام، وتوفير الخدمات للمواطنين، كما يشكل خطراً على الجباية وتحصيل الايرادات للدول». مؤكدا ان «وزارة المال تبقى الحلقة الاولى في استعادة العمل المنتظم لتأمين التمويل وتلبية حاجات الادارات كافية للقيام بمهامها»، مشيرا الى انه على الرغم من الظروف القاهرة، لم تتوقف وزارة المال يوما عن مهامها في صرف الاعتمادات وتأمين الرواتب والاجور وتلبية حاجات الادارات والمؤسسات .

وعن مشكلة المتقاعدين العسكريين اجاب: الامكانيات التمويلية المتوفرة لا تسمح بتاتا بتلبية المطالب كافة، والاستمرار بالتعطيل يهدد المصلحة العامة».

ودعت رابطة معلمي التعليم الاساسي الى وضع سلسلة رواتب جديدة للقطاع العام، تعالج الانهيار المعيشي كما تعالج التراجع في القيمة الشرائية للرواتب.

مشروع المصارف مسؤولية مَنْ؟

وخرج نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي عن صمته، نافيا، في بيان ان يكون هو المسؤول الوحيد عن مشروع قانون «معالجة اوضاع المصارف»، موضحا انه جهد مشترك بين مؤسسات الدولة المناط بها مسؤوليات وصلاحيات رسم وادارة سياسة القطاع العام من تنظيم وأمانة، وهو- حسب الشامي- صنع بكامله من قبل مصرف لبنان آخذاً بعين الاعتبار الاتجاهات العامة لخطة تعافي القطاع المالي.

أبو حبيب: لا نقبل بأي أمر عدائي تجاه سوريا

وفي موقف، استبق الرد على المذكرة السورية حول ابراج المراقبة البريطانية، قال وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب ان «لبنان لا يقبل بأن تشكل هذه الابراج اي امر عدائي تجاه سوريا، والهدف من مراقبة الحدود هو وقف عمليات التسلسل والتهريب».

الوضع الميداني

على الارض، قصفت قوات الاحتلال لأكثر من مرة امس بلدة بليدا الامامية مما ادى الى سقوط شهيد وثلاثة جرحى.

واستهدف الح.زب مساء امس تجمعاً لجنود الجيش الاسرائيلي، في محيط موقع المرج بصاروخ بركان، موقعا اصابات مباشرة.

وسقط صاروخ اعتراضي على خيمة نازح سوري في بلدة الماري، وكانت قوات العدو استهدفت اطراف الضهيرة والجبين وطيرحرفا وكذلك بلدة بسطرا بعدد من القذائف الصاروخية.

********************

افتتاحية صحيفة الديار

 

تحريك المياه الراكدة الرئاسيّة… آمال محدودة بإنجاز الإستحقاق

الح.زب: العدو لن يأخذ بالسياسة ما لم يأخذه بالقوة

 «إسرائيل» تهدّد: أيّ هدنة في غزة لن تسري على لبنان – بولا مراد

 

واصل العدو الاسرائيلي تصعيد تهديداته بوجه الح.زب ولبنان يوم امس، اذ لفت ما نُقل عن وزير الدفاع «الإسرائيلي» عن نية العدو تكثيف إطلاق النار في الشمال، حتى لو أبرمت هدنة في غزة، علما ان اجواء سلبية اصلا احاطت بالمفاوضات المستمرة للتوصل لوقف لاطلاق النار في القطاع قبل شهر رمضان.

 

في هذا الوقت، نجحت لبنانيا المبادرة التي أطلقها تكتل «الاعتدال الوطني» بتحريك المياه الرئاسية الراكدة منذ فترة. فما فشلت بانجازه «اللجنة الخماسية»، التي حصرت عملها راهنا باجتماعات سفرائها في لبنان مع استبعاد عقد اي لقاء على مستوى وزراء الخارجية قبل تحقيق تقدم ملموس، أنجزه نواب التكتل الذين يصرون على القول انهم تحركوا من تلقاء أنفسهم، ومن دون ايعاز خارجي. وطرح تجاوب رئيس «القوات» سمير جعجع السريع مع المبادرة اكثر من علامة استفهام، خاصة وانها تلحظ جلسة تشاورية يشارك فيها ممثلون عن الكتل، فيما كان جعجع يصر على وجوب التوجه فورا الى الهيئة العامة لانتخاب رئيس، موافقا حصرا على حوارات ثنائية وثلاثية لتنسيق المواقف.

 لقاء تشاوري قريباً

 

واكدت مصادر «القوات» لـ «الديار» ان «موقف جعجع المرحب بالمبادرة ليس تراجعا عن المبدأ الذي تتمسك به معراب الرافض للحوار الموسع»، موضحة ان «في المبادرة لا دعوة لحوار، انما الكتل والنواب هم يتداعون لجلسة في مجلس النواب، للمطالبة بجلسة رئاسية مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا جزء اساسي من خطاب «القوات» لانتخاب رئيس، وهذا ما نريده «. واضافت المصادر «ستكون جلسة تشاور واحدة، وكل من يشارك فيها يكون التزم بجلسة لانتخاب رئيس بدورات متتالية».

 

من جهتها، اكدت مصادر «التيار الوطني الحر» لـ» الديار» انه «وافق على هذه المبادرة وسيشارك في جلسة التشاور، ومن بعدها بجلسة انتخاب رئيس»، لافتة الى «وجوب التدقيق ببعض مواقف رؤساء الكتل، لتبيان اذا كان هناك متغيرات خارجية قد تدفع باتجاه انجاز الاستحقاق الرئاسي».

 

واضافت المصادر: «نحن منذ البدء شددنا على لبننة الاستحقاق، وما يحصل اليوم ينسجم تماما مع ما ننادي به. صحيح اننا نفضل التفاهم على اسم رئيس خلال جلسة التشاور، ولكن حتى وان لم يحصل ذلك، فنؤيد الدعوة لجلسة انتخاب يصوّت خلالها كل فريق للمرشح الذي يفضله».

 

ويوم امس الاحد، قال جعجع: «الفريق السيادي مستعد للبحث في خيار مرشح ثالث، شرط أن يكون شخصية جدية ومستقلة، ويستطيع أن يكون رئيسا فعليا وليس مجرد صورة، لكن الح.زب لا يريد حتى هذا الخيار، وما زال متمسكا بمرشحه».

 

وبحسب المعلومات، سيواصل نواب «الاعتدال» الـ ٣ الذين يجولون على القيادات لقاءاتهم مطلع هذا الاسبوع ، على ان تتم الدعوة للقاء التشاوري الاسبوع المقبل، ليليها مباشرة الدعوة لجلسة انتخاب، وهذا ما يقوله النواب ان الرئيس بري تعهد به. وتقول مصادر مطلعة: «صحيح ان المبادرة نجحت بتحريك المياه الراكدة، لكن الآمال بالتوصل لانتخاب رئيس تبقى محدودة».

 «اسرائيل»: سنكثف إطلاق النار في الشمال

 

ميدانيا، تواصلت عمليات القصف المتبادل بين الح.زب والعدو الاسرائيلي جنوب لبنان، ففيما قصف العدو تلة «شواط» في بلدة عيتا الشعب، و شرقي بلدة مركبا، ومنطقة شميس في أطراف كفرشوبا، وبرشقات رشاشة غزيرة من مستعمرة المطلة بإتجاه بلدة كفركلا ، وبتنفيذ الطيران الحربي المعادي غارة جوية إستهدفت بالصواريخ بلدة بليدا في جنوب لبنان، كما أطراف بلدة وعيتا الشعب، اصدر الح.زب بيانات متتالية افاد فيها عن استهداف تجمع لجنود العدو في محيط ثكنة «رايم» بالأسلحة الصاروخية وتحقيقه إصابةً مباشرة، كما ثكنة «زبدين» في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، ومرابض مدفعية العدو وانتشار جنوده جنوب «كريات شمونة». كذلك استهدفت المقاومة مبنىً يتموضع فيه جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة «المنارة».

 

وكان رئيس تكتل «بعلبك الهرمل» النائب حسين الحاج حسن اكد أن «العدو لن يستطيع أن يأخذ بالسياسة أو المراوغة أو بالضغط والتهويل ما لم يستطع اخذه بالقوة، وأنه لم يتمكن من تغيير المعادلات أو أن يصنعها، وأن من يثبت المعادلات هي المقاومة».

 

وفي كلمته خلال لقاء سياسي نظمته السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال مع عشائر  العيدين في بلدة عدوس في قضاء بعلبك، جدد الحاج حسن التأكيد بأن «المقاومة لن توقف العمليات قبل وقف العدوان على غزة».

 

بالمقابل، قال وزير دفاع العدو «سنكثف إطلاق النار في الشمال، حتى لو أبرمت هدنة في غزة حتى الانسحاب الكامل للح.زب وعودة السكان إلى منازلهم».

 

واشارت مصادر مطلعة الى ان «هناك دفعا «اسرائيليا» لتفعيل العمليات العسكرية شمالي الاراضي المحتلة بوجه الح.زب» ، لافتة لـ «الديار» الى انه «وفي حال تم التوصل لهدنة تستمر شهرين، فذلك سيمكن العدو من توسيع الجبهات في لبنان للضغط على الح.زب عسكريا للتراجع الى شمالي الليطاني. لكن ما لا يدركه انه سيكون بذلك دفع بنفسه الى مستنقع لن يخرج منه حيا».

 اجواء سلبيّة تحيط بالهدنة

 

اما في داخل الاراضي المحتلة، فقد سقط عشرات الشهداء والجرحى يوم امس الأحد، جراء غارات «إسرائيلية» على مناطق سكنية في قطاع غزة. وتحدثت وزارة الصحة في القطاع  عن 7 مجازر ارتكبتها قوات الاحتلال في القطاع، راح ضحيتها 86 شهيدا و131 مصابا خلال 24 ساعة. وقالت الوزارة إن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي ارتفع إلى 29 ألفا و692 شهيدا و69 ألفا و879 جريحا منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

 

واشار الإعلام «الاسرائيلي» الى تكثيف العمليات العسكرية في قرى عبسان في منطقة شرق خان يونس.

 

سياسيا، دحض مصدر قيادي في حركة ح أجواء التفاؤل بقرب التوصل لاتفاق بشأن صفقة تبادل الأسرى المحتملة، وقال انها «لا تعبر عن الحقيقة». وأضاف في بيان، ان «الحركة تعاملت مع الوسطاء بإيجابية، لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ووقف حرب الإبادة التي يتعرض لها في غزة» ، متهما رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بـ «التهرب من الاستجابة لأهم مطالب المقاومة المتمثلة في وقف العدوان، والانسحاب التام لقوات الاحتلال، وعودة النازحين لشمالي القطاع». وأكد المصدر أن «قتل الشعب الفلسطيني بالتجويع في الشمال، جريمة إبادة جماعية تهدد مسار المفاوضات برمته».

 

وكانت «هيئة البث الرسمية نقلت عن مصادر «إسرائيلية» أن «هناك تفاؤلا بأن يتم التوصل إلى تفاهمات قبل شهر رمضان الذي يبدأ خلال أقل من أسبوعين»، بيد أنها نقلت عن مسؤول أمني «أن الصفقة المحتملة لن تمنع العملية البرية في رفح جنوبي قطاع غزة».

 

من جهتها، نقلت القناة 12 «الإسرائيلية» عن مسؤول «إسرائيلي»، لم تكشف عن هويته، «أن هناك تقدما كبيرا وأساسا متينا للمحادثات»، معبرا عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق بشأن صفقة تبادل محتملة للأسرى.

 

وقالت القناة «الإسرائيلية» إن مجلس الحرب قرر السماح لوفد «إسرائيلي» بالتوجه لقطر خلال الأيام المقبلة لمواصلة محادثات صفقة التبادل، مؤكدة بذلك معلومات كشف عنها مسؤولون ووسائل إعلام «إسرائيلية» أخرى يوم السبت. وفي نفس الإطار، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية مصرية أن قطر ستستضيف هذا الأسبوع محادثات بشأن الهدنة وتبادل الأسرى.

 

من جهته، ذكر نتانياهو إنه لم يتضح بعد إذا كانت المحادثات الجارية ستتمخض عن اتفاق بشأن الاسرى. ورفض نتنياهو في حديثه لشبكة «سي.بي.إس نيوز» الكشف عن تفاصيل، لكنه قال إن حركة ح لا بد أن «تقبل بحل منطقي». ولفت الى إنه سيجتمع مع فريقه «لمراجعة خطة عسكرية مزدوجة تشمل إجلاء المدنيين الفلسطينيين، وعملية لتدمير ما تبقى من كتائب حركة ح». وأضاف «إذا كان لدينا اتفاق، فسيتأجل بعض الوقت لكنه سيُنجز، وإذا لم يكن لدينا اتفاق فسننجزها على أي حال».

 

واعتبرت مصادر مطلعة ان «العدو الاسرائيلي يراوغ بموضوع الهدنة، ولا يبدو انه يريد انجاحها» . وقالت المصادر لـ «الديار»:»لا تزال احتمالات نجاح الهدنة قبل رمضان متساوية مع احتمالات فشلها، والكرة اليوم في الملعب الاسرائيلي».

**********************

افتتاحية صحيفة الشرق

صفقة هدنة غزة تتقدّم ماذا عن جبهة لبنان؟

 

استمر امس التوتر على الحدود الجنوبية، ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي 3 غارات جوية إستهدفت بلدة بليدا.

 

كما طال القصف المدفعي بلدة حولا وسقطت قذيفة قرب جباتة بلدة عيتا الشعب، وتعرضت تلة «شواط» في بلدة عيتا الشعب وشرقي بلدة مركبا ومنطقة شميس في أطراف كفرشوبا لقصف مدفعي معادٍ.

 

واسُتهدفت بلدة كفركلا برشقات رشاشة غزيرة من مستعمرة المطلة.

 

في حين نفذت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارات وهمية على مستويات منخفضة وحلق الطيران التجسسي «الاسرائيلي» بشكل متواصل فوق القرى الجنوب.

 

هذا، وشن جيش العدو الإسرائيلي غارات وهمية في منطقة العرقوب فوق حلتا وكفرشوبا، واطلق صواريخ اعتراضية فوق الوزاني.

 

وفي سياق متصل، أفادت وسائل إعلام العدو الاسرائيلي «بإطلاق صواريخ من لبنان باتجاه مستوطنات إسرائيلية منها كريات شمونة وكفرجلعادي». ودعا رئيس بلدية كريات شمونة المستوطنين إلى «مغادرة المدينة فوراً نتيجة كثافة صواريخ الح.زب».

 

وعند الساعة 2:00 استهدف «الح.زب» أحد مرابض ‏مدفعية العدو وانتشار جنوده جنوب كريات شمونة بالأسلحة الصاروخية والمدفعية».

 

‏وكان الح.زب قد استهدف عند الساعة العاشرة صباحا تجمعاً لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة راميم بالأسلحة الصاروخية.

 

وعند الساعة 11:15 ‎من قبل الظهر  استهدف «الح.زب» أيضاً ثكنة زبدين في مزارع شبعا بصاروخي فلق 1.

 

توازياً، اعلن الح.زب في بيان، بأنه دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ورداً على ‏الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الصامدة والمنازل المدنية وخصوصاً على بلدة بليدا، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 04:45 من عصر يوم الأحد 25-02-2024، مبنىً ‏يتموضع فيه جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة المنارة بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة ‏مباشرة. ‏

 

كذلك صدر عن المقاومة الإسلامية البيان الآتي:‏ «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ورداً على ‏الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الصامدة والمنازل المدنية وخصوصاً على بلدة بليدا, استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 04:35‌‎ ‎ من عصر يوم الأحد 25-02-2024، مبنىً ‏يتموضع فيه جنود الجيش الإسرائيلي في مستعمرة المنارة بالأسلحة المناسبة». واضاف، «وأصابوه إصابة ‏مباشرة»

 

من ناحية اخرى، نعى «الح.زب» اثنين من عناصره استشهدا في غارة  فجر أول من امس، وهما أحمد محمد العفّي «محمود» مواليد عام 1980 من بلدة بريتال في البقاع وحسين علي الديراني «أبو علي» مواليد عام 1986 من بلدة قصرنبا في البقاع.

 

واعلن الح.زب في بيان، بأنه «بمزيد من الفخر والإعتزاز، تزف المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد علي كريم ناصر «فداء» مواليد عام 1989 من بلدة حداثا في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس».

 

«حركة ح »: نتانياهو يرفض «المفاتيح الأساسية لنجاح المفاوضات»

سوليفان: توصّلنا لتفاهم حول الملامح الأساسية للإتفاق

 

أعلنت الولايات المتحدة  الأحد أن المحادثات متعددة الأطراف التي جرت في باريس قادت إلى “تفاهم” حول اتفاق محتمل يقضي بإطلاق حركة ح سراح رهائن ووقف جديد لإطلاق النار في قطاع غزة. وزار وفد إسرائيلي يقوده رئيس الموساد ديفيد برنيع العاصمة الفرنسية الجمعة للبحث في اتفاق يشمل وقفا جديدا لإطلاق النار وإطلاق سراح رهائن محتجزين في غزة مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين في سجونها. وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان لشبكة سي إن  إنه “اجتمع ممثلو إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر في باريس وتوصلوا إلى تفاهم بين الدول الأربع حول الملامح الأساسية لاتفاق رهائن لوقف موقت لإطلاق النار”. وأعطى مجلس الحرب الإسرائيلي السبت الضوء الأخضر لإرسال وفد إلى قطر قريباً، لمواصلة المناقشات التي جرت خلال الأيام الأخيرة في باريس بهدف التوصل إلى اتفاق هدنة جديد في غزة يشمل إطلاق سراح رهائن، بحسب ما أفاد مسؤولون ووسائل إعلام محلية. وتصر إسرائيل على الإفراج عن كل الرهائن الذين احتجزوا في هجمات السابع من تشرين الأول، بدءاً بكل النساء، لكن هنغبي لفت إلى أن “اتفاقاً كهذا لا يعني نهاية الحرب”. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد رفض شروط “حركة ح”، متعهداً مواصلة الحملة العسكرية حتى تحقيق “النصر الكامل” على الحركة. وجدد رئيس الوزراء التشديد على ضرورة شن القوات هجوماً على رفح في جنوب غزة على رغم مخاوف كبرى من تداعيات ذلك على مئات آلاف المدنيين الذين فروا إلى هناك هرباً من المعارك في بقية أنحاء القطاع. وامس قالت  “حركة ح”، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يرفض “المفاتيح الأساسية لنجاح المفاوضات” والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني. جاء ذلك على لسان طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، وأفاد النونو بأن “الهدف الأساسي لنتانياهو من المضي قدماً في الحرب (على قطاع غزة) هو تحقيق مصالح شخصية وانتخابية بحتة وحماية نفسه”. واعتبر أن “مفاتيح المفاوضات الأساسية هي: الوقف المستدام لإطلاق النار وإنهاء أي تواجد عسكري للاحتلال في قطاع غزة وإدخال كل احتياجات الشعب الفلسطيني مع بدء الإعمار وإنهاء الحصار على القطاع”. وتابع أن نتانياهو “يرفض المفاتيح الأساسية لنجاح المفاوضات والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني”. وعن الإدارة الأميركية، قال النونو إنها “متورطة حتى أُذنيها في دعم جرائم الاحتلال وتوفير الغطاء والسلاح لقتل الفلسطينيين وممارسة العقاب الجماعي عليهم”.

 

نتانياهو: إتفاق الهدنة يؤخّر النصر

وصفقة الرهائن «غير مضمونة»

 

اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد أن العملية العسكرية التي أمر بالتجهيز لتنفيذها في مدينة رفح جنوب قطاع غزة ستجعل إسرائيل “على بعد أسابيع” من تحقيق “نصر كامل”. وأضاف نتانياهو خلال مقابلة مع قناة “سي بي إس” الأميركية أن إبرام اتفاق هدنة مع حركة “ح” لن يؤدي إلا إلى “تأخير” موعد العملية. وحول صفقة الرهائن التي تجري المفاوضات في شأنها حالياً بالعاصمة القطرية الدوحة، أكد نتانياهو أنه لم يتضح بعد ما إذا بالإمكان التوصل إلى اتفاق في شأن الرهائن، وقال “نعمل جميعاً على صفقة للإفراج عن الرهائن لكن لا نضمن نجاحها”. وذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه لم يتضح بعد إذا كانت المحادثات الجارية ستتمخض عن اتفاق في هذا الشأن، رافضاً الكشف عن تفاصيل، لكنه قال إن حركة “ح” لا بد من أن “تقبل بحل منطقي”.

 

وأوضح أنه سيجتمع مع فريقه  لمراجعة خطة عسكرية مزدوجة تشمل إجلاء المدنيين الفلسطينيين وعملية لتدمير ما تبقى من كتائب “حركة ح”. وأضاف أنه “إذا كان لدينا اتفاق، فسيتأجل بعض الوقت لكنه سيُنجز. وإذا لم يكن لدينا اتفاق فسننجزها على أي حال”.

****************************

افتتاحية صحيفة البناء

واشنطن وتل أبيب: ننسق مع قطر ومصر وتفاؤل بالتوصل إلى اتفاق… والمقاومة تنفي/ المعارضة في الكيان تستعد لحركة في الشارع تتحول الى اضراب عام حتى انتخابات مبكرة / جبهة لبنان تسجل المزيد من الاستهداف لمواقع الاحتلال… والموفدون سلموا بوحدة الساحات

 

مع نهاية جولة باريس التفاوضية وزّعت واشنطن وتل أبيب مناخات تفاؤلية عن النتائج وتحدّثتا عن قرب التوصل إلى اتفاق يتضمّن شروطاً جديدة لتبادل الأسرى وهدنة طويلة، حيث تمّ نشر تقارير في وسائل الإعلام الإسرائيليّة عن زيارة إلى الدوحة لمسؤولين إسرائيليين لمتابعة التفاوض، بينما قال مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان إن الولايات المتّحدة ومصر وقطر و”إسرائيل” توصّلت إلى تفاهم بشأن “الملامح الأساسيّة” لاتفاق الأسرى من أجل الإعلان عن وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة. وأوضح سوليفان لشبكة “سي.إن.إن”، أن الاتفاق لا يزال قيد التفاوض، مشيرا ًإلى أنه يجب عقد محادثات غير مباشرة بين قطر ومصر مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس”.
في الوضع الداخلي للكيان اتهم رئيس وزراء “إسرائيل” الأسبق إيهود باراك رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو بأنه مستعدّ لتعريض الأسرى الإسرائيليين الاسرى في غزة للخطر “على حساب إظهار نفسه قوياً”. وأوضح باراك لإذاعة الجيش الإسرائيلي، “بالنسبة لنتنياهو، الظهور قوياً أكثر أهمية من التوصل إلى اتفاق، فهو مستعدّ للمخاطرة بحياة الأسرى”. ودعا باراك الإسرائيليين إلى تنظيم احتجاجات مناهضة لحكومة نتنياهو، قائلاً: “نحتاج إلى 300 ألف مواطن لمحاصرة الكنيست بالخيام ليلاً ونهاراً لمدة ثلاثة أسابيع”. واعتبر أن نتنياهو سيدرك أن وقته قد انتهى وأنه لا توجد ثقة به عندما تصل البلاد إلى الإغلاق. وقالت مصادر في قيادة المعارضة الإسرائيلية لوسائل الإعلام في الكيان، إن التأخر في التوصل لاتفاق تبادل الأسرى، سيدفع المعارضة إلى تزخيم تحرّكاتها لإسقاط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والدعوة إلى انتخابات مبكرة، مشيرة الى التوجّه نحو جمع كل المكوّنات السياسية والنقابية والأهلية للمعارضة تحت عنوان إضراب عام يوقف عمل الدولة حتى إقرار انتخابات نيابية مبكّرة.
على جبهة الحدود اللبنانية استمرّت المقاومة باستهداف مواقع جيش الاحتلال وعمقها، ملحقة المزيد من الخسائر الموجعة بقواته وتجهيزاته، بينما تحدّثت مصادر متابعة لحركة الموفدين الغربيين عن تسليم بأن التهدئة تبدأ من غزة، وأن المقاومة لن تتخلّى عن التزامها بوحدة الساحات قبل أن تهدأ جبهة غزة، وعندها فقط يمكن الحديث عن ترتيبات على الجبهة اللبنانية.

لا يزال الوضع الأمني في الجنوب يطغى على المشهد الداخلي والإقليمي في ظل تضارب المعطيات حول مفاوضات باريس للتوصل إلى هدنة وتبادل أسرى بين الفلسطينيين والعدو الإسرائيلي. مع تسجيل يوم أمس تراجع ملحوظ في وتيرة القصف المتبادل بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة التي دكّت مستوطنة كريات شمونة بدفعة كبيرة من الصواريخ الثقيلة أحدثت انفجارات ضخمة وفق ما أفاد الإعلام الإسرائيلي.
وأوضحت جهات مطلعة على الوضع الميداني لـ”البناء” أن “المقاومة تعمل على ردع العدو الإسرائيلي وتمنعه من فرض قواعد اشتباك جديدة وتغيير المعادلة القائمة على الحدود منذ 8 تشرين الأول الماضي، واستخدام لبنان ساحة للتعويض عن هزائم العدو التي مني بها في غزة واستعادة هيبة جيشه وقدرة الردع الإسرائيلية التي تكسرت في 7 تشرين الأول الماضي وخلال أشهر الحرب على الجبهتين الجنوبية والغزاوية، وذلك من خلال رد المقاومة على كل اعتداء إسرائيلي على المدنيين بالمثل، مع تفادي منح الإسرائيلي الذريعة لشن عدوان واسع على لبنان”.
وشدّدت الجهات على أن “المقاومة تملك الخطط لكافة السيناريوات ومن ضمنها توسيع رقعة العدوان الإسرائيلي الى كل الجنوب ولبنان، وهذا سيكون ردّه قاسياً وستنتقل المقاومة إلى مرحلة جديدة ستدفعها الى إخراج مفاجآت كبيرة لم تستخدم حتى الآن، واستهداف بنك أهداف يطال مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة لا سيما الساحل الفلسطيني”. ولفتت الجهات الى أن المقاومة لم تستخدم سوى نسبة ضئيلة من قوتها وقدراتها وفق ما يتطلبه الميدان في غزة، حيث إن المقاومة الفلسطينية لا زالت تتمتع بقدرة كبيرة على الصمود والمقاومة وتكبيد الاحتلال خسائر فادحة”. ولفتت الجهات الى أن ما يمنع الإسرائيلي من شن عدوان واسع على لبنان يحتاجه لتحقيق أهداف سياسية وأمنية تتعلق بمصالح حكومة الحرب لا سيما رئيسها بنيامين نتانياهو، هو قدرة الردع التي تمثلها المقاومة».
وفي ظل ردع العدو من توسيع عدوانه، لم يعد أمام قادة الاحتلال سوى تكثيف الجولات الى مناطق الشمال وإطلاق التهديدات ضد لبنان وحزب الله في محاولات متكررة لتطمين المستوطنين الذين لا يزالون في الشمال، وإقناع المهجرين بالعودة.
وزعم وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت أنه “في حال التوصل إلى هدنة مؤقتة بموجب اتفاق محتمل على تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، فإنها لن تشمل المواجهات مع حزب الله في الجنوب اللبناني”، وادعى في تصريح له من مقرّ قيادة المنطقة الشمالية، بتصعيد هجمات الجيش الإسرائيلي في لبنان ومواصلتها “حتى الانسحاب الكامل لحزب الله وعودة سكان البلدات الشمالية إلى منازلهم”. فيما كرّر عضو مجلس الحرب الاسرائيلي بني غانتس خلال جولته على الجبهة الشمالية، على الحدود مع لبنان زعمه بأن “الحرب الدائرة في الجبهة الشمالية لن تنتهي حتى عودة السكان الإسرائيليين قرب الحدود اللبنانية إلى بيوتهم”. ولفت، في تصريح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى “أننا نعمل عسكرياً وسياسياً، لقد تمّ بالفعل طرد حزب الله من الحدود، ونحن نستعد لليوم الذي سنصدر فيه الأمر عندما نحتاج إلى توسيع أنشطتنا”.
وتساءل خبراء عسكريون عبر “البناء”: كيف يزعم الوزير الإسرائيلي بأنه طرد حزب الله من الحدود ولا يزال المسؤولون الإسرائيليون يطلقون التهديدات ضد لبنان للضغط لإبعاد الحزب عن الحدود؟ كما ولا يزال يرسل الموفدين الغربيين للهدف نفسه؟ فيما يمضي حزب الله بإطلاق الصواريخ على كامل المواقع الإسرائيلية والمستوطنات على طول الحدود وفي عمق الشمال الفلسطيني؟.
واستبعد الخبراء الانتقال من مستوى التصعيد المتبادل على الحدود الى حرب كبيرة. فيما أشارت أوساط دبلوماسية لـ”البناء” الى أن “الاتصالات الدولية مستمرة مع الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية لاحتواء أي تصعيد أكبر على جبهة الجنوب يؤدي الى حرب شاملة”، مشيرة الى أن “الإشارات التي تأتي من الجانبين اللبناني والإسرائيلي تعكس لا رغبة في توسيع الحرب لأنها ستكون مدمرة للطرفين ولن يخرج منها أي طرف منتصر”، مضيفة أن “الورقة الفرنسية وغيرها من الاقتراحات الدولية التي طرحت على الحكومة اللبنانية، تدعو الى ضبط الحدود وتطبيق القرار 1701 وإبعاد حزب الله عن الحدود لتجنب أي تصعيد إسرائيلي”.
وأكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن “العدوان الإسرائيلي لن يزيدنا إلاّ تمسكاً بمقاومتنا وبهذا الخيار الذي وحده اليوم يحمي لنا الجنوب ولبنان، ويُبقي لنا هذا الوجود في بلدنا، لأن هذا العدو دائماً يطرح في مخططاته أن يستولي على هذه الأرض أو يجعلها أرضاً محروقة أو يتحدّث عن مناطق عازلة”.
وشدّد فضل الله خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله في حسينية بلدة برعشيت الجنوبية على أنه “عندما تحين أي فرصة للعدو للانقضاض على بلدنا، فإنه لن يتردد، وهذا كان في التاريخ الماضي وفي تاريخنا المعاصر، وبالتالي، فإننا عندما نقاتله ونواجهه على الحدود، فإننا نبعث له برسالة واضحة أن في لبنان ينتظرك مقاومون أشداء وتنتظرك قوة كبيرة حاضرة وجاهزة للمواجهة بكل مستوياتها مهما كانت هذه المواجهة قوية وعنيفة وواسعة، لأن هذا العدو باللحظة التي يشعر فيها بأي تراجع أو أي ضعف، فإنه يتمادى أكثر فأكثر”.
وواصل العدو الاسرائيلي عدوانه على الجنوب، وطالت الغارات أكثر من منطقة وقرية جنوبية. إذ تعرّضت الأطراف الشمالية لعلما الشعب وعيتا الشعب مقابل بلدتي القوزح وبيت ليف لغارة إسرائيلية. وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة بين بلدتي بيت ليف وراميا، في القطاع الغربي.
في المقابل استهدفت المقاومة تجمعات ومرابض العدو في محيط ثكنة “راميم” وثكنة زبدين و”كريات شمونة” والمنارة والمالكية.
وزفّت المقاومة المجاهدين: أحمد محمد العفّي وحسين علي الديراني وعلي كريم ناصر شهداء على طريق القدس.
إلى ذلك، رحبت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية بتصريحات وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية انطوني بلينكن حول عدم قانونية بناء مستوطنات إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وبأن هذه الأعمال غير بناءة للوصول الى سلام دائم.
ودعت الوزارة في بيان، المجتمع الدولي لزيادة الضغط على “إسرائيل” من خلال مواقف حازمة لوقف هذه الأعمال العدائية التي تُقوّض فرص السلام العادل والشامل والدائم، المبني على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية الصادرة عن القمة العربية في بيروت عام ٢٠٠٢، والهادفة جميعها الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وأكدت الوزارة مجدداً بأن الحلول العادلة وحدها ستجلب السلام الى الشرق الأوسط، وتوقف التوتر والحروب المستمرة منذ أكثر من ٧٦ عاماً، وتوفر الاستقرار. لقد حان الوقت لـ”إسرائيل” أن تجرّب السلام كبديل للحرب والاحتلال.
على صعيد آخر، أحيت السفارة الروسية في بيروت عيد “حماة الوطن” برعاية وحضور السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف، والملحق العسكري في السفارة يوري بنكوف، ورئيس مكتب التعاون الروسي اللبناني محمد ناصر الدين، بالإضافة إلى حشد رسمي وسياسي لبناني وعدد من السفراء والبعثات الدبلوماسية.
ألقى بنكوف كلمة استذكر خلالها الجنود الروس الذين يضحّون بأنفسهم من أجل استقلال روسيا ومستقبلها، والحرية، وشدد على “الدور الذي يلعبه القادة والجنود الروس الذين نجحوا ليس فقط في إنقاذ روسيا وحمايتها، انما في إنقاذ عدة مناطق حول العالم، فهؤلاء يبذلون ما بوسعهم للدفاع عن الوطن ويحاربون ضد النازية والفاشية”.
بدوره أشار ناصر الدين، إلى أن “لبنان ينهار كل يوم نتيجة التدخلات والصراعات الخارجية وسط فراغ رئاسي ووسط انهيار المؤسسات والاقتصاد وفي خضم المخاطر الأمنية على خلفية نيات الاحتلال الاسرائيلي بتوسيع الحرب، هو بحاجة للدول الصديقة”، واكد أن “توسيع “الخماسية الدولية” أمر ملحّ وعاجل. فمصر والسعودية وقطر هم من “اهل البيت” لكونها شقيقات لبنان ولديها كل الحرص على عودة انتظام عمل المؤسسات اللبنانية، انما كل الاستغراب من التعويل على الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا في العمل التسووي وهما الداعمتان الاساسيتان لـ”إسرائيل” عدا عن افتقاد الجانب الاميركي الى دور الوسيط العادل لكونه يعمل من دون توقف على توسيع الهوة بين الشرق والغرب وعدم ترك مساحة مشاركة وتعاون بين هذا العالم”. وتابع قائلاً “من هنا لا بد ان يكون لروسيا الاتحادية والصين وإيران والعراق مساهمة في المساعي المشكورة لإيجاد الحلول التي تصب في صالح لبنان ودول المنطقة، خصوصاً أن روسيا الاتحادية كانت السبّاقة دوماً ولا تزال في الوقوف الى جانب لبنان في المحافل الدولية، وهي لا توفر جهداً ولا سبيلاً لمساعدته لا سيما إنسانياً وتربوياً واجتماعياً”.
وفيما لم يسجل المشهد الرئاسي أي جديد بعد جمود حراك اللجنة الخماسية من أجل لبنان بعد اجتماعها “اليتيم” الأسبوع الماضي في قصر الصنوبر والذي لم يخرج بأي نتيجة. حرّكت كتلة الاعتدال الوطني المياه الرئاسية الراكدة عبر مبادرة رئاسيّة بدأت بعرضها على الأطراف السياسية، وقيل إنها تحظى برضى رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وتقول المبادرة: “لقاء نواب من كل الكتل في المجلس النيابي للمطالبة بجلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، والتشاور على الهامش في الموضوع الرئاسيّ، فإن تمّ الاتفاق على مرشح، يدعو بري الى جلسة لانتخاب الرئيس وإن لم يتفقوا يحدد موعداً لجلسة رئاسية مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس”.
والتقى وفد من الكتلة أمس، رئيس حزب “القوات” سمير جعجع الذي قال: “الكتلة عرضت علينا مبادرة جدية للوصول إلى انتخاب رئيس ووافقت عليها”، مضيفاً: “المبادرة واضحة ونحن قبلنا بها ووفق ما تبلّغنا فرئيس مجلس النواب نبيه بري متجاوب معها أيضاً”.
ونقلت مصادر إعلامية عن أحد المطلعين على أجواء لقاءات كتلة الاعتدال بأن “اهمية الطرح أنه داخلي أولاً يحاول كسر الجمود من جانب كتلة خارج التموضع السياسي الحاد، تقترح التداعي من جانب الكتل النيابية، اثر انتهاء جولة كتلة الاعتدال بعد اجتماعها مع كتلة الوفاء للمقاومة، أي لا دعوة من جهة معينة للنزول الى البرلمان مطالبين بجلسة رئاسية مفتوحة بدورات متتالية الى حين انتخاب رئيس. جلسة واحدة كل من يشارك فيها يلتزم المشاركة في الجلسة الرئاسية المفتوحة، ومن يقاطع يكشف مسؤوليته في تعطيل الانتخابات”.
وأكد النائب عطية في حديث تلفزيوني، أن “هدف مبادرة كتلة الاعتدال الوطني الأساسي الإجماع بين الكتل النيابية عبر عقد نقاش والوصول إلى نقاط مشتركة للاتفاق على اسم أو أكثر، وكما تأمين الـ86 صوتاً، في وقت رأى أن ليس هناك تقاطع يدعم مرشح ثان بل هناك تقاطع مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وتقاطع ضد فرنجية”، مشدداً “على أن هذه المبادرة ترتكز الى ملاقاة اللجنة الخماسية وهي بالتنسيق والتعاون معها لتذليل العقبات أمام انتخاب رئيس”، نافياً أن يكون لمبادرتهم “أي غطاء خارجي”.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram