افتتاحية صحيفة الاخبار
«باريس 2»: واشنطن تستعجل الاتفاق
تنعقد اليوم، في العاصمة الفرنسية، النسخة الثانية من «اجتماع باريس»، الذي كان قد انعقد بنسخته الأولى قبل أسابيع، ونتج منه «مقترح باريس» الذي تضمّن إطاراً تفاوضياً جرى التوافق عليه بين المجتمعين، بمشاركة الوفد الإسرائيلي، والذي ردّت عليه حركة «حماس» بردّها المعروف، محدّدة شروطها ومطالبها للانخراط في صفقة تبادل أسرى، وهدنٍ «ممتدّة» تؤدي في نهايتها إلى وقف كامل لإطلاق النار. ومن الواضح أن الإدارة الأميركية مارست ضغوطاً شديدة على إسرائيل، وتحديداً على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، للدفع في اتجاه عقد الاجتماع، ومحاولة الوصول إلى صفقة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، إذ يجهد الأميركيون والوسطاء في محاولة إتمام اتفاق تبادل ووقف إطلاق نار مؤقّت، قبل حلول شهر رمضان بعد نحو أسبوعين، وخصوصاً أنهم يعتقدون أن استمرار القتال خلال شهر الصيام، إضافة إلى القيود المنوي فرضها على فلسطينيّي الضفة الغربية والداخل المحتل بخصوص الوصول إلى المسجد الأقصى، سيشكّل «الوصفة المثلى» لتصعيد كبير وشامل داخل فلسطين المحتلة بأكملها، وحتى في المنطقة، حيث عادة ما شهد «رمضان» خلال السنوات الماضية تصعيداً أمنياً واضحاً، فكيف والحرب الدموية مستمرّة على قطاع غزة؟ وبحسب موقع «أكسيوس» الأميركي، فإن مبعوث الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، طلب من المسؤولين الإسرائيليين، أمس، خلال زيارته الأراضي المحتلة، إرسال وفد للمشاركة في محادثات باريس، لافتاً إلى أن «صفقة تبادل الأسرى، التي تسعى إدارة بايدن للتوصل إليها، ستسمح بإقرار هدنة تدوم 6 أسابيع تتوقف خلالها الحرب».
**************************
افتتاحية صحيفة النهار
ردود نمطية على الفرنسيين وانتظار “هدنة رمضان”
ما بين عودة تحركات السفراء منفردين في الداخل من جهة، واحتدام المواجهات الميدانية على #الجبهة الجنوبية من جهة أخرى، بدا الوضع ال#لبناني برمته في اسر الاسترهان السياسي وال#حربي من دون أي افق واضح باستثناء الرهانات المتعاظمة على نجاح الضغوط الدولية والإقليمية في التوصل إلى “#هدنة رمضان” في #غزة وانعكاسها المتوقع حكما على الجبهة الجنوبية في لبنان. ومع ان المشهد الداخلي بدأ يشهد تطورات مثيرة للاضطرابات في ظل ما كاد يشعل امس “انتفاضة” واسعة لموظفي القطاع العام، وهي لا تزال ماثلة ومحتملة في انتظار ما ستقرره الحكومة اليوم، فان الوقائع الميدانية في الجنوب ظلت في واجهة هذا المشهد وسط معطيات ديبلوماسية لا تنبئ باي أمكان لاستبعاد اشتداد المواجهات وانزلاقها الى ما يتجاوز الخطوط الحمر التي تحول دون اندلاع حرب شاملة بين #إسرائيل و”ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه”.
وكشفت أوساط متابعة للحركة الداخلية والديبلوماسية لـ”النهار” أنّ الحركة الديبلوماسية المتصاعدة سجلت علامة فارقة استوقفت أكثر من جهة معنية وتمثّلت في أنّ احاديث السفراء والموفدين الى لبنان لم تعد تقيم فاصلاً بين اثارة الخطوات والإجراءات اللازمة والمطلوبة لتبريد الوضع في الجنوب وإنقاذ لبنان من تجرع كأس حرب لن يحتملها ابدا في ظل انهياراته الحاصلة، والحديث عن الازمة الرئاسية والسياسية الداخلية ولو ان معظم هؤلاء السفراء يرددون من منطلق “مبدئي” رفض الربط بين ملف الجنوب وملف الازمة الرئاسية. هذا الامر، كما تشير الأوساط المشار اليها، بدأ يشكل قلقا جديا لدى اكثر من مرجعية وجهة وفريق في المقلب المعارض الداخلي نظرا إلى محاذرة هذه الجهات ان يؤدي الانسداد الحالي في المساعي لتبريد الوضع الميداني في الجنوب او فتح مسلك لحل الازمة الرئاسية الى ربط ضمني بين الملفين بما يعني الخضوع لامر واقع فرضه “الفريق الممانع” وساهمت فيه ضراوة المواجهات المتصاعدة فيما تسعى القوى الدولية الى استعجال تسويات تهدئ الجبهة وتطلق الجهود الآيلة الى منع انفجار حرب واسعة في لبنان.
في أي حال شهدت الساعات الأخيرة حركة ديبلوماسية كثيفة ومتعددة الاتجاه، اذ التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال #نجيب ميقاتي السفير الفرنسي #هيرفيه ماغرو وعرض معه الوضع في جنوب لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان و#فرنسا، علماً أنّ فرنسا سلّمت لبنان ورقة رسمية بشأن القرار #1701 والحل المطلوب لإنهاء التصعيد بين “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” والجانب الاسرائيلي.
ولم يرد لبنان بعد على الورقة، إلّا ان مصدراً مطلعاً أوضح انّ العمل جار في الدوائر المختصة في كل من الخارجية والسرايا الحكومية على صياغة كتاب جوابي، بعد دراسة المقترح الفرنسي، لن يخلو من التشديد على الحل الشامل.
واستبعدت مصادر معنية أي تبديل للوضع في ظل الورقة الفرنسية الرسمية والتي هي نسخة مطابقة تماما للورقة غير الرسمية وباتت بنودها واقتراحاتها معروفة لجهة وقف النار وانسحاب “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” لعشرة كيلومترات عن الحدود وتفكيك إسرائيل لبعض المنشآت على الجهة الأخرى ونشر وحدات معززة للجيش اللبناني ترفع عديده في جنوب الليطاني الى 15 الف جندي والشروع في المرحلة الأخيرة بمفاوضات ترسيم الحدود على الخط الأزرق باستثناء ملف مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. اذ ان الردود الرسمية اللبنانية ستكون مطابقة لما يعلنه الرسميون من التمسك بالقرار 1701 فيما رد “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” لا يناقش أي امر قبل وقف الحرب في غزة.
بدوره زار السفير ال#مصري السفير علاء موسى، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وتناول اللقاء الأوضاع والاستحقاقات الدستورية في لبنان. وأطلع السفير المصري البطريرك الراعي على جهود مصر واللجنة الخماسية لإنهاء الفراغ الرئاسي والمشاورات الجارية مع مختلف الأفرقاء في لبنان بهذا الصدد. وقال “لا يمكن بقاء دولة بحجم لبنان من دون رئيس في ظل ما يحصل في المنطقة” . كما استقبل الراعي السفيرة الاميركية ليزا جونسون.
والتقى وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا وقائد قوات “اليونيفيل” أرولدو لازارو واكد لهما ان “أولوية لبنان هي الوصول إلى حل سياسي ودبلوماسي للأزمة في الجنوب يؤدي إلى استقرار مستدام عبر تطبيق كامل ومتوازن للقرار 1701. وندعو لإعطاء السلام فرصة وإعادة الحقوق لأصحابها لأنه السبيل الأفضل لتحقيق ما تحتاجه شعوب المنطقة من أمن وازدهار”.
غارات وتصعيد
ولكن الحركة الديبلوماسية لم تحجب التصعيد المستمر في الميدان . وفي حين اعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو “سنعيد الأمن إلى الشمال بكل الطرق وعلى ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه أن يدرك ذلك”، شنّ الطيران الإسرائيلي بعد ظهر امس غارة جديدة على النبطية اذ استهدفت في محيط كفررمان مبنى يُطل مباشرة على اوتوستراد النبطية – مرجعيون. وأفادت المعلومات بأن الغارة استهدفت الطابقين الأخيرين من بناية جديدة وسط حي سكني على أوتوستراد كفررمان – مرجعيون ونفذتها طائرات حربية بصواريخ ذكية صغيرة دمرت الطابق الأخير برمته والحقت اضرارا واسعة في المباني المجاورة. وأدّت الغارة الى سقوط عنصرين من “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” وثلاثة جرحى مدنيين. وفرض عناصر من “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” طوقاً أمنيا في محيط الغارة. ونعى الحزب لاحقا العنصرين هشام عبد الله من الخيام وحسن صالح من عدشيت فيما ذكر ان احد الجرحى الثلاثة كان في حال الخطر.
في المقابل، اعلن “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” تباعاً أنه استهدف مقر قيادة اللواء الشرقي 769 في ثكنة كريات شمونة وموقع رويسات العلم في مزارع شبعا وموقع السمّاقة في مزارع شبعا ومبنى يتحصن فيه الجنود الإسرائيليون في مستوطنة المنارة ومبنى اخر يتحصن فيه الجنود الإسرائيليون في مستوطنة المطلة . وليلا اعلن الحزب انه “استهدف ردا على اعتداءات العدو الصهيوني وأخرها في كفررمان ثكنة كيلع بعشرات صواريخ الكاتيوشا وأصابها إصابة مباشرة”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية اشارت الى إصابة منزل في “كفار يوفال” في الشمال بصاروخ مضاد للدروع أطلق من لبنان، كما أصاب صاروخ آخر مضاد للدروع أطلق من لبنان منزلاً في كريات شمونة من دون انطلاق صفارات الإنذار.
“انتفاضة الموظفين”
اما في الداخل فتعقد بعد ظهر اليوم جلسة لمجلس الوزراء بهيئة تصريف الاعمال لدرس مشروع القانون المتعلق بمعالجة أوضاع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها ومصير الحوافز الاضافية التي تم تخصيصها لبعض موظفي الادارة العامة دون سواهم. وقد سارع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي امس بعدما شلت الادارة العامة برمتها وعطّلت عجلة العمل في كل مؤسساتها بما فيها الإعلامية ووسط تظاهر العسكريين المتقاعدين عند ابواب المرافق الرسمية على وقع اضراب عام الى الاتصال بوزير المال يوسف خليل وطلب منه وقف دفع الحوافز الاضافية التي تم تخصيصها لبعض موظفي الادارة العامة دون سواهم، على أن يستكمل البحث في هذا الملف برمته في جلسة مجلس الوزراء اليوم من خارج جدول الاعمال.
وسط هذه الأجواء وبتكليف من رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، زار وفد من “تكتل الجمهورية القوية” والحزب البطريرك الراعي واثار معه مسألة الخلل في تعيينات الجمارك وشؤون أخرى تتعلق بالقطاع العام. وسلم الوفد البطريرك مذكرة “بالمخالفات والارتكابات الحاصلة في إطار تعميق الخلل الوطني وتجاوز القوانين والأصول”.
وأعلن النائب زياد الحواط باسم الوفد أنه “مؤسف جداً ما وصلنا إليه من تجاوزات ومخالفات للدستور ولصيغة الشراكة والتوازن الوطني، أولاً من رد القوانين وهي من الصلاحيات اللصيقة المرتبطة برئيس الجمهورية وتجاوز فاضح لدور الرئيس، مما يؤكد للمرة الألف ضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت. من هنا نطالب الرئيس بري بالدعوة السريعة لعقد جلسة لإنتخاب رئيس بدورات متتالية حتى نصل إلى رئيس للجمهورية يعيد التوازن في البلد ويعيد إنتظام المؤسسات”. وسأل: “هل المطلوب إفراغ المؤسسة والإدارة العامة من المسيحيين وتغيير صورة لبنان؟” ودعا الحواط نواب جبل لبنان إلى تحرك كبير لفتح الدوائر العقارية، ورئاسة الحكومة ووزارة المال والمديريات العامة للدوائر العقارية إلى تحمل مسؤوليتهم.
*************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
كفررمان بعد النبطية وسقوط قتيلَين و3 جرحى في غارة إسرائيلية
“ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” يمتدح أداء ميقاتي ووفد الكونغرس: إسرائيل لا تُخادع
وسط ميدان لا يهدأ وآخر منازلاته الغارة على كفررمان، وفي موازاة تحرّك ديبلوماسي غربي ودولي مستنفر، ما زال الموقف الرسمي يتظهّر كـ»النعامة التي تدفن رأسها في الرمال»، بالتماهي مع قرار «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» ربط الجبهة الجنوبية بحرب غزة. وبدا الموقف الذي تجسّده حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي كـ»الجبل الذي لا تهزّه ريح» التحذيرات الخارجية من خطر انزلاق لبنان الى الحرب الموسّعة.
ففي نيويورك، أعلن المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نيكولا دو ريفيير «أنّ استقرار لبنان مهم جداً بالنسبة لنا». أما في بيروت، فكان السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو يجري مع الرئيس نجيب ميقاتي محادثات حول تطورات الأوضاع الجنوبية المتدهورة. كذلك أجرى قائد قوات «اليونيفيل» الجنرال أرولدو لازارو محادثات مماثلة مع ميقاتي.
وفي سياق متصل، أعلن «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» موقفاً لافتاً مثنياً على «الأداء الرسمي تجاه الاعتداءات والتهديدات الصهيونية لأمن لبنان وسيادته»، وذلك في البيان الأسبوعي لـ»كتلة الوفاء للمقاومة» البرلمانية التابعة لـ»الحزب».
وأبلغ مصدر ديبلوماسي الى «نداء الوطن» أنّ الموقف الرسمي «لا يساعد على الحل بسبب التصاقه بـ»ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه».
وأثبتت المواقف التي أعلنها أمس وفد مجلس الشيوخ الأميركي الذي يزور لبنان «أنّ السلوك الرسمي ليس على قدر جبه المخاطر التي تحيق بهذا البلد». وضم الوفد عضويّ مجلس الشيوخ الديمقراطيين كريس كونز وريتشارد بلومنتال.
وقال كونز: «الأسابيع القليلة المقبلة هي نقطة مفصلية حقيقية – لغزة وإسرائيل ولبنان والبحر الأحمر والعراق». وأضاف: «إن صفقة الرهائن والهدنة المصاحبة لها في غزة يمكن أن تكون لها «عواقب إيجابية» على لبنان». وأمل «أن تؤدي إلى التنفيذ الكامل للقرار 1701».
وقال بلومنتال إنه أبلغ الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، أنّ إسرائيل «لا تخادع» في شأن الهجوم على لبنان. وأضاف إنه «ليس مجرد خطاب. سوف تعمل (اسرائيل)، ونأمل أن تكون هذه الرسالة قد نقلت إلى «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه».
ميدانياً، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي أمس غارة جوية، استهدفت مبنى في بلدة كفررمان قرب مدينة النبطية جنوب لبنان، ما أدّى إلى مقتل شخصين وإصابة 3 آخرين في حصيلة أولية. واستهدفت الغارة الطبقة الأخيرة من مبنى في حي سكني على أوتوستراد كفررمان- مرجعيون، بصواريخ ذكية، أسفرت عن تدميره، كما أصيبت منازل مجاورة بأضرار. وقد نعى «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» سقوط حسن محمود صالح «جعفر» مواليد عام 1973 من بلدة عدشيت في جنوب لبنان، وهشام حسين عبدالله «أبو زينب» مواليد عام 1987 من بلدة الخيام.
وفي إسرائيل، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال جولة على القوات الإسرائيلية في جبل الشيخ في هضبة الجولان المحتلة: «على «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» أن يدرك أننا سنعيد الأمن. وآمل أن يستوعب هذه الرسالة». وأردف قائلاً: «سنحقق هذا الأمر بإحدى طريقتين: بالطريقة العسكرية، إذا اضطررنا؛ وبالطريقة السياسية، إذا أمكن».
وأشار وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، إلى أنّ «منشآت الطاقة مُهدّدة بالفعل إذا تصاعدت المواجهة في الشمال مع «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه». وأبلغ كوهين موقع «والا» الإسرائيليّ: «لا حاجة للقلق نحن جاهزون».
*************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية: الاستحقاق الرئاسيّ بلا أفق.. والحكومة تعيد النظر مصرفياً
تَتبّعَت الأوساط السياسية على اختلافها التطورات الجارية على جبهتي الجنوب اللبناني وغزة وما يجري من حراك ديبلوماسي داخليا وخارجيا لوقف الحرب الدائرة فيهما، بدأ يُرجّح احتمال التوصل الى هدنة او وقف للنار قبل حلول شهر رمضان في العاشر من الشهر المقبل، فيما لم يسجّل اي تطور جديد على صعيد الاستحقاق الرئاسي، اذ ان الجولة المقررة لسفراء دول المجموعة الخماسية العربية والدولية على القيادات والكتل السياسية والنيابية المعنية بهذا الاستحقاق لم تبدأ بعد من دون ان تعرف الاسباب، وكذلك لم يتحدد بعد اي موعد للموفد الفرنسي جان ايف لودريان ولا للموفد الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين المتوقّع أن يزورا لبنان في اي وقت الآن أو خلال الشهر المقبل.
يستمر الاستحقاق الرئاسي مراوحاً في دائرة الجمود انتظاراً لمبادرات خارجية او تطورات في مواقف الافرقاء السياسيين المعنيين، من شأنها ان تساعد على إنجازه بعدما تركته عواصم المجموعة الخماسية العربية والدولية لهم في اعتباره شأنا داخليا عليهم ان يتفقوا على معالجته.
ومع ترقّب الحراك الجديد لسفراء دول اللجنة الخماسية في اتجاه القوى السياسية لتحريك الملف الرئاسي، أبلغ النائب المستقل الدكتور غسان سكاف الى «الجمهورية» انه باشَر منذ اسبوعين وحتى امس الاول تحرّكاً في اتجاه السفراء، والتقى امس الاول السفير القطري وقبله التقى سفراء فرنسا ومصر واميركا، وغالبية القوى السياسية، «في إطار مبادرة جديدة نسعى لها بعيداً عن الاعلام بهدف التوافق على اسمٍ ثالث لرئاسة الجمهورية يدخل السباق الانتخابي الى جانب الاسماء الاخرى المطروحة المعروفة للذهاب بعدها الى جلسات انتخاب».
وقال سكاف: «نسير في خطى علمية هادئة تؤدي الى انتخاب رئيس اذا «صَفت النيات»، ووفق معادلة تتضمن الثوابت الثلاثة الآتية: نعم لمرشح «الثنائي الشيعي» ولا مرشح غيره من دون موافقة «الثنائي الشيعي». ونعم لمرشح الغالبية المسيحية ولا مرشح آخر من دون موافقة الغالبية المسيحية. لا مرشح لدى اللجنة الخماسية لكن لا رئيس يُتفق عليه داخلياً من دون موافقة اللجنة الخماسية». واضاف: «هناك آلية معينة موحدة يجري البحث فيها للوصول الى توافق على المرشح الثالث».
واوضح سكاف انه سمع من السفير القطري «ان لا خلاف بين اعضاء اللجنة الخماسية، وانهم لم يدخلوا في أسماء المرشحين فهذه ليست مهمتهم، هم يطلعون على اسماء المرشحين بعد التوافق الداخلي عليها». وقال: «استطيع أن اقول إنني لست متفائلا بمقدار كبير لكنني اكثر تفاؤلاً هذه المرة من الاسابيع الماضية. فقد بدأت عملية خفض السقوف والشروط، ولاحظتُ ذلك خلال لقائي قبل ايام مع رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل وغيره من قوى سياسية. وسأقوم الاسبوع المقبل بجولة جديدة على القوى السياسية لعلّنا نصل الى التوافق المنشود».
«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»
في غضون ذلك، قال نائب الأمين العام لـ«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» الشّيخ نعيم قاسم، خلال لقاء مع «العلماء والمبلّغين» في بيروت: «لم تكن الحرب على غزة والعدوان عليها عائقًا لانتخاب رئيس للجمهوريّة، وليست نتائجها مسهِّلة أو معيقة لانتخاب رئيس للجمهوريّة»، مؤكّدًا أنّ «مسألة رئاسة الجمهورية مسألة داخليّة لبنانيّة لها علاقة بتوزّع المجلس النيابي، إلى درجة أنّه لا توجد كتل قادرة على أن تتفاهم لتشكل غالبية تساعد على الانتخاب».
وأوضح قاسم أنّ «هذا المشهد في المجلس النّيابي كان قبل حرب غزة، والآن بعد مرور 4 أشهر ونصف الشّهر لم يتغيَّر فيه شيء على الإطلاق. وإذا استمرّ على هذه الشّاكلة من دون رسم طريق للتّفاهم لتذليل العقبات وتقريب وجهات النّظر للاتفاق على آليّة معيّنة وعلى أشخاص معينّين، يمكن أن يستمرّ هذا الأمر طويلاً». وأعلن «انّنا كـ«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» حاضرون لانتخاب الرّئيس إذا حصل الاتفاق غدًا، على الرّغم ممّا يحصل الآن من عدوان وعلى الرّغم ممّا هو موجود في جبهة الجنوب. نحن حاضرون أن نذهب بالاتفاق إلى انتخاب رئيس جمهوريّة غدًا بمعزل عن كلّ التّطوّرات الموجودة».
وشدّد على أنّ «مشكلة الرّئاسة هي مشكلة كلّ الكتل النّيابيّة، لسنا نحن من يَحجزها. كلّ كتلة من الكتل النيابيّة تحجز الرّئاسة، لأنّها واقفة عند قناعاتها ولا تريد أن تفتح لتُعدِّل أو تغيِّر في العلاقة مع الآخر، الجميع في عدم الانتخاب سواء، ولا يتحمّل هذا الأمر لا «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» ولا حركة «أمل» أو أي جهة أخرى؛ وإنّما الجميع معنيّون مباشرة».
تصعيد في الجنوب
وعلى الجبهة الجنوبية، وَسّع العدو الاسرائيلي بعد ظهر امس نطاق اعتداءاته على قرى الجنوب بعيداً عن الحدود، واستهدف للمرة الاولى احدى الشقق في بلدة كفررمان القريبة من مدينة النبطية ما ادى الى سقوط ثلاثة شهداء واصابة شخصين بجروح خطيرة. وتطلّ الشقة المستهدفة مباشرة على أوتوستراد النبطية ـ مرجعيون، وهرعت سيارات الإسعاف إلى المكان. وافادت معلومات أنّ الغارة استهدفت الطبقة الأخيرة من المبنى المستهدف حيث اخترقت الصواريخ سقفه وانفجرت في أحدها.
وطلبت بلدية كفررمان من المواطنين عدم التوجه إلى مناطق الاستهداف خوفاً من غارات مماثلة، وإفساحاً في المجال للجهات المعنية للقيام بعملها، وتفادياً لوقوع اصابات في الارواح.
في غضون ذلك، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على 3 منازل في بلدة بليدا، وأطراف بلدة الناقورة و طيرحرفا والضهيرة. فيما تعرضت منطقة الوزاني لقصف مدفعي عنيف. وقد سقطت قذيفة مباشرة على مزرعة للأبقار واصيب عدد منها بجروح.
وكان القصف المدفعي الإسرائيلي قد استهدف صباح امس تلة الحمامص. ثم شَن الطيران الحربي غارات متتالية على بلدتي مارون الراس وكفركلا، وكذلك محيط معتقل الخيام حيث استهدف منزلا ودمّره. وظهراً، طاوَلَ القصف المدفعي راشيا الفخار وعيتا الشعب. وأُفيد مساء عن قصف مدفعي إسرائيلي طاولَ محيط بلدتي كفر شوبا وراشيا الفخار.
في المقابل اعلنت «المقاومة الاسلامية» انها نفّذت منذ الصباح سلسلة عمليات «رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى والمنازل المدنية في الجنوب»، استهدفت مواقع وتجمعات الاحتلال كالآتي: مقر قيادة اللواء الشرقي 769 في ثكنة كريات شمونة. مبنى يَتموضع فيه جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة كفار يوفال، وموقع رويسات العلم وموقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة والتجهيزات التجسسية في موقع «بركة ريشا» الذي استهدفته مجدداً مساء بصاروخَي بركان وأصابته «إصابة مباشرة». كذلك استهدفت تجمعاً للجنود في موقع حانيتا بقصف صاروخي.
ونعت المقاومة شهيدين لها سقطا في الغارة التي استهدفت مبنى في كفررمان وهما: هشام حسين عبدالله من بلدة الخيام وحسين محمود صالح من بلدة عدشيت.
واعلنت مساء انها ردّت على هذا القصف باستهداف ثكنتي يوآف وكليع الاسرائيليتين بعشرات من صواريخ الكاتيوشا.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة منزل في «كفار يوفال» بصاروخ مضاد للدروع أطلق من لبنان، وأن صاروخاً موجّهاً أو طائرة انتحارية أصابت مبنى داخل قاعد عسكرية للجيش الإسرائيلي في كريات شمونة. وكذلك أفادت بعد الخامسة عصراًعن دويّ انفجار في محيط مستوطنة كريات شمونة، وانطلاق صواريخ من جنوب لبنان في اتجاه موقع حانيتا الاسرائيلي.
واعلنت وسائل الاعلام الاسرائيلية ايضا عن إصابة مقر فرقة الجليل (في ثكنة برانيت) بصاروخ أُطلق من لبنان. وقالت انّ 10 صواريخ على الأقل أطلقت من لبنان في اتجاه قاعدة عسكرية إسرائيلية في الجولان.
وقال وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، بعد لقائه امس مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا وقائد قوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب («اليونيفيل») الجنرال أرولدو لازارو، إن «أولوية لبنان هي الوصول إلى حل سياسي وديبلوماسي للأزمة في الجنوب يؤدي إلى استقرارٍ مُستدام عبر تطبيق كامل ومتوازن للقرار 1701».
نتنياهو
في هذه الاثناء صرّح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس من شمال الجولان، أن «على «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» أن يفهم أننا سنعيد الأمن إلى الشمال سياسياً إذا أمكن، وإلّا عسكرياً».
من جهته، أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين أنّ «منشآت الطاقة مُهدّدة بالفعل في حال تصاعد المواجهة في الشمال مع «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه». ولكنه قال لموقع «والاه» الإسرائيليّ: «لا داعي للقلق نحن جاهزون». وترددت معلومات أن فرنسا سلّمت لبنان ورقة فرنسية في شأن القرار 1701 والحل المطلوب لإنهاء التصعيد بين «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» والجانب الاسرائيلي، واشارت الى ان لبنان لم يرد بعد على الورقة.
الحكومة تنقلب على نفسها
من جهة ثانية ووسط تخبّط في مقاربة مشروع قانون اعادة هيكلة المصارف او ما بات يعرف بمشروع القانون المتعلق بمعالجة اوضاع المصارف في لبنان واعادة تنظيمها، يعقد مجلس الوزراء جلسة له عند الثالثة والنصف بعد ظهر اليوم مطوّقاً من جهتين: الاولى داخلية تتمثل بالخلاف الكبير بين مكوناته حول مشروع هذا القانون، والثانية خارجية ينفذها العسكريون المتقاعدون منعاً لوصول الوزراء الى الجلسة بعد رفضهم الاقتراحات التي قدمتها الحكومة لتسوية أوضاعهم…
واكدت اوساط السرايا لـ«الجمهورية» انّ الجلسة قائمة في موعدها، وان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يتسلم الملاحظات التي ترده تِباعاً لعرضها على طاولة مجلس الوزراء، وسيبحث فيها بانفتاح كما سبق ووعد منذ نشر المشروع اضافة الى موضوع الحوافز الذي استجد من خارج جدول الاعمال بعد التطورات التي حصلت، والمتعلقة بتوقيف التقديمات الاضافيه التي أُعطيَت لموظفي وزارة المال.
بدوره، استغرب مصدر حكومي بارز الاستعجال في مناقشة هذا المشروع غير الواضح وخلق مشكلة «بالزائد» على مشكلاتنا المتراكمة. واوضح لـ«الجمهورية» انه لدى كل فريق ملاحظات كبيرة عليه تتعلّق بمصير الودائع وضمان استردادها وكيف حصل تصنيف الودائع ووفق اي معايير…». وقال: «نحن في حالة حرب والناس قلقة على مصيرها ومصير بلدها، وهناك من يطرح ملفات في غير وقتها. وكشف «ان التوجّه اليوم هو تأجيل البحث في المشروع لمزيد من الدرس».
وكشفت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» ان أكثرية الوزراء لن تقبل بالخطة، وهو ما كشف عنه أكثر من وزير. فإلى جانب وزراء حركة «امل» و«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، كشف وزير الاقتصاد امين سلام ووزير التربية عباس الحلبي ان لديهما ملاحظات تؤدي الى نسف الخطة من اساسها.
وعشيّة جلسة مجلس الوزراء المخصصة للبحث في مشروع القانون المتعلق بمعالجة أوضاع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها، وضع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حداً لِردات الفعل الادارية التي عَمّت السلك الإداري في عدد من الوزارات والمؤسسات العامة والمستشفيات الحكومية رفضاً لتخصيص موظفي وزارة المال ومجموعة من المؤسسات المالية بمئات عدة من الدولارات، فاتصل بوزير المال يوسف الخليل وطلب منه وقف دفع الحوافز الاضافية، التي خُصّصت لبعض موظفي الادارة العامة دون سواهم، على أن يستكمل البحث في هذا الملف برمّته في جلسة مجلس الوزراء اليوم من خارج جدول الأعمال.
لكنّ موظفي وزارة المال والمؤسسات المستفيدة من الحوافر ردّوا بإضراب مماثل، وجمدوا نشاطهم وأوقفوا العمل وامتنعوا عن تلبية مطالب المواطنين في مختلف الدوائر المالية والادارية، فشلّت الحركة عموما في معظمها.
وعليه، وبعد انتهاء المهلة التي حددتها الهيئات الممثلة للعسكريين المتقاعدين من مختلف المؤسسات والأجهزة الأمنية التاسعة صباح امس، أعلنت هذه الهيئات انها ستتحرك من اليوم في ساحة رياض الصلح وتقفل كل الطرق المؤدية إلى مداخل السرايا الحكومية، ولن تسمح بعقد جلسة مجلس الوزراء اليوم أيّاً كانت المحاولات الجارية لتسويق الجلسة.
المتقاعدون
وقالت مصادر العسكريين المتقاعدين لـ«الجمهورية» انه سيتم مجدداً تطويق السرايا الحكومية لمنع وصول الوزراء كما حصل سابقاً، لأنّ الحل الذي وصلنا من الحكومة لا يليق بنا، وانّ مطلبنا بسيط وهو:
ـ تحديد الحد الأدنى للأجور وتحديد تكلفته الإجمالية من الاعتمادات المرصودة.
ـ يُقتطع من الاعتمادات المرصودة قيمة كلفة الحد الأدنى ويوزّع الباقي بالتساوي على الجميع.
ـ تقر الحكومة خطة مرحلية لتصحيح الاجور وفقاً لتنامي مداخيل الدولة وبما يحفظ الاستقرار النقدي.
ـ توقِف الحكومة مختلف أشكال العطاءات الاستنسابية على مختلف مسمياتها من انتاجية أو بدل نقل أو اي عطاء آخر لا يهدف إلا لحرمان المتقاعد منه».
وكانت الهيئات الممثلة للعسكريين قد تظاهرت أمس أمام مقار المحافظات من طرابلس الى صيدا والبقاع رفضاً لتجاهل مطالبهم وعدم تسوية اوضاعهم المالية رفضاً لحجم الحوافز التي تقررت بطريقة لا توفّر الحد الادنى من حقوقهم، ولا تؤدي إلى إرساء حل عادل ومستدام لتصحيح الرواتب والأجور بما يضمن العدالة والمساواة والحق الأدنى بالعيش الكريم، خصوصا انها لم ولن تعوّض جزءاً يسيراً مما صُودِر من مدخراتهم في المصارف.
وليلاً أعلن «تجمع العسكريين المتقاعدين» رفضه المطلق للعرض الأخير الذي قدمه مجلس الوزراء في شأن الزيادة على الرواتب والأجور، واكد انه «يُثَمّن موقف رابطة قدماء القوات المسلحة الرافض للعرض ويدعو الرابطة بما تمثّل الى ان تكون شريكة في التحركات الرافضة للغبن اللاحق بحقوق المتقاعدين». ودعا «المتقاعدين من جميع الأسلاك العسكرية وكافة الموظفين والمتقاعدين إلى المشاركة الكثيفة في التظاهرة صباح ٢٣ شباط (اليوم) حول مجلس الوزراء لمنع انعقاد الجلسة الحكومية».
*********************
افتتاحية صحيفة اللواء
خيارات الحكومة مصرفياً ومالياً بين غضب الإدارة وحراك الشارع
ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه ينوِّه بالأداء الرسمي جنوباً.. والضربات الموجعة تشتد في الميدان
بين احتدام الضربات الموجعة المتبادلة جنوباً بين ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه والبيئة الجنوبية، الداعمة واسرائيل المتعطشة للانتقام والمضي في سلوك «شريعة الغاب»، واشتداد الخلافات الداخلية حول آليات التعامل مع النظام المصرفي وسعر الدولار الجديد، فضلا عن العطاءات او الزيادات للعاملين في القطاع العام بين كبار الموظفين وصغاره، حيث تمكن الرئيس نجيب ميقاتي من اخماد نيران الحرائق في الوزارات والادارات بعد الطلب من وزير المال يوسف خليل وقف العطاءات المتعلقة بموظفين او شخصيات او دوائر بحد ذاتها، ريثما ينعقد مجلس الوزراء اليوم للبحث في المسألة من جوانبها كافة، والنظر في امكان توحيد معايير الزيادات التي وُعد بها الموظفون والمتقاعدون قبل نهاية العام الماضي، على ان تسري الزيادات المقترحة بدءا من ك1 (2023).
وأكدت مصادر وزارية لـ «اللواء» أن جلسة مجلس الوزراء اليوم قائمة في موعدها، لكن الاشكالية قائمة في عرض بند المصارف والنقاش فيه مع العلم انه مرشح للتأجيل في ضوء اعتراض العدد الأكبر من الوزراء، وقالت أنه ربما يصار إلى تبادل الأفكار حول البدائل المتاحة في حين يبقى ملف العسكريين المتقاعدين وحوافز القطاع العام. ومن هنا فإن الجلسة اليوم قد تكون متفجرة وإن احتمال عدم انعقادها يبقى قائما إلى حد كبير.
واستبق وزير التربية والتعليم العالي الجلسة باعلانه: «لن أقبل بشطب اموال المودعين، ولا بالقضاء على القطاع المصرفي، وأي نهضة اقتصادية تحتاج الى قطاع مصرفي قوي».
ولم تقتصر اضرابات قطاعات الادارة والعاملين في الوزارات على الادارة نفسها، بل بدأت ترمي ذيولها الخطيرة على مصالح البلاد والعباد، من الدوائر العقارية التي يؤدي تعطيلها الى شلل الحركة الاقتصادية والتجارية والعمرانية.
وحذرت نقابة مستوردي المواد الغذائية من تداعيات اضراب موظفي وزارة الصحة ومراقبي حماية المستهلك، لجهة توقف ادخال البضائع، لا سيما الغذائية عبر المعابر والموانئ اللبنانية.
وطالبت نقابة القصابين الرئيس ميقاتي ومجلس الوزراء «بإيجاد حل للاضراب المفتوح الذي اعلنه موظفو وزارة الزراعة من اجل تسيير اعمال المواطنين والمستوردين.
وعشية جلسة مجلس الوزراء التي تعقد عند الثالثة من بعد ظهر اليوم، تداعى الموظفون والمتقاعدون الى اعلان الاضراب العام والمشاركة في الاعتصام بالتزامن مع الجلسة، وفي مقدمة هؤلاء المجلس التنسيقي لمتقاعدي القطاع العام وتجمع العسكريين المتقاعدين.
ونفذ العسكريون المتقاعدون اعتصاماً عند مدخل مركز محافظة لبنان الجنوبي في سراي صيدا الحكومي، وكذلك امام سرايا طرابلس وامام سراي زحلة مطالبين رئاسة الحكومة بإصدار قرار فوري بتعليق العمل بمرسوم سلفة 36 الف مليار تمهيداً لاعادة توزيعها بعدالة ومساواة.
تحية من الحزب للموقف الرسمي
وفي ما يشبه الرد على التباعد مع التيار الوطني الحر، حيث كتلة الوفاء للمقاومة بعد اجتماعها امس «موقف التضامن الشعبي في لبنان والأداء الرسمي تجاه الاعتداءات والتهديدات الصهيونية لأمن لبنان وسيادته، واعتبرت أن المواقف التي يعلنها سماحة الأمين العام السيد حسن ن.ص.ر. الله، تعكس تطلعات واستعدادات معظم اللبنانيين وتستحضر الحكمة والحرص على حماية البلاد وحفظ مصالحها الوطنيّة السياديّة والسياسيّة والعامة».
الحركة الدبلوماسية
دبلوماسياً، وفي وقت كشف فيه النصاب عن ان السفير ديفيد هيل لن يأتي الى لبنان للمشاركة في اطلاق كتابه حول «الدبلوماسية الاميركية من العام 1943 – 2023 تجاه لبنان» والمشاركة عن بُعد، استمر تحرك سفراء الخماسية.
في الاطار اعلن سفير مصر علاء موسى بعد زيارة البطريرك الراعي: لا يمكن بقاء دولة بحجم لبنان من دون رئيس في ظل ما يجري في المنطقة».
وفي عرض الرئيس ميقاتي الوضع الجنوبي خلال لقاء مع قائد «اليونيفيل» في الجنوب الجنرال ارولدو لازارو، لا سيما التعاون بين جنود الامم المتحدة والجيش اللبناني. هدّد رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو بأن جيشه «سيعيد الامن الى الشمال بكل الطرق، وعلى ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه ان يدرك ذلك».
تحرك مسيحي
سياسياً، توجه الى بكركي امس، بتكليف من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وفدا من تكتل الجمهورية القوية، حيث التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وسلمه مذكرة بمخالفات وارتكابات تعمق الخلل الوطني.
وقال النائب زياد حواط باسم الوفد القواتي: «مؤسف جداً ما وصلنا إليه من تجاوزات ومخالفات للدستور ولصيغة الشراكة والتوازن الوطني، أولاً من رد القوانين وهي من الصلاحيات اللصيقة المرتبطة برئيس الجمهورية وتجاوز فاضح لدور الرئيس، مما يؤكد للمرة الألف ضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت. من هنا نطالب الرئيس بري بالدعوة السريعة لعقد جلسة لإنتخاب رئيس بدورات متتالية حتى نصل إلى رئيس للجمهورية يعيد التوازن في البلد ويعيد إنتظام المؤسسات». وسأل: هل المطلوب إفراغ المؤسسة والإدارة العامة من المسيحيين وتغيير صورة لبنان؟ ودعا الحواط نواب جبل لبنان إلى تحرك كبير لفتح الدوائر العقارية، ورئاسة الحكومة ووزارة المالية والمديريات العامة للدوائر العقارية إلى تحمل مسؤوليتهم وإعادة إنتظام العمل بأسرع وقت ممكن».
تحذير مديرة الأونروا
وحول عمل الأونروا في لبنان، كشفت مديرة الوكالة في بيروت (دورثي كلاوس) ان الوكالة تعتني بـ 12 مخيماً للاجئين في لبنان، وتوفر الخدمات الصحية والتعليمية، بما في ذلك النظافة، وجمع القمامة، فإذا ما توقف التمويل، فإن شوارع المخيمات في كل لبنان ستمتلئ بالنفايات بأقل من ساعات، وفي كل المناطق.
الوضع الميداني
ميدانياً، اعلن «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» عن تنفيذ 7 هجمات على مواقع للجيش الاسرائيلي بالتزامن مع قصف اسرائيلي على بلدة كفررمان ادى الى سقوط شهيد و6 جرحى.
ولاحقا نعى ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه الشهيدين حسن محمود صالح (عدشيت الشقيف) وهشام حسين عبد الله (الخيام)، والمكان المستهدف في كفر رمان يقع خلف مدرسة البنات الرسمية على الأوتوستراد الجديد، وقد اطلقت عليه دفعة من الصواريخ الذكية.
وفي اول ردّ له، اعلن ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه استهداف ثكنة يوآف بصواريخ الكاتيوشا. كما اعلن ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه عن استهداف موقع بركة ريشا بصاروخين من نوع بركان، مما ادى الى اصابة مباشرة.
كما استهدف حزب موقع حايثا.
وزعمت اسرائيل ان الشهيد صالح مسؤول كبير في ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، وهو لمسؤول من منطقة مزارع شبعا.
وحسب صحيفة «معاريف» فإن ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه يمتلك العشرات من صواريخ فاتح -110 الدقيقة فضلا عن مخزون من مئات الصواريخ الدقيقة القصيرة وصواريخ كروز وصواريخ ارض- جو وطائرات مسيرة تمكن من توجيه ضربات وتغني عن سلاح الجو، حسب الصحيفة الاسرائيلية.
*************************
افتتاحية صحيفة الديار
«الاونروا» قنبلة موقوتة في لبنان بعد آذار
ارتفاع في وتيرة التصعيد بانتظار هدنة غزة وواشنطن اكثر تواضعا ازاء 1701
الفشل في اسقاط المسيرات وخطر العتمة الشاملة يثيران الرعب في كيان الاحتلال – ابراهيم ناصرالدين
مقابل الارباك والتخبط الحكومي في التعامل مع الملف المالي في الادارة الرسمية حيث الفوضى تعم القطاع المشلول بعد التعامل مع الموظفين «شي بسمنة وشي بزيت»، حافظت الجبهة الجنوبية على وتيرة تصعيد مرتفعة نسبيا، لكنها مضبوطة على ساعة توقيت المفاوضات المستمرة بزخم اميركي مستجد في القاهرة للتوصل الى هدنة في غزة قبل شهر رمضان المقبل. وبانتظار الرد اللبناني الرسمي على الورقة الفرنسية بشأن القرار ١٧٠١ التي تضمنت عدة بنود لإنهاء التصعيد على الحدود، والذي سيتضمن تاكيدا على الحل الشامل لا المؤقت، ربطا بجبهة غزة، يواصل المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين حراكه في «الكواليس» لصياغة التفاهمات المفترضة «لليوم التالي» لوقف النار. ووفقا للصيغة الاولية التي اطلعت عليها جهات رسمية لبنانية، لا يتضمن تشددا في انسحاب ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه الى شمال الليطاني. ومقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني، باتت واشنطن اكثر تقبلا لفكرة الحصول على ضمانات مشابهة لمرحلة ما بعد حرب تموز 2006، وذلك لانعدام الخيارات وضيق الهامش امام «اسرائيل» التي يخشى مستوطنوها «العتمة» الشاملة، ويعجز عسكريوها عن ايجاد حل لمسيرات المقاومة التي نجحت في تجاوز مختلف المنظومات الدفاعية.
ووفقا للمعلومات، فان الطرح الذي سيعيد الهدوء الى الجنوب في المرحلة المقبلة، ينطلق من القرار 1701 دون تعديل جوهري فيه بل سيصار الى تنفيذه «عمليا» على الارض. فاذا كان الجيش واليونيفيل انتشرا جنوبي الليطاني بعد العام 2006، فما سيحصل هو تعزيز الانتشار العسكري بعد دعمه، ماليا وماديا ولوجستيا، ولن يتراجع عمليا ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه الى شمالي الليطاني، وما سيكون على الارض عودة الى تفاهمات ما قبل السابع من تشرين الاول الماضي كمرحلة اولى، وبعدها سيتم الانتقال الى المرحلة الثانية التي تشمل التفاهم على الحدود البرية.
تهديدات ومخاوف اسرائيلية
في هذا الوقت جدد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو تهديداته بالامس بشن حرب لاستعادة الهدوء في الشمال دون اغفاله المسار السياسي، فيما حذر رئيس الحكومة الاسرائيلية الاسبق ايهود اولمرت من الايديولوجية المتطرفة التي تدير حكومة الحرب ولم يستبعد ان يتسبب الوزراء المتطرفين بمن فيهم نتانياهو باشعال حرب «يأجوج ومأجوج» تشمل الضفة الغربية والجبهة مع لبنان التي شهدت 10عمليات نوعية للمقاومة استهدفت ثلاث منها مباني تحصن فيها جنود في ثلاثة مستوطنات ما ادى الى احتراق مبنى بشكل كامل.
حدود التصعيد المرتقب؟
وفي هذا السياق، توقعت مصادر معنية بملف الجنوب ان تشهد الايام المقبلة تصعيدا على الحدود الجنوبية مع اصرار ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه على منع قوات الاحتلال من فرض قواعد جديدة للاشتباك من خلال استهدافات محددة لاهداف في المستوطنات، وصفت بالدقيقة والمؤلمة، بعد غارات الغازية، خصوصا ان قيادات عسكرية اسرائيلية اقرت بالامس بصعوبة اعتراض الطائرات المسيرة والتي تحمل «بصمة» شبه معدومة راداريا، ونجحت في اختراق كافة الانظمة الاعتراضية وهي تصل الى اهدافها بسهولة.
نيران على وقف التفاوض!
في المقابل، واصل جيش الاحتلال خرق قواعد «اللعبة»، وما حصل في كفررمان بالامس، دليل عملي على ذلك، لكن الارتقاء في تبادل «الرسائل النارية» يبدو انه لن يخرج عن السيطرة راهنا، في وقت تشهد فيه المفاوضات الاقليمية والدولية حول مصير غزة وصفقة تبادل الاسرى بين «اسرائيل» وحركة ح.م.ا.س محاولات جدية لاحداث خرق نتيجة جهود جدية يبذلها الفريق الامني المخابراتي الاميركي بقيادة رئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، ومشاركة مستشار الرئيس جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك.
المعركة الديبلوماسية
ووفقا للمعلومات، تدور معركة دبلوماسية شاقة في القاهرة بين رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية وكبار المسؤولين في المخابرات المصرية الذين يلتقون بدورهم مع ماكغورك فيما توجه بيرنز الى باريس، للتشاور في كيفية انهاء ملف الاسرى والتهديدات الاسرائيلية بالهجوم على رفح ، وقد أبلغ وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، ماكغورغ، ان حكومة الحرب منحت وفدها المفاوض تفويضا اوسع بغية التوصل الى اتفاق. وبالانتظار، ستكون الجبهة في الجنوب امام تصعيد ناري متبادل في اطار الضغط على مسار التفاوض ومحاولة كل طرف ان تكون له «الكلمة» الاخيرة في حال نجحت الاتصالات في التوصل الى هدنة.
الخوف من «العتمة» في «اسرائيل»
في هذا الوقت، اقر وزير الطاقة الإسرائيلي بان منشآت الطاقة مهدّدة في حال تصاعد المواجهة في الشمال مع ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه لكنه حاول طمأنة المستوطنين الخائفين بالقول «لا حاجة للقلق نحن جاهزون». من جهته قال رئيس مستوطنات خط المواجهة، موشيه دافيدوفيتش، إنه وبعد أربعة أشهر ونصف من قتال الحكومة والجيش، لا يوضحون للسكان خططهم ولا يضعون جدولاً زمنياً مخططاً أو مقدراً لإعادة سكان الحدود الشمالية إلى بيوتهم. دافيدوفيتش الذي يشغل أيضاً رئيس المجلس الإقليمي «متيه آشر» على الحدود مع لبنان، أضاف أن الحكومة تخشى من أن تعد السكان بالأمن، لذا تطلق تصريحات غامضة وتختبئ وراء الجيش. وقال «رئيس الحكومة، نتنياهو، كان هنا وضرب على الطاولة ووعد بأن يعدّ وزير المالية خطة اقتصادية تهتم بنا خلال عشرة أيام» ومنذ ذلك الحين، مر 45 يوماً ولم يحدث شيء. ليس الس.ن.و.ا.ر وحده من قُطع معه الاتصال، وبيبي أيضاً». ووصف الأجواء السائدة في أوساط السكان بـ «الخوف الفظيع»، وقال «من الواضح لنا جميعاً أن ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه يمكنه فعل أمور أسوأ من الأمور التي فعلتها ح.م.ا.س في 7 تشرين الأول».
شلل في المستوطنات
وبعد تقييم للوضع، قرر جيش الاحتلال إغلاق المزيد من الطرقات في إصبع الجليل بسبب الوضع الأمني حتى إشعار آخر. ووضعت لافتة عند مدخل «كريات شمونة» تفيد عن حظر دخول المستوطنين إلى منطقة الشريط الأمني حتى عودة الأمن إلى مدن الشمال. كما أفاد الإعلام العبري عن إقبال كبير على شراء المولدات الكهربائية في إسرائيل خشية من سيناريو العتمة.
نتانياهو واستعادة الامن؟!
في هذا الوقت، جدد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، تهديده بعمل عسكري لإعادة الأمن على الحدود مع لبنان إذا لزم الأمر، وقال: لدينا هدف بسيط في الشمال هو إعادة السكان. وأضاف، في حديث مع جنود إسرائيليين بمنطقة جبل الشيخ قرب الحدود اللبنانية: من أجل القيام بذلك، يجب علينا استعادة الأمن، وهذا سيتحقق ولن نتهاون في هذا الأمر، سنحقق هدفنا بإحدى طريقتين: عسكريا إذا لزم الأمر، ودبلوماسيا إن أمكن. وخاطب نتنياهو ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، قائلا «عليه أن يفهم أننا سنعيد الأمن، آمل أن يتم فهم هذه الرسالة هناك».
اولمرت والحرب الدموية
من جهته، حذر رئيس الحكومة الاسرائيلية الاسبق ايهود اولمرت من حرب دموية شاملة في المنطقة ستؤدي الى سفك الكثير من الدماء ولن تؤمن الامن «لاسرائيل»، وقال «ان الهدف الأسمى للثنائي، بن غفير وسموتريتش، ليس في المقام الأول احتلال قطاع غزة، وليس هو المأمول لمجموعة الحالمين المسيحانيين الذين سيطروا على الحكم في دولة إسرائيل. فالهدف النهائي لهذه الزمرة هو تطهيرالضفة الغربية من السكان الفلسطينيين، وتطهير المسجد الأقصى من المصلين المسلمين وضم الضفة الغربية لدولة إسرائيل وهذا الهدف لن يتحقق بدون مواجهات عنيفة وواسعة النطاق. انها حرب يأجوج ومأجوج، حرب الجميع ضد الجميع. في الجنوب وفي القدس وفي أراضي الضفة، وعلى الحدود الشمالية أيضاً».
لا يريدون حلا في الشمال؟
ووفقا لاولمرت، يمكن محاولة التوصل إلى تفاهمات مع لبنان حول حل قضية الحدود، التي قد تهدئ النار التي اشتعلت هناك وجعلت عشرات آلاف الإسرائيليين يهربون من بيوتهم، لكن بن غفير وسموتريتش لا يريدان تهدئة الحدود الشمالية يقول اولمرت، فالحرب هناك ستعزز الادعاء بأنه لا مناص من القضاء على كل الأعداء، في كل الجبهات وفي كل القطاعات، بأي ثمن وهذا المسار سينتهي بالكثير من سفك الدماء».
ترميم اميركي للردع الاسرائيلي
في هذا الوقت، وفي مقال يعكس التورط الاميركي المباشر في الحرب الاسرائيلية، وفي محاولة لاعادة ترميم منظومة الردع، اشارت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الى ان حزمة المساعدات الأميركية بقيمة 14 مليار دولار «لإسرائيل» تم إعدادها بهدف حرب متعددة الجبهات وليس من اجل غزة فقط وهذه المليارات ستنفق لتعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ومخزونات الذخيرة وأنظمة الأسلحة، وهي تتضمن تخصيص 4 مليارات دولار لشراء أنظمة مضادة للصواريخ قصيرة المدى لنظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي «القبة الحديدية». كما أنها تمول نظام مقلاع داود الذي يعترض الصواريخ متوسطة إلى طويلة المدى. وهناك 1.2 مليار دولار أخرى مخصصة لنظام مضاد للصواريخ «الشعاع الحديدي» الذي لا يزال قيد التطوير. وسيستخدم هذا النظام أشعة الليزر لإسقاط التهديدات المحمولة جواً والتي تتراوح من الطائرات دون طيار إلى قذائف الهاون والصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ!
تشييع واعتداءات
وفيما شيّع الجنوب شهيدتي مجدل زون خديجة سلمان والطفلة امل الدر في ظل أجواء من الحزن الشديد، جدد الطيران الحربي الإسرائيلي استهداف مناطق بعيدة عن الحدود، وقد ادى استهداف مبنى سكني في بلدة كفررمان بصاروخين الى سقوط شهيدين وعدد من الجرحى، ووفقا للمعلومات، استهدفت الغارة الطابق الأخير من مبنى وسط حي سكني على أوتوستراد كفررمان- مرجعيون، بصواريخ ذكية، ما أدى إلى تدميره، كما أصيبت منازل مجاورة بأضرار. وقد استهل جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته بقصف مدفعي على تلة الحمامص وأطراف بلدات راميا وعيتا الشعب وراشيا الفخار ووادي حسن في مجدل زون ترافق مع تحليق مكثف للطيران الحربي في أجواء الجنوب وصولاً إلى جبل لبنان أتبعها بغارات على كفركلا والخيام ومارون الراس وخرق لجدار الصوت فوق القرى الحدودية.
عمليات المقاومة
في المقابل، استهدف ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه مقر قيادة اللواء الشرقي 769 في ثكنة عسكرية في «كريات شمونة»، ومبنى آخر يتموضع فيه جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة «كفريوفال» قبالة الوزاني. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى إصابة المنزل بصاروخ مضاد للدروع أطلق من لبنان، كما أصاب صاروخ آخر مضاد للدروع أطلق من لبنان منزلاً في «كريات شمونة» من دون انطلاق صفارات الإنذار. وأفاد الإعلام العبري عن إطلاق صواريخ في اتجاه منطقة «هاردوف» في مزارع شبعا كما اعلن ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه استهداف موقعي رويسات العلم والسماقة وثكنة «برانيت»، وكذلك استهدفت صواريخ موقع حانيتا الاسرائيلي، ومساء اعلن ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه استهداف مبنى يتحصن فيه جنود إسرائيليون في مستوطنة المنارة.
«قنبلة» الاونروا ؟!
في هذا الوقت، قد تنفجر «قنبلة» اجتماعية موقوتة في لبنان بعدما حذرت مديرة مكتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) امس من أن الوكالة ليس لديها «خطة بديلة» لما بعد شهر آذار المقبل، في حال تمسك الدول المانحة، التي أوقفت تمويلها في أعقاب اتهامات إسرائيلية، بتعليق التمويل. وقالت «نتمنى أن يشير أكبر عدد ممكن من المانحين للوكالة إلى أنهم يعيدون النظر في تجميد التمويل، وأنهم سيعيدون تمويل الوكالة بطريقة نتمنى ألا تجعلنا نواجه مشكلة في التدفق النقدي، وأن تستمر الخدمات من دون انقطاع». وقالت «ليس لدينا خطة بديلة وقد لا يتمكن مكتب «الأونروا في لبنان» بالفعل من تمويل التوزيعات النقدية الفصلية لنحو 65 في المائة من اللاجئين الفلسطينيين؟!
تخبط حكومي يشل الادارات
داخليا، وفي انتظار ما ستحمله جلسة مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم من جديد على مستويي مشروع القانون المتعلق بمعالجة أوضاع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها ومصير الحوافز الاضافية التي تم تخصيصها لبعض موظفي الادارة العامة دون سواهم، اوقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي امس القرار، بعدما اثار القرار الفوضى والغضب في مختلف قطاعات الادارة العامة،عطّلت عجلة العمل في مؤسساتها بما فيها الاعلامية وسط تصعيد واسع نفذه العسكريون المتقاعدون الذين تظاهروا مطالبين بالمساواة والعدالة،على أن يستكمل البحث في هذا الملف برمته في جلسة مجلس الوزراء اليوم من خارج جدول الاعمال.
«الكيل بمكيالين»
وكانت قضية موظفي القطاع العام قد تفاعلت بعد المعلومات عن تقديم حوافز مالية بالدولار الأميركي من قرض للبنك الدولي بقيمة 34 مليون دولار لموظفي وزارة المال ورئاستي الجمهورية والحكومة فقط من دون باقي موظفي الوزارات والإدارات العامة الذين أعلنوا الإضراب العام تباعاً واعترضوا على السياسة غير المسؤولة والتمييز بين موظفي الدولة، مطالبين بتصحيح الخلل والإجحاف.
وقد اتصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بوزير المال يوسف خليل وطلب منه وقف دفع الحوافز الإضافية مع مفعول رجعي، ما دفع بموظفي وزارة المال بدورهم إلى إعلان الإضراب احتجاجاً في كل المصالح والدوائر.
حركة بلا بركة
وفيما اعلن مندوب فرنسا في مجلس الأمن ان استقرار لبنان مهم جدا بالنسبة لباريس، شهدت الساحة الداخلية حراكا دبلوماسيا لافتا لكن دون نتائج، فبعد مغادرة وفد الكونغرس الاميركي الذي ركز محادثاته مع المسؤولين على الوضع الجنوبي وفي شكل خاص كيفية مساعدة الجيش ومسار صرف المساعدات الأميركية الممنوحة له، بعد تاجيل مؤتمر الدعم في باريس، تحرك سفراء فرنسا ومصر والولايات المتحدة في اتجاه المقار السياسية والدينية لاطلاع المسؤولين على اجواء مداولات اللجنة الخماسية، لكن المعلومات تؤكد ان هذا الحراك لا يزال دون المستوى الجدي لاحداث خرق رئاسي.
*************************
افتتاحية صحيفة الشرق
ميقاتي يتلقّف كرة نار «حوافز الإدارة العامة»
سفراء «الخماسية» يجولون بالمفرّق
في انتظار ما ستحمله جلسة مجلس الوزراء بهيئة تصريف الاعمال بعد ظهر اليوم من جديد على مستويي مشروع القانون المتعلق بمعالجة أوضاع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها ومصير الحوافز الاضافية التي تم تخصيصها لبعض موظفي الادارة العامة دون سواهم، وقد فرملها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي امس بعدما ألهبت الادارة العامة برمتها وعطّلت عجلة العمل في مؤسساتها بما فيها الاعلامية وسط تصعيد واسع من العسكريين المتقاعدين الذين تظاهروا مطالبين بالمساواة والعدالة، في انتظار كل ذلك، لم تسجل الحركة السياسية جديدا يذكر، في حين نشط الحراك الديبلوماسي في شكل لافت، اذ بعد مغادرة وفد الكونغرس الاميركي الذي ركز محادثاته مع المسؤولين على الوضع الجنوبي وفي شكل خاص كيفية مساعدة الجيش ومسار صرف المساعدات الأميركية الممنوحة له، وفيما عدل السفير ديفيد هيل عن زيارة لبنان، على ان يشارك عبر تقنية زوم في ندوة حول كتابه “الديبلوماسية الاميركية تجاه لبنان 1943- 2023” بعد ظهر الاحد 10 آذار المقبل تحركت الديبلوماسيات الفرنسية والمصرية والاميركية في اتجاه المقار السياسية لاطلاع المسؤولين على اجواء مداولات الخماسي الدولي.
حركة ديبلوماسية
رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي استقبل سفير فرنسا هيرفيه ماغرو وعرض معه الوضع في جنوب لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا. ايضا، زار السفير المصري لدى لبنان علاء موسى، البطريرك الراعي، وتناول اللقاء الأوضاع والاستحقاقات الدستورية في لبنان. وأطلع السفير المصري البطريرك الراعي على جهود مصر واللجنة الخماسية لإنهاء الفراغ الرئاسي والمشاورات الجارية مع مختلف الأفرقاء في لبنان بهذا الصدد. وقال “لا يمكن بقاء دولة بحجم لبنان من دون رئيس في ظل ما يحصل في المنطقة”. كما استقبل الراعي السفيرة الاميركية ليزا جونسون.
لازارو
على صعيد الوضع الميداني، استقبل رئيس الحكومة قائد قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان “اليونيفيل” الجنرال أرولدو لازارو وعرض معه الوضع في الجنوب والتعاون القائم بين الجيش وقوات “اليونيفيل”.
تحية الموقف الرسمي
ليس بعيدا، حيّت كتلة الوفاء للمقاومة “موقف التضامن الشعبي في لبنان والأداء الرسمي تجاه الاعتداءات والتهديدات الصهيونية لأمن لبنان وسيادته، واعتبرت أن المواقف التي يعلنها سماحة الأمين العام السيد حسن ن.ص.ر. الله، تعكس تطلعات واستعدادات معظم اللبنانيين وتستحضر الحكمة والحرص على حماية البلاد وحفظ مصالحها الوطنيّة السياديّة والسياسيّة والعامة”.
وقف الحوافز
على صعيد آخر، وعشية جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم لبحث الاوضاع الحياتية والمصرفية، واذ تظاهر العسكريون المتقاعدون عند ابواب المرافق الرسمية امس، على وقع اضراب عام أجرى ميقاتي اتصالا بوزير المال يوسف خليل وطلب منه وقف دفع الحوافز الاضافية التي تم تخصيصها لبعض موظفي الادارة العامة دون سواهم، على أن يستكمل البحث في هذا الملف برمته في جلسة مجلس الوزراء غدا من خارج جدول الاعمال.
***************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
نتنياهو يهدد بعمل عسكري ضد جنوب لبنان في حال فشل الحلول السياسية
«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» يقصف كريات شمونة… وإسرائيل تلاحق عناصره إلى عمق النبطية
جددت إسرائيل قصف مدينة النبطية، حيث نفذت طائراتها غارتين على منزلين في بلدة كفرمان الملاصقة للمدينة، أسفرتا عن مقتل عنصرين للحزب كانا في شقة سكنية، في مقابل تصعيد «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» لوتيرة القصف وعمقه لجهة قصف أهداف في كريات شمونة، وسط تهديد إسرائيلي جديد بإعادة السكان إلى الجليل «بالطريقة العسكرية» في حال فشلت المفاوضات الدبلوماسية.
وقال رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، خلال لقاء مع قوات عسكرية في جبل الشيخ في هضبة الجولان المحتلة: «لدينا غاية بسيطة في الشمال وهي إعادة السكان. ومن أجل إعادة السكان علينا أن نعيد الشعور بالأمن، ومن أجل إعادة الشعور بالأمن علينا إعادة الأمن، وهذا سيتحقق ولن نتوقف عن ذلك». وتابع: «سنحقق هذا الأمر بإحدى طريقتين: بالطريقة العسكرية، إذا اضطررنا؛ وبالطريقة السياسية، إذا أمكن. لكن في جميع الأحوال على ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه أن يدرك أننا سنعيد الأمن. وآمل أن يتم استيعاب هذه الرسالة هناك».
ويأتي التهديد على إيقاع تصعيد إسرائيلي إضافي في العمق اللبناني، تمثل الخميس في قصف إسرائيلي استهدف بلدة كفرمان الملاصقة لمدينة النبطية، ما أسفر عن سقوط قتيلين وثلاثة جرحى على الأقل. وقالت وسائل إعلام لبنانية إن الطائرات الإسرائيلية نفذت غارتين على منزل على أوتوستراد كفرمان، وتم استهداف شقة قيد الإنشاء في بناء بالطابق الأخير، وشقة في الطابق الأول للبناء، وذلك بصواريخ ذكية. وذكر إعلام محلي أن القتيلين هما عنصران في «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه».
وجاء القصف على كفرمان بعد الظهر، بعد إطلاق صواريخ باتجاه كريات شمونة، حيث تحدث الإعلام الإسرائيلي عن صاروخ موجّه أو طائرة انتحارية أصابت مبنى داخل قاعدة عسكرية تابعة للجيش «الإسرائيلي» في كريات شمونة.
ولاحقاً، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن صواريخ من لبنان أصابت منزلين في كريات شمونة، كما تحدثت أيضاً عن أضرار جسيمة لحقت بمنزل في مستوطنة كفار يوفال عند الحدود مع لبنان، أصيب بصاروخ موجه من الأراضي اللبنانية. وتلت تلك الضربات غارات إسرائيلية أدت إلى تدمير منازل في الخيام وكفركلا ومارون الراس، فضلاً عن تدمير 3 منازل في بليدا في العمق اللبناني.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، مهاجمة أهداف لـ«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، والردّ على مصدر إطلاق النار صوب كريات شمونة. وقال في بيان إن طائراته قصفت مبنى عسكريا لـ«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» في منطقة مارون الراس، وبنى تحتية للتنظيم في منطقتي كفركلا والخيام. كما أطلقت دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي النار في منطقة الجبين. وأضاف أنه «في الساعات الأخيرة، تم رصد عمليات إطلاق نار من الأراضي اللبنانية باتجاه الأراضي الإسرائيلية في منطقتي كريات شمونة و(كفار يوفال)، وهاجم الجيش الإسرائيلي مصادر إطلاق النار».
#عاجل طائرات مقاتلة أغارت قبل قليل على مبنى عسكري تابع لمنظمة ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه الإرهابية في منطقة مارون الراس وعلى بنى تحتية إرهابية تابعة للمنظمة في منطقتيْ كفركلا والخيام. كما وأطلقت دبابة تابعة لجيش الدفاع النار في منطقة الجبين.خلال الساعات الأخيرة تم رصد عمليات إطلاق قذائف صاروخية
وكان «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» أعلن في بيان أن مقاتليه استهدفوا «مبنى يتموضع فيه جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة (كفار يوفال) بالأسلحة المناسبة، وأصابوه إصابة مباشرة؛ رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى والمنازل المدنية». كما أعلن استهداف مقرّ قيادة اللواء الشرقي 769 في ثكنة كريات شمونة بالأسلحة المناسبة، فضلاً عن استهدافات أخرى في مزارع شبعا.
تشييع طفلة
في غضون ذلك، أقام «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» و«حركة أمل» تشييعاً مشتركاً لامرأة وطفلة تبلغ من العمر 6 سنوات قتلتا يوم الأربعاء بغارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في بلدة مجدل زون.
وقال رئيس الهيئة التنفيذية في «حركة أمل» مصطفى الفوعاني: «إننا ندافع عن أرضنا وعرضنا وكرامة لبنان كل لبنان، ندافع عن السيادة ونحميها»، مضيفاً: «اليوم نحن بأمسّ الحاجة إلى الوحدة الوطنية وننظر إلى المواقع على مستوى الدولة على أنها وسيلة وليست هدفا، لأن الهدف هو كيفية الحفاظ على الوطن وصونه»، ودعا إلى «التقاط لحظة التحدي التي نعيشها اليوم من أجل البحث عن مخارج لأزمتنا السياسية»، موضحاً أن «المخرج واضح، وهو أن يلتقي كل الفرقاء مع بعضهم البعض على قاعدة التفاهم وتوسيع المشترك فيما بيننا من أجل الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية يقود مفتاح العودة إلى انتظام عمل كل المؤسسات الدستورية، وفي مقدمها تشكيل حكومة جديدة».
*******************************
افتتاحية صحيفة البناء
جولة مفاوضات تبدأ اليوم في باريس ومعلومات عن احتمال التوصل الى اتفاق / اليمن يستهدف السفن العسكرية الأميركية بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة / المقاومة تضرب معسكرات إسرائيلية في الجليل والجولان بصواريخ ثقيلة دقيقة
عملية بطولية نوعية توقع قتلى وجرحى على حاجز للاحتلال شرقي القدس
يكتمل اليوم عقد الواصلين للمشاركة في اجتماع باريس الثاني للبحث في مسودة اتفاق لتبادل الأسرى بين حركة حماس وجيش الاحتلال، مع وصول الوفود المشاركة بعدما وصل مدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز ورئيس جهاز الموساد ديفيد بارنيا، وتوقع وصول رئيس حكومة قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل اليوم، بعد تهديدات إسرائيلية ببدء معركة رفح، ردّت عليها حماس بالتهديد بتعليق التفاوض ما لم تصل المساعدات الإنسانية الى شمال قطاع غزة، ما أجبر حكومة الاحتلال على الاستجابة، وأعاد فتح طريق التفاوض. وكانت الجولة السابقة في باريس قد اقترحت صيغة تبادل وهدنة تتحول لاحقاً الى وقف لإطلاق النار لم يلبث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن تراجع عنها بعد إضافة حركة حماس عليها تعديلات طالت عدداً من بنودها، لكنها قبلت إطار الاتفاق الذي قامت عليه. وبينما كان التفاوض حول معادلة التبادل بين الأسرى الفلسطينيين والأسرى الإسرائيليين يشكل العقدة الرئيسية في التفاوض، كانت ورقة باريس تتحدث عن عشرين أسيراً فلسطينياً مقابل كل أسير إسرائيلي على أن يكون بين المفرج عنهم عدد من أصحاب المحكوميات العالية الرموز الفلسطينية في الأسر، مقابل طلب حركة حماس لمعادلة الكل مقابل الكل مع عدم الممانعة بتوزيعها على مراحل بالنسبة والتناسب، بما يتضمن توزيع أصحاب المحكومات العالية والرموز بالنسبة ذاتها. وتتوقع مصادر متابعة لجولة باريس الحالية بتفاؤل عبر عنه عضو مجلس الحرب في كيان الاحتلال بني غانتس ووزارة الخارجية الأميركية بالحديث عن فرص تدعو للتفاؤل بالتوصل الى اتفاق. ورفضت مصادر المقاومة التعليق بانتظار ما سوف يصلها من مقترحات، مؤكدة أنها لن تساوم على معادلة التبادل من جهة وربط التبادل بصيغة واضحة لإعلان وقف نهائي للحرب من جهة موازية.
بانتظار ما يشهده مسار التفاوض تواصلت عمليات المقاومة في غزة بإلحاق المزيد من الخسائر بجيش الاحتلال، مع إشارات على تململ في صفوف النازحين في رفح توحي باحتمال بدء التسرّب الى الأراضي المصرية ما لم تدخل كميات كافية من المساعدات يومياً، بينما على جبهة اليمن تصاعد نوعي في عمليات أنصار الله لم تنجح الضربات الأميركية بإيقافه، رغم الغارات المتواصلة، حيث نجح أنصار الله باستهداف سفن حربية أميركية بالصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة، كما أعلن الناطق العسكري اليمني العميد يحيى سريع.
على جبهة لبنان، سجلت المقاومة عدداً من العمليات النوعية التي تجاوزت الخط التقليدي للجبهة، حيث استهدفت صواريخ ثقيلة عالية الدقة عمق المناطق المحتلة في جبهة الجولان وعمق الجليل، قالت مصادر إعلامية في كيان الاحتلال إن بعضها استهدف معسكرات تدريب وحدات النخبة من الكتائب التي تمّ سحبها من غزة لإعادة تأهيلها، بينما كان ضمن أهداف عمليات المقاومة باعتراف وسائل الإعلام الإسرائيلية منشآت اقتصادية وتجمّعات عسكرية واستيطانية.
وحافظت الجبهة الجنوبيّة على سخونتها وعلى وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين في القرى الآمنة، متجاوزة مرة جديدة قواعد الاشتباك الجغرافية باستهداف بلدة كفرمان في محافظة النبطية ما أدى الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى. كما استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي تلة الحمامص جنوب لبنان. واستهدفت غارة إسرائيلية بلدة بليدا. كما شنّ الطيران الإسرائيلي غارة على منزل في الخيام. واستهدفت قذائف إسرائيلية بلدة شيحين.
في المقابل ردّ حزب الله على العدوان الإسرائيلي الجديد بـ»استهداف ثكنة كيلع بعشرات صواريخ الكاتيوشا وأصابها إصابة مباشرة». كذلك أعلن الحزب، في بيان آخر، أنه دكّ ثكنة يوآف بصواريخ الكاتيوشا، وقصف مقر قيادة اللواء الشرقي 769 في ثكنة كريات شمونة وموقع رويسات العلم في مزارع شبعا المحتلة بالأسلحة الصاروخية و»موقع السمّاقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابة مباشرة».
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أشارت الى إصابة منزل في «كفار يوفال» في الشمال بصاروخ مضاد للدروع أطلق من لبنان، كما أصاب صاروخ آخر مضاد للدروع أطلق من لبنان منزلاً في «كريات شمونة» من دون انطلاق صفارات الإنذار.
وزفت المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد هشام حسين عبدالله «أبو زينب» مواليد عام 1987 من بلدة الخيام في جنوب لبنان، والشهيد المجاهد حسن محمود صالح «جعفر» مواليد عام 1973 من بلدة عدشيت في جنوب لبنان، على طريق القدس».
وفي محاولة يائسة لتطمين مستوطني الشمال المهجّرين للعودة إليها، زعم رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أننا «سنعيد الأمن إلى الشمال بكل الطرق وعلى حزب الله أن يدرك ذلك».
ونقلت مصادر «البناء» تحذيرات دبلوماسية لمسؤولين لبنانيين بأن «إسرائيل» قد توسّع عدوانها على لبنان خلال الأسبوعين المقبلين لاستفزاز حزب الله لاستدراجه الى حرب واسعة تكون المخرج للحكومة الإسرائيلية لإنهاء الحرب على جبهتي لبنان وغزة عبر قرار في مجلس الأمن الدولي يضمن الأمن الإسرائيلي من جنوب لبنان وغلاف غزة.
وأشار خبراء عسكريون لـ»البناء» الى أن الضربات الإسرائيلية على الجنوب وإن كان مؤلمة وتصيب بعضها المدنيين، لكن الإسرائيلي يتحاشى قدر الإمكان استهداف المدنيين ولا يجرؤ على ارتكاب مجازر كالتي يقوم بها في غزة أو تلك التي شهدها الجنوب في عدوان تموز 2006، بل يقيس ضرباته بشكل لا يدفع حزب الله لردات فعل تجر الى حرب واسعة مع لبنان، لذلك يحاول جيش الاحتلال الإيحاء من هذه الضربات أنه استعاد زمام المبادرة وأنه يتحكم بقواعد الاشتباك وأنه المبادر بالهجوم وأنه لا يزال يملك قدرة الردع لإرسال تطمينات وهمية وإعلامية لمستوطني الشمال المهجرين للعودة الى مستوطناتهم وأنه يسعى لتوفير الضمانات الأمنية لهم من خلال ردع حزب الله وإبعاده عن الحدود مسافة معينة من خلال تدمير المنازل في القرى الحدودية على مسافة 7 كلم»، لكن ذلك وفق الخبراء لا يحقق الأهداف الإسرائيلية لأن منطقة تحرك حزب الله للقيام بعملياته العسكرية ليست من المنازل في القرى الحدودية ولا بالقرب منها، بل بمساحات مفتوحة وغير محدّدة، إذ يمكن للحزب إطلاق الصواريخ من مسافة قريبة أو متوسطة أو حتى بعيدة نسبياً وتصيب أهدافها بدقة، وبالتالي لا يمكن إبعاد حزب الله على الحدود، أي أن الحرب الجوية الإسرائيلية عاجزة عن ردع حزب الله ودفعه لوقف الجبهة، وبطبيعة الحال العملية البرية مستحيلة في ظل انشغال الجيش الإسرائيلي بحرب غزة، وإن حصلت العملية البرية فلن تغير في واقع المعادلات شيئاً ولن تحقق الأهداف بل ستلحق هزيمة جديدة وكبرى وحاسمة في «إسرائيل» ككيان وليس فقط كجيش».
لكن الخبراء يحذرون من حزام أمني يسعى جيش الإحتلال لفرضه على لبنان كأمر واقع من خلال تدمير المنازل والبنية التحتية في القرى الحدودية.
ولفتت مصادر مطلعة على الوضع الميداني لـ»لبناء» الى أن المقاومة تردّ على العدوان الإسرائيلي على المدنيين بنوعين من العمليات العسكرية: الأولى عمليات أمنيّة نوعيّة ومعقدة مثل استهداف مراكز عسكرية وأمنية إسرائيلية حساسة واستراتيجية على عمق عشرات الكيلومترات وبصواريخ دقيقة، والثاني استهداف مستوطنات إسرائيلية بعشرات الصواريخ من الكاتيوشا وتلحق خسائر بشرية ومادية فادحة بالمستوطنين»، مشددة على أن المقاومة قادرة على حماية معادلة الردع على الحدود ولجم العدو وإلزامه التقيد بقواعد الاشتباك ولو أنه حاول خرقها وفرض قواعد ومعادلات جديدة. كاشفة بأن المقاومة لم تستخدم سوى نسبة ضئيلة من قدراتها العسكرية والبشرية والصاروخية والتكنولوجية.
وحيّت كتلة الوفاء للمقاومة، عقب اجتماعها الدوري، «موقف التضامن الشعبي في لبنان والأداء الرسمي تجاه الاعتداءات والتهديدات الصهيونية لأمن لبنان وسيادته»، معتبرةّ أن «المواقف التي يعلنها سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله، تعكس تطلعات واستعدادات معظم اللبنانيين وتستحضر الحكمة والحرص على حماية البلاد وحفظ مصالحها الوطنيّة السياديّة والسياسيّة والعامة».
ولفتت الكتلة الى أنّ «إطالة أمد العدوان من شأنها أن تزيد من مخاطر التوتر واتساعه، وتهدّد الاستقرار الإقليمي وأن النقض الأميركي لأي قرار يدعو لوقف نهائي لإطلاق النار يؤجج هذه المخاطر والتهديدات.. كما أنّ الهدنة المؤقتة تغري العدوّ بالمماطلة والابتزاز ثم استئناف العدوان واستكمال مخطط الإبادة».
وشدّدت الكتلة على أنّ «الإدارة الأميركيّة تتحمل المسؤولية الكاملة عن تمادي الصهاينة في ارتكاب جرائم الإبادة ومواصلة اعتداءاتهم ضدّ غزّة وأهلها ومحاصرتهم وتجويعهم وتدمير معالم الحياة في بلادهم»، معتبرة «أنّ وقف العدوان بشكلٍ تام ونهائيّ ورفع الحصار كليًّا عن غزّة وانسحاب القوات الصهيونية إلى خارج القطاع، كل ذلك يُشكّل المدخل الطبيعي لتبادل الأسرى والمعتقلين ولحفظ وتثبيت حقّ الشعب الفلسطيني في استئناف حياته وإعادة إعمار ما تهدّم وهو حقٌّ يجب أن تصونه الأمم المتحدة وتدين منتهكيه».
وشيّعت بلدة مجدل زون بموكب شعبي حاشد الشهيدتين خديجة سلمان والطفلة أمل الدر، بحضور ممثلين عن قيادة حركة أمل وحزب الله ولفيف من العلماء ورجال الدين وفعاليات سياسية ودينية وبلدية واختيارية واجتماعية وأهالي البلدة والقرى المجاورة. وشدّد النائب علي خريس على «أننا سنكون على أتم الاستعداد لمواجهة أي عدوان إسرائيلي تجاه لبنان والجنوب والأراضي المقدسة».
واستقبل رئيس الحكومة قائد قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» الجنرال أرولدو لازارو وعرض معه الوضع في الجنوب والتعاون القائم بين الجيش وقوات «اليونيفيل».
وبعد مغادرة وفد الكونغرس الأميركي الذي ركز محادثاته مع المسؤولين على الوضع الجنوبي وفي شكل خاص كيفية مساعدة الجيش ومسار صرف المساعدات الأميركية الممنوحة له، وفيما عدل السفير ديفيد هيل عن زيارة لبنان، مكتفياً بالمشاركة عبر تقنية زوم في ندوة حول كتابه «الدبلوماسية الأميركية تجاه لبنان 1943- 2023» الاحد المقبل شهدت الساحة حركة دبلوماسية فرنسية – مصرية لإطلاع المسؤولين على أجواء مداولات الخماسي الدولي.
واستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سفير فرنسا هيرفيه ماغرو وعرض معه الوضع في جنوب لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا. أيضاً، زار السفير المصري لدى لبنان السفير علاء موسى، البطريرك الراعي، وتناول اللقاء الأوضاع والاستحقاقات الدستورية في لبنان. وأطلع السفير المصري البطريرك الراعي على جهود مصر واللجنة الخماسية لإنهاء الفراغ الرئاسي والمشاورات الجارية مع مختلف الأفرقاء في لبنان بهذا الصدد. وقال «لا يمكن بقاء دولة بحجم لبنان من دون رئيس في ظل ما يحصل في المنطقة». كما استقبل الراعي السفيرة الأميركية ليزا جونسون.
وعشية جلسة مجلس الوزراء المقرّرة اليوم لبحث الأوضاع الحياتية والمصرفية، تظاهر العسكريون المتقاعدون عند أبواب المرافق الرسمية، على وقع إضراب عام في أكثر من مؤسسة وإدارة رسمية لا سيما موظفو الوكالة الوطنية للإعلام التي احتجبت أمس.
وأجرى ميقاتي اتصالاً بوزير المال يوسف خليل وطلب منه وقف دفع الحوافز الإضافية التي تم تخصيصها لبعض موظفي الإدارة العامة دون سواهم، على أن يستكمل البحث في هذا الملف برمّته في جلسة مجلس الوزراء اليوم من خارج جدول الأعمال.
نسخ الرابط :