موقفهم التضامني مع غزة من تداعيات جيوسياسية، وإلى ما يمثلونه في محور المقاومة شمالا حيث القوس الشرق الأوسطي الآخر المهم في حرب الجيوبوليتيك.
وبالتالي فإن استهداف اليمن وأنصار الله استهداف مركب، في خدمة الكيان الصهيوني من جهة، ولا سيما بالتقاطع مع جلسات محكمة العدل الدولية، ومن جهة ثانية في سياق التموضع السياسي لأنصار الله في محور المقاومة المتقاطع موضوعيا وسياسيا مع القوى الدولية والإقليمية الصاعدة، روسيا والصين وقوى البريكس.
وليس بلا معنى أن الاستهداف المذكور استهداف دونه تاريخ قريب على مدار السنوات الأخيرة وعبر أدوات إقليمية ومحلية معروفة، ولم تفعل العملية البطولية الشجاعة للمقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر وما أعقبها من عدوان صهيوني همجي مدعوم من التحالف الأنجلوسكسوني، إلا تأكيد الدلالات الاستراتيجية لأهمية باب المندب والإمساك به من قبل أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية.
عدوان بلا آفاق
كما أفغانستان، وبالنظر إلى وعورة الجغرافيا الطبيعية والسياسية والاقتصادية اليمنية، فمن الصعب أمريكيا تحويل اليمن إلى بنك أهداف مفتوح وسهل قابل للاستثمار والضغط والترجمة السياسية، وهو الأمر الذي صار جزءا من تاريخ اليمن والصراع عليه وحوله، مما جعل هذه البلاد عصية المنال على كل الغزاة مهما استخدموا من تكنولوجيا متقدمة في كل مرة.
والأهم أن اليمن اليوم في اصطفافه السياسي لم يعد وحيدا في مواجهة الابتزازات والتهديدات الأطلسية ولا يعيش لحظة تعثر وتهديد شبيهة بتلك التي عاشتها قوى سابقة ودفعت ثمنها مثل العراق ويوغوسلافيا بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، ومثل ليبيا عشية ربيع الفوضى الأمريكي.
وثمة ما يقال عن رصيد شعبي كبير لأنصار الله وقادتهم على مستوى الأمة كلها بعد قراراتهم الشجاعة إلى جانب الشعب الفلسطيني بتعطيل الملاحة أمام سفن العدو الصهيوني وما في حكمها.
وهو رصيد لم يكن متوفرا قبل هذه القرارات في ضوء تداعيات ومناخات الاحتقان المذهبي التي رعتها وغذتها أقلام الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والعثمانية الجديدة طيلة سنوات العشرية السوداء، فقد أظهرت الاستطلاعات الأخيرة أن قادة أنصار الله يتصدرون المشهد الشعبي على مستوى الأمة إلى جانب العناوين الوطنية الأخرى.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :