افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاربعاء 20 كانون الثاني 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاربعاء 20 كانون الثاني 2021

 

Telegram

 الأخبار:

 

سويسرا تؤكّد: ندقّق في اختلاسات في مصرف لبنان

 

 

 المدّعي العام في سويسرا أكّد، أمس، طلبه مساعدة قانونية من السلطات اللبنانية للتحقيق في الاشتباه بقيام مصرف لبنان بعمليات غسل أموال واختلاس. الطابة حالياً في ملعب السلطات اللبنانية، السياسية والقضائية وهيئة التحقيق الخاصة، التي عليها أن تحسم إن كانت سترفع الغطاء عن الحاكم رياض سلامة، أو تستمر في توفير الحماية له
حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وشقيقه رجا سلامة، ومُساعدته ماريان الحويّك، "مُشتبه بهم" من قبل السلطات السويسرية، بالقيام بحوالات مصرفية يصل مجموعها إلى نحو 400 مليون دولار. المعلومة نشرتها "الأخبار" أول من أمس، وأكّدها المدّعي العام في سويسرا في بيانٍ أصدره أمس. إذ كشف مكتب المدعي العام أنّه "طلب مساعدة قانونية من السلطات اللبنانية لإجراء تحقيق بعد الاشتباه في قيام مصرف لبنان بعمليات غسل أموال واختلاس". وبحسب البيان، فإنّ التحقيق انطلق عقب "تقارير إعلامية حول التحويلات المالية"، رافضاً الكشف عن تفاصيل إضافية. ونقلت وكالة "أ ب" أنّ التحقيق السويسري بدأ أيضاً "بطلب من الحكومة اللبنانية التي تبحث في خروج مليارات الدولارات من لبنان في الفترة التي تلت منع المصارف التحويلات المالية إلى الخارج". التحقيق السويسري لن يتوقّف عند حدود المصرف المركزي، بل سيتعدّاه إلى المؤسسات التابعة له، كبنك التمويل وشركة طيران الشرق الأوسط وبنك إنترا وكازينو لبنان.


وقبل أن تؤكّد السلطات السويسرية معلومات "الأخبار"، كان رياض سلامة قد أدار صباح أمس جوقة المُدافعين عنه (المُنتفعين منه) لبنانياً، من قنوات إعلامية وفي مقدّمها الـ"أم تي في" وعدد من المواقع الإلكترونية، مُسوّقاً لوجود "مؤامرة" تُحاك ضدّه، في محاولة لتفريغ الخبر من أهميته. لكنّ النفي أتى بطريقة "ماكرة"، فلم يذكر الحاكم أو "الكومبارس" المُرتبط به طلب سويسرا التحقيق قضائياً في عمليات "المركزي"، بل تجاهله مُصوّباً على أنّه لم يقم (ولا شقيقه ولا مساعدته) بتحويلات مالية إلى الخارج. ورغم أنّ وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال، ماري كلود نجم، كانت قد كشفت أمس لوكالة "رويترز" أنّها "تسلّمت طلب تعاون قضائي موجّهاً من السلطات القضائية في سويسرا، وسلّمت الطلب إلى النائب العام التمييزي لإجراء المقتضى"، أصرّت قناة المرّ على تلميع صورة سلامة، ناقلةً عن "مصادر مالية" أنّ "لعبة مكشوفة خاضتها جريدة الأخبار وتم توريط وزيرة العدل فيها، لأنّ مُهندس التسريب كما مُهندس التوريط مع خبر وكالة رويترز هو واحد تُشير إليه أصابع الاتهام بوضوح، وهو نائب حالي وأمني سابق تحوم حوله شبهات مالية كثيرة". وأوحى التقرير بأنّ واحداً من أهداف "استهداف" سلامة هو "محاولة تركيب نظام مصرفي ممانع بديل"، واستخدام هذه الجملة في نهاية التقرير/ البيان لم يأت عن عبث، بل كجزء من "تسويق" سلامة لنفسه لدى "حلفائه" الغربيين بأنّه لا يزال حامي مصالحهم في لبنان، ويجب أن يؤمنوا له الغطاء.


وكان سلامة قد أصدر بياناً باسم وحدة الإعلام والعلاقات العامة في مصرف لبنان، "يُطمئن" فيه إلى أنّ "كلّ الادعاءات عن تحاويل مالية مزعومة قام بها إلى الخارج، سواء باسمه أو باسم شقيقه أو باسم معاونته، إنّما هي فبركات وأخبار كاذبة لا أساس لها وستكون موضع ملاحقة قضائية بحقّ كل من نشرها وينشرها بقصد التمادي في الإساءة". ولم يصدر ليلاً أي موقف عن الحاكم، يوضح فيه ما إذا كان سيشمل في "ملاحقته القضائية"، النيابة العامة السويسرية أيضاً! وأكد البيان التزام سلامة "بالقوانين اللبنانية والدولية المرعيّة الإجراء، وأنه يتعاون مع جميع الحريصين على لبنان ووضعه المالي والمصرفي في الداخل والخارج".


القصة تتفاعل في الساحة الداخلية، من دون أن يظهر بعد التوجّه العام للتعامل مع القضية. من جهته، الرئيس ميشال عون وفريقه السياسي، كما رئيس الحكومة المستقيلة حسّان دياب، "مُرتاحون" إلى مسار الأمور وطلب التحقيق السويسري، بعدما فشلت كلّ محاولاتهم في "ضبط" سلامة وإجراءاته وقراراته. في حين أنّ الفريق السياسي الراعي لسلامة، يبحث عن طريقة لـ"فكّ الحبل" عنه، وستظهر نتيجة جهودهم في المسار القضائي. فبعدما وصلت المراسلة القضائية السويسرية إلى النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، من المفترض أن يُحوّلها إلى هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان، كونها قضية اختلاس وتبييض أموال (44/2015، قانون مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب). وهنا مكمن الخطر من تمييع القضية. فرئيس الهيئة ليس إلا سلامة نفسه، لكنّه في 26 تشرين الثاني 2020، فوّض نائبه الأول وسيم منصوري ترؤس اجتماعات الهيئة بشكل دائم عنه ("الأخبار"، عدد 17 كانون الأول 2020). الصلاحيات الواسعة التي منحها سلامة لوسيم منصوري أتت تلبيةً لمطالب الجهات التي تتبادل الحماية مع سلامة. فهل سيتعاون منصوري مع القضاء؟


عنوان المرحلة المقبلة سيكون زيادة الضغوط... والعقوبات، التي باتت دول أوروبية حاملة رايتها، وتحديداً فرنسا وبريطانيا. ملفّ العقوبات سيأتي بذريعة "مكافحة الفساد"، ولن يكون محصوراً بعقوبات وزارة الخزانة الأميركية و"محاربة الإرهاب".


نجم الحاكم يأفل في الإعلام الغربي
سطوة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لا تنحصر في وسائل الإعلام اللبنانية، فهو كان أيضاً، لسنوات طويلة، "نجماً" في وسائل الإعلام الغربية، كجزء من الدعم الذي كانت توفّره الحكومات الغربية له، على اعتبار أنّه "وديعتها" النقدية الأهم في البلد. منذ أشهر، بدأ يُلاحظ تبدّل في تغطية أخبار "الحاكم"، كالتقريرين اللذين نُشرا في "لو موند" الفرنسية و"وول ستريت جورنال" الأميركية التي تحدّثت عن احتمال فرض عقوبات أميركية على سلامة. استُكمل الأمر بالتغطية أمس، فكان عنوان "تحقيق سويسري في مصرف لبنان المركزي" مشتركاً في أبرز الصحف الأجنبية. وكتبت "بلومبرغ" تقريراً تحدّثت فيه عن فتح المدعي العام السويسري "تحقيقاً في غسل أموال مرتبط بشبهة اختلاس قام بها المصرف المركزي اللبناني، وهي المؤسسة التي تقع في صلب أسوأ أزمة مالية تمرّ على البلاد منذ عقود".


من جهتهما، نقلت وكالتا "أسوشييتد برس" و"رويترز" البيان الصادر عن مكتب المدعي العام السويسري، بالإضافة إلى بيان سلامة الذي نفى فيه الخبر.


أما "فايننشال تايمز"، فاعتبرت أنّ التحقيق القضائي السويسري يأتي "بعد فترة طويلة من التدقيق في عمل سلامة، الذي أُشيد سابقاً بفطنته المالية، واستقرار الأوضاع المالية في البلد لا سيما من خلال ربط الليرة بالدولار ما خفّض من تكلفة الواردات، فيما يتعرّض اليوم للانتقادات بسبب طريقة إدارته للبنك المركزي". وسرد التقرير القيود المصرفية خلال السنة المنصرمة، وكيف تحوّلت أوضاع الناس المعيشية، ونقل عن "مسؤول في السرايا الحكومية" أنّ حسّان دياب "علم بالتحقيق السويسري أمس من وزيرة العدل". وذكّر بأنّ لبنان بحاجة إلى المساعدة المالية، "لكنّ المانحين، بمن فيهم فرنسا، يريدون أولا التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان".
 

*********************************************************************

 الديار:

دياب يتصدر الوسطاء لحل الأزمة الحكومية: "خلصوني من هالحمل" ! "القوات" يقود عملية توحيد صفوف المعارضة: الرصاصة الأولى "كتائبية" وزير الصحة يتحرك قضائيا ضد المستشفيات وتوجه لتمديد الاقفال العام على دفعتين

 

بعدما كانت الأنظار تتجه الى وساطات يفترض أن يقودها مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم و"الثنائي الشيعي" لتقريب وجهات النظر بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، فاجأ رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الجميع بتصدره المشهد يوم أمس من خلال حركة ناشطة قادها على خط بيت الوسط ـ عين التينة ـ قصر بعبدا. وبالرغم من انه لم يحقق اي خرق يذكر في جدار الأزمة، كما تؤكد كل المعطيات، الا انه ينوي ان يستكمل وساطته من منطلق انه بات "مستقتلا" على تسليم كرة النار للحريري خاصة مع وصول الأوضاع وعلى المستويات كافة الى مرحلة الانهيار التام، وبخاصة صحيا واقتصاديا واجتماعيا. وتقول معلومات "الديار" ان "العنوان الاساسي الذي حرّك دياب هو "خلصوني من هالحمل" لعلمه بأن التاريخ سيحمله مسؤوليات هو بغنى عنها خاصة وان حكومته تصرّف الاعمال وليست حكومة فاعلة وبالتالي فان كل جهد يبذله يبقى في اطار تأخير الارتطام لعدم قدرته على قيادة الانقاذ". الا ان ما يجعل اي مسعى يقوم به دياب لتقريب وجهات النظر بين عون والحريري مصيره المرجح الفشل، هو انه لا يمون أصلا على اي من الرجلين، فقد ظل حتى الامس القريب خصما لرئيس "المستقبل" الذي لم يتحرك باتجاهه الا مؤخرا بعد استدعائه من قبل المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ وتخوف الحريري من ان يكون الموس سيصل الى ذقنه من بعده. اضف ان علاقة دياب بعون تدهورت الى حد الانقطـاع بعد استقالة الحكومة لاعتبار دياب ان رئيس الجمهورية لم يقف معه وتركه كما حزب الله في منتصف الطريق.


وكان دياب بدأ جولته بالامس بلقاء الحريري قبل ان ينتقل للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري ومن ثم رئيس الجمهورية. وقال رئيس حكومة تصريف الاعمال من بعبدا انه لمس كل الاستعداد لدى الرئيس عون لإعادة تفعيل عملية التشكيل، كما لدى الرئيسين الحريري وبري، متحدثا عن "لقاء قريب إن شاء الله بين الرئيس عون والرئيس الحريري في الوقت الذي يجدانه مناسباً لمتابعة هذا الموضوع والوصول الى الحل المناسب لولادة الحكومة في اسرع وقت ممكن". وأشارت مصادر بعبدا في حديث لـ"الديار" الى ان اللقاء بين عون ودياب يأتي باطار التحرك الذي يقوم به رئيس حكومة تصريف الأعمال بهدف تفعيل عملية تشكيل الحكومة، لافتة الى انه "عرض لرئيس الجمهورية اجواء زيارته للرئيسين بري والحريري وبعض الافكار التي كوّنها من الزيارتين"، نافية ان يكون قد حصل اي خرق في جدار عملية التشكيل.


وبالرغم من الايجابية التي عبّر عنها الحريري بالأمس وقوله بعد لقاء دياب انه بحث معه في ضرورة تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن وقوله أنه أبدى كل انفتاح للتشكيل، شددت مصادر قيادية في "المستقبل" ان المياه الراكدة لا يمكن ان تتحرك الا باتصال عون بالحريري بعد وصوله الى قناعة بوجوب السير بتوجه رئيس "المستقبل" الحكومي والذي تعبر عنه بموضوع التشكيلة التي حملها الى قصر بعبدا قبل عطلة الاعياد. واضافت المصادر لـ"الديار": "أما ما عدا ذلك فيعني استمرار المراوحة القاتلة".


وعلى الخط الحكومي ايضا، لفتت يوم أمس تغريدة المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش على حسابه عبر "تويتر"، اذ سأل: "هل ستحرك الإدارة الجديدة في واشنطن الأطراف أخيراً لتشكيل حكومة جديدة برئاسة الرئيس سعد الحريري؟" ونبّه الى ان "الحكومة الجديدة لا تعني تلقائياً نهاية الأزمة، لكن لا توجد حكومة تساهم فقط في تعميق الانهيار ومعاناة الشعب".


في هذا الوقت، كثّف حزب "القوات اللبنانية" جهوده لتوحيد صفوف المعارضة. وقالت مصادره لـ"الديار" انه "منذ شهر تقريبا ينكب الحزب على التشاور بخصوص هذا المسعى خاصة بعدما تعددت العناوين المطروحة بين انتخابات نيابية مبكرة وانتخابات رئاسية مبكرة ومؤتمر تأسيسي وتغيير النظام، ما يستدعي اعتماد عنوان واحد بعد توحيد الصفوف". واضافت المصادر انه منذ نحو اسبوع بدأ التواصل مع مختلف الفرقاء لتوحيد المعارضة من خلال توحيد الصفوف والعنوان كي نتحول قوة ضغط حقيقية قادرة على اخراج البلد مما هو فيه ودفع الامور قدما باتجاه التغيير المنشود. لكن للاسف تفاجأنا برد "الكتائب" وبالهجوم غير المبرر الذي شنه النائب المستقيل سامي الجميل علينا. وكان الجميل شن خلال حديث تلفزيوني هجوما لاذعا على "القوات" معتبرا انها "تُغيّر مواقفها وفق مصلحتها ووفق حساباتها، فعندما راهنت القوات على العهد كان باسيل صالحًا واليوم حصل العكس، بالنسبة لي هناك مشكلة ثقة والتي يُسبّبها الأداء".


صحيا، وفيما وصل عداد "كورونا" التحليق فسجلت وزارة الصحة يوم امس اصابة 4359 شخصا ووفاة 61، أكدت مصادر مطلعة لـ "الديار" أن التوجه هو لأن يقوم مجلس الدفاع الاعلى الذي دعاه الرئيس عون للانعقاد يوم الخميس بتمديد الاقفال العام مع ترجيح ان يتم على دفعتين، اي ان يكون التمديد اسبوعا اضافيا ومن بعدها اسبوعا جديدا، مع اجماع القطاع الصحي على ان المطلوب اقله اقفال البلد أسبوعين اضافيين بعد الخامس والعشرين من الشهر الجاري.


في هذا الوقت، واصل وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن ضغوطه على المستشفيات الخاصة لزيادة أسرة "كورونا"، فأعلن يوم أمس أنه "تقدم بدعوى أمام النيابة العامة التمييزية بحق مدراء المستشفيات الحكومية التالية: قانا وحاصبيا وقبرشمون وضهر الباشق لتلكؤهم الواضح وتقاعسهم في تجهيز أقسام خاصة بمرضى كورونا ولا سيما أسرة العناية الفائقة، وذلك رغم الإمكانات والمساهمات المالية التي وضعت بتصرفهم من موازنة وزارة الصحة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، والتجهيزات بأحدث المعدات عبر قرض البنك الدولي".


كما برز يوم أمس النداء الذي وجهه الحريري إلى كلّ اللبنانيين بما فيهم الحزبيين والمناصرين في تيار المستقبل إلى "ضرورة التزام المنازل والتوقّف عن كلّ أشكال الاختلاط والأنشطة"، مؤكداً اننا "امام وباء لا يرأف بأحد، كبيرا او صغيرا، غنيا أو فقيرا، متعلما أو أميا، مواطنا أو مقيما ومسلما او مسيحيا". وفي بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، رأى الحريري أن "فوق كل العقد والعراقيل والتجاذبات التي تمنع ولادة الحكومة، تبقى جائحة كورونا مسألة وطنية وأخلاقية وإنسانية لا تحتمل المزايدة والإهمال والتبريرات الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية مهما كانت حدتها".


أما قضائيا، فطفت الى الواجهة الحركة على خط سويسرا- لبنان، اذ أعلن مكتب النائب العام السويسري أنه طلب مساعدة قانونية متبادلة من السلطات اللبنانية فيما يتعلق بتحقيق في غسيل أموال واختلاس محتمل مرتبط بمصرف لبنان المركزي، بحسب ما ذكرت رويترز. وقال مكتب النائب العام في بيان أرسل بالبريد الالكتروني: "يأتي هذا الطلب في إطار تحقيق لمكتب النائب العام بشأن غسيل أموال مشدداً فيما يتصل باختلاس محتمل يلحق الضرر بمصرف لبنان".


من جهتها، أعلنت وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري كلود نجم أنها "تسلّمت طلب تعاون قضائي موجه من السلطات القضائية في سويسرا، وسلّمت الطلب إلى النائب العام التمييزي لإجراء المقتضى".


بالمقابل، أكد حاكم مصرف لبنان أنه "ملتزم كما دائماً بالقوانين اللبنانية والدولية المرعية الإجراء، ويتعاون مع جميع الحريصين على لبنان ووضعه المالي والمصرفي في الداخل والخارج". وطمأن الحاكم إلى أن "كل الإدعاءات عن تحاويل مالية مزعومة قام بها إلى الخارج سواء باسمه أو باسم شقيقه أو باسم معاونته إنما هي فبركات وأخبار كاذبة لا أساس لها وستكون موضع ملاحقة قضائية بحق كل من نشرها وينشرها بقصد التمادي في الإساءة، فاقتضى التوضيح".

******************************************************************

 النهار:

 

الوساطات تتساقط… والاقفال يمدّد 10 أيام

 

هل يكون حظ وساطة إضافية غير محسوبة لرئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب افضل من وساطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي او من المبادرة الفرنسية اللتين قبعتا منتظرتين في النهاية توقيت الساعة الإقليمية الذي فرض إيقاعه على لبنان تحالف معطلي تشكيل الحكومة الجديدة ؟ ولماذا سيعطى الرئيس دياب ما لم يعط سواه، وهو المستعجل مع حكومته المستقيلة التخفف من مواجهة تبعات ومسؤوليات اعتى واخطر الظروف التي يمر بها لبنان تحت وطأة جائحة كورونا أولا، ومن ثم تداعيات الكوارث والانهيارات التي تعاقبت طوال سنة كاملة من عمر هذه الحكومة؟


الواقع ان هذه التساؤلات المحفوفة بالشكوك بدت بديهية عقب قيام الرئيس دياب بتحرك مفاجئ محاولاً كسر الجمود في عملية تشكيل الحكومة الجديدة وتحريك قنوات التواصل بين بيت الوسط وقصر بعبدا مرورا بعين التينة في حين تشير كل المعطيات والوقائع الى استمرار تحكم قرار التعطيل بهذا الاستحقاق. ولكن حركة دياب، ولو وسط التشكيك الواسع في احتمالات نجاحها، لاقت أصداء إيجابية لجهة ان الرجل شاء احياء ذكرى مرور سنة كاملة امس على تأليف حكومته بمبادرة لحض المعنيين على تشكيل الحكومة الجديدة بما يشكل ضغطا معنويا وسياسيا إضافيا لانهاء مرحلة تصريف الاعمال التي لا تقوى اطلاقا على مواجهة مزيد من التداعيات الدراماتيكية للازمات في ظل استفحال كارثة الانتشار الوبائي. ومع ذلك تفيد المعطيات المتوافرة ان المأزق الحكومي لا يزال على حاله وان اللقاءات الديبلوماسية التي عقدها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في الساعات الأخيرة مع عدد من السفراء ابرزهم سفراء فرنسا وروسيا ومصر، واشارة الحريري الى انه سيقوم بمزيد من الزيارات الى الخارج، تعكس مضي الرئيس المكلف في ملء مرحلة انتظار حلحلة موقف العهد بتعبئة ديبلوماسية لدعم لبنان في المجالات الأكثر الحاحا بدءا بما أكده الحريري امس للمرة الأولى من انه يسعى بقوة الى توفير اللقاحات ضد كورونا. اما الازمة الحكومية فستكون من اليوم في خانة الرصد لجهة ما اذا كان تسلم الرئيس الأميركي جو بايدن مهماته سيبدأ بإشاعة انعكاسات مختلفة على ازمات المنطقة ولا سيما منها لبنان الذي تستخدم ايران نفوذها فيه في صراعها مع الولايات المتحدة.


بين بيت الوسط وبعبدا
وكان الرئيس دياب زار فجأة بعد ظهر امس بيت الوسط حيث استقبله الرئيس المكلف. وأوضح دياب بعد اللقاء ان "لبنان بأمسّ الحاجة لوفاق سياسي بين مختلف الجهات " وإذ لفت الى مرور 12 شهراً على تشكيل حكومته اكد ان "هناك توافقا مع الرئيس الحريري على أنّ الأولوية هي لتشكيل الحكومة ومعالجة كلّ الآثار على لبنان وان الرئيس الحريري أبدى انفتاحاً للتشاور مع مختلف الجهات وأحاول القيام بدور إيجابي لإعادة إطلاق عجلة التشكيل". اما الحريري فقال "بحثنا في ضرورة تشكيل الحكومة في أسرع وقت وأبديت كلّ انفتاح للتشكيل وموقفي واضح". ودعا اللبنانيين "الى ان نحافظ على أهلنا وأحبائنا في ظلّ انتشار كورونا والالتزام بالإجراءات وتترتّب على المواطن مسؤوليّة على صعيد مواجهة انتشار كورونا والدّولة مسؤولة أيضاً واعلن انه سيكثف رحلاته "وسأعمل جاهداً لجلب اللقاح الى لبنان في أسرع وقت ممكن".


ومن بيت الوسط، انتقل دياب الى عين التينة حيث اكد ان رئيس مجلس النواب نبيه بري "أبدى كل استعداد للمساعدة وحلّ العقد القليلة المتبقية لتشكيل الحكومة واللقاء كان جيداً ومميزاً وستكون هناك متابعة". واضاف "الأيادي البيضاء كثيرة ونحاول تدوير الزوايا في ما تبقى من عقبات". ثم التقى دياب الرئيس ميشال عون في بعبدا وقال " لمست كل استعداد من فخامته لإعادة تفعيل عملية تأليف الحكومة كما لمست ذلك لدى الرئيس سعد الحريري ودولة الرئيس بري واعتقد انه سيكون هناك لقاء قريب ان شاء الله بين الرئيس عون والرئيس الحريري في الوقت الذي يجدانه مناسبًا لمتابعة هذا الموضوع والوصول الى الحل المناسب لولادة الحكومة بأسرع وقت". واردف "بحسب ما لمست من الجميع ان النقاط الايجابية أكبر من بعض العقد التي لا تزال بحاجة لتدوير زوايا سياسية إنما النية لدى الجميع لمتابعة التشكيل في أسرع وقت ممكن".


في المقابل اعلن "تكتل لبنان القوي" انه "يأمل في أن يكون قد حان الوقت وإكتملت الظروف لتشكيل الحكومة التي طال انتظارها، وجدد الدعوة الى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ‏للخروج من حال المرواحة والتواصل مع رئيس الجمهورية ليشكلا معاً الحكومة الاصلاحية الموعودة وفقاً لثوابت الميثاق وقواعد الدستور".


وفي السياق الحكومي، لفتت تغريدة للمنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش الذي عين مبعوثا للأمم المتحدة الى ليبيا سأل فيها "هل ستحرك الإدارة الجديدة في واشنطن الأطراف أخيراً لتشكيل حكومة جديدة برئاسة الرئيس سعد الحريري؟ " وقال إن "الحكومة الجديدة لا تعني تلقائياً نهاية الأزمة، لكن لا توجد حكومة تساهم فقط في تعميق الانهيار ومعاناة الشعب".


كورونا تستفحل
وسط هذه الأجواء، لم تتبدد الوقائع القاتمة المحيطة باستفحال تداعيات جائحة كورونا وانتشارها مع الارتفاعات المطردة والمقلقة في اعداد المصابين وحالات الوفاة واستشراء المشاكل الهائلة في القطاع الاستشفائي. وفيما قرار الاقفال التام ساري المفعول وسط التزام واسع ملحوظ بمعظم الإجراءات، دعا رئيس الجمهورية المجلس الاعلى للدفاع الى اجتماع استثنائي ظهر غد الخميس في قصر بعبدا. وافادت المعلومات ان المجلس سيناقش توصية خلية كورونا بتمديد الاقفال التام وسط اتجاه الى التمديد الى الأول من شباط المقبل. وسجل التقرير اليومي لوزارة الصحة امس ارتفاعا مقلقا للغاية في عدد حالات الوفيات اذ بلغ 61 وهو الأعلى في يوم واحد منذ وصول الجائحة الى لبنان فيما بلغ عدد الإصابات 4359 إصابة.


ووجه الرئيس الحريري أمس نداء ناشد فيه اللبنانيين الالتزام الصارم باجراءات الحماية وشدد على ان "هناك بالتأكيد مسؤولية على الدولة وواجبها في توفير متطلبات العيش، خصوصا للفقراء وذوي الدخل المحدود والمياومين الذين يطاردون لقمة العيش ويعجزون عن تأمين قوتهم كفاف يومهم. وهناك بالتالي مسؤولية اخلاقية تقع على المقتدرين في كل الطوائف والمناطق والاحزاب والقطاعات الاقتصادية، للتضامن والتعاون على مساعدة المحتاجين ورفع جائحة العوز والجوع عن المواطنين. لكن المسؤولية الكبرى تقع على اللبنانيين والمقيمين مجتمعين، بدءا من بيوتنا وبيئاتنا واحزابنا ومساجدنا وكنائسنا ، مسؤولية الالتزام الصارم لموجبات الوقاية والسلامة والانضباط".

 

*******************************************************************

 اللواء:

 

الكورونا خارج السيطرة.. ودياب يسابق عاصفة الإنهيار الكبير! الحريري لن يعتذر وزيارة بعبدا تنتظر اتصالاً.. وتوجه غداً لتمديد الإقفال حتى منتصف شباط

 

 مبادرة، في سياق "اللهم اشهد اني بلغت" خرج رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب عن صمته، بعد سنة على تأليف حكومته، التي شهدت (أي السنة) أسوأ انهيارات على المستويات كافة، وأردأ معالجات، كانت تفاقم الوضع المشين، يوماً بعد يوم، فانفجر الوضع النقدي، وتفاقم الحصار الذي تسببت بها سياسات، لا ناقة ولا جمل للبنان فيها، تتعلق بالاقليم والصراعات الإقليمية والدولية الكبرى، وبلغت المنظومة الصحية حداً حساساً من بلوغ شفير الهاوية، مع ارتفاع اعداد الإصابات، وارتفاع اعداد الموتى (61 وفاة أمس)، في أرقام مخيفة ومرعبة، فضلاً عن انكشاف البلد على أسوأ حماية سياسية، وضعت في عز احتدام الاختناق على الصعد كافة، اتفاق الطائف امام اختبار التصويب والترهيب: نحكم خلافه أو المؤتمر التأسيسي، ولا بأس ان احترقت روما!


لا مشاحة ان الرئيس المكلف أبلغ من التقاه نفاذ قدرته على التحمل، من زاوية ان حكومة تصريف الأعمال ليس بمقدورها مواجهة العواصف القائمة والقادمة.


أوساط الرئيس المكلف وصفت تحركه في إطار مبادرة تهدف إلى تسريع تشكيل الحكومة..


ولا خلاف في ان النية هي على هذا النحو.. ولكن ماذا وراء الأكمة؟


ونفت مصادر سياسية ان يكون رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب قد حمل اي مبادرة محددة طرحها خلال زياراته لرئيس الحكومة المكلف سعدالحريري والرئيسين بري وعون، ولكنه ابدى استعداده للقيام باي جهد وتحرك انطلاقا من موقعه وعلاقاته الجيدة مع جميع المعنيين بعملية تشكيل الحكومة الجديدة لتذليل العقد وتجاوز الخلافات، عارضا بعض الافكار التي يراها ملائمة لتقريب وجهات النظر بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية بهذا الخصوص. وقالت المصادر ان دياب شدد في لقاءاته مع الرؤساء الثلاثة على اهمية تسريع الخطى لتشكيل الحكومة الجديدة، لافتا الى تراكم الازمات التي تواجهها حكومته والتي تفوق قدرتها على مواجهتها باعتبارها حكومة مستقيلة وتصرف الاعمال بنطاق ضيق، في حين ان ازمة تفشي فيروس كورونا قد فاقمت الوضع وزادت الضغوط على الحكومة المستقيلة اضافة الى تفاعلات الازمات المالية والاقتصادية والمعيشية. واشارت المصادر الى ان الرئيس المكلف عرض بوضوح ما قام به من جهود وتحركات واتصالات بالداخل والخارج معا للاسراع بعملية التشكيل وقدم بخلاصاتها التشكيلة الوزارية لرئيس الجمهورية ميشال عون كما ينص الدستور، وما يزال ينتظر جوابه عليها ولكنه جوبه بحملة ممنهجة للتصعيد السياسي ضده ولاسيما من قبل رئيس الجمهورية وما ساقه ضده من اتهامات خارجة عن المألوف ومؤكدا ان لا جديد عنده عما قام به ولن يتراجع عن طرحه في تشكيل حكومة انقاذ من الاختصاصيين على اساس المبادرة الفرنسية وكذلك لن يعتذر عن تشكيل الحكومة الجديدة..


وجاءت مبادرة دياب في خضم مبادرات اخرى، كتحرك المدير العام للامن العام عباس ابراهيم، وارسال بكركي موفد خاص يرجح ان يكون الوزير السابق سجعان قزي، فقام رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بجولة على الرؤساء الثلاثة، استهلها??من بيت الوسط مرورا بعين التينة وصولاً الى بعبدا، في مبادرة منه لإعادة التواصل بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، لتحقيق التوافق السياسي حول تشكيل الحكومة. واعلن من بعبدا: أنه سيكون هناك لقاء قريب إن شاء الله بين الرئيس عون والرئيس الحريري في الوقت الذي يجدانه مناسبا لمتابعة هذا الموضوع.


واذا كان هناك من وضع زيارة دياب الى بيت الوسط من باب "رد الرجل للحريري" للتضامن معه بعد تسريب شريط الفيديو بعد زيارة الاخير التضامنية له إثر استدعاء المحقق العدلي له في جريمة إنفجار المرفأ، فإن المتابعين تعمقوا اكثر من ذلك وصولاً إلى انه تولدت قناعة لدى جميع الاطراف بأن المماطلة والشروط والتصعيد ستؤدي الى مزيد من الازمات والانهيارات، وانه لا بد من خرق الجدار السميك بمبادرات محددة.عدا عن ان المجتمع الدولي لا يتعامل مع حكومة تصريف اعمال ويريد حكومة جديدة تباشر الاصلاحات الفورية ليمد يد المساعدة والدعم للبنان.


لكن بعض المصادرومنها مصادر بيت الوسط اكدت ان الحكومة تولد بسرعة في حال تنازل الرئيس عون والتيار الوطني الحر عن الثلث الضامن وعن الحقائب الامنية. ولذلك تحركت المساعي على اكثر من مستوى لمعالجة هذه العقدة الاساسية امام التشكيل. اما مصادر بعبدا فقالت ان الرئيس عون ابدى كل استعداد للتجاوب مع مسعى دياب لحلحلة العقد. في حين قالت مصادر رسمية متابعة على خطي بعبدا والسرايا الحكومية لـ"اللواء": ان حركة دياب تتلاقى مع حركة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي يسعى ايضا بصمت من اجل تهيئة الاجواء للقاء مثمر بين الرئيسين بعدما تم تجاوز ما احدثه شريط الفيديو الشهير للحديث بين عون ودياب ، بحيث صار خلفنا كما قال دياب.


وقالت المصادر المتابعة، كذلك هناك مسعى بعيد عن الاضواء يقوم به البطريرك الماورني بشارة الراعي على خط الرئيسين، وذكرت المعلومات ان زيارة موفد الراعي المطران بولس مطر الى الحريري تقع في هذا السياق. لكن في كل الاحوال ليس المهم ان يحصل اللقاء بين عون والحريري فالأهم ما بعد اللقاء، لذلك فالحل بحاجة إلى تهيئة لأن مواقف الطرفين حتى الان على حالها وبحاجة الى ايام لتتضح نتائج المساعي. فيما قرر الحريري مواصلة جولاته الخارجية لتوفير غطاء اقليمي ودولي للبنان قبيل تشكيل الحكومة، ولتوفير مزيد من اللقاحات لكورونا.


وقالت مصادر مطلعة لـ"اللواء" أن مسعى دياب يهدف الى تفعيل العملية الحكومية ولكن المصادر قالت أن التركيز الأول والأساس يقوم على? اهمية اللقاء بين الرئيسين عون والحريري لانه طريق? الحل الأمثل .وأشارت إلى أن دياب يحاول المساعدة في تدوير زوايا.


ولفتت أوساط مراقبة في هذا المجال إلى أن دياب لا يحمل أفكارا معينة أو طروحات فهو يدرك أن الأمر منوط برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف ولكنه يعمل كما وسطاء الخير وما فهم أن كُلاًّ من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف لم يمانعا مواصلة النقاش على ان يحدد الموعد بينهما في وقت لاحق دون معرفة ما إذا كان اجتماعهما المقبل سيعقد قبل سفر الحريري المقبل إلى الخارج.


جولة دياب
استهل دياب جولته من بيت الوسط، حيث التقى الرئيس الحريري، وقال بعد اللقاء: البلد اليوم في أمسّ الحاجة إلى وفاق سياسي بين كل الجهات المعنية، وقد تذكرت أنه في مثل هذا اليوم، 19 كانون الثاني، يكون قد مضى عام على تأليف حكومة "مواجهة التحديات". وبالفعل، واجهنا الكثير من التحديات، ومرت أزمات خلال هذه الأشهر الـ12 على البلد، لا سيما الكورونا التي "ركعت" أكبر اقتصادات العالم، كانت أكبر مما مر على لبنان خلال 12 سنة من الأزمات. من هذا المنطلق، كان هناك توافق مع الرئيس الحريري على أن الأولوية هي لتشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن لمعالجة تبعات وآثار هذه الأزمات المتتالية التي حلت بلبنان وأثرت سلبا على لبنان واللبنانيين.


اضاف: من هنا ندعو كل الجهات لكي تبني على الإيجابيات التي توصلنا إليها في ما يخص تشكيل الحكومة. وفي الجلسة معه، أبدى الرئيس الحريري كل إستعداد وإنفتاح للتشاور مع كل الجهات في هذا الموضوع لكي نصل إلى بر الأمان في أسرع وقت، ولتتم معالجة المشاكل الحياتية واليومية التي يعاني منها المواطن اللبناني على الصعيد الاجتماعي والمالي والاقتصادي وغيره".


واوضح رداعلى سؤال عن توسيع جولته لتشمل عين التينة وقصر بعبدا، اني أحاول القيام بدور إيجابي لإعادة إطلاق عجلة التشكيل.


وسئل: ما موقفك من الإساءة التي تعرض لها موقع الرئاسة الثالثة، بحضورك، من قبل رئيس الجمهورية؟?اجاب: المفروض أننا تجاوزنا هذا الموضوع والأولوية هي الآن للبنان واللبنانيين ولمعالجة المشكلات التي يعانون منها. فلنَبنِ على الإيجابيات.


اما الحريري فقال: تباحثنا في أمور عدة أهمها ضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن. وأنا كنت طوال المرحلة السابقة قد أبديت الانفتاح والاستعداد للذهاب والمجيء عدة مرات لكي نتمكن من تشكيل الحكومة، وموقفي واضح في هذا الصدد، ومشكور الرئيس دياب على ما يحاول القيام به في هذا الإطار.


وتناول موضوع انتشار كورونا، وقال: يجب أن نحافظ على أهلنا وأحبائنا في ظلّ انتشار كورونا والالتزام بالاجراءات، حيث تترتّب على المواطن مسؤوليّة على صعيد مواجهة انتشار كورونا، والدّولة مسؤولة أيضاً. وسأكثّف رحلاتي وسأعمل جاهداً لجلب اللقاح الى لبنان في أسرع وقت ممكن.


ومن بيت الوسط انتقل دياب الى عين التينة ، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري،?لأكثر من نصف ساعة قال بعدها : تداولت مع الرئيس بري في مواضيع عديدة لا سيما النقطة التي وصلنا فيها في موضوع تشكيل الحكومة الجديدة، والانجازات التي تمت حتى الآن والعقبات الموجودة والتي تحول دون ولادة الحكومة، وطبعا ودائما الرئيس بري ابدى استعداده للمساعدة بمثل ما يقوم به دائما في لعب الادوار لحل العقد القليلة المتبقية لتشكيل الحكومة، التي باتت مطلبا وطنيا للجميع لمعالجة الكثير من الامور اليومية والحياتية التي يعاني منها لبنان واللبنانيون والتي اصبحت اولوية قبل اي موضوع آخر. اللقاء كان جيدا ومميزا وستكون له متابعة.


ومن عين التينة، انتقل دياب الى قصر بعبدا حيث استقبله الرئيس عون، وقال: لمست من الرئيس عون كل الاستعداد لإعادة تفعيل عملية التشكيل، كما لمست ذلك لدى الرئيس سعد الحريري والرئيس بري، وأعتقد أنه سيكون هناك لقاء قريب إن شاء الله بين الرئيس عون والرئيس الحريري في الوقت الذي يجدانه مناسبا لمتابعة هذا الموضوع والوصول الى الحل المناسب لولادة الحكومة في اسرع وقت ممكن، وبحسب ما لمست من الجميع إن النقاط المنجزة والايجابية أكثر بكثير من بعض العقد التي لا تزال بحاجة لتدوير زوايا سياسية، ولكن لقد لمست نية لدى الجميع لمتابعة هذا الموضوع في اسرع وقت ممكن.


في المواقف، عقد تكتل لبنان القوي اجتماعه الدوري الكترونياً برئاسة النائب جبران باسيل وأصدر البيان: "يأمل التكتل في أن يكون قد حان الوقت وإكتملت الظروف لتشكيل الحكومة التي طال انتظارها، ويجدد الدعوة لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ‏بالخروج من حال المروحة والتواصل مع رئيس الجمهورية ليشكلا معاً الحكومة الاصلاحية الموعودة وفقاً لثوابت الميثاق وقواعد الدستور".


دولياً، غرد المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش: هل ستتحرك إدارة بايدن للمساعدة في تشكيل الحريري للحكومة، التي لا تعني نهاية الأزمة "لكن لا توجد حكومة تساهم فقط في تعميق الانهيار ومعاناة الشعب".



السجال بين الكتائب و"القوات"
في الخضم هذا، اندلع سجال بين حزبي "القوات اللبنانية" والكتائب، على خلفية تصريحات الدكتور سمير جعجع رئيس "القوات" من ان نوابه ووزراءه لا شبهة فساد عليهم، فرد رئيس الكتائب النائب السابق سامي الجميل عليه، ودعا الإعلام في الكتائب إلى عدم الدخول في سجال عقيم مع القوات، على اعتبار ان الخلاف هو على الخيارات وليس الأدلة.


وكانت الدائرة الإعلامية في القوات وصفت ما يقوم به الجميل يرتقي إلى مصاف الجريمة الكبرى، معتبراً ان الكيدية السياسية للجميل أدّت إلى اهداء فريق 8 آذار نائبين في دائرة كسروان جبيل.


مراسلة سويسرية تطلب المساعدة في تحويلات سلامة
قضائياً، تسلّم القضاء اللبناني مراسلة من السلطات السويسرية تتضمن طلب مساعدة بتحقيق جنائي تجريه بشأن تحويلات مالية تخصّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومقرّبين منه، وفق ما أفاد مصدر قضائي رفيع وكالة فرانس برس الثلاثاء. وتتطرق المراسلة إلى تحويلات بقيمة 400 مليون دولار، تخصّ سلامة وشقيقه ومساعدته ومؤسسات تابعة للمصرف المركزي، بينها شركة طيران الشرق الأوسط وكازينو لبنان، بحسب المصدر. ونفى مكتب سلامة في بيان "كل الادعاءات عن تحويلات مالية مزعومة قام بها إلى الخارج، سواء باسمه أو باسم شقيقه أو باسم معاونته"، معتبراً إياها "فبركات وأخبار كاذبة لا أساس لها".


ولم يصدر أي تعليق رسمي عن الجانب السويسري بهذا الصدد. ووُضعت المراسلة، "قيد الدرس لدى النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات"، وفق ما قال المصدر القضائي لفرانس برس، موضحاً أن لبنان تسلّمها "مباشرة من السفارة السويسرية في بيروت" في طريقة "غير اعتيادية ومن خارج القنوات الدبلوماسية". وتطلب المراسلة، وفق المصدر، تزويد السلطات السويسرية بأجوبة على مجموعة أسئلة ينبغي طرحها على سلامة والشخصين المذكورين. لكنها "لم تتضمن أدلة أو مستندات تثبت أو تعزز الشبهات التي تتحدث عنها".


وقال المصدر "لو سلّموا لبنان هذه الأدلة لأصبحت القضية موضع جرم يلاحق عليه" سلامة من القضاء اللبناني.


وتنتقد بشكل حاد السياسات النقدية التي اعتمدها طيلة السنوات الماضية، باعتبار أنها راكمت الديون.


وسبق للقضاء أن وجّه مراسلات عدة إلى السلطات السويسرية لتزويده بمعلومات عن هذه التحويلات. لكنّها "تجاهلت طلباته" وفق المصدر. ويشهد لبنان انهياراً اقتصادياً يعدّ الأسوأ في تاريخ البلاد، تزامن مع انخفاض غير مسبوق في قيمة الليرة. وتخلفت الدولة في آذار عن دفع ديونها الخارجية، ثم بدأت مفاوضات مع صندوق النقد الدولي جرى تعليقها لاحقاً.


تمديد الاقفال
وغداً، يجتمع المجلس الأعلى للدفاع في بعبدا، للبحث في وضعية الاقفال، واتخاذ القرار المناسب، لجهة تمديد فترة إعلان "حالة الطوارئ الصحية".


ورجحت مصادر معنية ان يتخذ المجلس الأعلى للدفاع قرارا بتمديد الأقفال العام? لمواجهة وباء كورونا بفعل استمرار تزايد الإصابات وارتفاع حالات الوفاة قد يتشعب النقاش ليشمل موضوع الاستشفاء بأعتبار أن البلد في حال طوارئ صحية وتطرح في الاجتماع نتائج الأقفال الذي ينتهي الاثنين المقبل ودراسة استراتيجية جديدة بعد تسلم توصيات لجنة كورونا التي تسبق اجتماع المجلس الأعلى للدفاع.


وقال مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي "فراس الأبيض": "ارتفاع معدل إيجابيّة الفحوصات بشكل مستمر إلى جانب الزيادة اليومية لأعداد مرضى العناية المركزة يشيران إلى أنّ العدوى ليست تحت السيطرة".


وأضاف "مع استمرار ارتفاع العدد اليومي لوفيات الكورونا (...) فليس من المستغرب أن تختار السلطات اتباع نهج أكثر صرامة في اتخاذ القرار" بشأن تمديد الإغلاق.


إلا أنّ استمرار ارتفاع الاصابات حتى الآن فتح باب النقاش على احتمال التمديد. وشدّد أبيض على أنه "لا يمكن أن يجري تخفيف اجراءات الإغلاق إذا كان الفيروس ينتشر من غير رادع في المجتمع".


وأكدت عضو اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا بترا خوري وجوب تمديد الاغلاق المشدد. وقالت لوكالة فرانس برس "نحتاج على الأقل إلى ثلاثة أسابيع من الإغلاق التام عوضاً عن 11 يوماً".


ويعود الارتفاع الكبير للإصابات في البلاد بشكل رئيسي، وفق مسؤولين، إلى تخفيف القيود في كانون الأول خلال فترة الأعياد، مع إعادة فتح الحانات والملاهي حتى ساعة متأخرة من الليل، في محاولة لانعاش الوضع الاقتصادي المتردي.


وأعلنت مستشفيات عدّة خلال الأيام الأخيرة أنها تخطت طاقتها الاستيعابية، بينها مستشفى الجامعة الأميركية، أحد أبرز المستشفيات الخاصة في البلاد. وقال في بيان الجمعة "نعجز عن تأمين أسرّة حتى لأخطر الحالات". وأفادت منظمة الصحة العالمية الإثنين أن نسبة الإشغال في أسرة أقسام العناية المركزة في كافة المستشفيات في لبنان تبلغ 87،4 في المئة، بعدما بلغت 90،47 في المئة يوم الجمعة. وقال نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون لفرانس برس الثلاثاء "بالتأكيد يجب تمديد الإغلاق، نحتاج إلى أربعة أسابيع على الأقل حتى نبدأ بمعاينة الأثر الإيجابي".


ونبّه إلى أنّ "الطاقم الطبي مرهق بالتأكيد، لكنّ ما يثير الخشية هو عدد المصابين الذين يتوجهون يومياً إلى المستشفيات".


260315 إصابة
صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 4359 إصابة جديدة بفايروس كورونا و61 حالة وفاة، خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 260315 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط الماضي.
 

********************************************************************

 الجمهورية:

 

الحريري لإعتذار عن "الفيديو".. وعون لإعــتذار عن التكليف

 

طَغت حركة رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب على ما عداها من ملفات صحية، على رغم أهميتها، ومالية، على رغم خطورتها. وأعادت الاهتمام بالملف الحكومي للمرة الأولى منذ اللقاء الأخير عشية عيد الميلاد بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري.


وجاءت حركة دياب من دون سابق إنذار، فيما كانت الأنظار مركزة على حركة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي بدأ لقاءات مكوكية بين المقار الرسمية بغية تقريب المسافات الحكومية، ومركزة أيضاً في اتجاه وساطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي أوفد أمس مطران بيروت السابق بولس مطر الى "بيت الوسط" للقاء الحريري في سياق المسعى الحكومي نفسه.


وما لفت في المواقف التي أطلقها دياب حول العقد الحكومية تقاطعه مع كلام البطريرك الراعي من أنّ العقد المتبقية قليلة ولا يجب ان تحول دون ولادة الحكومة العتيدة، وقد نجح بمبادرته الشخصية في أن أعاد وضع ملف التأليف في صدارة الأولويات والاهتمامات. ولكن، ماذا بعد جولته التي شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جانب عون والحريري؟ وهل أن تقاطع وساطات الراعي ودياب وإبراهيم يمكن ان يشكل قوة ضغط لفتح طريق التأليف الحكومي؟ وهل سيبادر رئيس الجمهورية إلى دعوة الرئيس المكلف إلى التشاور، أم ان الحريري سيتجاوز الإساءة التي تضمنها الفيديو المسرّب وسيبادر الى الاتصال بعون من تلقاء نفسه؟
على انّ تداخل الوساطات وتكاملها يعطي انطباعاً، ونشدد على انه مجرد انطباع، انّ الولادة الحكومية قد دنت واقتربت، خصوصاً في ظل إجماع الوساطات على محلية العقد والقدرة على تجاوزها، لا سيما أيضا ان هذا التحرك حصل عشية الاستحقاق الأميركي المتمثّل بدخول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض اليوم. هذا الاستحقاق الذي سيأسر العالم بمتابعته نتيجة الضجيج الذي خلّفته ولاية الرئيس السلف دونالد ترامب منذ انتخابه وحتى الأيام الأخيرة من انتهاء ولايته، وتحديداً مشهد اقتحام الكونغرس الذي سيدخل التاريخ في واشنطن.
على ما قال دياب في ختام جولته الرئاسية، أمس، يفترض أنّه "سيكون هناك لقاء قريب بين عون والحريري في الوقت الذي يجدانه مناسباً للوصول الى الحلّ المناسب لولادة الحكومة سريعاً". لكنّ المعطيات التي توافرت لـ"الجمهورية"، من مصادر مواكبة للاتصالات، دلت الى "انّ الحريري ينتظر من عون ان يتصل به معتذراً عن وصفه بالكاذب بحسب الفيديو المسرّب عن لقائه الاخير مع دياب يوم اعلان الاقفال العام النافذ. وفي المقابل، فإنّ عون لن يتصل بالحريري معتذراً بل يريد له ان يعتذر عن التأليف ونقطة على السطر"، على حد قول المصادر نفسها التي تحدثت عن وجود "كوة صغيرة في الحائط المسدود ربما يخترقها تغيير، لأنّ كل شيء معقول حصوله في السياسة".


لكنّ جمود التأليف خرقه حراك سياسي للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم عاملاً على تبريد الاجواء بين بعبدا و"بيت الوسط"، لتأمين عقد لقاء قريب بين عون والحريري يكسر حالة الانتظار الخطير الذي ترزح تحته البلاد، وذلك في موازاة مبادرة البطريرك الراعي التي لا تزال قائمة، بحسب مصادر قريبة منه، حيث انه يعمل من جهة على تذليل العقبات يومياً، ومن جهة ثانية على تأمين الاجواء الملائمة بين المكونات الروحية لخلق جَوّ ضاغط ومؤثر في اتجاه التأليف، وهو لهذه الغاية يوفِد المطران بولس مطر للقاء المعنيين، وقد التقى الحريري في "بيت الوسط " أمس، فيما يجري كلّ من موفد البطريرك الوزير السابق سجعان قزي، ومستشار الحريري الوزير السابق غطاس خوري الاتصالات اللازمة. لكن، وبحسب معلومات لـ"الجمهورية" من مصادر مواكبة، فإن لا اجوبة ايجابية بعد.


على أنّ عودة الحريري من الخارج لم تُعِد الحرارة الى خطوط التأليف، بل على العكس كرّست قطيعة شخصية بين طرفيه أضيفت الى الجمود القاتل، ورفعت منسوب التشكيك في إمكانية احداث خرق وشيك. وعلمت "الجمهورية" أنّ مبادرة دياب في اتجاه عون وبري والحريري أمس انتهت قبل ان تبدأ. وقالت مصادر مواكبة لـ"الجمهورية" انّ دياب بادر اليها لسببين:


السبب الاول شخصي، حيث اراد دياب ان يبادر الى مبادلة الحريري "المنيح" الذي قدّمه له عند ادّعاء القاضي فادي صوان عليه في قضية انفجار مرفأ بيروت حيث زاره في السرايا الحكومية داعماً ومتضامناً. وثم قال له بعض المحيطين به انه "ارتكب هفوة" عندما لم يعلّق على وصف رئيس الجمهورية الحريري امامه بالكاذب، ولذلك اراد استلحاق الموقف بزيارته في "بيت الوسط".


اما السبب الثاني فهو سياسي، اذ انّ دياب شدد امام عون وبري والحريري على ضرورة التعجيل في تأليف الحكومة، لأنه لن يوسّع صلاحيات تصريف الاعمال بنحوٍ يخالف مفهوم تصريف الاعمال والدستور، خصوصاً ان حكومته لن تستطيع التصدي للاوضاع الآخذة في التدهور اكثر فأكثر مع تطورات كورونا والانهيار المالي وربما الامني.
وسألت المصادر "اذا كان دياب، بنيّته الحسنة، يريد المصالحة بين عون والحريري فلماذا تُعطى له هذه المصالحة بينما خيوط اللعبة اصبحت اكبر بكثير واطرافها الخارجية اعمق من الداخل؟


إستشعار المخاطر
وفي رواية أخرى أوضحت مصادر واكبت جولة دياب انّ تحركه "أتى في سياق استشعاره بالمخاطر الكبيرة التي ستترتّب على استمرار المأزق الحكومي"، مشيرة الى "ان الازمات المتراكمة والآخذة في التفاقم لا يمكن ان تُعالج بحكومة تصريف أعمال، مقيّدة الصلاحيات والدور، وإنما تتطلب حكومة اصيلة قادرة على اتخاذ القرارت المطلوبة والجذرية".
وابلغت هذه المصادر إلى "الجمهورية" ان "اي حكومة تبقى افضل من الوضع الراهن، بل ان أسوأ حكومة هي أفضل من الفراغ الذي لا يمكن ان يملؤه تصريف الأعمال". وكشفت "ان تحرك دياب لم يكن شكلياً فقط بل هو طرح أفكاراً عملية لمعالجة الخلاف بين عون والحريري وتأمين عقد لقاء بينهما"، آملة في أن "يبادر احدهما نحو الآخر".
واشارت اوساط مطلعة الى ان دياب "يتهيّب خطر الانهيار الكبير الذي يقترب على وقع النزف في كل المجالات، وهذا ما دفعه الى إطلاق مسعاه لاستدراك الأسوأ، علماً ان بعض المتشائمين يُبدون خشيتهم من ان يستمر دياب في موقعه الاضطراري كرئيس لحكومة مستقيلة حتى إشعار آخر".


بعبدا و"بيت الوسط"
وفي قراءتها لجولة دياب، اجمعت مصادر بعبدا و"بيت الوسط" على عدم تحميلها ما يتجاوز مضمون تصريحاته في المقار التي شملتها.
وقالت مصادر بعبدا لـ"الجمهورية" ان دياب كان قد أطلع رئيس الجمهورية مسبقاً على جولته، حيث ابلغ اليه انه لا يمكنه ان يبقى متفرّجاً على ما يجري، وانه ينوي القيام بجولة على "بيت الوسط" وعين التينة ليؤكد الحاجة الى تشكيل حكومة جديدة وتخطي الظروف التي ادت الى التعقيدات التي حالت دون اتمام العملية الدستورية، وانه يتخوف من النتائج الكارثية التي ستؤدي اليها على كل المستويات، لا سيما منها تلك التي تؤشّر الى ما لا يحمد عقباه، وانه يرغب في ان تكون خاتمة جولته في بعبدا، فتمنى عون له التوفيق مؤكدا انه في انتظاره.
وعليه، فقد نفت هذه المصادر اي رواية تتحدث عن احتمال ان تكون جولة دياب تمت بناء على طلب من رئيس الجمهورية الذي ناقش وإيّاه نتائج الجولة ومدى استعداد جميع الاطراف للاسراع في عملية التأليف، متمنيا ان تكون هذه الانطباعات في محلها، وتمنى له التوفيق في مسعاه وانه في انتظار النتائج التي يمكن ان ينتهي اليها.


أجواء بيت الوسط
ونقلت اوساط عليمة لـ"الجمهورية" عن الحريري قوله لمحيطه ان التصريحات التي اعقبت اللقاء بينه وبين دياب كافية للتعبير عن نتائجه، فدياب رَغِب القيام بهذه الجولة التي شملت عون وبري، وانه استمع اليه مشددا على اهمية الاسراع في عملية التأليف. ولفت الحريري الى أن ما حال دون اتمام العلمية معروف لدى الجميع، وانه ادى واجباته كاملة وقام بما قام به من جولات وزيارات الى القصر الجمهوري، الى ان انتهت الى ما انتهت اليه بعلم الجميع. وأبدى استعداده للقيام بما هو مطلوب منه وفق ما اناط الدستور به من صلاحيات ومهمات، وانه على استعداد لاستكمال ما بدأه في هذا الإطار.


دياب
وكان دياب قد قال في تصريحات خلال جولته الرئاسية انّه "سيكون هناك لقاء قريب بين عون والحريري في الوقت الذي يجدانه مناسباً لمتابعة هذا الموضوع، والوصول الى الحلّ المناسب لولادة الحكومة سريعاً". وأكد أنّه لمَس أنّ "النقاط المنجزة والايجابية أكثر بكثير من بعض العقد الذي لا يزال في حاجة الى تدوير زوايا سياسية، لكن هناك نية لدى الجميع لمتابعة هذا الموضوع سريعاً". وأشار الى أنّ "بري أبدى استعداده للمساعدة بمِثل ما يقوم به دائماً في لعب الادوار لحلّ العقَد القليلة المتبقية لتأليف الحكومة".
ورأى ان "علينا البناء على الايجابيات وهي كثيرة، لنرى طريقة تدوير الزوايا في بعض الثغرات المتبقية لتأليف الحكومة". وفقال: "هناك توافق مع الرئيس الحريري على أنّ الأولوية هي لتأليف حكومة في أسرع وقت ممكن لمعالجة تَبعات وآثار الأزمات المتتالية التي حلّت بلبنان وأثّرت سلباً في اللبنانيين". وأشار الى أنّ الحريري "أبدى كلّ استعداد وانفتاح للتشاور مع كلّ الجهات في هذا الموضوع لكي نصل إلى بر الأمان سريعاً".


كوبيتش مغرّداً
وغرّد المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش مساء امس، عبر "تويتر"، سائلاً: "هل ستحرك الإدارة الجديدة في واشنطن الأطراف أخيراً لتشكيل حكومة جديدة برئاسة الرئيس سعد الحريري؟". وقال إن "الحكومة الجديدة لا تعني تلقائياً نهاية الأزمة، لكن لا توجد حكومة تساهم فقط في تعميق الانهيار ومعاناة الشعب".


"التكتل القوي"
من جهته أمِل "تكتل لبنان القوي"، في اجتماعه الدوري الكترونياً برئاسة النائب جبران باسيل أمس، أن يكون "قد حان الوقت واكتملت الظروف لتشكيل الحكومة التي طال انتظارها"، داعياً الحريري الى "الخروج من حال المراوحة والتواصل مع رئيس الجمهورية ليشكلا معا ًالحكومة الاصلاحية الموعودة وفقاً لثوابت الميثاق وقواعد الدستور".
ودعا التكتل إلى "مواكبة المتغيرات الحاصلة في الشرق الاوسط والعالم بما يحفظ لبنان ووحدته واستقراره"، مشيراً الى أن "على اللبنانيين بلورة مواقف وطنية موحدة من الاستحقاقات الكبرى، بما يضمن تجنيب الوطن أي خضّات نتيجة من أي انقسامات كالإفادة من أي تفاهمات".


حركة ديبلوماسية
تزامناً، رصدت مصادر سياسية حركة الديبلوماسيين المكثفة في اتجاه "بيت الوسط"، حيث التقى الحريري سفراء كل من مصر وروسيا وفرنسا.
وقالت هذه المصادر لـ"الجمهورية" انّ "بيت الوسط" يشهد منذ فترة مجموعة من الزيارات التي لا يعلن عنها، وهي تعني استمراراً للتواصل بين الحريري والسلك الديبلوماسي حيث يجري التركيز على ضرورة تعزيز المساعدات للبنان، وخصوصاً في مواجهة جائحة كورونا وغيرها من الازمات المالية والاقتصادية والنقدية، ومن الطبيعي ان يحضر ملف تشكيل الحكومة ايضاً.
كما التقى الحريري المطران بولس مطر موفداً من البطريرك الراعي في مهمة لم تتوضح ظروفها.


كورونا والإقفال
على الصعيد الصحي دعا رئيس الجمهورية المجلس الاعلى للدفاع الى اجتماع غداً لمناقشة التوصية المتوقّع صدورها اليوم عن خلية كورونا الحكومية والطبية في شأن تمديد فترة الاقفال التام اسبوعين على الاقل وربما الى منتصف شباط المقبل، وذلك في ضوء استمرار ارتفاع عدد الاصابات والوفيات بهذا الوباء. وأعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي أمس حول مستجدات كورونا تسجيل 4359 إصابة جديدة (4349 محلية و10 وافدة)، ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 260315. ولفتت إلى تسجيل61 حالة وفاة جديدة، وبذلك يصبح العدد الإجمالي للوفيات 2020.


مراسلة سويسرية
من جهة ثانية تسلّم القضاء اللبناني مراسلة من السلطات السويسرية تتضمن طلب مساعدة في تحقيق جنائي تجريه في شأن تحويلات مالية تخصّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وقريبين منه، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر قضائي رفيع أمس. وتتطرق هذه المراسلة إلى تحويلات بقيمة 400 مليون دولار، تخصّ سلامة وشقيقه ومساعدته ومؤسسات تابعة لمصرف لبنان المركزي، بينها شركة "طيران الشرق الأوسط" (الميدل ايست) وكازينو لبنان، بحسب المصدر نفسه الذي اشار الى انّ هذه المراسلة وُضعت "قيد الدرس لدى النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات"، موضحاً أنّ لبنان تسلّمها "مباشرة من السفارة السويسرية في بيروت" في طريقة "غير اعتيادية ومن خارج القنوات الديبلوماسية".
وتطلب المراسلة، وفق المصدر، تزويد السلطات السويسرية أجوبة على مجموعة أسئلة ينبغي طرحها على سلامة وشقيقه ومساعدته. لكنها "لم تتضمن أدلة أو مستندات تُثبت أو تعزز الشبهات التي تتحدث عنها". وقال المصدر: "لو سلّموا لبنان هذه الأدلة لأصبحت القضية موضع جُرم يلاحق عليه" سلامة من القضاء اللبناني. ولم يصدر أي تعليق رسمي عن الجانب السويسري بهذا الصدد.


زوبعة في فنجان
على انّ العاصفة التي كان يُفترض أن يثيرها انتشار خبر حول تعاون سويسري قضائي مع لبنان في ملف تحويلات مالية تخصّ حاكم مصرف لبنان، انحسرت قبل أن تبدأ، وتقلّصت مفاعيلها حتى قيل فيها انها مجرد زوبعة في فنجان.
وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن وزيرة العدل ماري-كلود نجم قولها، إنّ وزارتها تسلّمت طلب تعاون من السلطات القضائية في سويسرا، يتعلّق بتقديم مساعدة قضائية حول ملف تحويلات مالية تخصّ حاكم مصرف لبنان.
لكنّ نجم أوضحت لاحقاً أنّها لم تُدل بأيّ بيان عن الموضوع، لكنها أقرّت بتسلّم طلب تعاون قضائي من السلطات السويسرية، من دون أن تخصّ رياض سلامة بالإسم.
وأثار هذا اللغط تساؤلات عن دقة الموضوع واهدافه، واذا كانت هناك جهات مستفيدة تحاول الترويج لمعلومات أقل ما يُقال فيها انها غير دقيقة.
وهذه الشبهة هي بالتحديد ما أشار اليه سلامة، الذي أكد عبر بيان باسم مصرف لبنان، أن "كل الادّعاءات عن تحويلات مالية مزعومة قام بها (الحاكم) إلى الخارج، سواء بإسمه أو بإسم شقيقه أو بإسم معاونته، إنما هي فبركات وأخبار كاذبة لا أساس لها، وستكون موضع ملاحقة قضائية بحق كل من نشرها وينشرها بقصد التمادي في الإساءة".
وأكد مصدر مطلع لـ"الجمهورية" انّ الايام الطالعة ستُظهر زيف المعلومات المنشورة ضمن حملة منظّمة، وان القصة التي يحاول البعض نفخها سوف تُنفّث سريعاً، ليتبين للرأي العام الخيط الابيض من الاسود.


ماكرون
من جهته، خصّص الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبنان بفقرة من سلسلة تغريدات له عبر "تويتر"، لافتاً إلى أنّ "في لبنان، يساعد جيشنا في الحفاظ على السلام من خلال مشاركة كبيرة في قوة الأمم المتحدة". وقال: "أريد أن أخبرهم كم كان التزامنا بعد الانفجار في مرفأ بيروت موضع تقدير".
وجاءت هذه التغريدة في معرض تَطرّق ماكرون إلى إنجازات جيش بلاده، لافتاً إلى أنّ الجيش الفرنسي يقف على خط المواجهة في الخليج لمنع التوتر والمساهمة في استقرار المنطقة.

 

*************************************************************************

 نداء الوطن:

 

"حزب الله" يرفع الحظر الحكومي و"هامش" باسيل يضيق حركة دياب: "مونتاج" لشتيمة عون

 

سلطة الاحتلال تبدأ عملية تسليم اللقاح للفلسطينيين، ومن يحتلّ السلطة في لبنان يضع بني جلدته في مصاف آخر مواطني الدول المستوردة للقاحات، مفسحاً في المجال أمام مواصلة عدّاد الموت مساره المتصاعد ليحصد أمس أرواح 61 مصاباً بـ"الكورونا" على إيقاع قرع متسارع لطبول الانهيار والتحلّل، مالياً واقتصادياً وصحياً، وصولاً إلى شحّ أجهزة الأوكسجين في المستشفيات وحليب الأطفال في الصيدليات.


من السيئ إلى الأسوأ تتدهور أحوال الجمهورية، والقيّمون عليها لا يزالون غارقين في "شتيمة" رئيسها مستغرقين في البحث عن سبل "مسحها بدقن" الوسطاء، وآخرهم رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الذي زار "بيت الوسط" أمس، وتولى، حسبما نقلت مصادر مواكبة لحركته، مهمة إجراء عملية "مونتاج" لفيديو بعبدا، بالأصالة عن نفسه باعتباره كان مشاركاً فيه بآذان صاغية لإهانة الرئيس سعد الحريري، وبالوكالة عن الرئيس ميشال عون الذي آثر عدم الاعتذار عن شتيمته للحريري والالتفاف عليها، عبر دفع دياب إلى زيارة الأخير والإيحاء بأنّ "صفحة الفيديو طويت".


عدا عن ذلك، تؤكد المصادر أنه "من السذاجة بمكان، الاعتقاد بأنّ حل عقدة التأليف سيكون على يد دياب، وما شهدناه (أمس) ليس أكثر من مجرد توطئة إعلامية لعقد لقاء جديد بين عون والحريري بقوة دفع من مبادرة البطريرك بشارة الراعي، وذلك بالتوازي مع جهود لتدوير الزوايا يتولاها رئيس مجلس النواب نبيه بري بمؤازرة من "حزب الله" تمهيداً لمرحلة ما بعد دونالد ترامب"، موضحةً في هذا السياق أنّ سلسلة تحركات تصبّ في خانة ترجمة "رفع الحظر" الذي كان يفرضه "الحزب" على عملية تأليف الحكومة قبل تسلم الإدارة الأميركية الجديدة ولايتها اليوم، "سواء عبر حراك اللواء عباس ابراهيم أو من خلال جولة دياب وإيفاد بري النائب أنور الخليل إلى بكركي، لإبداء عين التينة استعدادها للمساهمة في الحلحلة الحكومية بالتنسيق مع البطريرك الراعي".


وإذ تستبعد أن تسفر مجمل التحركات الحاصلة والجهود المستجدة عن "نتائج ملموسة قريبة خارج نطاق السعي إلى استئناف لقاءات رئيس الجمهورية والرئيس المكلف"، تشدّد المصادر المواكبة على أنّ "إحداث الخرق المنشود يحتاج إلى مزيد من الوقت، خصوصاً وأنّ رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل لن يستسلم بسهولة إلى محاولة سحب البساط الحكومي من تحت قدميه، كما أنّ الرئيس المكلف لن يرضى بالرضوخ لشروط باسيل ولن يقبل بمنحه ثلثاً معطلاً ظاهراً أو مقنّعاً في التشكيلة الوزارية المرتقبة". غير أنّ الأكيد في ضوء المستجدات أنّ "هامش التعطيل لدى باسيل بدأ يضيق مع دخول "حزب الله" على خط تذليل العقبات"، وفق ما ترى المصادر، سيما وأنّها نقلت عن مقربين من "الحزب" تأكيدهم عزمه على "الدفع باتجاه خلق ديناميكية جديدة في الأيام المقبلة، عبر تزخيم محركات الموفدين لترطيب الأجواء بين بعبدا وبيت الوسط، والمساهمة في إيجاد مخرج للمأزق الحكومي لا يكون فيه غالب ومغلوب".


أما المطلعون على أجواء دوائر الرئاسة الأولى، فيجزمون بأنّ اللقاء بين عون والحريري وضع على السكة "لكن ما يجري بحثه أولاً هو استئناف التواصل الهاتفي بينهما، تمهيداً لعقد هذا اللقاء"، مشيرين إلى أنّ المعضلة الأساس تتمحور راهناً حول سؤال مركزي: "من يتصل بالآخر؟ فهل يبادر عون إلى الاتصال بالحريري لدعوته إلى اللقاء في بعبدا، أو يأخذ الثاني المبادرة فيتصل بعون لطلب اللقاء؟".


وبانتظار حسم هذه المعضلة، يبقى الثابت الوحيد وفق أوساط واسعة الاطلاع أنّ "ما بعد 20 الجاري (تاريخ تنصيب جو بايدن اليوم) لن يكون كما قبله حكومياً، وبالأخصّ أنّ "حزب الله" تحرّر من كابوس ترامب وسيعمد بالتالي إلى السعي لتدوير الزوايا الحادة في بعبدا وميرنا الشالوحي، والدفع باتجاه نقل الملف الحكومي نحو محطة جديدة تلاقي قطار الانفتاح الإيراني على الإدارة الأميركية الجديدة".

 

***********************************************************************

 

 

جهود كثيرة تبذل، ووسطاء متعددون يتحركون بين المقار المعنية بالازمة الحكومية واتصالات نشطت في الساعات الاخيرة، علّ موعد تنصيب الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن اليوم وأفول نجم دونالد ترامب، يفك اسر حكومة لبنان التي يجمع معظم الاطراف على ارتباطهما عضويا. عودة الرئيس سعد الحريري فتحت قنوات التواصل. رئيس حكومة تصريف الاعمال حسّان دياب الذي توجه اليه تهمة عدم اجتماع حكومته، في ذكرى ولادتها الاولى، على رغم المخاطر المحدقة بالبلاد، قام بزيارة لبيت الوسط ، قد تكون "ردة إجر" للحريري او اعتذار ضمني عن عدم الدفاع عن الرئيس المكلف في بعبدا حينما وصفه رئيس الجمهورية "بالكذاب" فالتزم الصمت، او ربما تفرضها وحدة الموقف السني في مواجهة الحملة التي يتعرض لها مقام رئاسة الحكومة، الا انها بالركون الى مواقف دياب تصب على الارجح في خانة الدفع نحو تدوير الزوايا ومحاولة ترميم الجرة المكسورة بين عون والحريري، للافراج عن الحكومة، ما دامت استكملت في اتجاه عين التينة وبعبدا التي اكد من منبرها ان "في الوقت الذي يراه الرئيسان عون والحريري مناسبًا سيكون هناك لقاء للوصول الى حل مناسب لولادة الحكومة في أسرع وقت".

الوساطات تتحرك؟
في الموازاة، ووسط تساؤلات عن اسباب اختيار الرئيس دياب بالذات للوساطة الحكومية ودور "الثنائي الشيعي" في هذا المجال، باعتبار انه يريد تشكيل حكومة سريعا ويحتاج غطاءها الدستوري، سجلت بوادر حركة بطريركية في الاتجاه نفسه. اذ استقبل الحريري في بيت الوسط المطران بولس مطر موفداً من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي . وفي حين اكد مطر لـ"المركزية" ان الزيارة خاصة مفضلا عدم التطرق الى تفاصيلها، اشارت مصادر مطلعة الى انها غير منفصلة عن الملف الحكومي الذي ينشط على خطه الوزيران السابقان سجعان قزي وغطاس خوري.


جولة لدياب
الرئيس دياب حط فجأة في بيت الوسط حيث استقبله الرئيس المكلف بعد الظهر. وتناول البحث المستجدات والأوضاع العامة. بعد اللقاء، قال الحريري "بحثنا في ضرورة تشكيل الحكومة في أسرع وقت وأبديت كلّ انفتاح للتشكيل وموقفي واضح . ومن الوسط، انتقل دياب الى عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقال دياب بعد اللقاء: الرئيس بري أبدى كل استعداد للمساعدة وحلّ العقد القليلة المتبقية لتشكيل الحكومة واللقاء كان جيداً ومميزاً وستكون هناك متابعة. واضاف "الأيادي البيضاء كثيرة ونحاول تدوير الزوايا في ما تبقى من عقبات".


وعلى الاثر توجه دياب الى قصر بعبدا، حيث التقى الرئيس ميشال عون. وقال على الاثر" لمست كل استعداد من فخامته لإعادة تفعيل عملية تأليف الحكومة وفي الوقت الذي يراه الرئيس والحريري مناسبًا سيكون هناك لقاء للوصول الى حل مناسب لولادة الحكومة بأسرع وقت".


كوبيش والحكومة
وفي السياق الحكومي، غرّد المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش على حسابه عبر "تويتر" سائلاً: "هل ستحرك الإدارة الجديدة في واشنطن الأطراف أخيراً لتشكيل حكومة جديدة برئاسة الرئيس سعد الحريري؟". وقال إن "الحكومة الجديدة لا تعني تلقائياً نهاية الأزمة، لكن لا توجد حكومة تساهم فقط في تعميق الانهيار ومعاناة الشعب".


الاعلى للدفاع
على صعيد آخر، بقيت جائحة كورونا وانتشارها القوي، في الواجهة. وفيما قرار الاقفال التام ساري المفعول وسط التزام لافت بمندرجاته، وفي حين شكا وزير الصحة اصحاب مستشفيات امام القضاء، دعا رئيس الجمهورية المجلس الاعلى للدفاع الى اجتماع استثنائي ظهر الخميس 21 كانون الثاني في قصر بعبدا. وافادت المعلومات ان المجلس سيناقش توصية خلية كورونا تمديد الاقفال التام.


لالتزام البيوت
وكان صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس الحريري بيان اكد فيه المسؤولية الكبرى لمكافحة جائحة كورونا تقع على اللبنانيين والمقيمين مجتمعين، بدءا من بيوتنا وبيئاتنا واحزابنا ومساجدنا وكنائسنا، مسؤولية الالتزام الصارم لموجبات الوقاية والسلامة والانضباط".


اضاف: نناشد الحزبيين والمناصرين في تيار المستقبل ومحبي الرئيس الشهيد رفيق الحريري في المناطق، أخذ هذا النداء على محمل الجد والالتزام ، والامتناع عن تنظيم أي أنشطة مع اقتراب الذكرى السنوية لاغتيال الرئيس الشهيد ورفاقه، بما في ذلك التجمع امام الضريح وعقد الندوات والمهرجانات.


سلامة
على خط قضائي - مالي، أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أنه "وكما دائماً، ملتزم بالقوانين اللبنانية والدولية المرعية الإجراء، ويتعاون مع جميع الحرصاء على لبنان ووضعه المالي والمصرفي في الداخل والخارج". وطمأن الحاكم في بيان إلى أن "كل الإدعاءات عن تحاويل مالية مزعومة قام بها إلى الخارج سواء باسمه أو باسم شقيقه أو باسم معاونته إنما هي فبركات وأخبار كاذبة لا أساس لها وستكون موضع ملاحقة قضائية بحق كل من نشرها وينشرها بقصد التمادي في الإساءة، فاقتضى التوضيح".


توضيح
من جانبها، بعدما نقلت وكالة "انباء" أنّ وزيرة العدل ماري كلود نجم تسلمت طلب تعاون قضائي من السلطات القضائية في سويسرا يتعلق بتقديم مساعدة قضائية حول ملف تحويلات مالية تخص حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، أوضحت وزيرة العدل، أنّها لم تدلِ بأيّ بيان عن الموضوع. بل كان جواباً ظهر اليوم رداً عن سؤال عمّا إذا وصلها طلب من السلطات القضائية السويسرية فأجابت عليه كالآتي: "تسلّمت طلب تعاون قضائي موجه من السلطات القضائية في سويسرا، وسلّمت الطلب إلى النائب العام التمييزي لإجراء المقتضى".

 

**********************************************************************

 الشرق الأوسط:

 

تحرك دياب {لن يفتح ثغرة} لتشكيل حكومة جديدة في لبنان

 

 قالت مصادر سياسية مواكبة للتحرك الذي قام به رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب باتجاه رؤساء الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري والمكلّف تشكيل الحكومة الجديدة سعد الحريري، بأنه من غير الجائز تحميل لقاءاته أكثر مما تحتمل، والتعاطي معها على أنها أدت إلى فتح ثغرة في الحائط المسدود الذي اصطدمت به مشاورات تأليف الحكومة، وأكدت بأن إعادة الروح إليها وتفعيلها هي بيد رئيس الجمهورية الذي يُفترض به أن يجيب على التشكيلة الوزارية التي عرضها الرئيس المكلّف والتي ردّ عليها بمقاربة بقيت في حدود إعادة النظر في توزيع الحقائب على الطوائف اللبنانية من دون أن يقرنها بتسمية الوزراء الذين ستوكل إليهم الوزارات.


ولفتت المصادر السياسية لـ"الشرق الأوسط"، إلى أن تفعيل المشاورات لتشكيل حكومة مهمة من اختصاصيين ومستقلين من غير المحازبين بات في عهدة عون، وقالت بأن المشكلة لا تُحل بعقد لقاء مجاملة بين عون والحريري الذي قام بكل ما يتوجب عليه، وإنما في مدى استعداد رئيس الجمهورية للتعاون معه لإخراج البلد من الفراغ القاتل والانتقال به إلى مرحلة الانفراج، خصوصاً أن كل ما أُشيع حول التشكيلة الوزارية التي عرضها عليه الحريري لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة، وأن مجرد الإعلان عن أسماء المرشحين لدخول الحكومة يتيح للرأي العام الاطلاع عليها للتأكد بأن كل ما قيل عنها ليس في محله.


ورأت بأن عون هو من أوقف مشاورات التأليف بعد 14 جولة من المشاورات بدلاً من أن يجيب على التشكيلة الوزارية التي سلّمه إياها الحريري، وسألت "من كان وراء تفخيخ الأجواء التي أدت إلى القطيعة بين عون والحريري؟ وهل أن ما صدر عن رئيس الجمهورية باتهام الرئيس المكلف بالكذب والذي أعقبه رئيس (التيار الوطني الحر) النائب جبران باسيل بشن حملة شعواء على الرئيس المكلف يخدم الجهود الرامية إلى إنقاذ البلد بتبنّي المبادرة التي طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؟".


كما سألت عن الأسباب الموجبة لاستمرار الحملات الإعلامية والسياسية من قبل التيار السياسي المحسوب على عون - باسيل ضد الحريري؟ وكأن الأخير يتحمل مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة، مع أن العائق الوحيد هو من يرعى هذه الحملات، في حين يلوذ رئيس الحكومة وتياره السياسي بالصمت؛ لأن البلد لا يحتمل المزيد من التأزيم.


واستغربت المصادر نفسها مما يردّده عون وتياره السياسي حول اعتماد وحدة المعايير وتطبيق مبدأ المداورة في توزيع الحقائب على الطوائف، في حين وافق هو شخصياً على استثناء وزارة المال من المداورة والإبقاء عليها من الحصة الشيعية كما ورد في مقاربته لإعادة توزيع الحقائب على القوى السياسية.


وقالت بأن الحريري عندما قرر انتخاب عون رئيساً للجمهورية لم يتخذ قراره إلا لمنع استمرار الفراغ في سدة الرئاسة الأولى لإعادة انتظام العمل في المؤسسات الدستورية من جهة ولوقف انهيار البلد، وأكدت بأن موقفه انسحب على إجراء الانتخابات النيابية بعد التمديد للبرلمان وعلى أساس اعتماد قانون انتخاب كان يُدرك سلفاً بأنه سيخسر عدداً من المقاعد النيابية، ورأت بأن الحريري سيتخذ الموقف نفسه في حال أي فراغ من شأنه أن يعيق الجهود لإنقاذ البلد.


وأكدت بأن المبادرة الفرنسية ما زالت قائمة، وأن عدم تحريكها لا يعني أبداً سحبها من التداول، وكشفت عن أن الحريري على تواصل دائم مع القيادة الفرنسية رهاناً منه على أن لا بديل عنها لإنقاذ البلد، وسألت "من كان وراء تعطيل جلسات مجلس الوزراء ومنعها من الإنتاجية كما يجب؟ ألم يكن باسيل وفريقه السياسي؟".


وبالنسبة إلى تحرك دياب باتجاه الرؤساء الثلاثة، قالت المصادر بأنه أراد من تحركه أن يمرر أولاً رسالة تضامن مع الحريري ولو جاءت متأخرة على خلفية اتهام عون له بالكذب في حضور دياب في ضوء التساؤلات التي طُرحت حول عدم ردّه على هذا الاتهام، وثانياً، إعلام من يعنيهم الأمر بأن حكومة تصريف الأعمال غير قادرة على الاستمرار في ظل تراكم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية وارتفاع منسوب الإصابات بوباء فيروس كورونا بعد أن تجاوزت الخطوط الحمراء، وهذا ما يستدعي الإسراع بتشكيل الحكومة اليوم قبل الغد.


لذلك؛ فإن الانتقال إلى مرحلة الانفراج بتشكيل الحكومة كان ولا يزال في عهدة عون الذي عليه أن يجيب على التشكيلة الوزارية التي أودعه إياها الحريري الذي يتواصل باستمرار مع البطريرك الماروني بشارة الراعي تقديراً منه لمواقفه ومحاولاته الدؤوبة لإخراج مشاورات التأليف من المراوحة، وصولاً إلى توفير الأجواء لتسهيل ولادة الحكومة.


 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram