شهادة وسام في سبيل فلسطين كانت إيمانًا منه بعقيدة الدفاع عن أرضنا وشعبنا، وإيمانًا منه بقول سعاده: “فلكَي نربح الأرض يجب أن نقاتل صفوفًا موحدة في سبيل الأرض، وبربحنا الأرض نربح الجنة”، فكان “المهندس” أوّل شهيد للحزب السوري القومي الاجتماعي منذ عمليّة “طوفان الأقصى” مؤكّدًا على وحدة ساحات الأمّة دفاعًا عن فلسطين، لكنّه لم يكن أوّل ولن يكون آخر شهيد للقوميّين على درب فلسطين.
وحدة الساحات كانت وستبقى فعلًا لا قولًا عند المؤمنين بالانتماء لهذه الأمّة، أصحاب الفكر القومي الذين تسقط أمام معتقداتهم، كما أمام أقدامهم، الحدود التّي فرضها الغرب علينا، هذا الغرب الذّي يشارك اليوم في الاعتداء على أرضنا وأبناء شعبنا، المتصهين أكثر من الصهاينة أنفسهم، داء وسام ستمحو هذه الحدود الوهميّة من فكر شعبنا كما ستمحوها قريبًا جدًّا عن كلّ الخرائط.
أهل وسام يوم تشييعه هم أصدق تجسيد لعقيدة هذا الحزب، ولما قدّمه وسيقدّمه للأمّة، فوالدته ودّعته وقد لفّت حولها بذته العسكريّة الملوّنة بلون الأرض، وكأنّها تقول للعالم “إنّني ما أنجبت وسام إلّا لأجل هذه الأرض”، ووالده ما إن تبلّغ خبر ارتقاء ابنه حتّى عزّ هو القوميين قبل أن يعزّوه قائلًا: “إبني ليس أغلى من أنطون سعاده”، وهنا نضيف أنّ ابنك يا حضرة الرفيق محمّد، وكلّ أبناء نسور الزوبعة هم وديعة فكر سعاده في هذه الأمّة، فكر أكّد بالفعل قبل القول أنّ لا شيء في الدنيا أغلى من تراب هذه الأمّة وأرض هذه الأمّة، ولا حتى دماءنا ودماء أبنائنا.
الشهيد وسام هو وسام على صدر هذه الأمّة، وسام سنعلّقه، نحن أبناء هذه الأرض، على رايات فلسطين، يوم ندخلها منتصرين، بعد أن تكون دماء وسام، ورفاق وسام، وكلّ الشهداء من مختلف الفصائل المقاومة في فلسطين ولبنان والشام والعراق واليمن، والمدنيين في فلسطين وغزة وجنوب لبنان، قد فتحت طريق القدس أمام المؤمنين بمقاومة العدو بكلّ الطرق.
هنيئًا لك شهادتك يا وسام، هنيئًا لأمّك برأسها الذي رفعته يوم ارتفعت شهيدًا على مذابح الأمّة، هنيئًا لوالدك إيمانه بعقيدة قدّم لأجلها أغلى ما يملك، وهنيئًا لنا برجال يرسمون لنا درب النصر نحو الأرض الحبيبة.
نسخ الرابط :