افتتاحية صحيفة النهار
الجنوب يتنفس الصعداء… ولودريان يعود الأربعاء
على وقع اليوم الأول من هدنة غزة وانطلاق الموجة الأولى من تبادل الاسرى والرهائن بين #إسرائيل و”#حماس”، بدا بديهيا ان تتجه العين الثانية للرصد الى الجبهة الجنوبية في لبنان نظرا الى الربط المحكم للواقع الميداني الذي نشأ فيها منذ الثامن من تشرين الأول الماضي بتطورات حرب غزة. ولذا لم يكن غريبا ان يسود الجبهة الجنوبية هدوء شبه شامل على امتداد الخط الحدودي بحيث شجع السكون الذي استعادته المنطقة الحدودية مجموعات غير قليلة من المواطنين الجنوبيين الذي تركوا بلداتهم وقراهم منذ بدء المواجهات على العودة وتفقد منازلهم وممتلكاتهم .
موشر التهدئة ربطا بتطورات الهدنة الغزاوية أبقى هامشا واسعا من الحذر لدى الأوساط الداخلية الرسمية والسياسية حيال ما يمكن حصوله على الجبهة الجنوبية اذ ان الترقب وحده بدا سيد الموقف في انتظار رصد الأيام القليلة المقبلة التي تعتبر اختبارا مهما لمسار التطورات في ظل هذه الهدنة. فاذا صمدت ونفذت كما تم التوصل اليه من تفاهمات في شأنها فان ذلك قد يشكل عامل تقوية واستدامة للهدوء على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية في الجنوب بما يؤكد الارتباط المحكم بين الجبهتين. ولكن الاحتمال السلبي ظل ماثلا أيضا لجهة التحسب لانتكاسات قد تواجه تنفيذ المراحل المتبقية من اتفاق الهدنة الموقتة خصوصا ان مواقف المسؤولين الإسرائيليين من سريان الهدنة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بدت اقرب الى التهويل والتهديد ولم تربط الهدنة بالجبهة الجنوبية .
لذا اتخذت الجهود والمساعي الخارجية والدولية لتبريد الجبهة الجنوبية دلالات مهمة وسط معطيات تؤكد ان الانقسامات العميقة الدولية حيال الوضع في غزة لا تنسحب على الموقف الدولي مما يجري في لبنان اذ ان هناك ما يشبه الإجماع الدولي على ضروة الفصل التام ميدانيا بين لبنان وغزة وتاليا إعادة الوضع في الجنوب الى التهدئة الشاملة والثابتة واستعادة المعادلة الأممية – اللبنانية التي ترعى الوضع في الجنوب في ظل احكام القرار الدولي 1701 لانه أيا تكن الوقائع التي اخترقت هذا القرار لن يكون ثمة مسلك جديد لاستعادة تطبيع الوضع في الجنوب الا من خلال هذا القرار . كما ان جانبا جديدا من التداعيات برز مع معالم إعادة تحريك الملف الرئاسي الجامد منذ مدة طويلة . وفي هذا السياق بات مؤكدا ان الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان سيصل الى #بيروت الأربعاء المقبل ايذاناً بمعاودة مهمته الآيلة الى السعي لانتخاب رئيس للجمهورية بعدما اصطدمت هذه المهمة سابقا بعقبات حالت دون استمرارها .
وفي منشورٍ لها، مساء امس ، قالت السفارة الأميركية في بيروت إنّ “12 ساعة من الهدوء على الخط الأزرق أعطتنا جميعاً الأمل والطاقة المُتجددة لبناء غدٍ أفضل للبنان”، وأضافت: “إننا نردد دعوة زملائنا في اليونيفيل في بيانهم القوي”.
وكان رئيس بعثة “اليونيفيل” وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو عبر عن “قلقه إزاء تبادل اطلاق النار المكثف المستمر على طول الخط الأزرق الذي أودى بحياة الكثير من الناس، وتسبب في أضرار جسيمة، وبهدد أرزاق لناس.” وقال “باعتبارنا حفظة سلام، فإننا نحثّ أولئك الذين يتبادلون إطلاق النار على طول الخط الأزرق على وقف دائرة العنف هذه”، مضيفاً “إن أي تصعيد إضافي في #جنوب لبنان يمكن أن تكون له عواقب مدمّرة”. وقال “يجب على الأطراف أن تؤكد من جديد التزامها بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 ووقف الأعمال العدائية، بينما تسعى إلى إيجاد حلول طويلة الأمد لمعالجة الأسباب الكامنة وراء النزاع”.
…و#روسيا
وبدا لافتا في سياق المساعي والمواقف الخارجية لمنع التصعيد في لبنان مضي روسيا في الدفع نحو هذا الموقف اذ أعلنت امس وزارة الخارجية الروسية ان محادثة هاتفية جرت بين الممثل الخاص لرئيس الاتحاد الروسي لشؤون الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي #ميخائيل بوغدانوف ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وأشارت الوزارة في البيان الى “انه جرت خلال المحادثة مناقشة القضايا الراهنة المتعلقة بمواصلة التطوير التدريجي للعلاقات الروسية اللبنانية الودية التقليدية، بما في ذلك الحفاظ على الحوار السياسي المنتظم.كما تم التطرق إلى الوضع الناشئ في الشرق الأوسط، مع التركيز على الأحداث في قطاع غزة وجنوب لبنان . وفي الوقت نفسه، أكد الجانب الروسي موقفه الثابت الداعم لوحدة الجمهورية اللبنانية وسلامتها الإقليمية وسيادتها، وعدم جواز امتداد التصعيد المسلح في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى الأراضي اللبنانية”.
في غضون ذلك التقى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن للاتحاد الاوروبي جوزف بوريل في بروكسيل وأوضح انه وجه اليه دعوة لزيارة لبنان “في اقرب فرصة ممكنة، وشكرته على خطابه بالامس امام البرلمان الاوروبي ومقاربته السياسية لغزة”. أضاف “اذا ارادت اسرائيل وقف التصعيد فعليها وقف الحرب، والسماح بعودة الفلسطينيين الى شمال غزة، ووقف تهديداتها للبنان”. كما التقى بو حبيب رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا متسولا وشدد أمامها على “أننا اليوم امام فرصة حقيقية لوقف هذه الحرب المدمرة”.
أما على صعيد الوضع في الجنوب ومع دخول الهدنة في غزة حيز التنفيذ امس بدا ان مفاعيلها تمددت الى الجبهة اللبنانية الجنوبية مشكلة فرصة لالتقاط اهلها انفاسهم. وسادت طيلة النهار على المنطقة أجواء من الهدوء، ولم يسجّل منذ الصباح أي طلقة على جانبي الحدود، أو أي تحليق للطائرات المسيّرة التي لازمت سماء المنطقة منذ اليوم الأول لبدء الأحداث، كما غاب عن سماء المنطقة الطيران الحربي الذي حلّق فوق الأراضي الفلسطينية المحتلّة فقط.
كما تغيّر المشهد والحركة على الطريق الساحلي بين صور والناقورة، مع بدء المواطنين بالعودة إلى قراهم تدريجياً، لتفقّد منازلهم وأرزاقهم.
في الناقورة، وهي أحد خطوط المواجهة، خرج بعض المزارعين إلى حقولهم، وحضر عمال مؤسسة الكهرباء لمعاينة الأضرار. أمّا في بلدة علما الشعب، التي نالت نصيباً كبيراً من الاعتداءات التي تضرّر بنتيجتها عشرة منازل واحترق فيها العديد من أشجار الزيتون والسنديان، لوحظت عودة عدد قليل من الأهالي، انضموا إلى العدد القليل الذي بقي صامداً في البلدة وفي مقدّمتهم كاهن الرعية المونسينيور مارون الغفري ونائب رئيس البلدية وليام حداد.
وكما في علما كذلك في معظم قرى القطاع الغربي جرت عودة ولو خجولة للأهالي، لتفقّد بيوتهم وأرزاقهم.
ودعت قيادة الجيش المواطنين العائدين إلى اتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر من مخلفات القصف المعادي ولا سيما الذخائر الفسفورية والذخائر غير المنفجرة، وعدم الاقتراب منها وإفادة أقرب مركز عسكري عنها أو الاتصال بعمليات القيادة على الرقم ١٧٠١. كما دعت إلى الالتزام بإجراءات الوقاية المعممة من قبل الجيش في هذا الخصوص.
*********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
واشنطن تتبنّى موقف “اليونيفيل” من القرار 1701 و”الحزب” باقٍ مع غزة
الجنوب يسأل: وينيّي الدولة؟
نعمت أمس المناطق الحدودية الجنوبية بهدوء لم تعرفه منذ 7 أسابيع خلت. ومن المقرر أن يستمر الهدوء حتى صباح الثلاثاء المقبل، ثمرة هدنة حرب غزة، مثلما كان العنف الذي لفّ هذه المناطق منذ 8 تشرين الأول الماضي ثمرة تلك الحرب.
وكانت لافتة أمس في شهادات الجنوبيين الذين عادوا الى مناطقهم التي نزحوا عنها منذ نحو 48 يوماً، والتي وثّقتها الكاميرات والأقلام، مطالبتهم بألّا تعود المواجهات التي تسببت بنزوحهم عن مناطقهم كي يستقروا في ديارهم. ومقابل ما أفصح عنه الجنوبيون، بدا الموقف الرسمي مريباً في صمته، وكأنه يعبّر عن التواطؤ مع قرار إبقاء الحدود الجنوبية في يد محور الممانعة كي يكون السلام في الجنوب، وتالياً في كل لبنان، جزءاً من حرب غزة التي أكدت إسرائيل أنها ستُستأنف بعد هدنة الأيام الأربعة، التي انقضى منها يوم واحد.
وكشفت الهدنة غير المعلنة في الجنوب عن حجم الأضرار في الممتلكات على امتداد المناطق الحدودية من الناقورة غرباً الى مرتفعات شبعا شرقاً مروراً بالقطاع الأوسط. كما سجّلت زحمة سير على طريق صيدا-الجنوب التي عبرها النازحون نحو بلداتهم وقراهم الحدودية.
ومن المواقف الداخلية الوحيدة التي صدرت، بيان مديرية التوجيه في قيادة الجيش التي طلبت فيه من النازحين العائدين إلى منازلهم «اتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر من مخلفات القصف المعادي، ولا سيما الذخائر الفوسفورية والذخائر غير المنفجرة، وعدم الاقتراب منها» .
وفي الإطار نفسه، أعرب رئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو في تصريح عن «قلقه إزاء تبادل إطلاق النار الكثيف المستمر على طول «الخط الأزرق» ما أودى بحياة الكثير من الناس، وتسبب بأضرار جسيمة، وبدّد أرزاق الناس».
وقال: «باعتبارنا حفظة سلام، فإننا نحض أولئك الذين يتبادلون إطلاق النار على طول «الخط الأزرق» على وقف دائرة العنف هذه»، معتبراً أنّ» أي تصعيد إضافي في جنوب لبنان يمكن أن تكون له عواقب مدمّرة».
وناشد الأطراف «أن تؤكد من جديد التزامها قرار مجلس الأمن 1701 ووقف الأعمال العدائية، بينما تسعى إلى إيجاد حلول طويلة الأمد لمعالجة الأسباب الكامنة وراء النزاع».
وتفاعلت السّفارة الأميركيّة في بيروت عبر منصة «إكس» مع تصريح رئيس بعثة «اليونيفيل»، فقالت في منشورٍ أصدرته مساءً «إنّ 12 ساعة من الهدوء على «الخط الأزرق» أعطتنا جميعاً الأمل والطاقة المُتجددة لبناء غدٍ أفضل للبنان». وأضافت: «إننا نردد دعوة زملائنا في «اليونيفيل» في بيانهم القوي».
وعلى طرف نقيض من الدعوات لعودة الاستقرار الى الجنوب، صرّح نائب الأمين العام لـ»الحزب» الشيخ نعيم قاسم: «بالنسبة لنا في لبنان قررنا أن نساند غزة من خلال جبهة الجنوب، وقدمنا عشرات الشهداء والتضحيات وحققنا الاصابات الكثيرة في صفوف العدو، فضلاً عن تهجير حوالى 70 الف مستوطن واستقدام حوالى 100 الف جندي اسرائيلي ليقفوا على الحدود و50 % من قدرة الطيران الإسرائيلي كل هذا يخفف عن غزة، ويؤثر في مسار المعركة مستقبلاً إذا استمرت».
ومن التطورات الميدانية الى التطورات السياسية، يقول المواكبون إنّ الملف الرئاسي مؤجل، لأكثر من سبب، وعدّد هؤلاء الأسباب على النحو الآتي:
«- لا عامل جديداً طرأ على رقعة الشطرنج الرئاسية، وبالتالي إذا كان من طرحٍ راهن فهو يقوم على ترئيس سليمان فرنجية. أمّا غير ذلك فغير مطروح على بساط البحث.
– لا مبرّر لكي يقبل «الحزب» تسوية رئاسية لا يكون فيها رابحاً، طالما أنّ صوت المعارك في الجنوب وغزة لا يزال هو الأقوى.
– قبل الانخراط من جديد في الملف الرئاسي، لا بدّ من انجلاء الصورة العسكرية في المنطقة، خصوصاً أنّ القرار 1701 كان أولى ضحايا هذه الحرب، وبالتالي لا بدّ من انتظار نضوج القرار البديل.
– ترقّب مسار ومصير المحادثات الأميركية – الإيرانية التي نشطت بفعل حرب غزة، وما اذا كان لبنان سيحظى بمساحة نقاش أو تفاهم دولي».
*****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنان… أهالي بلدات جنوبية يخشون العودة
«يونيفيل»: أي تصعيد إضافي ستكون عواقبه مدمرة
خيّم الهدوء الحذِر أمس (الجمعة) على البلدات الحدودية في جنوب لبنان، مع بدء سريان اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس»، وأبدى كثيرون من الأهالي خشية من العودة إلى منازلهم، وخصوصاً في البلدات والقرى المتقدمة والأكثر قرباً من الحدود، التي شهدت حرباً حقيقية خلّفت أضراراً في الممتلكات والمزروعات، كما أن نسبة الأضرار تفاوتت أيضاً؛ إذ إن الأضرار الكبرى كانت في بلدات مروحين والضهيرة وعلما الشعب، حيث أتت الحرائق فيها على معظم الثروة الحرجية، إضافة إلى تضرر عدد من المنازل بشكل كامل.
وبينما يبقى قرار العودة النهائية إلى البلدات والمنازل مرتبطاً بما ستؤول إليه الأوضاع في الأيام المقبلة، سمح اليوم الأول للهدنة لعدد من العائلات التي تقيم في مراكز نزوح بمدينة صور بأن تنتقل إلى بلداتها الجنوبية لتفقُّد منازلها لساعات قليلة، ثم تعود؛ وذلك خوفاً من استئناف القصف في أي لحظة، في حين تنتظر عائلات أخرى حتى اليوم الثاني للذهاب إلى الجنوب، على غرار ما فعلت عائلات من منطقة مرجعيون والخيام التي سُجّلت فيها أضرار كبيرة.
وقالت إحدى السيدات لـ«الشرق الأوسط»، أمس: «اتفقنا نحن وأقاربنا أن نذهب، الجمعة، إلى الخيام لتفقُّد منازلنا بحيث نكون قد تأكدنا أكثر من تكريس الهدنة، لكن البقاء هناك ليس وارداً الآن»، مضيفة: «سنحضر مزيداً من الأغراض والحاجات، لا سيما الثياب الشتوية للأطفال، ونعود إلى بيروت حيث نقيم عند أقرباء لنا، بانتظار ما سيحصل في الأيام المقبلة».
وفي هذا الإطار، أعرب قائد قوات «يونيفيل» في الجنوب، الجنرال أرولدو لاثارو، عن قلقه إزاء تبادل إطلاق النار المستمر على طول الخط الأزرق، الذي أودى بحياة كثير من الناس، وتسبَّب في أضرار جسيمة.
وقال: «باعتبار أن مهمتنا هي حفظ السلام، فإننا نحثّ أولئك الذين يتبادلون إطلاق النار على طول الخط الأزرق، على وقف دائرة العنف هذه»، مشيراً إلى أن «أي تصعيد إضافي في جنوب لبنان يمكن أن تكون له عواقب مدمّرة».
*********************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
سرت الهدنة .. ومخاوف جدية مما بعدها .. ولودريان آتٍ لاستكمال مهمّته
مع سريان الهدنة في قطاع غزّة لأربعة أيّام، ثمّة احتمالان متوازيان، الأول؛ أن تؤسّس المرحلة الاولى لتبادل اسرى بين إسرائيل وحركة «حماس» لتمديد هذه الهدنة فترة اضافية لتفتح الطريق نحو مرحلة ثانية. والثاني الّا تكون هدنة الايام الاربعة اكثر من استراحة مؤقتة، تُستأنف بعدها حرب الإبادة الجماعيّة على قطاع غزة بوتيرة أعنف ممّا كانت عليه خلال 48 يوماً من المذابح والتدمير.
الاحتمالان واردان، فتمديد الهدنة مرتبط بحركة الوسطاء حيال المرحلة الثانية من تبادل الاسرى، اضافة الى «أنّ الولايات المتحدة الاميركية تريد هدنة اطول»، على ما ورد على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية قبل ايام». ثم أنّ التحوّل في الرأي العام العالمي بات يشكّل عاملاً ضاغطاً على الجميع، واللافت في هذا السياق، ما اشارت اليه مجلة «نيوزويك» الاميركية قبل يومين بقولها «إنّ الرئيس الاميركي جو بايدن صار اكثر ميلاً الى الضغط على اسرائيل من اجل كبح تصرفاتها في غزة، بعدما اثارت غاراتها الجوية احتجاجات عالمية». وسبقها إلى ذلك وزير الخارجية الاسرائيلي ايلي كوهين بقوله «إنّ امام اسرائيل اسبوعان أو ثلاثة قبل أن تأتي الضغوط للتوصّل الى اتفاق لوقف اطلاق النار».
واما احتمال تصعيد اسرائيل لحربها أكثر فهو قائم بقوة، حيث انّها لم تحقّق في حربها التدميرية لقطاع غزّة سوى الانتصار على الاطفال والنساء والمستشفيات والأبنية وبيوت المدنيين، ولم تلامس ما وصفته مستوياتها السياسية والعسكرية «الانتصار الساحق» على «حماس» وهزيمتها او إضعاف قدراتها. وتلك المستويات نفسها ما زالت تتحدث عن جولة قاسية من الحرب بعد الهدنة. ولفت في هذا السياق ما قاله وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت «إننا سنستأنف القتال في غزة بعد الهدنة، ومن المتوقع أن يستمر لشهرين آخرين على الاقل». فيما ذهب وزير الخارجية الاسرائيلي الى القول انّ اسرائيل وبعد انتهاء الهدنة واستعادة الاسرى ستستأنف الحرب حتى تصفية حماس».
وبمعزل عمّا إذا كانت هذه الهدنة ستؤسّس إلى هدنة اضافيّة أو سيليها تصعيد أكبر في غزة، فإنّ السؤال الذي يفرض نفسه في موازاتها: ماذا عن جبهة لبنان؟ وهل ستتمدّد هدنة الأيام الاربعة اليها؟
من دون إعلان، بدا أنّ هدنة غزة تمدّدت تلقائياً الى الجبهة الجنوبية، حيث لم تُسجّل أيّ عمليّات حربيّة على جانبي الحدود، الاّ انّ اجواء الحذر بقيت مسيطرة امتداداً من الناقورة الى مزارع شبعا وتلال كفر شوبا. فيما سُجّلت حركة خجولة في البلدات الحدودية، ولوحظ انّ عودة الاهالي الى منازلهم كانت متفاوتة بين بلدة واخرى، واصدرت قيادة الجيش بياناً دعت فيه المواطنين العائدين إلى اتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر من مخلّفات القصف المعادي، ولا سيما الذخائر الفوسفورية والذخائر غير المنفجرة».
بري: إسرائيل مصدر الخطر
وفيما لم يصدر عن «الحزب» اي بيان حول وقف عملياته العسكرية ضدّ المواقع والجنود الاسرائيليين، برز موقف لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اكّد «أنّ ما جرى في الجنوب هو نصرة لغزة ولأجل غزة، و«الحزب»، ومنذ بداية الحرب لم يتخطّ في عملياته حدود استهداف المواقع العسكرية لجيش العدو وجنوده، ملتزماً بالقواعد المعمول بها، فيما اسرائيل هي التي خرقت هذه القواعد باستهدافها المدنيين، وقتل الصحافيين، وعمق القرى والبلدات، ومناطق في الداخل بعيدة من الحدود الجنوبية، وهذا بالتأكيد لا يمكن أن يمرّ من دون ردّ. كل هذه التطورات تؤكّد بما لا يقبل أدنى شك أنّ اسرائيل هي التي تدفع في اتجاه توسيع دائرة المواجهة».
وعلمت «الجمهوريّة»، انّه بموازاة الرسالة التي تلقّاها رئيس المجلس من الرئيس الاميركي والذي اكّد فيها سعي الولايات المتحدة الاميركية لمنع توسّع رقعة الصراع، كانت خطوط باريس مفتوحة مع الرئيس بري، تؤكّد على مضمون مشابه للرسالة الاميركية، وتشدّد على أنّ عودة الهدوء واولوية استقرار لبنان، وبذل كل جهد ممكن لمنع انحدار الوضع على الحدود اللبنانية الى مواجهات واسعة». وبحسب المعلومات فإنّ برّي ردّ بالتأكيد على «أنّ مصدر الخطر الدائم سواء على لبنان وكلّ المنطقة هو إسرائيل، والمطلوب أوّلاً وأخيراً هو ممارسة الضّغوط عليها لحملها على الإلتزام بالقرار 1701 ومنعها من الإعتداء على لبنان».
ميقاتي وبوغدانوف
الى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان انّ محادثة هاتفية جرت بين الممثل الخاص لرئيس الاتحاد الروسي لشؤون الشرق الأوسط ودول إفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، جرت خلالها مناقشة القضايا الراهنة المتعلقة بمواصلة التطوير التدريجي للعلاقات الروسية- اللبنانية الودية التقليدية، بما في ذلك الحفاظ على الحوار السياسي المنتظم. كما تمّ التطرق إلى الوضع الناشئ في الشرق الأوسط، مع التركيز على الأحداث في قطاع غزة وجنوب لبنان. واكّد الجانب الروسي موقفه الثابت الداعم لوحدة الجمهورية اللبنانية وسلامتها الإقليمية وسيادتها، وعدم جواز امتداد التصعيد المسلّح في منطقة الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي إلى الأراضي اللبنانية».
الحرب الاقليمية واردة!
وكشفت مصادر ديبلوماسية غربية لـ«الجمهورية»، انّ الاميركيين يمارسون ضغطاً جدّياً على اسرائيل لمنع التصعيد مع لبنان، وعلى المنوال ذاته تحرّك الفرنسيون في اتجاه لبنان واسرائيل لتوجيه رسائل مباشرة الى المسؤولين اللبنانيين والاسرائيليين لتجنّب التصعيد العسكري».
ورداً على سؤال حول الهدنة التي سرت في غزة امس، قالت المصادر، «الهدنة امر جيد وقد تفتح نافذة للتنفس، ونأمل ان تتمدّد لفترات اطول، لكن الوضع لا يزال يبعث على القلق، وخصوصاً اننا لم نرَ حلاً نهائياً بعد لموضوع غزة، اضافة الى انّ الجنوب اللبناني في حالة حرب، وبالتالي فإنّ الوضع يمكن ان ينحدر مجدداً الى تفجير كبير في اي لحظة، ومخاطر اندلاع حرب اقليمية ما زالت قائمة، صحيح انّ هذا الاحتمال حالياً أبعد مما كان عليه قبل اسابيع لكن لا يمكن استبعاده. وذلك يعود الى ضغوط دولية، الاميركيون لعبوا دورهم في هذا المجال وكذلك الفرنسيون وخصوصاً في بدايات الحرب حيث كانت اسرائيل بصدد شنّ الحرب على جبهتين في آن معاً، جبهة لبنان وجبهة غزة».
باريس للجم التصعيد
وقالت مصادر ديبلوماسية فرنسية لـ«الجمهورية»: «انّ باريس معنية بلبنان وسياستها الثابتة الوقوف الى جانب لبنان والحفاظ على استقراره، وفي هذه المرحلة الصعبة التي تمرّ فيها منطقة الشرق الاوسط اولويتنا الأساس العمل الحثيث لكي لا ينجرّ لبنان الى التصعيد، فالوضع في جنوب لبنان والتوتر القائم على جانبي الحدود وما رافقه من عمليات عسكرية، يبعث على القلق الكبير من خروج الوضع عن السيطرة، وباريس تحدثت مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي لاحتواء الوضع ومنع الانفجار».
وكشفت المصادر أنّ اولوية باريس في هذه المرحلة هي اعادة تحريك الملف الرئاسي في لبنان، ومساعدة اللبنانيين على اتمام هذا الاستحقاق، وضمن هذا السياق تأتي زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت في وقت قريب.
وكشفت المصادر انّ ملف رئاسة الجمهورية في لبنان كان قبل فترة قصيرة، محل بحث في الدوحة بين لودريان ومسؤولين قطريين، وتوقيت زيارته الى بيروت ليس مرتبطاً بالتطورات التي شهدتها المنطقة منذ السابع من تشرين الاول الماضي، بل انّها كان مقرّراً ان يقوم بها لودريان قبل هذه التطورات التي أرجأتها.
واوضحت المصادر، «انّ لودريان لا يحمل معه اي مبادرة فرنسية جديدة، بل هي استمرار للجهود التي بذلها في زياراته السابقة، لمساعدة الاطراف في لبنان على التحاور في ما بينهم والتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، وباريس ترى في هذه الزيارة فرصةً تاريخية لإنجاز هذا الملف».
واكّدت المصادر «انّ باريس تريد ان ترى شيئاً ايجابياً قد تحقق للبنان، ومن هنا المزيد من الانتظار بسبب حسابات داخلية لن يكون مفيداً للبنان، وليس مجدياً على الاطلاق، وخصوصاً انّ الضرورات في لبنان، سواءً ما يتعلق بالتصعيد العسكري الذي نراه على حدود لبنان الجنوبية، او باشتداد الأزمة الاقتصادية والمالية، باتت تحتّم اعادة انتظام المؤسسات بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة ترعى شؤون لبنان في هذه المرحلة الصعبة التي تمرّ فيها المنطقة ولبنان، وتباشر سريعاً في تنفيذ الخطوات الاصلاحية والانقاذية المطلوبة للخروج من الأزمة».
«اليونيفيل» قلقة
إلى ذلك، اعرب قائد قوات «اليونيفيل» في الجنوب الجنرال أرولدو لاثارون، عن «قلق إزاء تبادل اطلاق النار المكثف المستمر على طول الخط الأزرق الذي أودى بحياة الكثير من الناس، وتسبّب في أضرار جسيمة، وبدّد أرزاق الناس»، لافتاً الى انّه «باعتبارنا حفظة سلام، فإننا نحثّ أولئك الذين يتبادلون إطلاق النار على طول الخط الأزرق على وقف دائرة العنف هذه، وإنّ أي تصعيد إضافي في جنوب لبنان يمكن أن تكون له عواقب مدمّرة».
واضاف: «يجب على الأطراف أن تؤكّد من جديد التزامها بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 ووقف الأعمال العدائية، بينما تسعى إلى إيجاد حلول طويلة الأمد لمعالجة الأسباب الكامنة وراء النزاع».
ملف قائد الجيش
من جهة ثانية، ما زال ملف قيادة الجيش جاثماً على مائدة الاتصالات من دون ان تتمكن حتى الآن من تجاوز الصعوبات التي تعترض مساره سواءً في اتجاه تأخير تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون أو تعيين قائد جديد.
وبحسب مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ فكرة تعيين قائد جديد للجيش قد أُخرجت من التداول، والنقاش يدور حالياً على تأخير تسريح العماد عون، مع انّ هذا التعيين ممكن لو انّه حظي بموافقة البطريرك الماروني بشارة الراعي عليه، وبالتالي فإنّ الاسبوع المقبل قد يكون موعداً لحسم هذا الملف في مجلس الوزراء في جلسة تعقدها الحكومة في السرايا الحكومي لاتخاذ قرار بتأخير التسريح، بناءً على «دراسة قانونية ودستورية» اعدّتها الأمانة العامة لمجلس الوزراء، تتجاوز صلاحيّة وزير الدفاع في تأخير التسريح، وجوهرها أنّ الصلاحية العليا (لمجلس الوزراء) اقوى من الصلاحية الدنيا ( للوزير).
ولفتت المصادر الى انّه رغم ترجيح انعقاد جلسة لمجلس الوزراء للبت في تأخير التسريح، الّا انّ قراراً من هذا النوع ليس سهلاً ان تبادر الحكومة الى اتخاذه، برغم أنّه يحظى بتأييد غالبية مكوناتها، ذلك أنّ الفتوى المحكي عنها، التي تجيز لمجلس الوزراء أن يتخذ قراراً من هذا النوع قد تكون قوية، ولكن في مقابل ثمة إشكالية وموانع قوية ايضاً، حيث انّ قراراً من هذا النوع يقفز فوق صلاحيات الوزير المنصوص عليها في الدستور(المادة 66)، ويتجاوز صلاحيات وزير الدفاع في حالة تأخير التسريح، المنصوص عليها صراحة في المادة 55 من قانون الدفاع الوطني، قابل للطعن به امام مجلس شورى الدولة. واحتمال ان يبطل مجلس الشورى هذا القرار اذا ما طُعن به أكثر من وارد.
الإشكالية الى مجلس النواب
وإذا كانت مصادر متابعة لهذا الملف ترى أنّ الكلمة الفصل في هذا الأمر، هي لمجلس النواب، في الجلسة التشريعية التي سيدعو اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال النصف الاول من الشهر المقبل (منتصف كانون الاول المقبل يُعتبر آخر فرصة لحسم تأخير تسريح قائد الجيش باعتبار انّ النصف الثاني من كانون الاول يصادف فترة الاعياد). الاّ انّه وحتى لو تمّ إقراره في مجلس النواب، فلا يعني ذلك انّ الأمر قد حُسم نهائياً.
ولفتت المصادر الى أنّ الجلسة التشريعيّة ستنعقد بجدول أعمال عادي يتضمن جملةً من مشاريع القوانين المحالة من الحكومة، من ضمنها المشروع المتعلق بالكابيتال كونترول، والصندوق السيادي، والى جانبها مجموعة من اقتراحات القوانين التي تحمل صفة المعجّل مكّرر، مدرج في اولها اقتراح القانون المقدّم من «كتلة الجمهورية القوية» للتمديد سنة لقائد الجيش، والنصاب المطلوب لهذه الجلسة هو الاكثرية المطلقة من عدد اعضاء المجلس النيابي اي 65 نائباً، فيما التصويت على بنود جدول الاعمال بالأكثرية النسبية (ربطاً بعدد النواب الحاضرين في الجلسة، اي نصف الحاضرين زائداً واحداً). ما يعني انّ نسبة التصويت النيابي في الجلسة التشريعية متوفرة، ومعنى ذلك انّه سيُقرّ.
الاّ انّ إقرار هذا الاقتراح في رأي المصادر عينها تقابله اشكالية اساسية قد تبرز في موازاته عبر مبادرة «تكتل لبنان القوي» الى الطعن بالقانون المتعلق بالتمديد لمن هم في رتبة عماد، امام المجلس الدستوري، وقد سبق للتيار الوطني الحر ان لوّح بذلك قبل فترة، والمجلس الدستوري قد لا يتأخّر في إبطال هذا القانون، على اعتبار انّ نقطة الضعف الأساسية التي تعتريه هي عدم جواز التشريع لمصلحة شخص بعينه، وانّ لدى الحكومة صلاحية التعيين. في حين انّ ثمة رأياً آخر يقول بأنّ المجلس الدستوري قد يبادر الى ردّ مراجعة الطعن ارتكازاً على قاعدة «الضرورات تبيح المحظورات في الظروف الاستثنائية» التي توجب التمديد وتغليب مصلحة المؤسسة العسكرية واستمراريتها وعدم تعريضها الى اي خلل.
*************************
افتتاحية صحيفة اللواء
هدنة الجنوب المحققة.. هدوء وعودة إلى القرى الأمامية
تجدُّد المبادرات مع موفد قطري.. وتشريع الضرورة ببنود كاملة
سحبت هدنة تبادل الأسرى والمساجين بين اسرائيل وحركة «حماس» وفصائل المقاومة الفلسطينية نفسها على الوضع عند الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، مساء هدوء هناك، وعاد الاهالي الى القرى الحدودية الامامية لتفقد ممتلكاتهم ومنازلهم وأحبائهم، من موقع الاطمئنان، والاصرار على البقاء على الرغم من المخاطر المحدقة، والتهديدات الوقحة للكيان الاسرائيلي المتربص بلبنان.
وفي اليوم الاول «لهدنة التبادل»، استراحت الصواريخ التي دكت مواقع الاحتلال في الجهات المواجهة لحدود لبنان، من مسكاف عام الى المالكية والمنارة وكريات شمونة، وصولاً الى صفد ومواقع في الجليل الاعلى، وعاد الجنوبيون للتمركز قبالة جنود الاحتلال البعيدين عن النظر، مهللين للصمود والمواجهة غير آبهين بطلعات الاستكشاف المستمرة لـ M.K المتطورة.
وتزامنت عودة النازحين السريعة الى قراهم، مع دعوة قيادة الجيش المواطنين، الى اتخاذ أقصى تدابير الحيطة، والحذر من مخلفات القصف المعادي، والذخائر الفوسفورية، او تلك غير المتفجرة، والابتعاد عنها، وابلاغ القيادة العسكرية بها على نحو عاجل.
ولم يخفِ رئيس بعثة اليونيفيل والقائد العام ارلدو لاثارو قلقه من تجدد التصعيد، في ضوء تصريحات المسؤولين في اسرائيل، لا سيما وزير الدفاع من العودة لحرب تستمر شهرين، زعماً بتحقيق اهداف الحرب، التي لم يلمس الرأي العام العربي والاسلامي والدولي منها سوى المجازر بحق الاطفال وتدمير المنازل، والقتل الجماعي على طريقة جرائم الحرب المعروفة، والمدانة بكل المعايير والمقاييس.
وسط هذا الاسترخاء العسكري، والعودة الى الانتظام الذي كان قبل عملية «طوفان الاقصى» في 7ت1، وما تلاه من حرب مدمرة شنتها اسرائيل، مدعومة من الولايات المتحدة الاميركية، وقوى غربية تدور في فلكها، تجدَّد البحث، في المسائل الداخلية، سواء الجلسة التشريعية التي يعتزم الرئيس نبيه بري الدعوة اليها قريباً كما نقل عنه، او معالجة الشغور في قيادة الجيش والمؤسسات العسكرية والامنية، فضلا عن ايجاد آلية تسمح بإنهاء الشغور في الرئاسة الاولى.
وحسب ما لمس النائب وائل ابو فاعور ان المساعي قائمة لإنهاء الشغور في المؤسسات، لا سيما القيادات العسكرية، دون ان يتطرق الى الخيارات التي يمكن الاخذ بها.
وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن جبهة الجنوب التي يفترض أن تلحق بتطورات الهدنة منعا لأية انعكاسات قد تكون منفصلة في بعض الأحيان إلا إذا اتخذ القرار بعدم قيام خطوات معينة. ولفتت هذه المصادر إلى أن الدخول الأميركي على خط التهدئة واضح وقد انضمت فرنسا إلى هذا الأمر، اما الخشية من مفاجآت معينة فمرتبط بالميدان.
إلى ذلك، رأت المصادر نفسها أن ملف التمديد. لقائد الجيش العماد حوزف عون يبقى خيارا قائما في حين ان تعيين قائد الجيش لن يحظى بأي تفاهم أو توافق، اما اذا كان وزير الدفاع موريس سليم سيرفع أسماء لتعيين قائد جديد فهو أمر منوط بوزير الدفاع الذي له رأي واضح في هذه العملية، معلنة أن التيار الوطني الحر قد يرفع سقف الاعتراض على تأجيل التسريح ويؤكد أهمية التعيين أو يذعن لخيار التمديد انطلاقا من مبادىء محددة وفي كل الأحوال لا بد من انتظار كيفية ترجمة موقف رئيس مجلس النواب الأخير.
واعتبرت مصادر سياسية الهدوء الذي سادعلى جبهة الجنوب وتوقف الاشتباكات المسلحة على طول الحدود اللبنانية، انه نتاج عاملين اساسيين، الأول جراء الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الايراني أمير عبد اللهيان الى بيروت فجأة، وبدون إبلاغ وزارة الخارجية اللبنانية بهذه الزيارة، كماتحصل عادة، والتي طلب فيها من الحزب تهدئة ظرفية للاشتباكات، افساحا في المجال امام الجهود والمساعي الديبلوماسية، لتأخذ مداها للاتفاق على وقف اطلاق النار واتمام عملية تبادل الاسرى والمعتقلين، بين حركة حماس وقوات الاحتلال الإسرائيلي، والانطلاق منها بالمسار الديبلوماسي برعاية قطر تمهيدا للتوصل الى اتفاق شامل بين الفلسطينين وإسرائيل على المرحلة المقبلة، من دون تحديد ماهية المواضيع التي سيتم التفاوض عليها، وما اذا كانت تشمل مشروع اقامة الدوليتن او اي صيغة اخرى.
اما العامل الثاني فهو الالتزام ضمنيا باتفاق التهدئة بين حركة حماس وجيش الاحتلال الإسرائيلي، باعتبار ان تحريك جبهة الجنوب اللبناني، هدفه دعم حماس وتخفيف الضغط العسكري الإسرائيلي عنها، واشغال الجيش الاسرائيلي بحرب استنزاف، لتحويل جزء كبير من قواته واسلحته، عن الحرب التي يشنها ضد الفلسطينيين بقطاع غزّة.
واشارت المصادر إلى انه لولا هذين العاملين الضاغطين، لما كان بالإمكان تهدئة الحدود اللبنانية الجنوبية، بعد ايام من التصعيد العسكري الذي طال استهداف اربعة من كوادر الحزب في الجنوب، والذي كان متوقعا ان يرد الحزب على هذا الاستهداف، بتوجيه ضربة مماثلة لقوات الاحتلال الإسرائيلي ولكنه اكتفى بتكثيف عدد ضرباته الصاروخية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ومن وجهة نظر المصادر فإن مرد استهداف قوات الاحتلال الاسرائيلي لكوادر الحزب الاربعة، الرد على تخطي الحزب للقواعد الاشتباك التي سادت بين الطرفين منذ بدء التصعيد العسكري على الحدود اللبنانية الجنوبية والزج باسلحة جديدة، والثاني والاهم هو جر الحزب لردة فعل على مستوى هذه العملية المؤلمة بهدف توسيع نطاق الحرب لتشمل مناطق واسعة خارج مناطق الاشتباكات الحاصلة.
وفهم من اجواء عين التينة، ان الرئيس بري ماضٍ بما يسمى بجلسات «تشريع الضرورة» وان مكتب المجلس الذي يمكن ان يدعى لاجتماع في الاسبوع الاول من الشهر المقبل ان يعرض لاقتراحات ومشاريع القوانين المطروحة على الطاولة، بما في ذلك اقتراح نواب «القوات اللبنانية» بالتمديد سنة كاملة لما هو برتبة عماد، من اجل ضمان بقاء قائد الجيش في منصبه.
وقالت مصادر تتابع مجرى الاتصالات الجاري لعقد قمة اسلامية مسيحية موسعه، كشف عنها نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب بعد زيارته مع وفد موسع البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي امس الاول، ان عوائق وصعوبات تعترض انعقاد مثل هذه القمة، وفي مقدمتها موعد ومكان انعقادها وجدول اعمالها،وهي من النقاط الصعبة التي تتطلب تذليلها مسبقا، وتساءلت الاهم وهو هل يلتزم الاطراف السياسيون بقراراتها،وهل تؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ام يكون اهم من انعقاد القمة الروحية، انعقاد مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية؟
من الهدنة الى استئناف المبادرات
وحسب مصدر مطلع، فإن ثبات الهدنة في غزة، فضلا عن احتمال تمديدها لعشرة ايام او اكثر، كما نقل عن مصدر اسرائيلي، من شأنه ان يفتح الباب مجددا امام استئناف المبادرات الخارجية لحلحلة عقد الاستحقاقات الواحدة تلو الأخرى، بدءاً من استئناف الوساطة القطرية، حيث بدأ وزير قطري مهمة المساعدة على حلحلة العقد المستحكمة بالملفات، بدءاً من ملف عدم الوصول الى شغور في قيادة الجيش.
وفي اطار متصل، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف للرئيس ميقاتي على موقفه الثابت لوحدة الجمهورية اللبنانية، وعدم جواز امتداد التصعيد إلى الأراضي اللبنانية.
وجاءت مواقف بوغدانوف خلال اتصال أجراه مع ميقاتي، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الروسية، مشيرة في بيان لها إلى «أنه جرت محادثة هاتفية بين بوغدانوف وميقاتي، وقد جرت خلال المحادثة مناقشة القضايا الراهنة المتعلقة بمواصلة التطوير التدريجي للعلاقات الروسية اللبنانية الودية التقليدية، بما في ذلك الحفاظ على الحوار السياسي المنتظم، كما جرى التطرق إلى الوضع الناشئ في الشرق الأوسط، مع التركيز على الأحداث في قطاع غزة وجنوب لبنان».
ولفت البيان إلى أنه «في الوقت نفسه، أكد الجانب الروسي موقفه الثابت الداعم لوحدة الجمهورية اللبنانية وسلامتها الإقليمية وسيادتها، وعدم جواز امتداد التصعيد المسلح في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى الأراضي اللبنانية». وأتى الاتصال بعدما كان قد أعلن عن استقبال بوغدانوف لسفير لبنان لدى روسيا الاتحادية شوقي بو نصار.
وأشار بيان صادر عن السفير بو نصار إلى أنه «جرى خلال اللقاء تبادل موسع للآراء حول تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط في ظل التفاقم الحاد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مع إيلاء الاهتمام الخاص للوضع الذي قد ينفجر في لبنان».
فرنجية -وبوغدانوف
كما جرى إتصال هاتفي بين بوغدانوف ورئيس «تيار المرده» سليمان فرنجية.
وخلال الاتصال، تمّ «تبادل مفصل لوجهات النظر حول تطور الوضع في لبنان والجوار، لا سيما في الجنوب وقطاع غزة وخطورة الوضع في حال التمدد والتصعيد».
وعلم ان الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان سيصل الى بيروت الاربعاء المقبل.
دبلوماسياً، كشف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بعد لقائة الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن للاتحاد الاوروبي جوزف بوريل: «انه وجه الدعوة لبوريل لزيارة لبنان في اقرب فرصة ممكنة، وشكرته على خطابه بالامس امام البرلمان الاوروبي ومقاربته السياسية لغزة».
أضاف: «اذا ارادت اسرائيل وقف التصعيد فعليها وقف الحرب، والسماح بعودة الفلسطينيين الى شمال غزة، ووقف تهديداتها للبنان».
هدنة.. وهدوء حذر
جنوباً، بدأت الهدنة عند السابعة من صباح امس ، فسيطر هدوء حذر على القرى والبلدات الحدودية فيما سارع اهالي التي القرى التي نزحوا عنها الى العودة اليها لتفقد منازلهم واللحاق بمواسمهم الزراعية . وعاشت قرى القطاعين الغربي والاوسط حالا من الهدوء الحذر حيث لم يسجل اي قصف معادٍ او عمليات عسكرية.
وعلى الرغم من الحركة الخجولة التي شهدتها القرى والبلدات الحدودية الا ان عودة الاهالي الى منازلهم كانت متفاوتة ما بين بلدة واخرى خصوصا تلك المتقدمة أكثر عند الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة والتي شهدت حربا حقيقية خلفت اضرارا في الممتلكات والمزروعات.
كما ان نسبة الاضرار تفاوتت أيضا، حيث الاضرار الاكبر كانت في بلدات مروحين والضهيرة وعلما الشعب، التي أتت الحرائق فيها على معظم الثروة الحرجية، اضافة الى تضرر العديد من المنازل بشكل كامل.
وفي هذا السياق، أكد العديد من الاهالي اصرارهم على العودة الى منازلهم رغم الحذر الشديد الذي يلف بلداتهم. وأفاد أكثر من شخص في البلدات الحدودية ان الوضع لا يزال طور الانتظار حتى تقرير العودة النهائية اليها، فيما يصر آخرون على البقاء رغم الاحداث والتشبث في أرضهم مهما حصل من اعتداءت.
******************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الهدنة في غزة حيز التنفيذ والهدوء ينسحب جنوباً
بوحبيب يرحّب بمواقف بوريل ويدعوه لزيارة لبنان
اتخذ الاستنفار الدولي والاقليمي لمعالجة الصراع الفسطيني- الاسرائيلي، بعده العملي الاول امس مع استجابة طرفي النزاع بنسبة عالية لموجبات الهدنة الاولى منذ عملية طوفان الاقصى في 7 تشرين الاول الماضي، وسط آمال بأن تتمتع بالمناعة السياسية الكافية التي تؤهلها لأن تصبح في وقت غير بعيد تسوية كبرى وسلاما دائما يضع حدا للعدوان والاحتلال الاسرائيليين ، لا مجرد هدنة عابرة ذات أفق اقليمي هش، وهو ما لا توحي به المعطيات المُسربة من قطر، معقل التسويات وارض المفاوضات الاقليمية والدولية، اذ تتحدث مصادر اعلامية اميركية عن احتمال تمديد المدة، التي تأتي في ايامها الاولى مثابة جس نبض، الى عشرة ايام، تهدأ في خلالها الالة العسكرية لمصلحة التقاط الانفاس والحوار.
هدوء جنوبا
ومع دخول الهدنة في غزة حيز التنفيذ عند السابعة من صباح امس، رست مفاعيلها على الجبهة اللبنانية الجنوبية مشكلة فرصة لالتقاط اهلها انفاسهم. فبعد يومين صاخبين وداميين، عاشت قرى القطاعين الغربي والاوسط حالا من الهدوء الحذر إذ لم يسجل اي قصف او عمليات عسكرية.. وعلى الرغم من الحركة الخجولة التي شهدتها القرى والبلدات الحدودية الا ان عودة الاهالي الى منازلهم كانت متفاوتة بين بلدة واخرى خصوصا تلك المتقدمة أكثر عند الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة والتي شهدت حربا حقيقية خلفت اضرارا في الممتلكات والمزروعات. كما ان نسبة الاضرار تفاوتت أيضا، حيث الاضرار الاكبر كانت في بلدات مروحين والضهيرة وعلما الشعب، التي أتت الحرائق فيها على معظم الثروة الحرجية، اضافة الى تضرر العديد من المنازل بشكل كامل.
للحذر
ليس بعيدا، دعت قيادة الجيش في بيان، المواطنين العائدين إلى اتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر من مخلفات القصف المعادي لا سيما الذخائر الفسفورية والذخائر غير المنفجرة، وعدم الاقتراب منها وإفادة أقرب مركز عسكري عنها أو الاتصال بعمليات القيادة على الرقم ١٧٠١. كما دعت إلى الالتزام بإجراءات الوقاية المعممة من قبل الجيش في هذا الخصوص.
عواقب مدمرة
من جانبه، عبر رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو « عن قلقه إزاء تبادل اطلاق النار المكثف المستمر على طول الخط الأزرق الذي أودى بحياة الكثير من الناس، وتسبب في أضرار جسيمة، وبهدد أرزاق الناس». وتابع «باعتبارنا حفظة سلام، فإننا نحثّ أولئك الذين يتبادلون إطلاق النار على طول الخط الأزرق على وقف دائرة العنف هذه»، مضيفاً «إن أي تصعيد إضافي في جنوب لبنان يمكن أن تكون له عواقب مدمّرة». وقال «يجب على الأطراف أن تؤكد من جديد التزامها بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 ووقف الأعمال العدائية، بينما تسعى إلى إيجاد حلول طويلة الأمد لمعالجة الأسباب الكامنة وراء النزاع».
دعوة بوريل
الى ذلك، قال وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بعد لقائة الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن للاتحاد الاوروبي جوزف بوريل: «وجهت دعوة للسيد بوريل لزيارة لبنان في اقرب فرصة ممكنة، وشكرته على خطابه بالامس امام البرلمان الاوروبي ومقاربته السياسية لغزة». أضاف «اذا ارادت اسرائيل وقف التصعيد فعليها وقف الحرب، والسماح بعودة الفلسطينيين الى شمال غزة، ووقف تهديداتها للبنان».
تشييع في طرابلس
في الاثناء، تم في طرابلس تشييع الشهيدين احمد عوض وخلدون ميناوي، اللذين سقطا باستهداف اسرائيلي مباشر اثناء وجودهما في المنطقة الحدودية، في جامع التقوى وسط ظهور مسلح الكثيف واطلاق نار غزير ورمي القنابل في مجرى نهر ابو علي وسط دعوات عبر مواقع التواصل لالتزام البيوت وعدم الخروج الى الطرقات او الشرفات حفاظا على السلامة العامة.
الموازنة فضيحة
اقتصاديا، موازنة 2024 ومضامينها تتفاعل. فقد كتب عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب زياد الحواط عبر منصة اكس: مشروع موازنة الـ٢٠٢٤ فضيحة بهذه الظروف الكارثية لجهة خلوّه من أي بند إصلاحي وتضمينه ضرائب من شأنها القضاء على القطاع الخاص والعاملين فيه الذين يكافحون للبقاء على قيد الحياة. هو رصاصة الرحمة تطلقها الحكومة على هذا القطاع بعدما اغتالت القطاع العام بالهدر والسرقة والتوظيف العشوائي.
عملية نوعية
امنيا، ضبطت مديرية المخابرات في الجيش في منطقة البقاع في عملية نوعية ملايين الحبوب من الكبتاغون داخل آليات صناعية في احد مستودعات منطقة تعنايل وهي تعود لشخص من آل ب.ح. وأسفرت العملية التي نفذت ليل أمس عن توقيف عدد من اللبنانيين والسوريين الذين ضبطوا بالجرم المشهود، كما تم ضبط عشرات الملايين من حبوب الكبتاغون التي كانت مخبأة داخل خزانات سخانات ومكيفات ضخمة يجري تلحيمها لإخفائها وتحضيرها للتصدير إلى البلدان العربية. وقدرت قيمة المضبوطات بحوالي عشرين مليون دولار. كما نفذت مديرية المخابرات سلسلة مداهمات ومطاردة لعدد من المتورطين وتم تنفيذ عدد من الكمائن في شتورا والبقاع الغربي أسفرت عن توقيف عدد من المتورطين.
هدنة 4 ايام
وكانت الهدنة في غزة دخلت حيز التنفيذ صباحا واعلنت حماس في بيان، أمس، انها تسري لمدة 4 أيام تبدأ من صباح اليوم (امس) الجمعة، ويرافقها وقف جميع الأعمال العسكرية من الجانبين. وفي ما يلي أبرز ما جاء في بيان الحركة «سيتم خلال هذه الفترة الإفراج عن 50 رهينة إسرائيلية من النساء والأطفال دون 19 عاما، وبالمقابل يفرج مقابل كل واحد منهم عن 3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال لدى الجانب الإسرائيلي. سيتم يوميا إدخال 200 شاحنة مواد إغاثية وطبية و4 شاحنات وقود وغاز طهي «لكافة مناطق قطاع غزة» خلال الهدنة. الطيران الإسرائيلي سيوقف تحليقه فوق غزة لـ6 ساعات يوميا خلال الهدنة، اعتبارا من 10 صباحاً».
*********************************************
افتتاحية صحيفة الديار
صمود الشعب الفلسطيني احبط خطط «اسرائيل» وحماس لا تزال متجذّرة بغزة
الهدنة صامدة وتحرير 39 فلسطينياً مقابل 13 «اسرائيلياً» بجهود قطرية
القوات اللبنانية: الرئيس بري وعدنا بإدراج «قيادة الجيش» على جدول أعمال الجلسة التشريعية
انتصرت فلسطين واهل غزة بثبات المقاتلين الابطال من حماس والجهاد الاسلامي حاملين «الياسين» على اكتافهم، ما اجبر «اسرائيل» على القبول بهدنة انسانية وتبادل اسرى اقتضى تحرير 150 اسيرا فلسطينيا من سجون العدو مقابل الافراج عن 50 اسيرا «اسرائيليا» لدى كتائب القسام، في حين كان يعتبر جيش الاحتلال انه قادر على تصفية حماس خلال اسابيع واسترجاع محتجزيه دون قيد او شرط. ولكن على ارض الواقع، ارتطمت حسابات العدو الاسرائيلي بالحائط، فلم يتمكن من انهاء حماس، بل كبدته المقاومة الفلسطينية خسائر في صفوف جنوده، وايضا في عتاده، الى جانب قدرتها على الصمود وعلى شن عمليات هجومية على العدو، وليس فقط ردعه. ونتيجة هذه التطورات الميدانية، كثفت «اسرائيل» الغارات الجوية مدمرة المباني في غزة تعويضا عن ضعفها العسكري في المواجهات البرية، وها هي اليوم تنفذ هدنة انسانية لاربعة ايام، وتبادل اسرى بينها وبين حماس.
وهذه الهدنة ترعاها الوساطة القطرية والمصرية التي اقتضت تسليم حماس 50 محتجزا للعدو الاسرائيلي مقابل الافراج عن 150 اسيرا فلسطينيا ما دون 19 سنة من الاطفال، الى جانب اسرى من النساء من السجون الاسرائيلية وتسليمهم الى عائلاتهم.
من جهتها، قالت اوساط سياسية للديار ان المشهد لا يزال معقدا، لان محور المقاومة لم يكشف عن اوراقه لناحية دخوله في حرب شاملة، ام الاكتفاء بمؤازرة المقاومة الفلسطينية في غزة عبر عمليات عسكرية محدودة النطاق. واستطردت بالقول ان حماس صمدت وحاربت بشراسة جيش الاحتلال الذي يتخبط اليوم في ضعف عسكري، متسائلة اذا كانت الهدنة فقط لاربعة ايام ام أنها ستطول اكثر من ذلك بما ان العالم يريد انهاء هذه الحرب. وتابعت ان «اسرائيل» عند بدئها بالحرب على غزة كانت ترفع شعارا بانها لن توقف الغزو الا بعد التأكد ان قطاع غزة لن يكون تهديدا لامنها ولحياة المستوطنين في غلاف غزة، كما انها لن تقبل بعد الان ان تحكم حماس القطاع. ولكن الميدان اظهر ان جيش الاحتلال امام مواجهات عنيفة ستدوم لشهور، وربما لسنة، وهذا يكبدها خسائر كبيرة في جيشها، وايضا عجزا في ميزانيتها وفي اقتصادها. وهنا شككت هذه الاوساط في ان تكون شروط الدولة العبرية لا تزال نفسها بعد التوغل البري وتداعياته السلبية التي ترتد عليها يوما بعد يوم.
وفي سياق متصل، يسود هدوء حذر في جنوب لبنان في ظل توقف الاعتداءات الاسرائيلية، فضلا عن ان امين عام الحزب السيد حسن نصرالله كان قد اوضح في اطلالته ان الحزب يساند المقاومين في غزة من جنوب لبنان. اما اليوم، وبما ان الهدنة الانسانية نافذة المفعول في غزة، وهو ما امتد الى الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة حيث يسود الهدوء الحذر منذ صباح يوم امس.
الهدنة الانسانية المؤقتة وتبادل الاسرى
الى ذلك، انسحب جيش الاحتلال من مستشفى الشفاء بعد نحو 10 أيام على اقتحامه وتدمير أجزاء فيه، من بينها مولدات الكهرباء ومضخات الأوكسجين وأجهزة الأشعة. كما نفذت قوات الاحتلال تفجيرات في بعض أقسام المستشفى ومبانيه.
في عملية تبادل الاسرى، الوساطة القطرية والمصرية اقتضت تسليم حماس 50 محتجزا للعدو الاسرائيلي مقابل الافراج عن 150 اسيرا فلسطينيا ما دون 19 سنة من الاطفال، الى جانب اسرى من النساء من السجون الاسرائيلية وتسليمهم الى عائلاتهم خلال الايام الاربعة.
و بعد دخول اتفاق الهدنة حيز التنفيذ، دخلت 150 شاحنة اغاثة عبر معبر رفح، بينها 4 شاحنات غاز طهي و 3 شاحنات وقود، كما توافد اهالي غزة الى المناطق التي نزحوا منها خلال العدوان الاسرائيلي لتفقد بيوتهم.
وافرج العدو الاسرائيلي عن 39 اسيرا، بينهم 24 امرأة و15 طفلا من سجن الدامون. الجدير بالذكر ان جميع الاسرى الذين اطلقت سراحهم «اسرائيل» هم من الضفة الغربية المحتلة والقدس، وفقا للمفوض الفلسطيني لشؤون الاسرى.
من جهة اخرى، وصل الى الجانب المصري من معبر رفح 13 اسيراً «اسرائيلياً»، بعضهم من مزدوجي الجنسية، وهي الدفعة الاولى من الاسرى، الى جانب تسليم حماس 12 عاملا تايلانديا بجهود قطرية كانوا قد وصلوا عن طريق الخطأ الى قطاع غزة.
الديبلوماسية الصبورة
نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس و «إسرائيل»، نموذج للدبلوماسية الصبورة التي نأمل أن تؤدي الى درجة من الهدوء بالمنطقة.
بدورها، قالت بريطانيا ان «اسرائيل» لن تكون امنة ما لم يكن هناك امن للشعب الفلسطيني. اما اسبانيا وبلجيكا، فقد لوحتا باتخاذ قرار فردي للاعتراف بفلسطين دولة مستقلة في حال لم يتعرف بها الاتحاد الاوروبي.
تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزاف عون
اما في الداخل اللبناني، فقد كشفت مصادر القوات اللبنانية لـ «الديار» ان الرئيس نبيه بري وعد تكتل الجمهورية القوية انه اذا لم يتم التمديد من خلال حكومة تصريف الاعمال، فسيُعتمد التشريع لتحقيق هذه الخطوة. ومن جهتها، وعدت القوات بحضور جميع نوابها للجلسة التشريعية التي خلالها سيتم تأجيل تسريح قائد الجيش. ذلك ان تكتل لبنان القوي يرفض التمديد للعماد جوزاف عون، وعليه قد يكون من الصعب انجاز ذلك من خلال الحكومة.
واضافت مصادر القوات اللبنانية ان تعيين قائد جيش جديد في ظل الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، يعد تجاوزا لاحدى صلاحياته بما انه الوحيد الذي يحق له تعيين قائد للمؤسسة العسكرية. واشارت القوات اللبنانية الى ان مزايدات النائب جبران باسيل رئاسيا ومسيحيا تبيّن انها غير صحيحة، وان السبب الرئيسي هو خلافه الشخصي مع العماد جوزاف عون. وانطلاقا من معرفة باسيل ان البطريرك الماروني لا يريد اي شغور في قيادة الجيش ويرفض ضرب التراتبية من خلال الاعلى رتبة، ذهب (النائب باسيل) باتجاه بدعة التعيين، اي بمعنى اخر ضرب احدى صلاحيات رئيس الجمهورية.
ورأت القوات اللبنانية ان الجيش اللبناني هو اخر عمود للاستقرار في لبنان، ولذلك تصر على تأجيل تسريح قائد الجيش.
*******************************
افتتاحية صحيفة البناء:
اليوم الأول بعد الجولة الأولى للحرب: تمسُّك غزة والأسرى المحررين بالمقاومة
الهدنة تشمل عملياً جبهة لبنان والقواعد الأميركية وتشجيع أميركيّ على تمديدها
ماكرون يتعهّد بتحرير الأسرى الفرنسيين… ومطالبات بضمّ قضية جورج عبدالله
اليوم الخمسون للحرب كان هو يوم بدء تطبيق الهدنة وتنفيذ صفقة تبادل الأسرى، وكان مناسبة لفحص نتائج هذه الجولة التي ترتب على العجز عن مواصلتها قبول الاحتلال بالهدنة والتبادل. وقد راقب المتابعون لنتائج الحرب عدة وجهات وجبهات، أهمها موقف أهالي غزة بعد دخول الهدنة حيّز التنفيذ وظهور حجم الدمار الكبير الذي لحق بكل شيء في غزة. وكانت النتيجة تجديد المبايعة لقيادة المقاومة للمضي قدماً في خيارها، وتنديداً عالي الصوت بالاحتلال وجرائمه وإصراراً على التمسك بالأرض والهوية والقضية حتى لو كان الثمن الموت تحت ركام المنازل، دون طعام او شراب او كهرباء او دواء.
الأسرى المحرّرون كانوا بعزيمة ويقين يتحدثون عن خيار المقاومة، ويقرأون هزيمة جيش الاحتلال في غزة بعد هزيمته أمام المقاومة في طوفان الأقصى، بشائر اقتراب النصر الكبير بتحرير الأرض الفلسطينية وسقوط كيان الاحتلال، ولم تخلُ كلمات الأسيرات المحررات من خطاب التحية لشهداء غزة وقيادة القسام. موازين القوى الراجحة لصالح المقاومة في مواقف الشعب في غزة والأسيرات المحررات، أكدتها المواقف داخل الكيان، بما حملت من تشكيك بنتائج الحرب وسط تساؤلات عن مبرر التبادل والهدنة إذا كانت الحرب قد نجحت في تحقيق أهدافها؟
الهدنة التي بدأ تطبيقها أمس، شملت عملياً جبهة لبنان مع التزام المقاومة بعدم المبادرة لإطلاق النار إلا رداً على اعتداءات جيش الاحتلال الذي التزم بالتهدئة بخلاف تصريحات قادته عن عدم شمول الهدنة جبهة لبنان، كما شملت الهدنة جبهة استهداف القواعد الأميركية وفقاً لمعادلة معلنة من جانب قوى المقاومة بأن وقف العدوان على غزة وحده يتكفل بوقف الهجمات على القواعد الأميركية، بينما حافظ اليمن على مقاربة خاصة تتصل باعتبار البحر الأحمر ضمن أمنه الاستراتيجي والحيوي، وربط مصير العمليات البحرية بوضوح صورة الأمن في البحر الأحمر، حيث أرسل الأميركيون البوارج وحاملات الطائرات بزعم مسؤوليتهم عن أمن الملاحة والممرات المائية.
الرئيس الفرنسي الذي سجل عدم إطلاق أي من الأسرى الفرنسيين في أول أيام التبادل وتمنى أن يحدث ذلك قريباً، متعهداً بالعمل على الإفراج عن هؤلاء الأسرى الفرنسيين، أعاد إحياء المطالبات اللبنانية والعربية لقيادة القسام لوضع قضية الإفراج عن المقاوم جورج عبدالله الأسير في السجون الفرنسية رغم نهاية مدة محكوميته القانونية بطلب إسرائيلي مقابل الإفراج عن الأسرى الفرنسيين.
وانسحبت الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، على الجبهة الجنوبية التي شهدت هدوءاً تاماً بعد 48 يوماً من العمليات الحربية على جانبي الحدود بين المقاومة في لبنان وجيش الاحتلال، إذ لم يُسجل أي خرق على طول الجبهة في ظل التزام جميع الأطراف. واقتنص أهالي البلدات الحدودية في الجنوب فرصة الهدنة للعودة الى قراهم لتفقد منازلهم وأرزاقهم وحقولهم الزراعية بعد تعرّضها للقصف الإسرائيلي، وشهدت مداخل الجنوب أمس، زحمة سير خانقة نتيجة توجّه أهالي القرى الحدودية في الجنوب إلى قراهم.
ودعت قيادة الجيش في بيان، المواطنين العائدين إلى اتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر من مخلفات القصف المعادي ولا سيما الذخائر الفسفورية والذخائر غير المنفجرة، وعدم الاقتراب منها وإفادة أقرب مركز عسكري عنها أو الاتصال بعمليات القيادة على الرقم ١٧٠١. كما دعت إلى الالتزام بإجراءات الوقاية المعمّمة من قبل الجيش في هذا الخصوص.
من جانبه، عبر رئيس بعثة “اليونيفيل” وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو “عن قلقه إزاء تبادل إطلاق النار المكثّف المستمرّ على طول الخط الأزرق الذي أودى بحياة الكثير من الناس، وتسبّب في أضرار جسيمة، ويهدد أرزاق الناس”. وتابع: “باعتبارنا حفظة سلام، فإننا نحثّ أولئك الذين يتبادلون إطلاق النار على طول الخط الأزرق على وقف دائرة العنف هذه”، مضيفاً “أن أي تصعيد إضافي في جنوب لبنان يمكن أن تكون له عواقب مدمّرة”. وقال “يجب على الأطراف أن تؤكد من جديد التزامها بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 ووقف الأعمال العدائية، بينما تسعى إلى إيجاد حلول طويلة الأمد لمعالجة الأسباب الكامنة وراء النزاع”.
الى ذلك، قال وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بعد لقائه الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي جوزف بوريل: “وجهت دعوة للسيد بوريل لزيارة لبنان في أقرب فرصة ممكنة، وشكرته على خطابه بالامس أمام البرلمان الاوروبي ومقاربته السياسية لغزة”. أضاف “اذا ارادت “اسرائيل” وقف التصعيد فعليها وقف الحرب، والسماح بعودة الفلسطينيين الى شمال غزة، ووقف تهديداتها للبنان”.
وأشارت مصادر مطلعة على الوضع الحدودي لـ”البناء” الى أن “الهدوء خيّم على كامل الخط الأزرق في اليوم الأول للهدنة في قطاع غزة، حيث لوحظ أن جيش الاحتلال أوقف قصفه للقرى الحدودية قبل سريان الهدنة بدقائق، ما يؤكد رضوخ الاحتلال الإسرائيلي للهدنة وتهيبه من رد فعل المقاومة إزاء أي اعتداء على لبنان”. وشددت المصادر على أن “حركات المقاومة اللبنانية والفلسطينية في لبنان ملتزمة باتفاق الهدنة ومتعاونة على هذا الإطار لتسهيل تبادل الأسرى وإدخال قوافل المساعدات الإنسانية لسكان غزة، لكن أيّ خرق للهدنة من قبل الاحتلال الإسرائيلي سيدفع المقاومة للرد بحزم”.
وعن المسار الذي ستسلكه الجبهة الجنوبية بعد نهاية الهدنة الثلاثاء المقبل، أكدت المصادر أن الأمر سيبقى مرهوناً بمجريات الميدان في غزة، فإذا استأنف جيش الاحتلال عدوانه على غزة، فإن حزب الله سيعود الى إشعال الجبهة بشكل أعنف من قبل ولن يتوقف قبل توقف الحرب على غزة، وكذلك الأمر بالنسبة لبقية الجبهات في اليمن والعراق والجولان.
وأكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمة له في احتفال للحزب، أننا “في لبنان قررنا أن نساند غزة من خلال جبهة الجنوب، وقدمنا عشرات الشهداء والتضحيات وحققنا الإصابات الكثيرة في العدو فضلاً عن تهجير قرابة الـ 70 ألف مستوطن واستقدام قرابة الـ 100 ألف جندي إسرائيلي ليقفوا على الحدود، و50% من قدرة الطيران الإسرائيلي.. كل هذا يخفّف عن غزة ويؤثر في مسار المعركة مستقبلاً إذا استمرت”.
وأشار قاسم إلى أنه “شاهد بعض الشعارات على الطريق تقول “لا نريد الحرب”، وأردف “صحيح، نحن لا نريد الحرب، ولكن لا نقبل الاستسلام، فإذا تبين أن خوض الحرب بالمقاومة تدفع عنا أخطار إسرائيل وتحرّر الأرض وتجعلنا قوة حقيقية في المنطقة سنكون مع هذه الحرب التي تعيد للبنان والمنطقة الاستقلال والكرامة حتى لا تبقى “إسرائيل” فزاعة تخيف اللبنانيين”.
وقال: “إذا أردنا أن نجري تقييمًا لما حصل في غزة وبعد 49 يومًا تقرّر أن تكون هناك هدنة مؤقتة قابلة للتمديد، حيث لم يصل الإسرائيلي إلى الهدنة إلا غصباً عنه لأنه رفع شعار تحرير المحتجزين من خلال العملية البرية، وتبين أنه لم يحرّر أي محتجز بالعملية البرية، لا بل هناك قرابة الـ 60 منهم قتلوا بسبب العملية البرية”.
إلى ذلك، واصل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد تلقي الاتصالات واستقبال الوفود السياسية والشعبية المعزية باستشهاد نجله القيادي في فرقة الرضوان عباس رعد “سراج” في بلدته جباع، أشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى أنّه “بين غزة وجنوب لبنان تُكتب بالدم ملاحم بطولة. يكتبها المقاومون بالسلاح والإعلاميون بالصورة والصوت والكلمة”. وأوضح باسيل أنّ “في جنوب لبنان استشهد عصام العبدالله وهو يحمي رفاقه وقدم مثالًا للتضحية للغير، فرح عمر وربيع المعماري وحسين عقيل استشهادهم أعطى مثالًا للشهادة بالشجاعة. وآخر شهادة قدوة هي لعباس محمد رعد (نجل النائب محمد رعد) التي تُظهر لنا كيف يُضحّي المسؤول بأبنائه من أجل قضية وطنه وأن يستشهدوا لكي نبقى».
فيما أجرى قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون اتصالاً برئيس مجلس إدارة شبكة “الميادين” غسان بن جدو معزياً بشهداء “الميادين”. وأكد العماد عون “تضامن الجيش اللبناني مع الميادين وشهدائها ومع جميع الصحافيين العاملين في الميدان”. بدوره شكر بن جدو قيادة الجيش اللبناني على موقفها وعلى التحقيق الميدانيّ الذي قامت به، لافتاً الى أن “تحقيق الجيش اللبناني أثبت مسؤولية الجيش الإسرائيلي في جريمة استهداف الزملاء الشهداء”.
في غضون ذلك، لم يسجل ملف أزمة الفراغ في قيادة الجيش أي تطور، وسط انتظار قاتل يسابق الوقت المتبقي لنهاية ولاية قائد الجيش، وعلمت “البناء” أن الخلاف بين الرئيس عون والنائب باسيل من جهة، وبين رئيس القوات سمير جعجع والبطريرك الماروني بشارة الراعي، حول التمديد للقائد الحالي، يُعيق مختلف الحلول للأزمة، حيث إن حزب الله يتريث بحسم موقفه النهائي وأبلغ المعنيين أنه يوافق على أي حل توافقي، فيما رئيس مجلس النواب نبيه بري ينتظر التوافق المسيحي لكي يدعو الى جلسة تشريعية للمجلس النيابي، فيما رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لن يقدم على أي خطوة قبل نضوج الحل السياسي التوافقي، بخاصة أن تأجيل التسريح لقائد الجيش في مجلس الوزراء من دون توقيع وزير الدفاع يعرّضه للطعن أمام مجلس شورى الدولة، وقد أكد التيار الوطني الحر أنه سيطعن بأي قرار أو مرسوم مخالف للقانون. فيما أشارت أوساط التيار الوطني الحر لـ”البناء” أن “النائب باسيل يرفض رفضاً قاطعاً التمديد للعماد عون ولن يسمح بتمريره وأي فتاوى بهذا الشأن ساقطة قانوناً”. فيما تشير مصادر مطلعة سياسية لـ”البناء” الى أن انسداد أفق الحلول سيؤثر على وحدة المؤسسة العسكرية وسير عملها، مستبعدة خيار التمديد الذي تحول دونه عقبات عدة، علماً أن البطريرك الماروني ورئيس القوات يعارضان خيار التعيين في ظل الفراغ الرئاسي.
ونقل زوار رئيس المجلس نبيه بري عنه لـ”البناء” استعداده للدعوة الى “جلسة تشريعية للمجلس لكن شرط حضور الكتل النيابية كامل الجلسة بجدول أعمالها المتعدّد البنود ومن ضمنه رفع سن التقاعد للعسكريين، إذ لا يمكن فرض الانتقائية في جدول الأعمال على مجلس النواب، أو عقد جلسة لبند معين”. إلا أن أوساطاً مطلعة استبعدت لـ”البناء” حضور كتلة القوات اللبنانية الجلسة بجدول أعمال كامل، وبحال حضرت فلن تتأمن أغلبية نيابية لتمرير بند رفع سن التقاعد لوجود خلاف عليه لإصرار كتل نيابية على شموله كل المواقع العسكرية والأمنية وليس فقط في قيادة الجيش.
كما نقلت مصادر عين التينة لـ”البناء” استعداد الرئيس بري لإعادة إحياء المشاورات الرئاسية لانتخاب رئيس للجمهورية في ضوء الكلام الدبلوماسي الفرنسي والقطري والحراك المتوقع باتجاه لبنان على هذا الصعيد لمبعوث الرئيس الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان الذي قد يزور لبنان قبل رأس السنة المقبلة.
وعلمت “البناء” أن حراكاً يدور في الكواليس السياسية حول الملف الرئاسي، لكنه حراك خجول ولم يرقَ الى مستوى المبادرات، والأمر ينتظر اللاعبين الخارجيين للعودة الى لبنان لجس نبض المسؤولين تجاه الحل التوافقي لانتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة جديدة، في ظل نصائح خارجية للبنان بضرورة تحصين الساحة اللبنانية بانتخاب رئيس وتأليف حكومة جديدة وملء الفراغ في المناصب الأمنية والعسكرية والنقدية لا سيما في قيادة الجيش ورئاسة الأركان تحسباً لتمدّد وتوسع الحرب في غزة والحدود اللبنانية الى كل لبنان، بعد نهاية الهدنة في غزة.
ولفت إعلان المكتب الإعلامي لرئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجية، في بيان، عن “اتصال هاتفي جرى بين الممثّل الخاص لرئيس الاتحاد الرّوسي لشؤون الشّرق الأوسط ودول أفريقيا نائب وزير الخارجيّة الرّوسيّة ميخائيل بوغدانوف، وفرنجيّة، تمّ خلاله تبادل مفصّل لوجهات النّظر حول تطوّر الوضع في لبنان والجوار، لا سيّما في الجنوب وقطاع غزة، وخطورة الوضع في حال التّمدّد والتّصعيد”.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أنّ “محادثة هاتفيّة جرت بين الممثّل الخاص لرئيس الاتحاد الرّوسي لشؤون الشّرق الأوسط ودول أفريقيا نائب وزير الخارجيّة الرّوسيّة ميخائيل بوغدانوف، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي”.
وأشارت في بيان، إلى أنّ “خلال المحادثة، تمّت مناقشة القضايا الرّاهنة المتعلّقة بمواصلة التّطوير التّدريجي للعلاقات الرّوسيّة – اللّبنانيّة الودّيّة التّقليديّة، بما في ذلك الحفاظ على الحوار السّياسي المنتظم. كما تمّ التّطرّق إلى الوضع النّاشئ في الشرق الأوسط؛ مع التّركيز على الأحداث في قطاع غزة وجنوب لبنان”.
ولفت الوزارة إلى أنّ “في الوقت نفسه، أكّد الجانب الرّوسي موقفه الثّابت الدّاعم لوحدة الجمهوريّة اللّبنانيّة وسلامتها الإقليميّة وسيادتها، وعدم جواز امتداد التّصعيد المسلّح في منطقة الصّراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى الأراضي اللّبنانيّة”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :