افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 17 تشرين الثاني 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة  اليوم الجمعة 17 تشرين الثاني 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

التمديد “محاصر” وبكركي تنتقد الساكتين عن الفراغ

اتسعت حسابات بعض الجهات الداخلية لحملة استهداف مقذعة ضد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لمجرد مناداته من منطلق ديني وانساني ووطني بمعونة شمولية عبر “لم الصواني” والوقوف الى جانب أي لبناني ينزح من الجنوب، ولم تتسع حسابات جهات أخرى “مترفة” لكبريات الاستحقاقات الداهمة من مثل بت ملف الشغور الذي يخشى منه في قيادة الجيش والحاقها بقافلة المؤسسات الدستورية والعسكرية والمالية والأمنية التي تتساقط تباعا في مخطط الفراغ المتدحرج. على خلفية دعوة البطريرك الكنائس للتحفز لمساعدة أهالي الجنوب، تحول الحدث الداخلي امس من المواجهات الميدانية التي عادت الى الاحتدام في المناطق الحدودية كما صرف الأنظار عن جلسة مجلس الوزراء وملف الشغور العسكري، الى الهجوم العنيف المقذع على البطريرك الراعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث بلغ المنسوب الهابط الحاقد لهذه الحملة ومن يقف وراءها مستوى اتهام البطريرك بالعمالة ل#إسرائيل. استفزت الحملة ردودا عدة لعل ابرز اصواتها تمثل في ما جاء على لسان الزعيم الدرزي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد #جنبلاط الذي استنكر “اي كلام تحريضي داخلي وخاصة تجاه البطريرك الراعي في هذه المرحلة الاستثنائية من الخطورة من تاريخ لبنان والمنطقة”، معتبرا ان وحدة الصف الداخلي فوق كل اعتبار”.

 

يأتي ذلك فيما تشير المعلومات الى استياء بطريركي من الجمود على مستوى الملف الرئاسي، لاسيما أن ما من حركة جدّية وهادفة لإحداث خرق في جدار هذا الجمود.

 

وترى بكركي بحسب ما رشح عنها “أن الأحزاب المسيحية مطالبة بوضع هذا الموضوع في سلّم أولوياتها، فضلا عن الكتل غير المسيحية، لأن الملف هذا في ظل التحديات والأوضاع في المنطقة بات مسؤولية كبيرة لا بل وجودية وكيانية، في ضوء الاحتمالات المفتوحة عليها المنطقة ولبنان”. وتؤكد بكركي، بحسب أوساطها، “أن الساكت عن هذا الوضع “شيطان أخرس”، وأن المطلوب الذهاب فوراً الى معادلة سياسية خارج منطق السلطة والاصطفاف العقيم القائم، تنتج رئيساً للجمهورية يعيد تكوين المؤسسات الدستورية والمالية والعسكرية ما يؤدي الى تفعيل حضور لبنان ودوره في المرحلة المصيرية المقبلة”.

 

وفي السياق عينه، ذكرت المصادر أن “بكركي تعتبر أن تمدد الفراغ الى المواقع الأساسية، لاسيما منها المسيحية والمارونية ، يهدد النظام واستمرارية الدولة في ظل الإنهيارات المتتالية المالية والنقدية والاقتصادية والاجتماعية، لتشمل أيضاً القطاعات المتبقية من سياسية وعسكرية. فهل هذا هو المطلوب؟ وإذا لم يكن كذلك، فماذا يعني هذا الصمت والجمود القاتل؟”.

 

الى المربع الأول

 

اما في ملف التمديد لقائد الجيش #العماد جوزف عون، فلم يكن غريبا ان تفشل أخر المحاولات التي بذلت قبيل الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء امس بخلفية الدفع نحو تخريجة للتمديد وان تصطدم المحاولة مجددا بالجدار العوني المسدود، اذ يبدو ان اتساع التأييد أخيرا لخيار تأخير تسريح قائد الجيش لستة اشهر مع تعيين رئيس لاركان الجيش اثار الاستنفار العوني الى ذروته وخصوصا تجاه “حزب الله” خشية ان يمشي الثنائي الشيعي في هذا الخيار الامر الذي أعاد الامر الى النقطة العالقة دون أي حسم. وفي سياق نفيه لكلام نسب اليه في موضوع رفضه للتمديد للعماد جوزف عون، اكد بيان للرئيس السابق ميشال عون انه “في موضوع التمديد لأي موظّف وتحديدًا قادة الأجهزة والمؤسسات العسكرية والأمنية، فإن موقف الرئيس عون واضح ومعلن ولا لبس فيه وليس بجديد، فهو رافض كليًا لكل ما يشكل مخالفة للقوانين وللدستور الذي سبق وأقسم يمين المحافظة عليه عندما كان رئيسًا”.

 

ونقلت مصادر سياسية لـ”النهار” عن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل تشديده على ان التمديد لجوزف عون لن يمر وانه، أي باسيل، اقترح على البطريرك الراعي ان كان هناك تحفظات على تعيين الضابط الأكبر رتبة لكونه ليس مارونيا، وهو اللواء بيار صعب، ان يعين قائدا للجيش مدير المخابرات الحالي العميد طوني قهوجي. كما ان المصادر نفسها لفتت الى ان موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري لا يزال يتشدد في ان يصدر القرار عن مجلس الوزراء وليس عن مجلس النواب، وما دام وزير الدفاع رافضا للتمديد، فان الأمور داخل الحكومة لن تتبدل لمصلحة التمديد. ووسط هذه التعقيدات عقدت جلسة مجلس الوزراء في السرايا قبل الظهر وتأمن نصابها الا انها لم تشهد اي بحث في ملف التمديد لقائد الجيش في انتظار مزيد من المشاورات بين القوى السياسية، في حين تم اقرار التمديد لـ”ليبان بوست” وارجئ البحث في ملف”ستارلينك” ورفعت قيمة التعويضات العائلية في الضمان. ولفت في المداخلة التي القاها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في بداية الجلسة قوله “حاول البعض ادخال الحكومة مجددا في نقاشات ظاهرها دستوري وسياسي وباطنها تعطيلي استئثاري. لكننا عازمون على المضي في عملنا، مبتعدين عن السجالات العقيمة التي ملّها اللبنانيون، مؤكدين أن الحكومة تعمل وفق ما تراه مناسبا وليس وفق اجندات يحاول البعض فرضها على استحقاقات اساسية في هذه المرحلة المفصلية”. وأضاف “في مطلق الاحوال، فإن اي قرار سنتخذه بالنسبة لاي استحقاق داهم سيكون منطلقه بالدرجة الاولى مصلحة الوطن واولوية تحصين المؤسسات في هذه المرحلة الدقيقة. وحتما لن تكون الحكومة ساحة يستخدمها من يريد تصفية حسابات شخصية ومنازعات فردية على حساب المصلحة العامة”.

 

واوضح وزير الاعلام بالوكالة وزير التربية #عباس الحلبي بعد الجلسة “إن التمديد للقيادات العسكرية بحاجة إلى مزيد من النقاش كي لا يكون الموضوع في إطار التحدي لأي طرف، والقيادة العسكرية يجب ألا تكون شاغرة ويجب أن تستمرّ مهمّة قائد الجيش”.

 

ولاحقا، هاجمت عضو تكتل “لبنان القوي” النائب ندى بستاني الرئيس ميقاتي فقالت ” كل مرّة يفاجئنا رئيس الحكومة المستقيلة بتجاوز الدستور وضرب الأسس التي قامت عليها وثيقة الوفاق الوطني. تمرير التمديد لقائد الجيش او تأجيل التسريح مخالفة قانونية واضحة وقرار ناتج عن حسابات شخصية ضيقة على حساب المصلحة الوطنية، والأخطر على حساب الاستقرار في المؤسسة العسكرية وكل ضابط مستحقّ. قلنا تكراراً ان الحلول القانونية موجودة، وانه لا مفرّ من احترام موقع وزير الدفاع الذي عبره حصرًا يمر أي قرار يتعلق بقيادة الجيش”.

 

تحذير فرنسي لايران

 

على الصعيد الميداني عادت الحماوة في شكل لافت امس الى محاور المواجهة في الجنوب فيما برز تحذير فرنسي متجدد ل#إيران من توسيع النزاع نحو لبنان.

 

وأعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أنها “حذّرت بشدة” نظيرها الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الخميس “من أي تصعيد أو توسيع للنزاع” الإسرائيلي ال#فلسطيني، خصوصا في لبنان. وقالت كولونا في منشور على منصة “إكس”: “اتصال اليوم مع نظيري الإيراني في شكل تحذير: توسيع النزاع الدائر في غزة لن يفيد أحدا، وستتحمل إيران مسؤولية كبيرة”.

 

وفي الوقائع الميدانية تعرض سهل مرجعيون لقصف مدفعي اسرائيلي. وفي المقابل، اعلن “حزب الله” عن سلسلة هجمات له على امتداد الجبهة فاستهدف موقع ‏مسكاف عام وموقع ‏بياض بليدا، وثكنة ‏يفتاح، وموقع المطلة، وموقع هرمون . وافيد انه استهدف موقع “المرج” مقابل بلدات العديسة ومركبا ورب ثلاثين.  واستهدف ايضا موقع “العاصي” الاسرائيلي، فرد الاخير باطلاق عدد من القذائف على أطراف ميس الجبل ومحيبيب. واستهدف قصف مدفعي فوسفوري تلتي شباط والوان في مرتفعات كفرشوبا. وطال القصف أطراف البلدة واطراف عيترون. وسقطت قذيفة إسرائيلية على منزل قيد الإنشاء في تلة رأس الضهر في ميس الجبل. وبعد الظهر، استهدف القصف كفركلا حيث افيد عن سقوط اصابات.

 

******************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

“التيّار” يُكلّف “الثنائي” صفقة تعيين قائد الجيش

إستياء دولي من “العسكرية”: أهكذا تُكافَأ دول اليونيفيل؟

 

قبل خمسة أيام من اجتماع مجلس الأمن لمراجعة تنفيذ القرار 1701، لا تزال تتفاعل قضية إطلاق المحكمة العسكرية المتهم بقتل الجندي الإيرلندي شون روني (23 عاماً) وهو أحد أفراد الكتيبة الإيرلندية العاملة في قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان «اليونيفيل». وفي غياب أي موقف رسمي من ملابسات إطلاق المتهم محمد عيّاد الذي ينتمي الى «حزب الله»، علمت «نداء الوطن» أنّ المرجعيات المختصة في الأمم المتحدة تجري لقاءات مع الجهات الرسمية للاطلاع على مبررات الخطوة التي أقدمت عليها المحكمة.

 

ووفق المعلومات أيضاً، فإنّ التحرك الدولي على صعيد جريمة قتل الجندي الإيرلندي، لا يهدف الى جمع المعلومات فحسب، بل تحضير مطالعة ربما تدمج في صلب التقرير الذي سترفعه الأمم المتحدة الى مجلس الأمن في اجتماع الأسبوع المقبل.

 

وتساءلت أوساط مسؤول دولي يتولى جزءاً من الاتصالات بلبنان: «على أي أساس، أُطلق المتهم بارتكاب جريمة قتل الجندي الإيرلندي؟ أهكذا تُكافأ الدول التي تساهم في عديد «اليونيفيل» فترسل أبناءها الى لبنان ليحققوا السلام في ربوعه؟».

 

وفي معرض متابعة تطورات حرب غزة وتداعياتها على لبنان، أبلغ المسؤول الدولي محاوريه في لبنان، أنه من المفارقات أن يكون القرار 1701 الذي أعاد السلام الى لبنان بعد حرب عام 2006، هو أيضاً من ضمن الأفكار المتداولة لإعادة السلام الى غزة. واستنتج بعض من التقى هذا المسؤول أنه يجب على لبنان أن يتحمل مسؤولياته للدفاع عن هذا القرار «كي يحفظ نفسه في ظل إعصار العنف الذي يضرب لبنان حالياً».

 

وفي التطورات الميدانية المتصلة بمنطقة القرار 1701، عرف الجنوب أمس أحد «أكثر الأيام عنفاً» منذ بدأ «حزب الله» تبادل إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية الشهر الماضي، وفق ما ذكره مصدر أمني لبناني لوكالة «رويترز». وأفاد «الحزب» في بيانات متتالية أنه ضرب ثمانية مواقع في إسرائيل. كما أعلن سقوط عنصرين في صفوفه في هذه المواجهات، هما: مهدي علي ناصر الدين من مدينة الهرمل في البقاع، وحيدر علي نون من بلدة رام وسكان مدينة بعلبك.

 

في المقابل، أصاب القصف الإسرائيلي، بما في ذلك ضربات الطائرات بدون طيار، ما لا يقل عن عشر قرى على طول الحدود الجنوبية.

 

وفي سياق متصل، أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أنها «حذّرت بشدّة» نظيرها الإيراني حسين أمير عبد اللهيان «من أي تصعيد أو توسيع للنزاع» الإسرائيلي الفلسطيني، خصوصاً في لبنان. وقالت الخارجية الفرنسية في بيان أصدرته إنّ المقابلة جرت في جنيف بناءً على طلب الوزير الإيراني.

 

أما في ألمانيا، فأعلنت وزارة الداخلية الألمانية أنه تم تفتيش 54 مبنى في سبع ولايات في إطار إجراءات التحقيق الجارية ضد «المركز الإسلامي» بهامبورغ، الذي يعتبر ذراعاً للنظام الإيراني. وحسب الوزارة فإنّ «السلطات الأمنية تحقّق أيضاً في الاشتباه في أنّ المركز الإسلامي بهامبورغ يدعم أنشطة «حزب الله» اللبناني الموالي لإيران».

 

ومن تطورات دولية ذات صلة بالأمن اللبناني، الى تطورات داخلية تطرح علامات استفهام عما يبيّت للمؤسسة العسكرية على مستوى القيادة. وكان السؤال أمس: لماذا تراجع مجلس الوزراء عن مناقشة الدراسة القانونية التي أعدّها الأمين العام محمود مكية؟ ولماذا تراجعت الحكومة عن التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، كما كان متوقعاً؟

 

وفق المعلومات، كانت الأجواء السياسية التي سادت مساء أول من أمس أوحت أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سيمدّد لقائد الجيش، لكن العارفين جزموا بأنّ كل ما فعله خلال 48 ساعة مضت، كان جسّ النبض فقط، كونه متأكداً من أنّ رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل لن يهدأ أو يستكين إذا ما صدر قرار التمديد. وهذا ما حصل فعلاً . فمع تسريب أجواء عن احتمال اتخاذ الحكومة قرار التمديد، نشطت الاتصالات عشية الجلسة لفرملة الاندفاعة الحكومية، وشملت رئيس الحكومة تحديداً، حتى أنّ بعض الوزراء دخلوا الجلسة أمس معتقدين أنّ قرار التمديد قد اتخذ.

 

وتقول المعلومات إنّ «الخليلين» (النائب علي حسن خليل المعاون السياسي للرئيس نبيه بري والحاج حسين الخليل المستشار السياسي للأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله) سبق وأبلغا الى ميقاتي عدم ممانعتهما خيارَي التمديد والتعيين، بعد إسقاط شرط توقيع 24 وزيراً، لكنهما عادا وطلبا من ميقاتي التريث قليلاً، لأنّ المشاورات نشطت من جديد مع باسيل لإقناعه بإسقاط شرط التواقيع إذا كان يريد تعيين قائد جديد.

 

بل إن بعض المعلومات، جزم بأنّ ثمة اتفاقاً مبدئياً حصل، ويقضي بتعيين قائد جديد بعد تراجع باسيل عن شرط توقيع 24 وزيراً، على أن يرفع وزير الدفاع موريس سليم سلّة اقتراحاته للتشكيلات العسكرية، المحسومة أسماؤها. وتردّد أنّ ميقاتي يحاول جسّ نبض الأميركيين حيال هذا الخيار اذا ما صدقت المعلومات عن صحّة حصول هذا الاتفاق.

 

*******************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

لبنان: الاتجاه إلى تعيينات أمنية «ضمن سلة واحدة»

ميقاتي: الحكومة ليست ساحة لتصفية الحسابات

 

بيروت: نذير رضا

تتمهل الحكومة اللبنانية قبل اتخاذ أي قرار متصل بحل إشكالية الشغور في موقع قيادة الجيش، وذلك لبلورة تفاهمات أوسع، عبّر عنها وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي بالقول إنها «بحاجة إلى مزيد من النقاش؛ كي لا يكون الموضوع في إطار التحدي لأي طرف»، وذلك في ظل رفض «التيار الوطني الحر»، وقوى سياسية سنية بأن يشمل التمديد ولاية مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، ومطالبة «الحزب التقدمي الاشتراكي» بتعيين رئيس للأركان، وذلك ضمن سلة واحدة.

 

وباتت مهمة منع الشغور في قيادة الجيش من أبرز الأولويات في لبنان، بالنظر إلى أن ولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون تنتهي في 10 يناير المقبل، في ظل شغور في أعضاء المجلس العسكري. وتدرس القوى السياسية الحل الأمثل لتجنب الشغور، ورست أخيراً على حل من قبل الحكومة وليس عبر البرلمان، يقضي بالتمديد لقائد الجيش، وهو ما بات متوقعاً، كما تقول مصادر نيابية، لافتة إلى أن خيار التمديد بات متقدماً على خيار التعيينات الذي يلاقي رفضاً سياسياً واسعاً.

 

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن الحل سيكون عبر التمديد لقائد الجيش، لكنها لفتت إلى أن النقاشات تشمل مدير عام قوى الأمن الداخلي أيضاً (يشغله ضابط سني) الذي تنتهي ولايته في عام 2024، مشيرة إلى أن هذا المطلب «هو مطلب القوى السياسية السنية، وسيكون جزءاً من الحل أيضاً».

 

وقالت المصادر إن هناك دفعاً من قبل «الحزب التقدمي الاشتراكي» أيضاً لتعيين رئيس للأركان (يشغل الموقع ضابط من الطائفة الدرزية)، وإنجاز تعيين المجلس العسكري في الوقت نفسه، مشيرة إلى أن النقاشات تأخذ في الحسبان إنضاج حل يرضي الجميع بسلة واحدة. وقالت المصادر إن النقاش يطال أيضاً مدة تأخير التسريح، هل ستكون 6 أشهر أو سنة كاملة».

 

وتؤيد معظم القوى السياسية أي إجراء يمنع الشغور في قيادة الجيش، بينما يعارض «التيار الوطني الحر» التمديد للعماد جوزيف عون الذي لا تربطه علاقة ودّ بالتيار، ويدفع في المقابل إلى تعيين قائد جديد، وهو ما تعارضه القوى السياسية التي تعد أن ما سرى على المواقع الأخرى، مثل تكليف مدير عام للأمن العام بالإنابة قبل أشهر (يشغله عرفاً ضابط من المذهب الشيعي) أو تكليف حاكم لمصرف لبنان بالإنابة، يجب أن يسري على المواقع كافة.

 

ميقاتي: تعطيل واستئثار

وتطرق رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في مستهل جلسة مجلس الوزراء، الخميس، إلى التباينات السياسية، وقال: «يحاول البعض إدخال الحكومة مجدداً في نقاشات ظاهرها دستوري وسياسي، وباطنها تعطيلي استئثاري، لكننا عازمون على المضي في عملنا»، وأضاف: «إن أي قرار سنتخذه بالنسبة لأي استحقاق داهم سيكون منطلقه بالدرجة الأولى مصلحة الوطن وأولوية تحصين المؤسسات في هذه المرحلة الدقيقة، وحتماً لن تكون الحكومة ساحة يستخدمها من يؤيد تصفية حسابات شخصية ومنازعات فردية على حساب المصلحة العامة».

****************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

  واشنطن وباريس لمنع التوسّع .. وطهران لـ”حـماس”: سنقوم بالواجب

 

تستمر المواجهات بين المقاومة واسرائيل على الجبهة الجنوبية تعنف حيناً وتخفّ احياناً، في الوقت الذي تواصل الدولة العبرية حربها التدميرية لقطاع غزة، سعياً لتحقيق «نصر» يعيد لها هيبتها التي دمّرها «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الماضي، فيما تتكبّد الخسائر اليومية الفادحة، على وقع تعاظم الاستنكار الدولي لعدوانها ولما زالت ترتكبه من مجازر يومية في حق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، ضاربةً عرض الحائط حتى بقرار مجلس الأمن الدولي بالهدن الإنسانية الممتدة.

على وقع استمرار حرب غزة وفشل اسرائيل في تحقيق اي من اهدافها التي حدّدتها غداة عملية «طوفان الأقصى»، ومع استمرار الجبهة الجنوبية اللبنانية على وتيرتها من المواجهات بين المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي من مزارع شبعا وحتى رأس الناقورة، تواصلت الدعوات الى عدم توسيع نطاق الحرب في اتجاه لبنان.

وفي هذا السياق، أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أنّها «حذّرت بشدة» نظيرها الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الذي التقته امس في جنيف «من أي تصعيد أو توسيع للنزاع» الإسرائيلي ـ الفلسطيني، خصوصاً في لبنان.

 

وقالت كولونا على منصّة «إكس»: «مقابلة اليوم (أمس) مع نظيري الإيراني في شكل تحذير: توسيع النزاع الدائر في غزة لن يفيد أحداً، وستتحمّل إيران مسؤولية كبيرة».

 

وقالت الخارجية الفرنسية في بيان، إنّ اللقاء عُقد في جنيف بناءً على طلب من الوزير الإيراني. وأضافت أنّ «الوزيرة ذكّرت بضرورة أن يدين الجميع بأكبر مقدار من الحزم الهجمات الإرهابية التي تنفّذها «حماس» ضدّ إسرائيل وسكانها»، مشدّدة على أنّه لا يمكن أن يكون هناك «أي لبس حول هذا الموضوع». وأكّدت كولونا على أنّ «أعمال ترهيب» المدنيين «غير مبرّرة وغير مقبولة».

 

كذلك، أكّدت مجدداً «تمّسك فرنسا في حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وعن سكانها، ولكن «بطريقة محدّدة الهدف ومتناسبة، وفقاً للقانون الإنساني الدولي». ودعت كولونا طهران أيضاً إلى إطلاق سراح المواطنين الفرنسيين الأربعة الذين «ما زالوا محتجزين تعسفياً في إيران ووضعهم مقلق للغاية».

 

في باب المندب

 

وفي سياق متصل بالأحداث في قطاع غزة، نفى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن «يكون لإيران أي يد في الهجوم بمسيّرة الذي استهدف مدمّرة أميركية في البحر الأحمر».

 

وكانت قناة «الجزيرة» القطرية نقلت أمس عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قوله إنّ «المدمّرة «توماس هاندر» دافعت عن نفسها بنجاح ضدّ مسيّرة خلال عبورها البحر الأحمر». ولفت إلى أنّ «المسيّرة انطلقت من اليمن واقتربت كثيرًا من المدمّرة هادنر قرب مضيق باب المندب».

 

ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أميركيين، أنّ «البحرية الأميركية أسقطت طائرة مسيّرة من اليمن في وقت سابق اليوم (أمس) في البحر الأحمر». فيما أعلن عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن التابع لحركة «أنصار الله» محمد علي الحوثي، أنّ «الجيش اليمني سيحتفظ بحق الردّ على تدمير طائرته المسيّرة التي اعلنت أميركا تدميرها».

 

وفي سياق متصل، نقل موقع «أكسيوس»، أنّ «قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل إريك كوريلا سيزور إسرائيل، مع اشتداد القتال على الحدود مع لبنان».

 

وكان كوريلا المشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، قد زار إسرائيل الشهر الماضي في زيارة غير معلنة، آملاً في «ضمان حصول الجيش الإسرائيلي على ما يحتاجه في الوقت الذي يخوض فيه حرباً متصاعدة ضدّ حماس». واعتبر الجيش الإسرائيلي يومها أنّ «زيارة كوريلا خلال الحرب، تؤكّد قوة الارتباط والمصير المشترك للدولتين عموماً، وللجيش الإسرائيلي مع جيش الولايات المتحدة خصوصاً».

 

قاآني والضيف

 

في غضون ذلك، وجّه قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني الجنرال إسماعيل قاآني رسالة إلى القائد العام لـ«كتائب عز الدين القسام» ـ الجناح العسكري لحركة «حماس» محمد الضيف، اشاد فيها بعملية «طوفان الاقصى»، مؤكّداً له «أثبتم بشكل عملي وحاسم أنّ هذا الكيان أوهن من بيت العنكبوت». وقال: «إنّ العمليات البرية التي بدأها العدو والضربات المتتالية التي وجّهتها المقاومة لقواته ومدرعاته أثبتت للجميع أنّ المقاومة في غزة قادرة على المبادرة والابتكار، مع الحفاظ على تنظيمها وقدرتها الميدانية». واضاف: «فلتكونوا على ثقة بأنّ إخوانكم الملتحمين معكم في محور القدس والمقاومة ومعهم كل شرفاء الأمّة وأحرار العالم، لن يسمحوا لهذا العدو المتوحش ومن يقف خلفه بالاستفراد بغزة وأهلها الأبطال الصامدين، ولن يمكّنوه من الوصول إلى أهدافه القذرة على مستوى غزة وفلسطين». وختم: «إننا نؤكّد العهد والميثاق والالتزام الإيماني والأخوي الذي يجمعنا، ونطمئنكم بأننا وضمن استمرارنا في الحماية والدعم المؤثرين للمقاومة، سنقوم بكل ما يجب علينا في هذه المعركة التاريخية».

 

في المانيا

 

نفّذت الشرطة الألمانية في سبع مناطق من البلاد، عمليات تفتيش واسعة استهدفت جمعية يشتبه في ارتباطها بـ«حزب الله» اللبناني.

 

وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر: «في الوقت الذي يشعر العديد من اليهود بالتهديد، لن تتسامح ألمانيا مع الدعاية الإسلامية أو التحريض المعادي للسامية والمعادي لإسرائيل»، كاشفة عن أنّ «عمليات التفتيش استهدفت المركز الإسلامي في هامبورغ وخمس مجموعات تابعة له».

 

الحملة الديبلوماسية


وفي إطار الحملة الديبلوماسية التي يخوضها لبنان، تابع وزير الخارجية عبدالله بوحبيب أمس الاتصالات الجارية تحضيراً لمتابعة الشكاوى التي رفعها لبنان امام مجلس الامن الدولي، عقب العدوان الاسرائيلي الذي استهدف الفريق الاعلامي في بلدة يارون قبل يومين، بعد الشكاوى السابقة التي رُفعت إثر الإعتداء الأول قبل شهر واستشهاد المصور عصام العبدالله والغارة التي استهدفت الجدة وحفيداتها الثلاث في بلدة عيناتا الجنوبية قبل فترة، وذلك وسط تجاوب دولي مع الشكاوى اللبنانية.

 

مبادرات ومقرّرات

 

وحضرت الاتصالات الجارية لاستكمال تنفيذ مقرّرات القمة المشتركة العربية ـ الإسلامية في الرياض نهاية الأسبوع الماضي أمس، مع السفير القطري في بيروت الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل ثاني آل ثاني، وما تقوم به دولته من مبادرات متواصلة تتصل بمصير العدوان على قطاع غزة والمساعي المبذولة لترتيب وقف للنار يواكب عملية التبادل المطروحة بين النساء والأطفال الأسرى لدى الفصائل الفلسطينية ومثيلاتها في السجون الإسرائيلية.

 

وقالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، انّ الاتصالات مستمرة لتذليل بعض العقبات، خصوصاً لجهة الوقت الكافي لتأمين انتقال الرهائن والأسرى لدى «حماس» بطريقة لا تضمن وصول الجانب الإسرائيلي لمعرفة الأمكنة التي كانوا محتجزين فيها، مخافة الوصول الى آخرين يمكن ان تجنّد لهم اسرائيل حملة عسكرية، فيُقتلون فيها كما حصل امس، حيث تبين انّ أحد الرهائن قُتل في العمليات العسكرية الاسرائيلية في الجهة الساحلية من غزة لجهة البحر وعلى مقربة من أحد مستشفيات المنطقة التي استُهدفت بالقصف.

 

وقال بو حبيب بعد لقائه سفير قطر لدى لبنان، إنّ «قرار مجلس الأمن الدولي بهدنة انسانية مؤقتة خطوة ضرورية، ولكن غير كافية في الطريق الصحيح، للوصول الى وقف إطلاق نار وإنهاء العدوان». وتوقف عند ما يجري في القطاع، معتبرًا أنّ «العالم مدعو اليوم لوقف احتقار إسرائيل للقانون الدولي الإنساني باعتداءاتها على المستشفيات في غزة، لا سيما الميداني الاردني والشفاء، والطواقم الطبية، والمرضى، والأطفال حديثي الولادة، وتعريض حياتهم جميعاً للخطر».

 

مصير لودريان

 

وفي إطار الاتصالات الديبلوماسية ببكركي بعد عودة البطريرك الراعي من الفاتيكان، يلتقي اليوم ممثلة الاتحاد الأوروبي السفيرة Sandra De Wale، فالسفير الفرنسي في بيروت، حيث من المقرّر ان يستكمل البحث في ما انتهت إليه الاتصالات الفرنسية من اجل تسهيل انجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان في ظلّ ما عكسته «حرب غزة» من جمود على هذا المستوى، وخصوصاً لجهة توقف حراك الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان، الذي يواصل اتصالاته في انتظار جلاء الأجواء الاقليمية والدولية.

 

حركة جدّية

 

في الوقت الذي أشارت أوساط كنسية الى ضرورة عدم الاستسلام لحالة الانتظار للتطورات الخارجية الخطيرة الحاصلة وتداعياتها على الساحة اللبنانية، لما يمكن ان يشكّله هذا الانتظار من مزيد من التضعضع المؤسساتي والاقتصادي والنقدي، علمت «الجمهورية» أنّ وجهات النظر كانت متطابقة بين البطريرك الماروني والنائب ابراهيم كنعان، الذي زاره في بكركي أمس، للعمل على إنتاج حركة جدّية في الملف الرئاسي تُحدث خرقاً في جدار الجمود القائم.

 

وشمل هذا التلاقي في الموقف مقاربة الملف المالي، لاسيما موازنة 2024 والضرائب الكارثية التي تضمّنها المشروع في صيغته الحكومية، ما يستدعي العمل على مواجهتها في المجلس النيابي للخروج بصيغة تؤمّن الايرادات المطلوبة، ولكنها لا تأتي على حساب المواطن الذي يعاني من الانهيارات المالية والنقدية والاقتصادية المتراكمة.

 

وكان كنعان زار الراعي وقال بعد اللقاء، إنّ «لا احد راغب في لبنان بالدخول بدوامة الحرب. وما يحصل يستدعي أكثر من أي وقت مضى وحدة وطنية وانتخاب رئيس، لأنّ لبنان بكامل مؤسساته مشلول ولم يعد يحتمل»، وشدّد على أنّ «الحل كما قال البطريرك منذ اللحظة الأولى وقبل انتهاء ولاية الرئيس العماد ميشال عون، يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية. وأؤكّد في هذا السياق ضرورة الحضور الى مجلس النواب وانتخاب رئيس»، وسأل: «هل يعرف من يبقينا في الفراغ القاتل الذي يتمدّد الى الحكومة ومجلس النواب وسائر المؤسسات، انّ ذلك يشكّل الغاءً للبنان ومقومات الدولة فيه، ويبعده عن طاولة القرار وأن يكون للبنان دور في تقرير مصيره في ظل التطورات الخطيرة التي نعيشها؟».

 

الاستحقاق العسكري

 

وإلى ذلك، في زمن البحث في مصير الاستحقاق العسكري، الذي تتعدّد الطروحات في شأنه بين تأخير تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون الذي تنتهي ولايته في العاشر من كانون الثاني المقبل، وتعيين قائد جديد وما بينهما، كان اللافت امس زيارة سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا على رأس وفد من السفارة لوزير الدفاع الوطني موريس سليم في مكتبه في اليرزة. وأفادت المعلومات الرسمية انّه تمّ خلال اللقاء «عرض للأوضاع العامة في البلاد ولشؤون المؤسسة العسكرية والدعم الذي تقدّمه الولايات المتحدة الأميركية».

 

ومعلوم انّ الولايات المتحدة تؤيّد تمديد ولاية قائد الجيش. وقد عبّر الموفد الاميركي عاموس هوكشتاين عن هذا الموقف الاميركي للمسؤولين اللبنانيين خلال زياراته الاخيرة للبنان، لكنه لم يحصل على اي ردّ قاطع لا ايجاباً ولا سلباً.

 

تصفية حسابات

 

ولم يتطرّق مجلس الوزراء الذي انعقد في جلسة امس الى الاستحقاق العسكري لا من قريب ولا من بعيد. ولكن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قال خلال الجلسة، «إنّ اي قرار سنتخذه بالنسبة لأي استحقاق داهم سيكون منطلقه بالدرجة الاولى مصلحة الوطن واولوية تحصين المؤسسات في هذه المرحلة الدقيقة. وحتماً لن تكون الحكومة ساحة يستخدمها من يريد تصفية حسابات شخصية ومنازعات فردية على حساب المصلحة العامة».

 

وأضاف: «يحاول البعض إدخال الحكومة مجدداً في نقاشات ظاهرها دستوري وسياسي وباطنها تعطيلي استئثاري. لكننا عازمون على المضي في عملنا، مبتعدين عن السجالات العقيمة التي ملّها اللبنانيون، مؤكّدين أنّ الحكومة تعمل وفق ما تراه مناسباً وليس وفق أجندات يحاول البعض فرضها على استحقاقات اساسية في هذه المرحلة المفصلية».

 

وكرّر ميقاتي التشديد على «ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، ليكتمل عقد المؤسسات، ونعمل سويةً لإعادة لبنان اقوى واكثر مناعة»، لافتًا إلى أنّه «لقد تأكّد لي من خلال لقاءاتي الدولية حرص الكل على لبنان. لبناننا حاجة عربية وضرورة حضارية، ومن واجبنا ان نحمي وطننا بالوحدة والابتعاد عن التشرذم».

*****************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

الشغور العسكري يغيب عن الجلسة.. وشيّا على خط تأجيل التسريح!

تعيين رئيس الأركان يتقدَّم.. وخلاف فياض – العلية يهدِّد الكهرباء بعد شهر

 

إذا كانت العمليات عند الحدود الجنوبية تتم بإيقاع ضبط قوي لمسار القصف، توسعاً، ومواقع مستهدفة، وأسلحة معتادة أو جديدة في الميدان، فإن العمليات السياسية، الطبيعية أو القيصرية لم تغطى، لا عبر جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في السراي الكبير امس، ولا عبر حركة بعض الكتل النيابية لحشد تأييد لجلسة نيابية، تنهي ذيول النقاش حول إبقاء قائد الجيش العماد جوزاف عون في منصبه على رأس المؤسسة العسكرية.

الجلسة

وفي السراي الكبير، عقد مجلس الوزراء جلسة، أقر خلالها: التمديد لـ «ليبان بوست» لحين تلزيم هذا القطاع بموجب مزايدة جديدة، وإرجاء موضوع «ستارلينك» الى الجلسة المقبلة، ورفع التعويضات العائلية في الضمان الاجتماعي.

ونقل عن الرئيس ميقاتي: ان القرار الذي سيتخذ في ما خص اي استحقاق داهم، سيكون منطلقه المصلحة الوطنية وتحصين المؤسسات في هذه الظروف الحساس.

وقال ميقاتي في مستهل الجلسة: البعض يحاول إدخال الحكومة في نقاشات ظاهرها دستوري وسياسي وباطنها تعطيل استئثاري، موضحا ان الحكومة لن تكون ساحة لتصفية الحسابات الشخصية والمنازعات الفردية على حساب المصلحة العامة.

وقال وزير التربية عباس الحلبي، ان التمديد للقيادات العسكرية بحاجة الى مزيد من النقاش، كي لا يكون الموضوع في اطار التحدي.

وكشف الحلبي ان الاسم المطروح ليشغل مركز رئيس الاركان يوجد توافق حوله.

ولم يشارك وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض في الجلسة، على الرغم انه حضر الى السراي الكبير لمدة خمس دقائق.

وعلم ان زيارته تتعلق بشكوى شفهية قدمها للرئيس ميقاتي ضد رئيس هيئة الشراء العام جان العلية على خلفية ايقاف ترسية مناقصة الغاز والفيول اويل، محذراً في انخفاض امدادات الكهرباء، وربما انقطاع التيار الكربائي في منتصف ك1..

ودخلت السفير الاميركية في بيروت دورثي شيا على الخط، فزارت وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم للوقوف على موقفه من عدم التمديد التقني او المشاركة في جلسة حكومية للتمديد او تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزاف عون.

وحسب المعلومات شرح سليم حيثيات موقفه، مشيرا الى انه يستند الى القانون، او قرار مجلس شورى الدولة بكسر تأجيل التسريح لقائد الجيش حينها العماد جان قهوجي.

الوضع الجنوبي

ميدانياً، تستمر اجواء التوتر على طول الحدود الجنوبية، بقصف على القرى المحاذية لما كان يعرف سابقا بالشريط الحدودي، في اليوم الـ41 لحرب «طوفان الأقصى».

وقبل ظهر امس، تعرض سهل مرجعيون لقصف مدفعي اسرائيلي معادي.

وعصراً، قال المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي:عقب دوي صفارات الإنذار في شتولا تم رصد إطلاق عدد من الصواريخ من لبنان تجاه المنطقة كما تم إطلاق صاروخ مضاد للدروع تجاه موقع للجيش «الإسرائيلي» في دوفيف».

كما شن الطيران الحربي المعادي غارة جوية عنيفة على منطقة اللبونة وعلى مزرعة المجيدية.

ونعت المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد حيدر علي نون «أبو تراب» من بلدة رام وسكان مدينة بعلبك في البقاع

كما نعت مهدي علي ناصر الدين «عباس» من مدينة الهرمل في البقاع واللذين ارتقيا على طريق القدس.

وليلاً، قال حزب الله انه استهدف دبابة ميركافا للاحتلال الاسرائيلي قرب ثكنة براينت بصواريخ موجهة، واصيبت بشكل مباشر.

*****************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

  تجدد التحذيرات الغربية بحرب اسرائيلية قاسية على لبنان… تهويل او خطر جدي؟

«اسرائيل» تحاول اقناع واشنطن بهجوم وقائي لتغيير الواقع على الساحة اللبنانية

الحكومة ترجىء التمديد لقائد الجــيش… هل يتسلّم البيسري «داتا النازحين» مطلع السنة؟

مع اعلان وزير الحرب الاسرائيلي يوآف غالانت ان جيش العدو بدأ مرحلة السيطرة الكاملة على مدينة غزة، وفي ظل استمرار التدمير الممنهج لكل مقومات الحياة في القطاع تحت انظار العالم الصامت والمتواطىء على القضية الفلسطينية، وبعد “الرسالة” العلنية لقائد فيلق القدس اسماعيل قآني الى رئيس اركان حماس في غزة محمد ضيف وتعهده بعدم ترك القطاع وحده في المواجهة، عادت الاضواء مجددا الى الحدود الجنوبية بعد دخول الحرب في المنطقة مرحلة جديدة. وفيما اقرت وسائل اعلام العدو بالامس بان حزب الله يشن ضد مستوطنات الشمال حرب استنزاف حقيقية “بكل ما للكلمة من معنى”، علمت “الديار” ان احد سفراء دول الاتحاد الاوروبي نقل تحذيرا بالغ الخطورة لمرجع عسكري تحدث فيه عن احتمال قيام اسرائيل باستدراج حزب الله الى مواجهة قاسية بعدما رصدت حكومة نتانياهو نجاحا اميركيا في اسكات اي انتقاد دولي ازاء ما تقوم به في غزة على الرغم من قناعة الكثير من دول الغرب بانها تجاوزت “الخطوط الحمراء” تجاه المدنيين الفلسطينيين. ووفقا لتقدير المراجع الغربية فان هذا الغطاء الاميركي الذي يهدف الى احداث تغيير جذري في موازين القوى في الشرق الاوسط، لن يكون ذات جدوى اذا ما بقيت قوى عسكرية منظمة ومسلحة على الحدود الشمالية لاسرائيل، ولهذا فان ما يمكن ان يحصل سيكون اكثر خطورة مما يظنه البعض اذا لم تتوقف الاعمال العسكرية في غزة قريبا، لن فالجبهة اللبنانية لن تبقى بمنأى عن الحرب الشاملة التي بدأت تدق “الابواب”، لان اسرائيل لم تستعد هيبتها في غزة ولن تمحو فضيحة السابع من تشرين الاول الا عبر “كسر” حزب الله باعتباره العامود الفقري للمحور الآخر، والتهديد الاستراتيجي الاول بعد ان وضعت الولايات المتحدة حدا للخطر الايراني من خلال الحشد العسكري في المنطقة. هذه التحذيرات المتجددة تجد ايضا من يروج لها في الاعلام الاسرائيلي، في وقت لا تزال الساحة الداخلية تعيش حال من التخبط على كافة الاصعدة وتقف عاجزة عن حسم ملف الشغور المرتقب في المؤسسة العسكرية وقد دخلت السفيرة الاميركية دوروثي شيا على الخط مباشرة بالامس من خلال الضغط على وزير الدفاع موريس سليم لوقف عرقلة التجديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، ملمحة الى ان الولايات المتحدة قد تعيد جدولة برامج الدعم والتسليح في حال الشغور او الطعن بقرار الحكومة المرتقب بالتمديد.

 

تغيير الواقع في لبنان!

وما نقلته تلك الاوساط الدبلوماسية اشارت اليه صحيفة “يديعوت احرنوت” الاسرائيلية التي قالت “انه لا جدال في أن إسرائيل ملزمة بتدمير حركة حماس وملاحقة زعمائها حتى الإبادة، حسب نموذج تصفية زعماء فتح في أعقاب مذبحة ميونخ في 1972، لكن التحدي المركزي الذي تقف أمامه اسرائيل برايها هو التصدي “لمحور الشر” برئاسة إيران”.

وكشفت الصحيفة ان  الحكومة الاسرائيلية تسعى للحصول على تعاون دولي عملاني بقيادة الولايات المتحدة لإضعاف المحور الإيراني المدعوم أكثر من قوى عظمى كروسيا والصين. ولفتت الى إن أحداث الجبهة الشمالية تجسد هذا جيداً، وثمة قناعة بان تبادر اسرائيل إلى هجوم وقائي ضد حزب الله، لكن على ما يبدو سيحصل الامر على تدرج، أولاً سيجري العمل على إيقاع الهزيمة بحركة حماس، ثم الاستعداد لتغيير الواقع في لبنان، بالتنسيق مع الولايات المتحدة. فاسرائيل، بحسب “يديعوت” في حرب مركبة ومعقدة نجاحها العسكري في أيدي الجيش الإسرائيلي، لكن إنهاءها الصحيح في أيدي الحكومة على أمل اتخاذ القرارات الاستراتيجية الصحيحة.

 

تهديدات جدية؟

هذه التحذيرات الغربية للبنان ليست جديدة، ولكنها تبدو اكثر جدية هذه المرة بعدما بلغت العملية العسكرية في غزة مرحلة غير مسبوقة من العنف غير المحدود ودون اي حساب لراي عام عالمي او قوانين حرب، وازدياد الضغوط الداخلية على رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو وتصاعد المطالبة باستقالته، وهو ما يمكن ان يدفعه الى مغامرات غير محسوبة على الجهة اللبنانبة.  لكن اوساط معنية بما يجري على الحدود، تؤكد بان التهويل ليس جديدا ولن يثني المقاومة عن الاستمرار بحرب الاستنزاف على الحدود، والاهم انها باتت جاهزة لكافة الاحتمالات، فاسرائيل لم تعد تملك عنصر المفاجئة، والحرب لن تكون نزهة لان المفاجآت لن تكون سارة للعدو، فالمقاومة لم تستخدم الا  5بالمئة من قدراتها العسكرية، ولديها قوى تدميرية هائلة اذا ما اخطأت الحكومة الاسرائيلية في حساباتها. لكن يبقى السؤال، هل ستقبل الولايات المتحدة والغرب بمغامرة اسرائيلية جديدة، لا يبدو كذلك، لكن الامور قد تخرج عن السيطرة، كما توقل اوساط مطلعة، لكن المشكلة ان الولايات المتحدة في سباق مع الوقت لان معركة الإنتخابات الرئاسية اقتربت، ولا تحتمل واشنطن توسعا للقتال، لكن نتنياهو يخبرهم ان سكان المستوطنات الشمالية وضعوا شرطا لعودتهم الى بلداتهم، “إنهاء حزب الله”… ولهذا فان رقعة الحرب قد تتوسع في أي لحظة خصوصا ان اجتماع نتانياهو الاخير مع سكان المستوطنات لم ينجح في طمانة سكان الشمال بالعودة قريبا، وهم ابلغوه ان السكان لن يعودوا اذا لم يضمنوا عدم رؤية مقاتلي حزب الله امام نوافذ بيوتهم. وقيل له صراحة انه لم يعد مجديا القول لحزب الله ان لا تختبر اسرائيل، فيما الصواريخ والمسيرات تستهدفنا وتحلق فوقنا، وماذا يعني اننا في حالة دفاع هجومي؟. وتم ابلاغ نتانياهو كما تقول وسائل اعلام اسرائيلية “انهم لن يعودوا حتى لو توقف اطلاق النار. فالوضع هنا اكثر تعقيدا لان وقف النار لن يعيد سكان المطلة وهو ضربة لمفهوم “الصهيونية”، اما مستوى القتال فيقوده السيد نصرالله، ونحن يقول المستوطنون” فقط نراقب متى يطلق النار اكثر او اقل، فهو يضع المعادلات ويقرر وتيرة القتال ويتحكم بمسرح العمليات”.

 

حماس لم تهزم

مع العلم ان كل “التبجح” بوجود مخاطر محدقة لان حماس اقتربت من الانهيار غير دقيق ابدا، ولا تزال المقاومة الفلسطينية تقاتل وتحافظ على قدراتها المركزية وخصوصا القيادة والسيطرة على ساحة المعركة.ووفقا لتلك الاوساط، فان الغزو البري لقطاع غزة لم يغير في المعادلة العسكرية على الارض فحتى الآن لم تتجاوز المسافة التي توغل فيها الجيش الاسرائيلي برا  30 في المئة، فالجيش الاسرائيل يقاتل  فوق الأرض في حين تقاتل حركة حماس من تحتها عبر الأنفاق. حتى اليوم لم تتمكن إسرائيل من معرفة مكان وجود الأسرى ولم تصل الى شبكة الانفاق. وطالما هناك عنصر واحد من حماس في غزة يقاتل فهذا يؤكد أن إسرائيل لم تنتصر وهذا يعني ان الحرب لن تكون قصيرة.

 

تشكيك اسرائيلي بالانتصار

ففيما يقول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إن الإجهاز على حركة حماس هدف مقدس، ويجدد الرئيس الأمريكي جو بايدن تأكيده على مواصلة الحرب، يواصل مراقبون إسرائيليون التشكيك باحتمالات نجاحها، ويوضح المحلل البارز في صحيفة “يديعوت أحرونوت” ناحوم بارنياع أن هناك أهمية لتذكير أنفسنا بأن شعار “معا سننتصر” ليس وصفا حقيقيا للواقع وإنما هو أمنية. عمليا نحن أمام قرارات صعبة وسيناريوهات إنهاء موجعة، فالانتصار ليس مؤكدا. كما أن كلمة “معا” التي تصف بصدق ما يحدث في الجيش، وفي الميدان، لا تعكس ما يحدث داخل الحكومة. وفي الصحيفة نفسها اكد رونين بيرغمان، أن حسم حركة حماس يقتضي احتلال كل قطاع غزة، مؤكدا أنه من الصعب رؤية لائحة زمنية كافية وتحتملها الإدارة الأمريكية. وفي نطاق تشكيكه بإمكانية تحقيق الهدف المعلن للحرب، يوضح بيرغمان أيضا أنه بالإضافة إلى عدم وجود وقت كاف، هناك صفقة تبادل من شأنها أن تعيق سير الحرب علاوة على عدم وضوح مسألة كيف يمكن تصفية قيادة حماس، وهم محاطون بدرع بشري على شكل عشرات من المحتجزين الإسرائيليين. ويخلص الى القول “هذه هي الحقيقة، وخسارة أنه يتم حجبها عن الجمهور الإسرائيلي، فهذا الحجب المعلوماتي يؤدي لتوقعات من الصعب تحقيقها”.

 

الحرب لا تزال طويلة

بدوره، يقر المحلل العسكري لصحيفة هآرتس، عاموس هرئيل، بأن التغطية الجزئية التي تقوم بها إسرائيل الرسمية، وضبابية المعارك التي تفرض عزل القطاع عن وسائل الإعلام من الجانب الفلسطيني، تضعان صعوبات جمّة في طريق الحصول على صورة كاملة للوضع الميداني في شمال القطاع. بدوره يؤكد المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، يوسي يهوشواع، بأن الطريق إلى إنجاز القضاء على معاقل حماس في شمال القطاع ما زال طويلا، وليس سهلة بتاتا، فما بالك بجنوبه؟. وهذا ما يكرّره المحلل العسكري لصحيفة معاريف، طال ليف- رام، مشيرا، كما غيرُه، وخصوصا من أوساط الجنرالات في الاحتياط، إلى أنه حتى في حال النجاح في الوصول إلى ذلك “لإنجاز” فسيكون بمثابة نصف العمل المطلوب أو ربما أقلّه، في ضوء التقدير الموجود لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن نصف قوات حماس موجود في الجزء الجنوبي من القطاع وتسيطر عليها. ونبّه هو الآخر إلى أن هذه القوات لم تتعرض للهجوم إلا نادرا، لذلك هي تحافظ على قدرتها وروحها القتالية وينطبق هذا على قيادة الحركة.وفي هذا الصدد، يُشير ليف إلى ثلاثة تحديات ماثلة: الضغط الدولي،عندما ستعمل إسرائيل في جنوب غزة، سيكون هناك نحو مليوني إنسان، هم مجموع سكان الجنوب الذين ليس لديهم مكان يذهبون إليه، و900 ألف نسمة من سكان شمال القطاع، وعامل الوقت أيضا. فما دام القتال مستمرا، ستتواصل النار في الشمال أيضا، وفي المنطقتين، ولا يمكن البدء بالحديث عن عودة السكان”. وينسجم مع هذه الرؤية، الباحث في الشؤون الاستراتيجية عضو الكنيست السابق عوفر شيلح، الذي قال في حديث للقناة 13 العبرية، إن إسرائيل ترتكب أخطاء مفجعة من شأنها منعها من تحقيق انتصار في هذه الحرب.

 

حرب الاستنزاف

في هذا الوقت، واصل حزب الله عملياته الردعية ومساندة غزة على طول الحدود، وقد استهدف مقاتلوه بالامس 6 مواقع عسكرية إسرائيلية محققا إصابات مباشرة، بينما واصل جيش الاحتلال قصف جوي ومدفعي على بلدات حدودية، واعلن الحزب، في عدة بيانات، إن عناصره استهدفوا بـالأسلحة المناسبة، موقع المطلة مقابل بلدة الخيام اللبنانية، وثكنة ‏يفتاح (قرية قدس اللبنانية المحتلة)، وموقع ‏بياض بليدا، وموقع مسكاف عام مقابل بلدة العديسة اللبنانية، وحققوا إصابات مباشرة، وذكر في بيان آخر، أن مقاتليه استهدفوا تجمعا لقوة مشاة إسرائيلية على تلة ‏الكرنتينا بالقرب من موقع حدب يارون الإسرائيلي وتجمعا آخر لجنود اسرائيليين ‏بالقرب من موقع شتولا، وقد شهد القطاع الشرقي قصفا إسرائيليا مركزا على بلدات كفركلا وطى الخيام ومنطقة الشاليهات والعديسة والطيبة، كما استهدفت غارة اسرائيلية أطراف بلدة الناقورة في القطاع الغربي، كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدتي عيتا الشعب ودبل،وسهل مرجعيون زموقع “المرج” مقابل بلدات العديسة ومركبا ورب ثلاثين، وكذلك أطراف ميس الجبل ومحيبيب. واستهدف قصف مدفعي فوسفوري “تلتي شباط والوان” في مرتفعات كفرشوبا. وطال القصف المعادي أطراف البلدة واطراف عيترون. وسقطت قذيفة إسرائيلية على منزل قيد الإنشاء في تلة رأس الضهر في ميس الجبل. وقد نعى حزب الله شهيدين على طريق القدس هما مهدي علي ناصرالدين من مدينة الهرمل، وحيدر علي نون من بلدة رام وسكان مدينة بعلبك.

 

تاجيل التمديد؟

داخليا، تأمن نصاب الحكومة بالامس، لكنه لم يمدد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، كما كان متوقعا، في ظل استماتة التيار الوطني الحر لمنع هذه الخطوة، وقد نفى مكتب الرئيس السابق ميشال عون المعلومات عن قيامه بالاتصال بحزب الله رافضا التمديد، لكنه اكد معارضته التمديد لأي موظّف وتحديدًا قادة الأجهزة والمؤسسات العسكرية والأمنية. من جهته انتقد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في الجلسة ” التيار” من دون ان يسميه فأكد ان الحكومة تعمل وفق ما تراه مناسبا وليس وفق اجندات يحاول البعض فرضها على استحقاقات اساسية في هذه المرحلة المفصلية. وقال انه في مطلق الاحوال، فإن اي قرار سنتخذه بالنسبة لاي استحقاق داهم سيكون منطلقه بالدرجة الاولى مصلحة الوطن واولوية تحصين المؤسسات في هذه المرحلة الدقيقة. وحتما لن تكون الحكومة ساحة يستخدمها من يريد تصفية حسابات شخصية ومنازعات فردية على حساب المصلحة العامة. ووفقا للمعلومات، فان القرار السياسي بالتمديد للقائد اتخذ، لكن البحث يبقى جاريا حول الصيغة الفضلى للخطوة لتحصينها بالقانون ومنع “التيار” من الطعن بها دستوريا.ووفقا للمعلومات، تمنى حزب الله على ميقاتي تاجيل اقرار التمديد افساحا للمجال امام المزيد من الاتصالات، وهو ابلغه انه ليس ضد التمديد لعون لكنه لن يطلب ذلك، لكن لا بأس باعطاء هامش ضيق لتنفيس الاحتقان.

 

ضغوط اميركية “فاضحة”

وفي السياق نفسه، تدخلت السفيرة الاميركية دورثي شيا على نحو فاضح في ملف التمديد لقائد الجيش، خلال لقائها بالامس وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم، ووفقا لمصادر مطلعة، اوضحت شيا خلال استعراض شؤون المؤسسة العسكرية والدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية للجيش، ان بلادها لا يمكن ان تقبل بحصول شغور في راس المؤسسة العسكرية، وقد تعيد النظر في هذا الدعم، وعبرت عن “عدم تفهمها” لموقف وزير الدفاع من التمديد للعماد عون، وبعدما جدد موقفه الرافض لتقديم مرسوم بهذا الشان الى مجلس الوزراء، تمنت عليه ان لا يقوم لاحقا بالطعن بقرار الحكومة. علما ان إصدار حكومة تصريف الأعمال مرسوما مماثلا لا نقاش عليه قانونا، لأن المسألة تتعلق بالخطر الأمني وقد يكون وزير الدفاع المتضرر الوحيد عندها يمكنه أن يتقدم بالطعن أمام مجلس شورى الدولة بعدم شرعية القرار.

 

داتا النازحين

وفي ملف آخر، تحدثت مصادر مطلعة عن تبلغ مدير عام الامن العام بالانابة الياس البيسري من المفوضية السامية للأمم المتحدة  لشؤون اللاجئين انها ستقوم بتسليم المديرية مطلع كانون الاول المقبل كامل بيانات اللاجئين السوريين الموجودين على الاراضي اللبنانية، ويأتي التزويد المرتقب للداتا من المنظمة الاممية بعد اشهر طويلة من المماطلة واصرار من الحكومة بتسلمها من دون شروط…

 

******************************

افتتاحية صحيفة الشرق

  «الشفاء » عقدة إسرائيل والحرب على المستشفيات مستمرّة

في اليوم الـ41 للحرب على غزة  شهدت مناطق متفرقة من الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس، حملات مداهمة واقتحامات للقرى والبلدات من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق نار وقنابل غاز على الفلسطينيين.

يأتي ذلك عقب استشهاد 3 فلسطينيين بعد تنفيذهم لعملية إطلاق نار على حاجز النفق العسكري بين مدينتي القدس وبيت لحم، أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 7 إسرائيليين بجروح متفاوتة، واغلقت  قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة العملية جنوب القدس تحسبا لوجود جسم مشبوه، وأفادت الشرطة الإسرائيلية بأنها تجري حاليا مطاردة أشخاص آخرين مشتبهين بالمشاركة في العملية.

وكشفت وسائل إعلام فلسطينية هوية الشهداء الثلاثة الذين سقطوا بعد تنفيذهم العملية، وهم عبد القادر القواسمي، ونصر الله القواسمي، وحسن قفيشة.

من جانبها، أعلنت “كتائب عز الدين القسام- الضفة الغربية” (الجناح العسكري لحركة حماس) مسؤوليتها عن العملية.

من جانبه، أعلن نادي الأسير الفلسطيني أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 85 فلسطينيا على الأقل في الضفة الغربية الليلة الماضية من مدن وبلدات مختلفة بما فيها القدس وارتفع بذلك عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى 2735 منذ 7 تشرين الأول الماضي، بينهم 1050 ناشطا من حركة حماس.

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، مختبرات ومشاغل هندسة السيارات بجامعة فلسطين التقنية (خضوري) بمدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، وعاثت بممتلكاتها خرابا.

في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي “السيطرة العملياتية” على ميناء غزة،

بالتزامن مع اقتحامه مجدداً مستشفى الشفاء وفيما تتواصل المعارك العنيفة على الأرض مع حركة “حماس” داخل القطاع.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ضابطين وجرح اثنين آخرين في المعارك الدائرة مع المقاومة الفلسطينية شمالي قطاع غزة.

وبذلك يرتفع إجمالي عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء عمليته البرية في غزة يوم 27  الأول الماضي إلى 51 قتيلا.

كما بلغ إجمالي عدد القتلى 370 جنديا وضابطا منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” في السابع من الشهر الماضي والحرب على غزة التي تدخل يومها الـ41.

وكانت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أعلنت الأربعاء أنها دمرت 11 آلية إسرائيلية -كليا أو جزئيا- وقتلت وأصابت جنودا إسرائيليين في جميع محاور القتال في قطاع غزة.

وأعلنت كتائب “القسام”، أن “مجاهدينا تمكنوا من الإجهاز على قوة صهيونية متحصنة داخل مبنى في بيت حانون بـ12 قذيفة (ياسين TBG) مضادة للتحصينات، ما أدى إلى تدمير المبنى بشكل كامل وانهياره على القوة المستهدفة وسقوطهم جميعاً ما بين قتيل وجريح”.

******************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

حزب الله لا يمانع تعيين قائد جديد للجيش

 

 في الكلام السياسي المتداول، يبدو تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون من الخدمة العسكرية مع بلوغه سنّ التقاعد، في العاشر من كانون الثاني المقبل، الأوفر حظاً بين الخيارات المتاحة لتفادي الفراغ على رأس المؤسسة العسكرية. وإلى جانبه، تُطرح اقتراحات كرفع سن التقاعد لكل العاملين في القطاعات الأمنية والعسكرية من أدنى رتبة عسكرية إلى أعلاها، كما طلب نواب " اللقاء الديموقراطي"، أو التمديد لعام كامل وفقَ ما اقترحت كتلة "الجمهورية القوية" (حزب القوات)، فيما يحضّر عدد من النواب السنّة المستقلين عريضة نيابية تطلب أن يشمل التمديد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، الذي يحال على التقاعد في أيار المقبل. وعلمت "الأخبار" أن مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان اتفق مع وزير الداخلية بسام المولوي على ضرورة التمديد لعثمان أسوة ببقية المواقع.
وفي غمرة هذه المناقشات عاد احتمال تعيين قائد جديد للجيش ليُطرح جدياً، رغمَ استبعاده سابقاً لأسباب تتصل بعدم مصادرة حق رئيس الجمهورية المقبل في تعيين قائد قريب منه. وفي المعلومات أن حزب الله بات أكثر ميلاً من قبل إلى هذا الخيار الذي يصرّ التيار الوطني الحر عليه. ففي الأيام الماضية، برز تأجيل التسريح كحل وسط بين الفراغ والتمديد، في ظل إصرار النائب جبران باسيل على تعيين قائد جديد للجيش ورئيس للأركان ومديرين للإدارة العامة والمفتشية العامة، على أن يصدر تعيينهم عن مجلس الوزراء بمرسوم جوّال يوقّعه جميع الوزراء. ونُقل عن رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون قوله إن الحل الوحيد هو تعيين قائد جديد، علماً أن للتيار مرشحين للقيادة، من بينهم: مدير المخابرات في الجيش طوني قهوجي وإيلي عقل ومارون قبياتي. وقد تقصّد عون تظهير موقفه هذا أمام أصدقاء مشتركين مع حزب الله، لتعزيز موقف باسيل. ومع أن الحزب لا يزال يدرس الخيارات المطروحة، إلا أن معلومات تؤكد أن تطوراً جديداً طرأ على موقفه، وهو "عدم معارضة تعيين قائد جديد للجيش في حال حصول توافق على الاسم"، علماً أن هذا الخيار كانَ مستبعداً سابقاً لأسباب تتعلق بتطورات المنطقة والوضع الأمني ربطاً بالحرب على غزة وبالملف الرئاسي، إذ إن تسمية قائد للجيش في ظل الفراغ تعدّ مصادرة لصلاحيات الرئيس المقبل. إلا أن هذا الخيار يبقى أيضاً رهن موافقة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لا يبدو أنه حسم أمره حول أيٍّ من الخيارات، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي يعارض التعيين، والنائب السابق وليد جنبلاط الذي يفضّل التمديد.
والمؤكد أن أيّاً من هذه الخيارات لن يجد طريقه الى التنفيذ من دون اتفاق سياسي، وهو ما أكّده رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. أضف إلى ذلك أن الاتفاق على التعيين دونه عقبات. فالقبول بالمبدأ لا يعني القبول بالآلية، وخصوصاً في ما يتعلق بصدور مرسوم جوّال يطالب به باسيل، يوقّع عليه كل الوزراء، حتى لا يُصار الى تثبيت ذلك كقاعدة لإصدار القرارات في مجلس الوزراء.

**********************************

افتتاحية صحيفة البناء:

حردان في عيد التأسيس: مستمرّون في السعي لتحصين الحزب وانخراط كلّ القوميين في المؤسسات فضائح إسرائيلية في إثبات اتهام حماس باتخاذ مجمع الشفاء مقراً لاحتجاز الرهائن تعليق مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى… ويديعوت: السنوار أقفل خطوط الاتصال تشاور أميركي إسرائيلي حول التصعيد في جبهة لبنان… والمقاومة تمسك المبادرة

 

سيطرت عملية اقتحام جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي على المشهدين السياسي والعسكري، حيث حاول جيش الاحتلال لليوم الثاني على التوالي تقديم صورة تتيح ترميم روايته المتهالكة التي بنى عليها قرار الاقتحام، والتي قالت إن هناك فتحات للأنفاق المركزية في أقبية المجمع، حيث تقام غرف عمليات المقاومة وحيث يحتجز الرهائن. وصار إثبات وجود بندقية في غرفة مدعاة سخرية من الوسط الصحافي، الذي لم يتردد بالتعبير عن إحباطه من هشاشة الرواية الإسرائيلية كما عبرت قناة سي أن أن وقناة فوكس نيوز، اللتان شاركتا ببعثة صحافية نظمها جيش الاحتلال إلى مجمع الشفاء.
عمليات المقاومة كانت تتصاعد في أنحاء شمال غزة، وتقابلها مجازر جديدة يرتكبها جيش الاحتلال في البلدات والمخيمات، فتسقط رواية أخرى عن السيطرة على شمال قطاع غزة، فمن يسيطر لا يقصف بالطيران مناطق سيطرته، ومن يسيطر عليه أن يفسّر خسارته لأكثر من ثلاثين آلية وثّقتها المقاومة في يوم واحد.
سياسياً، تراجع زخم الهدنة وتبادل الأسرى والرهائن، مع ظهور ضعف القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي وعجزه عن التقدّم نحو التنفيذ، كما قال المندوب الروسي عند التصويت عليه، خصوصاً بعدما بادر كيان الاحتلال إلى إعلان رفض تنفيذه؛ بينما تجمّد التفاوض الذي كانت القاهرة مسرحاً لاستضافته، فنقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر معنية بالتفاوض إسرائيلية وغير إسرائيلية، يرجّح أنها قطرية، أن رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار بادر إلى إقفال القناة التفاوضية بمجرد بدء اقتحام مجمع الشفاء، معتبراً أن الاقتحام علامة أن المفاوضات مطلوبة كستار للتغطية على جرائم الاحتلال، وليس للوصول الى نتيجة، ولذلك لم يعد من مبرر لاستمرارها. وقالت يديعوت إن السنوار يمسك بزمام المبادرة في ملف التفاوض، وقد نجح بفرض شروطه بتخفيض عدد الرهائن المفترض أن يشملهم الإفراج من 100 الى 80 ف 50 فقط، وزيادة مدة الهدنة من 3 أيام إلى 5 أيام، كما فرض القبول على وفد حكومة الاحتلال بتوزيع الـ 50 رهينة على خمسة أيام، فيفرج كل يوم عن 10، لتسأل ماذا لو قرّر السنوار وقف العملية بعد اليوم الأول، فمَن سيجرؤ على العودة إلى الحرب أمام أهالي الرهائن؟
جبهة لبنان المشتعلة ومثلها العمليات على القواعد الأميركية في سورية والعراق، سوف تكون موضوع تشاور أميركي إسرائيلي، حيث نقل موقع «أكسيوس»، أن «قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل إريك كوريلا سيزور «إسرائيل» مع اشتداد القتال على الحدود مع لبنان».
أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان أن طيلة 91 عاماً وحزبنا يتجدّد برؤيته الشاملة وراهنية فكره وصوابية نهجه وصحة خياراته وبأجيال أبطاله المستعدّين لافتداء أمتهم تضحية واستشهاداً، مؤكداً الاستمرار في السعي لتحصين الحزب والحرص على انخراط كلّ القوميين في إطار مؤسسات الحزب التي تتّسع لهم جميعاً.
وخلال اجتماع مشترك للمجلس الأعلى ومجلس العمُد في قاعة الشهيد خالد علوان وعبر تطبيق «meet»، في عيد تأسيس الحزب الـ 92، حيّا حردان سورية رئيساً وقيادة وجيشاً وشعباً بمناسبة الحركة التصحيحية المجيدة التي أسّست لحرب تشرين التحريرية التي رسّخت في ذاكرة شعبنا بوصفها محطة مفصلية في تاريخ الصراع الوجودي مع عدونا، وقد تجدّدت مع المقاومين في معركة طوفان الأقصى.
وقال: «ملتزمون خيار المقاومة ضدّ الاحتلالات الإرهابية والتركية والأميركية، التي هي نسخ طبق الأصل عن الاحتلال الصهيوني لفلسطين، ونؤكد على تحالفاتنا الوطنية والقومية، ومع الدول الصديقة من روسيا والصين، إلى إيران وفنزويلا وكوبا، وكلّ الدول التي تدعم قضيتنا القوميّة، وتقف إلى جانب حقنا المشروع في مقاومة الاحتلال والعدوان، وفي مواجهة السياسات الأميركية الغاشمة الراعية للصهيونية العنصرية وقوى الإرهاب في المنطقة والعالم».
ولفت إلى أن «القمة العربية الإسلامية التي عقدت قبل أيام في الرياض، خرجت بمقرّرات هزيلة أقلّ ما يُقال فيها إنها لزوم ما لا يلزم، فمقرّراتها لا تعدو كونها تموضعاً في ضفة الحياد، حياد يعجز حتى عن حفظ بعض ماء الوجه بإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. لقد تُرك أهلنا في فلسطين على قارعة الموت، لولا مؤازرة تقدّمها قوى المقاومة في لبنان وأكثر من بلد عربي». وأكد أنه رغم المجازر والدمار، لن تنكسر إرادة المقاومة وسيظلّ أبناء شعبنا متشبّثين بأرضهم يتطلعون إلى التحرير الكامل.
وأشاد حردان بالشعوب العربية وشعوب العالم التي خرجت في تظاهرات حاشدة لإدانة حرب الإبادة الصهيونية بحق الفلسطينيين وندعوها لمواصلة الضغط على حكوماتها لوقف دعم «إسرائيل» التي ترتكب جرائم ضدّ الإنسانية.
الى ذلك، لا تزال وتيرة الحرب في الميدان في غزة وجنوب لبنان على حالها على وقع الحديث عن التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار وهدنة إنسانية لعدة أيام يتخللها تبادل دفعة أولى من الأسرى والرهائن مقابل دخول قوافل المساعدات الإنسانية الى غزة، حيث تصاعدت عمليات المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تتكبد خسائر فادحة بشرية وفي الآليات العسكرية بموازاة تصعيد المقاومة في لبنان لعملياتها العسكرية النوعية ضد مواقع جيش الاحتلال في عمق الكيان الصهيوني.
ونقلت مصادر عن مسؤول بارز في حركة حماس لـ»البناء» أن «قيادة الحركة وغرفة عملياتها المركزية والتحكم والسيطرة لا زالت تعمل بشكل طبيعي ومعنويات المقاومين ترتفع كل يوم لأنهم يلتحمون مع جنود وضباط جيش العدو ويلحقون بهم خسائر كبيرة»، وكشف المسؤول أن «الحركة لم تستخدم أكثر من 5 في المئة من قوّتها ولا زالت تستطيع القتال لفترة طويلة جداً وإلحاق هزيمة بالعدو وإجهاض أهدافه».
ويشير خبراء عسكريون لـ»البناء» الى أن جيش الاحتلال فشل في تحقيق أهداف العملية البرية واستعراضاته ومناوراته ونفاقه في مستشفى الشفاء أكبر دليل على هذا، فحكومة الاحتلال ورئيسها بنيامين نتنياهو يبحث عن نصر وهميّ إعلاميّ ليقدّمه للرأي العام الإسرائيلي ولرفع معنويات جيشه ويعيد هيبته وقوة الردع، لكنه فشل لا سيما أن الدخول الى مستشفى ومحاصرة النازحين والمرضى من أطفال ونساء ومدنيين لا يُعدّ إنجازاً عسكرياً بل هو فشل كبير، خصوصاً أن جيش الاحتلال لم يجد أي دليل على جود أنفاق أو أسلحة لحركة حماس في المستشفى ولا حتى مسلحين من حماس، ما يعكس هشاشة الجيش الإسرائيلي وضعف القيادة السياسية لـ»إسرائيل» التي اهتزت بعد ضربة 7 تشرين».
ولفت الخبراء الى أن جيش الاحتلال لن يتمكن من استعادة هيبته وقوة ردعه بل دخل في حرب استنزاف على مختلف الجبهات لا سيما الجنوبية والشمالية وفي الوقت نفسه لا يستطيع تحمل الضغط العسكري من حزب الله وتداعياته على الجبهة الشمالية، ولا يقدر على شن حرب واسعة ضد لبنان لأنه يعرف أن حزب الله سيلحق به هزيمة كبيرة لما يمتلك من أوراق ومفاجآت كبيرة، فضلاً عن الرفض الأميركي لضربة عسكرية إسرائيلية لحزب الله لأنها ستفجر المنطقة». واعتبر الخبراء «أن ما يجري في غزة والضفة وعلى الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، هو حرب استنزاف ضد الجيش الإسرائيلي وجبهته الداخلية، ما يشكل خطراً وجودياً على الكيان». ويرى الخبراء أن حكومة الاحتلال أمام معضلة كبيرة وهي إعادة المستوطنين النازحين الى المستوطنات في ظل فشل الجيش في تحقيق الأهداف العسكرية والأمنية والسياسية للحرب على غزة».
وفي سياق ذلك، تنقل أوساط مطلعة عن ديبلوماسيين أوروبيين لـ»البناء» تحذيرهم من أن نتنياهو لا يزال تحت تأثير صدمة 7 تشرين وإحراج شديد أمام ضيق الخيارات أمامه ولم يعد هناك ما يخسره، وقد يذهب الى خيارات تصعيدية ويهرب الى الأمام بحرب على لبنان يورط الولايات المتحدة الأميركية فيها، لذلك ينصح الديبلوماسيون الأوروبيون الحكومة اللبنانية باحتواء الجموح الإسرائيلي وتمرير المرحلة في ظل قواعد اشتباك محدودة لا تتعدّى ما يحصل على الحدود، وتفادي توسيع الحرب الى حرب صواريخ واستهداف متبادل للمدنيين والمرافق الحيوية».
وواصل حزب الله استهداف مواقع الاحتلال الإسرائيلي في عمق الأراضي المحتلة، وأعلن في سلسلة بيانات متلاحقة عن قصف مواقع ‏مسكاف عام و‏بياض بليدا، وثكنة ‏يفتاح، المطلة، حرمون بالأسلحة المناسبة وحقق فيها إصابات مباشرة. كما استهدف موقع «المرج» مقابل بلدات العديسة ومركبا ورب ثلاثين، وموقع «العاصي» الإسرائيلي.
كما استهدفت المقاومة تجمعاً لقوة مشاة إسرائيلية على تلة ‏الكرنتينا بالقرب من موقع حدب يارون بالأسلحة المناسبة وحققت فيه إصابات مباشرة. ‏كما قصفت المقاومة موقع «جلّ العلام» مقابل الناقورة. وأصابت الهدف بدقّة عبر صاروخ موجّه عن بعد لجهاز تجسس جديد رفعه الجيش الإسرائيلي في الموقع.
ونشر الإعلام الحربي في «حزب الله»، مشاهد من عملية استهدافه لعدد من المواقع التابعة للجيش الإسرائيلي عند الحدود الجنوبية بالأسلحة المناسبة.
كما استهدف الحزب دبّابة ميركافا ‏لقوّات الاحتلال الصّهيوني قرب ثكنة برانيت بالصّواريخ الموجّهة، وتمّت إصابتها بشكل ‏مباشر.
وأوردت القناة 12 الإسرائيلية، أنّه أُطلق 3 صواريخ مضادة للدروع على الجليل الأعلى وأن جيش الاحتلال ردّ على مصدر إطلاق النار.
وواصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على القرى الحدودية، وقصف بالمدفعية أطراف ميس الجبل ومحيبيب، وسهل مرجعيون، واستهدف بالقصف المدفعي الفوسفوري «تلتي شباط والوان» في مرتفعات كفرشوبا. وطال القصف المعادي أطراف البلدة وأطراف عيترون. وسقطت قذيفة إسرائيلية على منزل قيد الإنشاء في تلة رأس الضهر في ميس الجبل. كما استهدف القصف كفركلا. وسقط عدد من القذائف الإسرائيليّة، بين منطقة الحمامص وجنوب بلدة الخيام.
في غضون ذلك، عقد مجلس الوزراء جلسة في السراي الحكومي وتأمن نصابها، لكن لم يطرح ملف التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون وسط استمرار الخلاف بين القوى السياسيّة على خيار التمديد أولاً وعلى الآلية القانونيّة ثانياً، في حين شهدت الجلسة التمديد لـ»ليبان بوست» وإرجاء البحث في ملف «ستارلينك» ورفعت التعويضات العائلية في الضمان الاجتماعي.
وانتقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في مستهل الجلسة التيار الوطني الحر من دون أن يسميه، وأشار الى أن «البعض حاول إدخال الحكومة مجدداً في نقاشات ظاهرها دستوري وسياسي وباطنها تعطيلي استئثاري. لكننا عازمون على المضي في عملنا، مبتعدين عن السجالات العقيمة التي ملّها اللبنانيون، مؤكدين أن الحكومة تعمل وفق ما تراه مناسباً وليس وفق اجندات يحاول البعض فرضها على استحقاقات اساسية في هذه المرحلة المفصلية»، ولفت إلى أن «أي قرار سنتخذه بالنسبة لأي استحقاق داهم سيكون منطلقه بالدرجة الأولى مصلحة الوطن واولوية تحصين المؤسسات في هذه المرحلة الدقيقة. وحتماً لن تكون الحكومة ساحة يستخدمها من يريد تصفية حسابات شخصية ومنازعات فردية على حساب المصلحة العامة».
ولفت وزير الإعلام بالوكالة وزير التربية عباس الحلبي الى أن «التمديد للقيادات العسكرية بحاجة إلى مزيد من النقاش كي لا يكون الموضوع في إطار التحدي لأي طرف، والقيادة العسكرية يجب ألا تكون شاغرة ويجب أن تستمرّ مهمّة قائد الجيش».
وأشارت أوساط حكومية لـ»البناء» الى أن ملف التمديد لقائد الجيش لم ينضج بعد ولا زال قيد الدراسة من الناحية القانونية والدستورية، وبطبيعة الحال من الناحية السياسية لأن أي قرار سيتخذ يجب أن يحظى بتوافق ويراعي المصلحة الوطنية، إذ لا يمكن تعميم منطق الفراغ على جميع المؤسسات، لا سيما الأمنية والعسكرية وتحديداً قيادة الجيش في ظل الظروف الراهنة الخطيرة على مستوى لبنان والمنطقة».
وعلمت «البناء» أن هناك توافقاً سياسياً على منع حصول فراغ في المؤسسة العسكرية لكن الخلاف على الآلية القانونية، وتنحصر الخيارات بين التمديد لقائد الجيش أو سلة تعيينات في مواقع أمنية عدة.
وأشارت وسائل إعلامية إلى أنّ «التّواصل بين النّائب علي حسن خليل والمعاون السّياسي للأمين العام لحزب الله حسين خليل والرئيس ميقاتي مستمرّ ومتواصل بشكل يوميّ، وحزب الله على تواصل مع رئيس التّيّار الوطني الحر النّائب جبران باسيل، ويعرض معه الأفكار لخفض سقف مطالبه وشروطه».
وذكرت أنّ «حزب الله لا يرفض التّمديد لقائد الجيش، ولكنّه في الوقت نفسه لن يطلبه».
وفيما يرفض وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم التمديد للقائد الحالي، كان لافتاً توقيت لقائه مع سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا على رأس وفد من السفارة، وجرى عرض للأوضاع العامة في البلاد ولشؤون المؤسسة العسكرية والدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية.
ونفى المكتب الإعلامي لرئيس الجمهوريّة السّابق ميشال عون ما أوردته إحدى القنوات التلفزيونية حول ملف التمديد لقائد الجيش، وأوضح أنّ «في موضوع التّمديد لأيّ موظّف وتحديدًا قادة الأجهزة والمؤسّسات العسكريّة والأمنيّة، فإنّ موقف عون واضح ومعلن ولا لبس فيه وليس بجديد، فهو رافض كليًّا لكلّ ما يشكّل مخالفةً للقوانين وللدستور، الّذي سبق وأقسم يمين المحافظة عليه عندما كان رئيسًا».
على صعيد آخر، أفيد أن وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال، وليد فياض، وجّه رسالة إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال والوزراء المجتمعين، في الجلسة الوزارية يتّهم فيها رئيس هيئة الشراء العام جان العلية بأنه يريد إيقاف ترسية مناقصة الغاز والفيول أويل.
ورأى فياض أنّ «ذلك سيؤدي إلى تأخير وصول الوقود والتسبب في انخفاض إمدادات الكهرباء وربما الوصول إلى انقطاع التيار الكهربائيّ، في منتصف كانون الأول».
واعتبر أنّ «العلية يرتكب خطأً كبيرًا». وحضر فياض الى السراي الحكومي لمدة 5 دقائق قبل أن يغادر دون توضيح سبب حضوره ولم ينضمّ الى جلسة مجلس الوزراء.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram