عود على بدء

عود على بدء

 

Telegram

 

في النهار الأول من حرب غزة، صرح النتن رئيس حكومة العدو، أن هدف الحرب ليس اجتثاث حماس أو القضاء على الفلسطينيين فقط، بل الهدف هو "تغيير الخارطة السياسية في الشرق الأوسط ".
بعدها بساعات، تعجب الجميع من سرعة الاستجابة الأميركية عبر أسطولها البحري العسكري والجسر الجوي والمساعدات المالية الفورية، إذ خلال أيام معدودة، مقابل أربعين ألف مقاتل "قسّامي"، حضر ما يزيد عن النصف مليون من جنود الاحتلال الصهيوني، و ما يزيد عن ستين ألف جندي من حلف الأطلسي، مع كامل عدتهم و عتادهم الحربي المتطور.
قبلها بحوالي ستة أشهر، و بعكس المعلن رسميً، عن النية في تخفيض عديد الجيش الأميركي في الشرق، كان هنالك ضخ كبير لقوات مسلحة أميركية لتعزيز قواعدها في مجمل بلاد الشام، خصوصًا في التنف والقواعد الفاصلة، على الحدود السياسية، ما بين العراق و الشام (لتشكيل خط فاصل للإمدادات).
ثم يتبع كل هذا، تحركات عسكرية و أمنية، بأهداف واضحة (استنزاف و إلهاء)، لدواعش الأميركيين في الجزيرة والبادية السورية، مع تحركات لقسد، وثورات في السويداء، تطالب بكيان درزي منفصل عن دمشق، وملتحم بالكيان الصهيوني، تحركات مريبة على جزيرة قبرص، بوابة بلاد الشام و نقطتها المتقدمة في البحر، مع مد خط تواصل جوي دائم مع القاعدة العسكرية في مطار حامات اللبناني.
كل هذا يصب في مصلحة نظرية معينة:
مع أو بدون سبعة تشرين المجيد، كان هنالك ما يرسم من تغيّرات جذرية في المنطقة، رأس هرمها، ترانسفير (التهجير القسري) للفلسطينيين من غزة نحو سيناء، ومن الضفة باتجاه غرب نهر الأردن، وقاعدتها خلق خط متجانس من البحر مرورًا بقناة بن غوريون المنوي أنشاؤها، عبر ممالك و إمارات الاتفاقات الإبراهيمية، وصولًا عبر البحر حتى مومباي الهندية… خط حديد هندي، بموازاة طريق حرير صيني. (الحروب الاقتصادية).
أما عملية الشابع من تشرين، فهي إمّا كانت صدفة ألهية، أم كان توقيتها استباقيًا من مستشرفين في قيادة المحور، سوف يرجع إليها يومًا التاريخ.
اليوم، إذا أنطلقنا من هذا التحليل، سنرى حكمًا أننا ذاهبون هرولة، الى حرب إقليمية أو حتى عالمية ضروس، قرار خوضها  يتمركز فقط داخل أروقة القيادات الأميركية.
هناك يتنازع طرفان القرار ، "اللوبي الصهيوني ومتفرعاته داخل كل مفاصل السلطة السياسية والعسكرية والإعلامية في الولايات المتحدة الاميركية، والمصلحة الأميركية الوطنية الصرف ( الصافية).
- الأول : يبحث له عن مغانم استعمارية للمئة سنة القادمة عبر السيطرة التامة على كل منابع النفط الخام والغاز الطبيعي، و طرق استجرارها الى أوروبا وأميركا، مع السيطرة على المسارات والقنوات البرية والبحرية، والحفاظ و تثبيت مكانة قاعدتها المتقدمة في الشرق "إسرائيل "، وهنا تتقاطع مصالح الكيان الصهيونى والأميركيين.
- و الثاني: القرار الأميركي الخاص المرتبط بالمصلحة الوطنية الصرف، الذي يحذر من حرب إقليمية، ورقة القوة فيها بيد محور المقاومة العالمي (مقاومة الاستعمار وأحادية القرار الدولي)، ألا وهي، إشعال قواعد الاميركي في الخليج، و بظهره منابع نفط شركات أرامكو، بمسيرات وصواريخ عابرة للحدود، مما سيتسبب بانهيار اقتصادي عالمي (العالم الغربي حصرًا) و سينهار الدولار واليورو، وستشتعل أميركا من الداخل وسيزحفون من أوروبا الغربية على بطونهم الجائعة نحو روسيا التي ستكون الوحيدة القادرة على إمدادهم بالطاقة. الأمر الذي يراه الأميركيون الصرف نهاية سريعة، حتمية، لسيطرتها، وحتى لوجودها متحدة.
الأيام القادمة كفيلة بالإجابة على تساؤلاتنا: من سينتصر؟ العقل على التهور؟ الأحادية على التعددية؟ بروتوكولات حكماء صهيون على المصلحة الاميركية الصرف العليا ؟ ….؟

الدكتور هشام نبيه ابو جودة

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram