افتتاحية صحيفة الأخبار:
تصعيد إسرائيلي لا يوقف التفاوض
العدو يحارب المستشفيات: هكذا ننتصر
منذ ليل الأربعاء، وحتى مساء أمس، واصل العدو ضغطه العسكري في اتجاه «مجمع الشفاء الطبي»، ومستشفى «النصر» (الرنتيسي)، في شمال غرب قطاع غزة، حيث تمكّن من محاصرتهما بالدبابات، بعد قصفهما ومحيطهما ليلاً. ويحوي الموقعان عشرات الألوف من النازحين الذين احتموا فيهما، اعتقاداً منهم أن العدو لن يستهدف المستشفيات بشكل مباشر، وأنه لن يعيد «جريمة» استهداف مستشفى المعمداني. ومع أن العدو لم يستهدف بشكل مباشر المستشفييْن، إلا أنه استهدف محيطهما بشكل مباشر عدة مرات؛ إذ قصف، أمس، باحة «الشفاء» بصاروخ الشفرات القاتلة، غير المتفجّر، وهو صاروخ أميركي الصنع، كانت قد زوّدت به الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل، ولا يُسمع له أيّ صوت، سوى صوت مروحته لحظة السقوط. كما تُسمع مباشرة أصوات الذين مزّقت شفرات الصاروخ أجسادهم وقطّعت أطرافهم. وبهذا السلاح، يسجّل العدو ارتكابه مجزرة من نوع جديد ومختلف، بلا صوت ولا صورة، ولا كتلة لهب وأعمدة دخان، ولولا أن الصحافيين كانوا قد ثبّتوا كاميراتهم في المكان، في وقت سابق، لربّما لم يعلم حتى المصابون بالصاروخ، ما الذي حلّ بهم.
وصباح أمس، استفاق اللائذون بمستشفيَي «الشفاء» و«النصر» (الرنتيسي)، على أصوات الدبابات وقد تمركزت في الطرقات المحيطة بالمستشفيين. وإذا كان العدو بالغ في تضخيم رمزية «مجمع الشفاء» القريب من البحر، بشكل خاص، فهو يعرف أن احتلاله للمقرّ، هدفه تعريض الغزّيين لمزيد من الموت، إذ من لم يسقط تحت الركام في الغارات الوحشية، لن يجد من يسعفه إن أُصيب بجروح، فضلاً عن تهجير عشرات الألوف من اللاجئين فيه. لكن العدو بدأ يدرك أن السيطرة على «الشفاء»، لن تخدم هدفه المتمثّل في توجيه ضربة قاسية إلى المقاومة، وإن كانت الخطوة تهدف إلى زيادة الإرباك والصعوبات التي تواجه إدارة الحياة المدنية في ظلّ الحرب، كون الإدارة الخاصة بالجانب الصحي والإغاثي والخدمات الخاصة بالنازحين والإيواء، سوف تخرج عن الخدمة في شمال القطاع، في حال إحكام العدو سيطرته على «الشفاء». لكن كل ذلك، لا يَظهر أنه سيفيد في دفع المقاومة للتنازل في ملفات التفاوض، سواء الخاصة بملف الأسرى والمحتجزين، أو المتعلّقة بالحديث عن ترتيبات اليوم التالي.
وعلى صعيد متّصل، قالت مصادر فلسطينية مطّلعة إن «فشل المساعي لعقد هدنة إنسانية تمتدّ لعدة أيام، سببه قرار حكومة العدو»، وهو أمر بات معروفاً ومُقَراً به حتى من قبل الجانب الأميركي. وأضافت المصادر أن الأمور تزداد صعوبة كلما توسّع العدو في جريمته، لأن «المفاوضات لن تكون سهلة، برغم كلّ التسهيلات التي قدّمتها حماس للوسطاء». وأشارت إلى أن «طريقة إدارة مدير المخابرات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، للاتصالات حول ملفّ الأسرى، بدت مختلفة عما سبق أن تحدّث عنه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في وقت سابق». وقالت إن «هنالك دوراً خاصّاً يقوم به المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، عاموس هوكشتين، الذي يتولّى منذ ثلاثة أسابيع، وليس منذ أيام، مهمة التواصل مع كلّ الجهات التي تقدر على التواصل مع حركة حماس»، من أجل تسهيل عملية إطلاق سراح المحتجزين الأميركيين، ولو ضمن صفقة تشمل غيرهم. ويتابع هوكشتين جهوده هذه، بالتعاون مع المدير العام السابق للأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، إلى جانب وساطة مصرية تركّز على توسيع دائرة التبادل، حتى تشمل مستوطنين إسرائيليين، من غير العسكريين. وتابعت المصادر نفسها، أن «الجانب المصري بحث مع القطريين، كما مع قيادة حركة حماس، إمكانية تقديم مبادرات تخصّ المحتجزين الذين تقول المقاومة إنها لا تريد الاحتفاظ بهم»، موضحةً أن «ما أعلنته حركة الجهاد الإسلامي قبل يومين، بخصوص الأسير الفتى والأسيرة المسنّة، يأتي في سياق تسهيل المهمة أمام قيادة حماس».
وفي المقابل، عاد رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، إلى الحديث عن نيّة إسرائيل «السيطرة الأمنية على قطاع غزة بعد الحرب». ويمثّل كلام رأس الهرم الإسرائيلي، وصفةً لإطالة الحرب، باعتبار أن جيشه لم يحقّق بعد أي تقدّم يُذكر في هجومه البرّي على قطاع غزة، سوى حصار المستشفيات والتلويح باقتحامها. ونقل موقع «واينت» الإسرائيلي، عن نتنياهو قوله في اجتماع مع رؤساء بلديات مستوطنات «غلاف غزة»، في مقرّ قيادة الجيش في تل أبيب، إن «الجيش سيحتفظ بالسيطرة الأمنية على القطاع، ولن نسلّمه لقوى خارجية»، وإن «هناك تصميماً قوياً جداً منكم، ومن الحكومة، على استعادة سيطرة أكثر ممّا كان، على استعادة الأمن بصورة أساسية (…) ستكون هناك سيطرة أمنية إسرائيلية على قطاع غزة، بما في ذلك نزع سلاح كامل لضمان أن لا يكون هناك تهديد من غزة لمواطني إسرائيل بعد ذلك». ويتعارض كلام نتنياهو مع موقف الإدارة الأميركية، التي أكّدت مراراً، على لسان مسؤوليها، أنها لا تدعم إعادة احتلال القطاع، وهو ما حذّر الرئيس جو بايدن نفسه، نتنياهو، من خطورته، في وقت سابق. كذلك، لا يأخذ موقف نتنياهو في الاعتبار التداعيات المتفاقمة على الإدارة الأميركية ومصالحها، بفعل الدعم غير المحدود الذي تبديه لإسرائيل في حربها على الفلسطينيين. وفي السياق، ذكرت محطة «سي أن أن» أن الإدارة تلقّت «تحذيرات حادّة» من دبلوماسيين أميركيين في العالم العربي، تفيد بأن دعمها القوي لإسرائيل، «يؤدي إلى خسارتنا الرأي العام العربي لجيل كامل». وفي هذا السياق، أكّدت برقية من السفارة الأميركية في سلطنة عُمان «أننا نخسر بشكل كبير معركة إيصال الرسائل»، مستشهدة «بحوارات مع عدد كبير من الأشخاص ذوي العقول الرصينة الموثوقين لدينا».
تأتي التطورات المذكورة، في ظلّ انتظار ما ستخرج به القمّتان، العربية والإسلامية، اللتان ستنعقدان في العاصمة السعودية، الرياض، اليوم. وتحمل القمّتان، بحسب مطّلعين على مجريات الاجتماعات التحضيرية، عنوانيْن أساسيّيْن: الأول، تكريس الرفض النهائي والواضح لفكرة تهجير أهالي قطاع غزة إلى خارجه؛ والثاني، تأجيل أيّ نقاش حول ترتيبات لمستقبل إدارة القطاع، إلى ما بعد توقّف الحرب. كذلك، تترقّب جميع الأطراف الإقليمية والدولية، الخطاب المحدّد للأمين العام لـ«حزب الله»، السيد حسن نصرالله، عصر اليوم، في ظلّ تطوّر واضح في مسار العمليات على الجبهة اللبنانية، وارتقاء في نوعية العمليات التي تنفّذها المقاومة، وأيضاً الاعتداءات التي يشنّها العدو الإسرائيلي.
**************************
افتتاحية صحيفة البناء:
الاحتلال يقصف مجمع الشفاء في غزة تمهيداً لاقتحامه بحثاً عن صورة نصر
القمّتان العربية والإسلامية أمام تحدّي الخروج من البيانات اللفظية لخطوات عملية
السيد نصرالله اليوم بين حاصل مفاوضات التهدئة ومسار التصعيد لإعلان الموقف
تؤكد العمليات العسكرية المحمومة لجيش الاحتلال في غزة أن اليومين المقبلين حاسمان، في رسم صورة المشهد الميداني، حيث الحكومات الغربية، وفي طليعتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تستشعر حجم الخسائر التي تصيب شعبيتها بسبب الدعم الأعمى الذي تقدّمه لتغطية جرائم جيش الاحتلال ووحشيّته، ما يعني أن الوقت ينفد والحاجة لإظهار صورة نصر واضحة تبرر لحكومة بنيامين نتنياهو القبول بمسارات التهدئة وتبادل الأسرى والرهائن. وقد شهدت ساعات الليل تصعيداً استثنائياً في محيط مستشفى الشفاء الذي أعلنته حكومة نتنياهو وقيادة جيش الاحتلال هدفاً للحملة العسكرية على قطاع غزة، وقالت إنه مقر القيادة الخفي لقوات القسام، ورفضت الاستجابة لنداءات إدارة المستشفى بدخول فرق تحقيق دولية من الصليب الأحمر الدولي ومنظمة الصحة العالمية للتحقق من اتهامات جيش الاحتلال. وقد جمع الهجوم على مجمع الشفاء بين القصف الوحشيّ الذي يستهدف النازحين الذين تجمّعوا فيه ويقدرون بخمسين ألف نازح، وبين تقدّم الدبابات والمشاة في محاولة لتطويق المستشفى والتقرّب منه، بينما قالت مصادر قوات القسام مع بدء الهجوم إن وحداتها قامت بنصب الكمائن وتحريك التشكيلات القتالية للتعامل مع قوات الاحتلال بالأسلحة والطرق المناسبة. وفي منتصف الليل أكدت قوات القسام أنها تكبّد الاحتلال خسائر فادحة، وأن جثث جنوده تملأ المكان، من حي النصر إلى مخيم الشاطئ؛ بينما تقول مصادر تتابع مجريات الوضع الميداني إن الليلة حاسمة في معركة غزة، وإن المقاومة سوف تكتب صفحة جديدة لانتصاراتها، وإلحاق المزيد من الخسائر بجيش الاحتلال.
سياسياً، مساران يتحرّكان بالتوازي، مسار التفاوض حول إعلان هدنة لثلاثة أيام يرافقها تبادل الأسرى والرهائن، بدأ في الدوحة بلقاء رئيس الحكومة القطرية مع رئيسي جهازي المخابرات الأميركي والإسرائيلي، ويتابعه في القاهرة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. والمسار الثاني هو انعقاد القمة العربية تليها القمة الإسلامية في الرياض، حيث التحدّي باتخاذ مواقف ذات جدوى بعيداً عن البيانات اللفظية التي لا تقدم شيئاً، وفيما تسعى دول مثل الجزائر والعراق وسورية ولبنان لرفع سقف موقف القمة، يبدو رهان دول أخرى على تقدّم مسار التفاوض لإعفاء القمة من مواجهة خيار الخيبة والفشل أو قبول تبني مواقف واضحة لمواجهة خطر العدوان على غزة والدعم الأميركي المفتوح للعدوان. بينما في القمة الإسلامية فهناك تحدٍّ من نوع آخر، خصوصاً مع وجود إيران التي يمثلها رئيسها السيد إبراهيم رئيسي، وقد عبر وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان عن موقفها باعتبار أن تفادي توسّع الحرب لم يعُد ممكناً.
الوضعان الميداني والسياسي سوف يحضران في خلفية الكلمة المنتظرة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم، في إحياء يوم الشهيد، في ذكرى تفجير مقرّ الحاكم العسكري الإسرائيلي، قبل 41 عاماً، حيث ستكون الكلمة محطة فاصلة لرسم الخيارات في ضوء معادلة الاحتمالات المفتوحة، وفق مراقبة أداء جيش الاحتلال ومسار العدوان على غزة من جهة، والسلوك تجاه الجبهة اللبنانية، خصوصاً الاعتداءات على المدنيين من جهة أخرى، وفقاً للمعادلة التي وضعها السيد نصرالله في كلمته يوم الجمعة الماضي.
تتجه الأنظار إلى خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وما سيطلقه من معادلات جديدة ومستوى التصعيد الذي سيبلغه، في ظل سخونة الجبهة الجنوبية التي أقرّ كيان الاحتلال الإسرائيلي بقسوتها، حيث يتكبّد العدو خسائر فادحة بشرية وفي الآليات العسكرية، في مقابل كثّف العدو اعتداءاته على لبنان مع توسيع منطقة الاشتباك ما دفع بالمقاومة إلى تنفيذ عمليات نوعية في عمق الأراضي المحتلة.
وأشارت مصادر ميدانية لـ»البناء» الى أن «مستوى عمليات المقاومة في الجنوب يتحرّك وفق مجريات الوضع الميداني في غزة ووفق مستوى الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان»، موضحة أن «عمليات المقاومة ترتفع وتيرتها تدريجياً وستتطور خلال الأيام المقبلة بحال لم يتمّ التوصل الى هدنة إنسانية في غزة».
ونشر الإعلام الحربي في «حزب الله» مقطع فيديو، تحت عنوان «بعض من بأسنا.. ولن يتمّ الاكتفاء بذلك»، تضمّن مشاهد انتشار عناصر «حزب الله» عند الحدود اللبنانية الجنوبية وتنفيذ العمليات ضد الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى مشاهد من الأسلحة والعدّة والعتاد وعمليات المراقبة.
الى ذلك، أكّد ضابط في «حزب الله» أنّ «العمليات بدأت في منطقة مزارع شبعا وامتدّت لتشمل كل المواقع بمسافة تتجاوز 100 كلم»، وذلك في مقابلة مع قناة «الميادين» في تقرير مصوّر من الحدود الجنوبية.
ولفت الضابط إلى الانتشار الإسرائيلي، حيث أوضح أنّ «على الجبهة الجنوبية منتشِر بمنطقتين، منطقة الجولان ومنطقة الجليل فرقتين، فرقة الجليل 91 وفرقة الجولان، فيها مجموعة من الألوية المقسومة لكتائب والمنتشرة سرايا على الخط. بعد عملية طوفان الأقصى بالسابع من تشرين الأول الإسرائيلي زاد من استعداداته على الجبهة بشكل كبير جداً، عزّز بفرقة 146 على الخط الثاني وأيضًا بمجموعات كبيرة من الاستخبارات ومن وسائط الدفاع الجوي والوسائط النارية المدفعية والصاروخية على الجبهة، يعني الاسرائيلي يوم سبعة تشرين الأول كان بجهوزية عالية جداً وبتعزيز كبير جداً على الجبهة اللبنانية».
وشدد على أنّ «الإنجاز الأكبر كان جذب جزء كبير من القوات الإسرائيلية من الداخل إلى الجبهة اللبنانية»، معتبرًا أنّ «جذب القوات الإسرائيلية خفّف الضغط على إخواننا في غزة».
وكشف الضابط أنّ «الإنجاز الأساسي هو إعماء عيني العدو ومنعه من الرؤية»، كما أفاد عن إصابة عدد كبير من دبابات الميركافا وإعطابها بالصواريخ الموجّهة، كما أنّ من «الإنجازات الأساسية تدمير جزء كبير من المواقع الإسرائيلية».
وأكّد «استهداف الداخل الإسرائيلي وتعطيل عمل القبّة الحديدية في كثير من الأماكن»، موضحًا أنّ «المقاومة ردت على العدو الذي اعتدى على منطقة إقليم التفاح بتوسيع شعاع النار ونوعيّة الرد».
ولفت الضابط في رسالة إلى السيد حسن نصرالله إلى أنّ «ما راكمته المقاومة من عدّةٍ وعتادٍ وعتيد وجهوزيةٍ واستعداد منذ العام 2006 سينفجر غضبًا وحممًا على العدو الغاصب الذي لم يرَ منه سوى القليل القليل حتى الآن، والآتي أعظم وتحت الأمر».
وكانت المقاومة الإسلامية واصلت عملياتها أمس، وأشارت في بيان إلى أن «مجاهديها استهدفوا تجمعًا لجنود العدو الصهيوني قرب موقع العاصي (مقابل ميس الجبل) بالصواريخ الموجهة وحقّقوا فيه إصابات مباشرة». كما استهدفت موقعي الضهيرة وبركة ريشة الإسرائيليين بالصواريخ الموجهة، وكذلك مستعمرة المطلة بصاروخ موجّه. ونفذت المقاومة هجوماً ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي بواسطة ثلاث مسيرات هجومية، فاستهدفت الأولى ثكنة يفتاح قديش (قرية قدس اللبنانية المحتلة) فيما استهدفت الطائرتان الأخريان تجمعًا مستحدثًا في شرق مستعمرة حتسودت يوشع (قرية النبي يوشع اللبنانية المحتلة) وحققوا فيهما إصابات مؤكدة، كما استهدفت موقع الجرداح.
ونشر الإعلام الحربي في «حزب الله»، مشاهد عملية استهداف ثكنة يفتاح قديش (قرية قدس اللبنانية) التابعة للجيش الإسرائيلي ونقطة تجمع آليات إسرائيلية قرب مستوطنة راموت نفتالي (قرية النبي يوشع اللبنانية) بالمسيرات الانقضاضية.
واعترف، جيش الاحتلال في بيان، بإصابة ثلاثة جنود إسرائيليين بجروح خطيرة جراء إطلاق صاروخ مضاد للدبابات على موقع عسكري في منطقة المنارة، كما اعترف بإصابة جندي بجروح خطيرة وجندي آخر بجروح متوسطة نتيجة سقوط طائرة بدون طيار. كما أعلن المتحدث باسم جيش الإحتلال دانيال هاغاري، أن «3 طائرات بدون طيار اخترقت أجواء الجليل الأعلى قادمة من لبنان».
وواصلت قوات الإحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها على جنوب لبنان، واستهدفت بالطيران الحربي المعادي المنطقة المفتوحة بين الهبارية والفرديس في العرقوب، وأطراف عيتا الشعب وكفرحمام وياطر وقصف مدفعي طاول أيضاً أطراف عيتا الشعب ويارون. كما أغارت على محيط بلدة كفرشوبا. فيما استهدف قصف مدفعي خراج بلدتي العديسة وكفركلا حيث استخدم العدو القنابل الحارقة. وفي صور سجل قصف مدفعي على منطقة اللبونة، الناقورة. كما استهدفت قوات العدو مستشفى ميس الجبل.
وشدّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد على «أننا نعرف مصلحة أمتنا وطريقة تحقيق أهدافها، ونؤدي تكليفنا كما ينبغي ان يؤدى هذا التكليف، انتصاراً لغزة وشعبها ووقفاً للعدوان الصهيوني الغاشم والمتوحش، وإحباطاً لكل أهدافه، وستنتصر غزة وشعبها في نهاية المطاف».
وأكّد «أننا في الموقع الذي إن غادرناه نسهم في ترك العدو يفعل ما يشاء وهو يستقوي بحماة دوليين يشجعونه، ويبرمجون عدوانه، ويدفعون عنه كل ضغط دولي، ويحيدون من يحيدون عن إدانته وعن مواجهته وحتى عن استنكار عدوانه على غزة وشعبها وأهلها».
ولفت رعد الى أنّ «المقاومة لن تترك هذا الشعب ولن تترك أهل غزة وستستمر في الضغط من اجل وقف العدوان على طريقتنا، نتحرّك حيث يجب ان نتحرك ونقف حيث يجب أن نقف، ونضغط حيث يجب أن نضغط».
على صعيد آخر، وبعدما سرَت معلومات عن إنزال جوي أميركي بطائرات تحمل أسلحة وذخائر وعتاد عسكرية أفرغتها في مطار حالات في الشمال مساء أمس الأول، أوضحت قيادة الجيش، أن «بعض وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت معلومات عن هبوط طائرات عسكرية أجنبية في أحد المطارات التابعة للجيش اللبناني»، موضحةً أن «جزءًا من حركة الطيران في المطار هو حركة روتينية لنقل المساعدات العسكرية إلى الجيش اللبناني، ويضاف إلى ذلك نقل جميع التدريبات النهارية والليلية الخاصة بالقوات الجوية في الجيش إلى حامات».
على صعيد آخر، كشفت وزارة الخارجية الفرنسية أننا «مررنا رسائل لإيران وللبنان حتى لا ينزلق الأخير نحو الصراع».
وعشيّة توجّه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى المملكة العربية السعودية للمشاركة في القمة العربية، أعلنت رئاسة المجلس الوزراء أنّ ميقاتي بصدد الدّعوة إلى جلسة حكوميّة، مُعمّمةً جدول الأعمال.
***********************
افتتاحية صحيفة النهار
اشتعال ميداني والمعارضة تطالب القمة بالتصدي لتوريط لبنان
بين تصعيد عنيف لعله الأعنف منذ بدء المواجهات عند الحدود الجنوبية مع #إسرائيل قبل شهر، والقمم الثلاث الذي تنعقد بالتوالي في الرياض وابرزها القمة العربية الطارئة اليوم، والكلمة الثانية اليوم أيضا للامين العام ل”#حزب الله” السيد حسن #نصرالله منذ بدء #حرب غزة ومواجهات الجنوب، يقف لبنان في الساعات المقبلة امام إعادة رسم مبدئي لمساره الميداني والدييبلوماسي والسياسي اذ سيتوقف على هذه المحطات الثلاث الى حد بعيد الجواب عن السؤال الأساسي : الى اين يتجه لبنان بعد هذا ؟
والواقع ان الاحتدام الميداني الواسع والعنيف الذي اشعل محاور المواجهة بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي على طول الحدود الجنوبية امس بدا بمثابة مؤشر لتصعيد متدحرج ولو من ضمن المعادلة التي تحكم المواجهة مع توسيع هامشها الجغرافي على جانبي الجبهة تدريجا تبعا للمعطيات القتالية . وفي هذا السياق، وان كان مراقبون عسكريون وسياسيون ادرجوا تكثيف “حزب الله ” امس لهجماته المباشرة على العديد من المراكز العسكرية الإسرائيلية في اطار “التمهيد الناري” لكلمة السيد نصرالله ، فان جانبا اخر من الصورة برز في هذا المشهد وترجم برد واسع للحزب على استشهاد سبعة من مقاتليه نعاهم البارحة ذكر ان العدد الأكبر منهم استشهدوا نتيجة غارة إسرائيلية على شرق حمص في سوريا فيما استشهد الاخير في مواجهات الجنوب .
احتدام
وفي أي حال برز احتدام عنيف طوال يوم امس واعلن “حزب الله” في مجموعة بيانات تنفيذ عدد من الهجمات كان ابرزها هجوم ضد القوات الإسرائيلية بواسطة ثلاث مسيرات هجومية، فاستهدفت الاولى ثكنة يفتاح قديش فيما استهدفت الطائرتان الاخريان تجمعا مستحدثا في شرق مستعمرة حتسودت يوشع وحقق فيهما اصابات مؤكدة. كما اعلن استهداف تجمع للجنود الاسرائيليين قرب موقع العاصي (مقابل ميس الجبل) بالصواريخ الموجهة. وعلى الاثر استهدف الجيش الإسرائيلي أطراف ميس الجبل الشرقية وتلة المحامص بالقذائف المدفعية، ومحيطَ موقع العاصي بالقذائف المدفعية والقذائف الفسفورية. كما اعلن الحزب إستهداف تجمّعات للقوات الإسرائيلية بين حدب البستان وبركة ريشة وفي حرش الضهيرة بالأسلحة الصاروخية وكذلك استهدافه موقع راميم بالأسلحة المناسبة واشار ايضا الى انه استهدف مجموعة مشاة اسرائيلية في حرش شتولا بالصواريخ الموجّهة.
في المقابل وسعت المدفعية الإسرائيلية القصف فاستهدفت تلال كفرشوبا ومرتفعات شبعا ومنطقة القلع عند الأطراف الشرقية لبلدة بليدا ومنطقة الكروم وخلة علي منصور عند أطراف بلدة محيبيب وحولا ومركبا وميس الجبل وسهل الوزاني. كما قصفت أطراف بلدة مركبا بالقذائق والقنابل الفوسفورية. وأدى القصف الإسرائيلي إلى جرح مواطن من بلدة حولا الحدودية. وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن 3 صواريخ مضادة للدروع أطلقت باتجاه أحد معسكرات الجيش في منطقة مرغليوت على الحدود مع لبنان. وأضافت ان 5 طائرات مسيرة اخترقت الأجواء الإسرائيلية في الشمال وجرى اعتراض طائرة واحدة والطائرات الباقية سقطت في مناطق مختلفة . واتسعت رقعة الغارات مساء فشملت بلاط ورامية وعيتا الشعب وكفرحمام ووادي السلوقي وكفرا والمحمودية.
وسقطت قذائف إسرائيلية بالقرب من مستشفى ميس الجبل الحكومي. واشار مدير مستشفى ميس الجبل حسين ياسين الى تضرر قسم الطوارئ في مستشفى ميس الجبل جراء القصف الإسرائيلي وإصابة طبيب الطوارئ بجروح طفيفة. وفي هذا السياق أكّد وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، أنّ القصف الإسرائيلي لمستشفى ميس الجبل في #جنوب لبنان “جريمة ضد الإنسانية أدّت الى وقوع اضرار مادية واصابة طبيب. ولولا العناية الإلهية لتحولت الى مجزرة”، مشددًا على أنّ القصف “يعكس سياستها التي تستهدف مراكز الرعاية الصحية بشكل متعمد”.
ووسط هذه الأجواء وزع مكتب الامم المتحدة في بيروت بيانا لمنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا حذر فيه من ان ” هناك مؤشرات مقلقة حول تصاعد حدّة التوتر، مع تزايد الأعمال العدائية على طول الخط الأزرق”وشدد على” جميع الأطراف بأنه يجب عليهم الالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي أثناء تنفيذ العمليات العسكرية. ويجب حماية المدنيين”. ودعا “جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد، وقطعاً، تجنب إلحاق المزيد من المعاناة بالمدنيين”.
نداء المعارضة
في غضون ذلك وفيما تتجه الأنظار اليوم الى القمة العربية الطارئة التي ستعقد في الرياض وجه عدد من نواب المعارضة نداء الى الزعماء العرب شددوا فيه أولا على “الرفض الكامل لاستمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث يتعرض الشعب ال#فلسطيني لابشع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي قد يواجهها أي شعب في العالم. ومن بيروت نوجه التحية لأرواح آلاف الفلسطينيين، الأبرياء وندين ازدواجية العالم في التعاطي مع أهالي غزة”. وطالبوا الزعماء العرب “باطلاق مسيرة حل سياسي تستند على المبادرة العربية للسلام التي تم اعلانها في قمة بيروت عام 2002، والتي تبنت حل الدولتين، بما يعني حتمية إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، كمدخل للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط “.
اما في الشق اللبناني فاكد نداء نواب المعارضة ان “اللبنانيين يخشون من توسع الحرب، التي بدأت تطال بلدهم، ولا طائل لهم بها ولا قرار، فرأي الدولة اللبنانية وقرارها مازال مصادراً من قوة مسلحة خارج الشرعية، خدمة لمحور إقليمي على حساب مصالحها الاستراتيجية وأمنها واستقرارها… ويرفض اللبنانيون إدخال لبنان عنوة في حرب شاملة، بعد ان تم اقحامه فعليا في حرب محدودة خلافا لارادتهم… كما يرفضون ايضاً أن يتحدث باسم لبنان وزير خارجية دولة أخرى، وأن يصادر طرف داخلي مسلح قراره السيادي”. وطالبوا “بمساعدة لبنان، على التصدي لمحاولة جرّه الى الحرب في ظل سيادته المخطوفة وقراره المسلوب، ونؤمن أن قمتكم بما تملكه من تأثير، قادرة على انتشال لبنان، واستعادته ورفع الوصاية عنه، ونتطلع إلى أن تخرج القمة بقرارات واضحة، تؤكد على رفض استتباعه لأي مشروع نفوذ إقليمي، بما يلاقي نضال الشعب اللبناني، للتحرر واستعادة دولته المخطوفة. كما نطلب من قمتكم المساعدة في جميع المحافل الدولية، وتحديداً في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، للتطبيق الكامل للقرار 1701، الذي يشكل المظلة الدستورية والدولية لحماية لبنان وتحييده عسكرياً، وتجنب توسع الحرب في المنطقة، من خلال وقف الاعمال الحربية وانشاء منطقة جنوب نهر الليطاني خالية من أي وجود مسلح لبناني أو غير لبناني خارج الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية، والضغط على المجتمع الدولي لردع إسرائيل عن الاعتداءات التي تقوم بها على طول الحدود والعمق اللبناني”.
بدوره أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “وجوب أن نثني لبنان عن الانجرار إلى حرب إقليميّة لا تُحمد عقباها، في ظل مرحلة صعبة جداً، تتطلّب دقّة فائقة في التعامل مع ما نشهده، بغية تجنيب لبنان مرّ هذا الكأس”. وأوضح جعجع، في مقابلة مع التلفزيون الإيطالي “راي 1″، أن” المسألة اليوم لا تتعلّق في، إن كان لـ”حزب الله” مصلحة في جرّ لبنان إلى حرب إقليميّة أم لا، بل أن المعضلة تكمن في تدرّج الأحداث، ما يمكن أن يودي بنا إلى حرب إقليميّة. هذا، دون أن نغفل الكلمة الأولى والكبرى لإيران في انخراط الحزب في الحرب وتوسيع آفاقها لتصبح إقليميّة، أو ثبات هذا الأخير بعيداً منها، وبالتالي استمرارها على ما هي عليه اليوم.
وجدّد التأكيد أن “أمامنا حلاً واحداً لتخطي هذه المرحلة العسكريّة الصعبة وهو تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 كما يجب تطبيقه، بمعنى أن يكون الجيش اللبناني هو القوّة العسكريّة الوحيدة المنتشرة في الجنوب بالتعاون مع القوات الدوليّة” .
******************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
31 نائباً يستنكرون تحدّث عبد اللهيان باسم لبنان ومصادرة القرار
القمّة العربية تُطلق اليوم دعوتين: وقف الحرب وفتح مسار السلام
في ظروف إستثنائية جداً تنعقد القمة العربية الطارئة اليوم في الرياض. وتختزل حرب غزة التي تلتئم القمة من أجلها تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي منذ قيام الدولة العبرية عام 1948. فعلى امتداد 75 عاماً نشبت حروب وانعقدت قمم وصدرت قرارات اقليمية ودولية، لكن كل هذه الأحداث التاريخية بقيت بعيدة عن وضع الأصبع على الجرح النازف. فهل تشكل قمة الرياض اليوم إستثناء عن سابقاتها؟ أم ستكون مجرد رقم في المسلسل الطويل من التاريخ المثقل بالخيبات؟
لا جواب قبل أن تُصدر القمة قراراتها، في وقت غرق قطاع غزة في جحيم الدمار الهائل الذي تمعن فيه إسرائيل. وصبّت آلة الحرب الإسرائيلية غير المحدودة الامكانات حممها على مستشفيات القطاع لتتشفى من المرضى والألوف من الغزاويين الذين ظنوا أنهم في ملاذات آمنة. في الوقت نفسه، كان عشرات الألوف من سكان القطاع يهيمون على وجوههم من شمال القطاع الى جنوبه ينشدون السلامة تحت طائلة الانذارات الاسرائيلية بالرحيل أو الهلاك.
ووسط جحيم غزة الذي يمضي بلا توقف منذ 7 تشرين الأول الماضي، يسير لبنان على شفير جحيم دُفع اليه قسراً، وانفتحت فوهته في اليوم التالي لحرب غزة. وبدا المشهد أمس في جنوب لبنان عشية قمة الرياض، كأنه وسط حرب قد يمتد لهيبها الى أماكن بعيدة في أي وقت من الأوقات. ووسط إطلاق الصواريخ وتحليق المسيّرات وغارات الطيران، غرقت الجبهة الجنوبية في آتون شظايا القذائف الفوسفورية والحرائق التي اشعلتها في الحقول والبساتين، إضافة الى أضرار جسيمة في الممتلكات. وأتى سقوط 7 عناصر لـ»حزب الله» في موقع لهم في حمص في سوريا بغارة اسرائيلية، ليجعل سائر مناطق تموضعه غير آمنة سواء في لبنان أو سوريا. وفي المقابل، برهنت الاصابات التي ألحقها «الحزب» بالجنود الإسرائيليين، خصوصاً في موقع عسكري في منطقة المنارة ان المواجهات على الحدود الجنوبية تحتدم أكثر فأكثر.
كيف بدت صورة قمة الرياض قبل ساعات من انطلاقها؟
عشية القمة التي ستليها غداً قمة إسلامية، ندّد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بانتهاكات القوات الإسرائيلية في القطاع. وقال خلال كلمته أمام قمة سعودية – أفريقية: «ندين ما يشهده قطاع غزة من اعتداء عسكري واستهداف المدنيين واستمرار انتهاكات سلطة الاحتلال الإسرائيلية للقانون الدولي الإنساني». وأضاف: «نؤكد ضرورة وقف هذه الحرب والتهجير القسري، وتهيئة الظروف لعودة الاستقرار وتحقيق السلام».
وانتقدت الرياض مراراً وتكراراً الهجمات الإسرائيلية على المدنيين في بيانات رسمية، لكنّ تصريحات أمس كانت الأولى علناً للأمير محمد.
وفي سياق متصل، كتب سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري على منصة «إكس» ما يأتي: «أنظار العالم تتّجه إلى قمم الرياض، التي تدعو لبلورة قيم إنسانية مُشتركة من أجل ترسيخ ركائز الأمن والازدهار والسَّلام العالمي».
ماذا عن صوت لبنان في قمة الرياض حيث يمثله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي؟ في انتظار الكلمة التي سيدلي بها، وهل ستكون واضحة لناحية رفض توريط لبنان، كما يحصل الآن على الحدود الجنوبية، والمطالبة بحزم بتنفيذ القرار 1701، برز موقف للمعارضة عبّر عنه «النداء» الصادر عن 31 نائباً وجّهوه الى القمة، وجاء فيه أنهم «يرفضون أن يتحدث باسم لبنان وزير خارجية دولة أخرى، وأنّ يصادر طرف داخلي مسلّح قراره السيادي». وذلك رداً على التصريح الأخير لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي قال: «أصبح توسيع نطاق الحرب (في غزة) الآن أمراً لا مفرّ منه». كما أشار بيان نواب المعارضة الى أنّ «حزب الله» هو عملياً الوحيد الذي «يصادر» قرار لبنان السيادي.
وجاء بيان المعارضة عشية إطلالة جديدة للأمين العام لـ»الحزب» السيد حسن نصرالله لمناسبة «يوم الشهيد». ووفق ما ذكرته قناة «المنار»، فإنّ كلمة نصرالله اليوم تتميز «بثبات الموقف ووضوح البوصلة التي لا يحرفها عدو من هنا أو تهديد من هناك».
******************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية : ايران: لا مفر من توسيع الحرب… الأمم المتحدة: مؤشرات مقلقة
على الرغم من الحديث المتزايد عن هدنة انسانية موقتة، فقد بات من الصعب اللحاق بالتطورات الميدانية المتسارعة لحرب الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة، أو تقدير التطورات التي ستبلغها.
إنّ احتمال توسّع هذه الحرب إلى ساحات وجبهات اخرى أبعد من الميدان الغزّي بات مرتفعا جدّا، وكان لافتا في هذا السياق ما اعلنه وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان من انه «بالنظر الى تزايد حدّة الحرب في غزة اصبح توسيعها أمراً لا مفر منه».
واذا كان موقف عبداللهيان يُنذر بأن وضع المنطقة يقترب من الانفجار، فإنه يتقاطع مع مؤشرات تعزز هذا الاحتمال، تمتد من اليمن والدخول المتزايد للحوثيين على خط الحرب واستهداف اسرائيل بالمسيرات والصواريخ الباليستية، وهو الأمر الذي شغل المستويات السياسيّة والعسكريّة الاسرائيليّة.
ولقد كشفَ الاعلام الاسرائيلي انها بدأت ببحث خطط لمواجهة ما سمّاه «هذا التطور الخطير، خصوصا انّ الضربة في ايلات تثير القلق الكبير». وصولاً الى ما تسميها اسرائيل جبهتها الشمالية، حيث باتت منطقة الحدود الجنوبية للبنان، في حالة حرب فعلية، خصوصا انّ تطورات الساعات الاخيرة وعنف العمليات العسكرية ضد مواقع الجيش الاسرائيلي، وكذلك اتساع رقعة القصف الاسرائيلي وتخطي منطقة جنوبي الليطاني الى شماله، بَدا جلياً انها تجاوزت ما تسمّى ضوابط وقواعد اشتباك وتنذر بانفجار واسع. وذلك بالتوازي مع اصوات بدأت تتعالى داخل اسرائيل وتدعو الى رفع وتيرة التصعيد مع لبنان، وتبرز في هذا السياق، مطالبة عضو الكنيست الاسرائيلي افيغدور ليبرمان في تغريدة على حسابه على منصة «اكس»، للجيش الاسرائيلي بتوجيه ضربة حاسمة لـ«حزب الله»، بدعوى عدم تكرار ما جرى في جنوب إسرائيل، من عملية «طوفان الأقصى» شمالي البلاد». وشدد على «ضرورة انتقال اسرائيل من سياسة المهادنة إلى سياسة الحسم مع «حزب الله»، مجددا مطالبته رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو بإبعاد عناصر وقوات «حزب الله» إلى ما وراء نهر الليطاني».
خطاب نصرالله!
واذا كان الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله قد تجنّب في خطابه السابق الاسبوع الماضي إعلان الإنخراط الواسع في هذه الحرب، وترك الباب مفتوحاً على كلّ الإحتمالات والخيارات، إلّا أنّ الانظار مشدودة الى ما سيقوله في خطابه المنتظر في احتفال «يوم شهيد حزب الله» بعد ظهر اليوم، خصوصا أنّ فترة الايام القليلة الفاصلة بين الخطابين شهدت تدحرجاً كبيراً لكرة النّار الإسرائيليّة في قطاع غزة، بالتوازي مع اشتداد وتيرة العمليّات والمواجهات العسكريّة على الحدود الجنوبية.
وفيما أحيط خطاب نصرالله بتكهنات أدرَجته في «خانة التصعيد ربطاً بالتطورات المتصاعدة في كل الساحات وصولا الى الجبهة الجنوبية»، قالت مصادر «حزب الله» لـ«الجمهورية»: انّ خطاب الامين العام هو استكمال لخطابه الاسبوع الماضي، مع تطوير اكيد في ما خَصّ قواعد الاشتباك لناحية توسيعها، لا سيما بعد العدوان الاسرائيلي الاخير (امس الاول) في حمص، والذي أدّى الى سقوط سبعة شهداء للحزب. (وقد نعى الحزب «سبعة شهداء من «المقاومة الاسلامية» ارتقوا على طريق القدس» وهم: علي خليل العلي «خضر» من بلدة مليخ في جنوب لبنان، محمد علي عباس عساف «جواد» من بلدة بوداي في البقاع، عبد اللطيف حسن سويدان «صافي» من بلدة ياطر في جنوب لبنان، محمد قاسم طليس «أبو علي» من بلدة بريتال في البقاع، جواد مهدي هاشم «أبو صالح» من بلدة الخيام في جنوب لبنان، جعفر علي سرحان «مهران» من بلدة مشغرة في البقاع وقاسم محمد عواضة «ملاك غانم» من بلدة جويا في جنوب لبنان).
وفي جانب آخر من الخطاب، اشارت المصادر الى انّ السيد نصرالله قد يلاقي ما قد يصدر عن القمة العربية المقرر عقدها في السعودية (اليوم) لجهة ادانة حرب الابادة الجماعية التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة، وكذلك لجهة الدعوة الى الوقف الفوري لاطلاق النار، ووقف المجازر التي ترتكبها اسرائيل في القطاع ورفض التشريد الجماعي لأهلها».
وعلى ما يؤكّد مطلعون على موقف «حزب الله» فإنّ جبهة الجنوب اللبناني ستبقى في حالة استنزاف تحت سقف الحرب الواسعة، طالما انّ العدوان الاسرائيلي مستمر على قطاع غزّة، الا انّ تطوّر الامور فيها لتتدرّج نحو مواجهات اكبر مما هي عليه الآن، مَرهون بأمرين: الأول محاولة القضاء على المقاومة الفلسطينية، والثاني أن يبادر العدو الى هجوم كبير على لبنان.
إتصالات للإحتواء
وإزاء تصاعد الوضع على الحدود الجنوبية، سجّلت حركة اتّصالات مكثّفة في الساعات الاخيرة لاحتواء التدهور ومنع انزلاقه اكثر. واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أننا «مَرّرنا رسائل لإيران وللبنان حتى لا ينزلق الأخير نحو الصراع».
وعلمت «الجمهورية» انّ قنوات الإتصال بقيت مفتوحة حتّى ساعة متقدمة من الليل، وحمل بعضها تأكيدا اميركيا متجددا على تجنب تصعيد المواجهات على الحدود الجنوبية.
وكشفت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» انّ قيادة قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب اللبناني كثفت في السّاعات الاخيرة اتصالاتها مع الجانبين اللبناني والإسرائيلي مشدّدة على ضبط النّفس ومؤكدة على مسؤولية كل الاطراف في خَلق مناخات تُجنّب منطقة الحدود خطر الانزلاق الى مواجهات».
وبحسب المصادر فإنّ ضابطا كبيرا في «اليونيفيل» أبلغ نواباً من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب التقوا به نهار امس، مَخاوفه من التوترات المتزايدة على حدود لبنان الجنوبية، التي تبدو أنها ساحة حرب.
وأكد الضابط عينه انّ هذه التطورات توجِب على كل الاطراف احترام القرار 1701، وقال ما مفاده «انه نظر بارتياح لخطاب امين عام «حزب الله» (لجهة عدم التصعيد وتوسيع الحرب)، ونحن مرتاحون للتعاون الوثيق والتنسيق مع الجيش اللبناني، لكن الوضع بشكل عام على جانبي الحدود دقيق جداً وتعتريه مخاطر مشهودة، وباتت المواجهات تتوسّع على نحوٍ لا يبعث على الاطمئنان، ونحن نتواصل مع كل الاطراف لمنع أيّ احتكاكات من شأنها أن تخلق واقعاً تصعب السيطرة عليه».
مؤشراتٌ مقلقة
وفي سياق متصل، وزّع مكتب الامم المتحدة في بيروت بيان منسّق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان، عمران ريزا، لاحظَ فيه «مؤشرات مقلقة حول تصاعد حدّة التوتر، مع تزايد الأعمال العدائية على طول الخط الأزرق». وقال: في الآونة الأخيرة، شهدنا هجمات مثيرة للقلق أسفَرت عن مقتل وإصابة مدنيين في جنوب لبنان، من ضمنهم نساء وأطفال وطواقم إعلامية. كما لحقت أضرار جسيمة بالممتلكات الخاصة والبنى التحتية العامة والأراضي الزراعية، ما أجبَرَ أكثر من 25 ألف شخص على النزوح. ويُخاطر المزارعون المحليون بحياتهم من أجل حصد الزيتون والتبغ، وهي محاصيل ضرورية تضمن استدامة سُبل عيشهم ودخلهم».
وشدّد على «جميع الأطراف بأنه يجب عليهم الالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي أثناء تنفيذ العمليات العسكرية. ويجب حماية المدنيين، بمَن فيهم العاملون في المجال الإنساني والطبي، أينما كانوا. ويجب حماية الأعيان المدنية، بما في ذلك المنازل والأراضي الزراعية والمستشفيات. وفي ظل هذه الظروف القاتمة، أكرر الالتزام الراسخ للأمم المتحدة في لبنان بالبقاء ومواصلة تقديم الإغاثة والحماية للمدنيين المحتاجين، أينما كانوا». وختم ريزا داعياً جميع الأطراف إلى «ممارسة ضبط النفس وتجنّب المزيد من التصعيد، وقطعاً، تجنب إلحاق المزيد من المعاناة بالمدنيين».
مخاوف من التصعيد
الى ذلك، علمت «الجمهورية» انّ جهات ديبلوماسية غربية نقلت الى مسؤولين لبنانيين مخاوفها من توسّع رقعة الحرب. وشدّدت على إبقاء لبنان خارج دائرة الصراع، وثَني «حزب الله» عن اي محاولة لتصعيد المواجهة مع اسرائيل. وكشفت ان هذه المخاوف، اضافة الى الرغبة في عدم تمدد الحرب الى لبنان، تتشارَك فيها الدول الاوروبية والولايات المتحدة الاميركية. (يُشار هنا الى ان الرغبة الاميركية بعدم توسيع الحرب، أبلغت الى الجانب اللبناني عبر السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا، وكذلك عبر اتصالات هاتفية شبه يومية أجراها الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين مع مستويات لبنانية مختلفة، وخلال زيارته القصيرة الى بيروت بداية الاسبوع الحالي موفداً من الرئيس الاميركي جو بايدن).
وبحسب مصادر المعلومات الموثوقة فإنّ الجهات الديبلوماسيّة الغربية صرّحت بأنّ ارتفاع وتيرة الأعمال الحربية في منطقة الحدود يرجَح كفة التصعيد، ويهدد المساعي الرامية الى عدم توسيع دائرة الصراع. ولفتت الى انّ الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً جدية على اسرائيل، لعدم فتح باب الحرب على جبهة لبنان. فإسرائيل بمستوياتها السياسية والعسكرية، ومع تزايد العمليات العسكرية التي ينفذها «حزب الله»، ناقشَت إمكان ان توسّع ردّها على الاستهداف المتزايد لحدودها الشمالية، بأن تُبادر الى فتح معركة ضد «حزب الله» تكون هي صاحبة اليد العليا فيها. وهو الامر الذي عارَضته الولايات المتحدة التي لا ترغب في توسّع الحرب وتخطّيها ميدان غزة. واكدت على حق اسرائيل في الردّ على «حزب الله»، ولكن على أن تتوخى الحذر، وتجنّب أي خطأ للجيش الإسرائيلي في لبنان من شأنه أن يؤدي إلى اندلاع حرب أكبر بكثير.
لا مؤشرات للحرب
الى ذلك، وعلى الرغم من التوتر المتزايد على الحدود الجنوبية، فإن الولايات المتحدة ما زالت تُقلّل من احتمال انزلاق هذه الجبهة نحو مواجهة واسعة. ويبرز في هذا السياق ما قاله المبعوث الأميركي الخاص للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد الى انه «لا يوجد ما يشير إلى أن إيران أو وكلاءها في المنطقة يعتزمون التعجيل بنشوب صراع يتجاوز حرب إسرائيل مع «حماس». واضاف في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت: «لا نعتقد أن صراعاً تتورط فيه لبنان وإسرائيل أمر لا مفر منه بحال من الأحوال، الحقيقة هنا والآن هي أنه لا يوجد ما يشير من أي جانب إلى أن هناك نية لاستِباق صراع أو حرب».
الا انّ ساترفيلد استدرك وقال: «من الضروري ألا تقدم إيران وجماعة «حزب الله» على أعمال استفزازية، وإنّ تبادل إطلاق النار بين «اسرائيل» و»حزب الله» على طول الحدود يعزز احتمال التقديرات الخاطئة».
الوضع الميداني
ميدانياً، حافظت منطقة الحدود الجنوبية على وتيرة التوتر المتصاعد، مع كثافة العمليات العسكرية التي ينفذها «حزب الله» ضد مواقع الجيش الاسرائيلي بالتوازي مع قصف اسرائيلي مكثف لمحيط البلدات اللبنانية المحاذية للحدود.
واعلن «حزب الله» امس، في بيانات للاعلام الحربي، انه استهداف بالصواريخ الموجّهة تجمّعاً للجنود الاسرائيليين قرب موقع العاصي مقابل بلدة ميس الجبل وحقق فيه اصابات مؤكدة، وتجمعاً آخر للجنود قرب موقع ميتات مقابل بلدة رميش. وأفيد عن استهداف مستعمرة المطلة بصاروخ موجّه، واطلاق صاروخ مضاد للدروع على منطقة المنارة، وكذلك استهداف مواقع الضهيرة وبركة ريشا وحدب البستان والجرداح والبياض الاسرائيلية بالصواريخ الموجهة. وايضا استهداف مجموعة مشاة في حرش شتولا، وكتيبة راميم الاسرائيلية مقابل بلدة مركبا.
كذلك أعلن الإعلام الحربي في «حزب الله» أنّ «المقاومة الإسلامية نفذت هجوماً ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي بواسطة 3 مسيرات هجومية، فاستهدفت الاولى ثكنة يفتاح قديش (قرية قدس اللبنانية المحتلة)، فيما استهدفت الطائرتان الاخريان تجمّعاً مستحدثاً في شرق مستعمرة حتسودت يوشع (قرية النبي يوشع اللبنانية المحتلة) وحققتا فيهما إصابات مؤكدة».
الى ذلك، ترددت أنباء عن إصابة 3 جنود إسرائيليين جرّاء انفجار مسيّرة أو قذيفة هاون من لبنان.
في غضون ذلك، واصل الجيش الاسرائيلي اعتداءاته على المناطق الجنوبية، حيث قصف بالقذائف المدفعية الفوسفورية، امس، وعلى فترات متقطعة اطراف ميس الجبل وبالقرب من مستشفى ميس، ما أدى الى اصابة طبيب الطوارئ بجروح طفيفة. وقد وصف وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب قصف إسرائيل مستشفى ميس الجبل بالجريمة ضدّ الإنسانية.
كذلك قصف الجيش الإسرائيلي خراج بلدات بليدا، الناقورة، علما الشعب، وعيتا الشعب اللبونة، تلة الحمامص، ومحيط موقع العاصي، وخراج العديسة وكفر كلا ومثلث راميا – بيت ليف – القوزح، وخراج بلدة الوزارني والميسات، واطراف بلدة البستان في القطاع الغربي، ما ادى الى اشتعال حرائق في وادي العليق في خراج البلدة. وذلك وسط تحليق لطائرات الاستطلاع والطيران الحربي الذي شن غارة جوية ما بين ميس الجبل وحولا… ومحيط الهبارية والفرديس وكفر حمام وكفرشوبا وياطر ويارون.
وافادت تقارير من المنطقة الجنوبية عن حركة نزوح كثيفة في الايام الأخيرة، من البلدات المحاذية للحدود، الى مناطق أكثر أماناً.
إعلام الإحتلال
وقالت وسائل الاعلام العبرية: انّ إرسال طائرات هجومية من لبنان (امس) تجاه مواقع للجيش «الإسرائيلي» في الجليل، يشير إلى وتيرة تصاعدية للعمليات عند الحدود، وانّ ما جرى اليوم على الحدود الشمالية مع لبنان هو حرب حقيقية. وافادت عن نقل 3 إصابات إلى مستشفى «رمبام» في حيفا، حيث أُحيل اثنان منهم إلى غرفة العمليات بحالة خطيرة، بعد إطلاق صواريخ وقذائف من لبنان تجاه مواقع لجيش العدو الإسرائيلي في الشمال.
واشارت وسائل الاعلام العبرية الى «أنّ المستوطنات في الجليل الأعلى باتت مهجورة، حتى أنّ «مقرّ القيادة أُخلي ونُقل إلى الخلف». وقالت: انّ نقل مستوطني الجليل الأعلى بهذه الطريقة «غير مسبوق».
وحول الوضع في قطاع غزة، افادت مصادر معلومات خاصة لـ»الجمهورية» من مدينة غزة: انّ المدينة فعلاً محاصرة والدبابات الاسرائيلية دخلت من عدة محاور، وتمنع دخول اي مساعدات الى المدينة وشمالها، وفقط في الجنوب تدخل مساعدات. «ولا احد لديه فكرة عن الهدنة ابداً».
اضافت المصادر: الخطر قائم والقوات الاسرائيلية الآن في عدة مواقع داخل مدينة غزة، لكن هذه المواقع امّا عند اطرافها او قريبة من الساحل وليس داخل المدينة.
واوضحت انّ الفصائل الفلسطينية تخوض اشتباكات ضارية وعنيفة جدا، مع قوات الاحتلال الإسرائيلي المتقدمة في محيط مجمع الشفاء الطبي غرب غزة، بالاضافة إلى معارك شمال القطاع، وسط قصف مدفعي وجوي شديدين. وأفادت وسائل إعلام فلسطينية عن انقطاع الكهرباء بشكل كامل عن مستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة، ما يُنذر بوقوع كارثة إنسانية.
الإسرائيليون… مهجّرون!
في المقابل، تقاطع الاعلام الاسرائيلي على اعتبار انّ «حزب الله» لم يتكبّد عناء في توسيع الحرب واجتياز الحدود كي يهرب سكان بلدات الشمال الإسرائيلي من بيوتهم أو ان يبقيهم في الملاجئ، ويدفع إلى حالة التأهب كتائب كبيرة من الجيش الاسرائيلي».
وبحسب ما ورد في الاعلام الاسرائيلي فإنه «لم يسبق ان هجر سكان الجليل الاعلى بهذه الطريقة من قبل، فالمدن والمستوطنات خالية، حتى مقر قيادة الفرقة أخلي وتم نقله الى الخلف». ونشرت صحيفة «هآرتس» تقريرا اشارت فيه الى ان الاسرائيليين غادروا بلداتهم الواقعة عند الحدود اللبنانية ولجأوا إلى وسط إسرائيل في اليوم الأول للحرب على غزة، ومباشرة بعد تردّد الأنباء عن الهجوم المفاجئ والواسع لمقاتلي حركة حماس في «غلاف غزة» في الجنوب، ما يدل على «أزمة ثقة شديدة بين الجيش والسكان الذين أؤتمن بالدفاع عنهم».
وقالت الصحيفة: «ان جولة في الشمال المهجور تكشف عن أن أزمة الثقة بين الجيش الإسرائيلي ومواطني إسرائيل لم تتوقف في الجنوب، والكثير من سكان الشمال قرروا مغادرة بيوتهم والرحيل باتجاه وسط البلاد، بالرغم من عدم تلقّيهم تعليمات واضحة بهذا الخصوص».
وأضافت أن «الأزقة الخالية في البلدات والشوارع المقفرة والمتاجر المغلقة والدبابات في شوارع المدن والشوارع المركزية تدلّ على شدة استهداف الشعور بالأمن لدى الكثيرين من سكان الشمال».
وينظر سكان البلدات الحدودية في شمال إسرائيل، بحسب الصحيفة، إلى هجوم «حماس» في جنوب إسرائيل على أنه «تحقيقٌ للكوابيس التي خافوا منها طوال سنين. والخوف من سيناريو مُشابه في بيوتهم دفعَ الكثيرين منهم إلى المغادرة منذ اليوم الأول للحرب. ولا يعلم السكان في الشمال متى سيعودون إلى بلداتهم وفي أي ظروف. وأشارت الصحيفة إلى أن القلق الأساسي الذي يتحدثون عنه هو توغل مقاتلين من «حزب الله» إلى بلداتهم من خلال أنفاق. وفيما أعلن الجيش الإسرائيلي، بداية العام 2019، أنه دمّر أنفاقاً لـ«حزب الله» تحت الحدود اللبنانية وأن «التهديد أزيل حالياً»، إلا أن سكان البلدات يعبّرون عن تخوفهم من أنه «لم تتم إزالته كلياً». وتزايد هذا التخوف في أعقاب هجوم 7 تشرين الاول الفائت.
ونقلت الصحيفة عن أحد السكان قوله إنه متأكد من وجود أنفاق حفرها «حزب الله» وتمتد إلى بلدات إسرائيلية. وأضاف: «لا أعتقد أنهم في الجيش يكذبون علينا، وإنما ببساطة هم لا يعرفون كل شيء. وتخوّفنا هو أن أحداً ما في الجيش الإسرائيلي لم يدرك أنهم لا يعرفون كل شيء». والتخوف من تسلل مقاتلين من لبنان يؤثر على امتناع سكان البلدات الشمالية عن العودة إليها. وقال المواطن نفسه إن «الواقع تغير بالنسبة لنا في 7 تشرين الاول وفي بداية الحرب، عندما كان هناك اشتباه بتسلل مسلحين، لم نخف من مواجهتهم أو أن تصيبنا رصاصة. وجميع الذين شاركوا في دوريات الفرق المتأهبة أدركوا أنهم إذا تجاوزونا فإنهم سيصلون إلى أولادنا». وأضاف أنّ «من يريد إعادة توطين الشمال والجنوب ينبغي أن يدرك أن التوقّع هو القضاء على التهديد الموجود أمام بيت كل واحد منّا، وهذا يعني حرباً حتى النهاية. وأي حل آخر لا يهمّ السكان الذين يشاهدون «حزب الله» من الشرفة».
*********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
«حزب الله» ينعى 7 مقاتلين… وأنباء عن استهداف بعضهم في سوريا
معلومات عن مقتل 3 منهم في ريف دمشق وتكتم حول ضربات حمص
أعلن «حزب الله» مقتل سبعة من مقاتليه، وأحاط ظروف مقتلهم بضبابية، وسط تضارب في المعلومات عما إذا كانوا قد قُتلوا في القصف المتبادل مع القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان، أو في الغارات الإسرائيلية في سوريا، علماً بأنها أكبر حصيلة للقتلى من عناصر الحزب في يوم واحد، منذ بدء المواجهات الأخيرة في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ونعى «حزب الله» المقاتلين السبعة دفعة واحدة، وهو إعلان مخالف لسياسة الحزب الإعلامية في نعي المقاتلين منذ انخراطه في معارك مع الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، في 8 أكتوبر الماضي، حيث درج على نعي عناصره؛ مقاتلاً تلو آخر في بيانات منفصلة، أما هذه المرة فقد نعى السبعة دفعة واحدة، وتداول ناشطون مقرَّبون منه صورة واحدة تجمع المقاتلين السبعة. ويرتفع بذلك عدد مقاتلي الحزب الذين قُتلوا منذ بدء التوتر في الشهر الماضي إلى 69 قتيلاً.
وأكد الحزب، في بيان صادر عن «الإعلام الحربي»، مقتل العناصر السبعة، قائلاً إن «المقاومة الإسلاميّة تزف ثلّةً من شهدائها الأبرار، الذين ارتقوا شهداء على طريق القدس، وهم: علي خليل العلي (خضر) من بلدة مليخ في جنوب لبنان، ومحمد علي عباس عساف (جواد) من بلدة بوداي في البقاع، وعبد اللطيف حسن سويدان (صافي) من بلدة ياطر في جنوب لبنان، ومحمد قاسم طليس (أبو علي) من بلدة بريتال في البقاع، وجواد مهدي هاشم (أبو صالح) من بلدة الخيام في جنوب لبنان، وجعفر علي سرحان (مهران) من بلدة مشغرة في البقاع، وقاسم محمد عواضة (ملاك غانم) من بلدة جويا في جنوب لبنان».
ضربات دمشق وحمص
يأتي نعي هؤلاء في ظل تبادل لإطلاق النار في الجنوب، وغارات جوية إسرائيلية تصاعدت وتيرتها مساء الخميس، بالتزامن مع ضربات إسرائيلية لمواقع حساسة في حمص وسط سوريا، وبعد يومين على ضربات إسرائيلية على مواقع تابعة لـ«حزب الله» قرب العاصمة السورية دمشق، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»، إن ثلاثة من المقاتلين الذين نعاهم الحزب «قُتلوا بشكل مؤكَّد في الاستهداف الإسرائيلي لمزارع ومواقع أخرى تابعة للحزب قرب عقربا والسيدة زينب في جنوب غرب دمشق، ليل الأربعاء»، مشيراً إلى أن الاستهداف خلّف جرحى آخرين، أما الآخرون فقال عبد الرحمن إنه لا معلومات حول ظروف مقتلهم، كما أنه لا معلومات حول ظروف الاستهداف الإسرائيلي، فجر الجمعة، لمنطقة في حمص.
وقال عبد الرحمن: «استهدفت الضربات الإسرائيلية، فجر الجمعة، مواقع لحزب الله والجيش النظامي السوري في شرق شنشار، الواقعة جنوب شرقي مدينة حمص»، وهي منطقة تقع بين تدمر ومدينة حمص، لافتاً إلى أن الأهداف شملت مواقع دفاع جوي وإطلاق مسيّرات، لكنه أشار، في الوقت نفسه، إلى «تكتم من قِبل النظام السوري وحزب الله حول الضربة، بالنظر إلى أن المنطقة أمنية، لذلك لم يجرِ التأكد مما إذا كان هناك قتلى في الاستهداف».
وشنّت إسرائيل، فجر الجمعة، ضربات في سوريا، قالت إنها جاءت رداً على تحطم مُسيّرة، الخميس، على مدرسة في إيلات، جنوب إسرائيل، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي. وقال الجيش، في بيان على منصّة «إكس (تويتر سابقاً)»: «ردّاً على مُسيّرة مصدرها سوريا أصابت مدرسة في إيلات، ضربت قوات الدفاع الإسرائيلية المُنظّمة التي نفّذت الهجوم»، دون أن يذكر اسم المنظّمة. وأضاف الجيش أن إسرائيل «تُحمّل النظام السوري مسؤوليّة أيّ عمل إرهابي ينطلق من أراضيه».
وتحطّمت مسيّرة مجهولة المصدر، الخميس، وفق الجيش الإسرائيلي، على مدرسة ابتدائيّة في مدينة إيلات على البحر الأحمر في جنوب إسرائيل، ما سبّب أضراراً مادية وحالة من الذعر. وأعلن الجيش حينها أنه «يجري التحقيق في هويّة المسيّرة وملابسات الواقعة».
تصعيد في جنوب لبنان
وجاء القصف في سوريا، بالتزامن مع تبادل للقصف بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» في جنوب لبنان. وذكر الجيش الإسرائيلي، في بيانه، أنه «يواصل عملياته لتدمير البنى التحتية لمنظمة حزب الله الإرهابية في لبنان». وتابع: «قصفت طائرات مقاتلة أهدافاً لحزب الله في الأراضي اللبنانية؛ رداً على إطلاق نار باتجاه إسرائيل خلال النهار».
وشهد ليل الخميس – الجمعة تصعيداً كبيراً بالقصف المدفعي والغارات الجوية. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية، بأن القوات الإسرائيلية «وسّعت رقعة اعتداءاتها، حيث تعرضت، ليل الخميس، أحراج مناطق الجرمق والعيشية وسجد ومحيط جسر لحد، لقصف مدفعي مركّز بقذائف الـ175 ملم»، كما نفذت غارة على أطراف بلدة بليدا أدت إلى اشتعال النار بأحد المنازل، ووثّقت غارات جوية أخرى على قرى القطاعين الغربي والأوسط.
وتواصل التصعيد منذ صباح الجمعة، وأفادت الوكالة الرسمية بقصف إسرائيلي استهدف بشكل متقطع محيط بلدتي الناقورة وعلما الشعب وجبل اللبونة المحاذي للخط الأزرق، بالإضافة إلى رمايات بالرشاشات الثقيلة على اللبونة، وتحليق للطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع، ووصل تحليق الطائرات الحربية على علو مرتفع إلى أجواء مدينة الهرمل والبقاع الشمالي في شمال شرقي لبنان.
وفي الجنوب أعلن «حزب الله» استهداف مقاتليه تجمُّع جنود إسرائيليين قرب موقع العاصي (مقابل ميس الجبل) بالصواريخ الموجّهة، فضلاً عن قصف تجمعين لقوات إسرائيلية، وحققوا فيهم إصابات مباشرة، وفق ما أعلن الحزب، في حين تحدثت «الوكالة الوطنية» عن استهداف مستعمرة المطلة بصاروخ موجّه.
وسُجل قصف مدفعي إسرائيلي لخراج بلدتي العديسة وكفركلا بالقنابل الحارقة، وقصف مماثل على منطقة اللبونة في الناقورة. وعملت «جمعية الرسالة للإسعاف الصحي» على إخلاء عائلة في ميس الجبل، بعد تعرض المنزل للقصف.
*******************************
افتتاحية صحيفة اللواء
ورقة لبنان إلى القمة: ضبط الحدود بـ1701!
حزب الله ينعى 7 شهداء.. وباسيل يستبق مجلس الوزراء بمحاولات العرقلة!
عشية دخول حرب غزة الأسبوع السادس، يشهد اليوم، بدءًا من القمة العربية الطارئة في الرياض، الى ما ستؤول إليه المفاوضات الجارية من أجل تبادل معتقلين فلسطينيين لدى سلطات الاحتلال، بأسيرات وأسرى من الأطفال الاسرائيليين لدى حماس وباقي حركات المقاومة الفلسطينية.. وصولاً الى ما سيكشف عنه الأمين العام لحزب الله عن مسار التطورات المستقبلية، في ما خصَّ جبهة الجنوب، وربما ارتباطات سائر الجهات الأخرى، في ظل نشاط متصاعد للتوتر بين قصف اسرائيلي يتوسع خارج الحدود باتجاه الداخل اللبناني، ورد متقدم للمقاومة الاسلامية ضد المواقع العسكرية الاسرائيلية، مع سقوط قتلى في الجانب الاسرائيلي، و7 شهداء جدد لحزب الله، إذ نعى الحزب يوم امس 7 من الشهداء سقطوا على طريق القدس، من الجنوب والبقاعين الشمالي والغربي، ليرفع العدد الاجمالي الى 68 شهيداً.
ومن المقرر ان يمثّل الرئيس نجيب ميقاتي مع وزير الخارجية والمغتربين لبنان في القمة الاستثنائية التي تبدأ أعمالها وتنهيها اليوم، مع موقف رسمي واضح، يتعلق بطلب دعم لبنان في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية، وسيشدد لبنان على انه ملتزم بالقرارات الدولية ولا سيما القرار 1701.
ويتباين الموقف اللبناني الرسمي مع مذكرات أرسلت للقمة، ابرزها من منتدى بيروت ونواب المعارضة، يطالب العرب بعزل لبنان عن المعركة المقبلة، واعلان الرفض لمعادلة «قواعد الاشتباك» التي لا تتفق مع الدستور اللبناني.
مجلس الوزراء وعرقلة باسيل
وأعلنت الامانة العامة لمجلس الوزراء عن عقد جلسة وزارية قبل ظهر الثلثاء 14 ت2 عند الساعة التاسعة والنصف صباحا في السراي الكبير.
ولم يعرف ما اذا كان مجلس الوزراء سيتطرق الى موضوع الفراغ المحدق في المؤسسة العسكرية، لكن الواضح ان تكتل لبنان القوي برئاسة النائب جبران باسيل ما يزال على موقفه المناوئ للتمديد التقني لقائد الجيش العماد جوزاف عون، ويعتبر ان الحل يكون بإحدى خطوتين: إما ان تؤول القيادة الى الضابط الاعلى رتبة، او تعيين مجلس عسكري جديد، بما فيه قائد للجيش ورئيس للأركان بتوقيع جميع الوزراء.
وفي اطار متابعة ما يجري داخلياً والوضع الامني في البلاد، استقبل الرئيس نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة المدير العام للامن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري حيث جرى عرض لتطورات الاوضاع والمستجدات السياسية والامنية والميدانية في ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والقصف المتبادل في الجنوب.
الوضع الميداني
وفي اليوم الخامس والثلاثين للحرب، استهدف القصف الاسرائيلي المعادي أطراف بلدة ميس الجبل، وصلت قذائف العدو الاسرائيلي بالقرب من مستشفى ميس الجبل الحكومي. واشار مدير مستشفى ميس الجبل حسين ياسين الى تضرر قسم الطوارئ في مستشفى ميس الجبل جراء القصف الإسرائيلي وإصابة طبيب الطوارئ بجروح طفيفة.
وعملت كشافة الرسالة على إخلاء عائلة في ميس الجبل بعد تعرض المنزل للقصف وسط معلومات عن إصابة طفيفة.
كما نفذت طائرة مسيَّرة إسرائيلية معادية غارتين على منزلين في حي الرجم في عيتا الشعب من دون وقوع خسائر بشرية.
و استهدف العدو أطراف ميس الجبل الشرقية وتلة المحامص بالقذائف المدفعية، ومحيطَ موقع العاصي بالقذائف المدفعية والقذائف الفسفورية.
وسجل قصف مدفعي معادي على الأطراف بين مروحين وأم التوت ودوت صافرات الإنذار في مركز اليونيفيل في الناقورة.
واذ افيد ان الجيش اللبناني قام بإخلاء الموقع الخاص به في منطقة بئر شعيب في بلدة بليدا في القطاع الأوسط. اوضح مصدر عسكري ان لا مركز للجيش في منطقة بئر شعيب في بلدة بليدا في القطاع الأوسط بل نقطة غير ثابتة يتواجد فيها العناصر أحياناً وبالتالي لا صحّة لإخلاء الموقع.
وليلاً، أطلقت اليونيفيل سفارات الإنذار في الناقورة، بعد استهدف محيط عيتا الشعب ومروحين.
واعلن الجيش الاسرائيلي انه يهاجم أهدافاً لحزب الله في جنوب لبنان رداً على إطلاق مسيّرات وصواريخ مضادة للدروع والدبابات.
واعترف، في بيان، بإصابة ثلاثة جنود إسرائيليين بجروح خطيرة جراء إطلاق صاروخ مضاد للدبابات على موقع عسكري في منطقة المنارة، كما اعترف بإصابة جندي بجروح خطيرة وجندي اخر بجروح متوسطة نتيجة سقوط طائرة بدون طيار.
**************************
افتتاحية صحيفة الديار
المقاومة تستهدف رتلا عسكرياً اسرائيلياً ومعارك عنيفة وسقوط 7 شهداء للحزب
واشنطن تهدد عبر هوكشتاين: أي تصعيد من حزب الله سيوقف التنقيب عن النفط والغاز
حماس تتصدى بقوة لجيش الاحتلال في غزة وتجبره على التراجع – نور نعمة
اميركا و«اسرائيل» في حيرة من امرهما بعد فشل جيش الاحتلال في تحقيق انجاز ميداني وعسكري بالتوغل البري في غزة، وعجزه عن استئصال حماس من القطاع رغم استدعاء حكومة العدو الاحتياط، وهم النخبة في جيشها، فضلا عن مرور اكثر من شهر على العدوان على غزة. وعليه، طلب رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو من الاميركيين مزيدا من الوقت لمواصلة العملية العسكرية بريا وجويا لعله يصل الى مكسب عسكري يطمئن به مواطنيه، في حين تميل الادارة الاميركية الى الخيار العسكري الديبلوماسي الذي يقضي بقصف اسرائيلي على مواقع في غزة، وفي الوقت ذاته تمرير فترة يتم فيها وقف اطلاق النار وحصول هدنة انسانية مؤقتة والتفاوض حول ملف الاسرى لدى حماس. وبمعنى اخر، تتمسك «اسرائيل» بالخيار العسكري لتحقيق اهدافها مصممة على اخراج حماس من غزة، في حين ان الولايات المتحدة الاميركية ترى ان اطالة الحرب في غزة دون نتيجة سريعة سيرفع احتمال اشتعال عدة جبهات، وهذا الامر ليس محبذا لدى الاميركيين. لذلك اميركا واسرائيل مربكتان بين الذهاب الى الخيار السياسي، اي المفاوضات وتحرير الرهائن وبين الابقاء على الخيار العسكري رغم تزايد خطورته وتداعياته في المنطقة.
فاذا بقيت الحال على ما هي عليه في غزة، من قتل ووحشية وابادة ينفذها جيش الاحتلال ضد الغزاويين، فان الامور ستتغير، وعندئذ ستتسع رقعة المعارك حيث ان انصار الله، اي الحوثيين في اليمن، اعلنوا الحرب على الكيان الصهيوني، وبدؤوا باطلاق الصواريخ والمسيرات باتجاه محيط غلاف غزة. كذلك الحشد الشعبي في العراق هاجم عدة مرات قواعد عسكرية اميركية موجودة على الاراضي العراقية. وامس استهدف القاعدة الاميركية في التنف في سوريا، الى جانب المعارك الحاصلة في مدن الضفة الغربية المحتلة، وقيام جيش العدو باكبر حملة اعتقالات قد تشعل الضفة كلها بمقاومة عنيفة. اما الاهم، فهو المعارك المتلاحقة التي يقوم بها حزب الله على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة بتوجيه صواريخ ثقيلة على المستوطنات الاسرائيلية القريبة من الحدود، كما ضرب المراكز العسكرية الاسرائيلية على طول الحدود، معلنا انه نفذ هجوماً بثلاث مسيرات هجومية استهدفت إحداها ثكنة اسرائيلية. واستشهد سبعة مقاتلين من حزب الله بنيران اسرائيلية دون ان يحدد الحزب مكان او تاريخ استشهادهم. وتجدر الاشارة الى ان امين عام حزب الله يطل اليوم في ذكرى يوم الشهيد.
اما الجيش الاسرائيلي، فقد رد باستهداف المدنيين اللبنانيين وقتل صحافيين وعائلة مدنية بكاملها، اضافة الى قصفه امس المستشفى الحكومي في قرية ميس الجبل التي تقع على الحدود اللبنانية الفلسطينية. والخطر في الامر انه اذا استمر العدو الاسرائيلي باستهداف المدنيين والمستشفيات في الاراضي اللبنانية، فالمعارك قد تأخذ رقعة اكبر مما هي عليه.
انطلاقا من هذه المعطيات، الوقائع الميدانية تسبق تطلعات «اسرائيل» واميركا حيث الخيار العسكري ينذر بتداعيات خطرة»، وبالتالي سيتقدم الخيار السياسي شيئا فشيئا كمقاربة للصراع الحاصل اليوم بين حماس و «اسرائيل»، وفقا لمصدر ديبلوماسي.
وبموازاة ذلك، تنعقد اليوم القمة العربية في الرياض التي ستتناول الهدنة الانسانية المؤقتة في قطاع غزة. كما ستنعقد القمة الاسلامية غدا في العاصمة السعودية ايضا لبحث العدوان الاسرائيلي على غزة. ولكن يبدو ان معظم القادة العرب لن يساندوا الشعب الفلسطيني بمواقف واجراءات تضغط على «اسرائيل» لتوقف حربها، بما ان عدد الشهداء الفلسطينيين وصل الى أكثر من 12 الفا، ومن بينهم 4 الاف طفل في غضون اسابيع. ولذلك ستنتهي هاتان القمتان ببيان يحث على الهدنة الانسانية لفترة وجيزة، عبر التنديد والاعراب عن القلق حيال ما يفعله الكيان الصهيوني في غزة.
كتائب القسام تجبر جيش الاحتلال على التراجع من مواقع في غزة
من جهتها، تواصل كتائب القسام تصديها لجيش الاحتلال في غزة مكبدة اياه خسائر جمة بالارواح والعتاد. وتبين ان توغل جيش العدو البري هو مواجهة تتمناها حماس، والوقائع على الارض اثبتت ذلك. بيد ان المقاومة الفلسطينية اجبرت جنود الاحتلال على التراجع من مواقع في غزة، بعد توجيه ضربة قاسية لهم.
اما «اسرائيل»، فقد اعتبرت ان جنودها قادرون على السيطرة على القطاع خلال اسابيع واستئصال حماس منها، في حين ان اليوم يقول رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ان هناك اهدافا للحرب على غزة، ولكن دون جدول زمني لان الامور قد تستغرق وقتا اطول. وكلام نتنياهو يؤكد ان «اسرائيل» غير قادرة على ايقاف الحرب ولا على حسمها، ما يشير الى ان الدولة العبرية منيت بخسارة عدد كبير من جنودها، حتى لجؤها الى استدعاء الاحتياط لم يأت بالنتيجة التي توقعتها.
تهديد هوكشتاين بـ «النفط والغاز» اللبناني
في سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة للديار ان زيارة الموفد الاميركي اموس هوكشتاين لها هدف واحد، وهو الحصول على تطمين بأن حزب الله لن يوسع عملياته العسكرية اكثر مما هي عليه حاليا. واستخدم هوكشتاين الثروة النفطية في المربعات اللبنانية ورقة تهديد مقابل منع التصعيد جنوبا حيث قال للمسؤولين اللبنانيين: «اقتصادكم مدمر… واميركا قادرة على التأثير في الشركات الغربية وغيرها بعدم استكمال اي نشاط له علاقة بالتنقيب واستخراج النفط والغاز في المساحة البحرية اللبنانية، في حال صعد حزب الله من وتيرة القتال جنوبا ضد الجيش الاسرائيلي اكثر من الوضع القائم الان».
وتابعت هذه المصادر ان هوكشتاين كان يتوقع ان يأتيه جواب على ما قاله للمسؤولين اللبنانيين. ولكن طبعا لم يحصل هوكشتاين على جواب.
التمديد للقائد جوزاف عون او تعيين المجلس العسكري؟
اما في الداخل اللبناني، فان كتلة الوفاء والمقاومة تتقصد اتباع سياسة الغموض البناء حيال التمديد لقائد الجيش او التعيين في المؤسسة العسكرية. وقال مصدر مقرب من حزب الله، ان المقاومة لا تريد ان تختلف مع حلفائها المسيحيين حيال ملف قيادة الجيش، حيث ان التيار الوطني الحر رافض لفكرة التمديد للقائد جوزاف عون، والموقف ذاته اتخذه تيار المردة.
في المقابل، قالت مصادر القوات اللبنانية لـ «الديار» ان التمديد لقائد الجيش ليس مسألة تشريع كلاسيكية، انما خطوة ترتقي الى مستوى الحفاظ على الامن القومي، وسط حرب في غزة وتداخل جهات اخرى فيها وانهيار مالي في لبنان، فمن البديهي ان يتم التمديد لقائد الجيش. واضافت المصادر القواتية ان المس بتراتبية قيادة الجيش امر خطر، فهي المؤسسة الوحيدة التي لا يجب ان تشهد هذا الامر، ومن ثم ان رئيس الجمهورية هو الوحيد الذي يستطيع تعيين قائد جيش جديد، وبالتالي هناك تغييب لدور رئيس الجمهورية.
****************************
افتتاحية صحيفة الشرق
حرب إبادة إسرائيلية في غزة طاولت المستشفيات والمدارس
القسام تدمر الدبابات المتوغلة وقتلى الاحتلال 39
في اليوم الـ35 للحرب، أعلنت السلطات الفلسطينية مقتل وإصابة عشرات الأشخاص في قصف إسرائيلي استهدف مبنى العيادات الخارجية في مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفى في غزة والذي تتهم تل أبيب حركة “حماس” ببناء مقرها الأساس في شبكة أنفاق تحته.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور أشرف القدرة إن الدبابات الإسرائيلية “تحاصر مستشفيات الرنتيسي والنصر للأطفال والعيون والصحة النفسية من كل الاتجاهات”. وأضاف “آلاف المرضى والطواقم الطبية والنازحون محاصرون داخل المستشفيات بلا ماء وبلا طعام ويتعرضون للموت في أي لحظة”.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس إن مستشفى الشفاء “يتعرض للقصف” ويشهد “عنفاً مكثفاً”، مضيفة أن 20 مستشفى في القطاع خرجت الآن من الخدمة.
وأعلن مدير مستشفى الشفاء عن انتشال حوالى 50 قتيلا من داخل مدرسة البراق في غزة بعد قصف صاروخي ومدفعي إسرائيلي استهدفها في اليوم الخامس والثلاثين للحرب على غزة.
ونقل إعلام تابع لحركة “حماس” عن مسؤولين بقطاع الصحة في غزة قولهم إن ما لا يقل عن ثلاثة فلسطينيين لقوا حتفهم جراء ضربة إسرائيلية على طريق يسلكه النازحون المتجهون إلى جنوب قطاع غزة.
وقال إسعاف الهلال الأحمر إن قناصة إسرائيليون يستهدفون مستشفى القدس وإطلاق النار بشكل مباشر على المتواجدين في المبنى مما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة 20 آخرين بينهم إصابتان بحالة حرجة.
وتوقفت بعض مستشفيات غزة عن العمل بعد نفاد الوقود اللازم لتشغيل غرف العمليات وتجد مستشفيات أخرى صعوبة شديدة في معالجة تدفق غير مسبوق من المصابين في ظل ندرة عقاقير مسكنات الألم.
واعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتفاع عدد شهداء الحرب على القطاع الى 11078 بينهم 4506 اطفال.
يأتي ذلك فيما وافقت إسرائيل على لزوم هدنة يومية لبضع ساعات في
شمال قطاع غزة للسماح للمدنيين الفلسطينيين بالخروج من المنطقة التي تشهد معارك عنيفة مع “حماس”، مستبعدة في المقابل وقف إطلاق النار.
ميدانيا، تصدى مقاتلو القسام للقوات المتوغلة في محوري شمال وجنوب مدينة غزة ودمروا عدداً من الآليات وأعلنت كتائب القسام،، استهداف دبابات للجيش الإسرائيلي في غزة بقذائف “الياسين 105” إضافة إلى استهداف تجمع للقوات الإسرائيلية شمال غرب المدينة. بينما اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل 356 جنديا وضابطا، 39 منهم قتلوا منذ بدء العملية البرية على القطاع المحاصر.
وقالت كتائب القسام في تدوينة على منصة تليغرام إنها استهدفت جرافة إسرائيلية بقذيفة “الياسين 105” وبرج دبابة بقذيفة “تاندوم” جنوب مدينة غزة كما استهدفت أيضا دبابة بقذيفة “الياسين 105” شرق حي الزيتون بمدينة غزة.ولفتت الكتائب أن مسيّرة تابعة لها أسقطت قذيفة مضادة للأفراد على تجمع للجنود الإسرائيليين شمال غرب مدينة غزة.
ودمرت دبابة تتبع قائد سرية مدرعات في محور شمال غرب مدينة غزة بقذيفة “الياسين 105”.
كما قالت القسام إنها قصفت تل أبيب ردا على استهداف الجيش الإسرائيلي للمدنيين في قطاع غزة، وإنها قصفت قاعدة رعيم العسكرية برشقة صاروخية.
بدورها، أعلنت سرايا القدس التابعة لـ حركة الجهاد الإسلامي قصف نيريم والعين الثالثة برشقات صاروخية.
واعترف الجيش الإسرائيلي، الجمعة، بمقتل أحد جنوده متأثرا بجروحه خلال المعارك في قطاع غزة، مما يرفع عدد جنوده القتلى بالمعارك البرية إلى 39.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قالت إنه من إجمالي 356 جنديا وضابطا، 38 قتلوا منذ بدء العملية البرية في غزة أواخر تشرين الأول الماضي
كما أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته قتلت نحو 30 مسلحا فلسطينيا في العمليات البرية خلال 24 ساعة.
وادعى الجيش الإسرائيلي أن قواته اقتحمت مواقع عسكرية لحماس، وسيطرت على مبان تحوي صواريخ وطائرات مسيرة وخرائط وقذائف هاون، فضلا عن اقتحام مكتب محمد السنوار شقيق قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :