افتتاحية صحيفة الأخبار:
أميركا تبيع العالم كذبة اسمها هدنة… وحماس تنفي الاتفاق: تهجير أبناء شمال غزة تحت النار
تتعامل حركة حماس بحذر شديد مع الطروحات الأميركية – الإسرائيلية في شأن ما يُصطلح على تسميته بالهدنة الإنسانية. وحتى مساء أمس، لم يكن الوسطاء قد توصّلوا إلى اتفاق يقبل به جميع الأطراف. واتّضحت الصورة مع إعلان البيت الأبيض عن هدنة يومية لأربع ساعات، سرعان ما أوضحت إسرائيل أنها لا تعني وقفاً للعمليات العسكرية.
وكشفت مصادر متابعة أن الطرح الأميركي للهدنة المؤقتة لأربع ساعات يومياً جاء تلبية لرغبة حكومة العدو التي لا تريد هدنة يمكن أن تمثل إنجازاً للمقاومة، أو تنعكس سلباً على الموقف السياسي داخل إسرائيل وفي العالم، وعلى مستوى الواقع الميداني للجيش. وأكّدت المصادر أن جوهر ما أعلنت عنه واشنطن يهدف إلى تحقيق هدف واحد، وهو دفع أبناء شمال غزة إلى مغادرته نحو الجنوب، في سياق المخطط الأساسي لتهجير جميع سكّان القطاع.
وقالت المصادر إن المقاومة في القطاع لن تفرض على أحد البقاء أو الانتقال من الشمال إلى الجنوب، وتتعامل مع هذا الطرح على أنه دعم أميركي إضافي للعدو، كونه لا يوفّر وقفاً شاملاً للعمليات العسكرية وإفساحاً في المجال أمام توفير دعم إنساني حقيقي لسكان القطاع. وأوضحت أن حكومة العدو تطلب مزيداً من الوقت لتحقيق إنجازات ميدانية تمنح إسرائيل صورة انتصار. وشدّدت على أن فكرة تهجير سكان القطاع إلى الجنوب تعني، عملياً، إفساح المجال للعدو لشنّ عملية تدميرية أكثر شدّة لكل الشمال، وإعفاء العدو من أي مساءلة عن الجنون بحجة عدم وجود مدنيين.
وبحسب المصادر، فإن موقف العدو الرافض للهدنة لا يتعلق فقط بالوضع الميداني، بل أيضاً بالضغط على قوى المقاومة لإطلاق عدد من المحتجزين الإسرائيليين من دون مقابل. وأكّدت أن ما أُعلن عنه من «هدن مؤقتة» لا يتوافق مع جوهر المحادثات الجارية على أكثر من صعيد، ومن بينها ما دار في محادثات وفد قيادة حركة حماس في القاهرة، وكذلك في الاجتماعات التي تُعقد في الدوحة بين مدير الـ«سي آي إيه» وليام بيرنز، ورئيس «الموساد»، ديفيد بارنياع ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. ونقلت وكالة «رويترز» عن «مسؤول مطّلع على المفاوضات» أن «المحادثات الثلاثية تهدف إلى العمل على تفاصيل وقف إنساني محتمل (للقتال)، من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق رهائن وإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة»، مضيفاً أن «المحادثات كانت تتقدّم بشكل جيد في الأيام القليلة الماضية نحو التوصل إلى اتفاق».
ومن دون ربط الأمر بمفاوضات الدوحة، أعلن الناطق باسم البيت الأبيض، جون كيربي، أن «إسرائيل ستبدأ بتنفيذ هدن لمدة أربع ساعات في مناطق شمال غزة كل يوم، مع الإعلان عنها مسبقاً قبل ثلاث ساعات. وقد أبلَغنا الإسرائيليون بأنه لن تكون هناك عمليات عسكرية في تلك المناطق خلال فترة الهدن (وأن) هذه العملية تبدأ اليوم (أمس)». وأوضحت الخارجية الأميركية أنه سيكون هناك «ممران إنسانيان» لتمكين السكان من الانتقال من شمال غزة إلى جنوب القطاع، مع زيادة الإمدادات والمساعدات الإغاثية في المناطق التي ينتقلون إليها، وأن معبر رفح فُتح أمس لدخول شاحنات المساعدات إلى غزة ولخروج الرعايا الأجانب، وأن الولايات المتحدة تريد أن ترى المزيد.
ما لم يقله الأميركيون تصريحاً هو أن الهدن وما يمكن أن يليها من اتفاقات تأتي بضغط أميركي ناجم أساساً عن فشل الجيش الإسرائيلي في تقديم أي إنجاز ميداني يمكن استخدامه في المفاوضات. وذلك ما يفسّر استمرار المواقف الإسرائيلية العلنية عند سقف عدم وقف النار حتى تحرير كل الأسرى، والذي عبّر عنه نتنياهو ووزير دفاعه، يوآف غالنت، على رغم أن مشاركة برنياع في مفاوضات الدوحة، تفيد بأن الحكومة الإسرائيلية قد تضطر قريباً لإعادة النظر في الأهداف، لتتناسب مع نتيجة المعارك على الأرض. ومع ذلك، لا يزال نتنياهو وأركان حكومته غير مستعدّين لوقف النار قبل تحقيق «إنجاز» يخفّف عنهم المحاسبة التي يتوقع أن يتعرّضوا لها في نهاية الحرب نتيجة عملية «طوفان الأقصى» وفشل العملية البرّية في غزة.
لكنّ الحسابات بالنسبة إلى الإدارة الأميركية تختلف، فهي ليست مستعدّة لتحمّل تبعات فشل العملية البرية الإسرائيلية في غزة. ولذلك، لم يعد المسؤولون الأميركيون يجهدون كثيراً لإخفاء الخلافات مع القيادة الإسرائيلية، ولا الضغط الذي يمارسونه عليها. وتبدّى ذلك من خلال قول بايدن، رداً على سؤال عما إذا كان يشعر بالاستياء من نتنياهو لرفضه تطبيق وقف لإطلاق النار لمدة تصل إلى ثلاثة أيام، إن «الأمر استغرق من الوقت أكثر مما كنت آمل به».
وفي إطار المعركة الإعلامية الناجحة التي تخوضها المقاومة، إلى جانب المعركة العسكرية، بثّت «حركة الجهاد الإسلامي» شريط فيديو للأسيرة الإسرائيلية حنة كتسير البالغة من العمر 70 عاماً والفتى ياغيل يعقوب البالغ 13 عاماً، مؤكّدة استعدادها للإفراج عنهما في حال توافرت «الشروط الملائمة ميدانياً وأمنياً». وقالت الحركة إنها «لم تعد تستطيع تقديم الرعاية الصحية لهما في ظل انعدام الدواء والوقود والكهرباء وكل مقوّمات الحياة». وأبدت المرأة والفتى رغبتهما بالإفراج عنهما سريعاً، وانتقدا إدارة نتنياهو للأزمة. واعتبر المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيشت الفيديو «إرهاباً نفسياً».
كذلك، أعلنت «كتائب القسام» مقتل المجنّدة الإسرائيلية الأسيرة، فاؤول أزاي مارك أسياني، وعمرها 19 عاماً، وإصابة جندي أسير آخر في غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة.
*************************
افتتاحية صحيفة البناء
اعلانات متضاربة حول الهدنة… حماس تنفي وواشنطن تؤكد… وتل أبيب تحولها معبرا للتهجير قمتان عربية وإسلامية في الرياض السبت والأحد… وعبد اللهيان: توسّع نطاق الحرب صار حتمياً جبهة لبنان إلى تصعيد… والمقاومة العراقية تجدّد استهداف القواعد الأميركية… وصواريخ اليمن إلى إيلات
بعد الكثير من التمهيد والتبشير الأميركي بأعجوبة الهدنة الإنسانية، وصولاً للإعلان عن بدء العمل بها، نفت حركة حماس وجود أي اتفاق على هدنة مشيرة الى أن التفاوض مستمر بوساطة قطرية على صيغة تبادل أسرى ورهائن وهدنة ثلاثة أيام، لتكشف تل أبيب حقيقة الاتفاق الأميركي الإسرائيلي على تأمين ممر لتهجير الفلسطينيين من شمال ووسط قطاع غزة إلى جنوبه مع ضمانات بعدم تعرّض من يسلك هذا الممر لإطلاق النار في ساعات معينة يقررها جيش الاحتلال.
كان هذا كافياً للاستنتاج بأن قرار الحرب التدميرية ومواصلة المذبحة المفتوحة في غزة، هو جوهر القرار الأميركي الذي يتولى جيش الاحتلال تنفيذه، وأن كل الكلام عن سعي لتخفيض التصعيد كان لذر الرماد في العيون وشراء الوقت ليتسنّى لبنيامين نتنياهو تحقيق انتصار عسكري، بينما يواجه جيش الاحتلال مقاومة شرسة تكبّده الخسائر الفادحة وتفرض عليه التراجع لمعاودة الكرّة مجدداً وتكبّد الخسائر مجدداً.
على جبهات الإسناد من لبنان والعراق واليمن كان واضحاً الاتجاه الى التصعيد، حيث سجلت الجبهة اللبنانية أحد أكثر الأيام اشتعالاً، لجهة حجم ونوع هجمات المقاومة والخسائر المحققة في جيش الاحتلال في المعدات والجنود، بينما ردّت المقاومة العراقية على التهديدات الأميركية بالردّ على كل هجمة جديدة بتصعيد هجماتها على القواعد الأميركية في سورية والعراق، بينما كان اليمن يقف في الواجهة بنجاحه مرتين بإيصال صواريخه إلى إيلات، رغم الاستعداد الأميركي العالي لصدّها، ورغم ما تم تداوله في الصحافة الأميركية عن مشاركة دول جوار البحر الأحمر في صدّ الصواريخ والمسيرات اليمنية ومنها مصر والأردن والسعودية.
في الرياض قمتان عربية السبت، وإسلامية الأحد، وينتظر أن تشهد القمّتان دعوات لمواقف أكثر قوة إلى جانب غزة والمقاومة، ومراجعة الكثير من السياسات والمواقف في ضوء ما يجري وما سوف يجري إذا قيد للاحتلال الخروج منتصراً من هذه الحرب، بينما هو يحظى بالرعاية والدعم من واشنطن بلا حدود رغم حجم المصالح الأميركية مع العرب، فيما تحمل إيران مجموعة من المقترحات الى القمة الإسلامية التي ينتظر أن يشارك الرئيس السيد إبراهيم رئيسي في أعمالها، والموقف الإيراني بدا واضحاً أنه فقد الأمل بالرهان على جدوى الدبلوماسية، حيث قال وزير الخارجية الإيرانية حسين امير عبد اللهيان، إن ما يجري يقول إن اتساع الحرب بات حتمياً.
وتترقب الأوساط السياسية في الداخل والخارج إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عصر غدٍ السبت على وقع السباق بين التوصل الى هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار وبدء عملية المقايضة بين الرهائن الأجانب مقابل إدخال قوافل، وبين تسعير الحرب في غزة ومسار التصعيد الآخذ للانفجار على مستوى المنطقة، في ظل معلومات لـ»البناء» بأن محور المقاومة سينتقل الى مستوى جديد من التصعيد في مختلف الساحات في المنطقة بحال رفضت حكومة الاحتلال الإسرائيلي الهدنة واستمرت بحرب الإبادة على الفلسطينيين، وقد بدأت ملامح المستوى الجديد من التصعيد يظهر تدريجياً من إسقاط أنصار الله في اليمن لطائرة أميركية من الطراز الأول واستهداف إيلات بمسيرة انتحارية وعشرات الصواريخ الباليستية التي أصابت أهدافها بدقة، وفق بيان لأنصار الله مساء أمس، كما واستهداف المقاومة العراقية للقواعد الأميركية في العراق وسورية بشكل عنيف ومكثف حيث تمّ استهداف قاعدة عين الأسد بالصواريخ الثقيلة ثلاث مرات خلال وقت قصير وكذلك قاعدة الحرير، بالتوازي مع تسخين المقاومة الإسلامية في لبنان عملياتها العسكرية ضد مواقع العدو في عمق شمالي فلسطين.
وأشارت مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أن المهلة الفاصلة بين الإعلان عن إطلالة السيد نصرالله وموعدها هو مهلة من محور المقاومة للأميركيين لوقف إطلاق النار لا سيما أن الأميركيين أرسلوا أكثر من رسالة مع وسطاء للإيرانيين بأنهم يسعون لإقناع الإسرائيلي بهدنة إنسانية لثلاثة أيام». ولفتت المصادر الى أن «تراجع واشنطن عن فرض هدنة على الإسرائيلي سنشهد موجة تصعيد واسعة في المنطقة»، مشيرة الى أن «صمود المقاومة العسكري والمعنوي والتفاوضي في غزة وإسناد محور المقاومة ورفضه الرضوخ للطلبات الأميركية بتهدئة الجبهات مقابل إقناع الإسرائيلي بالهدنة، دفع الأميركيين لإجبار الإسرائيلي للسير جدياً بهدنة كخيار وحيد».
وأفادت مصادر «البناء» الى تفاوض جدّي على هدنة انسانية ولكن يجري البحث في مراحلها وتفاصيلها وآلياتها ومدتها في ظل خلاف حول بعض النقاط، مرجحة أن يتم الإعلان عنها نهاية الأسبوع خلال القمة العربية وربما يتضمّن بيان القمة الدعوة الى هدنة لكي يظهر بأن الدول العربية هي من فرضت هذه الهدنة.
ومن المتوقع وفق معلومات «البناء» أن يطلق السيد نصرالله مواقف عالية السقف ومعادلات جديدة في إطار الردع للتهديدات الأميركية والإسرائيلية.
وأكد عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق أن «أميركا بكل قدراتها وتهديداتها عجزت عن إخراج العدو الإسرائيلي من قعر الهزيمة، ولن تنتهي هذه المواجهة إلا بيوم نشهد فيه العدو الإسرائيلي راكعاً عاجزاً أمام قدرات المقاومة في لبنان وغزة»، مشدداً على أن «العدو الإسرائيلي لا يخشى بيانات القمم العربية ولو بلغت الأطنان، وإنما يخشى طلقة وصاروخ مقاوم في الجنوب وغزة». وقال «إن أهالي غزة المحاصرين لا يريدون من العرب لا جيوشهم ولا أسلحتهم، وإنما أن يقطعوا علاقاتهم مع العدو الإسرائيلي، وألا يسمحوا بمرور الطائرات الإسرائيلية فوق الأجواء الخليجية»، وأعلن أنه «على العدو أن يعلم أنه ما دام العدوان مستمراً على غزة، فإن المقاومة الإسلامية في لبنان مستمرة في عملياتها».
وحمّلت كتلة الوفاء للمقاومة في بيان بعد اجتماعها الدوري «العدو الصهيونيّ مسؤولية التطاول والعدوان على لبنان وتعمّد قتل المدنيين والأطفال وارتكاب المجازر فيهم كالمجزرة التي استهدفت نساء وأطفالاً على طريق عيثرون – عيناثا، وكاعتدائه الآثم قبل أيام على سيارات الإسعاف واستهداف المسعفين في (طير حرفا)، ضارباً عرض الحائط بكل القواعد والقوانين».
وفي سياق ذلك، جدّدت الكتلة موقفها الداعي إلى «ضرورة الإسراع بإنجاز الاستحقاق الرئاسي وإيجاد المخرج المناسب تجنباً للشغور في موقع قيادة الجيش الذي بات استحقاقه داهماً»، ونبهت إلى «مخاطر تعطل عمل مجلس القضاء الأعلى نتيجة التناقص الجاري في عدد أعضائه الحاليين».
وحافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها في ظل تصعيد في العمليات النوعية للمقاومة، حيث استهدف حزب الله بصاروخ موجه ثكنة راميم الإسرائيلية قبالة بلدة مركبا في القطاع الأوسط لجنوب لبنان. واندلعت النيران في ثكنة «زرعيت» «الإسرائيلية» بعد استهدافها بصاروخ من لبنان. كما استهدفت المقاومة موقعاً إسرائيلياً في هونين المحتلة.
وأعلن الإعلام الحربي في «حزب الله»، في بيان، أنّ «دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصّامد في قطاع غزة، وتأييدًا لمقاومته الباسلة والشّريفة، وإلحاقًا ببيانها السّابق عن الهجوم الصّاروخي على موقع المطلة تؤكّد المقاومة الإسلامية إصابة دبّاباتَي «ميركافا» وسقوط طاقمهما بين قتيل وجريح».
كما أعلن الإعلام الحربي في «حزب الله»، في بيان، »استهداف مجاهدي المقاومة الإسلامية اليوم قوة مشاة إسرائيلية مؤللة في قرية طربيخا اللبنانية المحتلة (وادي شوميرا) بالأسلحة الصاروخية وحققوا فيها إصابات مباشرة».
ونشر الإعلام الحربي مشاهد من عمليّة «استهداف المقاومة الإسلاميّة لعناصر من الجيش الإسرائيلي في محيط ثكنة دوفيف، عند الحدود اللّبنانيّة الفلسطينيّة».
في المقابل واصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها على المنطقة الحدودية، وأطلقت قذائف على أطراف بلدتي حولا ومركبا. واعترف المتحدث باسم جيش الإحتلال أن «طائرة بدون طيار تابعة لنا تعرّضت لإطلاق نار فوق «هار دوف» مزارع شبعا المحتلة». وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى «إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان باتجاه مرغليوت في منطقة إصبع الجليل».
كما استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي أطراف بلدات رميش وعيتا الشعب وراميا وبيت ليف بأكثر من 30 قذيفة. وشبت حرائق في أحراج بلدتي رامية وعيتا الشعب جراء قصفهما بقذائف حارقة. كما طال القصف خراج بلدة الهبارية.
وكثفت قوات الاحتلال قصفها على عدد من القرى الجنوبية، واستهدف منطقة مفتوحة في أطراف الأحمدية، وألقى قنابل مضيئة في أجواء وادي هونين. كما شنّ طيران الاحتلال سلسلة غارات جوّيّة على أطراف بلدات الناقورة، علما الشعب، عيترون، راميا، بليدا واللبونة في جنوب لبنان. واستهدفت طائرة مسيّرة إسرائيليّة بصاروخ موجّه، أحد المنازل في بلدة البياضة الجنوبيّة، ولكن من دون وقوع إصابات.
وفيما تتكبّد قوات الاحتلال الاسرائيلي خسائر فادحة بشرية وفي الآليات العسكرية في غزة والضفة وجنوب لبنان، أطلق وزير الدفاع في حكومة الاحتلال يوآف غالانت تهديدات جديدة ضد لبنان، مدعياً بأننا «مصممون على حماية حدودنا، وإذا ارتكب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله خطأ فسيتحمل حزب الله ولبنان نتائجه».
وفي حادث يثير الاستغراب والشبهة ويرسم علامات استفهام حول دور قوات اليونفيل في الجنوب، دخلت دورية لليونيفيل بلدة الرمادية في قضاء صور من دون مؤازرة من الجيش اللبناني، فتصدّى لها الأهالي وأوقفوها كما منعوها من الخروج إلى حين حضور الجيش إلى المكان.
الى ذلك، أطلق رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية سلسلة مواقف من التطورات الراهنة، ورأى أن «أسطورة «إسرائيل» سقطت وهذا أكبر إنجاز حققته المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول، وأعتقد أن «اسرائيل» لا تستطيع أن تذهب الى حرب واسعة». ولفت الى ان «هناك دولاً تدعم «اسرائيل» بشكل غير مفهوم، وهذا الأمر بدأ يؤثر على قياداتها، والوقت كما يبدو لمصلحة المقاومة».
وفي حديث تلفزيوني شدّد على أن «قوة المقاومة أجبرت «اسرائيل» على أن تعمل ألف حساب. والمقاومة لا تريد لا السيطرة ولا الفرض ولا تغيير الهوية ولو كانت جزءاً من محور وحكمة السيد عامل اطمئنان». وأكد أن «القضية الفلسطينية يجب أن تكون قضية المسيحيين قبل المسلمين. ونحن مع حق العودة وضدّ أن يكون لبنان الوطن البديل ولم يكن مع حق العودة كما الذي هو مع ضربهم في غزة فإن حججهم واهية ومضلّلة».
وفي الشأن الرئاسي، كشف فرنجية أنه «اجتمع مع أغلب السفراء العرب ولم يبلغني أحد بموقف سلبي تجاه ترشحي للرئاسة، وللذين يعتبرون أن حظوظي في الرئاسة انتهت أقول لهم «كلا»، وللذين يقولون إن حظوظي بالرئاسة 100% أقول لهم أيضًا «كلا» وانما حظوظي هي 50 بـ50 والسعودية لم تضع أي فيتو على ترشيحي، وأنا لن أنسحب من الانتخابات الرئاسية الا إذا سحب ترشيحي من رشحني للرئاسة».
واعتبر بأنه «لا بدّ من الحوار والتوافق وفق تسوية يشارك الجميع فيها في الحدّ الأدنى من الأمور وخارج التسوية لا رئيس، وأنا في حال أصبحت رئيساً سأكون رئيساً لكل لبنان ولكن لديّ موقعي وتاريخ واضح. وأنا لديّ حلفاء ولكن لا أحد يُلزمني بموقف وأساساً حلفائي لا يتعاطون بهذه الطريقة».
وكشف رئيس تيار المردة بأنه «اتفق مع رئيس التيار الوطني الحر على 99 بالمئة من المواضيع من تسيير عجلة الدولة وموضوع النازحين وموضوع حق العودة وضرورة انتخاب الرئيس، وأنا أكدت على أنه لا يمكن إملاء شروط على المقاومة، وهو قال إنه لن ينتخبني لكن سيسهل عمل الدولة بحال تمّ انتخابي».
وقال فرنجية: «نحن مع كل خطوة تمنع المؤسسة العسكرية من التضرّر، ومشكلتي مع قائد الجيش ليست رئاسية وظروفه غير ظروفي، وأنا لست ضدّ التمديد لقائد الجيش، ولكن التمديد واحد من خيارات عملية مطروحة. ويجب علينا تسهيل أمور المؤسسة العسكرية التي نحرص عليها».
واعتبر بأن «ليس لحزب الله مشكلة مع قائد الجيش جوزيف عون وهو ملتزم معي برئاسة الجمهورية، ومراكز المسيحيين باقية وسيكون الجميع مرتاحًا بمن فيهم غبطة البطريرك بشارة الراعي الذي من حقّه كما من حقّنا إبداء الرأي».
على صعيد آخر، شهد محيط دار الفتوى مظاهرة حاشدة ضد زيارة السفيرة الأميركية دوروثي شيا الى الدار، وأحرقوا العلمين الأميركي والاسرائيلي ونددوا بالسياسة الأميركية بتغطية العدوان الاسرائيلي على غزة وتداعياتها على المدنيين، ما أدى الى إلغاء زيارة شيا.
ولاحقاً أعلن المكتب الإعلامي في دار الفتوى في بيان «تأجيل زيارة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا بناء على طلب من مكتب السفيرة شيا». وشدّد المفتي دريان في تصريح بعد أن تظاهر لبنانيون امام الدار احتجاجاً على زيارة شيا، على «ضرورة إيقاف الدعم الأميركي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والطلب من الإدارة الأميركية الضغط على الكيان الصهيوني بوقف عدوانه على غزة والشعب الفلسطيني وفرض وقف لإطلاق النار وإقامة هدنة إنسانية وتمرير المساعدات الإغاثية لأهالي غزة المنكوبين والعمل على إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف بعد وضع حد نهائي للاحتلال الصهيوني».
****************************
افتتاحية صحيفة النهار
واشنطن مجدداً: الصراع بين لبنان وإسرائيل ليس حتمياً ملف قيادة الجيش في دائرة المراوحة ولا حلول وشيكة
دخل لبنان مناخات القمة العربية الطارئة التي ستنعقد غدا السبت في الرياض من بابين متعارضين: باب المشاركة اللبنانية الرسمية في الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب الذي اصدر بيانه بعد الاجتماع بموافقة ومشاركة وزير الخارجية عبدالله بو حبيب. وباب “القنص” الاستباقي على القمة الذي باشره “#حزب الله” من البارحة تمهيدا لاستكماله بمواقف اشد عنفا بعد القمة، ما دامت مؤشرات هذا الهجوم ارتسمت باعتبار مقررات القمة سلفا بلا قيمة.
المفارقة في الامر، ان القمة التي ستتسبب على الأرجح للحكومة اللبنانية بصداع إضافي جراء المزايدات التي سيتعرض لها الموقف الرسمي وسط قرار واضح بالهجوم على القمة، تنعقد وسط استعدادات لزيارة لافتة سيقوم بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للرياض الاحد المقبل للمشاركة مع رؤساء الدول الإسلامية في قمة منظمة التعاون الإسلامي الطارئة أيضا التي ستنظر في الوضع في غزة وتتخذ مقرراتها منه. بذلك يزج بلبنان مرة جديدة كعلبة بريد للرسائل الإقليمية وتحديدا الإيرانية ولا سيما منها ضد العرب والغرب التي يراد اطلاقها من لبنان والتخفي وراءها فيما يدفع لبنان تكرارا تكاليفها الباهظة من مصالحه العليا وعلاقاته العربية والخليجية والغربية. اما الجانب المتصل بالواقع الميداني في الجنوب وفي ظل الستياتيكو الذي يحافظ على وتيرة ساخنة نسبيا من دون تخطي القواعد الكاسرة للستاتيكو حتى الان، فان الترقب يبقى سيد الموقف في انتظار تطورات الساعات المقبلة ولا سيما منها الكلمة التي سيلقيها غدا السبت الأمين العام لJ”حزب الله” السيد حسن نصرالله وما يمكن ان تتضمنها من مواقف واتجاهات جديدة بعدما دخلت المواجهات الجارية عند الحدود الجنوبية مع #إسرائيل شهرها الثاني.
والجديد اللافت في هذا السياق برز مع كلام أميركي إضافي عن استبعاد “حتمية” الصراع بين لبنان وإسرائيل. فبعدما اعلن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين من بيروت انه لمس عدم رغبة لبنان وإسرائيل في تصعيد الوضع، أعلن امس المبعوث الأميركي الخاص للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط والذي شغل سابقا منصب سفير بلاده في لبنان ديفيد ساترفيلد إنه “لا يوجد ما يشير إلى أن إيران أو وكلاءها في المنطقة يعتزمون التعجيل بنشوب صراع يتجاوز حرب إسرائيل مع #حماس”.
وأضاف: “من الضروري ألا تقدم إيران وحزب الله على أعمال استفزازية، وان تبادل إطلاق النار مع “حزب الله”على طول حدود إسرائيل مع لبنان يعزز احتمال التقديرات الخاطئة”. وقال ساترفيلد في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت “لا نعتقد أن صراعا تتورط فيه لبنان وإسرائيل أمر لا مفر منه بحال من الأحوال، الحقيقة هنا والآن هي أنه لا يوجد ما يشير من أي جانب إلى أن هناك نية لاستباق صراع أو حرب”.
وكان عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق اعتبر أن “العدو الإسرائيلي لا يخشى بيانات القمم العربية ولو بلغت الأطنان، وإنما يخشى طلقة وصاروخ مقاوم في الجنوب وغزة”. وقال “إن أهالي غزة المحاصرين لا يريدون من العرب لا جيوشهم ولا أسلحتهم، وإنما أن يقطعوا علاقاتهم مع العدو الإسرائيلي، وألا يسمحوا بمرور الطائرات الإسرائيلية فوق الأجواء الخليجية”، وأعلن انه “على العدو أن يعلم أنه ما دام العدوان مستمرا على غزة، فإن المقاومة الإسلامية في لبنان مستمرة في عملياتها”.
وبدوره أعتبر رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجيّة، أن “أسطورة اسرائيل سقطت وهذا أكبر انجاز حققته المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول وأعتقد أن اسرائيل لا تستطيع أن تذهب الى حرب واسعة”.وقال في مقابلة خاصة عبر “المؤسسة اللبنانية للارسال ” مساء امس ان “مجيء الأميركيين الى المنطقة بحاملات الطائرات هو خوف على اسرائيل وليس دعماً لها”. وشدّد على أن “القضية الفلسطينية يجب أن تكون قضيتنا ويجب أن تكون قضية المسيحي قبل المسلم .واعلن فرنجية انه اجتمع مع اغلب السفراء العرب و”لم يبلغني احد بموقف سلبي تجاه ترشحي للرئاسة، وللذين يعتبرون أن حظوظي في الرئاسة انتهت أقول لهم “كلا” وللذين يقولون أن حظوظي بالرئاسة 100% أقول لهم ايضًا “كلا” وانما حظوظي هي 50 بـ50 والسعودية لم تضع أي فيتو على ترشيحي، وانا لن انسحب من الانتخابات الرئاسية الا اذا سحب ترشيحي من رشحني للرئاسة”.
ملف قيادة الجيش
في سياق أخر اتجه ملف الفراغ في قيادة الجيش الى مزيد من التعقيدات كما الى ازدياد خطر الفراغ في المنصب وسط تهاوي كل الاقتراحات والمشاريع التي تطايرت بكثافة أخيرا ولم يصمد أيا منها بعد قبيل شهرين تماما من إحالة قائد الجيش العماد جوزف عون على التقاعد في العاشر من كانون الثاني المقبل. في هذا الاطار، يبدأ وفد “كتلة الجمهورية القوية” جولته على المسؤولين لشرح ابعاد اقتراح التمديد لرتبة عماد، من عين التينة يوم الاثنين المقبل، فيما جددت “كتلة الوفاء للمقاومة” موقفها الداعي إلى “ضرورة الإسراع بإنجاز الاستحقاق الرئاسي وإيجاد المخرج المناسب تجنبا للشغور في موقع قيادة الجيش الذي بات استحقاقه داهما”، ونبهت إلى “مخاطر تعطل عمل مجلس القضاء الأعلى نتيجة التناقص الجاري في عدد أعضائه الحاليين”. وكان المكتب الاعلامي لوزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم، اشار إلى أن “وسائل اعلام مكتوبة ومرئية ومسموعة تناقلت ان وزير الدفاع قدم الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لائحة بأسماء ضباط في الجيش لتعيينهم في المجلس العسكري في وزارة الدفاع الوطني. واجتهدت بعض وسائل الاعلام في تحليلات وروايات معروفة المصدر”. وأكد، أن “هذه الأخبار لا اساس لها من الصحة جملة وتفصيلا، وهي تندرج في سياق الحملات المنظمة التي تتولاها جهات معنية تتولى الترويج لتسريبات لا تنطبق مع الواقع، لا بل تسيء الى المؤسسة العسكرية خلافا لما يروج له هؤلاء المسربين من حرص على الجيش ودوره في هذه الظروف العصيبة”.
وأكد مستشار الرئيس نجيب ميقاتي، الوزير السابق نقولا نحاس، أن “الملف قيد الدرس والتطور، والعمل قائم على خطين اما عبر القوانين التي تقدم في مجلس النواب، او من خلال معالجة داخل الحكومة، بانتظار ان تتبلور الصورة أكثر للوصول الى حل معقول وموزون يؤمن الحفاظ على امن لبنان، وتوقع نحاس الوصول الى خواتيم الملف قبل نهاية العام الجاري”.
الوضع جنوباً
وعشية كلمة الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله السبت، حافظت الجبهة الجنوبية اللبنانية على سخونتها.فاستهدف القصف المدفعي الإسرائيلي أطراف بلدات رميش وعيتا الشعب وراميا وبيت ليف بأكثر من 30 قذيفة بعد الظهر . وشبت حرائق في احراج بلدتي رامية وعيتا الشعب جراء قصفهما بقذائف حارقة. كما طال قصف مدفعي اسرائيلي خراج بلدة الهبارية. في المقابل، اندلعت النيران في ثكنة “زرعيت” “الإسرائيلية” بعد استهدافها من لبنان. وتم ايضا إستهداف موقع إسرائيلي في هونين المحتلة. واستهدف حزب الله بصاروخ موجه ثكنة راميم الإسرائيلية قبالة بلدة مركبا في القطاع الأوسط ل#جنوب لبنان فرد الجيش الاسرائيلي باطلاق قذائف على اطراف بلدتي حولا ومركبا. واعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ان طائرة بدون طيار تابعة لنا تعرضت لإطلاق نار فوق “هار دوف” – مزارع شبعا المحتلة. واشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان باتجاه مرغليوت في منطقة إصبع الجليل. وسقطت قذيفة إسرائيلية قرابة الثانية من بعد الظهر على كفركلا بالقرب من موقع قوى الأمن الداخلي من دون أن تنفجر. وقام #الجيش اللبناني بمعاينتها وتفجيرها.
وكرر امس وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تهديداته لـ”حزب الله” وللبنان وقال “أننا مصممون على حماية حدودنا”، محذرًا من أنه إذا ارتكب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله “خطأ فسيتحمّل حزب الله ولبنان نتائجه”.
***************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
تصعيد الجنوب يُسابق هدنة غزة وإطلالة نصرالله
“الانقلاب” على الجيش يتعثّر ومجلس البطاركة: لا للمسّ بالقيادة
لم تمر 48 ساعة على آخر المعطيات التي كشفتها «نداء الوطن» حول «الانقلاب» لوضع اليد على قيادة المؤسسة العسكرية، حتى ظهرت مؤشرات تدل على تعثر هذا المخطط. ومن أبرزها ان فريق السلطة بدا مشتتاً، ما جعل «مهندس» المخطط، ألا وهو رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل معزولاً، وانتهى به الامر الى ان يكون وحيداً في الدفع الى اقرار التعيينات القيادية في المؤسسة العسكرية وفي مقدمها تعيين قائد جديد.
وتزامنت هذه المؤشرات مع موقف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في بيانه الختامي امس عن قيادة الجيش، فقال: «في هذا الظرف الأمني الدقيق، والحرب الدائرة على حدودنا الجنوبية، من الواجب عدم المس بقيادة الجيش العليا حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية. ولا يجوز الاعتداد بما جرى في مؤسسات اخرى تجنباً للفراغ فيها. فالموضوع هنا مرتبط بالحاجة الى حماية شعبنا، والى حفظ الأمن على كامل الأراضي اللبنانية. وأي تغيير على مستوى القيادة العليا في مؤسسة الجيش يحتاج الى الحكمة والتروي ولا يجب استغلاله لمآرب سياسية شخصية».
ما هي مجمل المؤشرات التي ادت الى رياح معاكسة «لا تشتهيها سفن «مدبري «الانقلاب»؟
اولاً، لم يبد رئيس مجلس النواب نبيه بري أية رغبة جامحة في مجاراة باسيل في مخططه الانقلابي الذي يعني، إذا ما قيّض للأخير ان ينجح في ما ذهب اليه، وضع اليد على المؤسسة العسكرية، وهو ما يرفضه بري بصورة مطلقة.
ثانياً، توافرت معلومات ان رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، وبعدما تردد انه جارى باسيل في الموقف الرافض للتمديد لقائد الجيش، عاد وراجع حساباته. فهو أدرك ان التحاقه بما سعى اليه باسيل، ينطوي على انتقاص من صلاحيات رئيس الجمهورية الذي عليه تعيين قائد الجيش.
ثالثاً، لم تأت من «حزب الله» اشارات الى موافقته الكاملة على ما يتطلع اليه حليفه في ميرنا الشالوحي، بل بدا متردداً وغير حاسم في تبني مخطط «التيار» في انجاز التعيينات القيادية في المؤسسة العسكرية.
رابعاً، تبلّغ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن بكركي «ستذهب الى أبعد مدى رفضاً لتعيين قائد جديد للجيش».
بناء على هذه المؤشرات، من المتوقع جلاء المواقف ذات الصلة بالمؤسسة العسكرية في المرحلة المقبلة. وفي الحصيلة لما انتهى اليه مخطط وضع اليد على قيادة الجيش، دخل مرحلة التعثر، وان باسيل الذي كان ولا يزال رأس حربة لهذا المخطط أصبح عملياً وحيداً في هذه المؤامرة.
أما في التطورات الميدانية على مسرح المواجهات بين «حزب الله» واسرائيل، فقد عرفت الحدود الجنوبية جولة من الاشتباكات والقصف والغارات على امتداد هذه الحدود التهبت مساء. وأبرز «الحزب» قيام جناحه العسكري «المقاومة الاسلامية» امس بـ»هجوم صاروخي» على موقع المطلة الاسرائيلي الحدودي ما أدى الى «إصابة دبابَتي ميركافا وسقوط طاقمهما بين قتيلٍ وجريح». كما أبرز «الحزب» عملية استهداف «قوّة مشاة إسرائيلية مؤلّلة في قرية طبريخا»، احدى القرى اللبنانية السبع التي صارت ضمن اسرائيل.
وفي المقابل، تعرضت مناطق حدودية لبنانية لقصف اسرائيلي بعشرات القذائف بعضها من النوع الفوسفوري، اضافة الى غارات الطيران.
وفي سياق متصل، علم أنّ دورية لقوات «اليونيفيل» دخلت امس بلدة الرمادية في قضاء صور من دون مؤازرة للجيش، فتصدى لها «الأهالي» وأوقفوها كما منعوها من الخروج الى حين حضر الجيش الى المكان.
وتأتي هذه التطورات، على مسافة يومين من اطلالة جديدة للامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله بعد ظهر غد السبت لمناسبة «شهيد حزب الله». وستكون هذه الاطلالة الثانية خلال 9 أيام. وعلمت «نداء الوطن» ان نصرالله سيأخذ بالاعتبار التطورات الاخيرة في الجنوب اضافة الى موضوع «الهدنة» المتصلة بحرب غزة. وسيطالب القمة العربية التي تنعقد السبت ايضاً بـ»الضغط كي توقف اسرائيل عدوانها على غزة».
****************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية : قمّتا الرياض غداً .. والجامعة العربية: لا هدن بل وقف للنار
على وَقع استمرار الحرب التدميرية الاسرائيلية على غزة والمواجهات المتبادلة بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي على الجبهة الجنوبية اللبنانية، تتجه الانظار من اليوم الى الرياض التي ستستضيف غداً قمة عربية طارئة تليها في اليوم التالي قمة لمنظمة التعاون الاسلامي، يعوّل عليهما اتخاذ موقف وقرارات توقف العدوان الاسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة العربية وعلى لبنان، فيما استبقت الادارة الاميركية هاتين القمتين بالاعلان انّ اسرائيل وافقت على تنفيذ «هدن» يومية لأربع ساعات في شمال غزة للسماح للسكان بالتوجه جنوباً في ظل استبعاد الرئيس الأميركي جو بادين أي إمكانية لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار.
أعلن البيت الأبيض مساء امس أن إسرائيل وافقت على تنفيذ «هدن» يومية لأربع ساعات في شمال غزة لأغراض إنسانية، مع استبعاد الرئيس الأميركي جو بايدن أي إمكانية لوقف كامل لإطلاق النار.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين إنّ الهدن «خطوات مهمة إلى الأمام» في وقت تشهد مدينة غزة بشمال القطاع معارك عنيفة. وأضاف: «ستبدأ إسرائيل بتنفيذ هدن لمدة أربع ساعات في مناطق بشمال غزة كل يوم، مع الاعلان عنها مسبقاً قبل ثلاث ساعات». وتابع: «أبلَغنا الاسرائيليون انه لن تكون هناك عمليات عسكرية في تلك المناطق خلال فترة الهدن (وأن) هذه العملية تبدأ اليوم».
واشار كيربي الى انّ تلك الهدن ستتيح إدخال مساعدات إلى المنطقة والسماح للمدنيين بالفرار من المعارك. وأكد أن إسرائيل فتحت «ممرات إنسانية» في الأيام القليلة الماضية أتاحت «لآلاف» من الأشخاص مغادرة أكثر المناطق التي طاولها القصف في شمال القطاع إلى الجنوب، مضيفاً: «نود أن نرى استمرار الهدن طالما كانت هناك حاجة إلى المساعدة الإنسانية».
ولدى توجّهه امس الى ايلينوي قال بايدن ردا على سؤال حول فرص تطبيق وقف لإطلاق النار: «لا توجد إمكانية»، وأكد أنه «لا يزال متفائلا» في شأن تحرير الرهائن ومن بينهم أقل من 10 أميركيين مُحتجزين في غزة، مضيفاً «لن نتوقف حتى نخرجهم».
وأكد بايدن لاحقاً أنه، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، «طلبتُ هدنة أطول من ثلاثة أيام». وردا على سؤال عما إذا كان يشعر بالاستياء تجاه نتنياهو قال إن «الأمر استغرق من الوقت أكثر مما كنتُ آمل به».
وردا على سؤال عن سبب تنفيذ طائرات حربية أميركية ضربات جديدة على منشأة مرتبطة بإيران في شرق سوريا الأربعاء الفائت، قال بايدن «لأنهم قصفونا»، مؤكدا أن القوات الأميركية ستضرب مرة أخرى «إذا اضطررنا لذلك».
وأعلن البنتاغون امس أن الولايات المتحدة لا تعتقد حالياً أن الغارة التي شنتها طائرتان حربيتان أميركيتان على مخزن أسلحة مرتبط بإيران في محافظة دير الزور السورية قد أسفرت عن سقوط ضحايا. وذلك في عملية قال مسؤولون أميركيون انها جاءت ردا على الهجمات التي تطاول القواعد الأميركية في الشرق الأوسط.
وقالت سابرينا سينغ نائبة المتحدث باسم البنتاغون للصحافيين: «حتى اللحظة، لا نقدّر وقوع أي خسائر بشرية». وأضافت أن القوات الأميركية تعرضت لما مجموعه 46 هجوما في العراق وسوريا منذ 17 تشرين الأول الفائت، بما في ذلك 4 بعد غارة أمس الاول التي كانت تهدف إلى ردع مثل هذه الأعمال. وأشارت إلى أن هذه الهجمات تسببت في إصابة 56 شخصا بجروح طفيفة.
القمة العربية
وفي الرياض اختتم وزراء الخارجية العرب، اجتماعهم التحضيري للقمة العربية الطارئة المقرر عقدها غدا في السعودية، لبحث سبل وقف الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأقرّ الوزراء في اجتماعهم الذي عُقد برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الصيغة النهائية لمشروع القرار الذي سيرفع إلى القمة العربية للنظر في اعتماده.
وقال الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي إن «الاجتماع أقرّ الصيغة النهائية لمشروع القرار الذي سيرفع إلى القادة». وأوضح أن «القرار يتناول مجموعة من عناصر الموقف السياسي العربي الفلسطيني، ويسمح للمجتمع الدولي بفهم صحيح لهذا الموقف، ويهدف إلى وقف العدوان الإسرائيلي». وأكد أن «القمة ستعتمد مشروع القرار بما يلبّي تطلعات الشعوب العربية»، مشيراً إلى أن «هناك قمة إسلامية ستعقب القمة العربية، إذ سيتم اتخاذ قرار في إطار مشابه للإطار العربي».
وعن مستوى التمثيل فيها، أكد زكي أن «عدداً كبيراً من القادة العرب سيشاركون».
وبالنسبة الى ما يتعلق بمطالبة البعض بهدن إنسانية، قال زكي ان «الهدن الإنسانية ليست من صميم الموقف العربي، فهو يطالب بوقف كامل لإطلاق النار، أما الهدن الإنسانية فهي أفكار يتحدث بها البعض لمحاولة التعامل مع الوضع الإنساني المتدهور الذي وقع بسبب الحرب والعدوان الإسرائيلي، والموقف العربي يرتكز في وضوح وصراحة على وقف إطلاق النار في شكل فوري».
وعن وجود مساعٍ لإسرائيل وبعض الأطراف لفصل غزة عن الضفة الغربية، وإرسال قوات متعددة الجنسيات إلى غزة، قال زكي: «إن كل ما يطرح من أفكار إسرائيلية أو من دول أخرى في سبيل فصل غزة عن الضفة الغربية مرفوض، والموقف العربي قرأ هذه الأفكار جيداً، واكتشفها، ولا يسمح بها، ولن يتماشى معها».
وقبل يومين من القمّتين العربية والإسلامية في الرياض اللتين ستطغى عليهما الحرب في غزة. قام أمس أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بزيارة خاطفة لدولة الإمارات العربية المتحدة والتقى رئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وأكد الجانبان «ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة بُغية إتاحة الفرصة لإيصال المساعدات الإنسانية الإغاثية»، وفق ما أفادت وكالة أنباء الإمارات («وام»).
ميقاتي الى الرياض
الى ذلك سيتوجّه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الرياض لتمثيل لبنان في القمتين العربية والاسلامية الطارئتين. وعلمت «الجمهورية» من مصادر السرايا الحكومية ان الكلمة التي سيلقيها في القمة العربية هي قيد الاعداد وسيركز فيها على ضرورة وقف المجازر في غزة، والاعمال العدوانية، والدعوة الى الضغط على العدو لوقف اعتداءاته في الجنوب واحترام القرار الدولي ١٧٠١ والعودة الى مبادرة السلام العربية التي اعلنت في قمة بيروت عام 2002.
القمة الاسلامية
الى ذلك اعلن محمد جمشيدي نائب الشؤون السياسية لمدير مكتب الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ان الاخير سيشارك في الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي في المملكة العربية السعودية.
وقال جمشيدي في تصريح أمس: «ان آية الله رئيسي قال في لقائه مع أردوغان على هامش اجتماع منظمة «إيكو» إنه إذا لم يتمكن اجتماع الرياض من ان يكون مؤثرا في مساعدة أهل غزة، فإنني أرى احتمال اتساع نطاق المواجهة امرا جادا لأن الشعوب ستشعر بالاحباط من تأثير الحكومات الإسلامية.
واكد وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبداللهيان في تصريح له، انه «نظرًا لتزايد حدة الحرب في غزة أصبح توسيع نطاق الحرب أمرًا لا مفر منه».
ونددت إيران امس بشدة ببيان مجموعة السبع (الولايات المتحدة واليابان وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وكندا) التي اجتمعت في طوطيو، والذي دعاها إلى عدم دعم «حماس» و»حزب الله» اللبناني، وعدم القيام بأي شيء يمكن أن «يزعزع استقرار الشرق الأوسط».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني: «منذ بداية الأزمة الراهنة في غزة، بدأت الجمهورية الإسلامية الإرانية جهوداً متواصلة لوقف الاعتداءات العسكرية التي يشنها الان الصهيوني المعتدي على غزة وإنقاذ حياة مواطنيها وسكانها العزل»، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء «إرنا» بالعربية. وأضاف: «ما كان متوقعا من وزراء خارجية مجموعة السبع في طوكيو، هو الوفاء بمسؤوليتهم الدولية، بما في ذلك إدانة تصرفات العدوان الصهيوني في غزة، التي تنتهك حقوق الإنسان والقانون الدولي، ووقف دعم جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة».
موقف روسي
وصفت روسيا امس اقتراح وزير التراث اليميني المتطرف أميخاي إلياهو باعتماد «الخيار النووي»ضد حركة حماس في غزة بأنه «غير مقبول على الإطلاق»، مؤكدة أن «لا شيء يبرّر مثل هذه التصريحات». وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحافي: «نعتبر هذه التصريحات استفزازية وغير مقبولة على الإطلاق». وتساءلت «هل هذا تهديد بالإبادة الجماعية؟ لا شيء يبرّر مثل هذه التصريحات».
الجنوب اللبناني
أغارت الطائرات الحربية الاسرائيلية مساء أمس على الجبهة الجنوبية، وتحديداً على منطقة اللبونة واطراف بلدات رامية والجبين وياطر ومنطقة رأس الناقورة ومنطقة اللبونة. كذلك افيد انّ قصفا عنيفا بقذائف من عيار 155 ملم استهدف محيط مشروع 800 خراج البويضة قضاء مرجعيون. كما استهدفت طائرة مسيرة بصاروخ موجّه أحد منازل بلدة البياضة، ولكن من دون وقوع اصابات.
وأعلن الإعلام الحربي في «حزب الله« مساء إصابة دبّاباتَي «ميركافا» في موقع المطلة وسقوط طاقمهما بين قتيل وجريح». واندلعت النيران في ثكنة «زرعيت» وموقع إسرائيلي في هونين المحتلة. وكذلك كان هناك استهداف لثكنة راميم الإسرائيلية قبالة بلدة مركبا في القطاع الأوسط بصاروخ موجه، فردّ الجيش الاسرائيلي بقذائف على اطراف بلدتي حولا ومركبا. وطاول القصف أطراف بلدات رميش وعيتا الشعب وراميا وبيت ليف بأكثر من 30 قذيفة. وسجل قصف مدفعي وفوسفوري اسرائيلي على سهل مرجعيون قرب محلة الحوش (راجع صفحة 7).
تهديد اسرائيلي
واكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أمس: «نحن مصمّمون على حماية حدودنا وإذا ارتكب نصر الله خطأ فسيتحمل «حزب الله» ولبنان نتائجه». وأضاف: «لن نوقف القتال حتى نعيد المخطوفين، ولن تكون هناك تسوية مع من أصاب وقتل مواطنينا». وتابع: «بدأنا باستخدام تقنيات حديثة للتعامل مع الأنفاق الهجومية». وأردف: «لن نوقف القتال من دون القضاء على حركة حماس، ونحن ننجح بالتصدي لجميع الهجمات وكل الطرق تؤدي إلى طهران».
في غضون ذلك نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر مُطّلعة أنّ «امتلاك حزب الله لصواريخ مضادة للسفن ضمن ترسانته العسكرية، يعزّز تهديد الحزب للبحرية الأميركية». وذكرت المصادر أنّ «الصواريخ الروسية القوية المضادة للسفن التي حصل عليها «حزب الله»، تمنحه الوسائل لتنفيذ التهديد الضمني الذي أطلقه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، ضد السفن الحربية الأميركية»، مُشيرةً إلى أنّها «تسلّط الضوء أيضاً على المخاطر الجسيمة لأي حربٍ إقليمية».
ولفتت إلى أنّ «السيد نصر الله كان يشير في حديثه إلى قدرات «حزب الله» الصاروخية المضادة للسفن والمعزّزة بشكل كبير»، موضحةً أنه «بما في ذلك صاروخ (ياخونت) الروسي الصنع، والذي يصل مداه إلى 300 كيلومتر».
وعن الصاروخ «ياخونت»، كشفت المصادر أنّ «هناك ياخونت، وبالطبع هناك أشياء أخرى إلى جانبه». كذلك كشفت أنّ «ثلاثة مسؤولين أميركيين حاليين، ومسؤولاً أميركياً سابقاً، قالوا إنّ «حزب الله» بنى مجموعة مذهلة من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن».
وأكد أحد المسؤولين، للوكالة، أنّه «من الواضح أننا نولي اهتماماً كبيراً لذلك، ونأخذ القدرات التي لديهم على محمل الجد، من دون التعليق مباشرةً على ما إذا كانت المجموعة التي يمتلكها الحزب تضم صاروخ ياخونت».
قصف حوثي
وأعلن الحوثيون امس أنهم أطلقوا عددًا من الصواريخ البالستية نحو جنوب إسرائيل، في أحدث عملية ضمن سلسلة هجمات نفّذوها ضدها منذ بداية الحرب بينها وبين حركة «حماس».
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع في بيان «أطلقت قواتنا المسلحة دفعةً من الصواريخ الباليستية على أهداف مختلفة وحساسة للكيان الإسرائيليِ جنوبيِ الأراضي المحتلة، منها أهداف عسكرية في منطقة أُمِ الرشراشِ (إيلات)». وأضاف: «حققت العملية أهدافها بنجاحٍ وأدت إلى إصابات مباشرة في الأهداف المحددة رغم تكتم العدو على ذلك». وجدّد التأكيد على استمرار الحوثيين في تنفيذ العمليات العسكرية دعمًا للفلسطينيين وحتى يتوقف «العدوان» على غزة.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنّ «صاروخًا أُطلق في اتجاه الأراضي الإسرائيلية وتم اعتراضه بنجاح في منطقة البحر الأحمر بواسطة منظومة الدفاع الجوي «آرو». وأضاف «لم يعبر الهدف الأراضي الإسرائيلية».
وفي إيلات أيضًا تحطمت أمس مسيّرة مجهولة المصدر على مدرسة ابتدائية ما تسبب بأضرار مادية وحالة من الذعر، بحسب الجيش الإسرائيلي. لكنّ بيان الحوثيين لم يذكر إطلاق مسيّرات الخميس.
جرائم حرب
وأعلن المحامي الفرنسي إيمانويل داود امس أنه وجّه رسالة باسم ثلاث منظمات غير حكومية فلسطينية الى المحكمة الجنائية الدولية للتنديد خصوصا «بجرائم حرب» و»جرائم ضد الانسانية»، ارتكبها بحسب هذه المنظمات الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة.
وجاء في الرسالة التي وجهت مساء الأربعاء الى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية واطلعت عليها وكالة «فرانس برس» أن الوقائع التي عرضتها مؤسسة الحق ومركز الميزان والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان هي «نية الإبادة الجماعية والتحريض على إبادة جماعية وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب».
وتم الطلب أيضا من المحكمة الجنائية الدولية أن تصدر مذكرات توقيف في حق «المسؤولين الأبرز عن هذه الجرائم» بينهم نتنياهو والرئيس اسرائيلي اسحق هرتسوغ.
وقال داود لـ«فرانس برس»، إن المنظمات غير الحكومية ترغب في أن «يفهم المسؤولون الإسرائيليون الذين يشنون حربا مع إفلات تام من العقاب حيث ترتكب جرائم حرب»…
*****************************
افتتاحية صحيفة اللواء
المواجهة في الجنوب تسرِّع إخراج الشغور في قيادة الجيش من التجاذب
تصعيد إسرائيلي ليلاً.. وفرنجية لن ينسحب ومع إراحة المؤسسة العسكرية
لا تنفصل الترتيبات الجارية على أرض المعارك في غزة، عن ترتيبات إدارة الاشتباك الحدودي الذي يتولاه حزب الله بصواريخ الكورنيت والمسيَّرات، واستهداف تحصينات جيش الاحتلال الاسرائيلي، ومواقعه امتداداً الى مستعمراته.
ولئن كانت المواجهات الجارية تتحكم بها حسابات الحرب ضمن المفاوضات الجارية بحثاً عن هدنة أو وقف نار أو ترتيبات تتعلق بما بعد القمة العربية الطارئة في الرياض غداً السبت، وفي اليوم التالي قمة مؤتمر التعاون الاسلامي، فإن التحسب لمرحلة لا يستقيم فيها وقف النار، او خشية الذهاب الى توسع في العمليات الحربية، سواء في ما خص تفعيل خطة الطوارئ أو تجنب الوقوع في الفراغ في قيادة الجيش.
وحسبما توفر من معلومات، فإن الاتجاه لملء الفراغ، عبر تمديد تقني لقائد الجيش العماد جوزاف عون في جلسة يعقدها مجلس الوزراء، قبل استحقاق احالة العماد عون الى التقاعد في الشهر المقبل.
وبدءًا من الاثنين المقبل يبدأ الوفد النيابي الممثل لكتلة الجمهورية القوية جولة على المسؤولين من عين التينة، لشرح ابعاد اقتراح التمديد لرتبة عماد لايجاد حل يجنّب الرئاسة الاولى الفراغ.
وشدّد مجلس البطاركة حول قيادة الجيش انه: «في هذا الظرف الامني الدقيق، والحرب الدائرة على حدودنا الجنوبية، من الواجب عدم المس بقيادة الجيش العليا حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية. ولا يجوز الاعتداد بما جرى في مؤسسات اخرى تجنبا للفراغ فيها. فالموضوع هنا مرتبط بالحاجة الى حماية شعبنا، والى حفظ الامن على كامل الاراضي اللبنانية.. واي تغيير على مستوى القيادة العليا في مؤسسة الجيش يحتاج الى الحكمة والتروي ولا يجب استغلاله لمآرب سياسية شخصية».
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه بعدما تراجعت فرضية اندلاع الحرب انطلاقا من تحليل المواقف الأخيرة للأمين العام لحزب الله، عادت لغة الحرب لتسيطر على مخاوف اللبنانيين من جديد، مشيرة إلى أن الاحتمالات التي تحدث عنها السيد نصرالله ستتبلور أكثر فأكثر لاسيما ان هناك توقعا كبيرا بأن تكون كلمته المرتقبة مختلفة عن سابقتها على أن التحفظ قائم لجهة الخطوات المقبلة.
إلى ذلك، أوضحت المصادر نفسها أن التحرك العربي الذي انطلق مع القمة العربية العاجلة قد يخرج بمحاولة ما من أجل إمكانية التوصل إلى حل، على أن المجريات على أرض المواجهات لا توحي بأن ذلك قريب حتى أن وقف إطلاق النار لم يتم تعيين توقيته.
وفي مجال الملفات الداخلية فإن المصادر تحدثت عن تخبط حاصل في الموازنة لجهة كيفية إصدارها فضلا عن الملاحظات على مضمونها ولاسيما الشق الضرائبي.
الى ذلك، اعتبرت مصادر سياسية الانتقادات التي وجهها حزب الله على لسان الشيخ نبيل قاووق، ضد انعقاد القمة العربية يوم غد السبت في الرياض، بأنها تعكس في مضمونها، موقف النظام الايراني،الذي يرى بالقمة المذكورة، التفافا على مساعي ايران وجهودها، لتوظيف عملية طوفان الأقصى، لصالحها بالتفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية والغرب في مشاكلها وقضاياها، ونفوذها بالمنطقة العربية عموما، على حساب القضية الفلسطينية ومصالح الشعب الفلسطيني، بعدما اظهر انعقاد القمة العربية، توجها عربيا، لأخذ المبادرة لاظهار موقف عربي جامع ضد الحرب التدميرية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتضامن مع الشعب الفلسطيني، سياسيا وماديا، والتشدد في المطالبة بوقف اطلاق النار باسرع وقت ممكن، ووضع تصور عربي جامع للخطوات المطلوبة، لانهاء هذه الحرب، وتحديد وضع القطاع بعد انتهائها والاصرار على حل الدولتين لانهاء الصراع الدائر واعطاء الفلسطينيين حقوقهم بدولتهم.
وتوقعت المصادر ان يكمل الامين العام لحزب الله حسن نصرالله حملة انتقاد انعقاد القمة باطلالته غدا السبت، مع تصعيد مرتقب ضدها، ما يزيد من تردي العلاقات بين لبنان ومعظم الدول المشاركة بالقمة،وينعكس سلبا على مساعي تحسين هذه العلاقات وتجاوز كل مسببات تعكيرها والاساءة اليها من قبل الحزب تحديدا خلال العقدين الماضيين.
وقالت المصادر انه كان الاجدى للحزب تجنب انتقاد انعقاد القمة، والانتظار لمعرفة نتائجها ومقرراتها، قبل التصويب عليها، وتأثيرها في دعم ومساعدة الشعب الفلسطيني لانهاء معاناته المتواصلة، بينما تظهر الانتقادات المسبقة، نوايا ايرانية مبيتة، لان انعقاد مثل هذه القمة، ينزع من يد النظام الايراني اوراقا مهمة، كانت تسعى لتوظيفها في خدمة مصالحها.
وفي أول انعطافة باتجاه الوضع الداخلي، تحدثت كتلة الوفاء للمقاومة في الشأن الداخلي، فدعت:
1 – الى ضرورة الاسراع بانجاز الاستحقاق الرئاسي.
2 – ايجاد المخرج تجنباً للشغور في موقع قيادة الجيش الذي بات استحقاقاً داهماً.
3 – دعوة الى التنبّه الى مخاطر تعطيل مجلس القضاء الاعلى نتيجة التناقض الجاري في عدد اعضائه الحاليين.
وتحدث المرشح الرئاسي سليمان فرنجية عما دار خلال لقاء مع قائد الجيش الذي قال له امس: «أتمنى الا تذهب المؤسسة العسكرية ضحية التجاذبات» وقلت له «سنبحث في صيغة من اجل راحة الجيش».
وكشف فرنجية انه ليس في وارد الانسحاب.. وانه منفتح على اي حوار او نقاش، والسعودية تملك كامل الجرأة ان تبلغني عن فيتو، لو كان هذا موقفها.
واعلن: سمعت ان باسيل يسير بطرح اللواء البيسري لرئاسة الجمهورية.
وردا على سؤال قال فرنجية: مبدئياً اذا لم يحالفني الحظ هذه المرة رئاسياً، فلن اترشح مرة اخرى، ولا بد من الحوار والتوافق وفق تسوية يشارك فيها الجميع، وخارج التسوية لا رئيس.
وفي مقاربة، متواضعة لحظوظه الرئاسية، قال فرنجية ان الذين يعتبرون حظوظي في الرئاسة انتهت اقول لهم كلا، وللذين يقولون ان حظوظي بالرئاسة 100٪، اقول لهم ايضاً كلا، وانما حظوظي هي 50٪، وان السعودية لم تضع اي فيتو على ترشيحي.
ورأى المرشح الرئاسي سليمان فرنجية ان الوقت في حرب غزة لمصلحة المقاوم. وان اسطورة اسرائيل سقطت، وهذا اكبر انجاز حققته المقاومة الفلسطينية في 7 ت1.
تخزين البضائع
وتحسباً لتطورات امنية وعسكرية، عقد اجتماع وزاري في مرفأ بيروت، بحضور الوزراء علي حمية، وعباس الحاج حسن، وأمين سلام وجورج بوشكيان، ويتعلق بعملية تخزين البضائع ، كما تطرق البحث الى موضوع سلامة الغذاء، وتخزين البضائع لدى الادارات والجهات المعنية.
قصف وحرائق يشتد ليلاً
وفي اليوم الخامس والثلاثين «لطوفان الأقصى» بقي الوضع الحدودي الجنوبي على حاله..
واستهدف القصف بعد ظهر امس اطراف رميش وراميا وعيتا الشعب وشبت حرائق في احراج بلدتي رامية وعيتا الشعب جراء قصفهما بقذائف حارقة.كما طال قصف مدفعي اسرائيلي خراج بلدة الهبارية.
في المقابل، اندلعت النيران في ثكنة «زرعيت» «الإسرائيلية» بعد استهدافها من لبنان.وتم ايضا إستهداف موقع إسرائيلي في هونين المحتلة.
واستهدف حزب الله بصاروخ موجه ثكنة راميم الإسرائيلية قبالة بلدة مركبا في القطاع الأوسط لجنوب لبنان فرد الجيش الاسرائيلي باطلاق قذائف على اطراف بلدتي حولا ومركبا.
وليلاً، هاجم الجيش الاسرائيلي ما اسماه اهدافاً في جنوب لبنان، وشن غارات عنيفة وقوية على اطراف قرى في قضاء بنت جبيل، سُمعت اصداؤها في مدينتي صور ومرجعيون.. وطاول القصف تلال علما الشعب في القطاع الغربي.
***************************
افتتاحية صحيفة الديار
الديار: اسرائيل تخطط لحرب استنزاف طويلة في غزة وواشنطن تسأل عن خطط حزب الله؟
المقاومة تواكب غزة بعمليات نوعية واقرار اميركي بامتلاكها اسلحة بحرية متطورة
يواكب حزب الله مجريات الحرب الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني في غزة ميدانيا عبر رفع منسوب استهدافاته النوعية لمواقع قوات الاحتلال التي تعرض بعضها بالامس لهجمات مركزة غير مسبوقة بغزارة النيران. هذا التصعيد المتدحرج ومداه، وكيفية التعامل مع المستجدات سياسيا وعسكريا سيكون محور الكلمة المرتقبة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله غدا، تزامنا مع قمة عربية تبدو دون «انياب» جدية لوقف الهمجية الاسرائيلية، حيث تغيب اي ارادة لاتخاذ اجراءات عملية لوقف الحرب وفرض صيغة سياسية مقبولة ومنصفة للفلسطينيين بعدها. في هذا الوقت لا تزال واشنطن واسرائيل تناوران في مسألة الهدن الانسانية التي تبدو مجرد «خديعة» لامتصاص نقمة الراي العام على الارتكابات الاسرائيلية، وشراء للوقت كي يحقق جيش الاحتلال انجازا ميدانيا غائبا حتى الساعة. وامام هذه المعضلة لا تزال المخاوف مرتفعة من حصول انزلاق الى مواجهة مفتوحة على الحدود الجنوبية نتيجة اي «خطا» قد يكون غير مقصود، كما يحذر الاميركيون، او نتيجة قرار اسرائيلي بارضاء الاصوات المتطرفة داخل الحكومة التي تدفع باتجاه ضرب حزب الله، وهو ما عبر عنه بالامس وزير الحرب الاسرائيلي يوآف غالانت الذي اعلن ان اسرائيل مصممة على حماية الحدود، وقال إذا ارتكب نصرالله خطأ فسيتحمّل «حزب الله» ولبنان نتائجه. ووفقا لمعلومات «الديار» فقد وصلت تحذيرات دبلوماسية غربية الى المسؤولين اللبنانيين من احتمال بقاء حرب غزة الى امد طويل، ولكن باشكال اخرى، حيث تقوم الخطط الاسرائيلية على اعتماد الارض المحروقة لعدم السماح لسكان غزة من العودة الى منازلهم، ووقف اطلاق النار لن يحصل مع استمرار الجيش الاسرائيلي بعمليات منتقاة، وكان السؤال الجوهري ماذا سيفعل حزب الله؟ وهل ستبقى جبهة الجنوب مفتوحة؟ ام سنعود الى قواعد الاشتباك السابقة؟ كلها اسئلة بقيت دون اجوبة، فيما تبدو واشنطن مصرة على الحصول على تطمينات للجانب الاسرائيلي الذي لا يملك ما يقوله لمستوطني الشمال. داخليا، اجبر تحرك شعبي غاضب من سياسة الادارة الاميركية السفيرة دوروثي شيا على الغاء زيارة كانت مقررة بالامس الى دار الفتوى، وفيما لا يزال القلق من الشغور في قيادة الجيش مدار تحركات واتصالات لم تصل بعد الى صيغة نهائية للحل، برز سياسيا تحرك بعيد عن الاضواء للمدير السابق للامن العام اللواء عباس ابراهيم لاعادة احياء الملف الرئاسي، بالتنسيق مع قطر، بدأه بلقاء مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على ان يستتبع بجولة تشمل العديد من القيادات السياسية.
ماذا عن جبهة الجنوب؟
فمع تصاعد العمليات العسكرية جنوبا، اشارت المعلومات الى ان التحذيرات الدبلوماسية الغربية تقوم على افتراض بان الحرب غير قريبة من نهايتها في غزة، وقد تمتد إلى استنزاف طويل ودموي، لان اسرائيل تعمل على بقاء غزة مدمرة وخالية من معظم سكانها، بحجة عدم عودة حركة حماس الى حكم القطاع، فطرد السكان الفلسطينيين وتحويل بيوتهم إلى أكوام من الركام وتقييد دخول الوقود إلى القطاع، كانت الخطوة الكاسرة للتوازن التي استخدمتها إسرائيل في المواجهة الحالية، خلافاً لكل جولات القتال السابقة. وحتى لو أعلن في القريب عن وقف معين لإطلاق النار بضغط من واشنطن، فلن تسارع إسرائيل إلى الانسحاب وتسمح بعودة السكان إلى شمال القطاع. لأنهم إذا عادوا، إلى أين سيعودون؟ لا بيوت لهم أو شوارع أو مؤسسات تعليم أو محلات تجارية أو بنى تحتية لمدينة حديثة. وبحسب الاوساط الدبلوماسية، لن توافق اسرائيل على الانسحاب وإعادة السكان والسماح بإعادة إعمار المدينة اذا لم يتم التوصل الى صيغة لادارة سياسية جديدة لقطاع غزة، دون حماس، اي ان الصور القاسية ستبقى على حالها ،وستحاول اسرائيل بمساعدة واشنطن حل ملف الاسرى والرهائن وقد يتغير شكل العملية العسكرية لامتصاص الضغط الدولي، لكن في النتيجة سيبقى على القطاع مدمرا دون السماح لاهله بالعودة او الاستقرار مع الابقاء على ضربات انتقائية، وهذا يطرح السؤال الكبير، ماذا عن جبهة الجنوب؟ وهل ستبقى مفتوحة الى امد طويل؟ وكيف سيتكيف حزب الله مع الاستراتيجية الاسرائيلية الجديدة اذا ما اصبحت امرا واقعا؟ طبعا هذا السيناريو يعمل الاميركيون على تسويقه ويريدون الحصول على ضمانات، لن يحصلوا عليها، بحسب مصادر مقربة من حزب الله، حول طبيعة تصرفه في المرحلة المقبلة اذا ما تحولت المواجهة الى حرب استنزاف طويلة!
«معضلة» الجبهة الشمالية
وفي هذا السياق، اشارت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية الى ان الكابينت والجيش لا يزالان يرسمان سلم الأولويات للحرب قطاع غزة اولا حيث الجيش هناك في حالة هجوم. اما الجبهة الشمالية وعلى الرغم من هجمات حزب الله المتزايدة، وهو الخصم الأقوى من حماس، فتعطى لها الآن الأولوية الثانية. وإسرائيل هناك في حالة دفاع، لكن ثمة معضلة تحتاج الى حل، فرئيس الحكومة بنيامين نتانياهو تحدث عن الحاجة إلى إعادة السكان على الحدود مع لبنان إلى بيوتهم وتمكينهم من العيش بأمان. لكن لم يقل كيف؟ المغزى العملي لهذه الأقوال، الذي يفضل رئيس الحكومة عدم إعطاء تفاصيل حوله، هو إبعاد «قوة الرضوان» عن مناطق الحدود. رؤساء المجالس في المنطقة يقولون لقادة الجبهة الشمالية بشكل واضح: لن نعود إلى بيوتنا إلى حين إبعاد قوة الرضوان من هناك. وكشفت الصحيفة انه «كلما نزلنا إلى الأسفل، من الحكومة إلى هيئة الأركان وإلى قيادة المناطق والألوية، نسمع أقوالاً حازمة أكثر بخصوص الحاجة إلى معالجة موضوع حزب الله بعد حماس، أو عند الحاجة في موازاة ذلك»، لكن الأميركيين يرون ذلك بشكل مختلف، ويفضلون أن تركز إسرائيل على قطاع غزة، ولكن استمرار الحرب في غزة والاحتكاك المتزايد في الشمال يزيدان خطر ارتكاب الأخطاء. ووفقا لمعلومات الصحيفة فان زيارة عاموس هوكشتاين الى بيروت هدف في جزء منها الى تفحص امكانية استئناف الجهود لترسيم متفق عليه لخط الحدود البري الذي بدأ قبل الحرب. لكنها جزمت بصعوبة رؤية كيف يمكن لأحد الانشغال بذلك في وقت يجري فيه قتال على جانبي الحدود. ونقلت عن اوساط امنية اسرائيلية قولها «يبدو أننا سنحتاج إلى أكثر بكثير من عملية سياسية لتهدئة سكان منطقة الشمال بأنه لن يتكرر «هجوم إرهابي» في مستوطناتهم مثل الهجوم الذي حدث في الجنوب».!
هل يملك حزب الله «ياخونت»؟
في هذا الوقت، وفي اطار التحذير من تنامي قدرات حزب الله القتالية، نقلت وكالة رويترز عن مصدرين قالت انهما مطلعان على ترسانة الحزب إن الصواريخ الروسية القوية المضادة للسفن «ياخونت» الذي يصل مداها الى 300 كيلومتر، باتت بحوزة الحزب وتتيح له تنفيذ التهديد المستتر الذي أطلقه السيد حسن نصرالله لاستهداف السفن الحربية الأميركية. وقال أحد المصدرين إن قدرات حزب الله المضادة للسفن تطورت بشكل كبير منذ عام 2006، حين اظهر لأول مرة قدرتها على ضرب سفينة في البحر، من خلال إصابته لسفينة حربية إسرائيلية في البحر المتوسط خلال الحرب. وأضاف المصدر دون الخوض في التفاصيل:هناك «ياخونت»، وبالطبع هناك أشياء أخرى إلى جانبه.وقال إن استخدام حزب الله لهذا السلاح لاستهداف السفن الحربية المعادية، سيكون مؤشرا على تحول الصراع إلى حرب كبرى في المنطقة. ووفقا لثلاثة مسؤولين أميركيين حاليين ومسؤول أميركي سابق، فإن حزب الله بنى مجموعة مثيرة للإعجاب من الأسلحة التي تتضمن صواريخ مضادة للسفن. وقال أحد المسؤولين: من الواضح أننا نولي اهتماما كبيرا لذلك، ونأخذ القدرات التي لديهم على محمل الجد. وتجدر الاشارة الى ان صاروخ «ياخونت» ينطلق من الأرض صوب هدفه على ارتفاع منخفض يتراوح بين 10 و16 مترا وهو ما يحول دون رصده. وهو نسخة متطورة عن الصاروخ «بي-800 أونيكس» الذي تم استخدامه لأول مرة في عام 1993، وتم تطويره في عام 1999 للتصدير من شركة دفاع روسية، ويمكن إطلاقه من الجو أو الأرض أو الغواصات.
هجمات نوعية للمقاومة
وقبل يومين على إطلالة ثانية لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في يوم «الشهيد»، شهدت الجبهة الجنوبية تطورا نوعيا في عمليات المقاومة، وفيما اقرت وسائل اعلام العدو بان حزب الله رفع مستوى هجماته كما ونوعا، والحدث كان بالامس في المطلة حيث اعلنت المقاومة عن إصابة دباباتي ميركافا وسقوط طاقميهما بين قتيل وجريح في هجوم غير مسبوق في كثافته، واشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى ان حزب الله أطلق 8 صواريخ مضادة للدبابات. كما استهدف الحزب موقعاً إسرائيلياً في هونين وآخر في تل رياق، واستهدف حزب الله بصاروخ موجه ثكنة راميم الإسرائيلية قبالة بلدة مركبا في القطاع الأوسط. وتم استهداف قوة مشاة إسرائيلية مؤللة في قرية طربيخا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وحققت المقاومة فيها اصابات مباشرة.ودوّت صفارات الإنذار في شتولا في القطاع الأوسط حيث تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تعرّضه لوابل من الصواريخ. واعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن طائرة بدون طيار تعرضت لإطلاق نار فوق مزارع شبعا، ولفتت وسائل إعلام إسرائيلية إلى إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان باتجاه مرغليوت في منطقة إصبع الجليل. وقصف جيش الاحتلال أطراف بلدتي حولا ومركبا وكفركلا وتل نحاس وسهل الخيام وسهل مرجعيون. كما استهدف القصف المدفعي أطراف بلدات رميش وعيتا الشعب وراميا وبيت ليف بأكثر من 30 قذيفة، وشبّت حرائق في أحراج بلدتي راميا وعيتا الشعب جراء قصفهما بقذائف حارقة. وطال القصف خراج بلدة الهبارية والعديسة والقوزح. وكانت قذيفة إسرائيلية سقطت على كفركلا بالقرب من موقع قوى الأمن الداخلي من دون أن تنفجر، وقام الجيش اللبناني بمعاينتها وتفجيرها.واستهدف القصف المدفعي الإسرائيلي أطراف بلدة رميش. كما تعرض خراج الوزاني للقصف بعدد من القذائف. وسجل قصف مدفعي وفوسفوري اسرائيلي على سهل مرجعيون بالقرب من محلة الحوش. وسقطت قذيفتان مدفعيتان معاديتان على طريق مشروع 800 تحت حرج صنوبر البويضة في مرجعيون وطالت شظاياها المنازل القريبة من دون وقوع اصابات. وسقطت قذيفة إسرائيلية قرابة الثانية من بعد الظهر على كفركلا بالقرب من موقع قوى الأمن الداخلي من دون أن تنفجر. وقام الجيش اللبناني بمعاينتها وتفجيرها. فيما بلغ الطيران الاسرائيلي الاستطلاعي سماء بيروت في ظل استمرار للتحليق في القطاعين الغربي والأوسط ومدينة صور ومجرى نهر الليطاني.
شيا «غير مرغوب بها»
في هذا الوقت، تسببت تظاهرة غاضبة أمام دار الفتوى في تأجيل زيارة السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، امس، وفور تسرّب خبر الزيارة، احتشد عدد من المتظاهرين الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية واللافتات وأطلقوا الهتافات المنددة بسياسة الولايات المتحدة وأحرقوا العلمين الإسرائيلي والأميركي، وطالبوا المفتي بعدم استقبال السفيرة.وفقاً لما ذكره بيان صادر عن داء الفتوى، فان القرار بتأجيل الزيارة، إثر دعوات تناقلها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، دعت لقطع الطريق على موكب السفيرة لمنعها من الوصول إلى وجهتها، بالإضافة إلى الاعتصام الذي نفّذه مواطنون رفضوا هذه الزيارة، أمام دار الفتوى في منطقة عائشة بكار.وشدد المفتي عبد اللطيف دريان، في تصريح، على «ضرورة إيقاف الدعم الأميركي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والطلب من الإدارة الأميركية الضغط على الكيان الصهيوني بوقف عدوانه على غزة» ..
تحرك على الخط الرئاسي
داخليا، كشفت اوساط مطلعة، ان المدير العام السباق للامن العام اللواء عباس ابراهيم بدأ جولة لتحريك الملف الرئاسي بلقاء مع رئيس تكتل لبنان القوي جيران باسيل، والتحرك جاء ربطا بملف الشغور المرتقب في المؤسسة العسكرية ويجري البحث في امكانية تحقيق خرق جدي في المدى القريب ضمن سلة متكاملة تشمل ملفات اخرى على مستوى السطة التنفيذية والادارية في عهد الرئيس الجديد. وعلم في هذا السياق، ان اللواء ابراهيم الذي يلعب دورا في الملف المتصل بالاسرى والرهائن في غزة، بحث مع المسؤولين القطريين في ملف الرئاسة ويعمل بالتنسيق مع الدوحة لتحريك الملف من جديد ضمن صيغ مبتكرة باتت ملحة لمواكبة التحولات الكبيرة الحاصلة اليوم والتي يمكن ان تنتج عن «طوفان الاقصى» حيث ستكون المنطقة امام «شيء جديد» وعلى لبنان المواكبة في ظل تماسك داخلي يبدأ بملء الفراغ في بعبدا وفي كل المراكز الحساسة التي باتت بالانابة.
تحولات اميركية
ووفقا للمعلومات، السفارة الاميركية في بيروت ليست بعيدة عن هذا الحراك وكان للسفيرة الاميركية دوروثي شيا موقف ملفت امام زوار عوكر حين المحت الى امكانية القبول بانتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية اذا ما حصل على دعم احدى الكتل المسيحية الوازنة، مشددة على ان بلادها قلقة ازاء احتمال الفراغ في قيادة الجيش ولا ترغب بالمخاطرة في هذا الموقع الحساس على الرغم من الرضى على تجربة حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري، لكن هذا لا يعني برايها القبول باستنساخ التجربة في المؤسسة العسكرية.
مخرج حكومي للتمديد؟!
وفي هذا السياق، لا يزال ملف الفراغ في قيادة الجيش في مقدمة الاهتمامات داخليا، وفي هذا الاطار، يبدأ وفد الجمهورية القوية جولته على المسؤولين لشرح ابعاد اقتراح التمديد لقائد الجيش، من عين التينة يوم الاثنين المقبل،لا تزال الاقتراحات لتفادي الشغور في قيادة الجيش، دون نتيجة لغاية الآن، وفيما نفى وزير الدفاع موريس سليم وجود اقتراح يتضمن تعيين مدير المخابرات العميد طوني قهوجي أو العميد ايلي عقل قائداً للجيش،والعميد حسان عودة رئيساً للأركان،والعميد رياض علام مديراً للادارة، والعميد منصور نبهان مفتشاً عاماً، اشارت مصادر مطلعة الى طلب رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي دراسة قانونية تسمح للحكومة بتأجيل تسريح قائد الجيش، متخطية وزير الدفاع، وهو طرح لا يحتاج الا إلى قرارعادي في مجلس الوزراء. لكن هذا المخرج يصطدم حتى الان بعدم وجود قرار نهائي وحاسم من «الثنائي» الشيعي حيال مسألة التمديد. وفي هذا السياق، أكد مستشار ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس أن ملف التمديد لقائد الجيش قيد الدرس والتطور، والعمل قائم على خطين إما عبر القوانين التي تقدم في مجلس النواب، أو من خلال معالجة داخل الحكومة، بانتظار أن تتبلور الصورة أكثر للوصول إلى حل معقول وموزون يؤمن الحفاظ على أمن لبنان، متوقعاً الوصول إلى خواتيم الملف قبل نهاية العام الجاري.
*****************************
افتتاحية صحيفة الشرق
هدنة إسرائيلية ملغومة لتهجير سكان شمال غزة
في اليوم الـ34 من الحرب على قطاع غزة، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته على مناطق متفرقة من القطاع حيث ارتكب المزيد من الجازر بحق المدنيين، في حين كبدته فصائل المقاومة خسائر فادحة، حيث دمرت كتائب القسام عددا كبيرا من دباباته وآلياته، وقتلت المزيد من جنوده وقد اعترف الاحتلال ان عدد قتلاه منذ بدء الهجوم على غزة بلغ 35 جنديا وضابطا.
واعلنت وزارة الصحة في القطاع ارتفاع عدد الشهداء منذ بدء الحرب إلى 10 آلاف و569، بينهم 4324 طفلا و2823 امرأة، في حين بلغ عدد المصابين اكثر من ٢٦ الف جريح. وقال الجيش الإسرائيلي الخميس، إنه سيطر على معقل لـ»حماس» غرب مخيم جباليا بعد 10 ساعات من القتال مع عناصر الحركة وعناصر «حركة الجهاد الإسلامي». وأضاف أنه قتل العشرات منهم وحدد مواقع عديد من الأسلحة وكشف مداخل أنفاق أحدها قرب روضة أطفال، فضلاً عن العثور على مخططات قتالية لـ»حماس»، حسب قوله. وفي تغريدة على موقع «إكس»، قال الجيش الإسرائيلي إنه دمر حتى الآن 130 مدخلاً للأنفاق منذ بداية الحرب.
ونشرت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ»حماس»، مقطع فيديو يظهر على ما يبدو معارك ضارية في الشوارع وسط المباني التي قصفت في مدينة غزة.
أعلنت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة حماس، الخميس، تدمير ست آليات إسرائيلية في شمال قطاع غزة. كما أشارت إلى تدمير دبابتين إسرائيليتين في منطقة التوام وشمال الشيخ رضوان بقذيفتي «الياسين 105». وقالت كتائب القسام، «أوقعنا قوة صهيونية راجلة بكمين محكم في جحر الديك واستهدفناها بقذيفة أفراد وأجهزنا عليها من مسافة صفر». بدورها، قالت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها قصفت «تجمعا لآليات العدو المتوغلة غرب مجمع أنصار غربي مدينة غزة بعدد من قذائف الهاون».وأشارت سرايا القدس، في منشور أوردته وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) عبر منصة إكس، إلى «قصف مدينة أسدود المحتلة برشقة صاروخية». وكانت اسرائيل اعلنت عن سقوط طائرة مسيّرة اسرائيلية في مدرسة في ايلات لكنها لم تقدم بفاصيل.
يأتي ذلك في وقت نقلت فيه صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين أن محادثات غير مباشرة بوساطة قطرية أوشكت على التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح 50 من المحتجزين في غزة. وتزامن ذلك اعلن البيت الأبيض بان «إسرائيل ستبدأ تطبيق هدنة لأربع ساعات يوميا في شمال غزة»، ولفت الى ان «إسرائيل أبلغتنا أنه لن تكون هناك عمليات عسكرية في شمال غزة أثناء الهدن التي تبدأ اليوم».ولفت البيت الأبيض الى اننا «نحتاج لرؤية مزيد من الشاحنات تدخل غزة قريبا، ونعتقد أن الهدن المؤقتة خطوة في الاتجاه الصحيح».
وأكد الرئيس جو بايدن انه يسعى لوقف القتال لمدة اطول لأجل الاسرى، واعلن ان بلاده ستضرب مجددا اهدافا على صلة بالحرس الايراني اذا لزم الامر. وسارعت الجامعة العربية الى الاعلان ان «الهدن الانسانية» ليست من صميم الموقف العربي لان المطلوب وقف شامل لاطلاق النار، كما اعلنت حركة حماس ان المفاوضات لم تتوصل الى اي اتفاق لا على وقف النار ولا على «الهدن» الانسانية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :