بقلم الدكتور هشام نبيه ابوجوده
منذ البداية ، منذ اليوم الأول ، تصريح الرئيس الاميركي بايدن يرفع فيه مسؤولية الهجوم القسامي على غلاف غزة ، عن أيران ، و يعلن عدم وجود بصمات واضحة أيرانية خلف العملية .( رسالة واضحة أن الحرب لن تكون موجهة نحو ايران مباشرةً).
بعدهما بيومين ، يستدرك ويقرر أن يبعث لنا بحاملة طائراته الأكبر "فورد" و مازاتها ، من فرقاطة وسفن دعم ، الى البحر السوري المسمى الأبيض المتوسط مهددًا متوعدًا بالحرب ، و تأمين طوق نجاة لرئيس حكومة العدو ( الذاهب الى السجن هو وحكومته بعد الحرب مباشرة ) ، وكيانه وجيشه المتهالك تحت ضربات المقاومة .
هنا ترحرح النتن ياهو ، و كبرت الخسة في رأسه الفارغ النازي ، و قرر إبادة شعب بأكمله في قطاع غزة العزة المحاصر المسجون بين جدران أسمنتية و ألكترونية ، و جدران لامبالاة رسمية عربية ، و صمم دولي و فقدان لضمير الأمم الغربية.
فوضع له أهدافًا كبيرة ، التخلص من حماس ، إبادة الفلسطينيين و نقل من تبقى منهم الى شبه جزيرة سيناء ( التي هي تاريخيًا سورية-فلسطينية و ليست مصرية ).
حتى وصل به الأوهام للأعلان عبر رئيس مجلس الأمن القومي الصهيوني أنه ذاهب لتغيير جذري في خريطة المنطقة السياسية.
و أستدركه بايدن داعمًا بحاملة طائرات اميركية توازي الأولى بحجمها وضخامتها " أيزنهاور"
و حكمًا مع مازاتها .( فقط شعبنا يفهم عمق معنى كلمة المازات ، و يفهم أن المازات تؤكل قبل الطبق الرئيسي).
فجأة ، أجتمع مكتب حكماء الأميركان ، و فهموا أن أي حرب أقليمية في الشرق، تعني لهم أن جنود بوتين لن يتوقفوا إلا على حدود بولندا ، و سيخسرون أوروبا الشرقية التي سيأكلها بوتين على الإفطار ، و سيترك للغداء أوروبا الغربية المنهكة أقتصاديا قبل الشتاء القارس.
و فهموا أن أي حرب إقليمية في شرقنا التعيس ، ستشارك فيها كل ساحات القتال ، من اليمن الى لبنان .
سيقصف اليمنيون الأبطال ، منابع نفطهم و عماراتهم الزجاجية في كل الخليج العربي ، و سيقفز النفط ألى آلف دولار للبرميل ، و ستهاجم قواعدهم في العراق و الشام بالصواريخ البالستية ، و سيرجعون أفقيًا الى بلادهم ، بعد أن كانوا دخلوا بلادنا عاموديا.
سيقتحم جبابرة المقاومة من كل الجبهات ، أرض فلسطين المحتلة.و سيمرغون أنف جيش المستعمرين بالتراب، و سيتلاقوا مع مجاهدي غزة و الضفة و عكا وحيفا و بيسان ، في القدس ليحتفلوا بالنصر .
عندها أعاد الأميركي الواعي لمصالحه الأقتصادية و الجيوسياسية ، تدوير المعلومات في رأس قيادة بايدن المتصهينة قلبًا و قالبًا،
فهم أن اللعبة نتائجها غير مضمونة ، و من الأرجح ستنقلب عليه .
فأصدرت القيادة الاميركية عدة بيانات متتالية في الفترة الآخيرة ، تطالب الكيان المحتل بدراسة خطواته و عدم التوغل البري في غزة و رفع الحصار الحياتي المفروض على الأبرياء .
لم يبقى للنتن ياهو في خضم هذه المعطيات الدولية و الإقليمية ، إلا أن يدمر ويقتل ما أمكن قتله وتدميره ، من الجو، قبل أن يتوقف تحت الضغوط الخارجية.
و لكن تعنته لن يمر مرور الكرام ، ولن يسمح له المحور أن يفلت من العقاب بهذه السهولة ، لذلك أنتظروا ، على الجبهات ، مرمغة لأنوف كانت مرتفعة جدا .
دماء و دموع الأبرياء الأشراف في فلسطين لن تذهب هباء .
سنخوض البحر معك،
و سيستجدون وقف أطلاق النار .
مهما حصل ، هذه بداية النهاية ،نهاية مسخ يهوه و أرض ميعاده الموهومة ، و بداية ملحمة قيامة ، عشتار و أدونيس.
دمتم للحق والجهاد
نسخ الرابط :