رنا الساحلي
إنه لبنان العظيم بكل أطيافه وألوان مجتمعه المتألقة، يداً بيد، وريشة قلم، ومنبر حقيقة، وعين كاميرا، وفنانون يجسدون سيناريوهات لطالما تابعناها على الشاشات الكبيرة ودور السينما لتروي لنا قصصاً وعِبَراً وحكايا تطبع في القلب والعين والروح، محامون وقضاة، ورجال سياسة، وألوان طبيعة ما أبدع الله فيها على الأرض.. كانوا كتفاً إلى كتف، وصوتاً تردّد صداه في كل بيروت ولبنان، انطلق بالقرب من المنارة، ليعبر الصدى شطآن بيروت ويصل شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.
لوحة لبنان تجسّدت بكل الوجوه التي اجتمعت لتكريم وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد وسام المرتضى، لتكتب بأحرف من نور الشمس المرصع أن القيم التي دافع عنها وزير الثقافة اللبناني هي ثوابت لا يمكن الحياد عنها، بل إصرار للحفاظ على المجتمع اللبناني وقيمه التي تحفظها كل الأديان والطوائف.
إصرار الجموع كان واضحاً من خلال الحضور المتعدد الألوان والطوائف. هنا رجال دين، وهنا شعراء وكتّاب ومخرجون، فيما تزيّنت المقاعد بسيدات مجتمع راقٍ حرص على أن يقول للوزير أن الحرية هي القيم، والمحافظة عليها بالحفاظ على الإنسان وتربيته وأخلاقه وحدوده.
وجوه من فنانين تشكيليين، إلى نقابيين، وإعلاميين، ومدراء مؤسسات، ورؤساء بلديات… كانوا هنا، ليؤكد الجميع أيضاً أن الثقافة تولد وتصنع في قلب وعقل كل إنسان يسعى نحو الكمال بارتقاء نحو الأعلى، ونشر الإنسانية وتهذيبها، وحب الآخرين من خلال المحبة التي أعطانا اياها الإله عبر عطايا لا تُعد ولا تُحصى. بدءاً من تكوين الإنسان كإنسان، وصولاً إلى الطبيعة والكون والتكوين، وصولاً إلى القيم التي أرسلها عبر الانبياء والكتب السماوية، لتكون القوانين الطبيعية منزلة من عند الله، ليتلقفها البشر، ويرتقون، مع كل عمل يقومون به، باتجاه الأعلى، ونحو الكمال، على الرغم من أنه ليس مطلقاً.
فالرسالة الإلهية بدأت بحب الإنسان لأخيه الانسان، والكون نظم على أساس ذكر وأنثى، حتى النباتات حملت هذه الخاصية، ومن هنا بدأت حكاية بني آدم، والتي ظلت ترتقي لتكوين الأسرة واستمرار ديمومتها.
بعد أن تعرض وزير الثقافة لحملة منظمة شرسة طالت كل القيم،، وحاولت أن تخفف من وزن وقيمة الوزير الذي حمل بكل صفاته معاني الثقافة والرقي والارتقاء، ووقف سداً منيعاً أمام زوبعات حاولت أن تنتزع جذور القيم الإنسانية والعائلية، من خلال إدخال الشذوذ الجنسي والأخلاقي والقيمي إلى البيوت، وذلك تحت عناوين الحرية والتقدم؛ بيد أنها حرية تدعو إلى الانحلال الأخلاقي والأسري.
كافة شرائح المجتمع تصدّت لهذه الزوبعات المغرضة، ووقفت متضامنة مجتمعة مؤيدة كل مواقف الوزير المتصدية للانحلال، لتشكل فسيفساء من الفكر اللبناني المقاوم لكل ما يحمل من تفكك للأسر، وإبادة جماعية للفرد والانسان والمجتمع.
هذه الفسيفساء، اللوحة الفنية التي زينت حفل تكريم وزير الثقافة، شُكلّت حوله كحديقة من كل زهور لبنان بأطيافه السياسية، ولم تسمح للنباتات الهجينة أن تغزو ثقافة لبنان وقيمه ومبادئه، حفاظاً على الإنسان بإنسانيته ودوره المنوط به منذ بدء الخلق.
مبادرة وزير الثقافة كانت سباقة، فهو لم يتوان لحظة، ولم ينسَ عمله الأساسي، فالحكم العادل سيد الموقف والكلمة الحق ولو على قطع الرؤوس، والنصر للقيم هو المطلوب، لترتسم من على المنبر ثلاثية تلت ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة وتتكون ثلاثية ثقافية جديدة “الحرية والقيم والحوار”.
لوحة الريفييرا المتنوعة شملت بجمالها ورقيها كل ألوان الحب والإنسانية والابداع. جميعهم كانوا هناك، تأكيداً على أن الإنسان برقيّه يسمو نحو الثقافة والوطنية، والإبداع هو العطاء الإلهي الذي أكرم الانسان عن غيره من المخلوقات.
هذه اللوحة المبدعة رُسمت بألوان الاله السماوية، أضفت عطراً ورونقاً في بهو الفندق، وسجل التاريخ أن هذا التكريم الذي بادر إليه “اللقاء الاعلامي الوطني” هو ارتقاء للبنان، وموقف يسجل بالذهب على أوراق البُردى، وفي سجلات تحفظ في تاريخ الأمة أن لبنان وقف ضد الانحلال الأخلاقي والقيمي، وأن وزير ثقافته خير من وقف أمام هذه الزوبعات المندثرة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :