يعود بهاء الحريري إلى المشهد الإعلامي بمشاريع جديدة تُرضي طموحاته السياسية، على رأسها إجراء نفضة في منصة «صوت بيروت أنترناسيونال» (SBI)، والتخلّص من مستشاره جيري ماهر الذي يطالب اليوم بتعويض مالي كبير لكفّ يده عن SBI، إلى جانب التفكير في إطلاق قناة تلفزيونية
على الرغم من فشل منصة «صوت بيروت أنترناسيونال» (SBI) التي انطلقت قبل «تظاهرات تشرين» عام 2019، إلا أنّ بهاء الحريري لن ينسحب من الساحة الإعلامية، بل على العكس، يفكّر السياسي ورجل الأعمال اللبناني اليوم في توسيع أنشطته في الأشهر القليلة المقبلة، ليعود إلى الأضواء بمشاريع إعلامية جديدة، لكن هذه المرة بعيداً عن مستشاره السابق جيري ماهر الذي كان الذراع التي تدير مشاريع الحريري الإعلامية، على رأسها منصة «صوت بيروت انترناسيونال» التي ما زال قبطانها حالياً، لكن بصلاحيات محدودة.
في جعبة الحريري اليوم مشاريع إعلامية عدة ستُعيده إلى الواجهة، على رأسها إجراء نفضة في المنصة التي تتخذ من بيروت مركزاً لها، وتنظيفها من ملفات الفساد المالي التي تغرق فيها. أما الخطوة الثانية، فتتمثل في إعادة إطلاق المنصة بحلّة مغايرة، لكن مع فريق جديد، بعيداً عن جيري ماهر الذي يدير «صوت بيروت انترناسيونال». يبحث الحريري كذلك في مسألة إطلاق قناة تلفزيونية، وخصوصاً أنّه حلم راوده منذ إغلاق «تلفزيون المستقبل» الذي أسسه والده الرحل رفيق الحريري (1944-2005) في تسعينيات القرن الماضي، وأغلقه شقيقه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قبل أربعة أعوام تقريباً. لكنّه لم يتّخذ القرار النهائي بشأن هذا الملفّ الذي ما زال قيد الدرس.
وكانت «صوت بيروت انترناسيونال» قد عانت قبل عام تقريباً من مشكلات مالية أدّت إلى تأخر دفع رواتب الموظفين، قبل أن يعالج الحريري المشكلة ويبدأ، منذ ثلاثة أشهر، بدفع الرواتب المستحقة تباعاً. لكنّ حالة الهدوء التي تشهدها المنصة التي يشكّل هدفها الأساسي التصويب على فريق سياسي على حساب آخر، وصلت إلى نهايتها، إذ سيعلن قريباً عن خطوات باشر الحريري باتخاذها بعد ترجمتها على أرض الواقع. في هذا السياق، تلفت المعلومات لنا إلى أنّ الحريري فتح ملف الفساد الذي يعشّش في المنصة، ففي شهر تموز (يوليو) الماضي، اتخذ قراراً بفكّ تعاقده مع جيري ماهر الذي شغل منصب مستشاره الإعلامي لفترة طويلة.
لكن هذه الخطوة لم تكن سهلة، لأنّ ماهر ممسك بملفّات المنصة المالية. وكانت شبهات الفساد انتشرت في أروقة المنصّة بسبب ميزانيتها المرتفعة وتعاقداتها الإنتاجية مع قناتَي lbci و mtv، في حين أنّها فشلت في تحقيق طموح الحريري الإعلامي. بالتالي، انعكس ذلك سلباً على طموحات بهاء الحريري السياسية، آخرها فشله في الانتخابات النيابية الماضية. على الضفة نفسها، تشير المصادر إلى أنّ الخلاف بين الحريري وماهر وصل إلى أعلى مستوياته، ونتج عنه توكيل الثنائي لمحاميين في لبنان للقيام بالإجراءات القانونية بهدف فك الشراكة بينهما. لكن لغاية اليوم، لم تتحقّق تلك الخطوة، بسبب مطالبة ماهر بتعويض مالي كبير في مقابل رفض الحريري. من المتوقع أن تستغرق تلك المعاملات بعض الوقت، وخصوصاً أن ماهر ممنوع من دخول لبنان بسبب التطبيع مع العدو الإسرائيلي.
في مقابل متابعة فكّ شراكته مع ماهر، وضع الحريري خطة إعلاميةً لإعادة إطلاق «صوت بيروت انترناسيونال» بحلّة مغايرة عن نسختها الحالية، ليكون عنوانها الأساسي البرامج الاجتماعية والسياسية التي تعزز حضوره على الساحة، على أن تعمل تلك المشاريع على تلميع صورة الحريري، في ظل التطورات والتغيرات التي تشهدها الملفات الداخلية اللبنانية وانتهاء الحريرية السياسية. وتكشف المعلومات أنّ تلك الخطة تقوم على إجراء نفضة وصرف عدد من الموظفين في المنصة ممن كانوا من معسكر جيري ماهر. على أن تتسلم المنصة إدارة جديدة بعيدة عن تلك القديمة، كما سيجري التعاقد مع أسماء جديدة من مختلف المجالات الإعلامية والإنتاجية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :