ومما لا شك فيه أن عظمة الحزب السوري القومي التي لا عظمة بعدها هي في ايجاد الوجدان القومي وأظهار شخصية أمة عظيمة كانت مهملة وايجاد أسس نهضة تحقق وصول الأمة الى مرتبة الحياة المثلى اللائقة ج2ص67
قامت عظمة الحزب على نقاط ثلاث
إيجاد الوجدان القومي
إظهار شخصية أمة عظيمة كانت مهملة
نهضة تحقق وصول الامة الى مرتبة الحياة المثلى اللائقة
إيجاد الوجدان القومي
إن الوجدان القومي هو أعظم ظاهرة اجتماعية في عصرنا وهي الظاهرة التي يصطبغ بها هذا العصر على هذه الدرجة العالية من التمدن . مقدمة نشوء الامم
عندما يقول أنطون سعادة أن الوجدان القومي أعظم ظاهرة أجتماعية في عصرنا ،هذا يعني أن على القوميين الاجتماعيين بكل مستوياتهم الفكرية والثقافية معرفة معنى الوجدان القومي ،وعلى القومييين أصحاب الادراك العالي ،شرح هذه الظاهرة بأساليب متعددة ،كي يصل المعنى الى كل فئات الشعب ، فتصبح هذه الظاهرة موضوع صراع فكري، يساهم في تجويد الحياة في الامة السورية .
لو كان الوجدان القومي في موقغ الاهتمام والتركيز لم نصل الى الحالة التي يعيشها حزبنا وأمتنا .
أن الوجدان القومي هو طريقنا لكي يكون بعضنا لبعض وكي نسلك درب التفكير العملي .
كثير من القوميين لا يهتمون لهذا الموضوع ،ويتعاطون معه وكأن إدراكه مسألة حاصلة عند القوميين والمواطنين . ولكن تسلسل الاحداث التي تعرض لها الحزب منذ تأسيسه حتى اليوم تؤكد أنه يوجد مسافة بين الوجدان القومي وقيادات الحزب السوري القومي الاجتماعي .
لقد تجاهل معظم مفكري علم الاجتماع في بلادنا المصطلحات التي نحتها الزعيم انطون سعادة والتي تشير الى تطورات وأوضاع اجتماعية ومن هذه المصطلحات مصطلح المتحد الاجتماعي ، الواقع الاجتماعي ، المناقب ، المناقبية ..... ولكن المصطلح الاهم هو مصطلح الوجدان القومي لأنه يشير الى مرحلة من مراحل التطور الثقافي والفكري والقومي .
يقول سعادة :
ولقد كان ظهور شخصية الفرد حادثا عظيما في ارتقاء النفسية البشرية وتطور الاجتماع الانساني ، أما ظهور شخصية الجماعة فأعظم حوادث التطور البشري شأنا وأبعدها نتيجة وأكثرها دقة ولطافة وأشدّها تعقّدا ، إذ أن هذه الشخصية مرّكب اجتماعي –اقتصادي –نفساني يتطلب من الفرد أن يضيف الى شعوره بشخصيته شعوره بشخصية جماعته ، أمته ، وأن يزيد على إحساسه بحاجاته إحساسه بحاجات مجتمعه وأن يجمع الى فهمه نفسه ، فهمه نفسية متحده الاجتماعي ، وأن يربط مصالحه بمصالح قومه وأن يشعر مع ابن مجتمعه ويهتم به ويودّ خيره كما يودّ الخير لنفسه . مقدمة نشوء الامم
بعض المفكرين والمتفكرين في بلادنا نظروا الى الوجدان القومي على انه أغنية ام كلثومية يتمايلون على انغامها أو نشيدا وطنيا حفظوه وهم صغارا ويرددونه كالببغاء وهم كبارا ، وبذلك عطّلوا جزء من حركة الصراع الفكري والثقافي .
لا يمكن لنا ان نحيا شعور الجماعة اذا لم ندرك معنى الوجدان القومي .
لا يمكن لنا أن ندرك الوجدان القومي إذا لم نقرأ ما كتبه أنطون سعادة بأسلوبه البسيط الذي أوصل لنا معنى الوجدان القومي بأسهل ما يمكن :
أما ظهور شخصية الجماعة فأعظم حوادث التطور البشري شأنا وأبعدها نتيجة .....
إذا كان ظهور شخصية الفرد حدثا عظيما بارتقاء البشر ، وظهور الشخصية الفردية تعني معرفة الفرد لحاجاته الذاتية من مأكل ومشرب وسد حاجة ، وللشخصيات الفردية أوصافا نفسية واجتماعية واقتصادية فردية ،فإن ظهور شخصية الجماعة أعظم حوادث التطور البشري شأنا وأبعدها نتيجة ....
وهنا يطلق سعادة على ظهور الشخصية الجماعية مسألتين :
الاولى : عظمة الشأن
الثانية : أبعدها نتيجة
لقد تأكد عظمة شأن ظهور شخصية الجماعة في الانتاجات الكبيرة السلبية والايجابيات ، واهم هذه الانتاجات ما رأيناه مع الثورة الصناعية في أوروبا وأحداث قرن العشرين والربع الاول من القرن الواحد والعشرين .
فالأزمات التي تعرض ويتعرض لها العالم منذ ما قبل الحرب العالمية الاولى حتى يومنا هي نتاج لفعل الوجدان القومي داخل الجماعة وانطلاقه الى خارج حدود هذه الجماعة بما يتناسب مع المشاعر النفسية والمصالح الاقتصادية والسياسية التي تخطت مرحلة الارتقاء والتطور الى مرحلة استعمال القوة بغاية انشاء الامبراطوريات المالية والاقتصادية دون الشعور بمصالح وحاجات الجماعات الأخرى . وهنا يجب أن نشير الى أن انطون سعادة اعتبر أنه على الامة السورية التي أوجد حزبها،" الحزب السوري القومي الاجتماعي" الوجدان القومي إطلا ق رسالة جديدة الى العالم تُخرجه من الأزمات الحاصلة ، والتي يمكن أن تحصل في الآتي من الأيام والأزمنة ، وهنا لا بد من الاشارة الى أن :
هل وجود شخصية الجماعة والوجدان القومي آخر تطورات البشرية ؟
لا أريد الدخول في التفاصيل لانه ليس موضوعنا ، ولكن أردت ان أحاول الربط بين ما كان عليه الانسان الى ان وصل الى الوجدان القومي .
الوجدان القومي هو نتاج ظهور شخصية الجماعة التي هي برأي سعادة أعظم حوادث التطور البشري .
لنصل الى الوجدان القومي علينا ان نعرف أوصاف الشخصية الجماعية وعلاقتها بالشخصية الفردية .
إذ أن هذه الشخصية مرّكب اجتماعي –اقتصادي –نفساني يتطلب من الفرد أن يضيف الى شعوره بشخصيته شعوره بشخصية جماعته ، أمته ، وأن يزيد على إحساسه بحاجاته إحساسه بحاجات مجتمعه وأن يجمع الى فهمه نفسه ، فهمه نفسية متحده الاجتماعي ، وأن يربط مصالحه بمصالح قومه وأن يشعر مع ابن مجتمعه ويهتم به ويودّ خيره كما يودّ الخير لنفسه .
عندما نقول ان شخصية الجماعة هي مركب اجتماعي –اقتصادي –نفساني هذا يعني ان الوجدان القومي ليس ناتجا نفسيا بل هو ناتج نفسي أجمتماعي اقتصادي لذلك يكون تأثيره على الجماعة نفسيا واجتماعيا واقتصاديا .
وأن يزيد على إحساسه بحاجاته أحساسه بحاجات مجتمعه .........
الوجدان القومي بنظر سعادة يعني إحساس المواطن بأنه متكامل مع كل مظاهر المجتمع .
إن ظهور شخصية الجماعة لم يلغ شخصية الفرد ومصالحه بل حافظ عليها وتفاعل معها فحفظها وحافظت على مصلحة المجتمع .
يتدخل الوجدان القومي في الاقتصاد القومي الاجتماعي ، في الثقافة السورية القومية الاجتماعية ، يتدخل الوجدان القومي في قسم الانتماء الى الحزب السوري القومي الاجتماعي ، لذلك وجب ان يفهمه جميع السوريين القوميين الاجتماعيين>
كيف يمكن لسوري قومي اجتماعي أن يذهب الى تنفيذ عملية استشهادية وهو لا يطمع بجنة ولا يهرب من نار هو فقط يريد الدفاع عن مصالحه بلاده وحماية أرضها من الاحتلال وتحريرالمُغتصب منها من قبل الاعداء المغتصبين ، لو لم يكن يتمتع بالوجدان القومي ، كيف يمكن لأي مواطن أن يذهب الى ساحات الحرب ويستشهد من اجل الامة والوطن لو لم يكن يتمتع بالوجدان القومي .
إن الوجدان القومي هو المرحلة الاخيرة من مرحلة تطور الانسانية حتى اللحظة، والضامن الوحيد للدفع بالمجتمعات نحو صراع المصالح ،و يؤمن المصالح دون اللجوء الى حروب الابادة . ولأن حركة تطور المجتمعات خرجت عن مفهوم الوجدان القومي وصل العالم الى النزاعات الخطيرة والمهددة لكل المجتمعات في العالم ، إن من حيث الاتجاهات العقائدية التي تسود هذه المجتمعات أو لجهة طريقة الحروب المباشرة وغير المباشرة بين الدول .
الوجدان القومي من أسس الفلسفة السورية القومية الاجتماعية .
غيبّوا ثقافة الوجدان القومي عن الحزب وعن الامة فتعثر الحزب وتعثرت الامة .
كيف يستهترون بموضوع الوجدان القومي وقد اعتبر الزعيم أيجاده عظمة الحزب السوري القومي الاجتماعي .
يا انتم ، يا هم ، يا أولئك الذين رحلوا ، لقد حاولتم اكتساب العظمة بإخفاء عظمة الحزب القومي فاستحقيتم الثناء من أتباعكم والنقد واللوم من القوميين الاجتماعيين .
خفتم من ثقافة الوجدان القومي ، وعممتم ثقافتكم ، ثقافة الانشقاقات ، ثقافة القبول بالامر المفعول ، ثقافة التسويات .
يا انتم ، ايها المرابطون في خنادق الجهل ، إرحلوا .
ويا أنتم ايها المشتتون في كل الاماكن أجتمعوا على صراط الوجدان القومي .
لذلك من مهام إعادة البناء واستكمال التأسيس تعميم ثقافة الوجدان القومي .
وسيم سعادة
في 8كانون أول 2020
نسخ الرابط :