افتتاحية صحيفة البناء:
رئيسي يصل اليوم دمشق: علاقاتنا مع سورية في محور المقاومة قبل الاتفاق مع السعودية وبعده تداعيات استشهاد خضر عدنان: المقاومة تقصف من غزة بالصواريخ وفشل القبة الحديدية بوصعب يلتقي الراعي ومعوض وجعجع… لا مبادرة بل استكشاف… والمواقف على حالها
حدثان متقابلان في المنطقة بالتزامن، واحد يستكمل مناخات التعافي السوري، بزيارة تاريخية للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الى دمشق، تؤكد أن لا تنافس بين مسارات العودة العربية إلى سورية والعلاقة الاستراتيجية التي تربط دمشق وطهران، وتقول إن الوجهة باتت وحيدة لتطور الأوضاع السورية، وهي وجهة المزيد من عناصر القوة لمشروع الدولة اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً. وهذه المجالات ستكون مواضيع اتفاقيات يتم توقيعها بين الحكومتين الإيرانية والسورية خلال زيارة الرئيس الإيراني برعايته ورعاية نظيره الرئيس السوري بشار الأسد، وتوقعت مصادر مواكبة للزيارة التي ستستمر ليومين، أن الشقّ الاقتصادي يتناول قطاع الطاقة بصورة رئيسية، بينما ستكون هناك اتفاقيات عسكرية مهمة، وكان الرئيس الإيراني قد تحدث عشية الزيارة الى قناة الميادين فأكد أن العلاقة ثابتة وتتطوّر وتترسخ مع سورية، وهذا حدث قبل الاتفاق السعودي الإيراني الذي يشكل فاتحة مرحلة إيجابية جديدة في المنطقة، وسيستمر بالحدوث بعد الاتفاق.
بالتوازي كانت المواجهة في فلسطين بين قوى المقاومة وكيان الاحتلال تدخل مرحلة جديدة من التصعيد، وتستعيد مكانتها كخبر أول في وسائل الإعلام، بعدما بدا أن الحرب في السودان كانت مصمّمة في أحد أهدافها لحجب الأضواء عن فلسطين، سواء للتغطية على جرائم الاحتلال التي كان استشهاد خضر عدنان الأسير المضرب عن الطعام حتى الموت، آخرها وأكثرها توحشاً، أو للتغطية على البطولات الفلسطينية التي كان صمود الشيخ خضر عدنان حتى الاستشهاد آخرها ومن أعظمها بطولة، وليلاً تصاعد القصف الصاروخي من غزة نحو مستوطنات الاحتلال تجاوز الغلاف التقليدي حول غزة ووصل بعضها إلى النقب، وسقط بنتيجتها جرحى بعضهم جراحه خطيرة، وتواصل القصف الصاروخي رغم الغارات الإسرائيلية على غزة، وسجلت وسائل إعلام الاحتلال تراجعاً في قدرة القبة الحديدية على صدّ الصواريخ حيث تحدث جيش الاحتلال عن تصدّيه لأربعة من أصل عشرين صاروخاً استهدفت مناطق انتشار جيش الاحتلال.
لبنانياً، واصل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب جولاته التي وصفها بـ الاستكشافية نافياً أن يكون حاملاً أي مبادرة، والتقى البطريرك الماروني بشارة الراعي، والمرشح ميشال معوض ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بينما قالت مصادر نيابية متابعة للملف الرئاسي إن الأمور لا تزال على حالها، وإن التوازنات النيابية لا تزال تراوح مكانها لجهة عدم تحقيق أي تقدم يتيح توقع الذهاب الى جلسة نيابية ينتخب خلالها رئيس جديد للجمهورية.
واستكمل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب جولته على المرجعيات والقوى السياسية، في محاولة للتوفيق بين الآراء ووجهات النظر في الملف الرئاسي، وبعد زيارته الضاحية ولقائه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، زار بوصعب بكركي أمس، واجتمع مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وقال بعد اللقاء: «نحاول إيجاد قواسم مشتركة والحوار مهم لإيجاد مخارج داخلية للأزمة التي نحن فيها».
وإذ أشار الى أن «الزيارة استكشافية»، أسف «لأن المسؤولين الذين يتعاطون في الملف الرئاسيّ غير مهتمين بعامل الوقت»، معتبراً أننا «لم نصل بعد الى مرحلة الأسماء لأن الأفرقاء وانطلاقاً من مبادرة البطريرك لم يتوصلوا الى اسم مشترك يطرح للرئاسة»، وأكد أن «الأمور يجب أن تبدأ بالحوار». وأشار الى ان «أزمتنا أكبر وأعمق من اسم رئيس إنما عدم استعداد أي من الأفرقاء للتحاور مع الآخر».
وعقب زيارة بوصعب، نقلت وسائل إعلام عن مصادر بكركي إشارتها الى أنّ الحوار بين الأفرقاء السياسيين يكون داخل البرلمان بالذهاب لجلسات متتالية ومفتوحة حتى انتخاب رئيس. وقالت: «ليس صحيحاً أن الأزمة الرئاسية مسيحية بامتياز إنما هي وطنية ومسؤولية الجميع وثمة أفرقاء يعرقلون انتخاب رئيس». ولفتت المصادر إلى «أن لا فيتو على أحد وحتّى على رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية»، مضيفةً «عندما تحدث الراعي عن مواصفات الرئيس بأنه يجب أن يكون فوق كل الأحزاب، قصد بذلك أنه وإن كان حزبياً عليه أن ينسى حزبه عندما يصبح رئيساً ويتصرّف كرئيس لجميع اللبنانيّين».
كما زار بوصعب معراب والتقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بحضور عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب ملحم رياشي، ولفت بوصعب الى أن «اللقاء كان جيّدا»، ولفت الى أنه «لمس انفتاحاً من «رئيس القوات» وحرصاً على القواسم المشتركة بين اللبنانيين ولو ان لديه مواقف ووجهة نظر مختلفة في امور معينة».
وأشار بوصعب الى انه «يبقى الاهم الانفتاح على النقاش والتواصل مع جميع الأفرقاء، واتفقنا مع جعجع على متابعة النقاش بعد الانتهاء من الجولة التي نقوم بها، اذ عندها ستتوسّع القواسم المشتركة اكثر، آملاً أن ننجح في البناء عليها».
اما عن لمسه قواسم مشتركة لدى زيارته النائب محمد رعد، أعرب بو صعب عن اطمئنانه أكثر بعد زيارته معراب، مشيراً الى ان «القواسم ما زالت مشتركة ويمكن البناء عليها في محاولة لتطويرها، وقد لمستها بعد لقائي رعد أيضاً، رغم الاختلاف الكبير في وجهات النظر، في بعض الأمور».
كما التقى بوصعب كتلة «تجدد» حيث التقى النائبين ميشال معوض وفؤاد مخزومي.
وعلمت «البناء» أن الاتصالات تكثفت الأسبوع الماضي على خطوط القوات والكتائب وتجدد وبعض قوى التغيير والمستقلين في محاولة للتوصل الى مرشح موحّد في مواجهة مرشح ثنائي أمل وحزب الله. وتوقع النائب غسان سكاف «التوصل إلى اسم مرشح المعارضة في نهاية الأسبوع الحالي، ليتم بعد ذلك إطلاع بكركي على نتيجة الاتصالات». واعتبر أنّه «باقتراح فريق المعارضة مرشحاً واحداً يمكن إنجاز الاستحقاق الرئاسي بتنافس ديمقراطي»، مشدداً على أن مبادرته «ليست ضد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بل هي فقط للإسراع في إنجاز الاستحقاق».
في المقابل يتمسّك ثنائي أمل والحزب والحلفاء بموقفهم الداعم لترشيح فرنجية. وتشدد أوساط الثنائي لـ»البناء» على أن «كل المعلومات التي تصدر عبر الاعلام عن تغير في موقف حزب الله بعد زيارة وزير الخارجية الايراني أمير عبد اللهيان الى لبنان مجرد إشاعات ومن نسج الخيال وذر الرماد في العيون وتشويه لموقف الحزب وإظهاره على أنه يتلقى التعليمات من إيران»، موضحة أن كلام النائب محمد رعد بالاستعداد للحوار، لا يعني التخلي عن فرنجية بل التمسك به والانفتاح على الحوار على خيارات أخرى إذا كانت تلبي متطلبات المرحلة على مستويات أمن المقاومة والسلم الأهلي في لبنان والنهوض الاقتصادي وإعادة الانفتاح على سورية ووضع أزمة النازحين السوريين على سكة التنفيذ والمعالجة.
وأضافت الأوساط أننا «لا نرى حتى الآن بغير فرنجية شخصاً قادراً على التصدي لهذه المشكلات والملفات الاستراتيجية»، وأبدت استغرابها «كيف ينكرون على الثنائي دعم ترشيح فرنجية فيما هم لم يتفقوا على مرشح موحد يقنعوننا ويقنعون اللبنانيين به».
ودعا تكتل لبنان القوي في بيان اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل «القوى البرلمانية الى القيام بكل ما يلزم لانتخاب رئيس للجمهورية والتوقّف عن المكابرة وإجراء الحوار الجدّي للوصول الى اتفاقٍ على البرنامج الإنقاذي وعلى رئيسٍ يرعى تنفيذه، وبالتالي عدم إنتظار الخارج الذي عبر بأشكال مختلفة عن ان الاستحقاق الرئاسي لبنانيٌ وعلى اللبنانيين أن يتحمّلوا المسؤولية بخصوصه، وفقاً لما صدر عن عدد من وزارات الخارجية في العالم».
ونبّه التكتل الى أنه «كلما تأخر الاتفاق بين اللبنانيين على إنتخاب الرئيس المؤهل تعمّق الانهيار وتفككت مفاصل الدولة، وارتفع منسوب المخالفات الدستورية والقانونية التي تقوم بها حكومة تصريف الأعمال».
ورأى رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب أن «الانتخابات الرئاسية ستجري في حزيران المقبل»، ناصحاً البعض «بالنزول عن السلم». واعتبر أن «رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية وقد حرم مرتين في السابق من قبل حلفائه».
واشار وهاب في حوار مع برنامج «بديبلوماسية» على قناة «أو تي في» الى أن «الاتفاق بين إيران والسعودية عميق وليس سطحياً كما يعتقده البعض»، وأشار الى أن «وصول التسوية إلى لبنان يمكن أن يتأخر». واعتبر بأن «على رئيس حزب القوات سمير جعجع أن يكون مدركاً لحقيقة سياسية مفادها عندما تهب الرياح الكبرى يجب التعاطي معها بجدية». وأوضح بأن «التسوية لا يمكن أن تنجح في لبنان من دون عمليات الفرض». وأفاد بأن «هناك كربجة مسيحية واضحة، واليوم لا يوجد شيء مخفي في الملف الرئاسي».
على خط الحزب الاشتراكي لا يزال على موقفه بالاتفاق على مرشح وسطي بين فرنجية ومعوض طالما لم يستطع أي من الأطراف تأمين الأغلبية لمرشحه، وأوضح مصدر نيابي في الحزب الاشتراكي أن «القوى السياسية تعيش حالة إنكار للواقع المزري الذي وصلنا إليه على كافة الصعد لا سيما من المتطرفين من الجهتين 14 و8 آذار وما بينهما التيار الوطني الحر وقوى التغيير والمستقلين»، مشيراً الى أن «هذه الأطراف تخشى أن تأتي التسوية على حسابها».
وشدّد المصدر لـ»البناء» على أن رئيس الحزب وليد جنبلاط أعلن لائحة مرشحين متنوعة وفق العنوان الذي تقتضيه المرحلة وقال للجميع: تريدون شخصية تمتلك قدرة على ضبط الوضع الأمني هناك قائد الجيش العماد جوزاف عون، أو لديه رؤية اقتصادية فهناك جهاد أزعو، ورؤية دستورية صلاح حنين». ولفت الى أن «انتخاب رئيس بلا تغطية مسيحية وتغطية سعودية سنستعيد تجربة الرئيس ميشال عون وتمدّد سياسة المقاطعة والحصار والعقوبات والفشل والانهيار».
وعن إمكانية تغير موقف اللقاء الديمقراطي من ترشيح فرنجية، قال المصدر: «نقدر ونحترم موقع فرنجية العروبي والوطني وتشاركنا معه بالجبهة اللبنانية، لكن نقارب مسألة الرئاسة من منطلق وطني لا شخصي».
وكشفت المصدر أن «جنبلاط قال للفرنسيين: شكلوا لفرنجية كتلة نيابية مسيحية لكي تتأمن تغطية مسيحية واقنعوا السعودية به عبر ضمانات سياسية وأمنية على الصعيد الإقليمي ومن ثم ندير هذا الخيار في الداخل»، لكن لا ترى المصادر أن التفاهم الإيراني – السعودي بدأ بالانعكاس حتى الآن على لبنان، ولا زال التصعيد سيد الموقف بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان الى مارون الراس وتوجيه رسائل الى «إسرائيل» والولايات المتحدة».
وعلمت «البناء» أن الأميركيين يسعون عبر حلفاء لهم في لبنان على تسويق اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، لكن وصوله الى بعبدا يواجه العقدة الدستورية ورفض أطراف مسيحية لا سيما التيار الوطني الحر وكذلك القوات اللبنانية التي ربطت موافقتها على ترشيح قائد الجيش ببرنامج عمله وسياساته في عدد من الملفات. كما يلقى قائد الجيش دعم قطر ومصر.
وحضت الولايات المتحدة البرلمان اللبناني على انتخاب رئيس للجمهورية بعد مرور ستة أشهر على شغور المنصب الأول في هذا البلد الغارق في جمود سياسي وأزمة اقتصادية طاحنة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان «الولايات المتحدة تدعو القيادات السياسية في لبنان الى التحرك بشكل عاجل لانتخاب رئيس لتوحيد البلاد وإقرار الإصلاحات المطلوبة على وجه السرعة لإنقاذ الاقتصاد من أزمته». وأضاف «على قادة لبنان عدم وضع مصالحهم وطموحاتهم الشخصيّة فوق مصالح بلدهم وشعبهم». وأعرب ميلر عن «اعتقاد الولايات المتحدة بأن لبنان يحتاج إلى رئيس متحرّر من الفساد وقادر على توحيد البلاد وتنفيذ إصلاحات اقتصادية أساسية على رأسها تلك المطلوبة لتأمين اتفاق على برنامج مع صندوق النقد الدولي». وأكد ميلر أن «الحلول لأزمات لبنان السياسية والاقتصادية يمكن أن تأتي فقط من داخل لبنان وليس المجتمع الدولي».
وزارت السفيرة الأميركية دوروثي شيا رئيسَ مجلس النواب نبيه بري في عين التينة. ولفتت مصادر سياسية لـ»البناء» الى أن «الولايات المتحدة تراقب ماذا سيفعل الفرنسيون في الملف الرئاسي، لكنهم غير مرتاحين للتفاهم الإيراني – السعودي».
الى ذلك عاد السفير السعودي وليد البخاري الى لبنان عائداً من السعودية، حيث قصدها لقضاء عطلة عيد الفطر. ووفق معلومات «البناء» فإن السفير السعودي لم يطلب أي موعد من المرجعيات السياسية حتى الساعة»، مشيرة الى أن «السعودية تتحفظ على دعم تسوية برئيس للجمهورية محسوب على حزب الله لكن قد تذهب الى تسوية بعد تبلور التفاهمات الاقليمية». ولفتت الى أن «الموفد القطري لن يتحرك على خط الملف الرئاسي قبل تلقي الإشارة السعودية وتبلور ظروف التفاهمات في المنطقة».
واستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سفير قطر في لبنان ابراهيم بن عبد العزيز السهلاوي، وتمّ خلال اللقاء بحث الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
الى ذلك وفي ما يشهد الشارع هدوءاً حذراً بسبب استقرار سعر صرف الدولار، نفذ السائقون العموميون تحركاً احتجاجياً، حيث قطعوا عدداً من الطرق في بيروت، مطالبين الحكومة بتسعيرة موحّدة جديدة لهم وبوقف المنافسة غير الشرعية. وتسبب قطع اوتوستراد شارل الحلو أمام تمثال المغترب بزحمة سير خانقة في المحلة.
على صعيد آخر، أعلنت «توتال إنيرجيز» في بيان أنها «وقّعت بالتوافق مع شريكتيْها «إيني» «وقطر للطاقة» عقدًا ثابتاً مع Transocean لاستخدام منصّة الحفر التي ستقوم بحفر بئر استكشافيّة في الرّقعة رقم 9 قبالة سواحل لبنان، في أقرب وقت ممكن في العام 2023». وقالت «مع وصول الفرق، هذه خطوة رئيسيّة جديدة في التحضير للعمليّات. سوف تبحر منصّة الحفر «Transocean Barents» نحو لبنان، عند إنتهاء عمليّاتها الحاليّة في بحر الشمال البريطاني».
********************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
الرئاسة: جمود بسبب صمت الرياض
الصمت السعودي مستمر وإرباك لدى حلفاء فرنجية وخصومه
الصمت السعودي المتواصل بشأن الملف الرئاسي، بات ينطبق أيضاً على الأميركيين. فيما فرنسا تصر على مبادرتها القائمة على تسوية تأتي بسليمان فرنجية رئيساً للجمهورية ونواف سلام رئيساً للحكومة. وقد جدد المستشار الأول في قصر الإليزية باتريك دوريل هذا الموقف أمام عدد من الشخصيات اللبنانية وجهات معنية بالملف، فيما كان لافتاً إلغاء الاجتماع الذي كان متوقعاً للجنة الخماسية الخاصة بلبنان، وسط تقديرات تتراوح بين وقوف السعودية وراء ذلك لرفضها إعطاء القطريين والمصريين دوراً في الملف، وبين رفض باريس عقد اجتماع تعرف مسبقاً أنه سيصار خلاله إلى التشويش على مبادرتها، مفضّلة حصر البحث مع الجانب السعودي، بعلم الأميركيين.
وفيما كان كثيرون في لبنان ينتظرون عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت للاستماع إلى جديد السعودية، لم يُسجّل أي لقاء خاص للسفير البخاري ولم يصدر عنه أي موقف، وقال بعض النواب الذين تربطهم علاقات جيدة مع السفارة السعودية في بيروت إنهم لم يتلقوا أي إشارة إلى موقف الرياض في ضوء الحراك الفرنسي الأخير.
وبحسب مصادر معنية بالمفاوضات، فإن السعودية أبلغت الجانب الفرنسي أنها لا تضع فيتو على فرنجية، لكنها لن تخوض معركة إيصاله إلى القصر الجمهوري، وبالتالي لا ينبغي توقّع أن تبادر الرياض إلى الضغط على حلفائها في لبنان للسير في التسوية. وأضافت المصادر نفسها أن الموقفين السعودي والأميركي متطابقان لجهة عدم الدخول في لعبة الأسماء ولا حتى لعبة المواقف النهائية. وفسر متابعون هذه السياسة بأنها إشارة إلى عدم اكتمال عناصر التسوية. وأن ردود الفعل العنيفة من حلفاء الرياض ضد التسوية تشير إلى رغبتهم في أن تستخدم السعودية لإبلاغ فرنسا استحالة التسوية.
وتؤكد المصادر أن النقاش بين الفرنسي - السعودي - الأميركي حول التسوية لم يتوقف، وأن هناك الكثير من البنود التي يطرحها الطرفان الأميركي والسعودي تتعلق بمستقبل الحكم في لبنان، خصوصاً لجهة البرامج والسياسات المفترض اعتمادها من قبل الحكومة، وبما خص منح الحكومة وضعية تمنع تعطيلها من أي فريق غير راغب بالإصلاحات. وأشارت إلى أن كلام فرنجية الأخير عن أن الثلث الضامن سيظل موجوداً في الحكومة، وأن ملفات أمنية وعسكرية ومالية ونقدية لا يمكن البت بها إلا بعد تشكيل حكومة جديدة، يحمل في طياته نوعاً من الرد على المطالبات الغربية له بإعطاء ضمانات بما خص هذه الملفات منذ الآن.
وسط هذه المناخات، كانت مبادرة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب لفتح قنوات حوار بين القوى السياسية المختلفة على الملف الرئاسي. وهو التقى لهذه الغاية البطريرك الماروني بشارة الراعي والرئيس نبيه بري ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وسيلتقي شخصيات أخرى في الأيام القليلة المقبلة.
وقال بو صعب إنه لم يحمل مقترحاً مباشراً يتعلق بالرئاسة لمعرفته بمواقف هذه الجهات من الترشيحات، لكنه ركز على أنه في ظل التغييرات الكبيرة التي تحصل في المنطقة والتي تتجه صوب تحقيق مصالحات وتسويات بين الأطراف الكبيرة، يتوجب على اللبنانيين إيجاد طريقة لكسر القطيعة القائمة الآن بين مختلف القوى السياسية. وأثار بو صعب الأمر من زاوية أنه يتوجب على القوى السياسية كافة كسر القطيعة والبحث عن إطار للتواصل والحوار حتى ولو لم يكن هناك اتفاق على اسم رئيس الجمهورية، وقد ثبت له استمرار الرفض الكامل من جعجع وباسيل لترشيح فرنجية، مقابل تمسك ثنائي أمل وحزب الله به.
وتزامنت حركة بو صعب مع مواقف أتت بداية على لسان رعد الذي أكد أن "الحزب منفتح على التوافق ويريد الحوار للاتفاق على رئيس"، وموقف آخر لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أعلن فيه أنه "لن يتدخل بعد الآن في طرح الأسماء أو ترشيح أحد".
وقالت مصادر مواكبة إن الحراك الذي يقوم به بو صعب يأخذ في الاعتبار بعض العناصر، منها:
- زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت، وتأكيده عدم حصول أي تبدل في موقف طهران بشأن الملف الرئاسي لجهة اعتباره ملفاً لبنانياً، وأن حزب الله هو الموكل اتخاذ القرار الذي يناسبه.
- زيارة الوفد القطري الذي وصل قبلَ أيام إلى بيروت للقيام بجولة على القوى السياسية. وهي الزيارة الثانية في غضون أقل من شهر، علماً أنها "لم تحمِل جديداً أو أي طرح استثنائي بشأن الملف الرئاسي"، بل هي "استكمال للزيارة الأولى الاستطلاعية"، كما قالت مصادر مطلعة، أشارت إلى أنه "ليس في جعبة الدوحة ما هو منفصل عن الموقف السعودي، أو على الأقل لم تكشف عنه بعد، لكنها تحاول تهيئة الأرضية لشيء ما، مستغلة علاقاتها المفتوحة مع كل الأطراف السياسية"، مع إشارة لافتة إلى لقاءات خاصة يعقدها الوفد القطري مع قيادة حزب الله.
- تأكيد المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل أمام من تواصل معهم الموقف الفرنسي من التسوية وفرنجية باعتباره المرشح الجدي الوحيد حتى الآن والخيار المتاح في ظل عدم قدرة الأطراف الأخرى، وتحديداً القوى المسيحية، على التوحد خلف مرشح، لكن باريس ما زالت في انتظار الموقف السعودي.
********************************
افتتاحية صحيفة النهار
واشنطن تتمايز عن باريس و”حل من الداخل”
ما بين وساطتين محلتين يسعى صاحب الأولى منهما النائب الياس بو صعب بصفته نائب رئيس #مجلس النواب الى اختراق الانسداد النيابي والسياسي بحوار نيابي فشلت الدعوة اليه مرات، فيما يسعى النائب غسان سكاف الى دفع الجهود لتوصل المعارضة الى التوحد حول مرشحها متوقعا ذلك في نهاية الأسبوع الحالي، لم تظهر بعد معالم أي اختراق وشيك في الانسداد العام من شأنه ان ينهي شغورا رئاسيا بدأ شهره السابع في بداية أيار ولا افق ملموسا بعد لانتخاب من يملأه. ولذا لم يكن غريبا ان يثير احدث المواقف الأميركية من الازمة الرئاسية اللبنانية الكثير من الاهتمام والتركيز على قراءة دلالاته، اذ بدا موقفا مدروسا بعناية استثنائية وليس مجرد ترداد لادبيات ومبادئ عامة. ذلك ان الخارجية الأميركية اختارت على نحو لافت مناسبة مرور ستة اشهر على بدء الشغور الرئاسي في لبنان، وأصدرت بيانا يمكن القول ان ابرز ما تضمنه لا يتلاقى والكثير من توجهات “المبادرة الفرنسية” بل لعله يبدو اقرب الى ما ينسب الى موقف المملكة العربية السعودية. كما ان الميزة اللافتة للغاية التي تستقطب الاهتمام في البيان الأميركي الجديد تتمثل في الحض بقوة على حل “من داخل لبنان وليس من المجتمع الدولي” لانتخاب رئيس “متحرر من الفساد وقادر على توحيد البلاد”.
اكتسب البيان أهميته اذن من حض #الولايات المتحدة البرلمان اللبناني على انتخاب رئيس للجمهورية بعد مرور ستة أشهر على شغور المنصب الأول في هذا البلد الغارق في جمود سياسي وأزمة اقتصادية طاحنة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في البيان ان “الولايات المتحدة تدعو القيادات السياسية في لبنان الى التحرك بشكل عاجل لانتخاب رئيس لتوحيد البلاد وإقرار الإصلاحات المطلوبة على وجه السرعة لإنقاذ الاقتصاد من أزمته”. وأضاف “على قادة لبنان عدم وضع مصالحهم وطموحاتهم الشخصية فوق مصالح بلدهم وشعبهم”. وأعرب ميلر عن “اعتقاد الولايات المتحدة بأن لبنان يحتاج إلى رئيس متحرر من الفساد وقادر على توحيد البلاد (…) وتنفيذ إصلاحات اقتصادية أساسية على رأسها تلك المطلوبة لتأمين اتفاق على برنامج مع صندوق النقد الدولي”. وأكد ميلر أن “الحلول لأزمات لبنان السياسية والاقتصادية يمكن أن تأتي فقط من داخل لبنان وليس من المجتمع الدولي”.
المفارقة السلبية التي واكبت صدور الموقف الأميركي الأخير تمثلت في بروز المزيد من تداعيات الازمة التي تتفاقم على مختلف المستويات، وكان من فصولها الديبلوماسية الأخيرة غياب وتغييب لبنان كليا عن الاجتماع الخماسي لوزراء خارجية عرب في عمان خصص للبحث في الازمة السورية وجوهرها ازمة النازحين السوريين في دول الجوار، فيما لم يحظ لبنان باي التفاتة عملية لاشراكه او كلامية للتنويه بانه البلد الأكثر تحملا لاعباء ازمة النازحين السوريين. ولم تنجح حتما وزارة الخارجية والمغتربين في بيان أصدره المكتب الاعلامي في الوزارة في تبرير هذا الغياب او التغييب اذ حاولت تمرير “العتب الضمني” ولو انها عمدت الى “الترحيب بالإجتماع وتثمين إتّصال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي بنظيره اللبناني الدكتور عبدالله بوحبيب لوضعه في خلفيات ونتائج الإجتماع الوزاري، حيث سبق أن أعلمه خلال زيارة الوزير بو حبيب مؤخراً إلى عمّان أن الدعوة محصورة بدول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى كل من مصر والأردن والعراق، الذين يجتمعون عادةً بصورة دورية”. وذكرت “بإنّ لبنان الدولة الجارة لسوريا يتحمل، منذ 12 عامًا، عبئًا رئيسيًا في مسألة النزوح وهو جاهز للمشاركة وللمساهمة في الحل بالتنسيق مع الأفرقاء المعنيين، خاصةً الأشقاء العرب. فكما ساهم لبنان في تحمّل أعباء النزوح إنطلاقًا من العلاقات الأخوية بين البلدين، يضع اليوم امكاناته للدفع قدمًا بإتّجاه حل عربي شامل وجامع. فغياب لبنان عن المساهمة في جهود حلّ الأزمة السورية، لا سيّما مسألة النزوح، يعمّق تحدياته بما لا يرغب فيه الأشقاء العرب”.
تحرك بو صعب
اما في مناخ الملف الرئاسي فان تحرك النائب #الياس بوصعب بجولته على القوى السياسية والمرجعيات أدرجت في اطار السعي الى استجماع الموافقات على إعادة تحريك موضوع الحوار البرلماني لايجاد مخارج للازمة الرئاسية وان وساطته هذه لا تتصل بموقعه ضمن “تكتل لبنان القوي”. ووسع بو صعب تحركه فزار امس بكركي وأوضح بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي “اننا نحاول ايجاد قواسم مشتركة والحوار مهم لايجاد مخارج داخلية للازمة التي نحن فيها” وأبدى أسفه “لأن المسؤولين الذين يتعاطون في الملف الرئاسي غير مهتمين بعامل الوقت”، معتبرا اننا “لم نصل بعد الى مرحلة الاسماء لأن الافرقاء وانطلاقا من مبادرة البطريرك لم يتوصلوا الى اسم مشترك يطرح للرئاسة”، واكد ان “الامور يجب ان تبدأ بالحوار”. كما زار مركز كتلة “تجدد” في سن الفيل حيث التقى النائبين ميشال معوض وفؤاد مخزومي موضحا انه وضعهما “في الأفكار المتداولة وسمعت ردود الأفعال ويمكنني القول انني لمست تقاربا بيننا في هذه المرحلة والمنطقة آتية على تغيير وانفتاح”. وقال معوض ان “منطلق مبادرة بو صعب سليم ونكرر ان اي حل مبني على منطق استعادة الدولة والشراكة والحلول الاساسية نحن معه”. ومساء زار بوصعب معراب والتقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في حضور النائب ملحم رياشي ووصف لقاءه مع جعجع بانه “مميز ولمست انفتاحاً ويمكن ان اقول أن هناك قواسم مشتركة جعجع حريص عليها”.
بكركي
وعقب استقبال البطريرك الراعي لبو صعب نقل عن مصادر بكركي أنّ الحوار بين الأفرقاء السياسيين يكون داخل البرلمان بالذهاب لجلسات متتالية ومفتوحة حتى انتخاب رئيس. وقالت هذه المصادر “ليس صحيحاً أن الأزمة الرئاسية مسيحية بامتياز إنما هي وطنية ومسؤولية الجميع وثمة أفرقاء يعرقلون انتخاب رئيس”. ولفتت المصادر إلى “أن لا فيتو على أحد وحتّى على رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية”، مضيفةً “عندما تحدث الراعي عن مواصفات الرئيس بأنه يجب أن يكون فوق كل الأحزاب قصد بذلك أنه وإن كان حزبياً عليه أن ينسى حزبه عندما يصبح رئيساً ويتصرف كرئيس لجميع اللبنانيّين”.
ودعا “تكتل لبنان القوي” القوى البرلمانية الى “القيام بكل ما يلزم لإنتخاب رئيس للجمهورية والتوقّف عن المكابرة واجراء الحوار الجدّي للوصول الى اتفاقٍ على البرنامج الانقاذي وعلى رئيسٍ يرعى تنفيذه، وبالتالي عدم إنتظار الخارج الذي عبر بأشكال مختلفة عن ان الاستحقاق الرئاسي لبنانيٌ وعلى اللبنانيين ان يتحمّلوا المسؤولية بخصوصه وفقاً لما صدر عن عددٍ من وزارات الخارجية في العالم”. ونبه الى “أنه كلما تأخر الإتفاق بين اللبنانيين على إنتخاب الرئيس المؤهل كلما تعمّق الإنهيار وتفككت مفاصل الدولة، وإرتفع منسوب المخالفات الدستورية والقانونية التي تقوم بها حكومة تصريف الأعمال”.
اما في التحركات المتصلة بالازمة المعيشية فنفّذ “تجمع السائقين العموميين في كل لبنان” اعتصاما امس في ساحة رياض الصلح في بيروت،احتجاجا على ما وصفوه “استمرار الفوضى في هذا القطاع وتردي الاوضاع المعيشية”. وأقدم المعتصمون على قطع الطريق في رياض الصلح ، ووسعوا ساحة تحركهم وقطعوا الطريق امام بيت الكتائب المركزي ثم امام تمثال المغترب. كما قطعت مجموعة أخرى من السائقين، الطريق المؤدي الى الحمرا عند تقاطع مصرف لبنان فيما تولت مجموعة أخرى قطع أوتوستراد جونية – بيروت . وتسبب قطع الطرق بزحمة سير خانقة استمرت حتى ساعات المساء .
**********************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
ماكرون يتراجع وضغط أميركي لإنجاز الاستحقاق قبل نهاية حزيران
بانتظار مَن يُبلغ فرنجية… GAME OVER
في تطوّر ستكون له تردّدات، علمت “نداء الوطن” أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أقرّ بإستحالة تسويق رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية بعد إنسداد إمكانية إحداث اختراق في الموقف السعودي، على الرغم من محاولات قام بها السفير الفرنسي السابق في لبنان إيمانويل بون، وبعد سقوط المحاولات السابقة التي قام بها مستشاره باتريك دوريل، ولذلك بدأ مع فريق عمله إجراء مراجعة للدور الفرنسي حول موضوع الرئاسة اللبنانية.
ونقلت مصادر في العاصمة الفرنسية عن مسؤولين في الإليزيه أن المقال الذي نشر امس في صحيفة “لو فيغارو” بقلم الكاتب والجيوسياسي الفرنسي رينو جيرار، إستفز ماكرون شخصياً، بحيث سارع الى إبلاغ مساعديه بضرورة البحث سريعاً عن البديل عن فرنجية، خوفاً من إنضاج تفاهم دولي إقليمي حول الرئيس العتيد، دون الأخذ بالإعتبار أي مشاركة فرنسية في هذا التفاهم.
وجاء في المقال أنه “ممّا أثار دهشة الإصلاحيين اللبنانيين، أنّهم علموا أن فرنسا كانت تشجّع سرّاً ترشّح سليمان فرنجية (إقطاعي تقليدي، متحالف تماماً مع محور دمشق – طهران) لمنصب رئيس الجمهورية، وتطلب من السعوديين إقناع النواب اللبنانيين السنّة بذلك”. وتساءل الكاتب: “أليس من السذاجة أن تصدّق فرنسا أنّ فرنجية سيحافظ على وعده بتشجيع الإصلاح، بذريعة أنه صريح؟”.
أثناء ذلك، لم يستمر طويلاً الانطباع الذي لاح في الايام الماضية، حول ركود خيّم على الاستحقاق الرئاسي، بعد موقف من الخارجية الاميركية في بداية الشهر الجاري، مقترناً بتحرّك للسفيرة الاميركية دوروثي شيا، ومتزامناً مع معطيات غير معلنة حول ما جرى في اللقاء الخماسي العربي الاخير في عمان.
واقترن هذا التحريك للاستحقاق بعنوانين رئيسيّين هما: إنتخاب رئيس جديد قبل نهاية حزيران القادم، وان يكون الرئيس المقبل “متحرراً من الفساد وقادراً على توحيد البلاد،” كما قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، الأمر الذي يعني ان مرشح الممانعة فرنجية خارج هذه المواصفات. فهل هناك من سيأخذ على عاتقه إبلاغ الاخير أن “اللعبة قد انتهت” أي GAME OVER، خصوصاً أن “حزب الله” ينتظر فرنسا لتقوم بالمهمة، فيما فرنسا تتوقع ذلك ممن رشحه لبنانياً أي الرئيس نبيه بري؟
في المعلومات حول تحرّك السفيرة الاميركية الذي ترافق مع البيان الذي أذاعه ميلر، ودعا فيه القيادات السياسية في لبنان للتحرك “بشكل عاجل”، لانتخاب رئيس “لتوحيد البلاد وإقرار الإصلاحات المطلوبة على وجه السرعة لإنقاذ الاقتصاد من أزمته”، ان الديبلوماسية الاميركية خلال إجتماعها امس بالرئيس بري حثت على إنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل نهاية حزيران المقبل حيث يصادف إنتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وكان موقف الرئيس بري الذي سمعته شيا، انه (أي بري) يرفض حصول فراغ حاكمية المركزي بما يؤدي الى قيام النائب الاول الشيعي وسيم منصوري بتصريف الاعمال، ما يعني ان هناك تزكية من رئيس البرلمان للجهود بالتعجيل في ملء الشغور في منصب الرئاسة الاولى.
وتأتي هذه “الهبّة” الرئاسية الاميركية الجديدة بعد أسبوع على الرسالة الخاصة التي بعث بها اخيراً رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي روبرت مانديز، والعضو البارز في اللجنة جايمس ريتش إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، وتضمنت للمرة الاولى إنتقاداً لدور الرئيس بري في إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
وفي سياق متصل، إنطلقت مساعي “ترسيم” حدود المواقف من الانتخابات الرئاسية، تولاها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، الذي ينسق مع الرئيس بري، على الرغم من ان علي حمدان المستشار الاعلامي لبري نفى ان يكون تحرك بو صعب قد تم بتكليف من رئيس البرلمان.
تحرّك بو صعب إنطلق نهاية الاسبوع الماضي، بلقاء رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” التابعة لـ”حزب الله” النائب محمد رعد، وواصله امس بزيارات متتالية بدءاً بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، ثم ّ كتلة “تجدّد”، ثم رئيس تكتل “لبنان القوي” جبران باسيل، وأخيراً رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، على ان يزور اليوم رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميّل. ووصف بو صعب جولته بـ”الاستكشافية”.
في عمان، إنعقد اول من امس اجتماع جديد حول سوريا بمشاركة وزراء خارجية كل من سوريا والأردن والسعودية والعراق ومصر، إضافة الى الاردن الدولة المضيفة. وإذ خلا البيان الختامي من أية إشارة الى لبنان تحديداً، إلا انه حضر بحسب المعلومات، في إطار مناقشة ملف النازحين السوريين. وأفادت المعلومات ان موضوع الانتخابات الرئاسية اللبنانية، جرى طرحه في إطار عرض الحلول للازمات التي يعانيها لبنان، ومن ضمنها تحمّله عبء إستضافة أكثر من مليونيّ نازح. وكان لافتاً ان تتردد في مناقشات عمان، فكرة إنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل نهاية الشهر المقبل، كما تطالب أيضاً الولايات المتحدة.
وفي بيروت، من المتوقع ان يستأنف سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري اليوم تحركاته بعد إجازة الفطر، فيما إستقبل امس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سفير دولة قطر في لبنان ابراهيم بن عبد العزيز السهلاوي، وسط معلومات ان موفداً قطرياً موجود حالياً في لبنان لمواكبة المساعي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.
*********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنان يطلق حملة «مسح وطنية» لتعداد النازحين السوريين
«القوات» يتعهد منع دمجهم… والبلديات تطبّق إجراءات استثنائية
أطلقت وزارة الداخلية اللبنانية حملة مسح وطنية لتعداد وتسجيل النازحين السوريين وتسجيلهم، ضمن إجراءات جديدة لضبط عملهم وتحديد من يوجد في لبنان بصورة قانونية، وذلك في ظل نقاشات سياسية، وضغط أحزاب لبنانية لإعادة النازحين إلى بلادهم.
ووجّه وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، كتاباً إلى المحافظين ومن خلالهم إلى القائمقامين والبلديات والمخاتير في القرى التي لا توجد فيها بلديات ويوجد فيها نازحون سوريون، لإطلاق حملة مسح وطنية لتعداد وتسجيل النازحين السوريين، والقيام بتسجيل كل المقيمين، والطلب إلى المخاتير عدم تنظيم أي معاملة أو إفادة لأي نازح سوري قبل ضم ما يُثبت تسجيله، والتشدد في عدم تأجير أي عقار لأي نازح سوري قبل التثبت من تسجيله لدى البلدية وحيازته إقامة شرعية في لبنان، وكذلك إجراء مسح ميداني لجميع المؤسسات وأصحاب المهن الحرة التي يديرها النازحون السوريون والتثبت من حيازتهم التراخيص القانونية. كذلك، وجّه مولوي كتاباً إلى وزارة العدل آملاً التعميم على كُتّاب العدل كافة بعدم تحرير أي مستند أو عقد لأي نازح سوري دون بيان وثيقة تُثبت تسجيله في البلدية.
وتوجّه مولوي إلى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين آملاً التجاوب بإقفال ملفات النازحين السوريين الذين يعودون إلى بلادهم طوعاً و«إخطار مفوضية الأمم المتحدة بذلك وعدم إعادة فتح ملفاتهم حتى لو عاودوا الدخول إلى لبنان، وإفهام النازحين السوريين أن ورقة اللجوء لا تعد إقامة، وتزويد المديرية العامة للأمن العام بـ(داتا) مفصّلة للنازحين السوريين»، حسبما ذكرت وزارة الداخلية.
وتتزامن الإجراءات الجديدة مع تصاعد الحملة السياسية والتحركات الحكومية لإعادة اللاجئين. وتعهد حزب «القوات اللبنانية» بـ«وضع كل الضوابط القانونيّة لمنع دمج النازحين السوريين»، حيث قال رئيس لجنة «الإدارة والعدل» في البرلمان النائب جورج عدوان، إن «موضوع النازحين وطني، والجميع معنيّ به»، مشيراً في تصريحات لقناة «إم تي في» التلفزيونية إلى «أننا كمجلس نيابي علينا وضع كلّ القوانين التي تمنع كلّ أشكال الدّمج، ويجب التعاون مع الجميع». وتمنى عدوان، وهو قيادي في «القوات اللبنانية»، على الدول العربيّة «اشتراط عودة النازحين إلى بلدهم قبل عودة سوريا إلى الجامعة العربية».
وبعدما كان «التيار الوطني الحر» في صدارة المطالبين بإعادة النازحين، انضمت قوى سياسية أخرى إلى الحملة، بينها «القوات» و«الكتائب اللبنانية»، إضافةً إلى مرجعيات كنسية لبنانية أكدت أن وجود النازحين أضاف أعباء إضافية على المجتمع اللبناني الذي يعاني أصلاً من الضغوط المعيشية والأزمة الاقتصادية.
وطالبت مطرانية الفرزل وزحلة والبقاع للطائفة الكاثوليكية، في بيان، السلطات اللبنانية، بـ«المسارعة إلى إجراء مسح دقيق وشامل لغير اللبنانيين المقيمين على الأراضي اللبنانية، وتحديداً للنازحين السوريين، للتعرف على كيفية دخولهم إلى لبنان ومبرر وجودهم فيه». كما طالبت بدعوة غير اللبنانيين الموجودين في لبنان بقصد العمل، بمن فيهم العمال الموسميون في قطاعي الزراعة والبناء وغيرهما، إلى «قوننة وجودهم وعملهم في لبنان والتشديد على ضرورة التزامهم القوانين النافذة التي ترعى شؤونهم، ودفع الضرائب والرسوم المتوجبة عليهم».
وأضافت: «بالنسبة إلى النازحين الذين دخلوا لبنان لأسباب أمنية، ويقيمون في مخيمات، وترعى شؤونهم الهيئات والمنظمات الدولية، من الضروري تسجيل أسمائهم في سجلات خاصة وفق القرارات التنظيمية تمهيداً لمساعدتهم على العودة إلى ديارهم، وقد استقر الأمن في غالبية المناطق السورية». وطالبت بترحيل كل مقيم، بغضّ النظر عن جنسيته، موجود على الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية ولا يملك أوراقاً ثبوتية، وتسليمه إلى سلطات بلاده.
*********************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
وقت ضائع إنتظاراً لحلّ قريب.. وشهرحاسم أمام الحاكمية
تبدو هذه المرحلة أشبَه بفترة من الوقت الضائع سيليها حتماً وقريباً إنجاز الاستحقاق الرئاسي، فما كتب قد كتب وما يقوم به بعض القوى والشخصيات من تحركات لا يعدو كونه محاولة لإمرار هذه المرحلة او محاولة يائسة لإحداث تغيير في المكتوب الذي اقترب من ان يعرفه الجميع. ولكن في انتظار ذلك يستمر الاستنزاف السياسي والاقتصادي والمالي والمعيشي الذي تستمر المعالجات قاصرة عن وقفه، فيما ملف النازحين الذي يفاقم هذا الاستنزاف بدأ يتحرك بقوة وسط تولّد اقتناع جامع بوجوب معالجته، وقد بدأ المدير العام للامن العام بالوكالة العميد الياس البيسري تحضير خطوات تنفيذية قريبة في اطار العودة الطوعية للنازحين في انتظار الحل الشامل.
كان التطور الخارجي البارز أمس على صعيد الاستحقاق الرئاسي دعوة اميركية تستعجل مجلس النواب اللبناني انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
فبعد أيام على الرسالة التي وجهتها لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميركي الى الرئيس الاميركي جو بايدن وناشدته التدخل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان وتحميل المسؤولية لمعرقلي العملية الدستورية «حَضّت الولايات المتحدة البرلمان اللبناني على انتخاب رئيس للجمهورية بعد مرور ستة أشهر على شغور المنصب الأول في هذا البلد الغارق في جمود سياسي وأزمة اقتصادية طاحنة».
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان استنسخ أجزاء ومقاطع حرفية وكاملة من رسالة الكونغرس: «الولايات المتحدة تدعو القيادات السياسية في لبنان الى التحرك بشكل عاجل لانتخاب رئيس لتوحيد البلاد وإقرار الإصلاحات المطلوبة على وجه السرعة لإنقاذ الاقتصاد من أزمته». وأضاف: «على قادة لبنان عدم وضع مصالحهم وطموحاتهم الشخصية فوق مصالح بلدهم وشعبهم».
وأعربَ ميلر في البيان عن «اعتقاد الولايات المتحدة بأن لبنان يحتاج إلى رئيس متحرر من الفساد وقادر على توحيد البلاد وتنفيذ إصلاحات اقتصادية أساسية على رأسها تلك المطلوبة لتأمين اتفاق على برنامج مع صندوق النقد الدولي». وأكد أنّ «الحلول لأزمات لبنان السياسية والاقتصادية يمكن أن تأتي فقط من داخل لبنان وليس المجتمع الدولي».
اما في التطور الداخلي في شأن الاستحقاق الرئاسي فكان ما أكّدته مصادر «الثنائي الشيعي» لـ«الجمهورية» من انه «وخلافاً لتقديرات البعض ولقراءته المغلوطة في مجريات زيارة وزير الخارجية الإيراني امير حسين عبداللهيان لبيروت، فإنّ حركة «امل» و«حزب الله» لا يزالان متمسّكين اكثر من اي وقت مضى بدعم ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، في اعتباره حق ديموقراطي لكتلتين وازنتين، مع حرصهما على إبقاء باب الحوار مفتوحاً مع القوى الأخرى لمحاولة التفاهم على مقاربة مشتركة للاستحقاق الرئاسي، متى اقتنعت القوى الرافضة للحوار حتى الآن بجدواه وضرورته».
ونفت هذه الاوساط نفياً قاطعاً «ان يكون الوزير الإيراني قد طرح على الثنائي الشيعي تخفيف دعمه لفرنجية تمهيداً لتسوية على اسم آخر، كما روّج بعض المُبصرين في فنجان الزيارة»، مؤكدة انّ عبداللهيان «لم يخض في تفاصيل هذا الاستحقاق الذي يعتبره شأناً لبنانياً، خصوصاً انّ طهران تثق في إدارة الحزب والحركة للملف على قاعدة أنهما الأدرى بشعاب مكة والاقدر على تحديد الموقف المناسب».
حوار بين الكتل
وفي غضون ذلك زارت السفيرة الاميركية دورثي شيا أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، واستعرضت معه الأوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية والعلاقات الثنائية.
وجاء هذا اللقاء غداة آخر طويل عقدته مساء الاثنين الفائت مع نائب رئيس المجلس الياس بو صعب وبحثت معه في حصيلة ما أجراه حتى الآن من محادثات في جولته التي بدأها على رؤساء الكتل النيابية والهَدف الذي قصده وما هو متوقع منها.
وقد واصَل بو صعب أمس جولته على القيادات الروحية والكتل النيابية. فالتقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والمرشح النائب ميشال معوض، قبل ان يزور مساء رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع على ان يلتقي غداً رئيس حزب الكتائب سامي الجميل.
وعلى هامش الجولة التي كان قد بدأها بلقاء رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، قالت مصادر واكَبت جولة بو صعب لـ«الجمهورية» انه قرر القيام بهذه الجولة بالتنسيق مع بري من اجل التسويق للدعوة إلى الحوار بين رؤساء الكتل النيابية بغية التوصّل الى صيغة تفتح الطريق الى ترطيب الأجواء تمهيداً لدعوة المجلس النيابي الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية.
ولفتت المصادر عينها الى انّ بوصعب لا يحمل مبادرة معينة بمقدار ما يقدّم عرضاً للتطورات يقود الى ضرورة إحياء الدعوة الى الحوار بغية التوصّل الى تحديد الخطوات المقبلة المتصلة بالاستحقاق الرئاسي.
وبعد لقائه مع جعجع وصف بو صعب الإجتماع بـ«المميز، ولا سيما بعد المعلومات المتداولة في الاعلام التي توحي بأننا سنصِل الى حائط مسدود، وبالتالي عدم متابعة المهمة». واذ أكد انّ «اللقاء كان جيداً»، لفت الى انه لمسَ من جعجع «انفتاحاً وحرصاً على القواسم المشتركة بين اللبنانيين ولو انّ لديه مواقف ووجهة نظر مختلفة في امور معينة».
مرشح جديد
وفي وقت متزامِن كان النائب غسان سكاف قد واصَل جولته على رؤساء الاحزاب والقيادات المعارضة في جولة هي الثانية بعد الاولى التي اختتمها قبل اسبوعين تقريباً، بغية البحث عن توافق حول مرشح جديد للمعارضة يمكنه ان ينال ولو صوتاً اضافياً واحداً لما ناله النائب ميشال معوض. وذلك من لائحة ضمّت عشرة مرشحين من الأسماء المتداولة والتي كانت على لائحة موفد البطريرك الماروني المطران انطون ابي نجم الى القيادات المسيحية. وهو تمنّى على مَن التقاهم اختيار اسم او اسمين او ثلاثة تمهيداً لاختيار مَن يتوافر الإجماع عليه في نهاية الجوجلة المرتقبة.
وأكد سكاف امس انّ جولته الثانية اقتربت من ان تنتهي، وسيكون للمعارضة مرشح جدي قبل نهاية الأسبوع الجاري. ولفتت مصادره الى أنه بقي عليه ان يلتقي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قبل ان يلتقي البطريرك الراعي في نهايتها.
لا تنافس
وفي الوقت الذي اعتبر سكاف انّ مبادرته «ليست ضد المرشح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية»، لفتَ الى انها تشجع على «الإسراع في إنجاز الاستحقاق». وعن التزامن بين جولته الثانية والحركة التي بدأها النائب بو صعب على الخط عينه، أكد أن «كل المبادرات مطلوبة اليوم من أي شخص وليس هناك تنسيق ولا حتّى تنافس بين المبادرتين».
البخاري والسهلاوي
تزامناً مع الحراك الذي بدأه السفير القطري في بيروت إبراهيم بن عبد العزيز السهلاوي بلقاء عقده مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي قبل ظهر امس، ينتظر ان يكون للسفير السعودي وليد البخاري تحرّك بارز بعدما أمضى اياماً يراجع خلالها التطورات الجارية منذ عودته الى بيروت الاسبوع الماضي حيث لم يسجل له اي لقاءات او زيارات. علماً انّ وجود البخاري في بيروت دحضَ الاشاعات التي تحدثت عن انتهاء مهمته وتعيين خلف له.
ولفتت مصادر ديبلوماسية عبر «الجمهورية» إلى انّ جولة السفير القطري وحيداً أثبتت عدم صحة الروايات التي تحدثت عن وجود أي موفد من بلاده في بيروت.
الحاكمية والحل مُتاح
من جهة ثانية، تناقش القيادات السياسية ٣ سيناريوهات لمواجهة الازمة الماثلة أمامها عند فراغ الكرسي الماروني لحاكم مصرف لبنان بعد انتهاء ولاية رياض سلامة نهاية حزيران المقبل.
وقال مصدر سياسي رفيع لـ«الجمهورية» إنّ السيناريو الاول هو المسار الطبيعي اذا تم انتخاب رئيس جمهورية وتشكّلت حكومة يصبح تعيين الحاكم من صلاحياتها الدستورية. وهذا السيناريو، بحسب المصدر، لا أفق له. والسيناريو الثاني ان نصل الى موعد انتهاء ولاية سلامة ولا يكون هناك رئيس جمهورية ولا حكومة، وعندها سننتقل حتماً الى السيناريو الثالث وهو امّا تعيين حاكم جديد في جلسة استثنائية لحكومة تصريف الاعمال وامّا ان يتسلّم النائب الاول الشيعي لحاكم مصرف لبنان وسيم منصوري حاكمية المصرف بالوكالة، وهذا الامر يرفضه رئيس مجلس النواب نبيه بري فيستقيل منصوري، فتنتقل الوكالة الى نيابة الحاكم الثاني الدرزي الذي بدوره سيستقيل لأنّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يرفص هذا الامر، وعند استقالة النائب الدرزي تنتقل الوكالة الى النائب الثالث المسيحي وهذا الخيار ضعيف جداً لأنّ الامساك بلعبة مصرف لبنان أصبحت مهمة صعبة جداً».
واضاف المصدر: «اذا ذهبنا الى خيار تعيين حاكم جديد فهناك عقبات، وقد بدأ البحث بين المعنيين لتذليلها. فتعيين الحاكم يحتاج الى وجود رئيس جمهورية وفي غيابه يمكن الحكومة ان تقوم بهذا الدور اذا كان هناك توافق مسيحي حوله».
ويكشف المصدر عن تخريجة يجري نقاشها مع رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل الذي ربطَ حضوره الجلسات بالضرورة القصوى وتعيين الحاكم هو ضرورة قصوى، خصوصاً انّ الجميع مَسكون بهاجس تحليق الدولار الى ارقام قياسية تفوق السعر الحالي بأضعاف أضعاف. امّا الاسماء التي يجري التداول بها فهي: كميل ابو سليمان، سمير عساف، هنري شاوول وحتى جهاد ازعور. لكنّ الاخير سيسحب نفسه من لائحة الترشيحات كون اسمه مطروحاً للرئاسة. ويخلص المصدر الى ان الاجواء بما خَص حل ازمة المصرف المركزي ملبّدة، لكنه يعوّل على سياسة اجتراح الحل في ربع الساعة الاخير والذي يُبدع فيه المسؤولون في الدولة.
ملف النازحين
وفي جديد ملف النازحين وتنفيذاً للمهمة التي كلّف بها المدير العام للأمن العام بالإنابة العميد الياس البيسري، حضر امس في عين التينة والسرايا الحكومية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وميقاتي، حيث نقل اليهما النتائج التي توصّل إليها من خلال الاتصالات الجارية مع الأمم المتحدة لتسلّم لوائح النازحين المسجلين لدى دوائر المفوضية العامة لشؤون اللاجئين وحصيلة زيارته الاسبوع الماضي لدمشق التي خصّصت للجديد المتصل بهذا الملف الترتيبات التي يمكن اتخاذها لتزخيم برامج العودة الطوعية التي سيستأنفها الامن العام قريباً.
وكان ملف النازحين حاضراً في اجتماعات المديرية العامة للأمن العام، حيث التقى العميد البيسري كلّاً من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا وبحث معها في ملفات ذات اهتمام مشترك، ولا سيما منها ما يتعلق بملف النازحين. كذلك التقى وزير المهجرين عصام شرف الدين وناقشَ معه مختلف جوانب هذه الملف النازحين.
نفي الدمج
وفي موقف لافت أشار نائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا إلى أنّ «عددًا كبيرًا من اللاجئين العابرين من سوريا ليس مسجّلاً بعد سنة 2015، وشاركنا بياناتنا مع الدولة اللبنانية. أمّا بيانات من يدخل ويخرج من سوريا فليست معنا بل مع المسؤولين على الحدود». وقال: «نملك علاقة جيّدة مع الدولة اللبنانية والاجتماع الذي انعقد الأسبوع الماضي كان مثمرًا ولكن نرى ارتفاعًا لمنسوب التوتر، لذا علينا أن نعمل معًا لنجد الحلول في القريب العاجل». واعتبر انّ «الوجود السوري فاقمَ الأزمات في لبنان، وأولويتنا أن نكون قادرين على مساعدة لبنان أكثر وسنطلب في بروكسل مساعدات بقيمة 4 مليارات دولار له، ونحن لا ندفع نحو خيار الدّمج في لبنان».
الحفر والتنقيب
وعلى صعيد الحفر والتنقيب، أعلنت شركة «توتال إنرجي» الفرنسية أمس أنها أبرمت عقداً لبدء حفر بئر استكشافية للغاز هذه السنة في المياه الواقعة قبالة لبنان.
وقالت الشركة في بيان «وقّعت توتال إنيرجي بالتوافق مع شريكتَيْها «إيني» و»قطر للطاقة» عقداً ثابتاً مع «ترانس أوشن» لاستخدام منصّة الحفر التي ستقوم بحفر بئر استكشافيّة في الرّقعة الرقم 9 قبالة سواحل لبنان، في أقرب وقت ممكن في العام 2023». وأضافت: «مع وصول الفرق، هذه خطوة رئيسيّة جديدة في التحضير للعمليّات».
وتحتوي الرقعة رقم تسعة حقل قانا الذي يسمّى أيضاً حقل صيدا.
لا توجد حتى الآن احتياطيات غاز مؤكدة في الحقل الذي يمتد على الحدود البحرية للبلدين، لكنّ دراسة أجرتها شركة «سبكتروم» البريطانية عام 2012 قدّرت احتياطيات الغاز القابلة للاستخراج في لبنان بنحو 25,4 تريليون قدم مكعب. لكن مسؤولين في لبنان أعلنوا عن تقديرات أعلى.
*********************************
افتتاحية صحيفة اللواء
«نأي» أميركي وإيراني عن التدخل.. وقلق من استبعاد لبنان عن لقاء عمَّان
تعليق إضراب القطاع العام على «سبيل التجربة» .. وإجراءات إدارية وبلدية لضبط النزوح السوري
على طريقة ركوب الموجة والتسرُّع بإصدار الاحكام والتقييم، سرت اجواء يتيمة عن احتمالات حدوث انفراج رئاسي خلال الاسبوعين المقبلين، اي عشية او بعد القمة العربية في المملكة العربية السعودية في 19 ايار الجاري.
وحسب المعطيات المتوافرة، فإن الحركة الدبلوماسية الجارية، عبر الاتصالات مع الاطراف المعنية، سواء على مستوى رئاسة مجلس النواب، ليس وحدها مصدر «التفاؤل الغامض» بل ربما الذهاب باتجاه احياء التواصل بين الكتل، من خلال حركة نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب، الذي كانت له محطتان امس، واحدة في بكركي والثانية في معراب، او من خلال حركة النائب غسان سكاف الذي يسعى الى توحيد كلمة المعارضة النيابية على مرشح واحد، بمواجهة مرشح «الثنائي الشيعي» على حد تعبير مصدر نيابي في كتلة مسيحية وازنة، النائب السابق سليمان فرنجية ليصار بعدها الى المنافسة، في صناديق الاقتراع ضمن «تصوّر رومانسي للموقف».
واعتبرت أوساط سياسية أن تحرك بو صعب لا يزال في بداياته ولا يمكن الحكم على نتائجه منذ الآن فحصوله في هذه الفترة بالذات أي في فترة الجمود الداخلي على الجبهة الرئاسية قد يخرق المشهد المتكرر من المراوحة وإن لم يفض إلى اتجاه معين، معلنة أن مروحة لقاءاته أظهرت رغبة في ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للبلاد اتما الأشكالية تكمن في المقاربات المختلفة ولذلك كان بمرر أهمية الحوار.
وقالت لـ«اللواء» أن شخصية بو صعب وقربه من الأفرقاء السياسيبن يتيحان له الدخول في مهمة إجراء التقارب بين جميع الأطراف المتناحرين في ما بينهم واعتبرت أنه يستكمل لقاءاته التي يطلع فيها على الأراء وعلى ضوء ذلك يقرر الخطوة التالية مع العلم ان لا مبادرة جاهزة يحملها..
على ان الاتفاق الاميركي – الايراني، وفقاً للبيانين المنفصلين الصادرين عن الخارجية في كل من الولايات المتحدة الاميركية وايران، والنأي عن التدخل في الشأن الانتخابي وترك المهمة للبنانيين لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ثم الانصراف الى الاصلاحات والخروج من الازمة القاتلة اقتصادياً ومعيشياً، لم يرفع من منسوب السعي اللبناني للتفاهم على آليات حوارية، او توافقية، او تنافسية للخروج من المأزق العام، الذي يعانيه البلد، الامر الذي يبقى الكرة في الملعب اللبناني، على مستوى مجلس النواب او الكتل المشكلة له.
وفي مجال دبلوماسي آخر، اعتبرت مصادر سياسية ان كل التبريرات الديبلوماسية التي صدرت، لاستبعاد لبنان عن لقاء عمان لمناقشة سبل انهاء الصراع في سوريا ومعالجة تداعيات الأزمة السورية، ليست مقنعة، حتى ولو أبدت وزارة الخارجية اللبنانية تفهما ديبلوماسيا ظاهريا، تفاديا لاشكالات، قد تنعكس على علاقات لبنان المترجرجة عربيا بفعل سياسية الالتحاق بالمحور الايراني التي انتهجها رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، طوال ولايته.
وقالت المصادر ان لبنان معني كغيره واكثر من الدول العربية بتداعيات الصراع في سوريا، مثل أي دولة من دول جوار سوريا، أمنيا وسياسيا واقتصاديا وانسانيا، بفعل استضافته اعدادا كبيرة من النازحين السوريين، وهو يرزح تحت اعباء هذه التداعيات السلبية التي طالت، وتفوق قدرته وتحمله، وباتت تنذر بتفجير ازمات داخلية، تهدد أمنه واستقراره، ومعني ايضا بكل القرارات التي تتخذ، لتسهيل عودة النازحين الى بلادهم، ولا يعقل ان يتم تغييبه عما يتخذ من قرارات بهذا الخصوص. وكذلك مايتم التفاهم عليه، لمكافحة الاعمال الإرهابية، ومكافحة تصنيع وتهريب المخدرات ولاسيما حبوب الكابتاغون، في المناطق على الحدود اللبنانية السورية، ومنها الى الدول العربية وباقي دول العالم.
ولاحظت المصادر انه بالتزامن مع مايتخذ من قرارات وتفاهمات عربية بخصوص تسريع عودة النازحين السوريين، في عمان اوغيرها، مايزال يصطدم بعراقيل مفتعلة من قبل النظام السوري، تحت حجج وذرائع غير واقعية لمنع عودة هؤلاء النازحين، لاعتبارات سياسية ومذهبية، وان كانت تتصدرها يافطات الاسباب الاقتصادية واعادة الاعمار المزيفة.
واعتبرت المصادر ان ماخلصت اليه الحكومة اللبنانية، لايفاد المدير العام للامن العام الى دمشق لبحث سبل اعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، لن يخرج عما خلصت اليه مهمة المدير العام السابق للامن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي بذل جهودا واسعة مع المسؤولين السوريين سابقا، والتي اسفرت عن تامين عودة رمزية للاجئين السوريين، عبر قوافل لاتتجاوز الواحدة ٥٠٠ نازح، بينما يتدفق الالاف عبر الفتحات غير الشرعية الحدودية، مايعني بالخلاصة عدم جدوى مثل هذه العمليات التي تستغل للترويج الاعلامي، ليس اكثر.
وابدت المصادر خشيتها من ان يكون استبعاد لبنان من المشاركة في لقاء عمان، يعني الى تراجع الاهتمام العربي عموما بالازمة اللبنانية، ومؤشرا سلبيا على تأجيل التركيز العربي على تسريع الجهود لانهاء الفراغ الرئاسي والمساهمة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية إلى مرحلة لاحقة، مايعني اطالة ازمة الفراغ الرئاسي، اذا بقي الانقسام السياسي الداخلي على حاله، ولم يتحمل القادة والمسؤولون اللبنانيون مسؤولياتهم بالاتفاق فيما بينهم لانتخاب رئيس الجمهورية.
على صعيد آخر، اشارت المصادر إلى ان الحراك السياسي الداخلي لانتخاب رئيس للجمهورية، يبقى ثانويا، ولا يبشر بتحقيق خرق جدي بالملف، لانه يندرج باطار التنافس الشخصي بين نائبين في المجلس، يتنافسان على المركز والدور، ولا يوصل إلى أي نتيجة، ويندرج باطار اللعب بالوقت الضائع بانتظار مسار التفاهمات والاتفاقات الاقليمية والدولية، لإخراج ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية، من دائرة التجاذبات وتضارب المصالح، الى حيز التنفيذ.
وهكذا تواصلت الحركة السياسية امس بعد عطة نهاية الاسبوع وعيد العمال، لمعالجة ازمة الاستحقاق الرئاسي، فاستقبل الرئيس نبيه بري السفيرة الاميركية دوروثي شيا في عين التينة، والتي زارت قبل يومين نائب رئيس المجلس الياس بو صعب، الذي باشرجولة على المرجعيات بهدف البحث في سبل للتوافق على انتخاب رئيس، وذكرت المعلومات انه لا يحمل معه مبادرة إلى بكركي بل إن زيارته تأتي ضمن إطار تبادل الآراء. بينما عاد الى بيروت امس السفير السعودي في بيروت وليد البخاري. وجرى تسريب معلومات نقلا عن مصادر بكركي مفادها « ان ليس صحيحاً أن الأزمة الرئاسية هي مسيحية بامتياز إنما هي وطنية ومسؤولية الجميع وثمة أفرقاء يعرقلون انتخاب رئيس. وأن لا فيتو على أحد وحتّى على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية»، مضيفةً: عندما تحدث البطريرك بشارة الراعي عن مواصفات الرئيس بأنه يجب أن يكون فوق كل الأحزاب قصد بذلك أنه وإن كان حزبياً عليه أن ينسى حزبه عندما يصبح رئيساً ويتصرف كرئيس لجميع اللبنانيّين».
وزار بو صعب امس، البطريرك الماروني الكاردينال الراعي، وقال بعد اللقاء: تحدثنا عن مبادرة سيدنا وحرصه على جمع الأفرقاء لكي يتم الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية. ونحاول ايجاد قواسم مشتركة والحوار مهم لايجاد مخارج داخلية للازمة التي نحن فيها.
واذ اشار الى ان «الزيارة استكشافية»، أبدى أسفه «لأن المسؤولين الذين يتعاطون في الملف الرئاسي غير مهتمين بعامل الوقت»، معتبرا اننا «لم نصل بعد الى مرحلة الاسماء لأن الافرقاء وانطلاقا من مبادرة البطريرك لم يتوصلوا الى اسم مشترك يطرح للرئاسة»، واكد ان «الامور يجب ان تبدأ بالحوار.
وفي رده على سؤال عن البحث في اسم الرئيس مع «حزب الله»، قال بو صعب: لم ولن أتحدث عن الأسماء، فالموضوع أكبر وأعمق. وأعتقد أن جهد البطريرك في هذا الشأن كان قد مكن من التوصل إلى اسم مشترك بين الأفرقاء المسيحيين، برغم أن موضوع الاسم أمر أساسي، إلا أننا لم نتوصل بعد إلى هذه المرحلة، فالأزمة أعمق، فما من أحد مستعد للتحاور مع الآخر ووضع الهواجس على الطاولة.
واضاف:أقوم في هذه الجولة بصفتي نائبا لرئيس مجلس النواب وليس بصفتي الحزبية، ولن أقول لماذا قال سيدنا إن هذا الأمر قد يؤدي الى نجاح ما أقوم به.
وزار بوصعب مركز «تجدد» في سن الفيل عند الثانية، وقال بعد اللقاء: وضعت الزملاء في الأفكار المتداولة وسمعت ردود الأفعال ويمكنني القول انني لمست تقاربا بيننا في هذه المرحلة والمنطقة آتية على تغيير وانفتاح.
اما رئيس الحركة النائب ميشال معوض فقال: مُنْطَلَقْ مبادرة بو صعب سليم. أننا منفتحون على أي حلّ مبني على منطق استعادة السيادة وبناء الدولة، وتكريس مبدأ الشراكة لا الاستقواء والالغاء، والأولوية لحلول تعالج الأزمات الملّحة التي تهدّد لبنان دولةً وشعباً..
كما توجه بو صعب الى معراب عند السادسة، والتقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. في حضور النائب ملحم الرياشي. عقب اللقاء الذي استغرق ساعة ونصف الساعة، وصف بو صعب الإجتماع بـ «المميّز ولا سيما بعد المعلومات المتداولة في الاعلام التي توحي بأننا سنصل الى حائط مسدود، وبالتالي عدم متابعة المهمة». وأكد ان «اللقاء كان جيّدا، وانه لمس انفتاحا من رئيس القوات وحرصا على القواسم المشتركة بين اللبنانيين ولو ان لديه مواقف ووجهة نظر مختلفة في امور معينة».
اضاف: يبقى الاهم الانفتاح على النقاش والتواصل مع جميع الافرقاء. اتفقنا مع الدكتور جعجع على متابعة النقاش بعد الإنتهاء من الجولة التي نقوم بها، اذ عندها ستتوسّع القواسم المشتركة اكثر، آملا ان ننجح في البناء عليه.
وعن امكانية التواصل مع النائب سكاف الذي يطرح مبادرة رئاسية اخرى؟ اجاب: لا اعرف ما يطرحه الزميل سكاف، ولكن ما نتحدث عنه مغايرا، باعتبار انه لا يعالج فقط الاسماء بل الخلاف في البلد، في خضم الركود والجمود الحاصل وانقطاع الحوار بين معظم الجهات. ما نحاول القيام به اعمق واكبر من مسألة اسماء، ونرى ان العمل وفق هذه الطريقة من الممكن ان يحدث خرقا ما.
وعمّا لمسه من قواسم مشتركة لدى زيارته النائب محمد رعد، أعرب بو صعب عن اطمئنانه أكثر بعد زيارته معراب، مشيراً الى ان «القواسم ما زالت مشتركة ويمكن البناء عليها في محاولة لتطويرها، وقد لمستها بعد لقائي رعد ايضا، برغم الإختلاف الكبير في وجهات النظر، في بعض الامور».
في غضون ذلك، توقع النائب المستقل الدكتورغسان سكاف «التوصل إلى اسم مرشح المعارضة في نهاية الأسبوع الحالي، ليتم بعد ذلك إطلاع بكركي على نتيجة الاتصالات». وقال: أنّه باقتراح فريق المعارضة مرشحا واحدا يمكن إنجاز الاستحقاق الرئاسي بتنافس ديمقراطي، مشدداً على أن مبادرته «ليست ضد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بل هي فقط للإسراع في إنجاز الاستحقاق».
واشنطن وايران
في المواقف الخارجية، حضت الولايات المتحدة البرلمان اللبناني على انتخاب رئيس للجمهورية، وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان: إن الولايات المتحدة تدعو القيادات السياسية في لبنان للتحرك بشكل عاجل لانتخاب رئيس لتوحيد البلاد، وإقرار الإصلاحات المطلوبة على وجه السرعة لإنقاذ الاقتصاد من أزمته.
أضاف: على قادة لبنان عدم وضع مصالحهم وطموحاتهم الشخصية فوق مصالح بلدهم وشعبهم.
وأعرب عن «اعتقاد الولايات المتحدة بأن لبنان يحتاج إلى رئيس متحرر من الفساد وقادر على توحيد البلاد وتنفيذ إصلاحات اقتصادية أساسية، على رأسها تلك المطلوبة لتأمين اتفاق على برنامج مع صندوق النقد الدولي».
وأكد أن «الحلول لأزمات لبنان السياسية والاقتصادية يمكن أن تأتي فقط من داخل لبنان وليس المجتمع الدولي.
بالمقابل، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني امس وبعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية الإيراني للبنان، أن «إيران لا تريد التدخل في الشؤون اللبنانية، وهي مستعدة لمساعدة هذا البلد، لكن الضغوط الأميركية تعيق ذلك».
وقال كنعاني في مؤتمره الصحافي الأسبوعي إنه «في ما يتعلق بموضوع استئناف العلاقات الإيرانية السعودية وتأثيراتها على المنطقة ولبنان، فإن إيران لا تريد التدخل في في الشؤون اللبنانية، لكننا مستعدون لمساعدة هذا البلد للخروج من الانسداد وانتخاب رئيس الجمهورية».
وأضاف: اقتصاديا أيضا يمكننا أن نقدم ما بوسعنا للبنان، لكن هناك من يتبع السياسات الأميركية في الداخل اللبناني في ما يتعلق بالطاقة وغيرها، ولا زالت الضغوط الأميركية السياسية والاقتصادية في لبنان تعيق هذا التعاون، لكن نحن نتعامل مع الدول على أساس مصلحة البلدين.
فك الاضراب
الى الصعيد المعيشي، وبينما الدولار على استقراره، تراجعت امس اسعار المحروقات. فيما املت رابطة موظفي القطاع العام «التوصل إلى الإسراع في حل الأمور العالقة مع الحكومة». وقالت في بيان: ملاقاة للأجواء الإيجابية التي سادت اللقاء مع الرئيس ميقاتي وتسهيلا لشؤون المواطنين، ندعو الزملاء الموظفين لحضور أحد أيام الثلاثاء أو الأربعاء أو الخميس، من الاسبوعين الممتدين من 3/5/2023 لغاية ١٤/٥/٢٠٢٣، وندعو للبقاء في جهوزية دائمة لمتابعة النضال، حتى استعادة الحقوق».
بدورها، اعلنت لجنة المياومين في كهرباء لبنان تعليق الاعتصام. اما السائقون العموميون فقطعوا عددا من الطرق اليوم مطالبين الحكومة بتسعيرة موحدة جديدة لهم وبوقف المنافسة غيرالشرعية. وتسبب قطع اوتوستراد شارل الحلو امام تمثال المغترب بعد الظهر بزحمة سير خانقة في المحلة.
لكن السائقين العموميين نفذوا امس، اعتصامات في عدد من المناطق اللبنانية، تلبية لدعوة اطلقتها نقابة السائقين امس الاحد ووصفته ب»التحرك غير المسبوق»، لمطالبة الدولة تنفيذ مطالب السائقين من ضمنها منع سيارات الاجرة الخصوصية من العمل واغلاق التطبيقات الخاصة بسيارة الاجرة والنقل وغيرها من المطالب المعيشية التي تهمهم، وهم كانوا انهوا بيانهم بالاعتذار مسبقا من المواطنين الذين سيعلقون في سياراتهم نتيجة اقفال السائقين لبعض الطرقات. وقد تسبب تحركهم بزحمة سيرخانقة في شوارع بيروت الاساسية من الاشرفية الى الحمراء.
وانتهى الاجتماع الذي عقد في السراي الكبير برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي الى تأليف لجنة مهمتها: دراسة اوضاع الادارة العامة في ضوء المساعدات والتعويضات، بما يؤمن الحد الادنى لاحتياجات العاملين، اي اعادة النظر بالرواتب والمعاشات التقاعدية.
وتألفت اللجنة برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، وعضوية وزير العمل، ورئيسة مجلس الخدمة والتفتيش المركزي ومدير عام المالية والصرفيات والوزير الاسبق نقولا شماس، ومستشار ميقاتي سمير الضاهر، وممثلين عن مصرف لبنان ورابطة موظفي الدولة.
تحرك السائقين
ففي بيروت اقفل عدد من السائقين بسياراتهم التي ركنوها في وسط الطريق، طريق الحمرا عند تقاطع مصرف لبنان الى جانب ساحة الشهداء واوتوستراد شارل حلو مقابل مبنى مؤسسة كهرباء لبنان، حيث جرى قطع الطريق في الاتجاهين بواسطة عشرات السيارات. ثم عمدوا الى اغلاق المنفذ الوحيد الذي بقي مفتوحا عند الطريق البحرية قرب تمثال المغترب، ما تسبب بزحمة سير في كل الاتجاهات.لكن الجيش اعاد فتح الطريق.
كما حصل تلاسن واشكالات بين المواطنين العالقين وبين السائقين، كذلك وقع اشكال بين السائقين انفسهم اثر محاولة عدد منهم السماح بمرور سيارة فيها حالة انسانية، ما دفع بباقي السيارات لمحاولة المرور ما ادى الى توتر الاجواء.
ولم يسجل حضور للجيش والقوى الامنية، في وقت انضم عدد من اصحاب سيارات الاجرة بآلياتهم الى زملائهم عند نقطة شارل حلو تأكيدا على استمرار تحركهم، وسط مطالبتهم رئيس الحكومة ووزير الاشغال بتنفيذ كامل مطالبهم، الى جانب دعوتهم بأن لا تقل تعرفة الاجرة عن 2$ للسرفيس و4$ للتاكسي، معللين هذا الامر بالمصاريف المرتفعة التي يدفعونها خصوصا في مجال التأمين وقطع الغيار والوقود.
كما تجمع عدد من السائقين العموميين لبعض الوقت على مسلكي أوتوستراد جونية في صربا إحتجاجا على التعديات على القطاع وقمع المخالفات.
ومساء، قطعت مجموعة من السائقين العموميين الطريق عند جسر الرينغ وتوجهوا إلى وزارة الداخلية. وكانت شوارع منطقة الاشرفية شهدت زحمة سير خانقة من كل الاتجاهات، واحتجز المواطنون في سياراتهم مناشدين المعنيين العمل على فتح الطرقات.
جديد إجراءات النازحين
وفي جديد الإجراءات الرسمية المتعلقة بالنازحين السوريين، و«نظراً للظروف الراهنة التي تمرُ بها البلاد حول تأثير وضع النازحين السوريين، وحرصاً على المصلحة الوطنية العليا»، وجّه وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي كتاباً الى المحافظين ومن خلالهم الى القائمقامين والبلديات والمخاتير في القرى التي لا يتواجد فيها بلديات والتي يتواجد فيها نازحون سوريون؛ «لإطلاق حملة مسح وطنية لتعداد وتسجيل النازحين السوريين، والقيام بتسجيل كافة النازحين السوريين المقيمين ضمن نطاقها، الطلب الى كافة المخاتير عدم تنظيم أي معاملة أو إفادة لأي نازح سوري قبل ضم ما يُثبت تسجيله، التشديد بعدم تأجير أي عقار لأي نازح سوري قبل التثبت من تسجيله لدى البلدية وحيازته على إقامة شرعية في لبنان، كما إجراء مسح ميداني لكافة المؤسسات وأصحاب المهن الحرة التي يديرها النازحون السوريون والتثبت من حيازتها التراخيص القانونية».
كذلك، وجّه كتاباً الى وزارة العدل «آملاً التعميم على كافة كتاب العدل بعدم تحرير أي مستند أو عقد لأي نازح سوري من دون بيان وثيقة تثبت تسجيله في البلدية».
كما توجّه الى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين «آملا التجاوب بإقفال ملفات النازحين السوريين الذين يعودون الى بلادهم طوعاً، وإخطار مفوضية الأمم المتحدة بذلك وعدم إعادة فتح ملفاتهم حتى لو عاودوا الدخول الى لبنان، وإفهام النازحين السوريين أن ورقة اللجوء لا تعتبر إقامة، وتزويد المديرية العامة للأمن العام بداتا مفصلة للنازحين السوريين».
وقد باشرت بعض البلديات بإجراء المسح اللازم وفقاً لقرار الداخلية مثل بلدية مشحا في عكار.
وفي السياق، إستقبل المدير العام للأمن العام بالإنابة العميد الياس البيسري المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا وبحث معها في ملفات ذات اهتمام مشترك. كما استقبل وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين ناقش معه مختلف جوانب ملف النازحين.
عقد منصة الحفر
وفي تطور جديد حول اتخراج النفط والغاز من المنطقة الاقتصادية البحرية اللبنانية، اعلنت شركة «توتال إنيرجيز» في بيان انها «وفقاً للجدول الزمني المُعلن، وقّعت بالتوافق مع شريكتيْها «إيني» «وقطر للطاقة» عقداً ثابتاً مع Transocean لإستخدام منصّة الحفر التي ستقوم بحفر بئر إستكشافيّة في الرّقعة رقم 9 قبالة سواحل لبنان، في أقرب وقت ممكن في العام 2023».
وقالت: مع وصول الفرق، هذه خطوة رئيسيّة جديدة في التحضير للعمليّات. سوف تبحر منصّة الحفر «Transocean Barents» نحو لبنان، عند إنتهاء عمليّاتها الحاليّة في بحر الشمال البريطاني».
*********************************
افتتاحية صحيفة الديار
واشنطن تستفيق رئاسياً: هذا هو المرشح المطلوب للإنقاذ
منصّة الحفر في طريقها الى لبنان… والمطالب تغرق بيروت بـ«عجقة السير» – صونيا رزق
بالتزامن مع التغيرات السياسية في المنطقة، بدءاً بالاتفاق الايراني – السعودي، وعودة التطبيع بين دول الخليج وسوريا، يتمسّك لبنان بهذه التحولات علّها تنعكس إيجابياً على استحقاقه الرئاسي وتساهم في حلول ازماته. لذا لا تغيب نظرات الداخل اللبناني عن المشهدين العربي والاقليمي، في ظل فريقين متصارعين احدهما ممانع والاخر معارض، لم يصلا لغاية اليوم الى اي تفاهم سياسي، من شأنه إيصال المرشح التوافقي المطلوب.
لكن ووفق المعلومات فالاسابيع القليلة المقبلة، ستحمل جديداً في إطار ملف الرئاسة، وقد نشهد مستجدات من ناحية التغيير في مواقف بعض الافرقاء، بحثاً عن مرشح قادر لدخول القصر الجمهوري، وعلى تحقيق الحوار بين اكثرية الاطراف السياسية، وذلك من خلال تلميحات بدأت تظهر في الكواليس، عبر الانتقال الى «الخطة ب»، في انتظار المواقف النهائية لبعض اللاعبين البارزين في الاستحقاق الرئاسي اللبناني.
وعلى الخط الاميركي، سُجلّت يوم امس استفاقة اميركية، بعد توكيل فرنسا لأشهر بالملف الرئاسي، بحيث دعا المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، مجلس النواب اللبناني الى انتخاب رئيس للجمهورية، بعد مرور ستة أشهر على شغور المنصب الأول، في البلد الغارق في جمود سياسي، وقال في بيان: «للإسراع في انتخاب رئيس متحرّر من الفساد، قادر على توحيد البلاد وإقرار الإصلاحات المطلوبة على وجه السرعة، لإنقاذ الاقتصاد من أزمته، وعلى قادة لبنان عدم وضع مصالحهم وطموحاتهم الشخصية فوق مصالح بلدهم وشعبهم»، معتبراً أنّ الحلول لأزمات لبنان السياسية والاقتصادية، يمكن أن تأتي فقط من داخل لبنان وليس عبر المجتمع الدولي.
وسبقه بذلك رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي روبرت مانديز، والعضو البارز في اللجنة جايمس ريتش، بعد رسالة خاصة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، أعربا فيها عن قلقهما من مصير لبنان المرتقب، وحضّت الرسالة بايدن على العمل مع حلفاء أميركا وشركائها في المنطقة، لدعم العملية الديموقراطية الشرعية ومرشّحين رئاسيين مختلفين عن الرؤساء السابقين، ويملكون القدرة على خدمة الشعب اللبناني والخضوع لمحاسبته، مع تحذير من انتخاب مرشح مقرّب من الفريق الممانع.
الدول الخمس تسقط طرح باريس… ونصائح لـ «غريو»
الى ذلك، وفي اطار الردود على الدور الفرنسي في لبنان، تبيّن أنّ لهجة باريس تغيرت وتبدلت بعد التواصل مع الدول الخمس، التي لم تتجاوب مع الطرح الفرنسي حتى اللحظة. وافيد وفق المعلومات، بأنّ السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو سمعت خلال لقاءاتها بعض المسؤولين في لبنان ضرورة التسويق لمرشح حيادي غير محسوب على اي فريق، اذا ارادات ان تنجح مبادرتها، انطلاقاً من احترام إرادة المسيحيين، الذين اعلنوا بغالبيتهم عدم الموافقة على التصويت لفرنجية، وخصوصاً تكتل «لبنان القوي» و»الجمهورية القوية»، اللذين يمثلان اكبر كتلتين مسيحيتين في لبنان.
سياسي عتيق: لا نراهن على اي تغيير!
في السياق وبعدما دخلت واشنطن على الخط الرئاسي بقوة، وعلى أثر الجمود في الطرح الفرنسي، هل سيكون لواشنطن دور ايجابي في هذا الاطار؟
مصدر سياسي عتيق يعبّر عن عدم ارتياحه لما يجري في الداخل والخارج، ويقول لـ «الديار» لو كنا على قد الحمل «كلبنانيين لأنقذنا بلدنا منذ عقود، لكننا للاسف ننتظر الخارج والضوء الاخضر دائماً، لاننا لم نتعلّم من تجارب الماضي، ونكون أسياد انفسنا بعيداً عن وصايات الخارج»، معتبراً أنّ الطائفية هي سبب كل علّة في لبنان، ولا يبدو اننا سنتخطاها لا الآن ولا بعد سنوات عديدة ، لذا لا ارى خيراً ولا اراهن على اي تغيير يمكن ان يوصلنا الى حلول».
بو صعب والحراك الداخلي
وعلى الخط الرئاسي الخفي، واصل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، جولته على المرجعيات والقيادات السياسية، بدعم من الرئيس نبيه بري، وامس زار بكركي حيث التقى البطريرك الماروني بشارة الراعي، محاولا إيجاد قواسم مشتركة، من خلال الحوار لإيجاد مخارج داخلية للازمة التي نحن فيها، بحسب ما قال، ورأى أننا لم نصل بعد الى مرحلة الاسماء، لأن الافرقاء وانطلاقا من مبادرة البطريرك لم يتوصلوا الى اسم مشترك يُطرح للرئاسة.
ومن ثم التقى بو صعب كتلة «تجدّد» في مقرّها في سن الفيل، وعند السادسة مساء زار معراب للقاء رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في حضور النائب ملحم رياشي، حيث وصف بو صعب اللقاء بالمميز وقال: «لمست انفتاحاً ووجود قواسم مشتركة وجعجع حريص عليها».
بعد معوض… حنين مرشح المعارضة؟
في إطار جديد الفريق المعارض، افيد ونقلاً عن مصدر نيابي في كتلة «التغيير» بأنّ ورقة النائب المرشح ميشال معوض، تكاد تغيب عن الانظار والسمع، وسط مشاورات واتصالات خفية، لكن على نار حامية مع قوى المعارضة وبعض النواب المستقلين، لتبنيّ ترشيح النائب السابق صلاح حنين. كما تبدو الاتصالات ناشطة وفق المصدر المذكور مع المكوّن السنيّ، في محاولة للتفاهم والاتفاق على دعم حنين، لكن لغاية اليوم الاجوبة غير واضحة من النواب السنّة، إلا من عدد قليل جداً، في انتظار المزيد من المحادثات، كما جرت محاولة لجسّ نبض «التيار الوطني الحر» من ناحية دعم حنين، فأتى الجواب سلبياً.
جديد التنقيب عن الغاز
وفي خبر لافت، وقّعت «توتال إنيرجيز» بالتوافق مع شريكتيْها «إيني» و»قطر للطاقة» عقداً ثابتاً مع Transocean لاستخدام منصّة الحفر، التي ستقوم بحفر بئر استكشافية في البلوك رقم 9 قبالة سواحل لبنان، في أقرب وقت ممكن خلال العام الجاري. وأوضحت انه مع وصول الفرق، سوف تبحر منصّة الحفر TransoceanBarents» « نحو لبنان، عند انتهاء عملياتها الحالية في بحر الشمال البريطاني.
سائقو التاكسي يقطعون الطرقات
وفي سياق المطالب المعيشية، وضمن تصعيد غير مسبوق، قام السائقون العموميون بقطع عدد من من الطرق بسياراتهم، ما ادى الى زحمة سير خانقة، خصوصاً على اوتوستراد شارل الحلو امام تمثال المغترب، وفي شوارع منطقة الاشرفية، كما قطعوا طريق شارع الحمرا، واوتوستراد جونيه في الاتجاهين، مطالبين الحكومة بتسعيرة موحدّة جديدة وبوقف المنافسة غير الشرعية. وافيد عن استمرار الزحمة حتى ساعات المساء، وقرابة السابعة والنصف من مساء امس، قطعوا الطريق عند جسر الرينغ فقام الجيش بفتحها على الفور.
تهديد وتصعيد مرتقب من الاساتذة
تربوياً، تهديد ووعيد من الاساتذة عبر نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمه محفوض، الذي اشار الى انّ راتب العديد من الاساتذة لا يتخطى الـ 3 ملايين ليرة لبنانية، وهو لا يكفي لشراء صفيحة بنزين، وقال: «نحاول الاتصال بوزير التربية عباس الحلبي، ونمهله اسبوعاً واحداً والا سنباشر التصعيد، عبر الدعوة الى التجمّع امام السراي الحكومي او وزارة التربية».
وفي اتجاه معاكس برزت بعض الايجابية، مع إعلان لجنة المياومين في كهرباء لبنان تعليق اعتصامها.
*********************************
افتتاحية صحيفة الشرق
ملف الرئاسة: حراك داخلي خجول وانكفاء خارجي
لا رئاسة في الأفق، ما دام اهل السياسة في لبنان يقفون على رصيف انتظار ما ستحمله المعطيات الآتية من الخارج، لأنهم أفرطوا في الاتكال على الوصفات من وراء الحدود. جاء وزير خارجية ايران ورحل وشيء لم يتغير، حضر وفد فرنسي وغادر ولم يتزحزح الملف الرئاسي قيد أنملة،عاد السفير السعودي الى بيروت والكل يرصد ما في جعبته رئاسيا، والنتيجة واحدة لا رئيس مع دخول البلاد الشهر السادس على الشغور فيما الحكومة تتحيّن الفرصة لانعقادها تحت وطأة ازمة قاتلة اجتماعيا او صحيا او اقتصاديا. اما مجلس النواب فحقق رقما قياسيا في البطالة. كل ذلك يحصل على وقع تنامي موجة التحذير من خطر النزوح السوري وسط توقعات بتلاشي مفعول الهبّة السياسية والإعلامية لهذا الملف قريباً، واثر تحقيق السلطة المتآكلة هدفها الابعد من اثارته.
جولة بوصعب
وفيما يستمر الشغور في إنتاج الأزمات وتصديرها الى المؤسسات الدستورية تباعا، تعبيرا عن واقع غير طبيعي يكاد يتحول من استثناء الى قاعدة لكثرة ما تآلف اللبنانيون مع الفراغ، خرق المراوحة السلبية نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب بجولته على القوى السياسية والمرجعيات، محاولا التقريب في ما بينها.
لا فيتو
ليس بعيدا، شدّدت مصادر بكركي على أنّ الحوار بين الأفرقاء السياسيين يكون داخل البرلمان بالذهاب لجلسات متتالية ومفتوحة حتى انتخاب رئيس. وقالت «ليس صحيحاً أن الأزمة الرئاسية مسيحية بامتياز إنما هي وطنية ومسؤولية الجميع وثمة أفرقاء يعرقلون انتخاب رئيس». ولفتت المصادر إلى «أن لا فيتو على أحد وحتّى على رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية»، مضيفةً «عندما تحدث الراعي عن مواصفات الرئيس بأنه يجب أن يكون فوق كل الأحزاب قصد بذلك أنه وإن كان حزبياً عليه أن ينسى حزبه عندما يصبح رئيساً ويتصرف كرئيس لجميع اللبنانيّين».
حض اميركي
رئاسيا ايضا، حضت الولايات المتحدة البرلمان اللبناني على انتخاب رئيس للجمهورية بعد مرور ستة أشهر على شغور المنصب الأول في هذا البلد الغارق في جمود سياسي وأزمة اقتصادية طاحنة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان «الولايات المتحدة تدعو القيادات السياسية في لبنان الى التحرك بشكل عاجل لانتخاب رئيس لتوحيد البلاد وإقرار الإصلاحات المطلوبة على وجه السرعة لإنقاذ الاقتصاد من أزمته». وأضاف «على قادة لبنان عدم وضع مصالحهم وطموحاتهم الشخصية فوق مصالح بلدهم وشعبهم». وأعرب ميلر عن «اعتقاد الولايات المتحدة بأن لبنان يحتاج إلى رئيس متحرر من الفساد وقادر على توحيد البلاد (…) وتنفيذ إصلاحات اقتصادية أساسية على رأسها تلك المطلوبة لتأمين اتفاق على برنامج مع صندوق النقد الدولي». وأكد ميلر أن «الحلول لأزمات لبنان السياسية والاقتصادية يمكن أن تأتي فقط من داخل لبنان وليس المجتمع الدولي».
سفراء
بدورها، زارت السفيرة الاميركية دوروثي شيا رئيسَ مجلس النواب نبيه بري في عين التينة. ديبلوماسيا ايضا، إستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سفير قطر في لبنان ابراهيم بن عبد العزيز السهلاوي، وتم خلال اللقاء بحث الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين. وافيد ان السفير السعودي وليد البخاري وصل اليوم الى بيروت عائدا من الرياض.
اسم موحد؟
الى ذلك، توقع النائب غسان سكاف في حديث اذاعي «التوصل إلى اسم مرشح المعارضة في نهاية الأسبوع الجاري، ليتم بعد ذلك إطلاع بكركي على نتيجة الاتصالات». واعتبر أنّه «باقتراح فريق المعارضة مرشحا واحدا يمكن إنجاز الاستحقاق الرئاسي بتنافس ديموقراطي»، مشدداً على أن مبادرته «ليست ضد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بل هي فقط للإسراع في إنجاز الاستحقاق».
منع الدمج
من جهة اخرى، قال رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان من مجلس النواب ان «موضوع النازحين وطنيّ والجميع معنيّ به وكمجلس نيابي علينا وضع كلّ القوانين التي تمنع كلّ أشكال الدّمج ويجب التعاون مع الجميع». تابع: سنضع كل الضوابط القانونيّة لمنع دمج النازحين السوريين وغيرهم بأي شكل من الاشكال وتحت أي مسمى. اضاف: نتمنّى على الدول العربيّة اشتراط عودة النازحين إلى بلدهم قبل عودة سوريا إلى الجامعة العربية.
تعليق الاضراب؟
اقتصاديا، وبينما الدولار على استقراره، تراجعت اليوم اسعار المحروقات. الى ذلك املت رابطة موظفي القطاع العام التوصل إلى الإسراع في حل الأمور العالقة مع الحكومة. وقالت في بيان: ملاقاة للأجواء الإيجابية التي سادت اللقاء مع الرئيس ميقاتي وتسهيلا لشؤون المواطنين، ندعو الزملاء الموظفين لحضور أحد أيام الثلاثاء أو الأربعاء أو الخميس، من الاسبوعين الممتدين من 3/5/2023 لغاية 14/5/2023، وندعو للبقاء في جهوزية دائمة لمتابعة النضال، حتى استعادة الحقوق»… بدورها، اعلنت لجنة المياومين في كهرباء لبنان تعليق الاعتصام. اما السائقون العموميون فقطعوا عددا من الطرق اليوم مطالبين الحكومة بتسعيرة موحدة جديدة لهم وبوقف المنافسة غير الشرعية. وتسبب قطع اوتوستراد شارل الحلو امام تمثال المغترب بعد الظهر بزحمة سير خانقة في المحلة.
منصة الحفر
في الغضون، اعلنت «توتال إنيرجيز» في بيان ان «وفقًا للجدول الزمني المُعلن، وقّعت بالتوافق مع شريكتيْها «إيني» «وقطر للطاقة» عقدًا ثابتاً مع Transocean لإستخدام منصّة الحفر التي ستقوم بحفر بئر إستكشافيّة في الرّقعة رقم 9 قبالة سواحل لبنان، في أقرب وقت ممكن في العام 2023». وقالت «مع وصول الفرق، هذه خطوة رئيسيّة جديدة في التحضير للعمليّات. سوف تبحر منصّة الحفر «Transocean Barents» نحو لبنان، عند إنتهاء عمليّاتها الحاليّة في بحر الشمال البريطاني».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :