افتتاحية صحيفة البناء:
البنتاغون والناتو لخطوات ما بعد خسارة أوكرانيا… وواشنطن تستعد لمعركة سقف الدين العام
عبد اللهيان إلى دمشق: التقى نصرالله مؤكداً العروض الكهربائية والتحسّن في العلاقة بالسعودية
الحكومة لجدول أعمال يضمّ الكهرباء وتعويضات النقل وترقيات الضباط… والتيار معارض
رغم انكار الجيش الأوكراني هزيمته في سوليدار وتداعياتها على معارك كل منطقة الدونباس، والتحذير من خطورة الوضع على الجبهة مع بيلاروسيا، يتصرف البنتاغون وحلف الناتو على قاعدة أن روسيا تتجه لانتصار كبير في أوكرانيا، والمقالات التي تتحدث عن قرب انهيار الجيش الأوكراني تملأ الصحف الغربية، والبنتاغون والناتو يعترفان بعدم القدرة على تقديم المزيد ويستعدان لنشر أسلحة وعتاد في رومانيا وبولندا تحت شعار التحسب للحراك العسكري الروسي نحو دول الناتو، وواشنطن لا تجد استغراباً في كلامها عن تجديد التزامها بالدفاع عن كل أعضاء حلف الناتو، بدلاً من التشديد على أنها لن تتساهل مع إلحاق الهزيمة بأوكرانيا.
في واشنطن، خصوصاً في الكابيتول، مجلس النواب يستعدً لبدء العمل التشريعي واولى الأولويات التي تنتظره قضية رفع سقف الدين، التي تراهن عليها إدارة الرئيس جو بايدن كجزء من خطة مكافحة التضخم بحلول تقنية، عبر زيادة ديون الخزينة بفوائد مرتفعة، يعرف الداعون إليها نتائجها المدمرة على الاقتصاد وتسببها بركود الاستثمارات في القطاع الخاص الذي يعجز عن مجاراة الدولة في دفع الفوائد المرتفعة، والموضوع كان من أبرز قضايا الخلاف التي رافقت انتخاب رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي والمتمردين داخل الحزب الجمهوري، الذين حصلوا على تعهد مكارثي بعدم السير بأي مقترح على هذا الصعيد دون التشاور المسبق والتوافق داخل الكتلة الجمهورية، وسيكون الملف أول اختبار للاتفاق الذي حمل مكارثي الى رئاسة مجلس النواب، فإذا التزم بالاتفاق وثبت امتلاك المتمردين حق الفيتو، ولم يتم رفع سقف الدين، أو تم بصورة جزئية محدودة لا تلبي طلب إدارة بايدن، تتفاقم الأزمة المالية ويزيد التضخم وترتفع الأسعار، وإذا تنكر مكارثي للاتفاق وتمت الاستجابة لطلب إدارة بايدن برفع سقف الدين بالحدود التي طلبتها الإدارة، ينخفض التضخم وتزداد البطالة ويتراجع الإنتاج، عدا عن مخاطرة مكارثي بمواجهة طرح الثقة برئاسته بعد سنة، وكانت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين قد بعثت برسالة إلى الكونغرس تدعو فيها إلى رفع سقف ديون الحكومة الأميركية، محذرة من بلوغ السقف الحالي الخميس المقبل. وأكدت يلين أنه بمجرد أن يصل الدين العام الأميركي إلى 31.381 تريليون دولار، ستضطر الوزارة إلى اتخاذ «بعض التدابير الاستثنائية»، بما في ذلك تعليق المساهمات في صناديق التقاعد والصناديق الاجتماعية، من أجل تجنب التعثر الفوري.
في لبنان قطعت زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مناخ الجمود السياسي الذي ترزح فيه البلاد بوحي ما يحصل على مسار الاستحقاق الرئاسي من مراوحة في المكان وتجديد للعجز، وجال عبد اللهيان على رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، والتقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة، والتقى مساء بنخبة من السياسيين والإعلاميين، وجاء اجتماع عبد اللهيان مع السيد نصرالله محورياً لارتباطه بما يتعدّى العلاقة التقليدية بين إيران وحزب الله، لكون الوزير الإيراني في طريقه إلى دمشق لتنسيق زيارة قريبة للرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي، حيث يمثل السيد نصرالله دور الشريك الثالث في العلاقة الثنائية بين سورية وإيران، كما قالت مصادر متابعة لملف الزيارة، وأكد عبد اللهيان في كل لقاءاته على أمرين، الأول استمرار الالتزام الإيراني بالتعهدات الخاصة بملف الكهرباء تجهيزا وتزويدا بالوقود، رغم التعثر اللبناني، والثاني نقل الأنباء الإيجابية عن تحسن العلاقات الإيرانية السعودية، عسى يسهم ذلك في تحرير بعض القيادات السياسية من القلق من فتح قنوات الحوار الداخلي، خصوصاً مع حزب الله خشية أن يستدرج الغضب السعودي عليهم، وفقاً لقراءة المصادر المتابعة.
في الشأن الحكومي، قالت مصادر وزارية إن جدول أعمال الجلسة المرتقبة يوم الاثنين، لم يوزع على الوزراء، ربما لبحث جدي بإضافة بندي التعويضات للموظفين وترقيات الضباط المتفق على أهميتها وإلحاحها بين الأطراف المشاركة في اجتماع الحكومة بما فيها حزب الله، والتي كانت تأمل أن يؤدي حصر البحث بملف الكهرباء الى تذليل معارضة التيار الوطني الحر، وبعدما تبلغ الجميع موقف التيار المعارض بمعزل عن جدول الأعمال، تقول المصادر الوزارية إن البحث بدأ بتوسيع جدول الأعمال دون التخلي عن شرط تضمينه المسائل الملحة والتي تكتسب صفة الضرورة، خصوصاً لاتصالها بشؤون الناس.
وخرقت زيارة وزير الخارجية الايراني أمير عبد اللهيان جمود المشهد السياسي، حيث كشف الوزير عن عروض كهربائية بالجملة للبنان تنتظر موافقة الحكومة اللبنانية. وجال عبد اللهيان على المسؤولين مؤكداً أن بلاده لا تتدخل في قضايا لبنان وأبرزها الانتخابات الرئاسية، وأنها مستعدة لدعم بيروت في محنتها خاصة على صعيد الكهرباء والفيول.
وأعلن الدبلوماسي الايراني في مؤتمر صحافي في وزارة الخارجية أن »إيران ستبقى دائمَا وأبدا الصديق الوفي للبنان في السراء والضراء»، لافتا الى ان «التعاون بين إيران ولبنان ينعكس إيجابا على مصلحة شعبينا». واعلن ان «فريقا تقنيا لبنانيا زار إيران واجتمع مع المعنيين لتأمين الفيول والمحروقات التي يحتاجها لبنان من أجل الكهرباء.» وقال ردا على سؤال: «لا نتدخل بحال من الأحوال في شؤون لبنان وندعم ونرحب بتلاقي وتحاور كل التيارات السياسية لحل مسألة الشغور الرئاسي ونحن على ثقة تامة ان التيارات السياسية لديها الوعي السياسي والتجربة لتضع مخرجاً للشغور».
وفي السراي الحكومي بحث عبد اللهيان مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، العلاقات بين لبنان وإيران وسبل تطويرها، اضافة الى الوضع في المنطقة. وأكد ميقاتي خلال الاجتماع أن »الاوضاع في لبنان صعبة، ولكننا نعمل على تسيير الأمور ولدينا الثقة والعزيمة للعمل على الخروج من هذه المحنة». أما وزير الخارجية الايراني، فشدد على ان «إيران ستقف الى جانب لبنان ودعمه في كل الظروف، وترغب في تطوير العلاقات وتفعيلها على الصعد كافة».
كما التقى عبد اللهيان، في عين التينة رئيس مجلس النواب نبيه بري. كما عقد اجتماعاً مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
في غضون ذلك، بقيت الدعوة المرتقب أن يوجهها ميقاتي لعقد مجلس الوزراء الأسبوع المقبل، في واجهة الاهتمام نظراً لتداعياتها السياسية في ظل موقف التيار الوطني الحر الرافض لعقد الجلسة والمشاركة فيها، مقابل اعلان حزب الله مشاركته فقط لإقرار بندي الكهرباء.
وأشارت أوساط مطلعة على موقف حزب الله لـ«البناء» الى أن موقف الحزب بالمشاركة في جلسة مجلس الوزراء المرتقبة لا يستهدف أي طرف سياسي ولا الوقوف مع طرف ضد آخر، بل ينطلق من حرصه على مصالح الناس وشعوره بآلامهم ومعاناتهم اليومية لا سيما في ملف الكهرباء والأدوية وارتفاع الأسعار وغيرها، ولا يجوز تعطيل المؤسسات حتى انتخاب رئيس للجمهورية، لكن الحزب حصر مشاركته ببندي الكهرباء حرصاً على علاقته مع التيار، علماً أن معظم بنود جدول الأعمال ملحة ومهمة.
وحمل كلام وزير العمل مصطفى بيرم بعد اجتماع لجنة المؤشر، رسالة الى التيار الوطني الحر، بتحميله المسؤولية لكل من يعرقل اقرار الملفات الملحة في مجلس الوزراء، ولفت بيرم الى أنّه »تم الاتفاق على زيادة مليون و900 ألف على الزيادات السابقة على الضمان الاجتماعي وبدل النقل 125 ألفا في القطاع الخاص وسنضغط لإقراره في القطاع العام، لكن الأمر ينتظر إقرار مجلس الوزراء».
وإذ لم يصدر التيار الوطني الحر أي موقف من جلسة مجلس الوزراء، بانتظار توجيه رئيس الحكومة الدعوة رسمياً، أشارت مصادر التيار لـ«البناء» الى أننا لن نسكت أو نستكين إزاء أي دعوة جديدة لاستهداف موقع رئيس الجمهورية وانتهاك الدستور وضرب الشراكة الوطنية، مذكرة بأن الرئيس ميقاتي عندما تحدث عن تأمين الكهرباء عشر ساعات في كانون الأول الماضي كانت حكومته تصريف أعمال ولم يقل إنه سيعقد جلسة لمجلس الوزراء لإقرار سلفة الكهرباء، فلماذا الآن يصر على عقد الجلسة ولأي أهداف؟
وعن تعليق التيار على موقف حزب الله بحضور الجلسة فقط ببندي الكهرباء، لفتت المصادر الى أنه «اذا عقدت الجلسة وشارك فيها الحزب سيكون لنا موقف يناسب هذه الخطوة التصعيدية، وحصر مشاركته ببندي الكهرباء غير مقنع وغير كاف للتضامن معنا بل القضية مبدئية. وتساءلت لماذا علينا أن نتفهم موقف الحزب دائماً ولا يتفهم موقفنا؟ وعندما يكون هناك شراكة حقيقية يجب التعامل بالطريقة نفسها، وغمزت المصادر من قناة عين التينة بحثها ميقاتي على الدعوة في اطار استهداف التيار طيلة العهد الماضي.
وجزمت المصادر بأن وزراء التيار لن يحضروا الجلسة وهذا خارج دائرة النقاش لا سيما أن بنود الكهرباء لا تحتاج الى جلسة لمجلس الوزراء بل يمكن إقرارها بمراسيم جوالة أو موافقات استثنائية، موضحة أننا لا زلنا على موقفنا من حضور اي جلسة في الحالات الطارئة والضرورية اي في القرارات المصيرية التي تحتاج الى قرار سياسي استراتيجي. وشددت المصادر على أن اضافة الى مخالفة الدستور بعقد الجلسة، فإن ميقاتي يضرب مبدأ الميثاقية والتوازن بصيغ المراسيم بتوقيعه مكان رئيس الجمهورية ومتمسكون بتوقيع الـ 24 وزيراً، ولفتت المصادر الى أن «ميقاتي ومن خلفه يستغلون ملف الكهرباء الحيوي الذي يهم المواطنين للدعوة الى مجلس الوزراء لحشر التيار في الزاوية وتحميله مسؤولية عرقلة امور الناس الحياتية».
وإذ توقعت المصادر أن تسوء العلاقة بين التيار والحزب بعد جلسة الأسبوع المقبل، علمت «البناء» أن الاتصالات تحصل بين التيار والحزب منذ أسبوعين لترتيب لقاء بين الحاج وفيق صفا ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، لكن لا تقدم ايجابي على هذا الصعيد حتى الساعة.
رئاسياً يستمر الجمود القاتل في ظل جمود المبادرات وبقاء الأطراف على مواقفها، وفيما أفيد عن مشاورات بين أحزاب القوات والكتائب والاشتراكي للبحث بأسماء جديدة غير النائب ميشال معوض، نفى الأخير ذلك، وشدد على أنه «لن ينسحب الا لصالح مرشح من المعارضة يحظى بخمسة وستين صوتا أو لصالح تسوية سيادية وطنية شاملة».
وقد برزت حركة قائد الجيش العماد جوزف عون باتجاه عين التينة والضاحية الجنوبية، وما قد تحمله من اشارات سياسية، إذ بحث آخر التطورات مع الرئيس بري، فيما تفقّد فوج التدخل الرابع في الضاحية الجنوبية لبيروت إثر العملية التي نفذها الفوج مع مديرية المخابرات منذ يومين في حي الجورة في برج البراجنة.
ولفت قائد الجيش إلى أنّ «وحدات الجيش كافّة تحارب المخدرات على امتداد الأراضي اللّبنانيّة، فهي أخطر من الإرهاب، وواجبنا حماية أهلنا في الضّاحية وسائر المناطق من هذا السّمّ الّذي قد يدخل إلى كلّ بيت وعائلة، وأن نوفّر لهم الأمان ونَرُدّ عنهم وعن أولادهم شرّ هذه الآفة»، مشدّدًا على «أنّنا مصمّمون ومصرّون على خوض حربنا ضدّ المخدرات مهما طالت. الشعبُ بجميع أطيافه وانتماءاته داعم لكم في هذه الحرب، فكونوا على قدر آماله».
بدوره، أشار رئيس الهيئة الشرعية في الحزب الشيخ محمد يزبك الى ان «الأوضاع في لبنان تزداد سوءا يوما بعد يوم، والواجب الخروج من حالة التأجيل وعدم المبالاة، ولا بد من المبادرة إلى التفاهم والتوافق للخروج من نفق الفراغ، بانتخاب رئيس الجمهورية، ولا يكون ذلك بالتحدي والفرض من الخارج. إن اللبنانيين قادرون بأنفسهم، إذا صفت النوايا وفتحت القلوب على المصلحة الوطنية».
على صعيد آخر، سجل ملف انفجار مرفأ بيروت تصعيداً اضافياً، فبعد اقتحام أهالي الضحايا لقصر عدل بيروت وتهديد القضاة وتكسير مكاتبهم والتهديد بتفجير العدلية أمس الأول، أوقفت قوة من أمن الدولة فرع الدكوانة أحد ذوي الضحايا وليم نون على ذمّة التحقيق، بعدما حققت معه لمدة ساعات أمس.
وبحسب المعلومات، فإن توقيف وليم نون حصل بناءً على اشارة القاضي زاهر حمادة على خلفية تصريح نون عن تفجير قصر العدل، وسيُحال الاثنين على المباحث الجنائية المركزية بناءً على بلاغ بحث وتحرّ من القاضي غسان عويدات.
ووفق المعلومات فإن التحقيق مع وليم نون استمرّ في مديرية أمن الدولة حتى ساعات متأخرة من مساء أمس.
وحصلت تجمعات عند جسر الذوق وقطعت الطريق احتجاجاً على التوقيف.
*********************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
جلسة الحكومة نهاية الأسبوع المقبل: هل تُكسر الجرّة بين التيار والحزب؟
تهدّد جلسة الحكومة التي ينوي رئيسها نجيب ميقاتي الدعوة إلى انعقادها بكسر الجرّة نهائياً بين مختلف الأطراف السياسية، بما فيها حزب الله، والتيار الوطني الحر الذي يرفض «السطو على صلاحيات رئيس الجمهورية».
يُصرّ ميقاتي على عقد الجلسة لبتّ ملف تمويل شراء الفيول للكهرباء، باعتبار مجلس الوزراء الممرّ الإلزامي لإصدار مرسوم سلفة خزينة، بعدما منح وزير الطاقة وليد فياض موافقة استثنائية قبل أن ينقلب على قراره بالاتفاق مع وزير المال يوسف الخليل ورئيس مجلس النواب نبيه بري. في المقابل، يعتبر التيار أن «الموقف بات أبعد بكثير من إعطاء سلفة خزينة لكهرباء لبنان، بل هناك قرار يجري تنفيذه بكسر المكوّن المسيحي في لبنان، يشارك فيه كل من يشارك في جلسة مجلس الوزراء»، بحسب ما أكد تكتل «لبنان القوي» جيمي جبور في مقابلة تلفزيونية أمس، ما يثير علامات استفهام حول التداعيات السياسية لعقد الجلسة وتأثيرها على العلاقة المتوترة أصلاً بين التيار وحزب الله الذي أبلغَ ميقاتي أن وزراءه سيشاركون في الجلسة، من دون أن يصدر عنه أي موقف يؤكد ذلك أو ينفيه.
ووفق المعلومات، سيوجّه ميقاتي الاثنين المقبل دعوة إلى مجلس الوزراء إلى الانعقاد بين الخميس والجمعة، وسط إمعان رئيس الحكومة في استفزاز التيار من خلال دعوة مجلس إدارة كهرباء لبنان للمشاركة في الجلسة «لتقديم إجابات عن أسئلة الوزراء في ما يتعلق بالملف».
وفي هذا الإطار، علمت «الأخبار» أن ميقاتي اتصل بالمدير العام للمؤسسة كمال حايك، طالباً منه الحضور. لكن الأخير رفض لأن «لا صفة له، وأنه لا يُمكن أن يحضر في ظل غياب وزير الطاقة وليد فياض»، فما كانَ من ميقاتي إلا أن ردّ بأن طلب المشاركة هو «أمر»، فأجاب الحايك: «خير»!
وعكست أحداث الساعات الماضية اشتداد التعقيد في ملف إقرار سلفة شراء الفيول لمعامل إنتاج الكهرباء، حيث لا يزال المسار القانوني لتفريغ البواخر العالقة في البحر مجمداً بسبب الخلاف السياسي الذي وصل إلى حدّ رفض رئيس الحكومة الردّ أمس على اتصالات وزير الطاقة كما صرّح الأخير، مؤكداً أن «الحل لهذه الأزمة يُمكن أن يحصل بألف طريقة دستورية من خارج مجلس الوزراء». وقال في اتصال مع «الأخبار» إن «المشكلة تكمن في إخلال ميقاتي بالاتفاق الذي حصل بيننا». وأضاف فياض «لن أعطّل الحل، لكنني أعترض على الصيغة، فالحل الذي يتحدثون عنه هو جزء من الخطة التي وضعتها الوزارة، والمطلوب تأمين مبلغ 600 مليون دولار في دورة تستغرق خمسة أشهر لرفع ساعات التغذية إلى حوالي عشر ساعات». وفي هذا الإطار، رأت مصادر وزارية أن «أجندة رئيس الحكومة ومن يقف خلفه هي تخدير الناس وإعطاء نصف حل، فهل من الطبيعي أنهم يستطيعون تأمين ما يزيد على 700 مليون دولار خلال أيام لعمليات منصة صيرفة مع شركات الصرافة وتحويل الأموال، ولا يستطيعون تأمين 600 مليون لخطة الكهرباء»؟
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من بيروت استعداد إيران لتزويد لبنان بالفيول وتأهيل معامل الطاقة الكهربائية، مشيراً إلى «وعي التيارات السياسية اللبنانية لإيجاد مخرج للشغور الرئاسي». وشدد عبد اللهيان على أنّ إيران «مستعدة لبناء معامل الطاقة الكهربائية في لبنان وتأهيلها انطلاقاً من توافق مع الحكومة». وقال إنّ الجمهورية الإسلامية تقف «داعمة بشكل واضح للمقاومتين اللبنانية والفلسطينية في وجه الاعتداءات الإسرائيلية»، مؤكداً أنّ طهران «لا تتدخل في الأمور الداخلية للبنان الشقيق، وترحب بتلاقي وتحاور كل التيارات السياسية.
*********************************
افتتاحية صحيفة النهار
طهران تسابق لقاء باريس وعبداللهيان: نحن هنا… السلطة تنقضّ لتطويع أهالي ضحايا انفجار المرفأ
اذا كان وزير خارجية ايران حسين امير #عبد اللهيان شكل محور الحركة السياسية اللبنانية نهارا، فان وليم نون سرق منه الاضواء ليشكل محور الاهتمام السياسي مساء، بعد توقيفه من المديرية العامة لامن الدولة اثر اطلاقه تهديدات باحراق قصر العدل، اذا لم يمض التحقيق في انفجار #مرفأ بيروت، متجاوزا الافخاخ والمطبات التي وضعها له عدد من السياسيين.
وقد بدت زيارة وزير الخارجية الايراني اكثر اقليمية من كونها لبنانية، اذ غالبا ما تعتمد طهران لبنان منصة سواء لرسائلها السياسية او العسكرية في الاقليم. فلم تحمل الزيارة اي جديد لبنانيا، الا كلام متكرر عن استعداد لدعم قطاع الكهرباء في لبنان، وقول عبد اللهيان ان “#إيران ستقف الى جانب لبنان وتدعمه في كل الظروف، وترغب في تطوير العلاقات وتفعيلها على الصعد كافة”.
واذا كانت الزيارة خرقت الجمود السياسي، في ظل انشغال داخلي بشرعية عقد جلسة ل#مجلس الوزراء في ظل الشغور الرئاسي، فان الديبلوماسية الايرانية بدت تسابق اللقاءات التركية – السورية برعاية روسية، واللقاء الذي تنوي باريس عقده من اجل لبنان بالتنسيق مع واشنطن والرياض، من دون التواصل مع طهران، والتطورات الاسرائيلية، لتؤكد دورها الاقليمي الفاعل بدليل ما نقله عبد اللهيان بعد لقائه السيد حسن نصرالله بان “المقاومة في أبهى حالاتها سواء في لبنان أو في فلسطين”، وهو ملخص الرسائل الهادفة الى التذكير بعدم امكان تجاوز النظام الايراني رغم انشغاله بمشاكله الداخلية.
توقيف وليم نون
داخليا، بدت الدولة كأنها تنقض على اهالي ضحايا انفجار المرفأ لتغطية تقصيرها الفاضح في اجراءات سير العدالة، اذ تم توقيف وليم نون الذي هدد بتفجير قصر العدل، من دون محاكمة اي شخص من المسؤولين عن ادخال نيترات الامونيوم الذي سبب الانفجار. وقد طغى توقيف وليم نون على السجال الدائر حول جلسة مجلس الوزراء المتوقعة الاثنين، اذ أوقفت المديرية العامة لأمن الدولة – فرع الدكوانة على ذمّة التحقيق النّاشط وليم نون بعدما حققت معه منذ الساعة 1.30 بعد الظهر. وبحسب المعلومات ، فإنّ المديرية دهمت منزل نون عقب توقيفه. ولاحقا تم نقله الى مركز امن الدولة في السوديكو قبل نقله مجددا الى فرع الرملة البيضاء.
وقصد الاهالي مركز امن الدولة حيث نفذوا اعتصاما اكدوا خلاله انهم لن يغادروا قبل اطلاق نون، وتقدمهم النائب ملحم خلف مع مجموعة من المحامين لمتابعة قضية نون شقيق جو نون الذي ذهب ضحية انفجار المرفأ في 4 اب 2020.
وقد توالت الردود المستنكرة، فأكد عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص، أن “توقيف وليم نون من قبل جهاز أمني يجب أن يكون الشرارة لإطلاق ثورة 02 على هذا النظام البوليسي العفن الذي يخاف من المتطاولين على الدولة ويرهب الساعين الى قيامها”.
وغرّد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل عبر تويتر فكتب: “عندما تنقلب الأدوار فيحاولون تحويل أهالي الضحايا إلى مجرمين نكون في آخر فصول شريعة الغاب”.
واعتبر أن وليم نون موقوف قسرًا لإسكات الأصوات الحرة وقمعها عن المجاهرة بالحقيقة، مؤكدًا أن قضية المرفأ لن تنتهي حتى كشفها.
بدوره غرّد النائب نديم الجميل: وين كان جهاز امن الدولة لما زعران الحزب القومي هجموا على العدلية يوم اصدار الحكم بقضية اغتيال بشير وهددوا القضاة بالقتل؟ وين كان لما جربوا البلطجية يهجموا عالعدلية “لقبع القاضي بيطار”؟ الشبيبة متأثرين كثير بالحرس الثوري الايراني..”.
وقال النائب زياد الحواط: محاولة توقيف وليم نون صورة عن اللادولة واللاعدالة والفلتان. بدل توقيف المجرمين في تفجير المرفأ تتم ملاحقة المطالبين بالعدالة والحقيقة.
وصدر عن الحزب التقدمي الاشتراكي الاتي: إن استمرار التعامل بطريقة بوليسية مع أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، وآخر ذلك توقيف شقيق الشهيد جو نون، وليم نون، والتمادي في تعطيل التحقيق والعدالة في هذه الكارثة المأساوية التي أصابت كل اللبنانيين، يدفعنا إلى تجديد المطالبة الصريحة بضرورة إحقاق العدالة بهذا الملف دون أي مواربة، ومحاسبة المسؤولين أيا كانوا دون أي إبطاء، والبحث عن الأسباب والمسببين لهذه الفاجعة بدل الاقتصاص من أهالي الضحايا الذين يستحقون بالحد الأدنى العدالة لأبنائهم.
وكان “تجمع أهالي شهداء وجرحى ومتضرري انفجار مرفأ بيروت” استنكر في بيان، “الوقاحة الفاضحة التي تمثلت باستدعاء أهالي ضحايا وشهداء للتحقيق على خلفية وقفة احتجاجية وتكسير بعض الزجاج في قصر العدل، بعد انتظارهم الحقيقة والعدالة سنتين ونصف سنة من دون جدوى”. ورفض “هذا الإجراء التعسفي القمعي في حقهم”، محذرا “بشدة من مغبة أي توقيف يطال أحدهم”، وقال: “سنتحرك كجسم واحد، رغم اختلافنا حول القاضي، فمصلحة قضيتنا فوق كل اعتبار، خصوصا أن ما جمعته الدماء والدموع والأشلاء لا يمكن لأحد أن يفرقه”.
مجلس الوزراء
الى ذلك، ينتظر أن يوجّه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الدعوة إلى جلسة حكومية الإثنين المقبل بعدما حسم أمر مشاركة “حزب الله” في الجلسة بشرط حصرها بملف الكهرباء وبالتالي تأمين النصاب من أجل إصدار المرسوم المتعلق بسلفة الخزينة التي تتيح فتح اعتماد مستندي لتغطية ثمن شراء كمية 66000 طن متري من مادة الغاز أويل لصالح “مؤسسة كهرباء لبنان”. وافاد وزير الطاقة وليد فياض انه لن يحضر الجلسة وانه حاول الاتصال بميقاتي، لكن الاخير لا يجيب على اتصالاته.
اما عن قانونية ما قام به فياض، يلفت الخبير القانوني عادل يمين الى ان الاخير “اجرى المناقصة تنفيذا لقرار مجلس الوزراء المتعلق بخطة الكهرباء وبناء على موافقة استثنائية موقعة من رئيس حكومة تصريف الأعمال بتسديد تكاليف باخرتي الفيول، وقد تمت المناقصة بإشراف هيئة الشراء العام، فلا يكون وزير الطاقة مسؤولا عن التأخر في تسديد نفقات وتكاليف الباخرتين، خصوصا أن المطلوب راهنا هو مجرد رسالة اعتماد”.
*********************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
عون يرفع التحدّي مع “حزب الله”: سأرمي “التفاهم” في “سلّة المهملات”!
“أمر القبع” يطارد أهالي ضحايا المرفأ “كلّنا وليام نون”
“ولادنا راحو شقف، وهنّي بالسلطة خايفين على كم لوح قزاز”… بهذه العبارة المعبّرة من جهة عن عمق الجراح في قلوب أهالي ضحايا انفجار المرفأ، ومن جهة مقابلة عن قمّة العهر والوقاحة في أداء “منظومة النيترات” التي قتلت أبناءهم ودمّرت حياتهم وهدمت بيوت بيروت فوق رؤوس قاطنيها، أكّد الأهالي أنّ قضية اعتقال شقيق الشهيد جو نون، وليام، أمس من قبل جهاز أمن الدولة، شكّلت النقطة التي طفح بها كيلهم حيال تمادي السلطة في إجرامها، فانتفضوا وثاروا وتداعوا لتطويق مقر أمن الدولة في الرملة البيضاء رافعين شعار “كلنا وليام نون… يا بتفرجوا عنه يا بتحبسونا معه”.
فبعد مداهمة منزل عائلة نون وتفتيش غرفة شقيقه الشهيد ومعاينة أغراضه، وإثر استدراجه “واستغفاله” على حد تعبير عائلته بحجة الاستماع “10 دقائق” إلى إفادته كما أكدت والدته بشأن الإشكال الذي حصل أمام قصر العدل والمواقف التهديدية التي أطلقها عبر الإعلام، وجد وليام نفسه أمام “كمين قضائي – أمني محكم” حسبما شددت أوساط أهالي ضحايا انفجار 4 آب، فتمّ نقله إلى مقر الرملة البيضاء وتوقيفه بموجب إشارة المحامي العام الاستئنافي في بيروت القاضي زاهر حمادة، معتبرةً في ضوء ذلك أنّ “أمر القبع” لم يكتفِ بتكبيل المحقق العدلي في الجريمة القاضي طارق البيطار منعاً لكشف الحقيقة ومحاسبة المرتكبين، إنما بدأ اليوم بـ”مطاردة أهالي الضحايا بغية إسكاتهم وترهيبهم ودفعهم إلى الاستسلام والتسليم بسلطة الأمر الواقع، سواءً عبر اعتقال وليام نون أو من خلال استدعاء آباء الشهداء وأمهاتهم إلى التحقيق الاثنين المقبل”.
وإذ أثارت القضية غضباً عارماً في نفوس المواطنين الذين سارعوا إلى التضامن مع نون وعموم أهالي الضحايا في مواجهة قمع السلطة وأجهزتها، سرعان ما تقاطرت الحشود إلى محيط مقر توقيفه وحضر محامون متطوعون لمؤازرته في التحقيقات، بالتوازي مع سلسلة تحركات ميدانية في بيروت والمناطق للاعتصام في الشوارع حتى إطلاق سراحه، بينما شهدت مدينة جبيل صدامات عنيفة بين القوى العسكرية والمحتجين أسفرت عن سقوط جرحى نتيجة اعتداء العناصر على الناس لمنعهم من قطع الأوتستراد.
أما في المعطيات الأولية المتصلة بظروف توقيف نون، فكشفت مصادر واسعة الاطلاع أنّ “المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا كان يميل إلى إطلاق سراحه بعد الاستماع إلى إفادته، غير أنّ القاضي حمادة أبدى إصراراً حازماً على إبقائه قيد الاحتجاز، في حين أنّ النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات لا يمكنه التدخل في الملف ربطاً بتنحيه عن كل ما له صلة بقضية انفجار مرفأ بيروت لوجود مصاهرة بينه وبين أحد المدعى عليهم في القضية النائب غازي زعيتر”.
وأكدت المصادر أنه “كان هناك تأخير متعمّد في فتح محضر التحقيق الرسمي مع وليام نون حتى قرابة منتصف الليل لإطالة مدة توقيفه أطول مدة زمنية ممكنة قبل أن يعود القاضي حمادة إلى إصدار قرار بتوقيفه ليلاً”، مشددةً على أنّ “عملية توقيفه أريد لها أن تأتي ضمن مسار ترهيبي مقصود في رسالة واضحة هادفة إلى محاولة تدجين أهالي الضحايا”، غير أنّ نتيجتها أتت عكسية مع انتفاضة الأهالي وفي ضوء “الرسالة المضادة” التي عبّرت عنها والدة جو ووليام نون بقولها أمام مقر أمن الدولة: “مش رح نسكت، إذا سكّتوا وليام، في 100 وليام بيحكوا، ورح نضل نحكي ليتحاسبوا كل اللي قتلوا ولادنا”.
حكومياً، على ما يبدو يتجه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى التريث في دعوة مجلس الوزراء للانعقاد بعد “خربطة” جدول أعماله وحصره من قبل “حزب الله” ببند الكهرباء، ما اضطره إلى تأجيل الجلسة التي كان قد حددها الاثنين بضعة أيام ريثما تنتهي مشاوراته مع “الحزب” للاتفاق معه على جدول الأعمال.
أما على الضفة المقابلة، فلا تزال الموافقة المبدئية التي منحها “حزب الله” إلى ميقاتي لعقد جلسة جديدة لمجلس الوزراء تلقي بثقلها على العلاقة المتوترة بين “التيار الوطني الحر” و”الحزب”، إذ كشفت مصادر مطلعة على أجواء هذه العلاقة أنّ قيادة “التيار” تنتظر التأكد من “جدية حضور الحزب للجلسة الحكومية لتأخذ في ضوء ذلك موقفاً تصعيدياً غير مسبوق قد لن يعود من الممكن لملمة تداعياته وارتداداته السلبية على تفاهم مار مخايل”، موضحةً أنه “في حال حضور وزراء الحزب الجلسة، فإنّ من سيتصدى هذه المرة للطعنة الجديدة لن يكون النائب جبران باسيل إنما الرئيس ميشال عون شخصياً، خصوصاً وأنه نُقل عن عون مؤخرا كلاماً عالي اللهجة خلال لقاء شبابي رفع من خلاله التحدي في ما يتصل بالعلاقة مع “حزب الله”، خلاصته بحسب ما تردد على لسان أحد المشاركين في هذا اللقاء قوله: إذا عمد “حزب الله” إلى الامعان في خرق الدستور وعزل مكون أساسي، فأنا شخصياً الذي وقّعت تفاهم مار مخايل سأخرج إلى العلن لأمزق هذا التفاهم وأرميه في سلة المهملات”.
**********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
عبداللهيان ينفي من بيروت تدخل طهران في موضوع الرئاسة
قال إن الأمن في لبنان هو من أمن إيران
أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أن بلاده ترغب في تطوير العلاقات مع لبنان وتفعيلها على الصعد كافة، نافياً تدخل بلاده في شؤون لبنان، كما أعلن عن استعداد طهران «لإعادة بناء معامل إنتاج الطاقة الكهربائية في لبنان وتأهيلها وبناء معامل جديدة لإنتاج هذه الطاقة انطلاقاً من التوافق الذي يمكن التوصل إليه مع الحكومة اللبنانية».
ووصل عبداللهيان إلى بيروت مساء الخميس، قبل أن يبدأ جولاته على المسؤولين اللبنانيين أمس، حيث التقى وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس البرلمان نبيه بري، إضافة إلى لقاء أعلن «حزب الله» عنه، مع الأمين العام للحزب حسن نصر الله.
وفي حين اكتفى المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان بالإشارة إلى أن لقاء بري مع عبداللهيان «تناول الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين»، أشار مكتب ميقاتي إلى أن اللقاء بحث العلاقات بين لبنان وإيران وسبل تطويرها، إضافة إلى الوضع في المنطقة. وأكد ميقاتي خلال الاجتماع «أن الأوضاع في لبنان صعبة، ولكننا نعمل على تسيير الأمور، ولدينا الثقة والعزيمة للعمل على الخروج من هذه المحنة». أما وزير الخارجية الإيراني، فشدد على أن «إيران ستقف إلى جانب لبنان ودعمه في كل الظروف، وترغب في تطوير العلاقات وتفعيلها على الصعد كافة».
وقال عبداللهيان في المؤتمر الصحافي مع وزير الخارجية «إننا تداولنا في أفضل السبل لتعزيز العلاقات الثنائية بين بلدينا على الصعد الاقتصادية والتجارية والسياحية؛ لأننا نعتقد أن هذا التعاون ينعكس إيجاباً على مصلحة البلدين والشعبين». وإذ لفت إلى «أننا اتفقنا على تفعيل العلاقات الثنائية، وبدأنا نشهد بعض الخطوات الإيجابية والملموسة في هذا الإطار»، ذكّر بأن فريقاً تقنياً فنياً لبنانياً زار إيران واجتمع مع المعنيين في إطار توفير الفيول والمحروقات التي يحتاج إليها لبنان من أجل توفير الطاقة الكهربائية. وقال «نحن مستعدون، في إطار الدعم الكامل الذي نود أن نقدمه إلى لبنان الشقيق، أن نلتزم الأمور الملقاة على عاتقنا عبر ذلك الاتفاق».
وتابع «مرة ثانية، أريد أن أؤكد رسمياً أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعبر امتلاكها الطاقات العلمية والتقنية والهندسية المتطورة والمتقدمة، هي على أتم الاستعداد لإعادة بناء معامل إنتاج الطاقة الكهربائية في لبنان وتأهيلها وبناء معامل جديدة لإنتاج هذه الطاقة انطلاقاً من التوافق الذي يمكن التوصل إليه مع الحكومة اللبنانية».
وقال «نحن نعتبر أن الأمن والتطور في لبنان الشقيق هو من أمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتطورها، لا، بل من أمن المنطقة برمتها وتطورها. وأيضاً أود أن أؤكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقف داعمة بوضوح للمقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية تجاه اعتداءات الكيان الصهيوني على هذين البلدين»، في إشارة إلى دعم «حزب الله» في لبنان.
وحول الدور الذي تلعبه إيران عبر «حزب الله» في ملف الشغور الرئاسي، قال عبداللهيان «نحن لا نتدخل في أي حال من الأحوال في الأمور الداخلية للبنان الشقيق. وبطبيعة الحال، نحن ندعو ونرحب بتلاقي كل التيارات السياسية اللبنانية وتحاورها من أجل التوصل إلى حل في مسألة الشغور الرئاسي، ونحن على ثقة تامة بأن التيارات السياسية اللبنانية لديها الوعي والبصيرة، من جهة، والتجربة الكافية، من جهة أخرى، كي تجد مخرجاً للشغور الرئاسي وتنتخب رئيساً جديداً للجمهورية اللبنانية في أقرب وقت».
وكان بوحبيب قال في المؤتمر الصحافي المشترك مع عبداللهيان، إنه «جرى التباحث في عدد من المواضيع بحيث سمعت من الوزير حرص إيران على استقرار لبنان، وأهمية نجاح اللبنانيين في التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت»، وأضاف «استمعت إلى الوضع في إيران في ضوء الأحداث التي شهدتها أخيراً، وعبّرت له عن حرص لبنان على الاستقرار في إيران ورفضه المبدئي تدخل أي دولة في شؤون الدول الأخرى».
وصدر عن «حزب الله» بيان عن اللقاء بين عبداللهيان ونصر الله بحضور السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني، جاء فيه، أنه جرى البحث في آخر التطورات والأوضاع السياسية في لبنان وفلسطين والمنطقة «وموقع حركات المقاومة وكل محور المقاومة في مواجهة المستجدات والأحداث الإقليمية والدولية».
وكان عبداللهيان وصل إلى بيروت مساء الخميس، ودعا في تصريح للصحافيين لدى وصوله إلى مطار رفيق الحريري في بيروت «جميع القوى والفرقاء والتيارات السياسية الفاعلة والمؤثرة في لبنان إلى أن تمضي قدماً من خلال الحوار الرئيسي بينها، لتصل إلى مرحلة تتمكن من خلالها من انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، واستكمال العملية السياسية لما يخدم المصالح الوطنية لهذا البلد».
*********************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
توتير يسبق جلسة الحكومة.. الدولار يشتعل .. اللبنانيون يسألون: من يرعى الفلتان؟
يشي المسار الإنحداري الذي بدأ يتسارع بشكل خطير في الايام الاخيرة، بأنّ يداً خبيثة تسلّلت من خلف الانسداد السياسي، لتحضير الواقع اللبناني لمنزلقات دراماتيكية وتداعيات لا حصر لها في كلّ مفاصل الحياة اللبنانية، وتكمل الإجهاز على اللبنانيين. الواقع مرعب، وركائز البلد تتهاوى على كلّ المستويات الاقتصادية والمالية والاجتماعية، فيما اطراف الانقسام السياسي ماضون في التأسيس لمستقبل متهالك، وجعله أكثر مأساوية ورعباً. وماضون ايضاً في الكذب والدجل، ومحاولة تبرئة انفسهم من هذه الجريمة الفظيعة التي تُرتكب بحق لبنان واللبنانيين، فيما هم بأدائهم المتمادي في التعطيل، ورهن البلد لحساباتهم ومصالحهم، وسدّهم لأبواب الانفراج وحرمانهم البلد حتّى من جرعة مسكّنات موضعية على جروح الأزمة، متّهمون إلى ان يثبت العكس، بانّهم رعاة هذه الجريمة، وناسجو خيوطها المؤدية الى فتح ابواب الجميع وإهلاك البلد وأهله.
من يحمي الفلتان؟
في هذا الواقع المرعب، لا تنطلي على اللبنانيين كذبة البراءة، حيث لم يلمس اللبنانيون منذ بداية الأزمة الاقتصادية والمالية، وكذلك السياسية والرئاسية ما يثبت عكس ذلك، او تمتع كل العناوين والشعارات والبكائيات والمطولات التي اطلقها أطراف الانقسام، بشيء من الصدقية. على انّ السؤال الذي ينبري في وجه هؤلاء جميعهم: من يحرّك اليد الخفية؟ ومن يحمي أوكار والغرف السوداء التي تشعل الدولار، ودفعه الى سقوف خيالية؟ ومن يحمي الفلتان الخطير وما قد يؤسس له من انهيارات بالغة الخطورة تعدم كل مقومات الحياة؟ ولماذا لا تبادر اجهزة الدولة المالية والأمنية الى كبح مخربين يتحركون بكامل حريتهم ودون حسيب او رقيب؟
مصادر معنية بالشأن المالي اكّدت لـ»الجمهورية»، انّ التلاعب بسعر الدولار، تنفّذه «عصابات صيرفة وصرافون وتجار عملة ومهرّبون» معروفة بالأسماء ومقرّاتها والجهات المرتبطة بها، لدى مصرف لبنان وسائر الاجهزة اللبنانية. واخطر ما في الامر انّ هذه العصابات تتمتع بحمايات من قبل الجميع، وخصوصاً انّ هذه اللعبة تدرّ ارباحاً خيالية على هؤلاء اللاعبين بمئات الآلاف من الدولارات «الفريش» يومياً».
وإذ اكّدت المصادر «أن ليس ما يبرر اقتصادياً ومالياً هذه القفزات الخطيرة في سعر الدولار»، لفتت إلى انّ «هذا الارتفاع هو في مجمله سياسي»، وحذّرت من ترويجات تسري في اوساط مالية واقتصادية وكذلك سياسية، حول قفزات غير مسبوقة، وقد تكون كارثية في سعر الدولار، جرى التمهيد لها منذ ما قبل نهاية السنة الماضية، وبدأت ترجمتها الفعلية في الايام الاخيرة، وصولاً الى يوم امس، حيث أنّ الدولار، وكما تمّ الترويج له قبل نهاية السنة، بدأ يلامس عتبة الـ50 الف ليرة في عملية تشليح مفضوحة للمواطن اللبناني».
تهريب وتحويل؟!
واما الأخطر في هذه الصورة، ما كشفته مصادر اقتصادية مسؤولة لـ»الجمهورية» عن انّه «في الوقت الذي يحرم فيه اللبنانيون من ودائعهم، فإنّ عمليات تحويل الاموال مستمرة إلى الخارج، تضاف اليها عمليات تهريب منظّمة للاموال خصوصاً في اتجاه سوريا». وحذّرت من انّ لبنان مهدّد بحريق مالي واقتصادي كبير، وشرارته الضرب النهائي للعملة الوطنية، وجهود لصوصية لإنهاك لبنان وتجفيف الدولار وسائر العملات الصعبة فيه».
ونسبت المصادر الى مسؤول مالي دولي قوله إلى مسؤولين لبنانيين في الساعات الاخيرة: «انّ كل المعطيات المالية الدولية، تنذر بعواقب وخيمة باتت على وشك ان تضرب الواقع اللبناني، فقد ضيّع اللبنانيون على انفسهم وقتاً طويلاً وفرصاً متعددة لإعادة انعاش اقتصاد بلدهم، وهم لا يزالون امام فرصة ربما اخيرة لإطلاق مبادرات سريعة تعيد انتظام الادارة السياسية والحكومية للبلد، وتسرّع في خطوات العلاج».
الدولار والاجور
إلى ذلك، وفيما أقرّت لجنة المؤشر أمس رفع الحدّ الأدنى للاجور الى 4 ملايين وخمسماية الف ليرة، وزيادة بدل النقل اليومي الى 125 الف ليرة، كان الدولار يسجّل رقماً قياسياً كان اقترب منه قبل تدخّل مصرف لبنان قبيل نهاية 2022. وشقّت العملة الخضراء طريقها نحو الـ50 الف ليرة، ولا احد يضمن انّ هذا السعر سيشكّل محطة يستريح عندها الدولار، بل انّ المؤشرات توحي بأنّ الدولار سيستمر في الارتفاع في الفترة المقبلة. وقد ارتفعت اسعار السلع بشكل جنوني، بما فيها اسعار المحروقات، والتهمت مفاعيل الزيادة في الاجور وبدل النقل قبل ان تُنفّذ.
هذا الوضع المستجد، وفق ما يؤكّده مصدر اقتصادي لـ»الجمهورية»، يقود الى استنتاجين:
اولاً- انّ قدرة مصرف لبنان على التدخّل في سوق الصرف لتهدئة ارتفاع الدولار اصبحت محدودة.
ثانياً- انّ اعتماد الاسلوب الكلاسيكي في معالجة تآكل الاجور، ومحاولة الحفاظ على القدرة الشرائية للموظف لم تعد تجدي نفعاً.
انطلاقاً من هاتين النقطتين، يعتبر المصدر الاقتصادي، انّ مسألة توحيد سعر الصرف لم تعد ممكنة سوى من خلال ترك السوق تأخذ مداها، لأنّ ما تبقّى من اموال المودعين في مصرف لبنان لا يجوز ان تُستخدم اكثر من ذلك في محاولة للجم انهيار الليرة.
ثالثاً- انّ تصحيح الاجور في ظروف كالتي يمرّ فيها لبنان ينبغي ان ترتبط بجدول متحرّك للاجور مربوط بسعر صرف الدولار. أي ينبغي ان يتمّ تحديد الحدّ الأدنى للأجور بالدولار، وان يتمّ تعديل الأجر بالليرة شهرياً. شرط ان يكون الرقم منطقياً، وقابلاً للتطبيق في الوضع الاقتصادي والمالي القائم، والذي توحي المؤشرات حتى الآن بأنّه سيطول، ولا مؤشرات حلول في الأفق المنظور.
حضور ايراني
سياسياً، برز امس حضور ايراني في المشهد الداخلي تجلّى في زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين عبد اللهيان الى بيروت، ولقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، ووزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب.
وفي اللقاء معه، اكّد ميقاتي أنّ «الاوضاع في لبنان صعبة، ولكننا نعمل على تسيير الامور، ولدينا الثقة والعزيمة للعمل على الخروج من هذه المحنة». فيما شدّد الوزير الايراني على «انّ ايران ستقف الى جانب لبنان ودعمه في كل الطروف، وترغب في تطوير العلاقات وتفعيلها على الصعد كافة».
وفي مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية، قال عبداللهيان: «انّ إيران ستبقى دائماً وأبداً الصديق الوفي للبنان في السراء والضراء»، لافتاً الى انّ «التعاون بين إيران ولبنان ينعكس إيجاباً على مصلحة شعبينا». واعلن انّ «فريقاً تقنياً لبنانياً زار إيران واجتمع مع المعنيين لتأمين الفيول والمحروقات التي يحتاجها لبنان من أجل الكهرباء». واشار الوزير بوحبيب الى «اننا سمعنا من عبد اللهيان حرص إيران على استقرار لبنان وأهمية انجاز الاستحقاق الرئاسي». وأكّد انّ «لبنان حريص على استقرار إيران ويرفض تدخّل اي دولة في شؤون دول اخرى».
مجلس الوزراء
حكومياً، استُكملت التحضيرات لعقد جلسة لمجلس الوزراء مطلع الاسبوع المقبل، والاكيد حتى الآن غياب وزراء «التيار الوطني الحر» عن الجلسة على اعتبار انّ الاولوية كما يعتبر التيار، هي لانتخاب رئيس للجمهورية، وليس افتعال مشكلات تتجاوز الفراغ في سدّة رئاسة الجمهورية، والقفز فوق صلاحياته وإناطتها لحكومة غير موجودة وكسر صلاحيات الرئيس بذريعة الحاجات الملحّة، وهو الامر الذي لا يمكن القبول بتمريره او تكريسه مهما كلّف الامر.
وفيما بات مؤكّداً حضور سائر الاطراف ومن بينهم وزراء «حزب الله»، تبدو الاجواء في المقلب الحكومي متجاوزة ما وصفتها مصادر حكومية عبر «الجمهورية» بـ»النرجسية السياسية التي تتحكّم بفريق التعطيل، حيث انّ هذا الفريق يريد ان يملي إرادته على الجميع، في محاولة فاشلة لأن يستعيد ملكاً أفلت من يده، ولا يصدّق انّه اصبح خارج دائرة التحكّم والقرار التي عانى منها اللبنانيون اسوأ معاناة خلال ست سنوات». وقالت لـ»الجمهورية»: «لقد اعتدنا على محاولات التهويل، من قبل فريق يصرّ على نهج التعطيل الذي كلّف البلد اثماناً باهظة.. هذا النهج اثبت فشله، ولا يمكن في اي شكل من الاشكال مماشاته، او الرضوخ لمشيئته».
ولفت في هذا السياق ما اورده موقع «لبنان 24» التابع للرئيس ميقاتي حول انّ «مشكلة «التيار» ليست في جدول اعمال مجلس الوزراء وبنوده، انما مع رئيس الحكومة الذي لا يجاريه في اقتراحات تعطيلية او بدع دستورية، كمثل اقتراح اصدار مراسيم جوالة، تعيد اللبنانيين الى حقبة الحرب والانقسامات». وسأل الموقع، «هل انّ التعطيل بالعناد يخدم مصلحة البلد أم الذهاب نحو انتخاب رئيس للجمهورية ووضع الأطراف الثانية أمام مسؤولياتها؟ وهل أنّ رئيس الحكومة أم مجلس الوزراء عطلا انتخاب رئيس الجمهورية؟». وقال: «إذا كنا سنعتمد «منطق التيار» باستبدال جلسات الحكومة عند الضرورة بمراسيم جوالة، يوقّعها الوزراء جميعاً، فالسؤال البديهي المطروح هو «هل انعقاد مجلس الوزراء يشكّل تعدّياً على صلاحيات رئيس الجمهورية وحقوق المسيحيين، وإصدار «مراسيم جوالة» لا سند دستورياً لها يحفظ هذه الصلاحيات والحقوق؟».
ونسب الموقع إلى اوساط حكومية استغرابها «موقف بعض القيادات المسيحية الكبرى التي تكيل بمكيالين في موضوع الحكومة، فمن جهة تجاهر بالإعتراض على عمل الحكومة، بينما تؤيّده خلف الكواليس وفي الجلسات واللقاءات المغلقة». واعتبرت «انّ هذه المزايدات الطائفية هي للتعمية على المشكلة الأساسية، وهي عدم قيام النواب المسيحيين بانتخاب رئيس للجمهورية، لتقول «حري بمن يتبجح بصلاحيات الرئيس أن يذهب لإنتخاب رئيس للجمهورية».
وأشارت الى انّ رئيس «التيار» يستخدم «ورقة الحكومة» للتعمية على ازمته الحقيقية في عدم قدرته على الترشح لرئاسة الجمهورية او الضغط على»حليفه الأساسي «حزب الله» للعدول عن موقف دعم ترشيح سليمان فرنجية». وقالت: «انّ باسيل يحاول المقايضة بين الورقة الحكومية، وسلة مطالب وضمانات من «حزب الله» تتعلق بحضور تياره في الدولة والمؤسسات خلال السنوات الست المقبلة بعد انتهاء العهد. ومتى إطمأن رئيس «التيار» الى حصوله على ما يريد، عندها تلحق «حقوق المسيحيين» بسواها من الشعارات التي طوتها المصالح والتفاهمات المصلحية السابقة التي نسجها مسيحياً واسلامياً وانقلب عليها لاحقاً».
الحرب على المخدرات
من جهة ثانية، برزت امس زيارة قائد الجيش العماد جوزف عون الى عين التينة ولقاؤه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتناول البحث شؤوناً امنية وعامة. كذلك زار قائد الجيش المستشفى العسكري المركزي اثنين من العسكريين الجرحى الذين أصيبوا أثناء عملية دهم خلية تقوم بتجارة المخدرات وترتكب جرائم قتل في حي الجورة – برج البراجنة في الضاحية الجنوبية بتاريخ 12/1/2023، واطّلع على وضعهما الصحي متمنياً لهما الشفاء العاجل. وكذلك تفقّد قيادة فوج التدخّل الرابع في ثكنة هنري شهاب حيث استمع إلى إيجاز حول العملية، والتقى بعناصر الفوج ومكتب أمن الضاحية الجنوبية التابع لمديرية المخابرات بمَن فيهم بقية العسكريّين الجرحى الذين أصيبوا أثناء العملية.
وتَوجّه قائد الجيش إلى العسكريين بكلمة جاء فيها: «لمستُ من رفاقكم الجرحى ومنكم عنفوانَكم وإيمانَكم بالمؤسسة العسكرية وبلبنان، وإصرارَكم على تنفيذ مهماتكم بإقدام واحتراف على الرغم من الصعوبات، واستعدادَكم لتقديم التضحيات بكل قناعة. أنتم فخرٌ لقيادتكم ولبلدكم الذي يكبر بكم، وأنتم عمودُه الفقري الأساسي والأمل في إنقاذه، ولولاكم لما بقي صامداً، وتاريخُنا يشهد على ما حلّ بوطننا في غياب الجيش. إنني أنحني أمام تضحياتكم وشجاعتكم.» وأضاف: «وحداتُ الجيش كافةً تحارب المخدارت على امتداد الأراضي اللبنانية، فهي أخطر من الإرهاب وواجبنا حماية أهلنا في الضاحية وسائر المناطق من هذا السمّ الذي قد يدخل إلى كل بيت وعائلة، وأن نوفّر لهم الأمان ونَرُدّ عنهم وعن أولادهم شرّ هذه الآفة. نحن مصممون ومصرّون على خوض حربنا ضدّ المخدرات مهما طالت. الشعبُ بجميع أطيافه وانتماءاته داعم لكم في هذه الحرب، فكونوا على قدر آماله».
وهنّأ العماد عون العسكريين على نجاحاتهم المتواصلة في أداء الواجب بكل اندفاع على الرغم من الأزمة القائمة، مؤكّداً أنّ قيادة الجيش تقف إلى جانبهم في هذه الظروف العصيبة، وداعياً إياهم إلى الصبر لتجاوز هذه المرحلة.
تهديد اسرائيلي
في مكان آخر، كشف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي المنتهية ولايته الجنرال أفيف كوخافي، أنّ «الجيش الإسرائيلي بلور خلال العام المنصرم ثلاث خطط لشن هجوم في إيران، كضربة انتقامية لا علاقة لها بالبرنامج النووي، لتدمير المنشآت والمنشآت النووية الداعمة للمشروع النووي».
وأضاف كوخافي، في حديث مع وسائل الإعلام الإسرائيلية قبيل مغادرته المنصب، أنّه «لو تعلّق الأمر بدخول معركة كبيرة، فستدخل مواقع عسكرية وأصول إضافية إلى قائمة الأهداف».
كما لفت الى أنّ «إيران تمتلك اليوم مواد مخصبة تكفي لإنتاج أربع قنابل نووية – ثلاث بمستوى 20% وواحدة بمستوى 60%»، محذّرًا «حزب الله» من أنّ «الجيش أعدّ خططًا هجومية لها أيضًا إذا قررت تصعيد الوضع».
وقال قائد الجيش الإسرائيلي: «نحن نعمل على أمرين مهمين: الأول هو تحديد موقع الصواريخ الإيرانية لكي نقوم يوم التنفيذ بضرب أكبر عدد ممكن منها. والأمر الثاني إنشاء نظام دفاع جوي لتحييد هذه الصواريخ».
وتابع: «نحن نفترض افتراضًا عمليًا أنّ هجومًا في إيران قد يؤدي إلى حملة ضدّ إيران وحملة في المنطقة الشمالية، يشارك فيها «حزب الله» وربما يقودها، واسرائيل في هذه الحالة مستعدة لإعادة لبنان 50 عاماً إلى الوراء إذا دخلت في حرب مع «حزب الله، لأنّها لن تكتفي باستهداف هذا الحزب، بل ان الجيش الإسرائيلي أعدّ خططاً هجومية لاستهداف الأراضي اللبنانية، خاصة البنية التحتية، إذا قّرر الحزب تصعيد الوضع».
ووصف كوخافي اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان بأنّه «جيد»، مشيرًا إلى أنّ «جميع المصالح الأمنية لإسرائيل تمّ ايفاؤها في هذه الاتفاقية». وقال: «هذه الصفقة تخدم كلاً من إسرائيل والجيش الإسرائيلي، ولهذا السبب دعمناها»، مؤكّدا أنّ «حزب الله» كان يستعد «لتصعيد الأمور في حال انهيار المحادثات بشأن الاتفاق، والجيش الإسرائيلي مستعد للردّ حسب الحاجة»، مشيراً أنّه «كانت لدينا خطط طوارئ في حالة قيام «حزب الله» بإحداث تصعيد، أي إجراء من جانبه كان سيثير ردّ فعل مضاعف من جانبنا».
*********************************
افتتاحية صحيفة اللواء
جلسة الكهرباء منتصف الأسبوع على إيقاع التوتر بين الحزب والتيار
عبد اللهيان من منصة لبنان يُرحّب بالعلاقة مع السعودية.. وصدام بين الأهالي وأمن الدولة بعد توقيف نون
على الرغم من مرارة أزماته وتعددها المريب، لا تزال عواصم المركز والاقليم، تبحث عن مساحة حركة في هذا البلد. فالقضاء الأوروبي (الالماني، والفرنسي، واللوكسمبورغي) يبحث عن نفوذ في خبايا الفساد اللبناني، عبر التحويلات والتبييضات (نسبة الى تبييض الاموال).
والدبلوماسية الايرانية، لا ترى في البلد، من وقت لآخر، سوى منصة للاعراب عن موقف او توجيه رسائل في هذا الاتجاه الاقليمي او العربي او حتى الغربي والأميركي، وهذا ما فعله، كما لاحظت المصادر المتابعة عبر الحركة التي قام بها وزير خارجية ايران أمير حسين عبد اللهيان الى بيروت، واجتماعه الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين زياد نخالة، فضلاً عن مؤتمر صحفي عقده في الخارجية بعد لقاء مع نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب، وفيه تحدث عن عدة نقاط ابرزها «تقدم ما» في العلاقة مع المملكة العربية السعودية، والانفتاح التركي على سوريا.
واعربت مصادر سياسية عن اعتقادها بأن زيارة وزير الخارجية الايراني الى لبنان، كانت بهدف اثبات حضور ايران وجودها ديبلوماسيا في المنطقة، وتحويله إلى منصة، بعد سلسلة التحركات الاخيرة بين موسكو ودمشق وانقرة، لمناقشة الملف السوري واجراء مصالحة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس السوري بشار الاسد، بغياب ايراني لافت، بالرغم من العلاقات الجيدة التي تربط النظام الايراني بالدول الثلاث، ووجود قوات ايرانية ومليشيات تابعة له في مناطق سورية عدة.
وقالت المصادر ان زيارة وزير الخارجية الايراني إلى لبنان والتي تمت بمبادرة منه، لم تتطرق إلى تفاصيل تطوير العلاقات بين البلدين، كما اراد الايحاء بذلك، بل كان حديث عابر لزوم اللياقات الديبلوماسية التي يبرع فيها الوزير الايراني، الذي ركز مجمل احاديثه مع الذين التقاهم عن الوضع الداخلي بايران، محملا الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل واعوانهم مسؤولية اشعال الاحداث الاخيرة في بلاده، لاضعاف موقفها بمفاوضات الملف النووي وتسهيل تدخلها بشؤون المنطقة.
ونقلت المصادر عن وزير الخارجية الايراني طمانته لكل من التقاهم، بانه تم القضاء على كل محاولات الاخلال بالنظام واستهداف الثورة الاسلامية وان الاحداث اصبحت في نهاياتها، ولاخوف على الاستقرار، لان الدولة موحدة بكل قواها لمواجهة العناصر المخربة والخارجة عن النظام وتقف لها بالمرصاد، ولا داعي للقلق اطلاقا مما يروج من اعداء الثورة الاسلامية.
اما بخصوص ما عليه وزير الخارجية الايراني عن استعداد بلاده لمساعدة لبنان لانشاء معملي للكهرباء للمساهمة بحل ازمة الكهرباء، ذكرت المصادر بأن العرض الايراني قديم، وليس بجديد، وسبق للحكومة اللبنانية ان بحثت هذا الموضوع مع المسؤولين الإيرانيين بالتفاصيل خلال زيارة قام بها وفد لبناني تقني إلى طهران، وتبين استحالة قبول العرض الايراني، لنواقص وعدم وضوح في مضمونه، ولتدني مستوى التقنية المعتمدة، والاهم من كل ذلك، الشروط المالية التي تلزم الدولة بتبعات طويلة المدى وباثمان باهظة، خلافا لكل الادعاءات والمواقف التي تصدر عن تسهيلات واعفاءات، ليست موجودة على الاطلاق في المباحث التفصيلية.
ومع بقاء الملف الرئاسي اللبناني خارج حلبة النقاشات، وفقاً لما تيسر من معلومات، فان الكباش الداخلي مستمر اذ لا يفوّت التيار الوطني الحر فرصة إلا ويُعيد فيها حضوره الاعتراضي على ادارة الحكومة المستقيلة لشؤون الدولة، وسدّ ما يمكن سده من احتياجات، لا بد منها كسلفة الكهرباء، وجلسة السرطان وربما جلسات أخرى.
ومع ذلك، فإن جلسة مجلس الوزراء الثانية، ستعقد، ربما الاربعاء او الخميس، في حال وجهت الدعوة اليها الاثنين، من قبل الرئيس نجيب ميقاتي، الذي شكا فيه وزير الطاقة والمياه وليد فياض بأنه لم يرد على اتصاله الهاتفي به.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان الأسبوع الحالي يقفل على سلسلة تطورات يحدر التوقف عندها ولا سيما في الموضوع القضائي وكذلك بالنسبة إلى زيارة وزير الخارجية الإيرانية وما صدر في خلالها من مواقف لا بد من ترقب مفاعيلها. وأشارت هذه المصادر إلى أنه في الملف الرئاسي لم يبرز أمر جديد بأنتظار ما قد يستجد الأسبوع المقبل قبيل جلسة الانتخاب على ان زيارة قائد الجيش الى رئيس مجلس النواب لا يمكن إدراجها في إطار بحث الملف الرئاسي فحسب .
اما بالنسبة إلى جلسة مجلس الوزراء فأتها على قاب قوسين أو أدنى من الانعقاد وتنتظر دعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال لها، وهي محصورة بالبنود الأساسية التي لا تحتمل تأجيل.
تدوير زوايا الجلسة
وبعد ان اكد حزب الله مشاركته في جلسة مجلس الوزراء الاسبوع المقبل شرط حصر البحث فيها بملف الكهرباء، افادت بعض المعلومات ان الدعوة ستوجه الى مجلس ادارة كهرباء لبنان للمشاركة فيها. وعُلم ان الجلسة ستبحث في بندين فقط هما مرسوم سلفة الفيول، ومشروع مرسوم توقيع اتفاقية بيع زيت الوقود بين لبنان والعراق.
وبالنسبة الى موقف الوزراء المعارضين لعقد الجلسة، فقد قالت مصادرهم لـ «اللواء»: حتى الان لم تتم الدعوة الى عقد الجلسة والاتصالات ما زالت قائمة لمعالجة موضوع سلفة الفيول اويل لتشغيل معامل الكهرباء.
وكشفت ان وزير الطاقة والمياه وليد فياض بصدد اعداد مشاريع مراسيم تتعلق بما هو مطروح حول ملف الكهرباء في جدول اعمال الجلسة، بصيغة توقيع 24 وزيراً وتحال الى الامانة العامة لمجلس الوزراء للموافقة عليها وتوقيعها. وقد تم التفاهم بيننا على هذه الصيغة.
لكن المصادر اضافت: اما اذا كان هناك تدوير زوايا لعقد الجلسة لكن ببند وحيد هو ملف الكهرباء، فيمكن ان نعيد النظر بموقفنا من عدم الحضور، لأن ما يهمنا هو تيسير وتسيير شؤون المواطنين.
والى حين البت بالاقتراح لا سيما لجهة قبول الرئيس ميقاتي به وهو الذي يرفض توقيع الـ24 وزيراً كما يرفض المراسيم الجوالة، طرح بعض الخبراء سؤالاً عمّا اذا كانت الاموال متوافرة لدفع ثمن الفيول والغرامات المترتبة على وقوف اربع بواخرمحملة بالمادة في عرض البحر منذ اسبوعين بغرامة قدرها نحو سبعين الف دولار؟ اي اكثر من المبلغ المطلوب لسعر الفيول وهو 62 مليون دولار. وفي حال وفّرتها الدولة… من اي مصدر. هل من ما تبقى اموال المودعين والمضاربات في سوق الدولار السوداء؟.
عبد اللهيان والدعم
دبلوماسياً، شملت لقاءات عبد اللهيان كلاً من الرئيسين بري وميقاتي. وعقد بوحبيب وعبد اللهيان مؤتمرا صحافيا بعد الاجتماع، قال فيه بو حبيب: تشرفتُ بلقاء وزير الخارجية الإيراني ولمستُ منه تأكيداً إيرانياً على أهمية استقرار لبنان والإسراع بانتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية. وعبّرت للوزير الإيراني عن حرص لبنان على استقرار ايران كما أكدت رفض تدخل أي دولة في شؤون دولة أخرى.
وردا على سؤال حول العوائق امام العرض الايراني لتزويد لبنان بالفيول، قال بو حبيب: هناك محاولات جدّية للاستفادة من المساعدات الإيرانية للبنان وهناك طبعاً عوائق وضغوط خارجية. مع هذا، فإننا في لبنان مستمرون في محاولاتنا بشأن تلك المساعدات.
بدوره، أكّد عبد اللهيان أن «إيران ستبقى دائماً الصديق الوفي للبنان في السراء والضراء»، مشيراً إلى أنّه «تداول مع بو حبيب في سُبل تعزيز العلاقة بين البلدين على الصعد السياسيّة والاقتصادية والسياحية».
وأضاف: اتفقنا مع وزير الخارجية اللبناني على تفعيل العلاقات الثنائية بين بلدينا وبدأنا نشهد نتائج ملموسة في هذا الإطار، ونحن مُستعدون للالتزام بالأمور الملقاة على عاتقنا من خلال اتفاقٍ بتزويد لبنان بالفيول. واعلن ان «فريقا تقنيا لبنانيا زار إيران واجتمع مع المعنيين لتأمين الفيول والمحروقات التي يحتاجها لبنان من أجل الكهرباء».
وأعلن عبد اللهيان أن «إيران على أتمّ الاستعداد لبناء وتأهيل معامل الطاقة الكهربائية في لبنان بالتنسيق مع الحكومة».
ورداعلى سؤال حول موقف ايران من انتخاب رئيس الجمهورية ومساعيها في هذا المجال؟ قال عبد اللهيان: أن بلاده لا تتدخل في الأمور الداخليّة للبنان، وهي تُرحّب بتلاقي وتحاور كل التيارات السياسية. ونحن على ثقة تامّة بأنّ التيارات السياسية اللبنانية لديها الوعي والتجربة الكافيتين لإيجاد مخرج للشغور الرئاسيّ.
بعدها توجه عبد اللهيان والوفد المرافق الى السراي حيث إستقبله الرئيس ميقاتي. وتم خلال الاجتماع بحث العلاقات بين لبنان وإيران وسبل تطويرها، اضافة الى الوضع في المنطقة. وأكد الرئيس ميقاتي في خلال الاجتماع أن »الاوضاع في لبنان صعبة، ولكننا نعمل على تسيير الأمور ولدينا الثقة والعزيمة للعمل على الخروج من هذه المحنة«.
والتقى عبد اللهيان بعد الظهر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وبحث معه آخر التطورات والأوضاع السياسية في لبنان وفلسطين والمنطقة، وبخاصة «الاحتمالات والتهديدات الناشئة عن تشكيل حكومة الفاسدين والمتطرفين في كيان العدو، وموقعية حركات المقاومة وكل محور المقاومة في مواجهة المستجدات والأحداث الإقليمية والدولية» حسبما جاء في بيان عن اللقاء.
وعقد عبد اللهيان السادسة مساءً مؤتمرا صحفيا في مجمع الإمام الخميني تحدث فيه حول أهداف زيارته لبيروت، واكدالمضي في تطوير العلاقات الثنائية. وقال: إيران مستعدة لتأمين الفيول لتشغيل معامل الكهرباء عبر اتفاق بين البلدين. كما انها مستعدة لإقامة معملين لإنتاج الكهرباء في بيروت والجنوب بقدرة الف كيلوواط لكل معمل.وإ يران جاهزة للتعاون مع لبنان في مجال الطاقة عندما تكون الحكومة اللبنانية مستعدة لذلك.
وتطرق الى المسائل الاقليمية فقال: أجرينا 5 جولات من الحوار مع السعودية في بغداد ونحن مستعدون لإعادة العلاقات مع الرياض إلى طبيعتها، لكن السعودية غير مستعدة حتى الآن لتطبيع العلاقات مع إيران.
وأضاف: إن الكيان الصهيوني يمرّ في أصعب الظروف وأستطيع ان اقول وبكل ثقة بعد لقائي مع السيد نصر الله والأخ زياد نخالة، أن المقاومة في أبهى حالاتها سواء في لبنان أو في فلسطين.
دعم اوروبي
على صعيد آخر، اجتمع الرئيس ميقاتي مع المدير الاقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه قبل ظهر أمس في السراي الحكومي. وتم البحث في مشاريع البنك الدولي في لبنان، ومن بينها مساعدات لقطاع التعليم تبلغ نحو 25 مليون دولار تخصص للاساتذة في التعليم الرسمي وتتعلق بالإنتاجية وبحضور المعلمين الى المدارس.
وتناول اللقاء مساعدة تبلغ نحو مليون دولار ستخصص لقطاع الكهرباء من أجل إجراء التدقيق المالي في شركة كهرباء لبنان لأعادة دراسة التعرفة والوضع المالي، وإنشاء الهيئة الناظمة، اضافة الى البحث في إعطاء البنك الدولي قرضا ثانيا لشبكة «أمان».
كذلك تم البحث في الحصول على هبة من الصندوق الائتماني تبلغ نحو ستة ملايين دولار مساعدة لوزارة المالية من أجل النظام المعلوماتي والاصلاحات الضريبية والقانون الجديد للمحاسبة العمومية والتدقيق في أصول 14 مصرفا لبنانيا يمثلون 85 بالمئة من القطاع المصرفي خصوصا وان بدء عملية التدقيق من قبل الشركات الدولية هو أحد الشروط المسبقة للاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
غلاء المعيشة والدولار
على الصعيد المعيشي وفيما تجاوز سعر صرف الدولار امس 49 الف ليرة مقترباً من الخمسين بلا حسيب ولا رقيب ولا سبب مقنع مالي او اقتصادي، كشف وزير العمل مصطفى بيرم أنّه تمّ الاتفاق على زيادة مليون و900 ألف ليرة على رواتب موظفي القطاع الخاص، وتحويل بدل النقل الى 125 ألفاً في القطاع الخاص وسنضغط لإقراره في القطاع العام.
وبعد اجتماع لجنة المؤشر لبحث رفع الحد الأدنى للأجور والتقديمات الاجتماعية، أكّد الوزير بيرم أنّ المنح التعليمية ستُدفَع في أيلول المقبل.
وقال: ما أنجزناه يُلزم الضمان بإجراء تعديلات بخصوص الاستشفاء والدواء والأمومة.
ومع اقتراب الدولار من عتبة الخمسين الف ليرة، أظهر جدول تركيب أسعار المشتقات النفطية الصادر امس، عن وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط، ارتفاعاً في سعر صفيحتي البنزين 95 و98 أوكتان 21000 ليرة لبنانية، وسعر صفيحة المازوت 15000 ليرة، وقارورة الغاز 14000 ليرة لبنانية. وأصبحت الأسعار على الشكل الآتي: صفيحة البنزين 98 أوكتان: 846000 ليرة، صفيحة البنزين 95 أوكتان: 824000 ليرة، صفيحة المازوت: 881000 ليرة، قارورة الغاز: 521000 ليرة.
القضاء الأوروبي
وبدءاً من بعد غد الاثنين، يبدأ الوفد القضائي الالماني والفرنسي واللوكسمبورغي مهمته في بيروت، بعد وضع الترتيبات في قصر العدل، فيستمع الى شخصيات لبنانية مصرفية ورقابية، وعلم انه الى اثنين من نواب حاكم مصرف لبنان السابقين، رئيس هيئة الرقابة على المصارف السابق، ويرجح أن يكون سمير حمود بصفتهم شهوداً وليس إلا.
وفي شأن قضائي آخر، اوقفت دورية من امن الدولة الناشط وليم نون، على خلفية ملاحقته حول ما جرى في قصر العدل في اليومين الماضيين.
واستمر التحقيق مع نون في أمن الدولة، بحضور محاميه والنائب ملحم خلف، في حين حمل نواب في «القوات اللبنانية» على ما وصفوه بالدولة البوليسية، مؤكدين التضامن مع الموقوف نون.
وتحرك أهالي انفجار المرفأ للمطالبة بالإفراج عن نون، الأمر الذي أدى الى إشكال مع عناصر أمن الدولة.
كورونا: 215 إصابة
الكوليرا: صفر إصابات
صحياً، سجلت امس وزارة الصحة 215 إصابة جديدة بفايروس كورونا، مما رفع العدد التراكمي الى 1.225047 إصابة، مع تسجيل حالة وفاة واحدة. أو في ما خص اصابات الكوليرا، لم تسجل اي اصابة جديدة، ولا اي حالة وفاة.
*********************************
افتتاحية صحيفة الديار
الخلاف الداخلي ولا مبالاة الخارج… يُؤجلان انتخابات الرئاسة الى أبعد من الربيع وربما الصيف
طالما فرنجية مرشح فالثنائي الشيعي لن يتركه وكلمة سر دولية قد تأتي بالعماد عون رئيساً
الدولار سيصل الى 6 أرقام… وأزمة معيشية ستنفجر ولا حلول – نور نعمة
بين مواصلة الدولار في السوق السوداء الارتفاع وازدياد السرقات في كل المناطق اللبنانية الى جانب توسع تداعيات ازمة النازحين السوريين على الاقتصاد اللبناني الذي يشهد انهيارا متسارعا فضلا عن الاجواء المشحونة حول انعقاد جلسة حكومية لبند الكهرباء، لا يأخذ المسؤولون اللبنانيون اي مبادرة لتحسين الوضع او التخفيف من وطأة الازمة على المواطنين كما لا يقدم المسؤولون على اي تنازل في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية لاعادة انتاج سلطة تواجه المخاض الخطير الذي يعصف بالدولة اللبنانية وشعبها.
ويترائ للناس ان هناك مخططا بانهاك لبنان عن سابق تصور وتصميم وايصاله الى الحضيض لاهداف سياسية اذ ان ما يحصل من غير المعقول ان يكون مصادفة او ازمات عفوية بل في الحقيقة يتبين ان هناك ازمات مفتعلة يوما بعد يوم لضرب لبنان بشكل قاس جدا.
وعليه، اعتبرت مصادر سياسية للديار ان فترة الشغور الرئاسي ستطول ولن تكون في فصل الربيع كما قيل سابقا بل من المحتمل ان تلامس فترة الصيف المقبل وذلك نتيجة الوضع الداخلي في لبنان الذي لا يسمح بانتخاب رئيس للجمهورية حاليا بسبب الخلافات السياسية ومواقف قادة الاحزاب والكتل النيابية. وهناك سبب اخر لهذا الشغور وهو انه طالما الوزير سليمان فرنجية مرشح فان حزب الله لن يسحب دعمه له وكذلك الرئيس نبيه بري. واذا افترضنا ان التيار الوطني الحر التقى مع المعارضة على مرشح لرئيس للجمهورية فلا يمكنهم انتخابه لانه سيكون رئيسا غير ميثاقي بغياب اي نائب شيعي حتى ولو استطاع تأمين اصوات النصف زائد ببضعة اصوات. اما السبب الثالث الرئيسي لتأخير انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان فهو انه ليس هنالك من اتفاق دولي يحصل على غرار ما حصل في الطائف او كما حصل مع العماد عون عندما انسحب الجميع له. والسبب الخارجي الاهم ان واشنطن غير مهتمة حاليا بالاستحقاق الرئاسي اللبناني ولا اوروبا ولا السعودية ودول الخليج ولا ايران حيث ان الاخيرة تترك هذا القرار لحزب الله. وبالتالي في غياب تركيبة دولية اقليمية تؤدي الى تامين الغطاء والضغط ، لن يتم انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان. وقصارى القول ان السعودية غير مهتمة بالشان اللبناني حتى الان اما فرنسا فهي غير مستعدة لحرق اصابعها في لبنان على غرار ما حصل عند تشكيل حكومة مهمة يوم تم تكليف السفير مصطفى اديب وما نتج عنها من فشل المبادرة الفرنسية. وعليه، ان تجربة تحرك دولي لانتخاب رئيس جمهورية لن تتم حاليا على مدى اشهر عدة.
وتقول هذه المصادر انه لا يوجد بصيص امل في الملف الرئاسي بل كلام بكلام ولا شيء ملموسا على ارض الواقع. ذلك ان الحديث عن اجتماع مرتقب سينعقد في فرنسا يجمع الاميركيين والسعوديين للبت بالمف الرئاسي اللبناني لم يترجم فعليا ولم يحصل حتى هذا التاريخ بل بقي كلاما اعلاميا لا اكثر. والحال ان الحركة الدولية اقتصرت على دعوة فرنسا واميركا والسعودية المسؤولين اللبنانيين الى انتخاب رئيس للجمهورية وبالتالي لا حركة ديبلوماسية دولية فعلية في هذا النطاق.
هذا المشهد الدولي يلفت الى ان المجتمع الدولي لا يزال في سياق «حث» القوى السياسية على انتخاب رئيس ولكن دون ادوات ضغط على هذه القوى. وهنا، تجدر الاشارة الى ان الاوروبيين حاولوا سابقا التلويح بفرض عقوبات من اجل تشكيل حكومة ولكن لم ينفذوا اقوالهم في هذا المجال.
الدولار الى اين؟
وتقول المعلومات ان الدولار سيرتفع الى ستة ارقام اي الى اكثر من 100 الف ليرة لبنانية للدولار الواحد وحتى لن يقف عند هذا الحد بل سيواصل ارتفاعه. اما قضية تحديد سعر رسمي للدولار كما قيل انه سيحصل في بداية شباط ، تقول المعلومات ان هذا الامر لن يحصل على الارجح لان حاكم المصرف المركزي لن يقرر لوحده هذا الموضوع في ظل ارتفاع سعر الدولار بشكل جنوني. من هنا، سيكون هذا الموضوع على طاولة حكومة تصريف الاعمال التي لن تتحمل المسؤولية في تحديد سعر صرف الدولار وسوف ترسل هذا الموضوع الى المجلس النيابي ليتخذ الاخير القرار في هذا الشان. ولذلك فان لبنان سيدخل مرحلة خطيرة من ازمة معيشية للناس رغم ان عائلات لبنانية تتلقى عملات اجنبية من اقاربها واولادها ولكن يبقى مليون عائلة ونصف المليون دون دعم خارجي من العملة الاجنبية. اذا لبنان امام ازمة معيشية ستجتاح المليون عائلة ونصف المليون وسوف ينزلون الى الشارع ما سيؤدي الى فوضى امنية كبيرة. في الوقت ذاته، يقول احد كبار المسؤولين ان الشعب اللبناني لا يثور ولن يثور بل تبقى الامور تحت السيطرة رغم الاعتراف بان مظاهرات ستحصل وسيتم قطع بعض الطرقات انما تبقى الامور ضمن حدود مقبولة. وهذا الامر قد يدعو الى التسريع بانتخاب رئيس للجمهورية فقط اذا حصل انفلات امني كبير واهتز الاستقرار في لبنان بشكل عنيف وعندها يصبح الملف اللبناني عند واشنطن وباريس والرياض على طاولتهم في مرتبة اولى.
العماد جوزاف عون والوزير سليمان فرنجية
الى ذلك، من عوامل عدم حصول انتخابات رئاسية ان حزب الله والرئيس نبيه بري لن يتخلوا عن تأييد الوزير فرنجية الا في حال انسحب الاخير. وطالما ان فرنجية مرشح لرئاسة الجمهورية سيبقى الثنائي الشيعي يؤيده وقسم من نواب السنة وكتلة الوزير السابق وليد جنبلاط الا اذا كانت السعودية ستقرر دعم العماد جوزاف عون وعندها سيكون هناك خيار واحد امام جنبلاط وهو تأييد العماد جوزاف عون.
ازمة الكهرباء وتأمين النصاب في جلسة الحكومة
على الصعيد الحكومي، علمت الديار ان الاوضاع مقبلة على اشكال كبير وتحديدا بين حزب الله والتيار الوطني الحر في ظل رفض مطلق من النائب جبران باسيل بعقد جلسة حكومية حتى لو كانت لبند وحيد وضروري فيما حزب الله ابلغ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي انه سيحضر الجلسة اذا اقتصر جدول الاعمال على سلفة الكهرباء. من جهة اخرى، سيقاطع وزراء التيار الوطني الحر جلسة مجلس الوزراء التي سيدعو اليها الرئيس ميقاتي الاثنين او الثلثاء في حين ان حزب الله سيحضر الجلسة لتأمين النصاب والبحث في حل مشكلة الكهرباء بشكل نهائي.
في المقابل، لا يزال الوزير جبران باسيل على موقفه ان حكومة تصريف اعمال لا يمكنها ان تجتمع في ظل الشغور الرئاسي مع العلم ان وزير الطاقة وليد فياض سيغيب عن الجلسة. ويشار الى ان ردة فعل باسيل على مشاركة حزب الله في الجلسة الحكومية المرتقبة هو خارج الاتفاق بين المقاومة والوطني الحر حيث يقول باسيل انه عقد اتفاقا مع حزب الله على الحضور سويا والغياب سويا. اما حزب الله فيعتبر ان ازمة الكهرباء يجب معالجتها لانها تمس بحياة المواطنين فضلا انها تؤدي الى عدم وصول المياه الى بيوتهم لان محطات الضخ تعمل على الطاقة الكهربائية. ويعتبر باسيل انه وراء الكواليس فان المعركة الحقيقة التي تحصل يقودها الرئيس نبيه بري ضده واضعا ميقاتي في مواجهة الوطني الحر
وفي النطاق ذاته، يطرح باسيل البديل في كيفية اقرار سلفة الكهرباء عبر توقيع 24 وزيرا ورئيس الحكومة على المراسيم الجوالة بما ان هناك شغورا رئاسيا. وبالتالي يعتبر باسيل ان حكومة تصريف الاعمال لا يمكنها ان تأخذ دور رئيس الجمهورية.
اما الواقع الشعبي اللبناني فهو مع استيلام الفيول من اربع بواخر وضخ الكهرباء لعشر ساعات في اليوم الواحد. ولذلك موقف باسيل ضعيف امام تعطيل الحكومة لان الامر شعبي جدا والكهرباء مطلوبة لانها امر حيوي لكل بيت لبناني.
اما القوات اللبنانية فموقفها يتمايز بعض الشيء عن موقف الوطني الحر حيث ان الاخير يرفض اي اجتماع للحكومة بتاتا وعليه ستنظر القوات في الامر اذا كان جدول اعمال الحكومة ببند او بندين كحد اقصى وتبني على الشيء مقتضاه.
حزب الله امن الغطاء لجلسة حكومية برئاسة ميقاتي وهذا ما يرفضه باسيل
لا شك انه في المرة الماضية ، كانت الدعوة لجلسة حكومية مفاجأة اذا جاز التعبير وعليه شارك وزراء حزب الله فيها دون تشاور ما ادى الى ازمة كبيرة مع الوطني الحر انما هذه المرة الحزب على دراية باجتماع الحكومة مسبقا وقيام رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بالدعوة للجلسة فهذا الامر يؤكد ان ميقاتي نسق مع الثنائي الشيعي من اجل انعقاد جلسة للحكومة. هذا يعني ان حزب الله يريد توجيه رسالة لباسيل مفادها انه سيواصل الضغط عليه طالما ان الاخير يريد الابقاء على خلافه الرئاسي مع الحزب بما انه لا يريد تبني ترشيح سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية.اضف على ذلك، يريد حزب الله القول للنائب جبران باسيل انه سيذهب الى المزيد من الانفصال سياسيا وايضا ان التعامل مع باسيل يختلف عن التعامل مع الرئيس السابق العماد ميشال عون فضلا انه مع نهاية ولاية عون دخل حزب الله مرحلة جديدة على الصعيد السياسي. وفي هذا السياق، لفتت اوساط سياسية ان حزب الله وضع اولوية له وهي نسج علاقة جيدة مع البيئة السنية عبر الرئيس ميقاتي الى جانب ان الحزب ليس بوارد وضع الملف الرئاسي ولا الموضوع الحكومي بيد رئيس التيار الوطني الحر معتبرا الحزب انه اعطى باسيل بما فيه الكفاية ولا يمكنه اعطاء المزيد. وهنا يضع حزب الله النائب جبران باسيل امام خيارين: اما الانتظام والامتثال عبر تبني مرشح حزب الله. اما يتحمل باسيل مسؤولية خياراته السياسية.
هل يصعد باسيل سياسيا؟
في المقابل، هل يكون رد باسيل بتسمية مرشح في الجلسة المقبلة لمجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية والتخلي عن خيار الورقة البيضاء؟ هنا، تتضارب المعلومات حيث البعض يقول انه ليس بالضرورة ان يلجأ باسيل الى هذا الخيار وفقا لاوساط سياسية في حين ترى مصادر مطلعة للديار ان باسيل سيسمي مرشحه الرئاسي في الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس للجمهورية.
اما اسم جورج خوري فيجري تداوله كمرشح لرئاسة الجمهورية بما انه شخصية مقربة من كل الاقطاب ويذكر ان بكركي كانت اول من طرحه.
هل لبنان على مسافة قصيرة من انفجار اجتماعي؟
الى ذلك، هناك عداد يومي لارتفاع الاسعار في قطاع المحروقات حيث وصلت صفيحة البنزين الى حدود المليون ليرة لبنانية وهذا الامر ينسحب ايضا على صفيحة المازوت. ووصلت قارورة الغاز الى 550 الف ليرة لبنانية والارتفاع يومي بالاضافة الى الادوية وتحديدا حليب الاطفال والادوية السرطانية التي ارتفعت اسعارها مئة بالمئة. اضف على ذلك، القطاع التربوي يتدهور بشكل سريع وسط الاضرابات التي تشمل المتعاقدين والمعلمين الرسميين فضلا عن مشاكل النزوح السوري والحديث عن ازمة خبز جديدة تلوح في الافق وغلاء النقل المشترك وبالتالي كل قطاعات الدولة متوقفة مع غياب الموظفين عن اعمالهم وعليه تمر الدولة باسوأ مرحلة وهذا ما سيؤدي الى انفجار اجتماعي حتمي.
ما هدف زيارة وزير الخارجية الايراني للبنان؟
في غضون ذلك، طرحت زيارة وزير الخارجية الايراني تساؤلات عدة حيث فسرها البعض ان هذه الزيارة هدفها البحث في الملف الرئاسي ولكن هذا الامر غير صحيح خاصة ان بعد كلام السيد حسن نصرالله الذي يركز في كل خطاباته على ان الملف الرئاسي ليس في ايران او في دمشق بل عند اللبنانيين.وهذا الامر قاله السيد نصرالله في خطابه الاخير. وعليه ترى مصادر وزارية ان زيارة وزير الخارجية الايرانية للبنان تاتي للتأكيد على المعادلة التي ارساها حزب الله في الملف الرئاسي وايضا ليجدد الوزير الايراني دعم لبنان عبر تقديم المساعدات للدولة اللبنانية حيث ان الهبة الايرانية في الفيول ما زالت قائمة والتي رفضتها الولايات المتحدة الاميركية ووافق لبنان عليها رغم انها هبة ولا تخضع لشروط العقوبات المفروضة على الجمهورية الاسلامية الايرانية.
*******************************
افتتاحية صحيفة الشرق
عبد اللهيان يكرّر وعود الكهرباء والفيول من دون تنفيذ بمثل استخفاف الدويلة بالدولة، جاءت مواقف وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان اثر جولته على المسؤولين في بيروت. الرجل الذي حل ضيفا على “الدولة والشعب” في توقيت يطرح تساؤلات ويثير جدلا، في زمن فراغ رئاسي وشلل حكومي وانهيار اقتصادي، ليس اقل اثارة من الجدل الداخلي المثار حول مجمل الملفات الخلافية، اعلن بالفم الملآن ان ايران لا تتدخل في قضايا لبنان وابرزها الانتخابات الرئاسية، مكررا مواقف معهودة وممجوجة عن بلاده الصديقة الوفية للبنان في السراء والضراء، وناطقا بلغة محوره في لبنان عن اهمية الحوار بين القوى السياسية لحل ازمة الشغور الرئاسي.
ووفق مقولة “عالوعد يا كمون”، تحدث الديبلوماسي الايراني عن هبة الفيول الموعودة التي لم يلمس اللبنانيون اثرا لها الا نظريا وعبر زيارة وفد تقني لبناني الى طهران لم تضء بصيص نور في لياليهم الكالحة، ولا دفّأت اجسادهم المثلجة نتيجة عجزهم عن سداد فواتير المولدات المليونية بفعل انعدام كهرباء دولتهم المختلف قادتها والمسؤولين فيها على بواخر فيول ارتأى وزير الطاقة استحضارها دون تأمين اعتمادات مالية لسداد ثمنها وما زالت قابعة على الشاطئ تغرّم اللبنانيين مئات ملايين الدولارات وقد ناهزت المليون، بدل رسوها.
لا نتدخل
حركة عبد اللهيان ملأت الساحةَ امس وخرقت الجمود السياسي في اليوم الثالث من الحداد الوطني على الرئيس الراحل حسين الحسيني. اذ جال على المسؤولين مؤكدا ان بلاده لا تتدخل في قضايا لبنان وأبرزها الانتخابات الرئاسية، وانها مستعدة لدعم بيروت في محنتها خصوصا على صعيد الكهرباء والفيول. واعلن الديبلوماسي الايراني من الخارجية أن ”إيران ستبقى دائمَا وأبدا الصديق الوفي للبنان في السراء والضراء”، لافتا الى ان “التعاون بين إيران ولبنان ينعكس إيجابا على مصلحة شعبينا”. واعلن ان “فريقا تقنيا لبنانيا زار إيران واجتمع مع المعنيين لتأمين الفيول والمحروقات التي يحتاجها لبنان من أجل الكهرباء.” وقال ردا على سؤال: لا نتدخل بحال من الأحوال في شؤون لبنان وندعم ونرحب بتلاقي وتحاور كل التيارات السياسية لحل مسألة الشغور الرئاسي ونحن على ثقة تامة ان التيارات السياسية لديها الوعي السياسي والتجربة لتضع مخرجا للشغور.
لتطوير العلاقات
بعدها توجه عبداللهيان والوفد المرافق الى السراي حيث إستقبله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.. تم خلال الاجتماع بحث العلاقات بين لبنان وإيران وسبل تطويرها، اضافة الى الوضع في المنطقة. وأكد الرئيس ميقاتي في خلال الاجتماع أن ”الاوضاع في لبنان صعبة، ولكننا نعمل على تسيير الأمور ولدينا الثقة والعزيمة للعمل على الخروج من هذه المحنة”. ومن السراي انتقل عبد اللهيان، الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، مع الوفد المرافق. واجتمع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.
كما التقى عبداللهيان بعد الظهرالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
قائد الجيش
في الغضون، برزت زيارة قام بها قائد الجيش العماد جوزف عون الى عين التينة امس، في وقت استقبل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو، مساء الخميس، الوزير السابق فارس بويز، حيث تم عرض للأوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية.
كما تفقد قائد الجيش فوج التدخل الرابع في الضاحية الجنوبية لبيروت إثر العملية التي نفذها الفوج مع مديرية المخابرات أمس في حي الجورة في برج البراجنة.
كهرباء لبنان
من جهة ثانية، وبعدما اكد حزب الله مشاركته في جلسة مجلس الوزراء العتيدة شرط حصر البحث فيها بملف الكهرباء، وقد افيد امس ان دعوة وُجهت الى مجلس ادارة كهرباء لبنان للمشاركة فيها، لا موقف من التيار الوطني الحر من توجّه الضاحية هذا.
الدولار يحلّق
معيشيا، ومع اقتراب الدولار من عتبة الـ49 الفا كاسرا رقما قياسيا جديدا، أظهر جدول تركيب أسعار المشتقات النفطية الصادر امس عن وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط، ارتفاعاً في سعر صفيحتي البنزين 95 و98 أوكتان 21000 ليرة لبنانية، وسعر صفيحة المازوت 15000 ليرة، وقارورة الغاز 14000 ليرة لبنانية. وأصبحت الأسعار على الشكل الآتي: - صفيحة البنزين 98 أوكتان: 824000 ليرة – صفيحة البنزين 95 أوكتان: 846000 ليرة – صفيحة المازوت: 881000 ليرة - قارورة الغاز: 521000 ليرة.
الجيش والمسيّرة: وليس بعيدا، أعلنت قيادة الجيش، في تغريدة عبر “تويتر” أنّ “بتاريخ ١٣/ ١/ ٢٠٢٣، وأثناء قيام دورية من الجيش بالكشف على أحد الخروقات في خراج بلدة حولا ووادي هونين، خرقت طائرة درون تابعة للعدو الإسرائيلي الأجواء اللبنانية في المنطقة المذكورة وحلقت فوق الدورية، فقام العناصر بإطلاق النار باتجاهها.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :