افتتاحية صحيفة البناء:
مكارثي رئيساً لمجلس النواب الأميركي في الجولة 15… واليمين البرازيلي يكرر مشهد الكونغرس
موسكو: مقتل 600 في استهداف فنادق تأوي جنوداً أوكرانيين… وتقدّم كبير في باخمونت وسوليدار
جلسة رئاسية الخميس… ومشاورات لجلسة حكومية للكهرباء… والقضاء الأوروبي يستمع للمصارف
ثلاثة أحداث دولية كبرى جذبت الاهتمام مع عطلة عيد الميلاد وفق التقويم الشرقي، الأول كان من واشنطن، حيث مجلس النواب يُعيد جلساته الفاشلة لانتخاب رئيسه كيفن مكارثي بصفته مرشح الحزب الجمهوريّ الذي نال الأغلبية، بسبب عجزه عن تظهير الأغلبية في صندوق الاقتراع، وصولاً الى الجولة الخامسة عشرة التي انضم فيها أغلب النواب المتمردين في الحزب للتصويت لصالح مكارثي، بعد حصولهم على حق الفيتو في تحديد الأولويات التشريعية، بضمان تهديد رئيس المجلس بطرح الثقة برئاسته مع منتصف ولايته بعد عام، وتعرّضه لأزمة استعصاء كالتي عرفها هذه المرة، بعدما تمّت العودة بموافقة الأغلبية الجمهورية الى قاعدة منح نائب واحد بدلاً من نصف نواب الأغلبية الفائزة لطرح الثقة بالرئيس المنتخب، ووفقاً لمصادر متابعة لأزمة الحزب الجمهوري سوف يترتب على حق الفيتو للأقلية المتمردة داخل الحزب الجمهوري، تعريض تشريعات مثل تمويل الحرب الأوكرانية، ورفع سقف الدين لتعقيدات جديدة.
الحدث الدولي الثاني جاء من الحرب الأوكرانية، حيث حملت الهدنة التي أعلنتها موسكو من طرف واحد بمناسبة العيد، ما لم يكن متوقعاً، فقد رفضت أوكرانيا بتشجيع أميركي أوروبي الهدنة الروسية، وسط تقديرات عن هجوم أوكرانيّ قال الأوكرانيون إن موسكو تريد تفاديه بعرض الهدنة، لتكشف المعطيات العسكرية عن نجاح روسي بتحقيق تقدم كبير في جبهات حساسة مثل مدينتي باخمونت وسوليدار، وسط اعتراف أوكراني بمواجهة مصاعب في هاتين الجبهتين. وجاء الإعلان الروسي عن فتل 600 جندي وضابط أوكراني في كراماتورسك كانوا يتخذون من فنادق في المدينة مأوى لهم. وقالت موسكو إن العملية جاءت رداً على قتل 89 جندياً من عناصرها قبل أسبوع.
الحدث الثالث جاء من برازيليا عاصمة البرازيل، حيث قام أنصار الرئيس السابق اليميني خافيير بولسونارو بتنظيم تظاهرات حاشدة مفاجئة نحو مقرّ مجلس النواب ومقر الحكومة ومبنى المحكمة الفيدرالية والقصر الرئاسي ونجحوا باقتحامها، في مشهد أعاد إلى الذاكرة مشهد اقتحام أنصار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لمبنى الكونغرس الأميركي، وتولّت قوات الشرطة البرازيلية تطويق المقتحمين تمهيداً لإخراجهم من المقار الرسمية، بينما صدرت إدانات سياسية من أغلب القوى والأحزاب وتحدّث الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا داعياً كل السلطات للتحرّك لوقف هذا الاعتداء على الديمقراطية، بينما كان أنصار بولسونارو يدعون لدعم المقتحمين بالمزيد من التظاهرات.
لبنانياً، أيضاً ثلاثة عناوين كبيرة، العنوان الأول هو انتظار صدور دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري لجلسة انتخاب رئاسية يوم الخميس المقبل، لبدء جولة مشاورات داخل الكتل، وفيما بينها أملاً بتفادي نتائج شبيهة بالجلسات السابقة. وهو ما قالت مصادر نيابية إنه لا يزال بعيداً، فكل المواقف لا تزال على حالها وحدود التغيير لن تكون أكثر من شكليّة، كمثل قيام نواب التيار الوطني الحر بتسمية أحد المرشحين أو أكثر بدلاً من الورقة البيضاء، او اعتماد النواب المستقلين لعنوان جديد بدلاً من لبنان الجديد. فالانقسام لا يزال قائماً والاستعصاء مستمر، أما العنوان الثاني فهو أزمة الكهرباء الناتجة عن التجاذبات السياسية التي عطّلت تمويل سفن الفيول الواقفة في البحر والتي يدفع لبنان ثمن وقوفها عشرات آلاف الدولارات يومياً، وقد فاقت الكلفة نصف مليون دولار. وقالت مصادر حكوميّة إن المشاورات جارية لعقد جلسة حكوميّة ببند واحد هو سلفة الكهرباء لإنهاء هذا الوضع الشاذ، أما العنوان الثالث، فيتمثل بوصول بعثة قضائية أوروبية يوم غد الثلاثاء إلى بيروت لبدء الاستماع الى قرابة ثلاثين شخصية مصرفية حول التحويلات وعمليات تبييض الأموال التي يحقق بشأنها القضاء الأوروبي.
يتجه رئيس المجلس النيابي نبيه بري للدعوة الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية يوم الخميس المقبل، بعدما تيقن أن أي دعوة للحوار من قبله ستلقى رفضاً من الكتلتين المسيحيتين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.
وبانتظار جلسة الخميس فإن الكتل السياسية سوف تعقد اجتماعات عشية الجلسة لإعلان مواقفها من الترشيحات. وبحسب مصادر نيابية في تكتل لبنان القوي، فإن اجتماعاً سيُعقد يوم غد لتكتل لبنان القويّ لاتخاد القرار في شأن التصويت في الجلسة، وتقول المصادر لـ»البناء» إن هناك عدداً من النواب يدعو الى تسمية نائب من التكتل كمرشح لرئاسة الجمهورية، وهؤلاء يرفضون الأفكار والتي يطرحها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والتي تصبّ في خانة تسمية مرشح من خارج النادي البرتقالي. وتشير المصادر إلى أن التباين في الآراء قد يفضي الى الاستمرار في التصويت بورقة بيضاء وترك الأمور على ما عليه في الوقت الراهن.
وعلى جبهة المعارضة، تقول مصادر حزب القوات اللبنانية لـ»البناء» إن تكتل الجمهورية القوية سيصوّت للنائب ميشال معوض في جلسة الخميس، مشيرة الى ان التوجه الى طرح مرشح جديد يحتاج الى تفاهم وتوافق بين الكتل المنضوية تحت لواء المعارضة. واستبعدت المصادر الذهاب الى تسمية قائد الجيش العماد جوزاف عون اذا لم تتبلور الأمور. هذا ويعقد حزب الكتائب اجتماعاً اليوم لتحديد موقفه من جلسة الخميس.
وقال النائب حسين الحاج حسن نحن لا ننتظر لا إيحاء من الخارج ولا تسوية في الخارج، فقط المطلوب بالنسبة إلينا أو بنظرنا، التفاهم على رئيس للجمهورية بمواصفات محدّدة ويتمّ انتخابه. وهذه المواصفات بشكل رئيسي هي: رئيس قادر على التواصل محلياً وإقليمياً ودولياً، لديه رؤية إصلاحية واقتصادية، يستطيع التفاهم مع كل اللبنانيين. ولكن أيضاً المطلوب أن يكون الرئيس واضحاً في تاريخه ومستقبله، بأنه لا ينساق مع الأميركي وغيره في محاولة طعن المقاومة في ظهرها، وأردف: «نحن نأمل أن يقتنع شركاؤنا في الوطن بالحوار مدخلاً للاتفاق، وأن يقتنعوا بأن انتظار التسويات الإقليمية والدولية في غير مكانه، ونذهب لانتخاب رئيس».
وأكّد المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، أن «بعض الرؤوس الحامية» تصرّ على رفض وممانعة أي محاولة للحلّ الداخلي. الجميع يذكر أن دولة الرئيس نبيه بري في العام ٢٠١٤، عندما كنا نعاني من أزمة فراغ في الموقع الرئاسي دعا الى الحوار والتشاور حول السلة المتكاملة واليوم لكل المعرقلين للحلول نقول نحن لا عداوات لنا في الداخل مع أي من المكوّنات السياسية في البلد».
وأضاف: إن كل ما يُحكى عن اهتمام خارجيّ أو مبادرات خارجيّة غير صحيح وعلى الأقل غير دقيق، وناشد الأطراف الأساسية المعنية للتلاقي من أجل صياغة قاعدة للتفاهم في ما بينهم لمقاربة هذا الاستحقاق وانتخاب رئيس للجمهورية قادر على إعادة جمع اللبنانيين وإعطائهم الاطمئنان والثقة حيال القدرة على إنقاذ لبنان، رئيس قادر على تنظيم علاقات لبنان مع الدول الشقيقة والصديقة رئيس قادر على حشد الطاقات الداخلية والخارجية من أجل إنقاذ لبنان.
قضائياً، يصل اليوم وفد قضائي أوروبي إلى بيروت في الفترة الممتدة من 9 الى 20 كانون الثاني، للتحقيق في ملفات فساد مالية وقضائية. وقال المدعي العام التمييزي في لبنان القاضي غسان عويدات، إن مهمة الوفد «استجواب أشخاص تمّ استجوابهم سابقاً لدى القضاء اللبناني بصفة شهود باستثناء شخص واحد سيتمّ استجوابه بصفة مشتبه فيه وأن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ليس بين 15 شخصاً مطلوباً استجوابهم من الوفد». وأكد عويدات أن العمل هو وفق المعاهدة التي أقرتها الأمم المتحدة عام 2003 والتي انضم إليها لبنان بموجب القانون الرقم 33 الذي صدّقه مجلس النواب.
واصدر مصرف لبنان بياناً توضيحياً حول التداول اليومي على منصة «صيرفة»، مؤكداً أن «حجم التداول اليومي على المنصة الذي يصدره بشكل يومي يتضمن ما باعه واشتراه مصرف لبنان من دولار أميركي وعمليات بيع وشراء الدولار الأميركي التي قامت بها المصارف ومؤسسات الصرافة والتي يجب عليهم تسجيلها على منصة صيرفة». وأكّد المصرف أن «التداول على المنصة يتضمن «مجموع» الدولارات التي دخلت الى مصرف لبنان وتلك التي دفعها مصرف لبنان، تُضاف إليها عمليات المصارف والصرافين التي تسجل على صيرفة»، مضيفاً أن «ازدياد حجم التداول على المنصة في الأيام القليلة الماضية هو طبيعي ومتوقع حيث تم السماح للجمهور ببيع وشراء الدولار دون قيود عبر المنصة من خلال مصارفهم». وعلم أن مصرف لبنان سيتوجّه إلى عدم فتح اعتمادات «صيرفة» للمؤسسات اعتباراً من اليوم والاكتفاء بـ»صيرفة» للأفراد مع تحديد 100 مليون ليرة فقط للحساب الواحد شهرياً.
وفيما أعلنت رابطة الأساتذة المتعاقدين في التعليم الرسمي اليوم يوم إضراب شامل تحت عنوان «يوم كرامة المعلم في لبنان»، دعا زير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي رئيسة رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي ملوك محرز وأعضاء مجلس الرابطة وممثليها في المناطق، إلى العودة عن الاستقالة مشيراً إلى أن وزارة التربية لن تسمح بإسقاط المدرسة الرسمية ولا بانهيار القطاع التربويّ نتيجة لتداعيات الأزمة العامة في البلاد، وبالتالي تآكل جزء من العطاءات بفعل التراجع المستمر لقيمة النقد الوطني تجاه الدولار. وهي تسعى للحصول على تمويل جديد من الجهات المانحة.
******************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
نصرالله طلب استئناف التواصل مع التيار: ميقاتي أعد جدول أعمال لجلسة ثانية وحزب الله يرفض
لبنان أمام محاولة جديدة ومتعمّدة لتأجيج الخلاف السياسي مع التيار الوطني الحر. تتقصّد هذه المحاولة، التي «يأخذها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في صدره»، كسر كلمة العونيين بشأن انعقاد الحكومة، مرة أخرى، مع إهمال كل النتائج السياسية التي ترتّبت عن جلسة مجلس الوزراء السابقة في الخامس من الشهر الماضي. ميقاتي الذي عاد من إجازته الطويلة على أن يباشر دوامه في السرايا الحكومي، استأنف في الأيام الماضية اتصالاته مع القوى السياسية تسويقاً لبنود «ضرورية» يجري «تلقيمها» لتصبِح «خرطوشاً» في صِدام الصلاحيات بينه وبينَ العونيين، مع «الحرص» على جر حزب الله إلى هذا الصِدام.
بداية العام الجديد نفى رئيس الحكومة لسائليه الحديث عن موعِد جديد لجلسة حكومية أو نيته عقد جلسة في المدى المنظور، مشيعاً أن التيار الوطني الحر يروّج لذلك بهدف البلبلة وتوتير الأجواء. علماً أن ميقاتي نفسه، وقبل وصوله إلى بيروت، أرسلَ جدول أعمال إلى حزب الله من صفحتين تضمنتا عدداً من النقاط، طالباً «درسها». علماً أن الحزب لا يزال على موقفه بأن «يتوافق ميقاتي مع التيار بشأن الجلسة»، علماً أن كل البنود المُدرجة «ليست ملحة» باستثناء إثنين أو ثلاثة ترتبط باتفاقيات لاستيراد مادة الـ «الغاز أويل» من مؤسسة النفط العراقية (somo) و شركة «vitol بحرين»، والتي يُمكن أن «يُعثر لها على آلية استثنائية من دون عقد جلسة» وفقَ ما تقول مصادر وزارية.
صحيح أن ثمة «حشْرة» كبيرة بدأ يستشعرها حزب الله جرّاء وجود ملفات ضاغطة في لحظة اقتصادية – اجتماعية حساسة، إلا أنه يبدو هذه المرة أقرب إلى قول «لا» حاسمة في وجه ميقاتي، لأسباب عدة. يعرف الأخير أن أحداً لن يكون قادراً على إنجاح عقد الجلسة سوى حزب الله، لكن، وبمعزل عن الشظايا التي أصابت التفاهم مع التيار الوطني الحر بعد الجلسة السابقة، وبعيداً من موقف رئيس التيار النائب جبران باسيل بأنه «في حال وافق الحزب على عقد الجلسة، فيعني أن الوضع في البلاد سيدخل في أزمة وجودية تتعلق بالميثاق وبالشراكة. وهذه ستفرض قواعد جديدة لتفاهم مار مخايل بين الجانبين»، من الواضح أن حزب الله يحرص بشكل عام على عدم استفزاز الشارع المسيحي الذي يتقاطع موقفه مع موقف العونيين بشأن الحكومة باعتبار عملها «خرقاً للميثاق والدستور». وفي هذه المعادلة، تدخل بكركي، التي زارها وفد من الحزب بمناسبة الأعياد ولمس خلال لقائه بالبطريرك مار بشارة بطرس الراعي عدم انسجام في الموقف مع ميقاتي بشأن اجتماع مجلس الوزراء، على عكس ما كانَ يسوّق له الأخير.
من جهة ثانية، وترجمة لكلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخير حول ضرورة الحوار مع التيار الوطني الحر، علمت «الأخبار» أن السيد نصرالله كلف، بعد قرار اتخذه مجلس شورى الحزب، مسؤولين في الحزب باستئناف التواصل مع قيادة التيار في وقت قريب، والشروع في حوار حول جدول أعمال حول العلاقة بين الطرفين، سواء بما خص ملف رئاسة الجمهورية أو جوهر التفاهم بين الطرفين. وفهم أن الاجتماعات ستتم بعيداً من الأضواء وتمثل خطوة تمهيدية للقاءات على مستوى رفيع متى تقدمت نحو تفاهم على نقاط أساسية.
******************************
افتتاحية صحيفة النهار
اجتماع باريس تنسيقي عادي ولا موعد بعد
مع ان رئيس مجلس النواب #نبيه بري بدا مع بداية السنة الجديدة متريثاً بل ربما متردداً في توجيه الدعوة الى الجلسة الحادية عشرة للمجلس لانتخاب رئيس الجمهورية المتوقعة الخميس المقبل، فان توجيه الدعوة المرجح اليوم سيأتي في اطار رزمة تطورات متلاحقة من شأنها ان تطبع الأسبوع الطالع بطابع الترقب والرصد لعل جديدا يطرأ على المشهد الداخلي المصاب بالانسداد والتازم. ذلك ان أي معطيات جادة لم تطرأ واقعيا على صعيد ازمة الفراغ الرئاسي والدوران في دوامة الحلقة المفرغة الموروثة من الجلسات العشر النيابية السابقة لكي يطرح رهان على تبديل جوهري محتمل في مسار الاستحقاق الرئاسي.
كما ان التضخيم الإعلامي غير الدقيق لما سمي لقاء باريس الرباعي ساهم في اغراق المشهد السياسي بمزيد من الالتباس. اذ نقلت امس مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين عن مصدر فرنسي رفيع قوله لـ”النهار” ان الاجتماع الذي سيعقد حول لبنان مع ممثل عن الإدارة الأميركية وممثل عن المملكة العربية السعودية لم يتأكد موعده بعد. ووصف المصدر الاجتماع بانه مثل الاجتماعات الأخرى التي عقدت بين الدول الثلاث على مستوى المستشارين للبحث في المساعدات والاصلاحات وموضوع عدم الاتفاق بين اللبنانيين على انتخاب رئيس. وردا على سؤال حول احتمال مشاركة قطر في الاجتماع قال المصدر “نحن نفكر في اشراك دول لديها نيات طيبة بالنسبة الى لبنان، ولكن لم يتأكد بعد ما اذا كانت قطر تنوي المشاركة”. اما عما رددته احدى محطات التلفزيون اللبنانية عن احتمال دعوة ايران، فنفى المصدر ذلك وقال ان هذا غير وارد. ويشار الى ان الاعلام اللبناني يتداول موضوع الاجتماع كأنه امر استثنائي في حين انه اجتماع تنسيقي عادي للدول الثلاث المتابعة للملف اللبناني والتي تنسق الموقف من التطورات في لبنان.
ترشيحات جديدة؟
اما في المشهد الداخلي فان عاملين بدأ “النسج” عليهما في الأيام الأخيرة وسيكونان قيد الرصد والمتابعة في الأيام الطالعة لاستكشاف الأثر الذي يمكن ان يحدثه أي منهما في فتح مسالك الانسداد. العامل الأول يفترض ان يحل استحقاقه غدا من خلال ما تردد عن اتجاه “تكتل لبنان القوي” الى تسمية مرشح بعضهم يصفه بالتوافقي والبعض الاخر بالمرشح الثالث، ولا يبدو ان حسم اسمه وطبيعة المعايير السياسية التي قد يطرحها “التكتل” من خلاله قد حصل، في انتظار اجتماع هذا التكتل مساء غد ما لم يطرأ ما يبدد كل هذه المعطيات. وفي حال اقدم “التكتل” على اتخاذ قرار بتسمية مرشح والتصويت له بدءا من الجلسة الحادية عشرة للمجلس، فان هذا التطور، ولو لم يؤد بالتأكيد الى انتخاب رئيس للجمهورية، سيحمل تاثيرا ودلالات على مجريات المعادلة الانتخابية الرئاسية لجهة انه سينزع أصوات كتلة “التيار الوطني الحر” من كتلة الأوراق البيضاء التي تضم مكونات “محور الممانعة” للمرة الأولى منذ بدء الاستحقاق وتاليا يفترض رصد المواقف لمجمل الكتل من مرشح هذا التكتل.
اما العامل الثاني الذي ينتظر ان يكون له تاثير فاعل فهو الحديث المتنامي عن مشاورات الكتل الداعمة للمرشح النائب ميشال معوض لجهة الاستعداد لطرح ترشيح جديد بالتنسيق مع معوض ومرشحين مستقلين اخرين، اذا تبين لهذه الكتل ان ثمة امكانا لاختراق أوسع، وتبدو معراب محور الحركة الجارية في هذا الحراك، اذ بدت لافتة زيارات عدة لها ولا سيما منها لقاء النائب نعمة افرام مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع قبل أيام. ولكن هذه المشاورات ستاخذ على ما يبدو طابعا متريثا وثمة ترقب لدى الكتل المعنية بها لما سيحصل في الجلسة الحادية عشرة قبل تقرير أي خطوة جديدة.
وتمنى جعجع امس في هذا السياق “لو ان نواب محور الممانعة ورئيس المجلس النيابي يتعظون قليلا مما جرى هذا الاسبوع في انتخابات رئاسة مجلس النواب الأميركي، حيث عند اشتداد المنافسة وعدم تمكُّن أي من المرشحين من الفوز بالأكثرية المطلوبة، تتالت الدورات يوميا وبقيت الجلسات مفتوحة ودارت المناقشات والحوارات إبان الجلسات في المجلس النيابي حتى توصل المتنافسون إلى اختيار أحدهم وانتخب رئيس لمجلس النواب الاميركي بعد 15 جولة تصويت”. وقال”اذا كان هذا ما حدث في انتخاب مجلس النواب الأميركي رئيسا له، فكم بالحري يجب ان يكون عليه الأمر في انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، فبدلا من جلسات فولكلورية معروف مسبقا مصيرها ونتيجتها ونهايتها، المطلوب من رئيس مجلس النواب لدى دعوته الجديدة الحادية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية ان يُبلغ جميع الكتل النيابية سلفا بانه لن يقفل الجلسة، وان هذه الكتل مدعوة إلى البقاء في المجلس من أجل ان تتحاور وتتناقش ما بين دورات الانتخاب المتتالية، وانه سيُبقي الجلسة مفتوحة ليس فقط بين دورة ودورة فحسب، بل بين يوم وآخر وهكذا دواليك حتى انتخاب رئيس للجمهورية”.
الاشتباك الكهربائي
الاستحقاق الثاني “الداهم” هذا الأسبوع يتمثل في تفاقم الاشتباك الحكومي ولو هدأت السجالات العلنية حول الملف المأزوم المستدام لاستيراد الفيول لصالح معامل انتاج #الكهرباء. اذ ان الازمة المتفاقمة بلغت ذروتها مع الالتباسات الكبيرة وتراكم مبلغ كبير من الغرامات على خزينة الدولة التي يرتبها رسو بواخر الفيول عند السواحل اللبنانية منذ اكثر من أسبوع من دون افراغ حمولاتها فيما عم انقطاع التغذية من مؤسسة كهرباء لبنان لمجمل المناطق بشكل شبه شامل. ومعلوم ان الاشتباك الحكومي وشل افراغ بواخر الفيول تسببا بمزيد من الاحتقانات الحكومية بعد الخلاف على تسديد السلفة المالية المخصصة للفيول وتجميدها من وزارة المال. وعلم ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي يتجه الى عقد مؤتمر صحافي ربما في الساعات المقبلة لشرح ملابسات هذه القضية فيما تجري اتصالات في شأن امكان عقد جلسة لمجلس الوزراء تخصص لهذا الملف.
الوفود القضائية
الاستحقاق الثالث هذا الأسبوع يتمثل ببدء الوفد القضائي الأوروبي مهمته في بيروت اليوم لاستجواب معنيين في ملفات تتصل بالفساد. وعشية بدء هذه المهمة اعلن النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ليس بين 15 شخصا مطلوب استجوابهم من الوفد وقال: “إن مهمة الوفد القضائي الاوروبي هي استجواب اشخاص تم استجوابهم سابقا لدى #القضاء اللبناني بصفة شهود باستثناء شخص واحد سيتم استجوابه بصفة مشتبه فيه. هذا الوفد يريد ان يستطلع اين اصبحت الاستنابات القضائية الموجودة في الملف الذي يتولاه القاضي زياد ابو حيدر، والذي توقف التحقيق لديه بسبب طلبات الرد التي قدمت في حقه”. ولفت الى إن مهمة الوفد “تندرج في اطار المعاهدة التي اقرتها الامم المتحدة عام 2003 ودخلت حيز التنفيذ عام 2005، والتي انضم اليها لبنان عام 2008 بموجب القانون الرقم 33 الذي صدقه مجلس النواب عام 2008. وبموجب هذا الانضمام بات لبنان من الاعضاء الملزمين بتطبيق هذه المعاهدة”. وقال:”ان التدابير المتخذة بشأن زيارة الوفد تنطبق عليها الاصول القانونية والنيابة العامة وضعت الالية القانونية المناسبة. فالوفود القضائية الآتية الى لبنان هي من ثلاث دول فرنسا والمانيا واللوكسمبورغ، وليس هناك اي وفد من سويسرا. وقد اشترطنا توحيد الاجراءات لعدم تبليغ الاشخاص المعنيين ثلاث مرات، وسيكون هناك وفد موحّد وتم تقسيم العمل بين اعضائه وتحديد جدول زمني وخطة عمل واضحة. والاستجوابات ستتم في قصر العدل”. واشار الى ان الاشخاص المطلوب استجوابهم عددهم 15 شخصا وليس بينهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. واشار الى ان الملفات التي سيحقق بها الوفد القضائي تندرج تحت باب الفساد، وهو الملف ذاته الموجود في النيابة العامة الاستئنافية.
**********************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
حجب “صيرفة” عن المؤسسات وتحديد سقف للأفراد… والدولار يعاود الارتفاع
الأوروبيون يضيّقون الخناق على سلامة والأميركيون معنيّون بخليفته!
على المستوى الحكومي، لا تزال الاتصالات تراوح مكانها بانتظار إيجاد “تخريجة” تسووية لانعقاد مجلس الوزراء، ولا يزال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ينتظر الضوء الأخضر من “حزب الله” لتوجيه الدعوة إلى عقد جلسة حكومية طارئة يتقدّم جدول أعمالها ملف الكهرباء، وسط معلومات تؤكد أنّ المشاورات بهذا الصدد وضعت على نار حامية بين “السراي” و”حارة حريك” و”ميرنا الشالوحي” بغية تحضير الأرضية التوافقية اللازمة لجدول أعمال الجلسة المنوي عقدها قبل منتصف الشهر الجاري.
أما على المستوى المالي – القضائي، فالخيارات باتت تضيق أكثر فأكثر أمام حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بعدما تأكد أن وزارة الخزانة الأميركية لم تعد معنيّة به وبمصيره بقدر اهتمامها بخليفته. إذ أكدت مصادر مطلعة لـ”نداء الوطن” ان ما تردد عن موعد طلبه سلامة من وزارة الخزانة “لا يعدو كونه ذر رماد في العيون في هذه المرحلة الحساسة التي تنطلق فيها في بيروت جولة تحقيقات أوروبية واسعة النطاق ستتوسع باتجاهات لا تخطر ببال”.
فتلك التحقيقات ستشمل، في هذه المرحلة، عدداً من الشهود المتصلين بقضية اختلاس وتبييض أموال وتهرب ضريبي مشتبه فيها بالدرجة الأولى رجا سلامة، شقيق “الحاكم”. وبين المدعوين أمام المحققين الأوروبيين مسؤولين في مصارف: عودة، البحر المتوسط، سرادار، الموارد، الاعتماد اللبناني، وبنك مصر ولبنان. وهي البنوك التي مرت عبرها او استقرت فيها تحويلات ذات علاقة بشركة “فوري” التي حصدت 330 مليون دولار عمولات مشكوك فيها نتيجة عقد وساطة (مشكوك فيه أيضاً) مع مصرف لبنان. والشركة تعود لشقيق سلامة، مع تفتيش عن تحويلات ذهبت الى حسابات الحاكم نفسه ومقربين منه. كما ستشمل التحقيقات مدققي الحسابات في مصرف لبنان ومسؤولين في المصرف، إضافة إلى شخص من آل عون صاحب شركة وساطة مالية على علاقة أعمال بإبن رياض سلامة.
وعما قاله مدعي عام التمييز غسان عويدات عن ان الحاكم ليس بين المطلوبين للتحقيق، توضح المصادر “أن لدى المحققين شهادات لسلامة قدمها محاموه في عدد من الدول الأوروبية، وليسوا بحاجة للمزيد منها الآن. لكن ذلك لا يعني أنه ليس مدعواً للتحقيق في مرحلة لاحقة من الإجراءات القضائية التي تضيّق الخناق عليه تدريجياً، لا سيما من القاضية الفرنسية أود بوريسي التي طاردت الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي حتى أدانته”.
بالعودة الي مصير الحاكم، فان الخيارات تضيق أمامه لا سيما أوروبياً وأميركياً، ولا تلوح إلا خيارات مثل البقاء في لبنان (مثل كارلوس غصن) او الاتجاه الى دبي أو البرازيل، وفق المصادر المتابعة. بيد أن المسألة لم تنته هنا، فهناك من يعمل على التمديد لسلامة في الحاكمية في حال لم يُنتخب رئيس للجمهورية قبل تموز المقبل. فرئيس مجلس النواب نبيه بري يرفض (توجساً وليس تعففاً) ان يستلم أعمال الحاكمية النائب الأول (الشيعي) وسيم منصوري، كما أن بري وميقاتي وآخرين في “المنظومة” يفضّلون بقاء سلامة في بيروت في شتى الظروف ولا يحبذون خروجه الى بلد آخر، لأسباب يعرفونها أكثر من غيرهم.
تبقى الإشارة الى خوف من تقاعس وزير المالية يوسف خليل حتى الآن عن تعيين محامين دوليين يتابعون حفظ حقوق لبنان في الأموال والأصول التي يمكن أن تُصادر أوروبياً في قضية سلامة ومقربين منه، علماً بأن الجانب القضائي اللبناني ثبّت حق الادعاء على حاكم مصرف لبنان. فبعد تحقيقات اجراها القاضي جان طنوس وبناء على المادة 13 من قانون أصول المحاكمات الجزائية طلب النائب العام لدى محكمة التمييز غسان عويدات تحريك دعوى الحق العام بحق المدعى عليه رياض سلامة وشركائه المتدخلين معه بجرائم الاختلاس والتزوير واستخدام المزور وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع والتهرب الضريبي، لكنّ سلامة وشقيقه فعلا كما فعل النائبان علي حسن خليل وغازي زعيتر برفع دعوى مخاصمة الدولة في قضية انفجار مرفأ بيروت. وتلك القضايا عالقة لأن وزير المالية لا يوقع مرسوم تعيين غرف التمييز المعنية ببت الدعاوى… وما كل ذلك إلا من أفعال “منظومة خائفة” من افتضاح أمر ارتكاباتها المالية وغير المالية، وتعتبر نفسها فوق أي مساءلة أو محاسبة.
توازياً، يبدأ الأسبوع المصرفي اليوم على تراجع دراماتيكي من حاكم المصرف المركزي عن تعميمه الأخير المتصل بسحوبات “صيرفة”، إذ تواترت المعلومات مساءً عن الاتجاه إلى الطلب من المصارف وقف عمليات تحويل الأموال عبر المنصة للمؤسسات وحصرها بالأفراد مع تحديد سقف مالي لكل فرد لا يتعدى صرف مبلغ 100 مليون ليرة إلى دولار شهرياً. وإثر شيوع هذه الأنباء، سرعان ما عاود سعر صرف الدولار ارتفاعه في السوق السوداء ليلامس مساءً حدود الـ45 ألف ليرة، وسط توقع مصادر مالية “تسجيل قفزات جديدة” بسعر الدولار خلال الساعات والأيام المقبلة، ربطاً بعودة الشركات والمؤسسات إلى التوجّه إلى الصرافين لتأمين حاجتها من الدولارات بعد إقفال مصرف لبنان باب “صيرفة” أمامها.
**********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
عون يتمترس بوزير الدفاع لتصفية حساباته «الرئاسية» مع قائد الجيش اللبناني
يتهمه بقيادة «الانقلاب» ضده إبان الانتفاضة الشعبية
محمد شقير
بدأت تلوح في الأفق بوادر اندلاع اشتباك سياسي بين وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال العميد المتقاعد موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزف عون، على خلفية التباين حول تعيين الضابط الذي سيكلف بتدبير أمور المفتشية العامة في الجيش خلفاً للواء ميلاد إسحق بإحالته إلى التقاعد في نهاية العام المنصرم لبلوغه السن القانونية.
وكان يمكن تفادي الاشتباك لو أن العلاقة بين وزير الدفاع وقائد الجيش بقيت في منأى عن إصرار رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون على الدخول في تصفية الحسابات مع العماد عون وبتدخل مباشر من رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل «بتهمة» أنه قاد «الانقلاب» ضد الرئيس بترك الذين انتفضوا على المنظومة الحاكمة في 17 (أكتوبر «تشرين الأول») 2019 يسيطرون على الشوارع والساحات العامة ما أدى إلى استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري من دون أن يتدخل الجيش لإخلائها من المتظاهرين.
وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية أن الود بين الرئيس عون والعماد عون بدأ يتراجع ويفقد وهجه منذ ذاك التاريخ، خصوصاً أن الأخير رفض اللجوء إلى استخدام القوة ضد المتظاهرين ورسم لهم خريطة الطريق للحفاظ على السلم الأهلي وحماية الممتلكات العامة والخاصة من جهة، ولتأمين حرية العبور والتنقل للمواطنين من منطقة إلى أخرى، وهذا ما دفع وحدات الجيش المتواجدة في معظم المناطق إلى التدخل في الوقت المناسب لمنع الإخلال بالأمن وإقفال الطرقات الدولية والتعامل أحياناً بشدة مع المحتجين تحت سقف الحفاظ على الاستقرار كشرط للتعبير عن حرية الرأي.
وكشفت المصادر السياسية أن علاقة الرئيس عون بالعماد عون بدأت تتدهور باتهام الأول للأخير بأنه قاد «الانقلاب» ضده، مع أنه هو الذي اختاره لتولي قيادة الجيش، وقالت إن الرئيس عون يحمل عليه أمام زواره إلى جانب هجومه الدائم على زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، مشدداً على أنه سيقاتل بالمفهوم السياسي للكلمة لمنعهما من الوصول إلى سدة الرئاسة الأولى.
ولفتت إلى أن الرئيس عون يؤمن لوزير الدفاع الغطاء السياسي في خلافه مع قائد الجيش، وقالت إن باسيل يرعى شخصياً حملات التحريض التي تستهدفه في محاولة للتشويش عليه وضرب صورته في الداخل والخارج في ضوء ارتفاع منسوب التأييد الدولي له كمرشح لرئاسة الجمهورية، مع أنه لم يرشح نفسه ويحرص على إقفال الباب في وجه من يفاتحه بترشحه، وينقله في الحديث إلى مكان آخر يتعلق بدور المؤسسة العسكرية في الحفاظ على السلم الأهلي في ظل الظروف الصعبة التي يمر فيها البلد، وذلك بالتعاون مع المؤسسات الأمنية الأخرى.
واعتبرت المصادر أن التباين حول تعيين الضابط المكلف بتدبير أمور المفتشية العامة في الجيش التابعة للوزير سليم لا يستدعي كل هذه الضجة المفتعلة، وكان يمكن للأخير أن يعين الضابط المكلف بهذه المهمة لو بادر إلى التشاور مع العماد عون لأن لا شيء يمنعه من التواصل ولو من باب استمزاجه الرأي، بدلاً من أن يدخل معه في نزاع لا مبرر له ولا يخدم سوى باسيل والرئيس عون الذي اختار الوقت المناسب لفتح النار عليه، متذرعاً بقيادته «الانقلاب» الذي استهدفه.
ورأت أن الوجه الآخر للحملة لا يتعلق حصراً بصلاحية وزير الدفاع بالتعيين، وإنما أراد الرئيس عون وباسيل استغلال الخلاف الذي ينذر بالتصاعد لأنهما يعتقدان أن الوقت أصبح مناسباً لفتح النار على العماد عون لضرب مصداقيته داخلياً وخارجياً، مع تصدر اسمه لائحة المرشحين لرئاسة الجمهورية إلى جانب فرنجية.
وقالت المصادر نفسها إن سليم اختار العميد ملحم الحداد لتدبير أمور المفتشية من دون التشاور مع العماد عون الذي رأى أن مراعاة الأقدمية، كما تعهد بها وزير الدفاع، تقضي بتعيين مدير الأفراد في الجيش العميد جريس ملحم، وهذا ما رفضه سليم ما اضطر العماد عون إلى وضع الحداد بتصرف قيادة الجيش.
ولفتت إلى أنه صودف وجود ملحم والحداد في المكتب الخاص بالمفتش العام ما استدعى وضع الأخير بتصرف العماد عون، وهذا ما أزعج وزير الدفاع وأدى إلى امتناعه عن التوقيع على قرار بتعيين ملحم، بدلاً من طبيب الأسنان العميد الحداد الذي هو في عداد الضباط العاملين في المفتشية العامة.
لكن الخلاف بين العماد عون والوزير سليم بدأ منذ مدة عندما قرر المجلس العسكري تشكيل العقيد خليل جابر إلى المحكمة العسكرية لتولي رئاستها خلفاً للعميد علي الحاج الذي أحيل إلى التقاعد في الأول من تشرين الأول الماضي وامتناع وزير الدفاع عن التوقيع على قرار تشكيله بذريعة أن المحكمة العسكرية تتبع له مباشرة.
لذلك فإن العقيد جابر، الذي هو في عداد الضباط الذين لم تتم ترقيتهم إلى رتبة عميد، يداوم الآن في مكتبه في المحكمة العسكرية ويتولى تسيير الأمور الإدارية ريثما يصار إلى حل الخلاف الذي يؤخر ممارسته لمهامه التي تتولاها بالنيابة عنه الهيئة الاتهامية الاحتياطية في المحكمة العسكرية.
*********************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
“الجمهورية”: جلسة رئاسية الخميس وحكومية تنتظر الاتصالات.. و”التيار” الى المرشح الثالث
إنتهت الأعياد ولم يحصل الشعب اللبناني على هداياها بانتخاب رئيس للجمهورية يعيد الانتظام إلى المؤسسات الدستورية ويكتمل مع انتخابه عقد السلطات مع تكليف رئيس حكومة وتأليف حكومة، الأمر الذي كان ليمهِّد لإطلاق ورشة إصلاحات جدّية على وقع ثقة شعبية وفرصة داخلية وخارجية لإعادة ترتيب الأوضاع المالية. ولكن، آمال اللبنانيين اصطدمت كالعادة بالحسابات الفئوية التي تطيل أمد الشغور، ولم يكن الانتقال من سنة لأخرى إلاّ استمراراً للأوضاع نفسها.
لا مؤشرات إلى انّ الشغور الرئاسي سينتهي قريباً، لأنّ ميزان القوى النيابي لا يسمح لأي فريق بانتخاب رئيس من صفوفه، كما انّ إرادة التوافق على مرشح وسطي غير موجودة بعد، فيما حركة الخارج ما زالت عاجزة عن تحقيق الاختراق الرئاسي المطلوب، ومع عدم وجود قوة دفع خارجية او داخلية، فإنّ الشغور سيبقى سيِّد نفسه، ولن تختلف جلسة الانتخاب الحادية عشرة يوم الخميس المقبل بنتيجتها عن الجلسات التي سبقتها، والكلام الذي سيتخلّلها سيكون مكرّراً ومملاً.
وعلى الرغم من عدم وجود معلومات أكيدة عن إقدام «التيار الوطني الحر» على تبنّي مرشّح رئاسي في جلسة الخميس المقبل يكون حصيلة المشاورات التي سيجريها غداً الثلثاء، إلّا انّه حتى لو حصل ذلك لن يبدِّل في مسار الانتخاب، باستثناء تراجع رقم الأوراق البيض، ودخول إسم جديد يضاف على لائحة المرشحين الرئاسيين الذين ينالون تصويت النواب والكتل في كل جلسة انتخابية.
وقالت اوساط متابعة لـ”الجمهورية”، انّه في حال تبنّى «التيار الوطني الحر» فعلياً مرشحاً رئاسياً، فهذا يعني انّه قرّر توجيه أربع رسائل رئاسية:
الرسالة الأولى لـ”حزب الله”، بأنّ الافتراق في الخيارات الرئاسية آخذ في الاتساع، وانّه ليس في وارد العودة إلى الوراء لتبنّي مرشحه الرئاسي، ودعوة إلى الحزب كي يعيد حساباته الرئاسية، في حال كان لا يزال يراهن على الوقت الكفيل بإعادة تبني التيار لمرشحه الرئاسي.
الرسالة الثانية، إلى تياره السياسي، بأنّه يستطيع ان يرسم خياراته من دون ان تتأثر وحدة صفوفه، وانّه ماضٍ في قيادة التيار، خصوصاً بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون الرئاسية، والتي تشكّل نهايتها بداية لولاية النائب جبران باسيل السياسية.
الرسالة الثالثة، إلى القوى السياسية والرأي العام اللبناني، بأنّه مستقل في خياراته، وانّه ليس على خصومة مع «حزب الله»، ولكنه لم يعد في تحالف معه.
الرسالة الرابعة إلى واشنطن والرياض، بأنّه ابتعد عن «حزب الله» سعياً إلى رفع العقوبات الأميركية من جهة، وإعادة مدّ الجسور مع المملكة العربية السعودية من جهة أخرى، خصوصاً انّه بدأ التمهيد في هذا الاتجاه من خلال إشادته بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ولكن لا شيء محسوماً في توجّه التيار حتى الساعة، إنما في حال قرّر فعلاً ان يتبنّى أحد الترشيحات رسمياً، فهذا يعني انّ آمال الحزب بانتخاب مرشحه الرئاسي تبدّدت، ويدفعه إلى مراجعة حساباته والتقدّم خطوة الى الأمام لملاقاة المعارضة، ما يفتح الباب أمام مشاورات يمكن ان تقود إلى إنهاء الشغور الرئاسي.
جلسة الخميس
في هذه الاجواء، يتجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الدعوة إلى جلسة جديدة لانتخاب رئيس الجمهورية قريباً، فيما نقلت اوساط سياسية لـ»الجمهورية» عنه قوله، أن لا جديد طرأ على المواقف، وبالتالي فإنّ الجلسة المقبلة لن تبّدل شيئاً في المراوحة السائدة.
وقالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية”، انّ الاتصالات لم تحمل حتى الآن جديداً يمكن ان يُبنى عليه لإنهاء الستاتيكو القائم في المواجهة المفتوحة بين النواب مؤيّدي النائب ميشال معوض من جهة والأوراق البيض من جهة ثانية وما بينهما مجموعة الأسماء التي تتبدّل من جلسة إلى أخرى.
المرشح الثالث
وفي هذا السياق، كشف أحد نواب «التيار الوطني الحر»، انّ هناك مسعى لطرح بند خاص بتسمية المرشح الثالث لرئاسة الجمهورية على جدول أعمال الاجتماع الدوري لكتلة «لبنان القوي» بعد ظهر غد، في محاولة لإحداث خرق ما على هذا المستوى.
لكن مصادر قريبة من رئيس «التيار» النائب جبران باسيل قالت لـ»الجمهورية»، انّ «هناك عدداً من النواب يرغب بهذه الخطوة، وقد يكون الوقت مبكراً عليها، وأنّ القرار النهائي يعود إلى باسيل، فهو من يضع جدول الاعمال، ونحن ننتظر قراره ولا يبدو انّه حاسم في هذا الإتجاه».
وعلى جبهة أخرى، وفي ظل ثبات معظم كتل نواب المعارضة على الإستمرار بمعوض مرشحاً، ونفي «القوات اللبنانية» لأي خطوة للتغيير من دون التفاهم مع معوض نفسه، كشف أحد نواب التغييريين لـ»الجمهورية»، انّ «محاولات اجتراح المرشح الثالث لم تتوقف في صفوفنا، وأنّ هناك محادثات سابقة لم تنته إلى أي نتيجة جامعة، ولا نعتقد انّ تجدد الحديث عنها اليوم سيؤدي إلى اجماع ما زال بعيد المنال».
مجلس الوزراء
وعلى صعيد الجلسة الثانية لحكومة تصريف الأعمال، فإنّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عاكف على «هندستها» عبر اتصالات سياسية في اتجاهات عدة، استعداداً للدعوة اليها على قاعدة ضرورة معالجة ملف الكهرباء وإيجاد ممر قانوني آمن لبواخر الفيول المتوقفة في عرض البحر.
واكّدت اوساط ميقاتي لـ«الجمهورية»، انّ «الجلسة ستُعقد ولكنه يتأنّى ويتريث في الدعوة اليها لحرصه على انعقادها في اجواء سياسية هادئة وبمضمون يخدم البلاد ويخفف من وطأة الأزمات على المواطنين، ولا يريد اي تأزيم اضافي للاوضاع، ولذلك فإنّه سيستنفد بين اليوم وغداً وبعد غد كل الاتصالات والمشاروات اللازمة لعقد الجلسة، حتى ولو اقتصر جدول اعمالها على بند الكهرباء فقط».
وإلى ذلك، قالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية”، انّ ميقاتي يعوّل على مشاركة «حزب الله» في «الجلسة الكهربائية» لتأمين نصابها السياسي والعددي، بينما يبدو الحزب عالقاً بين احتمال اضطراره إلى هذه المشاركة، بغية إيجاد حل لمشكلة آلية تمويل بواخر الفيول وتخفيف الأعباء الملقاة على الناس، وبين حرصه على احتواء الأزمة المستجدة مع «التيار الوطني الحر» ومنع تفاقمها.
ولكن المصادر أبلغت الى «الجمهورية»، انّ هناك مخرجاً يمكن اعتماده لتفريغ بواخر الفيول وإنزال الجميع عن الشجرة، من دون تداعيات سياسية، ويتمثل في تدخّل مصرف لبنان لتحويل مليارات من الليرات الموجودة في حساب مؤسسة كهرباء لبنان لديه إلى دولار على اساس سعر صيرفة، اي 38 الف ليرة، ومن ثم يفتح خطاب الاعتماد المستندي بما يعادل 62 مليون دولار هي كلفة حمولة بواخر الفيول، لافتة إلى انّ مصرف لبنان اعتمد حلاً مشابهاً للقضاة عندما احتسب رواتبهم على اساس سعر صيرفة.
وضمن سياق متصل، رجحت اوساط معارضة لميقاتي ان يكون الإصرار على اجتماع جديد لحكومة تصريف الأعمال مندرجاً في سياق إيجاد نوع من «التطبيع» مع مبدأ انعقادها لتمهيد الأرضية امام التمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة من خلال جلسة لمجلس الوزراء، ربما في أواخر آذار المقبل.
جعجع والجلسة المفتوحة
في غضون ذلك، شهدت نهاية الاسبوع جملة مواقف من الاستحقاق الرئاسي وما يدور حوله من أحداث وتطورات سياسية. وفي هذا الاطار تمنّى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في بيان، «لو انّ نواب محور الممانعة ورئيس المجلس النيابي يتعظون قليلاً مما جرى هذا الاسبوع في انتخابات رئاسة مجلس النواب الأميركي»، وقال: «إذا كان هذا ما حدث في انتخاب مجلس النواب الأميركي رئيساً له، فكم بالحري يجب ان يكون عليه الأمر في انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، فبدلاً من جلسات فولكلورية معروف مسبقاً مصيرها ونتيجتها ونهايتها، المطلوب من رئيس مجلس النواب لدى دعوته الجديدة الحادية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية ان يبلغ إلى جميع الكتل النيابية سلفاً انّه لن يقفل الجلسة، وانّ هذه الكتل مدعوة إلى البقاء في المجلس من أجل ان تتحاور وتتناقش ما بين دورات الانتخاب المتتالية، وانّه سيبقي الجلسة مفتوحة ليس فقط بين دورة ودورة فحسب، بل بين يوم وآخر وهكذا دواليك حتى انتخاب رئيس للجمهورية». وختم: «هكذا تكون الدعوات الجدّية لجلسات الانتخاب، وهكذا نصل في ساعات أو أيام معدودة لانتخاب رئيس للجمهورية، وليس عبر الدعوة إلى الحوار للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية، لأنّ الحوار الرسمي يتمّ في مجلس النواب بين دورة ودورة، وليس إلى طاولة حوار غير دستورية تبعد التركيز عن دور المجلس النيابي في انتخاب الرئيس وتأخذه إلى مكان آخر الهدف الوحيد منه التغطية على من يعطل انتخابات الرئاسة الاولى».
«حزب الله»
وأشار رئيس تكتل بعلبك الهرمل وعضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين الحاج حسن خلال لقاء حواري سياسي في بلدة بيت شاما البقاعية، إلى «أزمة في موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية، سببها الأول تركيبة المجلس النيابي، بحيث انّه ليس هناك أي تحالف او فريق في المجلس يستطيع أن يؤمّن النصاب والانتخاب، لذا نحن قرأنا هذا المشهد منذ اللحظات الأولى، وأكّدنا ضرورة الحوار وصولاً إلى اتفاق لانتخاب رئيس للجمهورية، ولكن للأسف الفريق الآخر، بمعظم أحزابه وكتله وشخصياته، لم يستجب إلى دعوة الحوار التي كرّرها دولة الرئيس نبيه بري، تحت عناوين متعددة بنظرنا هي غير صحيحة، وبالتالي المشهد سيتكرّر ما لم يكن هناك حوار وتفاهم». وقال: «إنّ حلفاءنا الإقليميين لم يتدخّلوا يوماً في أي شان داخلي لبناني، بينما الحلفاء الإقليميون والدوليون للفريق الآخر، وعلى رأسهم أميركا وحلفاؤها في المنطقة، لم يمرّ موضوع في لبنان إلّا وتدخّلوا فيه، وإن كانوا يحاولون الإنكار، ولكن هذه هي الحقيقة. وبالتالي إذا كان الفريق الآخر ينتظر تسوية إقليمية أو دولية للسير بموضوع الانتخابات بناءً للإيحاء الخارجي فهو مخطئ في التقدير ومخطئ بحق اللبنانيين».
حركة «أمل»
وتناول المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل الاستحقاق الرئاسي في كلمة له خلال احتفال لحركة «أمل» في بلدة كفرملكي الجنوبية وقال: «للأسف اليوم نحن لا نستطيع ان نقول للناس اننا أمام بشارة لإنفراجات قريبة. وبصراحة نقول، نحن لسنا السبب بل كنا دائماً دعاة حوار من أجل حل المشكلات، وللأسف البعض هو هو، لم يستفد من التجارب السابقة التي حصلت في 2007 والعام 2008، وبعض الرؤوس الحامية تصرّ كما أصرّت في تلك المرحلة على رفض وممانعة اي محاولة للحل الداخلي». واضاف: «انّ كل ما يُحكى عن اهتمام خارجي أو عن مبادرات خارجية غير صحيح وعلى الأقل غير دقيق». وناشد «الأطراف الاساسية المعنية» بالاستحقاق الرئاسي إلى «التلاقي من أجل صوغ قاعدة للتفاهم في ما بينهم لمقاربة هذا الاستحقاق وانتخاب رئيس للجمهورية قادر على إعادة جمع اللبنانيين وإعطائهم الاطمئنان والثقة حيال القدرة على إنقاذ لبنان، رئيس قادر على تنظيم علاقات لبنان مع الدول الشقيقة والصديقة، رئيس قادر على حشد الطاقات الداخلية والخارجية من أجل إنقاذ لبنان».
«المسيحي الحقيقي»
ودعا متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عودة خلال ترؤّسه خدمة القدّاس الإلهي في كاتدرائيّة القديس جاورجيوس امس، «كلّ مسؤول يعتبر نفسه مسيحيًّا حقيقيًّا» الى أن «يجتهد من أجل خلاص أبناء الله الّذين أُلقيت على عاتقه مسؤوليّة رعايتهم. هذا الاجتهاد يظهر من خلال محبّة الخير والصّلاح، ورفض الظّلم والقهر وتجويع البشر وإذلالهم واستغلالهم من أجل مكاسب ومصالح خاصّة، ومن خلال التعلّق بالوطن والإخلاص له، والعمل من أجل المصلحة العامّة». وأكّد أنّ «المصلحة العامّة تقتضي وقف التّراشق الكلامي وتعطيل الدّولة، والعمل على إظهار الحقائق المطموسة في شتّى القضايا الّتي مسّت قلب الوطن وأبنائه، ومصارحة المواطنين في شأنها، وإنصاف من يجب إنصافهم ومعاقبة من تجب معاقبتهم، بعيدًا من الشّعبويّة والمتاجرة».
اسوأ فراغ
ووجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان، «صرخة تاريخية الى مسيحيي هذا البلد ومسلميه» دعاهم فيها الى التوحّد «لإنقاذ وطنكم من أسوأ فراغ في تاريخه». وحذّر من انّ «لبنان مهدّد بوجوده وتاريخه ووحدته وسلمه الأهلي، والمسجد والكنيسة وظيفة سماوية لإنقاذ البلد وحمايته من النفاق الدولي والمدافع الطائفية والقطيعة السياسية، وسط مشاريع خراب تُطبخ بنار الدولار الأسود». واضاف: «ممنوع أن يتحول منبر الكنيسة والمسجد ترسانة قطيعة طائفية، وإلّا وقع المحظور، والمطلوب من المسيحي والمسلم التمسك بالعائلة اللبنانية». ودعا إلى «فك الإرتباط بهيمنة الخارج والإتفاق على رئيس مصالح وطنية لإنقاذ هذا البلد من كابوس أسوأ أزمة بتاريخه، ولبنان اليوم مركب غارق والإنقاذ فقط على أبواب مجلس النواب».
الموقف الفرنسي
ووزعت السفارة الفرنسية رسالة تهنئة وجهّتها السفيرة آن غريو إلى اللبنانيين لمناسبة السنة الجديدة، اكّدت فيها لهم «انّ فرنسا ستظلّ هنا رغم التحدّيات. ستظلّ فرنسا هنا لأنّها لم تفقد الأمل في تجدّد لبنان، ولأنّ إنهيار المؤسسات لا يُنسينا أنّكم هنا، أنتم، وأنّكم لا تستسلمون». واضافت: «فرنسا ستدافع عنكم وستذكّر بدون كلل، سواء في المؤسسات الدولية أو لدى الشركاء الإقليميين والدوليين، بأهميّة إستقرار لبنان وازدهاره في المشرق، كبوّابة إستراتيجيّة في شرق البحر الأبيض المتوسط. عام تجدّد، لكي يعي أخيراً الذين سيتولّون أمور مستقبلكم مدى التحدّيات الوجودية التي يواجهها لبنان، ويرفضوا زوال الدولة ويرفضوا أيضاً الثقافة المعمّمة المحيطة بها والقائمة على الإفلات من العقاب، ويلتزموا جدّياً بإعادة لبنان إلى كنف المجتمع الدولي وبإجراء الإصلاحات الضرورية للنهوض بالبلاد ووضع أُسس دولة القانون والعدالة. ستظلّ فرنسا ساهرة على ذلك وستواكب هذه الخطوات الضرورية التي تتطلّعون إليها».
إضراب الأساتذة والموظفين
وفي هذه الأجواء، دعت اللجنة الفاعلة للأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي الرسمي ممثلة برئيستها نسرين شاهين، إلى الاضراب العام والشامل ابتداء من اليوم في كل المدارس الرسمية.
واعتبرت اللجنة في بيان اصدرته، اليوم الاثنين «يوم كرامة المعلم في لبنان». ويُستكمل بإضراب حتى دفع الحقوق، ومنها بدل نقل من العام الماضي حتى اليوم، حوافز العام الماضي لأكثر من 3 آلاف استاذ، مستحقات العام الماضي، مستحقات هذا العام، وحوافز بالدولار».
وتزامناً، أعلن موظفو «المشاريع المشتركة» في وزارة الشؤون الاجتماعية الإضراب المفتوح حتى تحقيق المطالب، «بعد عدم مبالاة الجهات المسؤولة وتهميشهم منذ أعوام عدة، وعدم الاكتراث لوضعنا المعيشي وحجب حقوق مستحقة لنا قانوناً».
وطالب الموظفون في بيان بدفع بقية الرواتب المستحقة مع بدل النقل عن الأعوام ٢٠٢٠، ٢٠٢١ و ٢٠٢٢، وكذلك بدفع المساعدة الاجتماعية نصف راتب أسوة بموظفي الملاك، وانتظام دفع الرواتب مضاعفة بما يتناسب مع الزيادة المقرّة وهي 3 أضعاف الرواتب السابقة شهرياً مع بدل النقل، بالإضافة إلى دفع الـ 90 دولاراً حوافز العام الماضي لموظفي المشاريع المشتركة للذين لم يقبضوها، كما الدرجات الست المستحقة للمتعاقدين بصفة اساتذة منذ العام ٢٠١٧.
*********************************
افتتاحية صحيفة اللواء
تحقيقات الفساد في الواجهة بين القضاء اللبناني والأوروبي
أجندة حزب الله تتبدّل والتيار العوني ينفصل رئاسياً.. وبلبلة جديدة في السوق السوداء
بدا السباق على اشده مع وصول وفد قضائي أوروبي من فرنسا والمانيا واللوكسمبورغ الى بيروت اليوم للتحقيق مع مدراء وربما اصحاب مصارف وموظفين في تهم الفساد والتحويلات المالية من مصارف لبنانية الى الخارج بين القضاء الاوروبي واللبناني، بالتزامن مع بلبلة جديدة متوقعة في السوق السوداء مع تعميم اليوم لمصرف لبنان حول التداول والمستفيد من عمليات صيرفة، مع استمرار دفع الاموال لبواخر الكهرباء الراسية قبالة الشواطئ اللبنانية، من دون التوافق على سلفة كهرباء تحتاج الى مجلس وزراء لا يزال وزراء التكتل العوني يعارضونها لتاريخه.
والموقف هذا يضاف الى نقطة افتراق جديدة مع حزب الله تتمثل بالانفصال عنه في موضوع الورقة البيضاء، فقد يسمي تكتل لبنان القوي شخصية يصوت لها لرئاسة الجمهورية.
وحسب المعلومات، فان حزب الله سيبني على الشيء مقتضاه، مع التشديد على تبدل في اجندة حزب الله، لجهة الاستعداد لتطورات قد تشهدها المنطقة على صعيد المواجهات الممكنة بين «محور الممانعة» الذي ينتمي اليه حزب الله، واسرائيل والمحور الذي تنتمي اليه برئاسة الولايات المتحدة مع اهتزازات على مستوى العالم ككل.
وهذه التداعيات الخطيرة، حيث اصبحت التغذية بالكهرباء صفر ساعة، في غالبية المناطق، كشف تقرير دولي ان بيروت، عاصمة لبنان صنفت في الدرجة 240، أي ما قبل الاخيرة بدرجتين فقط، ضمن المدن الأسوأ معيشياً، لجهة الكلفة، وتراجع القدرة الشرائية وكلفة السكن، مع انهيارات لا تتوقف في سعر صرف العملة الوطنية.
رئاسياً، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ»اللواء» أن الأسبوع الطالع يفتتح بتحريك للملف الرئاسي من خلال دعوة إلى جلسة الأنتخاب ولقاءات بين عدد من الكتل النيابية لتنسيق المواقف بالإضافة إلى تبيان الصور المتصلة بأسماء تدخل نادي الترشيحات الرئاسية من قبل بعض القوى ولاسيما التيار الوطني الحر. ولفتت المصادر إلى أن هذه الحركة ليست بالضرورة أن تخرج بنتيجة إنما أفضل من الجمود الحاصل ،مؤكدة أن لا مبادرة فعلية تنقل موضوع الرئاسة إلى الحل النهائي على أن لا بد من انتظار ما قد يقدم عليه رئيس مجلس النواب بشأن دعوة المعارضة لقيام جلسات انتخاب مفتوحة.
القضاء اللبناني أو الأوروبي
مع عودة قضاة لبنان او بعضهم، على الاقل لمعاودة العمل في قصور العدل، ينقسم الرأي العام في الداخل، حول الدور الذي سيكون مناطاً ببعثة التحقيق الأوروبية، تحت عنوان الاستطلاع، وسط معلومات غير متفقة حول الجهات التي سيطلب الاستماع إليها، وعما اذا كان من بينها رياض سلامة حاكم مصرف لبنان أم لا.
في هذا الوقت، تتوسع تحقيقات القضاء الجزائي بمحاربة ما اصطلح على تسميته محاربة الفساد، بدءاً من مصلحة تسجيل السيارات الى الدوائر العقارية وصولاً ال وزارات الاشغال والصحة والتربية، على خلفية تكوين ملف يسمح باتخاذ اجراءات تأديبية بحق موظفين في القطاع العام، في اطار التناغم مع متطلبات صندوق النقد الدولي في ما خص التعاون وابرام اتفاقية القرض الموعود به لبنان منذ سنة او اكثر، ولم يتحقق شيء منه.
التحقيق الاوروبي بالفساد
على صعيد آخر، يصل اليوم وفد قضائي من فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ، الى لبنان لاستجواب 30 شخصية مالية ومصرفية، تردد ان من بينهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
واشارت المعلومات الى ان مهمّة الوفود الأوروبية تنطلق الاثنين المقبل، وهي مقسمة على مراحل عدّة. ففي مرحلة أولى محددة بخمسة أيام، تبدأ الاثنين، وتنتهي الجمعة، سيخضع نحو15 شخصاً للتحقيق، ليس من ضمنهم رياض سلامة، وهي ستشمل مسؤولين كباراً في البنك المركزي ومديري مصارف لبنانية. وقد كلف النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات رئيس قسم المباحث الجنائية المركزية العقيد نقولا سعد، بمهمّة تبليغ الأشخاص المطلوب استجوابهم مواعيد الجلسات.
وللغاية، التقى عويدات في مكتبه، ظهر أمس الاول، وفدين من السفارتين الفرنسية والألمانية، وجرى البحث في ترتيبات وصول الوفود القضائية وتحديد آلية التعاون بين الطرفين، كما عاين وفدا السفارتين قاعة محكمة التمييز في الطابق الرابع من قصر العدل في بيروت، التي ستجري فيها الاستجوابات والإجراءات التي سترافقها.
واوضح عويدات إن مهمة الوفد القضائي الاوروبي الذي سيصل الى لبنان الاثنين المقبل، هي استجواب اشخاص تم استجوابهم سابقا لدى القضاء اللبناني بصفة شهود باستثناء شخص واحد سيتم استجوابه بصفة مشتبه فيه. هذا الوفد يريد ان يستطلع اين اصبحت الاستنابات القضائية الموجودة في الملف الذي يتولاه القاضي زياد ابو حيدر، والذي توقف التحقيق لديه بسبب طلبات الرد التي قدمت في حقه.
واشار الى ان زيارة الوفد ربما ستليها زيارات اخرى، لكن ليس بالضرورة بطريقة متتالية بل حسب الحاجة.
وكشف ان الاشخاص المطلوب استجوابهم عددهم 15 شخصا وليس بينهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
واشار الى ان الملفات التي سيحقق بها الوفد القضائي تندرج تحت باب الفساد، وهو الملف ذاته الموجود في النيابة العامة الاستئنافية والمتوقف منذ فترة للاسباب التي ذكرتها سابقا.
وعلم ان المصارف المعنية عددها خمسة، وتتعلق بالمصارف المراسلة، حول حركة تحويل الاموال، فضلاً عن موظفين بالمصارف المشتبه بها، وبينهم شخص من آل عون.
وسط ذلك، ما زال الأفق الرئاسي مسدوداً داخلياً وخارجياً برغم الحراك القائم من اكثرمن كتلة ومجموعة نيابية، وقد اكد هذا الواقعَ السلبي مديرُ عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي قال السبت في لقاء في مستشفى المقاصد، ردا على سؤال عن وساطة محتملة في الملف الرئاسي: «انا ما بفوت انتحاري على اي ملف… والظروف المحلية والدولية لا تساعد حالياً».
لكن الجديد ما اعلنه عضو تكتل لبنان القوي اسعد درغام: لدينا اجتماع يوم الثلاثاء سيَحسم مسألة التسمية والشخص التوافقي الذي قد نصوت له في الجلسة المقبلة.
لذلك لا يبدو ان الاستحقاق الرئاسي سيشهد اي تطور بارز في الجلسة الانتخابية المرتقبة هذا الاسبوع، باستثناء اعلان عضو تكتل لبنان القوي اسعد درغام الخروج من نمطية الورقة البيضاء حيث قال في حديث تلفزيوني: لدينا اجتماع يوم الثلاثاء سيَحسم مسألة التسمية والشخص التوافقي الذي قد نصوت له في الجلسة المقبلة. بينما ما زالت حركة النواب المستقلين والتغييريين قاصرة عن التفاهم على اسم معين للتوافق عليه.
ويؤكد عدد من النواب المستقلين الذين يقومون بزيارات ولقاءات مع المرجعيات السياسية، ان لا توافق على اي مرشح حتى الآن، وان المواقف ما زالت على حالها متباعدة نتيجة الانقسامات السياسية القائمة، وان ما يجري العمل عليه يكمن في محاولة التوافق الى إسم مشترك بين معظم القوى والكتل النيباية من طرفي الانقسام وعلى برنامج وخطة عمل الرئيس العتيد التي تعتمد عنواناً اساسياً هو الانقاذ، حتى لو تخلت قوى المعارضة عن ترشيح ميشال معوض اذا تم الاتفاق على اسم الرئيس وبرنامجه.
وعلى ضفة «نواب التغيير» تؤكد مصادرهم ان الأمور لدى هذه المجموعة ما زالت تراوح مكانها من عدم التوافق على اسم واحد بل هناك سلة من ثلاثة او اربعة اسماء يجري التداول بها، (زياد بارود وصلاح حنين وناصيف حتي وعصام خليفة) وجرى عقد عدة لقاءات للتداول في الخيارات لكن احداً لم يحسم قراره نهائياً او يدفع بإتجاه تبني خيار معين. لذلك الكل باقٍ على ما هو عليه حتى الآن حتى إشعار آخر.
في المقابل، استمر حراك النواب المستقلين المعارضين فالتقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في معراب، النائب نعمت افرام الذي قال: تم التطرق فيها الى مواضيع الساعة واهمها الاستحقاق الرئاسي لأهمية هذا الموضوع في ظل ما نشهده من متغيّرات في المنطقة تحضّنا على الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية والتوصل الى سلة متكاملة ننطلق عبرها الى زمن جديد في لبنان يمحو اوجاع اللبنانيين الذين يتألمون يوميا.
واذ شدد على ان «المسؤولية تقع على عاتقنا في ايجاد المساحة المشتركة والالتقاء حولها»، متمنيا «البدء مع بداية هذا العام بمرحلة البحث عن هذه المساحة»، قال «في الاسابيع المقبلة ستظهر هذه المساحة على امل ان نتوصل جميعا من دون استثناء الى انتخاب رئيس جديد مع سلة متكاملة.
وعما اذا كان يحمل في جعبته طرحا جديدا مرتبط بالملف الرئاسي، اجاب «لا يمكن اعتباره بمثابة طرح ولكنه طريقة عمل وخارطة طريق يمكنها ان توصلنا في الاسابيع المقبلة الى «طرح جامع» يمكن ان يؤمن أكثرية في مجلس النواب.
واعتبر النائب وائل ابو فاعور ان اللقاء الديمقراطي مستمر بتبني ترشيح النائب معوض، وأن خلط اوراق سيحصل من خلال تسمية التيار الوطني الحر شخصية يصوت لها.
لكن عضوي تكتل الجمهورية القوية النائبين ملحم رياشي ورازي الحاج اكدا انه «عندما نجد مرشحا يستطيع تأمين 60 صوتاً فعندها نتحدث عن الخطة ب». وأوضح رياشي انه قد يتم الاعلان عنهذه الخطة نهاية هذا الشهر.
لكن مصادر «القوات» اوضحت لـ»اللواء» انه حتى يوم امس لا جديد على هذا الصعيد، وكل ما يحكى عن «الخطة ب» غير دقيق وهي مختلفة عن كل ما يتم تداوله! وقالت: مبدئياً تتبلور الامور مع نهاية هذا الشهر.
وكشفت المصادر ان «الخطة ب» ليست بهذه السرية المطلقة وسبق واعلنا عناوينها انه اذا لم نتمكن من توفير 60 صوتاً وما فوق لميشال معوض عندها نحن ومعوض ونواب المعارضة الآخرين نبحث عن مرشح يتمتع بصفتي الإصلاح والسيادة، ويمكن ان يحصل على نسبة الاصوات المؤهلة لإنتخابه. واذا لم نتمكن من توحيد المعارضة على مرشح آخر سنبقى متمسكين بمعوض حتى قيام الساعة، وعلى الفريق الآخر ان يعلن اسم مرشحه ويشارك في جلسة التصويت حتى يتم انتخاب رئيس.
اضافت المصادر: حتى لو اختلفنا على مواصفات المرشح السيادي وهوامر قائم، لكن لا بد من ان نلتزم بآلية الانتخابات الرئاسية وحضور الجلسات، فنختلف ونتحاور في البرلمان حتى نتفق على مرشح مقبول.
وأدى اعلان النائب أسعد درغام عن توجه تكتل لبنان القوي، لتسمية مرشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية في اجتماع يعقده التكتل يوم غد الثلاثاء، بدلا من التصويت بورقة بيضاء، كما فعل خلال جلسات الانتخاب العشر الماضية، الى استياء عارم لدى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل،وداخل التكتل ،لان الاخير كان يزمع الاعلان عن هذا التوجه بنفسه بعد اجتماع التكتل مباشرة،وليس كما حصل من قبل النائب ضرغام، باعتبار ان تبني التكتل لهذا الخيار، يعتبر تحولا بموقفه من الاستحقاق الرئاسي، قد يؤدي الى تحريك الجمود بملف الانتخابات الرئاسية، ويعيد خلط الاوراق من جديد،وكان من الاجدى ،عدم كشف هذا الامر قبل أوانه.
وكشفت مصادر قريبة من التكتل، ان البلبلة والاستياء التي تسود بين اعضاء التكتل، تتجاوز ما اعلنه النائب ضرغام بخصوص موضوع الانتخابات الرئاسية، الى تصرفات باسيل الاحادية، ومحاولته حصر كل مايتعلق بالانتخابات الرئاسية، بشخصه،وكأن باقي الأعضاء فيه، شهود زور لايحق لهم الانغماس بالنقاش، او الوقوف على ارائهم، لاسيما إزاء مايتردد عن توجه بتسمية شخصية من خارج التكتل، وليس من داخله، الامر الذي ادى الى تلويح بعض الأعضاء بعدم الالتزام، بقرار الاقتراع للمرشح الذي سيعلن عنه رئيس التيار الوطني الحر، والاتجاه للتصويت، اما بورقة بيضاء،أو لاحد المرشحين المطروحة أسماؤهم من قبل المعارضة، وذلك للتعبير عن رفضهم لهذا الاسلوب الالغائي،لكل المؤهلين للترشح من داخل التكتل، وخصوصا النائب ابراهيم كنعان الذي يعتبر مايحصل، محاولة مكشوفة لاستبعاده من الترشح للانتخابات الرئاسية على وجه الخصوص،لانه يشكل منافسا،لا يرتاح اليه باسيل، ولذلك يسعى من خلال تسمية مرشح من خارج التكتل، لاستبعاده من الترشح باسم التكتل.
وبالنسبة لموقف حزب الله من توجه تكتل لبنان القوي بتسمية مرشح رئاسي، والخروج من تحالف التصويت بالورقة البيضاء، اشارت المصادر إلى انه اذا اقترع التكتل لمن يختاره،هذا معناه انخفاض عدد الأوراق البيضاء لدى الحزب وحلفائه، وبالطبع، هذا سيزيد بالتوتر في العلاقات بين الطرفين نحو الأسوأ، ولكن بالطبع لن يحدث التحول المطلوب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لان مفتاح التحكم بجلسة الانتخاب، يبقى في يد رئيس مجلس النواب نبيه بري، وليس بيد باسيل او غيره.
وسط ذلك، تعود اللجان النيابية المشتركة للاجتماع اليوم لمناقشة مواد مشروع قانون الكابيتال كونترول، بعد ان انجزت المادتين الخامسة والسادسة في الجلسة الاخيرة الاسبوع الماضي.
على صعيد الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء، وفي ضوء عودة الرئيس نجيب ميقاتي الى بيروت لمناقشة واقرار سلفة الكهرباء، بقي الموقف اكثر تجاذباً، إذ اعلن وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال هكتور حجار انه لن يشارك في جلسة لا يشارك فيها 24 وزيراً ويوقعون على اي مرسوم يصدر عن الحكومة المستقيلة.
وفي لقاء مع المرفعين الى التعبئة العسكرية (9378 عنصراً مقاتلاً جديداً) نسب الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قوله: يجب ان نكون مؤهلين وجاهزين عسكرياً وأمنياً، والمنطقة والعالم ذاهب الى مخاض، وأنتم مدعوون الى الحضور والعمل بمزيد من الكد والتعب.
وقال نصر الله ان لدى الحزب 100000 مقاتل، وما خفي اعظم، وأن عديد كشافة المهي هو قرابة الـ90 الفاً.
بلبلة جديدة في السوق المالي
مالياً، تشهد عمليات شراء الدولار، سواء عبر منصة صيرفة او السوق السوداء تبدلات، بعضها يتصل بأساس السعر، والبعض الآخر يتعلق باقتصار عمليات صيرفة على الأفراد، وليس الشركات او جمعيات التجار، على ان لا تتجاوز المبالغ المتداولة عبر المنصة على 100 مليون ليرة لبنانية لكل فرد.
ولم تتضح بعد مقاصد المركزي من هذا التطور، معربة عن مخاوفها من عودة سعر الصرف الى الارتفاع مجدداً.
السلفة والكهرباء
على صعيد الكهرباء، بقيت البواخر المحملة بالفيول راسية قبالة الشواطئ اللبنانية، بسبب الخلافات المستحكمة بين وزارتي الطاقة والمال ومصرف لبنان لكيفية اعطاء السلفة المالية بالدولار لزوم مؤسسة كهرباء لبنان.
ورأى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض، ان لا حاجة لعقد جلسة مجلس الوزراء حول الكهرباء، مؤكداً على توفر التمويل، والمواكبة الامنية للخطة، فلا حاجة لجلسة ما دام لم يحدث اي شيء جديد لهذا الأمر.
اضراب الأساتذة
وفيما الانهيار المعيشي يتدحرج من سيئ الى اسواً مع استمرار لعبة الدولار السوداء صعوداً ونزولاً، دعت اللجنة الفاعلة للأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي الرسمي ممثلة برئيستها نسرين شاهين، الى الاضراب العام والشامل اليوم الاثنين في المدارس الرسمية، واعلان يوم الاثنين «يوم كرامة المعلم في لبنان». ويستكمل بإضراب حتى دفع الحقوق (بدل نقل من العام الماضي حتى اليوم، حوافز العام الماضي لأكثر من 3 آلاف استاذ، مستحقات العام الماضي، مستحقات هذا العام، وحوافز بالدولار).
لكن وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي، أكد أن مبلغ الخمسة دولارات يومياً لا يساوي شيئاً تجاه القيمة الكبيرة لعطاءات أفراد الهيئة التعليمية والإدارية، لكنه بمثابة إحداث ثغرة في الجدار الدولي المسدود، وبالتالي لا مشكلة لدى وزارة التربية بأن تصرف النظر عن هذا الموضوع وتسحبه من التداول، إذا تبلغت رفض الأساتذة لهذا الدعم، مع الإشارة إلى ان المجموع الشهري له يفوق بقيمته مبلغ التسعين دولارا الذي تقاضاه المعلمون السنة الدراسية الماضية.
وقال الحلبي في بيان امس: إن وزارة التربية لن تسمح بإسقاط المدرسة الرسمية ولا بانهيار القطاع التربوي نتيجة لتداعيات الأزمة العامة في البلاد، وبالتالي تآكل جزء من العطاءات بفعل التراجع المستمر لقيمة النقد الوطني تجاه الدولار. وهي تسعى للحصول على تمويل جديد من الجهات المانحة.
ودعا «رئيسة رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي ملوك محرز وأعضاء مجلس الرابطة وممثليها في المناطق، إلى العودة عن الاستقالة، ومتابعة النضال مع جميع المخلصين، نظرا لما يتمتع به كل منهم من مسؤولية وأخلاق عالية وتضحيات تستحق التقدير والإحترام».
كورونا: 141 إصابة
كوليرا: صفر إصابات
صحياً، سجلت وزارة الصحة 141 اصابة جديدة بفايروس كورونا، من دون تسجيل اصابات. وفي ما خص الكوليرا لم تسجل اية اصابة جديدة.
***********************************
افتتاحية صحيفة الديار
الخلافات المتفاقمة تهدّد الخطة «ب» للمعارضة
بري مُستاء من «الرؤوس الحامية»… وتوقع جلسة انتخاب الخميس
خشية داخليّة من التعاون من دون سقف مع الوفد القضائي الأوروبي – بولا مراد
يستعيد لبنان هذا الاسبوع نشاطه السياسي والقضائي، بعد نحو ٣ اسابيع من العطل المرتبطة بالأعياد. ففيما من المرتقب ان يصل وفد اوروبي قضائي خلال ساعات لاجراء تحقيقات مرتبطة بقضايا تبييض اموال وفساد، يُتوقع ان يشهد الملف الرئاسي متغيرات على أكثر من صعيد، ان كان يوم غد الثلاثاء، حيث من المتوقع ان يتبنى «التيار الوطني الحر» أحد الأسماء ليخوض بها المرحلة الجديدة بعد خلافه مع حزب الله وقراره التخلي عن التصويت بورقة بيضاء، او يوم الخميس الذي تشير المعطيات انه سيشهد جلسة انتخاب سيكون رقمها ١١، من المرجح ان يدعو اليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري خلال ساعات.
تعثر الخطة «ب»
صحيح ان المياه الراكدة في الملف الرئاسي ستتحرك هذا الاسبوع، لكن ذلك لا يعني انه سيكون هناك خروقات كبيرة تؤدي الى حل، بحيث تؤشر المعلومات الى امكان اتجاه الملف الى مزيد من التعقيدات، بخاصة في ظل تعثر الخطة «ب» لقوى المعارضة، والتي كان يفترض ان تنتقل لاعتمادها نهاية الشهر الحالي.
وتشير مصادر مطلعة على الملف الى ان معراب لم تستطع اقناع النواب السنّة القريبين من الجو «السيادي»، كما نواب «التغيير» القريبين من هذا الجو، باعتماد اسم جديد بديل عن النائب ميشال معوض يصوتون جميعا له، فيرفعون عدد الاصوات التي سينالها المرشح ليلامس الـ٥٠ او الـ٦٠ صوتا، ما يؤدي الى احراج الفريق الآخر.
وتوضح المصادر ان «هناك قيادات في «القوات» و»الكتائب» تتساءل «عن جدوى الانتقال لتبني اسم جديد غير معوض، اذا لم تكن نتائجه مماثلة لنتائج معوض، وبخاصة انهم في موقع افضل بكثير من الفريق الآخر، ولديهم مرشح معروف يصوتون له، وبالتالي مَن يفترض ان يقلق ويبحث عن خيارات تخفف من احراجه هو حزب الله وحلفاؤه».
ولا يبدو ان «الثنائي الشيعي» بصدد التخلي قريبا عن خيار الورقة البيضاء، وهو لا يزال مقتنعا بأن لا مخرج للازمة، الا من خلال تسوية داخلية في ظل عدم اكتراث الخارج للوضع اللبناني. وقد عبّر المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل يوم أمس عن ذلك بوضوح، عندما تحدث عن «بعض الرؤوس الحامية التي تصر على رفض وممانعة اي محاولة للحل الداخلي».
وبحسب المعلومات، «فان الانتقال للتصويت لرئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية دونه عوائق كثيرة، ابرزها عدم ضمان ايصاله الى قصر بعبدا، ولا يريد حزب الله خوض معركة يرجح ان تكون فاشلة بغياب الغطاء المسيحي اللازم لانتخاب فرنجية. وتضيف المعلومات ان كل المحاولات التي بذلت لاقناع باسيل بذلك باءت بالفشل، كما ان تلاقي حزب الله مع سمير جعجع على مرشح رئاسي واحد، يبدو من سابع المستحيلات».
الازمة البرتقالية!
في هذا الوقت، تتجه الانظار الى ما سيخلص اليه اجتماع تكتل «لبنان القوي» يوم غد الثلاثاء، في ظل ترجيح الاعلان عن اسم مرشح يتم تبنيه بديلا عن الورقة البيضاء. وتشير مصادر مطلعة على الملف الى ان «اي قرار سوف يتخذ لن يكون سهلا، وستكون له تداعيات كثيرة، ويشكل ازمة برتقالية. فلا امكان لمواصلة التصويت بورقة بيضاء بعد الخلاف المتفاقم مع «الثنائي الشيعي»، كما ان التصويت العشوائي باعتماد تسميات كبدري ضاهر وغيره، يرتد سلبا على قاعدة «التيار»، التي تتوقع خوض القيادة هذا الاستحقاق بجدية اكبر، وتفضل التصويت لجبران باسيل وخوض معركته وان لم تكن رابحة».
وتلفت المصادر الى ان «لا فكرة لدى معظم نواب التيار حول ما يقوم به باسيل بالملف الرئاسي، باعتباره يخطط ويتصرف وحيدا، دون وضع تكتله في جو ما يخطط له ويتوصل اليه». وتضيف المصادر: «اي اسم سيتم تبنيه يوم الثلاثاء سيكون منزلا من القيادة، ومن باسيل شخصيا، واي نقاش فيه في الجلسة سيكون شكليا، وسيؤدي حصرا الى مزيد من التشقق في الجسد الداخلي للتيار، خاصة في ظل رفض باسيل اعتماد اسم احد النواب العونيين وطرحه اسماء اخرى، ما يثير امتعاضا حزبيا داخليا، لاقتناع القسم الاكبر من النواب بأن ذلك هدفه تفادي باسيل تعويم شخصيات عونية اخرى تنافسه، بخاصة ونحن على ابواب انتخاب رئيس جديد للتيار، يرجح ان يكون مجرد عملية تجديد ولاية باسيل».
خشية من الوفد القضائي
ولا تقتصر المستجدات المرتقبة هذا الاسبوع على الملف الرئاسي، اذ من المتوقع ان تتفاعل ازمة بواخر الفيول، التي لا تزال راسية على الشواطئ اللبنانية بانتظار الاعتمادات المالية التي لا تزال محجوزة والمرتبطة بالملف الحكومي، في ظل الكباش المستمر بين باسيل وميقاتي. وبحسب المعلومات، يسعى حزب الله الى ايجاد مخرج مناسب لهذه الازمة المستجدة، بخاصة انه لا يحبذ عقد جلسة جديدة لمجلس الوزراء في ظل الموقف المسيحي المتشدد في هذا المجال.
قضائيا، وفيما من المنتظر ان يستعيد الجسد القضائي نبضه مع اتجاه الكثير من القضاة للعودة عن اضرابهم بعد تلبية الجزء الاكبر من مطالبهم، وانتظار آخرين اتخاذ تدابير بما يتعلق بالوضع المزري للقاعات والمكاتب، تتجه الانظار الى الوفد القضائي الاوروبي الذي من المفترض ان يصل اليوم الى بيروت. وقالت مصادر مطلعة ان الوفد طلب الاستماع الى 15 شخصاً. واكدت المصادر انه يحق لهؤلاء عدم تلبية دعوات الاستماع اليهم ويمنع منعا باتا توقيفهم. واضافت المصادر: «زيارة الوفد ستكون الاولى، لكنها دون شك لن تكون الاخيرة».
واوضحت المصادر ان مسؤولين لبنانيين كبارا تمنوا على المرجعيات القضائية، التي يفترض ان تتابع عمل الوفد عن كثب، عدم التساهل مع كل الطلبات والتشدد في تطبيق مندرجات الاتفاقية الدولية التي تلزم لبنان التعاون مع الطلبات الدولية المماثلة، نتيجة خشيتها من ان تمتد الشهية الدولية للتدخل في ملفات اخرى، ابرزها انفجار مرفأ بيروت.
*********************************
افتتاحية صحيفة الشرق
عويدات: التحقيق الأوروبي لا يشمل الحاكم رياض سلامة
في ظل المراوحة السياسية – الرئاسية، والتي لا يبدو ستبدّلها تطورات الجلسة الانتخابية المقررة مبدئيا الخميس المقبل إلا “شكليا” في حال قرر تكتل “لبنان القوي” رسميا، التصويتَ باسم مرشح ما، سيكون عنوان الاسبوع الطالع قضائيا بامتياز، مع وصول وفد من المحققين الاوروبيين الى لبنان للتحقيق في جرائم مالية. وستدور عملية الاستماع الى الشهود بينما مفاعيل فساد الطبقة السياسية على مر السنوات الماضية ظاهرةٌ بوضوح على شكل عتمة شبه شاملة تغرق فيها البلاد وأزمة اقتصادية معيشية خانقة يكتوي بنيرانها اللبنانيون والقطاعات كلّها. فهل يمكن ان تشمل التحقيقات والمحاسبة، يوما ما، المسؤولين عن هذه الجرائم، عبر القضاء اللبناني، بعد ان تكون المنظومة كفّت يدها عنه، وقد تدخّلت في عمله حتى العظم وعطّلت تشكيلاته وعادت لتشكو من أدائه!
التحقيق الاوروبي
على وقع فك الجسم القضائي اضرابه وعودته الى العمل رغم الظروف القاسية لوجستيا وماليا التي يعاني منها، يصل وفد قضائي من فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ، الى لبنان لاستجواب 30 شخصية مالية ومصرفية، ليس من بينهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. واشارت معطيات صحافية الى ان “مهمّة الوفود الأوروبية تنطلق اليوم الاثنين، وهي مقسمة على مراحل عدّة. ففي مرحلة أولى محددة بخمسة أيام، تبدأ الاثنين، وتنتهي الجمعة، سيخضع 16 شخصاً للتحقيق، ليس من ضمنهم سلامة، وهي ستشمل مسؤولين كباراً في البنك المركزي ومديري مصارف لبنانية. وقد كلف النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات رئيس قسم المباحث الجنائية المركزية العقيد نقولا سعد، بمهمّة تبليغ الأشخاص المطلوب استجوابهم مواعيد الجلسات. وللغاية، التقى عويدات في مكتبه، ظهر أمس، وفدين من السفارتين الفرنسية والألمانية، وجرى البحث في ترتيبات وصول الوفود القضائية وتحديد آلية التعاون بين الطرفين، كما عاين وفدا السفارتين قاعة محكمة التمييز في الطابق الرابع من قصر العدل في بيروت، التي ستجري فيها الاستجوابات والإجراءات التي سترافقها.
ظروف لا تساعد
في الغضون، الافق الرئاسي مسدود، من الداخل، وايضا في الخارج، وقد اكد هذا الواقعَ السلبي مديرُ عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي قال هلال مشاركته في لقاء مقاصدي، ردا على سؤال عن وساطة محتملة في الملف الرئاسي: انا ما بفوت انتحاري على اي ملف.. والظروف المحلية والدولية لا تساعد حاليا.
حسم الاسم
من جانبه، يبدو تكتل “لبنان القوي” متجها نحو الانفصال عن حزب الله ووقف اقتراعه بالورقة البيضاء. في السياق، اعلن عضو تكتل لبنان القوي اسعد درغام في حديث تلفزيوني امس “ان الثلثاء لدينا اجتماع سيَحسم مسألة التسمية والشخص التوافقي الذي قد نصوت له في الجلسة المقبلة”.
الشعبوية والمتاجرة
من جهته توجه متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده إلى كل مسؤول يعتبر نفسه مسيحيا حقيقيا، أن يجتهد من أجل خلاص أبناء الله الذين ألقيت على عاتقه مسؤولية رعايتهم. هذا الاجتهاد يظهر من خلال محبة الخير والصلاح، ورفض الظلم والقهر وتجويع البشر وإذلالهم واستغلالهم من أجل مكاسب ومصالح خاصة، ومن خلال التعلق بالوطن والإخلاص له والعمل من أجل المصلحة العامة. والمصلحة العامة تقتضي وقف التراشق الكلامي وتعطيل الدولة، والعمل على إظهار الحقائق المطموسة في شتى القضايا التي مست قلب الوطن وأبنائه، ومصارحة المواطنين بشأنها، وإنصاف من يجب إنصافهم ومعاقبة من تجب معاقبتهم، بعيدا من الشعبوية والمتاجرة.
لا استسلام
ووزعت السفارة الفرنسية رسالة تهنئة من السفيرة السيدة آن غريو، لمناسبة السنة الجديدة، اكدت فيها انّ فرنسا التي بقيت الى جانب لبنان في العام 2022. أجدّد هذا الوعد: في العام 2023، ستظلّ فرنسا هنا رغم التحدّيات. ستظلّ فرنسا هنا لأنها لم تفقد الأمل في تجدّد لبنان ولأن إنهيار المؤسسات لا يُنسينا أنّكم هنا، أنتم، وأنّكم لا تستسلمون.
مساحة مشتركة
في المقابل، التقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، في معراب، النائب نعمة افرام على مدى ساعة. ولفت افرام الى انها “زيارة معايدة تم التطرق فيها الى مواضيع الساعة واهمها الاستحقاق الرئاسي لأهمية هذا الموضوع في ظل ما نشهده من متغيّرات في المنطقة تحضّنا على الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية والتوصل الى سلة متكاملة ننطلق عبرها الى زمن جديد في لبنان يمحو اوجاع اللبنانيين الذين يتألمون يوميا”. واذ شدد على ان “المسؤولية تقع على عاتقنا في ايجاد المساحة المشتركة والالتقاء حولها”.
لكن الى حين تأمين البديل الصالح، يبقى النائب ميشال معوض مرشحَ مَن يصوتون له راهنا، وقد اكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب رازي الحاج اليوم ان “عندما نجد مرشحا يستطيع تأمين 60 صوتا فعندها نتحدث عن الخطة “ب”.
معاناة وتساجل
وفي انتظار الفرج، عملُ مجلس الوزراء مشلول بفعل الاشتباك بين السراي والتيار الوطني الحر ولا مَن يسأل عن المأساة التي يتخبط فيها اللبنانيون، مع ارتفاع سعر صرف الدولار من جديد وانقطاع التيار الكهربائي في عز كانون وسط أخذ ورد بين الطرفين حول سلفة للفيول لزوم شركة كهرباء لبنان. وقد رصد تقرير دولي الآثار الكارثية للانحدار الاستثنائي بأرقامه وسرعته الذي يضرب المؤشرات الرئيسية المعتمدة في قياس نوعية الحياة في لبنان، ليخلص إلى تصنيف بيروت في المرتبة 240، أي قبل الأخيرة بمرتبتين فقط، ضمن صفوف المدن “الأسوأ” بفعل النتائج المترتبة على تدهور مشهود في البيانات المقارنة للقدرة الشرائية، وكلفة المعيشة، ومعدل سعر المنزل كنسبةٍ من الدخل، وذلك ربطاً بالانهيارات المتواصلة للعملة الوطنية.
الكابيتال كونترول
ووسط هذه الاجواء، الاصلاحات المتأخرة سنوات لا تزال تجرجر. في السياق، تواصل اللجان النيابية المشتركة مناقشة مشروع الكابيتال كونترول في جلسة دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم الاثنين.
عبود: عودة هادئة للقضاة
اكد رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود ان قصور العدل ستشهد اليوم عودة هادئة للقضاة لمعاودة عملهم في إحقاق الحق، والبت بقضايا الناس.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :