افتتاحية جريدة البناء
أميركا اللاتينية تخرج عن سطوة واشنطن مع فوز دا سيلفا… والكيان تائه عشية الانتخابات / عون اليوم رئيس سابق وجنرال الرابية… وميقاتي «يصرّف رئاسياً» في قمة الجزائر العربية/ بري يدعو المجلس لنقاش الرسالة الرئاسية الخميس… و«يقرّش» الحوار بالمفرق والجملة/
تبدأ مساء اليوم القمة العربية في الجزائر تحت عنوان اختارته القيادة الجزائرية، هو قمة فلسطين، ويبذل الجزائريون جهوداً استثنائية للسيطرة على الملفات الخلافية لضمان خروج القمة ببيان قوي يرد الاعتبار لمكانة القضية الفلسطينية في الاهتمام العربي، بعدما طغت الخطوات التطبيعية لعدد من الدول العربية على المشهد الرسمي، وبعدما استبقت الجزائر مساعيها بمصالحة فلسطينية لإزالة الاستقطاب الحاد بين الفصائل الفلسطينية وخصوصاً بين حركتي فتح وحماس، وبين سلطة رام الله وحكومة غزة، وكان للموقف السوري الذي أراح الجزائر من أعباء طرح عودة سورية الى الجامعة العربية على القمة، دوره في حصر النقاش بالقضايا الكبرى، وفي طليعتها ما تعتقده القيادة الجزائرية وضعاً دولياً وإقليمياً جديداً، في ظل متغيرات تظهر ضعف القبضة الدولية على المنطقة وتنشئ فيها حالة من الفراغ ما يتيح لدولها بلورة خيارات أكثر حرية، بدأت معالمها تظهر بمواقف دول أوبك في ملف النفط، والعرب يلعبون دوراً محورياً فيها، بينما يظهر الفلسطينيون بسالة استثنائية ويسجلون كل يوم المزيد من البطولات، في ظل ظهور مزيد من الوهن يصيب الجسد الإسرائيلي.
الدعوة الجزائرية تلاقي تحولات تشهد لها نتائج الانتخابات التي حملت مجدداً المناضل التحريري لولا دا سيلفا الى رئاسة البرازيل، لتكتمل حلقات تحرر أميركا اللاتينية من القبضة الأميركية، وتتوج تحولات شهدتها دول البيرو، هندوراس، تشيلي، بوليفيا، المكسيك والأرجنتين بالإضافة إلى كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا، وفيها جميعاً تضامن مع فلسطين وحضور لقضيتها يجب أن يخجل منه القادة العرب.
أما الوهن الإسرائيلي فسوف يختبره كيان الاحتلال اليوم مع الانتخابات الخامسة خلال ثلاث سنوات، بغياب الرؤى التي تجيب على الأسئلة الكبرى، وفي طليعتها كيفية مواجهة الوضع المقاوم المتصاعد في الضفة الغربية، حيث الجواب الوحيد الواضح يقدّمه اليمين الاستيطاني الأشد تطرفاً، مثل بن غفير الذي يدعو للتهجير وحرب التطهير، وسط تراجعات في المعسكرين المتنافسين عن الخطاب المستقبلي واكتفائهما بالتنافس على أرضية خطاب تشهيريّ متبادل، خصوصاً بعدما تراجع بنيامين نتنياهو عن إعلانه نية الانسحاب من الاتفاق مع لبنان إذا فاز برئاسة الحكومة، واكتفائه باستخدام الاتفاق لاتهام خصمه يائير لبيد بالاستسلام أمام المقاومة، والقول إنه سيتعامل مع الاتفاق كما تعامل مع اتفاق أوسلو، أي بالمساكنة.
لبنانياً، يدخل البلد اليوم الفراغ الرئاسي بينما يبدأ الجنرال ميشال عون أول أيامه كرئيس سابق بعدما عاد ليحمل جنرال الرابية، في ظل تجاذب سياسيّ حاد حول كيفية تجاوز الفراغ، وحدود أهلية الحكومة المستقيلة على تحمّل مسؤوليتها في ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية، ويدخل رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي مرحلة جديدة غامضة حول حدود تصريف الأعمال، يفتتحها من الجزائر ممثلاً لبنان في القمة، بينما يناقش المجلس النيابي بدعوة من رئيسه نبيه بري الرسالة التي وجّهها رئيس الجمهورية حول وضع الحكومة بعد توقيعه مرسوم اعتبارها مستقيلة، وهو نقاش لن تترتب عليه نتائج جوهرية طالما انتهت الولاية الرئاسية، لكن ربما ينجح في رسم إطار دور الحكومة في مرحلة الفراغ الرئاسي. وهو ما قالت مصادر نيابية إن التشاور يدور حول صيغة، تضمن التصريف الضيق للأعمال، دون دعوة الحكومة للانعقاد إلا لأسباب جوهرية تسبقها توافقات مسبقة جامعة.
الفراغ الرئاسي الذي يشكل السمة الأبرز للواقع السياسي الجديد، والذي يخشى كثيرون أن يكون طويلاً، يشكل محور دعوة الحوار التي أطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري طلباً للتوافق على اسم رئيس جديد، وهو ما تقول مصادر نيابية إنه موضع “تقريش” لصيغه العملية، بين طاولة حوار جامعة أو تشاور ثنائي مع الكتل، وبين الدعوة للتوافق على اسم الرئيس الجديد، أو الوصول الى لائحة مختصرة من اسمين أو ثلاثة تُعرض للتصويت على النواب في جلسة يضمن الجميع تأمين النصاب لها ويرتضون نتائجها.
مع نهاية ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منتصف ليل أمس، دخلت البلاد في اليوم الأول للشغور في سدة الرئاسة الأولى ومعها الفراغ الحكومي ما سيشرع الباب على مرحلة جديدة على الصراع والاشتباك السياسي وصراع الصلاحيات والفوضى الدستورية.
وقبل أن يودّع الرئيس عون الموظفين في قصر بعبدا وانتقاله الى منزله الجديد في الرابية، اشتعلت الجبهات دفعة واحدة، بين رئاسة الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من جهة، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من جهة ثانية، وسط توقعات مصادر سياسية لـ»البناء» بتصعيد إضافي على هذه الجبهات مجتمعة من اليوم سترتفع وتيرتها في جلسة مجلس النواب المخصّصة لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية الخميس المقبل، بموازاة تسعير الاشتباك حول الوضعية الدستورية لحكومة تصريف الأعمال في فترة الشغور الرئاسي.
ودعا الرئيس نبيه بري المجلس النيابي الى عقد جلسة في الحادية عشرة من قبل ظهر الخميس المقبل، لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية، التي أعلن امس الأول أنه وجهها الى البرلمان لمحاولة سحب التكليف من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وبالتالي الرسالة كأنها لم تكن.
وأشارت أوساط نيابية في كتلة التنمية والتحرير لـ»البناء» الى أن «رسالة عون سبق وبعث بمثلها في فترة تكليف الرئيس سعد الحريري، وبالتالي لن تكون ذات تأثير وكذلك يكون سبق السيف العزل، خاصة أن ولاية الرئيس عون تكون انتهت وانتهت معها وأيضاً بعد انتهاء وظيفة التكليف وسقوطه».
ووفق ما تشير مصادر نيابية أخرى لـ»البناء» فإن «لا أكثرية نيابية لسحب التكليف باستثناء التيار الوطني الحر الذي سيطلق نوابه مواقف عالية السقف، لكن لن يتخذ مجلس النواب أي قرار ولا حتى توصية، وقد سبق وطرحت عليه حالات شبيهة ولم يتخذ أي قرار حيالها».
لكن خبراء في الدستور يؤكدون لـ»البناء» أن «توجيه رئيس الجمهورية رسالة للمجلس النيابي هو حق دستوري ومن ضمن صلاحياته، لكن المجلس النيابي يقرّر ماذا يفعل، كما من حقه توقيع مرسوم استقالة الحكومة إلا أنه كان لزاماً على عون عدم توقيعه لكي لا تتفاقم الأزمة أكثر، وبالتالي لا يمكن أخذ البلد الى فراغ حكومي كامل، لكون حكومة تصريف الأعمال ولو مشكوك بشرعيتها ودستوريتها لكنها السلطة الوحيدة القائمة التي سترث صلاحيات رئيس الجمهورية وتستمر بتصريف الأعمال وتسيير مرافق الدولة وشؤون المواطنين لكن في إطار المفهوم الضيق لتصريف الأعمال وبالتالي لا يحق لها الاجتماع واتخاذ القرارات إلا بالحالات الطارئة والاستثنائية ريثما يتم انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة جديدة».
إلا ان مصادر سياسية داعمة للعهد تشير لـ»البناء» الى أن رسالة عون للمجلس النيابي وتوقيع مرسوم اعتبار الحكومة مستقيلة، لهما ابعاد سياسية أكثر من مفاعيل دستورية، وتشكل رسالة سياسية صارمة وحاسمة من عون وباسيل الى كل من الرئيسين بري وميقاتي لكي لا يستفردان بصلاحيات الرئيس وبالحكم، كما شكلت كلمة سر لإطلاق المعركة السياسية مع خصوم العهد خلال الأسابيع والشهور المقبلة». كما شدد الرئيس عون وفق ما نقل عنه زواره لـ»البناء» أن «توقيع المرسوم وكذلك رسالة عون لم يكن خطوة فوضوية أو عبثية بل هدفت لحث المجلس النيابي على انتخاب رئيس للجمهورية، وإعلام الجميع بأن الحكومة لا يمكنها الحكم وممارسة صلاحيات الرئيس، وجاءت بعدما فقد الرئيس عون الأمل من تأليف حكومة جديدة». وحمّل عون المجلس النيابي مسؤولية عدم انتخاب رئيس وعدم نزع التكليف من ميقاتي طيلة الأشهر الماضية منذ تكليفه حتى الآن، كما يحمله مسؤولية أي تمادٍ من ميقاتي في ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية وحكومة تصريف الأعمال لكون المجلس معنياً بتفسير الدستور وضبط فوضى السلطة التنفيذية». وأكد عون بأنه سيستمر في المواجهة في المرحلة المقبلة وسيكمل في مسيرته من الرابية.
وعلمت «البناء» في هذا الإطار أن عون وباسيل يعدان لمفاجآت سياسية وشعبية لخوض معركة الانتخابات الرئاسية، على أن يطلق باسيل مواقف عالية السقف ورسائل سياسية نارية باتجاه عين التينة والسراي الحكومي ومعراب وحاكم مصرف لبنان والقضاء، في إطلالته مساء اليوم، لكونه تحرر من قيود وجود عون في رئاسة الجمهورية. ولا تستبعد المعلومات أن يلمح باسيل أو يمهد لإعلان نفسه مرشحاً لرئاسة الجمهورية.
أما على خط السجال حول صلاحيات حكومة تصريف الأعمال، فتشير معلومات «البناء» الى أن وزراء التيار الوطني الحرّ أبلغوا ميقاتي بأنهم لن يحضروا جلسات مجلس الوزراء ولا جلسات اللجان الوزارية، وهم وليد نصار ووليد فياض وهكتور حجار وموريس سليم.
وأثار كلام ميقاتي حول تعيين بدلاء للوزراء الذي سيقاطعون الحكومة بالوكالة، غضب التيار الوطني الحر الذي أكد أن هذه الخطوة غير دستورية. فيما أكد دستوريون أن تعيين وزراء جدد يحتاج الى ثلثي مجلس الوزراء الأمر غير المتوفر. ولم يُعرَف اذا كان وزراء آخرون سيتضامنون مع وزراء التيار.
لكن أوساط مؤيدة لرئيس حكومة تصريف الأعمال تؤكد لـ»البناء» بأنه لن يدعو الى جلسات كي لا تستفز التيار، إلا بالحالات الطارئة، كما لن يقدم على خطوات أو مواقف تؤدي الى عصبيات طائفية، بل همه تمرير هذه المرحلة الصعبة بأقل الخسائر على الوطن، وإدارة الأزمات والملفات الأساسية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي تحديداً، حتى تتمكن القوى السياسية والكتل النيابية من انتخاب رئيس جديد.
وتواصلت الجهود لتأليف الحكومة في الساعات الأخيرة لنهاية ولاية عون، إلا أنها باءت بالفشل، وأفيد أن مدير عام رئاسة الجمهورية انطوان شقير زار ميقاتي في السرايا قبل مغادرته الى الجزائر وعرض عليه إصدار مراسيم الحكومة كما هي لتتجاوز العقبات الدستورية، ولدى سؤاله من ميقاتي عن الثقة وما اذا كان باسيل قد قرّر منحها، احال شقير الأمر الى مجلس النواب ولم يعطه جواباً حاسماً حول منحه الثقة من نواب التيار، عندها أبلغه ميقاتي ان الطائرة تنتظره لتمثيل لبنان في قمة الجزائر العربية شاكراً للزائر عرضه المرفوض».
على صعيد انتخاب رئيس للجمهورية، لم تسجل أي معطيات جديدة تغير بخريطة المواقف بانتظار مساعي الرئيس بري لجمع الكتل النيابية ثنائياً أو جماعياً. وفي هذا الصدد، أكدت مصادر نيابية مقربة من عين التينة لـ»البناء» أن «الرئيس بري ما زال على مبادرته ومستمر في اتصالاته لاستمزاج الآراء ليضع تصوراً واضحاً حول الالية والمعيار بهدف ان تكون النتائج إيجابية».
ودعت فرنسا النواب اللبنانيين إلى انتخاب رئيس جديد دون إبطاء، وناشدت كافة الفاعلين اللبنانيين بتحمل مسؤولياتهم لمصلحة البلاد، وفق بيان لوزارة الخارجية الفرنسية.
على صعيد آخر، أمل المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أن «يوفّر المجتمع اللبناني والتيارات السياسية فيه الأرضية اللازمة لتشكيل حكومة قوية على أساس المصالح الوطنية». وأضاف كنعاني، في مؤتمر صحافي، رداً على سؤال حول لبنان، أنّ سياسة إيران المبدئية هي «دعم التوجّهات الوطنية القائمة على إرساء الاستقرار والأمن والهدوء وتشكيل حكومة قوية في لبنان بما يحقّق مصالح الشعب اللبناني ويرسّخ الاستقرار فيه ويساعد في تقوية دوره الإقليمي والدولي». وأشار إلى أن «لبنان من الدول الصديقة لإيران ومن جيرانها الجيّدين في المنطقة، وقد كانت إيران دائمًا في الجانب البنّاء للتطوّرات السياسية في لبنان واستخدمت طاقاتها وقدراتها بالتشاور مع الأطراف اللبنانية لتدعيم العملية السياسية فيه».
وقبيل توجّهه الى الجزائر للمشاركة في القمة العربية، اجتمع ميقاتي في السراي، مع قائد الجيش العماد جوزف عون. كما اجتمع ميقاتي مع وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية وتمّ البحث بملف ترسيم الحدود من الجهة الغربية والشمالية مع كل من قبرص وسورية.
وأعلن حمية تسلم الوزارة معونات روسية، كاشفاً أن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على هبة 25 الف طن من القمح و10 آلاف طن من الفيول، وقد تبلغت ذلك من السفير الروسي ريابكوف».
على خط مواز، وصلت باخرة محملة بـ10 آلاف طن من المازوت قبالة معمل دير عمار الحراري فيما يخضع المعمل لعملية صيانة فيما سيكون الربط من معمل الزهراني لتتغذى مناطق الشمال بين ساعة وساعتين يومياً.
وذكرت مصادر إعلامية أن وزير الطّاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض أبلغ مؤسسة كهرباء لبنان، باعتماد التّعرفة الجديدة للكهرباء ابتداءً من اليوم، إلا أن المؤسسة أكدت بأنها لن تعتمد التسعيرة الجديدة قبل بداية العام المقبل.
الى ذلك، تحول اقتحام المصارف الى خبر عادي على وسائل الإعلام، فقد اقتحم أحد المودعين أمس فرع بنك بيبلوس في الحمرا للمطالبة بوديعته.
وأعلنت جمعية المودعين أن «القوى الأمنية أخرجت المودع الذي اقتحم فرع بنك بيبلوس في الحمرا بالقوة».
=============================================================================
افتتاحية جريدة الأخبار
«قرنة شهوان» سعودية تنطلق من «الأونيسكو»: سحب سلاح المقاومة ولو بالدم!
في أيلول 2000 صدر بيان بكركي الشهير الذي دعا إلى انسحاب الجيش السوري من لبنان تطبيقاً لاتفاق الطائف، وبعدها توالت الأحداث: تشكّل لقاء «قرنة شهوان» عام 2001، وتبعته زيارة البطريرك الماروني الراحل نصرلله صفير للولايات المتحدة لطلب مساعدة دولية لإخراج الجيش السوري من لبنان، ثم التصويت في مجلس الأمن الدولي عام 2004 على القرار 1559 الذي أوصى بمحاسبة سوريا وإلزامها بإخراج جيشها من لبنان. بعدها بأشهر، اغتيل الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005 وتحقق الهدف.
بعد 22 عاماً، عادت «تطبيق اتفاق الطائف» العبارة الأثيرة لدى عدد كبير من السياسيين للإيحاء بأن استفحال الأزمة الراهنة سببه خرق الاتفاق نصاً وممارسة، وأن الحل هو في تطبيقه حرفياً. لكن ما لم يُزح الستار عنه، حتى الآن، هو ما تريده المملكة العربية السعودية حالياً من الدعوة إلى التمسك بهذا الاتفاق.
في الخامس من الشهر الجاري، سيُعاد المسلسل نفسه. تستعد السفارة السعودية في بيروت لإقامة احتفال ترويجي رداً على «الحملات التي تتعرّض لها وثيقة الوفاق الوطني من قبل حزب الله والتيار الوطني الحر والمتلهّفين إلى مؤتمر تأسيسي جديد» كما يقول مروّجو «الكارنفال» الذي يحرص السفير السعودي وليد البخاري على أن يكون حاشداً. وسيتقدم الحاضرين في «كارنفال اليونسكو» الرئيس حسين الحسيني ورئيس اللجنة الثلاثية العربية عام 1989 الأخضر الإبراهيمي ونواب شاركوا في اجتماعات الطائف ونواب ووزراء وشخصيات من أحزاب وتيارات نقلت «البارودة» بعدَ 2005 من كتف دمشق إلى كتف الرياض، ومن بينهم من عارضوا الطائف سابقاً لأنه عزّز موقع الطائفة السنية في السلطة على حساب بقية الطوائف. ويتضمن الاحتفال كلمات عن أهمية الدفاع عن الطائف وتطبيق بنوده هو العنوان العريض للـ«كارنفال»، بينما المطلوب واحد: التصويب على سلاح المقاومة تحت عنوان بند «سحب سلاح الميليشيات».
====================================================================================
الكهرباء رهينة رياض سلامة
حلم الـ10 ساعات كهرباء بات قريباً، إلا أن الأمر يتطلب تعاون مصرف لبنان في تأمين التمويل بالعملة الأجنبية وتغطية استيراد الشحنات على فترات زمنية أقلّ مما اتفق عليه مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. فالأخير طلب أن يُدرج في دفتر الشروط شرط تسديد الشحنات بعد ستة أشهر، فيما يراهن وزير الطاقة وليد فياض على أن العروض ستأتي ضمن خيارين: التسديد بعد 30 يوماً أو بعد 180 يوماً. الخيار الثاني يعني كلفة إضافية على الشحنات، فيما خيار ميقاتي أن التمويل ليس متاحاً. كالعادة رياض سلامة يتحكّم بالتمويل ويأخذ الكهرباء رهينة
هل يصل لبنان إلى 10 ساعات كهرباء في غضون شهر، أي بحلول كانون الأول؟ الجواب رهن سير المناقصات التي أطلقتها وزارة الطاقة منذ 4 أيام والتي يفترض أن تؤمّن لمؤسّسة كهرباء لبنان 66 ألف طن من الغاز أويل، 46 ألف طن من الفيول أويل Grade A و28 ألف طن من الفيول أويل Grade B. هذه الكمية ستسهم في زيادة ساعات التغذية لتصبح 10 ساعات، لكن هذا «الإنجاز» مشروط بإيجاد حلّ للخلاف حول آلية الدفع. فقد برزت إشكالية تتعلّق بتسديد ثمن الشحنة وتضمين الأمر في دفتر الشروط. إذ تعمل وزارة الطاقة على إدراج خيارين للتسديد في دفتر الشروط، أحدهما بعد 30 يوماً، وثانيهما بعد 180 يوماً. لكن في المقابل، يصرّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على أن يكون التسديد حصراً بعد 180 يوماً. حجّة ميقاتي أنه حصل على تعهد من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بإصدار اعتمادات معزّزة (كتاب ضمان يرسله مصرف لبنان للمصرف الذي يتعامل معه المورّد ويتعهد فيه بتسديد ثمن الشحنة وفق شروط العقد) مدّتها ستة أشهر، بينما تقول وزارة الطاقة إنه يجب أن يترك خيار التسديد بشكل مبكر.
=================================================================================
افتتاحية صحيفة النهار
عون يواجه الهزيمة الأولى… بعد الرحيل
كيف ارتسمت المعالم الأولية للمشهد السياسي غداة رحيل العهد العوني ومغادرة الرئيس العماد #ميشال عون الذي صار رئيسا سابقا منتصف الليل الفائت قصر بعبدا والى اين تتجه الأمور في قابل الساعات والأيام ؟
مما لا شك فيه ان لبنان دخل رسميا اليوم دستوريا وواقعيا مرحلة الفراغ الرئاسي المثبت، بما سيدفع الازمات المتشابكة في واقعه الدراماتيكي نحو تركيز كل الضغوط الداخلية والخارجية نحو استعجال انهاء “عهد الفراغ” الجديد بأسرع وقت متاح، لان ما احتمله لبنان في حقبات الفراغ السابقة لم يعد يصح راهنا ولم يعد في امكان لبنان الانهيار، الانتظار طويلا لاعادة تركيب انتظام الدولة بانتخاب رأس هرمها. ولذا تتحول المعطيات والعوامل التي تعلي أولوية انتخاب رئيس الجمهورية بمثابة نقطة اجماع سياسية تحتاج بعد نهاية ولاية عون الى ترجمة سريعة اما بالحوار الذي اتجه رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الدعوة اليه، واما بوسائل وقنوات أخرى لم تتبلور طبيعتها بعد. وفي ظل هذا العنوان الكبير، فان ما رشح وارتسم من معطيات في الساعات الثماني والأربعين التي واكبت نهاية العهد العوني تشير الى مجموعة وقائع من ابرزها :
أولا : بدا من الواضح تماما ان المحاولة اليائسة التي قام بها الرئيس السابق ميشال عون لاحداث صدمة حكومية في حجم فرط حكومة تصريف الاعمال واحداث فوضى وفراغ دستوري واسع وعميم، قد منيت بانتكاسة فورية يمكن اعتبارها أولى الانتكاسات والهزائم السياسية الفورية لعون بعد رحيله عن الحكم والسلطة. ذلك ان سقوط أي سند دستوري لمرسوم قبول الاستقالة الذي أراده عون قنبلة سياسية امام العونيين في باحة قصر بعبدا لم يرق اطلاقا الى مستوى اجتذاب أي قوة استقطاب لجعل مرسوم متجاوز للدستورية يشل حكومة تصريف الاعمال تحت حجة عدم شرعيتها لتولي صلاحيات #رئاسة الجمهورية بالوكالة.
ثانيا: كشفت الساعات التي اعقبت خروج عون من بعبدا مدى العزلة العميقة التي أحاطت بانتهاجه نهج التصعيد الداخلي والاتجاه مع تياره الى محاولة احداث فرز سياسي – طائفي لاشعال حرب على الحكومة، فجاءت المواقف الجدية المعلنة او المكتومة من قبل حلفائه وخصومه سواء بسواء لتثبت ان أي طرف في الداخل لا يشجع ولا يرغب في افتعال اضطرابات من شأنها ان تنزلق بالبلاد اكثر نحو متاهات بالغة الخطورة. يثبت ذلك غياب أي مواقف سياسية حادة او استفزازية في الملف الحكومي، فيما يبدو واضحا ان ثمة اقتناعا غالبا بضرورة التزام الحكومة بالتقييد الذي يفرضه واقع تصريف الاعمال أساسا، بالإضافة الى ضرورة التوجه نحو استعجال انتخاب رئيس الجمهورية الرابع عشر كاولوية دستورية ووطنية وميثاقية ووجودية بالكامل.
ثالثا : سقط التهويل بشل حكومة تصريف الاعمال الذي يعتبر هدفا تدميريا انتحاريا لاحداث الفوضى في ظل مضي الحكومة في عملها كما في ظل التراجع عن التهديدات بامتناع وزراء معينين عن ممارسة واجباتهم الوزارية لئلا يعين بدلاء منهم من الوزراء الذين يحملون حقائبهم بالوكالة. ولم يكن مشهد وصول الرئيس ميقاتي امس الى الجزائر لتمثيل لبنان في القمة العربية سوى دليل على مضي الحكومة في عملها علما ان وزيرين من الوزراء المحسوبين على عون هما في عداد الوفد الرسمي الى القمة. وبدا لافتا ما ذكر عن ان المدير العام لرئاسة الجمهورية اتصل امس بميقاتي قبل سفره وعرض عليه اصدار مرسوم تشكيل الحكومة كما هي ولكن ميقاتي رفض ذلك .
رابعا: مع دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري المجلس الى جلسة الخميس لتلاوة رسالة الرئيس السابق ميشال عون الى المجلس التي يطالب فيها بسحب التكليف من الرئيس نجيب ميقاتي وتشكيل حكومة جديدة، يكون الجواب على الرسالة قد حسم واقعيا سلفا باعتبار المضمون فاقدا للجدوى الدستورية بما يمكن معه اصدار توصية لحكومة تصريف الاعمال بالتزام ما التزمه سلفا وعلنا رئيسها في اطار المنحى الدستوري المقيد وعدم الدعوة الى جلسات لمجلس الوزراء الا في الحالات الطارئة الاضطرارية فقط.
وفي حين انتهت رسميا ولاية عون منتصف الليل الفائت، وصل ميقاتي امس الى الجزائر لتمثيل لبنان في القمة العربية، في دورتها الحادية والثلاثين التي ستعقد اليوم وغدا، وكان في استقباله في مطار هواري بومدين الوزير الاول في الجزائر ايمن بن عبد الرحمن، ووزير الخارجية رمطان لعمامرة والامين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط . وضم الوفد الرسمي اللبناني الى القمة وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، السفير اللبناني في الجزائر، مدير القسم العربي في وزارة الخارجية علي المولى، والمستشار الديبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر. واصطحب ميقاتي معه وزير الطاقة والمياه وليد فياض الذي سيجري محادثات مع المسؤولين الجزائريين تتناول التعاون النفطي بين البلدين.
المجلس والترددات
في المقلب النيابي “والتزاما بالنص الدستوري”، دعا الرئيس بري مجلس النواب الى عقد جلسة في الحادية عشرة قبل ظهر الخميس المقبل، لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية التي اعلن قبيل مغادرته بعبدا انه وجهها الى البرلمان لمحاولة سحب التكليف من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وأفادت أوساط نيابية انها جلسة لزوم ما لا يلزم ما دامت نتيجتها محسومة سلفا وما دام احد لن يسحب التكليف باستثناء نواب “التيار الوطني الحر” خصوصا ان تجربة مماثلة اقدم عليها الرئيس عون ابان تكليف الرئيس سعد الحريري باءت بالفشل.
وفي هذا السياق لفت رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الى المادة 75 من الدستور وقال “إن المجلس الملتئم لانتخاب رئيس الجمهورية يعتبر هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية ويترتب عليه الشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة دون مناقشة أي عمل آخر”.
وفي الاصداء السياسية التي تركتها صورة الوداع الحزبي الذي أقيم في بعبدا لعون توجه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى “كل مواطن لبناني شارك في حشد الامس”، قائلاً “حينما عاد كل واحد منهم الى بيته، هل وجد ماء وكهرباء وفرصة عمل لابنه أو أخيه؟ هل استرد وديعته من المصرف؟ هل أوقف هجرة خيرة شباب لبنان؟ والاسئلة تكاد لا تنتهي الا يعيش هؤلاء ظروف القهر والذل والحرمان التي يقبع في ظلها اخوتهم في المواطنة؟ “. وعن خطاب عون، قال جعجع، “لم أستغرب ما ورد فيه للحظة، الرجل هو هو، منذ تعرفت إليه عن كثب عام 1986 لم يجرِ إعادة قراءة لمساره السياسي، والانكى انه يتجه انحدارياً. المأساة مستمرة معه ، فكلما أقفل مشهداً تراجيدياً يفتح البلاد على آخر أكثر مأسوية ، على غرار خطوة توقيع مرسوم استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، المستقيلة حكماً، وفي ذلك انتقاص من صلاحيات رئيس الجمهورية التي لا ينفك يشكو منها عون وباسيل، وهما أكثر من ينتقصان منها ويهشمانها. فعوض أن يختم عهده بخطوة إيجابية قدم سلة من السلبيات لا علاقة لها لا بحقوق المسيحيين ولا باللبنانيين عموماً، وانما ليكمل مبارزته الشخصية مع ميقاتي”.
#فرنسا وايران
في المواقف الخارجية من الوضع في لبنان دعت الخارجية الفرنسية “البرلمان اللبناني إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد دون إبطاء”، واشارت في بيان الى أن “فرنسا دعت النواب اللبنانيين إلى انتخاب رئيس جديد دون إبطاء، كما دعت السياسيين الى تحمل مسؤولياتهم وان يكونوا على مستوى المرحلة، لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين”. واعتبر بيان الخارجية ان “لبنان يمر بازمة اقتصادية ومالية واجتماعية خطيرة وغير مسبوقة، تتطلب تفعيل عمل المؤسسات واتخاذ الاجراءات اللازمة للنهوض بالبلد وتحسين الظروف المعيشية للبنانيين”.
وفي المقابل أمل المتحدّث باسم الخارجية ال#إيرانية ناصر كنعاني، أن “يوفّر المجتمع اللبناني والتيارات السياسية فيه الأرضية اللازمة لتشكيل حكومة قوية على أساس المصالح الوطنية”. وأضاف كنعاني رداً على سؤال حول لبنان، “إنّ سياسة إيران المبدئية هي دعم التوجّهات الوطنية القائمة على إرساء الاستقرار والأمن والهدوء وتشكيل حكومة قوية في لبنان بما يحقّق مصالح الشعب اللبناني ويرسّخ الاستقرار فيه ويساعد في تقوية دوره الإقليمي والدولي”. وأشار إلى أن “لبنان من الدول الصديقة لإيران ومن جيرانها الجيّدين في المنطقة، وقد كانت إيران دائمًا في الجانب البنّاء للتطوّرات السياسية في لبنان واستخدمت طاقاتها وقدراتها بالتشاور مع الأطراف اللبنانية لتدعيم العملية السياسية فيه”.
****************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
الكهرباء على سكة “رفع التعرفة والتغذية”… ولبنان يطلب الفيول على هامش “قمّة الجزائر”
“عهد الشغور” انطلق… “عروض التأليف” استمرّت حتى آخر الليل!
أُسدلت الستارة على العهد العوني منتصف الليلة الماضية، وصباح اليوم يًنكّس العلم على سارية القصر الجمهوري بعد إقفال مكتب الرئيس وقاعة مجلس الوزراء وكافة قاعات الجناح الرئاسي، لينطلق تالياً “عهد الشغور” في يومه الأول فارداً أجنحة الفراغ في أروقة قصر بعبدا وفارضاً إيقاع “8 آذار” المعهود على مرّ العهود الأخيرة منذ العام 2007 في “اختطاف” كرسي الرئاسة الأولى حتى تقاضي “الفدية” المنتظرة لفكّ أسرها، وسط مراهنة “حزب الله” هذه المرّة بشكل خاص على العامل الفرنسي المساعد في إبرام الصفقة الرئاسية المنشودة، لا سيما وأنّ “الحزب” يعتبر باريس الطرف الدولي الوحيد القادر على إحياء “نقاط التقاطع” في المصالح والتسويات مع إيران في الإقليم و”حزب الله” في لبنان.
وأمس، دشّنت الخارجية الفرنسية باكورة مواقفها الرسمية في مرحلة الشغور الرئاسي بتجديد دعوتها البرلمان اللبناني إلى “انتخاب رئيس جديد للبلاد من دون إبطاء”، داعيةً السياسيين في لبنان إلى “تحمل مسؤولياتهم وأن يكونوا على مستوى المرحلة لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين”، مع التذكير بأنّ البلد يمر بأزمة اقتصادية ومالية واجتماعية “خطيرة وغير مسبوقة تتطلب تفعيل عمل المؤسسات واتخاذ الإجراءات اللازمة للنهوض به وتحسين الظروف المعيشية لأبنائه”.
وبينما كان الرئيس ميشال عون ينهي آخر أيام ولايته الرئاسية أمس بتقليد كريمته كلودين “وسام الاستحقاق اللبناني المذهّب” تقديراً لإنجازاتها، دعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى انعقاد الهيئة العامة بعد غد الخميس “لتلاوة ومناقشة رسالة” عون بوصفه رئيساً سابقاً للجمهورية بتاريخ انعقاد الجلسة، في وقت عُلم أنّ الوسطاء واصلوا طيلة نهار أمس جهودهم واتصالاتهم المكوكية في محاولة لاستيلاد التشكيلة الحكومية في الربع الساعة الأخير من الولاية العونية، وأفيد في هذا السياق أنّ “عروض التأليف” استمرت حتى آخر الليل بين الرابية والجزائر حيث نقلت قناة “أل بي سي” أنّ “المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير بادر الى الطرح على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إصدار التشكيلة الحكومية كما هي من دون تعديل، على أن تُترك مسألة نيلها الثقة إلى التصويت في المجلس النيابي، غير أنّ ميقاتي رفض المبادرة بعدما لم يتمكن شقير من ضمان إعطاء الثقة للحكومة من قبل نواب التيار الوطني الحر في الجلسة”.
وكان ميقاتي وصل إلى الجزائر أمس للمشاركة في أعمال القمّة العريية اليوم وغداً، وإلى يمينه وزير الخارجية عبد الله بو حبيب وإلى يساره وزير الطاقة والمياه وليد فياض، في دلالة على إمساكه بزمام الأمور على رأس حكومة تصريف الأعمال في فترة الشغور، لا سيما وأنّ بو حبيب وفياض هما من الوزراء الذين كانوا محسوبين على العهد العوني وتياره. ويأتي اصطحاب ميقاتي لفياض معه إلى الجزائر بغرض إجراء محادثات مع المسؤولين الجزائريين طلباً للفيول والنفط على هامش انعقاد القمة العربية.
وتوازياً، وضعت وزارة الطاقة أمس ملف الكهرباء على سكة “رفع التعرفة والتغذية” مع منح فياض الضوء الرسمي الأخضر لمؤسسة كهرباء لبنان بغية اعتماد التعرفة الجديدة في نظام الفوترة، غير أنّ مصادر الوزارة نفت ما تردد عن الاتجاه إلى اعتماد التعرفة الجديدة بدءاً من اليوم، موضحةً أنّ “استيفاء الفواتير على التعرفة الجديدة لكهرباء لبنان لن يحصل قبل كانون الثاني المقبل”، معربة عن أملها بأن تكون التغذية بالتيار الكهربائي قد بلغت في حينه مدة تتراوح بين 8 ساعات و10 ساعات يومياً في حال نجحت مناقصة شراء الفيول أويل والغاز أويل التي أطلقتها وزارة الطاقة قبل أيام، وذلك بناءً على “تعهد رئيس حكومة تصريف الأعمال بتأمين التمويل اللازم لشراء الكمية المطلوبة من المحروقات لزوم تشغيل معامل الكهرباء”.
****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
عون ينهي ولايته بلقاءات شخصية وعائلية… ويمنح وساماً لابنته
لم يختلف اليوم الأخير من ولاية الرئيس ميشال عون كثيراً عن أيامه السابقة؛ حيث سجّل خلال النهار لقاءات عدّة وإن طغى على معظمها الطابع الشخصي والعائلي. لكن اللافت كان اختياره أن يختتم سلسلة الأوسمة التي وزّعها في الأيام الأخيرة بمنح ابنته كلودين عون، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، وسام الاستحقاق المذهب.
وأعلن مكتب رئاسة الجمهورية عن استقباله، أمس، في دارته في الرابية، الأمينة العامة للفرانكوفونية لويز موشيكيوابو، على رأس وفد كان من بين أعضائه الممثل الجديد للمنظمة الفرانكوفونية في بيروت السفير ليفون اميرجانيان، وذلك في حضور عدد من مستشاريه. وقد أظهرت الصور التي وزّعت عن اللقاء اجتماع الضيوف في غرفة جلوس صغيرة ومتواضعة، قيل إنها نقلت من منزله القديم في الرابية إلى الجديد الذي شيّد خلال توليه الرئاسة، علماً بأن الصور التي كانت قد انتشرت لمنزله الجديد في الأيام الماضية عكست فخامة لافتة، وقد أشارت المعلومات إلى أن تكلفته بلغت نحو 7 ملايين دولار أميركي.
واعتبر عون، خلال اللقاء، أن نجاح لبنان في جعل عاصمته بيروت المقر الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط للمنظمة الدولية للفرانكوفونية، يؤكد مرة جديدة على الثقة الدولية بلبنان وبدوره في محيطه والعالم، ويعكس القيمة الكبرى لوطن الأرز كموئل للثقافات وملتقى الحضارات.
وتصف مصادر مقربة من الرئيس عون يومه الأخير كرئيس للجمهورية بـ«الطبيعي»، مشيرة لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه استقبل خلاله عدداً من المعاونين وكبار الموظفين، حيث تسلم البريد، كما استقبل عند الساعة العاشرة والنصف الأمينة العامة للفرانكوفونية ثم عاد واستكمل يومه بلقاءات يغلب عليها الطابع الشخصي والعائلي.
ونقل عنه زواره، وفق المصادر، أنه كان مرتاحاً مع تأكيده أن «همّه الآن أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية يكمل مسيرة مكافحة الفساد والإصلاح، ويقوم البرلمان بإقرار القوانين الإصلاحية»، كما أعرب عن اطمئنانه بأن «مسار استخراج النفط والغاز سلك طريقه»، وختمت المصادر بالقول: «وغداً (اليوم) يوم آخر بالنسبة إلى الجنرال الذي بات رئيساً سابقاً وعاد مواطناً عادياً».
من جهة أخرى، اختار عون أن يكون الوسام الأخير في ولايته لابنته كلودين عون بعدما سبق له أن وزّع خلال ست سنوات من عهده 452 وساماً، وانتشرت في الأيام الأخيرة على وسائل التواصل صور لعدد كبير من المكرمين، وهو ما لاقى انتقاداً واسعاً من اللبنانيين. وهذا الأمر ردّت عليه المصادر، موضحة أن «الأوسمة صلاحية لصيقة بالرئيس وفق ما ينص عليه الدستور، وعون منح أقل عدد من الأوسمة مقارنة بالرؤساء السابقين، مع تأكيدها أن الأهم يبقى في المعايير التي اختيرت وفقها الأشخاص التي منحت الأوسمة، وأن تكون واحدة وواضحة ومستحقة وفق نوع الوسام ودرجته، وهو ما حرص عليه رئيس الجمهورية». وأكدت أن «الأوسمة التي وزعت خلال السنوات الست ولم تقتصر على الأيام الأخيرة، شملت رؤساء دول وشخصيات في مجالات عدة، منها سياسية واجتماعية وفنية وثقافية ونقابية وإعلامية ورجال دين وغيرهم ممن قدموا خدمات لمصلحة لبنان، إضافة إلى السفراء الذين تعاقبوا على لبنان والعسكريين الذين يمنحون أوسمة مستحقة على الرتبة».
مع العلم، أنه وفي رد منه على ما قال إنها «حملة التشويه» التي طالت عون لجهة الأوسمة التي وزعت خلال أيام ولايته الأخيرة، كان موقع «التيار» قد نشر أرقام الأوسمة التي منحت في العهود السابقة، مؤكداً أن عون منح العدد الأقل من الأوسمة مقارنة بنظرائه بعد اتفاق الطائف وهي 452، بينما وزّع الرئيس إلياس الهراوي 835 وساماً، والرئيس إميل لحود 1693 وساماً والرئيس ميشال سليمان 593 وساماً.
****************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
إنتهت الولاية: أيّ قواعد اشتباك ستحكم الفراغ ؟ .. المجلس لا يتجاوب مع رسالة عون
صارت ولاية الرئيس ميشال عون خلف المشهد، وسنواتها الستّ بكل ما اعتراها، طُويت صفحاتها وصارت من الماضي. والتشفي بإخفاقاتها، والتغنّي بإنجازاتها، كما البكاء على أطلالها، لا يغيّر شيئاً في واقع فُتح اعتباراً من اليوم 1 تشرين الثاني 2022 على مرحلة جديدة مضبوطة من جهة، على عدّاد الفراغ الرئاسي الذي دارت محرّكاته بالأمس، في عملية إحصاء كم من الايام والاسابيع والاشهر وربما السنوات التي ستُهدر من عمر البلد، قبل ان تنضج ظروف تضع حداً للشغور في موقع رئاسة الجمهورية. ومحفوفة من جهة ثانية بأحداث واحتمالات مفتوحة ومجهولة، وتصعيد تبدو مجالاته مفتوحة على كل شيء، وأخطر ما فيه أنّه قد لا يبقى محصوراً في نطاقه السياسي، وفي لغة الوعيد والتهديد باشتباك دستوري وعصيان وزاري تعطيلي لحكومة تصريف الاعمال، بل قد يتدحرج إلى اللغة الأكثر خطورة على البلد، بِبُعدَيها الطّائفي والمذهبي.
الرئيس عون الذي وصل إلى رئاسة الجمهورية في تشرين الاول من العام 2016 على صهوة تسوية سياسيّة متعدّدة الألوان السياسيّة، تشارك فيها أضداد السياسة والوانها المختلفة على ضفتي «8 آذار» و»14 آذار»، لم يسلّم الراية الرئاسية لخَلَفه. كانت لافتة طريقة خروجه غير المألوفة او المسبوقة من القصر الجمهوري قبل انتهاء ولايته بيوم ونص، حيث لم ينتظر حتى نهايتها منتصف ليل امس الاثنين، بل خرج من الرئاسة بلون واحد، وفي احتفالية من لون واحد، ومودَّعاً من جمهور من لون واحد، وممتطياً حصاناً برتقالياً نقله إلى دارته الجديدة في الرابية، التي مهّد الرئيس عون قبل انتهاء ولايته، في مواقفه التي دحرج فيها كرة المسؤولية على كلّ الآخرين، شاهراً سيف المواجهة في كل اتجاه، وما قابل ذلك من ردود عنيفة وجارحة سياسياً وشخصيّاً، إلى أن تُدرج الرابية اعتباراً من يوم امس، كعنوان لجبهة سياسية مصادمة لجبهة عريضة، او بمعنى أدق لجبهات متنوّعة من الخصوم القدامى والجدد.
لا يختلف اثنان من اللبنانيين على انّ البلد منقسم على نفسه إزاء انتهاء ولاية الرئيس عون، بين فريق مغتبط بخروجه من القصر الجمهوري وانتهاء حقبة مؤلمة استمرّت لست سنوات أدير فيها البلد بعقلية التحكّم والإخفاق. وبين فريق مكتئب من هذا الخروج، لا يرى سبيلاً امامه سوى المواجهة الشاملة مع ما يسمّيها «المنظومة» التي أعاقت عهد عون ومنعته من الإنجاز.
على هذه الصورة انتهت الولاية الرئاسية، وعلى هذه الصورة فتحت المرحلة التالية لها. الجميع كانوا مسلّمين بحتمية الفراغ في سدّة الرئاسة وعدم التمكّن من انتخاب خلف للرئيس عون، ولكن لم يكن في حسبان أحد هذا الانتقال الصاخب إلى الفراغ، وفرض وقائع جديدة على المشهد الداخلي المنقسم أصلاً على نفسه، كان من نتائجها السريعة لا بل الفورية، التموضع خلف متاريس الاشتباك السياسي والدستوري. و»الخرطشة» السياسية التي رافقت انتهاء الولاية، تنذر بأنّ الاشتباك حاصل لا محالة، إنما متى وكيف وأين، فالجواب كامن خلف ما تخبئه الايام المقبلة من أحداث وربما مفاجآت.
محاولة فاشلة
ووفق معلومات «الجمهورية» من مصادر موثوقة، فإنّه على رغم الجو المشحون الذي رافق انتهاء ولاية الرئيس عون، جنّد بعض الوسطاء أنفسهم لمحاولة أخيرة لضبط الواقع اللبناني على خط العقل، وتجنيب البلد الانزلاق إلى واقع مجهول وخضات سياسية ودستورية وربما غير ذلك، تكلّف المواطن اللبناني مرارات اضافية اكبر من مرارات الأزمة وأعبائها. وجوهر هذه المحاولة، صياغة اتفاق على ما يمكن تسمّيتها «حكومة الضرورة»، بحيث يبدو فيها كل طرف وكأنّه تقدّم خطوة نحو الآخر. على ان يُصار في حال بلوغ الاتفاق عليها، الى ان تصدر مراسيمها قبل ظهر أمس الاثنين. الّا انّ هذه المحاولة لم تعمّر طويلاً. وعلى ما تقول المصادر الموثوقة، وُئدت في مهدها، وسقطت امام المواقف المتصلّبة وإرادة الاشتباك التي يبدو انّ القرار في شأنه متخذ سلفاً.
قواعد جديدة
على انّ أول ما يتبدّى مع سريان مرحلة الفراغ الرئاسي المفتوحة ربما، على مديات زمنية طويلة، هو القلق الذي يسود مختلف الأوساط السياسية من المجهول الذي سيحكم هذه المرحلة، وما قد يخلقه من وقائع وأكلاف في شتى المجالات. وإذا كانت المستويات السياسية قد دأبت منذ ما قبل انتهاء ولاية عون، على إعداد عدّتها لمواكبة الفراغ، والنأي بنفسها عن تداعياته، بل ومحاولة تثميره لمصلحتها، إلّا أنّ الواقع الجديد يبدو مغايراً لكل ذلك، حيث انّ الامر لا ينحصر فقط في فراغ في سدّة الرئاسة الاولى، وكذلك في فراغ على مستوى السلطة التنفيذية وعدم وجود حكومة كاملة الصلاحيات والمواصفات، بل يتعداهما إلى الفراغ الأخطر المسبب لكل الفراغات، الذي يتجلّى في مغادرة مكونات الصراع السياسي موقع المسؤولية الوطنية، وتمترسها في موقع الصدام، وإعدامها لإرادة التفاهم والاتفاق، على ما هو عليه الحال مع الاستحقاق الرئاسي، برغم انّ اياً منها لا يملك وحده قدرة إدارة دفّة هذا الاستحقاق في الاتجاه الذي تريده.
وفي هذا السياق، يقدّم مرجع سياسي كبير قراءة بالغة التشاؤم لمرحلة الفراغ الرئاسي بقوله لـ»الجمهورية»: «إنّ لبنان مع عدم تمكّنه من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ومع وضع حكومي مهتزّ، ومع وضع سياسي مفكّك، قد دخل اعتباراً من اوّل تشرين الثاني إلى «المنطقة المحرّمة»، المحلّل فيها فقط كلّ ما يضرّ بهذا البلد، وأخطر ما فيها انّ قواعد الاشتباك التي ستحكمها، غير معلومة، حيث انّ هذه القواعد قد تفاجئ الجميع بقساوتها، وتضبط الواقع الداخلي على إيقاعها دون ان تكون لدى أي من المكونات السياسية قدرة التكيّف معها او مجاراتها واللحاق بها. وإزاء هذا الواقع، لا يسعني سوى ان اتمنى الّا تفلت الامور من عقالها، لأنّ الثمن الذي سندفعه سيكون باهظاً جداً».
ورداً على سؤال قال المرجع: «لقد مرّ لبنان بتجارب فراغ سابقة، وعَبَرها بشق النفس، الّا انّ ظروف تلك المراحل مختلفة جذرياً عن الظروف الحالية، حيث انّ لبنان في وضع هو الأخطر في تاريخه، وكل البنيان مهدّد، وحتى على مستوى النظام. قلنا ونكرّر انّ لبنان في النقطة الوسط بين ان يستمر في منحى السقوط على ما هو حاصل حالياً، وبين ان نجنّبه ونجنّب أنفسنا دفع الأثمان الباهظة، ولذلك سبيل وحيد هو الذهاب إلى التوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل فوات الأوان. على انّ ما يبعث إلى الأسف هو انّ هذه الحقيقة ماثلة امام الجميع، ومع ذلك ثمة من يتعامى عليها ويصرّ على إسقاط البلد وشعبه في قعر الهزيمة».
باريس: لإنتخاب الرئيس
وقد دعت الخارجية الفرنسية «البرلمان اللبناني إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد من دون إبطاء»، وأشارت في بيان أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية»، الى أن «فرنسا دعت النواب اللبنانيين إلى انتخاب رئيس جديد دون إبطاء، كما ودعت السياسيين الى تحمّل مسؤولياتهم وأن يكونوا على مستوى المرحلة، لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين».
واعتبر بيان الخارجية أن «لبنان يمر بأزمة إقتصادية ومالية وإجتماعية خطيرة وغير مسبوقة، تتطلب تفعيل عمل المؤسسات واتخاذ الإجراءات اللازمة للنهوض بالبلد وتحسين الظروف المعيشية للبنانيين».
«قلبي حزين»
وفي موازاة تأكيد المرجع السياسي المسؤول على «اننا اصبحنا وحدنا، ولا احد يهتم بنا او باستحقاقاتنا السياسية، حيث انّ ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل كان آخر نقطة اهتمام خارجية بهذا البلد»، تأكيد صريح ومباشر لسفير دولة كبرى أبلغه لبعض المستويات السياسية وفيه: «انّ ما اسمعه من زملائي سفراء الدول الكبرى في لبنان، يفيد بأنّ لبنان لم يعد مدرجاً في جدول اهتمامات واولويات تلك الدول. وأنا، فترة انتدابي سفيراً لبلادي قد انتهت، واقترب موعد سفري، اقول لكم، انا احب بلدكم، وأتضامن مع الشعب اللبناني في معاناته، واترك موقع عملي عندكم وفي قلبي حزن كبير على هذا البلد».
النشاط الاخير
الرئيس عون، وحتى ما قبل الساعة الثانية عشرة منتصف ليل امس، مارس صلاحياته كرئيس للجمهورية، من دارته في الرابية وليس من القصر الجمهوري، حيث استقبل في آخر نشاط رسمي له الامينة العامة للفرنكوفونية لويز موشيكيوابو. حيث أعرب عون عن سعادته لتدشين المركز الجديد للمقر الإقليمي في شارع المصارف في بيروت. واكّد انّ «لبنان سوف يقدّم كل التسهيلات اللازمة لتمكين المقرّ من لعب الدور المنوط به». واعتبر عون، انّ «نجاح لبنان في جعل عاصمته بيروت المقرّ الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط للمنظمة الدولية للفرنكوفونية، يؤكّد مرة جديدة الثقة الدولية بلبنان وبدوره في محيطه والعالم، ويعكس القيمة الكبرى لوطن الأرز كموئل للثقافات وملتقى الحضارات».
ماذا بعد الولاية؟
إلى ذلك، ومع دخول لبنان مرحلة الفراغ، صار الوضع في البلد يُقاس باليومية. فحكومة تصريف الاعمال التي اعلن رئيسها نجيب ميقاتي انّها ستتولّى صلاحيات رئيس الجمهورية وفق ما ينص عليه الدستور، ستدخل في مهمّتها الجديدة، بالتوازي مع رفض فريق الرئيس عون و»التيار الوطني الحر» بعدم السماح لها بذلك، وهو امر يدفع الى رصد ما قد يبرز من تطورات وخطوات على هذا الصعيد.
وفيما وصل الرئيس ميقاتي إلى الجزائر امس، للمشاركة في القمة العربية، حدّد رئيس المجلس النيابي نبيه بري جلسة بعد غد الخميس لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية، التي طلب فيها ان يمارس المجلس صلاحياته بنزع التكليف من ميقاتي. ويُنتظر ان يحضر ميقاتي الجلسة، حيث سيسافر بعدها الى شرم الشيخ للمشاركة في قمة المناخ.
وإذا كانت جلسة الخميس محسومة النتيجة سلفاً لناحية عدم الأخذ برسالة عون، على غرار الرسالة التي سبق لعون ان وجّهها إلى المجلس السابق خلال مرحلة تكليف الرئيس سعد الحريري، قالت مصادر مجلسية لـ»الجمهورية»: «انّ رسالة عون هي لزوم ما لا يلزم، ولا قيمة دستورية او قانونية لها، شأنها شأن توقيعه لمرسوم قبول استقالة الحكومة، حيث انّ استقالة الحكومة لم تتمّ طوعاً، عبر كتاب استقالة خطي تقدّم به رئيسها. ففي هذه الحالة يمكن الاعتداد بتوقيع مرسوم قبول استقالتها، اما والحال غير ذلك، والاستقالة تمّت بحكم الدستور مع بدء ولاية المجلس النيابي الحالي، فالدستور هو الذي أقال الحكومة، وفي الوقت نفسه منحها صلاحية تصريف الاعمال بحدودها الضيّقة. والدستور كما هو معلوم هو أقوى القوانين، وأقوى من المراسيم وما يعادلها، وبالتالي أخطأ رئيس الجمهورية بإصدار مرسوم بدا فيه انّه يزاحم الدستور لا اكثر، في أمر سبق للدستور ان حسمه مع بداية ولاية المجلس النيابي الحالي، وأناط بالحكومة تصريف الاعمال بالحدود الضيّقة إلى حين تشكيل حكومة جديدة».
اما عن تولّي حكومة تصريف الاعمال لصلاحيات رئيس الجمهورية حال شغور سدّة الرئاسة لأي سبب كان، فتلفت المصادر إلى انّ «الدستور حينما نصّ على إيلاء صلاحيات رئيس الجمهورية لمجلس الوزراء، لم يميز بين حكومة كاملة الصلاحيات وحكومة تصريف الاعمال».
وحول رسالة رئيس الجمهورية إلى المجلس، قالت المصادر المجلسية، انّ «هذه الرسالة هي ايضاً لزوم ما لا يلزم، وهي لا تزاحم الدستور فقط، بل هي تقفز عنه، لناحية نزع التكليف من الرئيس المكلّف. وهو امر لا يستقيم مع رسالة سياسية تعكس رغبة طرف سياسي، ومفاعيلها لا تعدو اكثر من استفزازية لمكون طائفي أساسي في البلد، كما انّه ليس من صلاحية المجلس النيابي، حيث انّ التكليف بحكم الدستور غير مقيّد بمهلة زمنية، والمجلس في هذا المجال لا يستطيع ان يتجاوز الدستور. وعلى هذا الأساس ستخلص جلسة الخميس. واما النقاش في الرسالة إن اتيح الامر لذلك، فلن يأتي بما يرضي اصحاب الرسالة، التي ستُردّ حتماً الى مصدرها». وكان عون قد أبلغ جريدة «الانباء» الكويتية قوله امس: «انّ توقيع مرسوم قبول استقالة الحكومة، أمر لا يتعارض مع مواد الدستور، وقد تمّ اتباع عرف بوجوب قبول الاستقالة عند تشكيل حكومة جديدة لإصدار مراسيمها، الّا انّ الأعراف يمكن ان تُخرق، فيما لا يمكن المساس بمواد الدستور. وما تشديدي على هذه النقطة إلّا للإضاءة على حقيقة مرة مفادها انّه في ظل عدم التوافق على شخصية لتخلفني في موقع الرئاسة، لا يمكن لحكومة تصريف أعمال ان تقوم بالمهام المطلوبة منها في ظلّ الفراغ الرئاسي، وسيكون المشهد سيئاً جداً في هذه الحالة».
إجراءات
الى ذلك، علمت «الجمهورية»، انّ المديرية العامة في القصر الجمهوري ستقفل عند العاشرة من قبل ظهر اليوم الجناح السكني الخاص برئيس الجمهورية وعائلته ومكتبه والقاعات الملحقة به، قبل ان يُنزل العلم المنصوب فوق مدخل القصر الجمهوري عن ساريته وإطفاء النافورة على مدخله.
تزامناً، يخلي العسكريون من لواء الحرس الجمهوري مدخل منزل الرئيس عون الجديد في الرابية ويعود الضباط والعناصر إلى مقر اللواء في جوار قصر بعبدا، ليكون منزله في عهدة قوة أمنية مفصوله لحمايته كرئيس سابق للجمهورية وآخرين من الحماية الشخصية له.
ايران: لحكومة قوية
إلى ذلك، أمل المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أن «يوفّر المجتمع اللبناني والتيارات السياسية فيه، الأرضية اللازمة لتشكيل حكومة قوية على أساس المصالح الوطنية».
وأضاف كنعاني، في مؤتمر صحافي، رداً على سؤال حول لبنان، إنّ سياسة إيران المبدئية هي «دعم التوجّهات الوطنية القائمة على إرساء الاستقرار والأمن والهدوء وتشكيل حكومة قوية في لبنان، بما يحقّق مصالح الشعب اللبناني ويرسّخ الاستقرار فيه ويساعد في تقوية دوره الإقليمي والدولي».
وأشار إلى أنّ «لبنان من الدول الصديقة لإيران ومن جيرانها الجيّدين في المنطقة، وقد كانت إيران دائمًا في الجانب البنّاء للتطوّرات السياسية في لبنان واستخدمت طاقاتها وقدراتها بالتشاور مع الأطراف اللبنانية لتدعيم العملية السياسية فيه».
هبة روسية
من جهة ثانية، علم أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطى، أمس، موافقته الرسمية على هِبة قالت بتزويد لبنان بـ ٢٥ ألف طن من القمح و١٠ طن من الفيول أويل. وقد تبلّغ وزير الأشغال علي حمية مساء أمس بهذه الموافقة رسمياً على أن يتم الكشف في اليومين المقبلين عن تاريخ التسليم
****************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
لبنان في عهدة الحكومة.. والخميس جلسة «الالتباسات الدستورية»!
«مناورة عونية» قبل سفر ميقاتي.. واهتمام دولي بالاستقرار الأمني والنقدي
يستفيق لبنان اليوم في 1 ت2، على بعد أسابيع ثلاثة من عيد الاستقلال الـ79، على واقع متكرر، لا رئيس جمهورية، وسط خلاف غير مسبوق على ولاية المادة الـ62 من الدستور، التي تنص بوضوح: «في حال خلّو سدة الرئاسة لأي علة كانت تناط صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة بمجلس الوزراء»، مع الإشارة الى ان لبنان بدءاً من اليوم سيكون في عهدة حكومة تصريف الاعمال، مع حرص دولي وعربي واقليمي على الاستقرار العام في البلد، لا سيما في مجالي الامن والنقد.
وبعدما انتهت ولاية رئيس الجمهورية يتم صباح اليوم اقفال مكتب الرئيس وقاعة مجلس الوزراء والقاعات في كافة الجناح الرئاسي للقصر الجمهوري كما يتم إنزال العلم، وبدءا من هذا اليوم يدخل الشغور إلى موقع الرئاسة الأولى على أن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية تواصل مهامها ويزاول الموظفون نشاطهم كما هي العادة اليومية.
ووجه الاشكال من جانب فريق الرئيس المنتهية ولايته ليس النص بحدّ ذاته، بل هل يمكن لحكومة تصريف الاعمال ان تناط بها صلاحيات رئيس الجمهورية؟
في مطلق الاحوال، حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ماضية في تصريف الاعمال وادارة الدولة، وهو توجه امس الى الجزائر لتمثيل لبنان في القمة العربية، ومعه ضمن الوفد الرسمي الوزيران عبد الله بو حبيب ووليد فياض، الذي اصطحبه ايضاً لبحث شراء الفيول، بطرق ميسرة من الجزائر، ضمن خطة الحكومة لتزويد المواطن بتغذية كهربائية بين 8 و10 ساعات يومياً، حالما تنجح المناقصة المعلن عنها لشراء الفيول بتمويل من مصرف لبنان، بما قيمته 150 مليون دولار، بالتزامن مع رفع التعرفة بدءاً من الاول من هذا الشهر، على ان يكون الاستيفاء أوائل كانون الثاني 2023.
ولعل الاغرب في الامر، الدعوة لعقد جلسة لمجلس النواب بعد غد الخميس «لتلاوة رسالة فخامة رئيس الجمهورية» حسبما جاء في الدعوة التي وجهها الرئيس نبيه بري الى النواب. فكيف تتلى رسالة تطلب نزع التكليف من رئيس الحكومة، والتكليف بات بحكم الملغى واقعياً، اذ لا رئيس للجمهورية ليصدر المراسيم مع رئيس الحكومة، وبالتالي ما الجدوى من الاستماع الى رسالة رئيس للجمهورية غادر موقعه، وأصبح رئيساً سابقاً؟
إذاً، انتهى عهد ومرحلة، مخلفاً وراءه اشكاليات واستحالات دستورية وضعت البلد امام مخاطر عدم الاحتكام لأية مرجعية مجمع عليها، كما الحال بالنسبة لدستور الطائف، الذي معه انتظمت الحياة السياسية والنظامية، وأعيد بموجبه وضع لبنان على خارطة دول العالم، لجهة النمو والدور والمكانة في العقدين الاولين من تطبيق الطائف.
مناورة عونية فاشلة
وقبل إسدال الستارة على العهد المنصرم، لجأ الرئيس عون الى مناورة، لم يكتب لها النجاح، اذ اوفد المدير العام في القصر الجمهوري انطوان شقير الى السراي الكبير والتقى بالرئيس ميقاتي قبل سفره، عارضاً عليه اصدار مراسيم الحكومة كما هي، لكن الرئيس ميقاتي سأله عما اذا كان التيار الوطني الحر سيمنح الحكومة الثقة، فلم يجب شقير، الامر الذي حدا بالرئيس ميقاتي إبلاغه أن الطائرة تنتظره للمغادرة الى الجزائر، شاكراً له «مهمته المرفوضة».
وعليه، لم يبق في الأفق الا السعي الجدي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يضع انتخابه البلد على سكة جديدة، وصحيحة، وإن كان الرئيس المنتهية ولايته يعتبر ان انتخاب رئيس جديد يحتاج الى توافق بين القوى السياسية، لكن الامر بعيد المنال حالياً..
نيابياً، بعد دعوة بري، غرّد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل عبر حسابه على «تويتر»، كاتباً: «المـــادة 75 ، إن المجلس الملتئم لانتخاب رئيس الجمهورية يعتبر هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية ويترتب عليه الشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة دون مناقشة أي عمل آخر».
وفي حال التأمت الجلسة برغم الالتباس الدستوري حول انعقاده، ستتم مناقشة الرسالة ويتخذ النواب موقفاً أو قراراً منها سواء بالقبول Bو الرفض او اي آراء أخرى. وربما يتخذ موقف «اخذ العلم» فقط من دون قرار باعتبار ان صاحب الرسالة انهى ولايته الرئاسية ما يثير ايضاً التباساً دستورياً حول ضرورة اوعدم ضرورة مناقشة الرسالة واتخاذ قرار، وقد حصلت سابقة في عهد حكومة الرئيس سعد الحريري, على ما قالت مصادر نيابية.
بينما ما وصف بأنها رسالة من الرئيس ميقاتي فهو توصيف خاطئ حيث لا ينص الدستور على حق رئيس الحكومة بتوجيه رسالة الى المجلس بل هو كتاب علم وخبر ان حكومته ستبقى في حالة تصريف الاعمال برغم الشغور الرئاسي وعدم تشكيل حكومة جديدة. لكن لميقاتي حق مناقشة رسالة عون وابداء رأيه فيها.
عون: العرف يُخرق
وفي موقف جديد له، اكد الرئيس ميشال عون في حديثٍ لـ«الأنباء الكويتية» ان «توقيع مرسوم قبول استقالة الحكومة، أمر لا يتعارض مع مواد الدستور، وقد تم اتباع عرف بوجوب قبول الاستقالة عند تشكيل حكومة جديدة لإصدار مراسيمها، الا ان الأعراف يمكن ان تخرق، فيما لا يمكن المساس بمواد الدستور» .
وقال: ما تشديدي على هذه النقطة إلا للإضاءة على حقيقة مرة مفادها انه في ظل عدم التوافق على شخصية لتخلفني في موقع الرئاسة، لا يمكن لحكومة تصريف أعمال ان تقوم بالمهام المطلوبة منها في ظل الفراغ الرئاسي، وسيكون المشهد سيئا جدا في هذه الحالة.
أضاف: سبق وقلت، احتفظ لنفسي بكل الخيارات المتاحة لتفادي المشهد السيئ الذي ينتظرنا في الآتي من الأيام، وسقف هذه الخيارات هو الدستور بطبيعة الحال الذي أقسمت على الحفاظ عليه، وليس من عادتي ان أخلف بقسمي، منذ كنت شابا في المؤسسة العسكرية التي قضيت فيها معظم حياتي، وحتى ما بعد انتخابي رئيسا للجمهورية، هذه طبيعتي وهذه قناعاتي، ولن أحيد عنها.
وتابع: من الطبيعي بعد انتهاء ولايتي الرئاسية، ان أتحرر من المسؤوليات التي تترافق مع المنصب الرسمي، مع ما اكتسبته من خبرة كرئيس للجمهورية على مدى ست سنوات. بعد الرئاسة، سأعود الى ما كنت عليه قبلها، لقد ناضلت طوال حياتي من أجل بلدي وشعبي، ولن أتوقف، هذا عهد آليته على نفسي وسأعمل به طالما انا على قيد الحياة.
واكد عون ان «لبنان حريص على الإبقاء على بعده وهويته العربيين».
وفي آخر نشاط رسمي له امس قبل نهاية ولايته منتصف الليل، استقبل الرئيس عون، الأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرانكوفونية لويز موشيكيوابو، واكد لها «أنّ اعتماد بيروت مقرا للمكتب الاقليمي في الشرق الاوسط للمنظمة، دليل آخر على ثقة العالم بلبنان، وتأكيد على دور لبنان الثقافي والحضاري في محيطه والعالم.
ميقاتي الى الجزائر
الى ذلك، وصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عصر امس، إلى الجزائر من أجل تمثيل لبنان في القمة العربية في دورتها الحادية والثلاثين التي ستعقد اليوم وغداً.
واقيمت للرئيس ميقاتي في المطار مراسم الاستقبال الرسمية، تلتها خلوة بين الرئيس ميقاتي والوزير الاول في الجزائر ايمن بن عبد الرحمن والامين العام للجامعة العربية احمد أبو الغيط، في القاعة الشرفية الرئاسية قبل ان ينتقل الرئيس ميقاتي الى مقر اقامته.
ويضم الوفد الرسمي اللبناني الى القمة وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب، السفير اللبناني في الجزائر، مدير القسم العربي في وزارة الخارجية علي المولى، والمستشار الديبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر.
وقد اصطحب الرئيس ميقاتي معه الى الجزائر وزير الطاقة والمياه وليد فياض، الذي سيجري محادثات مع المسؤولين الجزائريين تتناول التعاون النفطي بين البلدين.
وكان ميقاتي قد اجتمع قبل سفره مع وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية الذي قال في تصريح: اجتمعنا بناء على القرار الأخير الصادر بتشكيل لجنة برئاسة وزير الأشغال العامة والنقل وعضوية الوزارات المعنية بعملية ترسيم الحدود من الجهة الغربية والشمالية مع كل من قبرص وسوريا.
أضاف: حصل إجتماع في وزارة الأشغال العامة والنقل وكان استكمالا للاجتماع الذي حصل في القصر الجمهوري قبل ظهر يوم الجمعة الماضي، ووضعت الرئيس ميقاتي في تفاصيله وفي القراءة الأولية لما حصل منذ أكثر من ١٥ عاما بالنسبة لموضوع الترسيم مع قبرص ومع سوريا.
وقال: سأدعو اللجنة بكل وزاراتها المعنية بالترسيم للاجتماع، وستتم مقاربة الأمور بشكل هادىء مع قبرص وسوريا ولصالح جميع البلدان، قبرص، سوريا ولبنان وفق القوانين العالمية ووفق القانون اللبناني. ولن نتسرع في هذا الموضوع مباشرة هذا الأسبوع والأسبوع المقبل، بل سنأخذ وقتنا للقيام بقراءة عملية ترضي كل الأطراف.
ورأس رئيس الحكومة اجتماعا ضم نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، وزير المال يوسف الخليل، المدير العام لوزارة المال جورج معرّاوي، ومستشار الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس، والمستشار الاقتصادي سمير ضاهر. وتم في خلال الاجتماع استكمال البحث في اعداد موازنة العام 2023.
كما التقى ميقاتي قائد الجيش العماد جوزاف عون وبحث معه الوضع الامني ووضع المؤسسة العسكرية.
هل تحصل ازمة غاز؟
على الصعيد المعيشي، سجلت اسعار المحروقات امس تراجعا. فيما ذكرت بعض المعلومات ان وزير الطاقة والمياه وليد فياض أبلغ مؤسسة كهرباء لبنان عصر امس،، باعتماد التعرفة الجديدة للكهرباء ابتداء من اليوم الثلاثاء.
في غضون ذلك، اعترض رئيس نقابة العاملين والموزعين في قطاع الغاز ومستلزماته في لبنان فريد زينون، في بيان على «استمرار وزير الطاقة وليد فياض في عدم التزامه بصدور جدول تركيب الاسعار باكرا صباحا مما يخلق فوضى وارباكا في سوق توزيع الغاز ويلحق خسائر لدى الموزعين».
وقال: أن هذا اسلوب اللامبالاة في العمل في مصالح الناس والدولة يزيد من معاناة المواطنين، بدلا من العمل لخدمتهم وتسهيل امورهم الحياتية، مع ان الحلول بسيطة، ولكن الوزير فياض يرفض العمل عليها لأسباب نجهلها.
واكد «أنّ هذا الأمر أصبح غير مقبول ويتطلب تدخلا من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ومن نواب الامة لمساءلة فياض عن تقاعسه في اتمام واجباته الادارية، وعدم سعيه لتسهيل امور العاملين في هذا القطاع خصوصا وان تحت سلطته مديرية عامة للنفط ما عليها سوى إعطائها تعليماته بضرورة صدور جدول تركيب الاسعار صباحا باكرا».
وختم زينون محذراً: ننتظر للمرة الاخيرة وجوب معالجة هذا الخلل، وإلا، فأننا سنضطر الى اعلان الاضراب العام عن توزيع الغاز في كل المناطق.
وحسب بيان اصدره فياض، فإنه اجتمع برئيس الحكومة الجزائرية أيمن بن عبد الرحمن الذي كان في استقبال الوفد اللبناني في مطار هواري بومدين. وأشار فياض إلى أهمية الغاز والنفط في هذا الظرف الدقيق الذي نعيشه عالميا، وموقع الجزائر المهم في المعادلة الجديدة كونها تمتلك معملين كبيرين للغاز المسال، مما يفتح فرصة مجدية لتصدير الغاز المسال الى أوروبا. وأكد فياض دور الجزائر المهم والاستراتيجي الذي يترسخ أكثر الآن في استضافتها للقمة العربية.
كما التقى فياض وزيرة البيئة والطاقات المتجددة سامية موالفي، التي هنأها باستلام المهام الوزارية الجديدة. وتطرق الى أهمية الاستفادة من الطاقة المتجددة التي تشكل كلفة اقل وفاتورة بيئية منخفضة مقارنة مع الأسعار المرتفعة المرتبطة بتصدير الجزائر للغاز المسال الى اوروبا والعالم. ويلتقي فياض في هذه الزيارة، كبار المسؤولين الجزائريين المعنيين في قطاعات النفط والطاقة».
الوضع الصحي
صحياً، وفيما منظمة الصحة العالمية تتحدث عن انتشار الكوليرا في كل المحافظات اللبنانية وبشكل فتاك، اعلنت الصحة اللبنانية في تقرير تسجيل اصابتين جديدتين، خلال الساعات الـ24 الماضية، رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 390 فيما لم يتم تسجيل أي حالة وفاة وسجل العدد التراكمي للوفيات 17.
وعلى صعيد اصابات كورونا، اعلنت وزارة الصحة عن 81 اصابة جديدة بفايروس كورونا، وحالة وفاة واحدة، ليرتفع العدد التراكمي الى 1218779 اصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
****************************************************
افتتاحية صحيفة الديار
لبنان يدخل رسمياً مرحلة «حروب» الإنتقام العبثيّة… أهلاً «بفخامة الفراغ»
حوار بري «يترنح»… وحزب الله مُستاء من تصرّفات باسيل «غير المسؤولة»
ميقاتي لن يعقد جلسات استفزازيّة… «اسرائيل» تكشف عن «فيتو» في الترسيم؟ – ابراهيم ناصرالدين
دخل لبنان اليوم رسميا في «نفق» الفراغ الرئاسي المفتوح على كل الاحتمالات السلبية، وبات الرئيس ميشال عون رئيسا سابقا. لم تحمل الساعات القليلة الماضية اي تحرك جدي لمحاولة انقاذ ما يمكن انقاذه حكوميا بعدما اقفلت الابواب في وجه كل «الوسطاء». محاولة «يتيمة» قام بها الرئيس عون عبر المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير الذي اتصل برئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي قبيل سفره امس عارضاً إصدار مراسيم الحكومة كما هي حالياً لتخطي العقبات الدستورية، لكن الاخير رفض.
وهكذا نزل العهد وخصومه الى ساحة المعركة «بالاسلحة الثقيلة» في معركة مفتوحة ودون «سقوف»، رفعت «المتاريس»، «ونبشت» كل احقاد الماضي التي تجاوزت سنوات العهد. الآن لا يملك اي من الاطراف المتنازعة او تلك التي حاولت تقريب المسافات كي لا يقع المحظور، وفي مقدمتها حزب الله، اي اجوبة واضحة حول «اليوم التالي».
بعد اتفاق «الترسيم» الذي حضر بقوة بالامس في المتابعات «الاسرائيلية» عشية الانتخابات التشريعية، حيث كشف عن «فيتو اسرائيلي» حيال «حقل قانا»، ومنع استفادة ايران مستقبلا منه. لم يعد لبنان اولوية اقليمية او دولية، وداخليا لا يتعامل المتخاصمون مع الموقف من زاوية انقاذية لبلد «مات» فعليا، حتى لو لم تصدر وثيقة وفاته. «الانتقام» هو عنوان المرحلة، بعد مغادرة القصر، يريد خصوم الرئيس عون تحجيمه مع تياره السياسي والتعامل معه «بحجمه» الطبيعي او اقل!
في المقابل، قرر التيار الوطني الحر خوض معركة «عبثية» بقيادة الجنرال الرئيس، العائد الى الرابية «لتعويم» حظوظ جبران باسيل الرئاسية، تحت عنوان اسقاط منظومة الفساد التي لا ينفع معها تأييد وصول رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية الى بعبدا، باعتباره امتدادا لها كما يروج باسيل نفسه. وفي سياق «الانتقام» من الذين يتهمهم بافشال العهد، اختار عن سابق تصور وتصميم خوض مواجهة مفتوحة دون ضوابط، ومن ضمنها «اللعب» على المكشوف مع حزب الله، والمغامرة بالعلاقة الوحيدة المتبقية له في الداخل والخارج. تحدث علنا عن لقائه مع السيد حسن نصرالله قبل ايام، «وتبجح» برفضه الضغوط لتبني ترشيح فرنجية. وهي «دعسة ناقصة»، بحسب المطلعين على اجواء الحزب «المستاء» جدا من تلك الاساءة «غير المسؤولة».
طبعا لا احد معني بحساب بالاكلاف والاثمان، لمعارك ستنتهي حكما «بتسويات» على الطريقة اللبنانية. وقد حجبت المعارك «الصغيرة» الضوء عن تحذير منظمة الصحة العالمية من تفشي وباء الكوليرا بشكل فتاك في لبنان مع تزايد حالات الاصابة.! اما وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض فقد ابلغ مؤسسة كهرباء لبنان باعتماد التعرفة الجديدة للكهرباء ابتداء من اليوم، فيما البحث مستمرا عن كهرباء مفقودة وتغيب لايام قبل ان تحضر لساعة واحدة.؟
لا جلسات استفزازية
اذا، يمكن القول ان «النكد» السياسي سيكون عنوان المرحلة المقبلة، لكن دون خطوات تصعيدية من قبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي غادر الى الجزائر لتمثيل لبنان في اعمال القمة العربية، بعد ان دفنت «الآمال» بامكانية ولادة حكومة «الربع الساعة الاخيرة»، ووفقا لمصادره سيكتفي الرئيس المكلف في المرحلة المقبلة بعقد اجتماعات «لجان» وزارية دون عقد اي جلسة «استفزازية» لمجلس الوزراء، وتحت هذا السقف رافق وزير الخارجية عبدالله بوحبيب والطاقة وليد فياض المحسوبين على الرئيس عون «والتيار» رئيس الحكومة الى الجزائر، في مؤشر على امكانية التفاهم على تصريف اعمال لا يطال صلاحيات الرئيس. اما رئيس مجلس النواب نبيه بري فقرر تلاوة الرسالة الرئاسية الخميس بعد انتهاء الولاية، في «رسالة» واضحة تفيد بانها «لزوم ما لا يلزم».
رسالة» لزوم ما لا يلزم»
وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري، دعا المجلس النيابي إلى عقد جلسة عند الساعة 11 من قبل ظهر يوم الخميس المقبل لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي طلب في رسالة إلى النواب، سحب التكليف من الرئيس المكلف، عقب توقيعه مرسوم قبول استقالة الحكومة، ليردّ ميقاتي في كتاب إلى بري يعتبر فيه أن خطوة رئيس الجمهورية بلا قيمة دستورية، مبلغاً إياه أنه سيستمر في تصريف الأعمال. ورأى عون في رسالته، أنّه «يتوجب على دولة الرئيس المكلف أن يعتذر، لكي يُصار فوراً إلى تكليف سواه وإصدار مراسيم التشكيل فوراً تجنباً للفراغ، هذا إذا لم يبادر مجلسكم الكريم إلى نزع التكليف، فيما هو من أعطاه إياه.
هل يعقد الحوار؟
اما الحوار الرئاسي الذي يحضر له، فيبدو انه «ولد ميتا» بعدما باتت ظروف نجاحه مسيحيا معدومة، وسيتريث بري قبل الاقدام على «دعسة ناقصة» بعد تشكيك البطريرك بشارة الراعي بجدواه، واعتباره ان الوقت ليس للحوار بل لانتخاب رئيس، فيما لا تراه «القوات اللبنانية» مجديا، فبعد اجتماع لتكتل «الجمهورية القوية» يوم الجمعة، اكد رئيس حزب «القوات» سمير جعجع انه غير مرتاح لدعوة بري، ويفضّل ان تتم الدعوة إلى جلسة لانتخاب رئيس، وضمن هذه الجلسة فليحصل تشاورٌ بين النواب يستمر الى ان تتم بلورة توافقٍ ما، ولو كانت هذه الجلسة ستستغرق وقتا طويلا. فيما قرر التيار الوطني الحر تحويل الحوار الى «ملهاة» واعتبره «تسلية» في الوقت الضائع. وعلم في هذا السياق، ان بري سيتخذ قراره حيال مسألة الحوار من عدمه بعد جلسة الخميس المقبل، ووفقا لمصادر مطلعة فهو لم يسقط بعد وانما «يترنح».
اين حزب الله؟
في هذا الوقت، يبدو حزب الله في موقف لا يحسد عليه، في ظل «الحرب» السياسية والاعلامية «المفتوحة» بين حلفائه، وهو ينتظر عودة «الرؤوس الحامية» الى برودتها للتحرك مجددا. وبحسب مصدر مقرب من حارة حريك، يطلق حلفاء الحزب «النار» من «خلف ظهره،» دون الاخذ بعين الاعتبار الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. لم يكن الامر مفاجئا، لكن المؤسف ان الحزب الذي قاد معركة «الترسيم» من خلال تثبيت المعادلات الاقليمية، ووضع لبنان على «السكة» الصحيحة للبدء من الاستفادة من ثرواته الوطنية، يتقاتل «الحلفاء» في حروب «صغيرة» لن تؤدي الا لزيادة الامور تعقيدا على كافة الاصعدة. علما ان الجميع محكوم في نهاية المطاف بالتسوية.
ووفقا لتلك الاوساط، لا يملك الحزب «عصا سحرية» لوقف التدهور الحالي ، ولم يطرح على احد اي «خارطة طريق» تمهد للخروج من الازمة الراهنة، الا انه ينتظر بعض الوقت لان الاولوية الآن «لهدنة» اعلامية وسياسية تسمح بالانطلاق بمقاربات هادئة وعقلانية، وكل هذا يحتاج الى حوار، اولا بين الحلفاء ثم مع الآخرين، لان احدا لا يملك القدرة على انجاز الاستحقاق الرئاسي الذي بات الاولوية.
«الاستياء» من باسيل
ووفقا للمعلومات»الموثوقة»، فان قيادة حزب الله تشعر «بالاستياء» الشديد من رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل، الذي كشف عن مضمون لقائه مع السيد حسن نصرالله قبل ايام، فهو «تباهى» امام اعضاء المكتب السياسي في «التيار» بانه رفض الضغوط لتبني ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، وهو بهذه الخطوة غير المسؤولة يحاول «احراج» الحزب، وقطع الطريق على اي حوار مستقبلي حيال حظوظ فرنجية الرئاسية. وثمة اسئلة كبيرة حيال اقدامه على كشف مداولات ثنائية مع السيد نصرالله كانت جزءا من حوار، وليست ضغوطا كما ادعى! فهل باتت «البطولة» في القول ان السيد طلب مني وانا رفضت ذلك؟ ولماذا اصلا لم يحفظ «خط الرجعة» ازاء امكانية الوصول الى تسوية معقولة حين يحين وقت التسويات؟
باسيل متمسك بحظوظه الرئاسية!
«والانكى»، برأي اوساط سياسية بارزة، ان باسيل يروج صراحة لمقولة ان فرنجية جزء من المنظومة، ولن يرضى ابدا بالتمديد لها عبره بعدما اجهضت عهد الرئيس عون، «وسيقاتل» لاسقاطها دون ان يقدم خطة واضحة لكيفية القيام بذلك. وهذا يعني انه يراهن على «فوضى» في البلد لانتاج صيغة غير واضحة المعالم بعد. وتعتقد تلك الاوساط، ان كل هذا «الصخب» سببه واضح، باسيل يعتقد ان حظوظه الرئاسية لم تنعدم بعد، وهو يعد العدة لمحاولة فرض نفسه مرشحا طبيعيا في معركة يراها ممكنة ، على الرغم من كل المعطيات التي تشير الى العكس.
عون «يبشر» بفراغ طويل؟
وفي هذا السياق جدد رئيس الجمهورية السابق ميشال عون أن «انتخاب رئيس جديد للجمهورية يحتاج إلى توافق القوى السياسية اللبنانية»، وقال «هذا أمر بعيد المنال حاليا»، وحمّل «مسؤولية عدم قدرة العهد على تحقيق الإصلاحات، إلى كل من وقف في وجه الإصلاح، ومشاريع التدقيق المالي الجنائي والتحقيقات في الفساد والهدر، والتحقيقات لكشف المذنبين في تهريب الأموال وعقد الصفقات المشبوهة وهدر الأموال العامة والاعتماد على الاقتصاد الريعي بدل الاقتصاد المنتج ووضع الخطط المالية الكارثية على المدى البعيد».
وجدد عون التأكيد أن توقيع مرسوم قبول استقالة الحكومة أمر لا يتعارض مع مواد الدستور، ولا يمكن لحكومة تصريف أعمال أن تقوم بالمهام المطلوبة منها في ظل الفراغ الرئاسي. تجدر الاشارة الى ان توقيع مرسوم الاستقالة، لن يغيّر في الواقع القائم شيئاً، فالحكومة لا تحتاج إلى مرسوم لقبول استقالتها، فهي مستقيلة بالنصّ الدستوري عند بداية ولاية المجلس النيابي الجديد.
ما هي اولويات «التيار»؟
ووفقا لمصادر في «التيار»، فان الحشد الضخم الذي رافق الرئيس من بعبدا إلى الرابية، كان بمثابة «رسالة» الى كل من يعنيهم الامر بانه لا يمكن تجاوز هذه القوة السياسية الوازنة في المجلس النيابي وفي «الشارع» المستعد للتحرك اذا حاول البعض سلب صلاحيات الرئاسة الاولى التي ستكون العنوان الاول للمواجهة، بالتوازي مع معركة اصلاح النظام القائم، والذي لن يتم اصلاحه الا باسقاط رموزه، وفي مقدمتهم بري «الحارس» الاكبر لهذه المنظومة!
ملف الغاز
وفي ملف الثروات الغازية، اعلن وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية بعد الاجتماع مع ميقاتي انطلاق «هادىء»لعمل لجنة ترسيم الحدود من الجهة الغربية والشمالية مع كل من قبرص وسوريا. وبعد ساعات على اعلان الرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة سعد الكعبي أن الشركة المملوكة للدولة تجري محادثات مع الحكومة اللبنانية للاستحواذ على حصة 30 في المائة في منطقة استكشاف حقل «قانا»، وتتفاوض أيضاً مع «توتال إنرجيز» و»إيني» بهذا الشأن، اعلنت «اسرائيل» انها ستوقع في الأيام القريبة المقبلة على مذكرة تفاهم مع شركتي»توتال» الفرنسية وشركة «ايني» الإيطالية. وهو بحسب صحيفة «هارتس» اتفاق إطار يشمل فقط المبادئ التي تم الاتفاق عليها حتى الآن بين طرفي المفاوضات. أما الاتفاق التجاري المفصل الذي ستظهر فيه حلول المسائل التي ما زالت مختلفاً عليها، فسيتم التوقيع عليه فيما بعد.
اتفاق دون ضمانات
ووفقا للمعلومات، فان خلافات بين طواقم المفاوضات «الإسرائيلية» والأوروبية منعت بلورة هذا الاتفاق ضمن الجدول الزمني المطلوب. نتيجة لذلك، صادق الوزراء على اتفاق الحدود البحرية مع لبنان بدون الاتفاق التجاري المرفق به. وحسب تقديرات مسبقة، سيؤدي التنازل «الاسرائيلي» إلى فقدان مداخيل تبلغ 2 الى 4 مليارات دولار. عملياً، تقول «هارتس» وقعت الحكومة «الاسرائيلية» على اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين «إسرائيل» ولبنان، حسب طلب لبنان، بدون أن تحصل على الضمانات الأميركية أو ترسخ حقوقها الاقتصادية على الأرض.
هل لـ «اسرائيل» حق «الفيتو»؟
لكن وبحسب «زعم» «هارتس»، فان «اسرائيل» سجلت تقدماً في المفاوضات التجارية أمام «توتال» و»ايني»، وهي ستحافظ على حقوقها القانونية في كل ما يتعلق بتنظيم تطوير الحقل في أراضيها، أي أن أي نشاط في المنطقة «الإسرائيلية» للحقل (17 في المئة من مساحته) لن يتم إلا بمصادقة «إسرائيل» حسب القانون «الإسرائيلي» والرقابة «الإسرائيلية». مع ذلك، لن يكون لتنظيم «إسرائيل» أي دور في التطوير الذي يجري في لبنان، و»إسرائيل» لن تكون ملزمة بالموافقة على تقديرات كمية الغاز التي ستقوم بها شركة «توتال» في المنطقة التي تم نقلها.
بند يمنع استفادة ايران؟
ونقلت الصحيفة عن مصادر رسمية «اسرائيلية» تأكيدها ان «اسرائيل» نجحت في حل قضية أخرى لم تحل في الاتفاق، وهي كيف سيتم منع إيران وامتداداتها من الوصول إلى خزان «قانا»؟ ففي مسودة الاتفاق مع لبنان، تمت الإشارة إلى أنه لن يكون من بين الشركات التي تملك الخزان أي شركات من دول خاضعة لعقوبات دولية. ولكن هذا البند العام غير كاف لمنع الشركات الإيرانية من المشاركة في ملكية الخزان، إذا تم رفع العقوبات المفروضة على إيران.
تعهدات من الشركات لـ «اسرائيل»
ووفقا لمعلومات الصحيفة، فان اتفاق المبادئ مع «توتال» و»ايني»، اغلق الثغرة بواسطة تعهدات سيأخذها الأوروبيون على أنفسهم. التعهد الأول هو أنه لن يكون بين أصحاب الامتياز في الخزان شركات من دول ليس لها علاقات ديبلوماسية مع «إسرائيل» (ليس فقط دول مفروضة عليها عقوبات). أما التعهد الثاني فهو أن يتم إعطاء «إسرائيل» حق الفيتو، أي أن أي نقل للحقوق في خزان «قانا» سيكون بحاجة إلى مصادقة مسبقة من «إسرائيل»!
****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
زمن الشغور الرئاسي انطلق … وميقاتي في الجزائر
مع انطلاق عدّاد الشغور الرئاسي اليوم المتوقع طويلا، وانقضاء عهد الرئيس ميشال عون تنتقل البلاد الى حقبة جديدة، علما ان بعض خبراء الدستور يؤكدون ان الولاية انتهت ليل 30 تشرين الاول، تماما كما انتهت ولاية الرئيس ميشال سليمان ليل 24 ايار 2014 ، كونها اتمت العام .
صخب اول امس البرتقالي وما تخلل النهار من احتفالات خارج اطارها الزمني وتحركات ومواقف وخطوات اجرائية واستنفار رئاسي عبّرت عنه حرب بيانات وردح دستوري بين بعبدا والسراي، قابله هدوء وسكينة امس، وعزم حكومي –نيابي على المضي قدما في العمل بالاستناد الى قوة الدستور.
وغداة خروج عون من قصر بعبدا، وانتقاله الى الرابية، على وقع اعلانه ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، التصعيدَ سياسيا عموما وحكوميا، في شكل خاص، بلغت مساعي التأليف الحائط المسدود، وفتحت صفحة جديدة من فصول الصراع السياسي الذي “يزخر” بها تاريخ لبنان الحديث، في ظل منظومة تمتهن النكد والنكايات واحتساب نقاط الربح والخسارة في ما بينها، ليس الا.
مناقشة الرسالة
والتزاما بالنص الدستوري، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري المجلس النيابي الى عقد جلسة في الحادية عشرة من قبل ظهر الخميس المقبل، لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية، التي اعلن امس انه وجهها الى البرلمان لمحاولة سحب التكليف من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. جلسة هي لزوم ما لا يلزم ما دامت نتيجتها محسومة سلفا وما دام احد لن يسحب التكليف باستثناء نواب التيار الوطني الحر، خصوصا ان تجربة مماثلة اقدم عليها الرئيس عون ابان تكليف الرئيس سعد الحريري باءت بالفشل.
المادة 75
وعلى الاثر، غرّد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل عبر حسابه على “تويتر”، كاتباً: “المـــادة 75 ، إن المجلس الملتئم لانتخاب رئيس الجمهورية يعتبر هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية ويترتب عليه الشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة دون مناقشة أي عمل آخر”.
مأساة وملهاة
من جانبه، وتعليقا على تطورات الساعات الماضية، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في حديث لـ”المركزية”: المنطق يفترض مقاربة بسيطة تقول بأن حزباً، كالتيار الوطني الحر، أوصل رئيسه الى رئاسة الجمهورية وكانت له أكبر كتلة نيابية في المجلس من 29 نائباً ويمتلك مع حلفائه الأكثرية النيابية ولديه وحده الثلث المعطّل في الحكومات على مدى ست سنوات وأكثر، إذا لم يستطع ان يحقق ما يصبو اليه، بكل عناصر القوة السياسية هذه من نفوذ وموقع وسلطة وقرار، فلماذا يكمل مساره في العمل السياسي، وعلى ماذا يراهن بعد؟ وتبعا لذلك، وان من يتهمهم بالوقوف خلف مقولة الـ(ما خلونا)، (ما خلو عون) هل (لح يخلو باسيل) مثلاً”؟
ايران والحكومة القوية
الى ذلك، أمل المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أن “يوفّر المجتمع اللبناني والتيارات السياسية فيه الأرضية اللازمة لتشكيل حكومة قوية على أساس المصالح الوطنية”. وأضاف كنعاني، في مؤتمر صحافي، رداً على سؤال حول لبنان، إنّ سياسة إيران المبدئية هي “دعم التوجّهات الوطنية القائمة على إرساء الاستقرار والأمن والهدوء وتشكيل حكومة قوية في لبنان بما يحقّق مصالح الشعب اللبناني ويرسّخ الاستقرار فيه ويساعد في تقوية دوره الإقليمي والدولي”. وأشار إلى أن “لبنان من الدول الصديقة لإيران ومن جيرانها الجيّدين في المنطقة، وقد كانت إيران دائمًا في الجانب البنّاء للتطوّرات السياسية في لبنان واستخدمت طاقاتها وقدراتها بالتشاور مع الأطراف اللبنانية لتدعيم العملية السياسية فيه”.
نشاط السراي
وسط هذه الاجواء، وقبيل توجهه الى الجزائر للمشاركة في القمة العربية، إجتمع الرئيس ميقاتي صباحا في السراي، مع قائد الجيش العماد جوزف عون الذي استقبل بدوره بعد الظهر في مكتبه في اليرزة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، وتم التداول في أوضاع لبنان والمنطقة. كما إجتمع ميقاتي مع وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية الذي قال في تصريح: “اجتمعت اليوم (امس) مع دولة الرئيس ميقاتي بناء على القرار الأخير الصادر بتشكيل لجنة برئاسة وزير الأشغال العامة والنقل وعضوية الوزارات المعنية بعملية ترسيم الحدود من الجهة الغربية والشمالية مع كل من قبرص وسوريا”.
اجتماع الموازنة
ورأس رئيس الحكومة اجتماعا ضم نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، وزير المال يوسف الخليل، المدير العام لوزارة المال جورج معرّاوي، ومستشار الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس، والمستشار الاقتصادي سمير ضاهر. وتم في خلال الاجتماع استكمال البحث في اعداد موازنة العام 2023.
محروقات وغاز
ليس بعيدا من الشأن الاقتصادي المالي، سجلت اسعار المحروقات اليوم تراجعا. الى ذلك، اعترض رئيس نقابة العاملين والموزعين في قطاع الغاز ومستلزماته في لبنان فريد زينون، في بيان على “استمرار وزير الطاقة وليد فياض في عدم التزامه بصدور جدول تركيب الاسعار باكرا صباحا ما يخلق فوضى وارباكا في سوق توزيع الغاز ويلحق خسائر لدى الموزعين”.
وسام لعون
قلّد الرئيس عون امس، ابنته كلودين عون، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية وسام الاستحقاق اللبناني المذهب تقديرا للانجازات التي حققتها الهيئة خلال ولايته.
سفير ايران
على صعيد آخر، وقبيل مغادرته الى البحرين الاربعاء،استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر امس في الصرح البطريركي في بكركي، سفير إيران مجتبى أماني، وجرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :