أطلقت رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري في ظل تسجيل المزيد من حالات الإصابة بـ"الكوليرا" في لبنان، "الإجتماع التنسيقي لرفع الجهوزية الصحية والمدرسية والإجتماعية في مواجهة تفشي بكتيريا الكوليرا"، في اجتماع عقد في دارة مجدليون. شارك في الاجتماع، رئيس اتحاد بلديات صيدا الزهراني المهندس محمد السعودي وطبيبة قضاء صيدا الدكتورة ريما عبود وممثلون عن مستشفيات "صيدا الحكومي، الطوارىء الحكومي ( التركي)، حمود الجامعي، لبيب الطبي، قصب، النقيب، شعيب والهمشري، وعن مراكز رعاية صحية أولية وعن الطاقم التمريضي في مستشفى صيدا الحكومي ووحدة إدارة الحد من مخاطر الكوارث والأزمات في اتحاد بلديات صيدا الزهراني ومديرو مدارس من صيدا والجوار.
كذلك، شارك في الإجتماع مدير مجموعة الذكاء الاصطناعي في قسم العلاج الشعاعي في مستشفى مساتشوستس بالولايات المتحدة الأميركية البرفسور إبراهيم شمس الدين، وهو حائز افضل رسالة دكتوراه في بحوث القرارات الطبية في كيبك - كندا عام 2018 وجائزة الأمير الوليد بن طلال من مركز هارفرد - دبي للبحوث الطبية للعام 2022 والذي اختير كأحد افضل 16 عالماً ناشئا في مجال الفيزياء الطبية للعام 2022 .
الحريري
بداية، أشارت الحريري الى ان "الهدف من هذا الاجتماع التنسيقي هو التشاور في كيفية مواجهة الأزمة الصحية الجديدة المتمثلة بتفشي بكتيريا الكوليرا والحد من هذا التفشي انطلاقاً من اتخاذ الإجراءات الوقائية في المدارس وفي المجتمع ككل، وأيضا للتشاور في كيفية متابعة ما بدأناه سابقاً على صعيد التحضير لإطلاق المرصد الصحي والشبكة الصحية في هذه المنطقة بالشراكة مع وزارة الصحة".
وقالت: "ان المرصد ذاهب باتجاه الأبحاث العلمية الدقيقة بناء على آليات ومنهجيات علمية مدروسة بمعايير عالمية".
وفي هذا السياق، رحبت الحريري بالبرفسور شمس الدين مشددة على "أهمية الموضوع البحثي لجهة مواكبة وملاقاة كل جديد عالمياً سواء على الصعيد الطبي او التربوي". واعتبرت أن "ما حققه الدكتور إبراهيم ويحققه غيره من القامات اللبنانية الشابة من قصص نجاح في العديد من الحقول والمجالات وعلى هذا المستوى يجعلنا لا نفقد الأمل بلبنان وبشبابه وبإنسانه الذي يثبت تميزه في كل المحافل لكنه يبقى مرتبطاً بجذوره ومعتزاً بانتمائه لوطنه".
عرض عن الكوليرا
بعد ذلك قدم محمد إسماعيل، من فريق عمل مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة، عرضاً حول بكتيريا الكوليرا وتعريفها كـ"عدوى إسهالية حادة تنتج عن تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا الكوليرا، وأنواعها وأماكن وبلدان وكيفية انتشارها وأعراضها وطرق وفترات انتقال العدوى ونسب خطورتها والوفيات الناجمة عنها عالمياً وسبل الوقاية والعزل والاهتمام بالمرض والتدخلات المنزلية الطبية (أدوية ولقاحات) وفعاليتها.
وتضمن العرض ملخصاً عن واقع تفشي الكوليرا في لبنان حالياً ومخاطر انتشارها بحسب منظمة اليونيسف وعدد الحالات بحسب تقارير وزارة الصحة والتي تشير حتى الآن الى 22 حالة تراكمية من بينها 8 حالات جديدة مثبتة، وكيفية التعامل مع حالات الإصابة وسبل الوقاية والحد من تفشي الكوليرا من خلال المدارس وشبكات المياه والصرف الصحي وصولا الى موضوع الفحص المخبري وسبل وامكانيات العلاج.
مداخلات
وكانت مداخلات من طبيبة القضاء ومن ممثلي المستشفيات والجهات الصحية المشاركة حول مدى الجهوزية الطبية والمخبرية والاستشفائية لمواجهة الكوليرا، وما يجب اتخاذه من إجراءات وخطة صحية بهذا الخصوص. وعرض مديرو بعض المدارس للإجراءات الوقائية المتخذة بالنسبة لخزانات مياه الاستخدام الشخصي ومياه الشفة فيها، وحملات التوعية التي انطلقت على صعيد المدارس على مخاطر هذه العدوى واهمية الوقاية والتقيد باستخدام مستلزمات النظافة الشخصية.
توصيات
وجرى نقاش بين المشاركين في الاجتماع حول مجمل النقاط التي طرحت. وجرى الاتفاق في ختامه على التوصيات التالية:
"التأكيد على ضرورة التشدد بموضوع الوقاية في المدارس ودور الحضانة لجهة الالتزام بإجراءات الحفاظ على النظافة الشخصية والمدرسية والتعقيم لدورات المياه والمغاسل.
التأكد من نظافة المياه من المصدر ومن وسائل نقلها بالنسبة للمياه التي تنقل بالصهاريج وحتى وصولها الى الخزانات عبر فحوصات دورية لها.
اعداد استمارة لكل المدارس عن وضع المياه والخزانات.
وضع لائحة باحتياجات المدارس من مستلزمات النظافة والوقاية.
فحص كافة مآخذ المياه العمومية التي يتم التزود منها.
اخضاع المياه التي توزع من شركات خاصة لفحوصات دورية.
تقييم الجهوزية الاستشفائية لجهة توافر الفحوص المخبرية وأماكن العزل اذا لزم الأمر.
دعم مختبر فحص المياه في مستشفى صيدا الحكومي وتلبية كل احتياجاته بهذا الخصوص.
البرفسور شمس الدين
بعد ذلك عرض البرفسور شمس الدين تجربته العلمية في مجال الأبحاث الطبية متناولاً دور وسبل استخدام " الذكاء الاصطناعي" ( AI) والتقنيات المتطورة والتكنولوجيا بالعلاجات للوصول الى دقة وجودة علاجات أعلى . وتناول أهمية مواكبة كل جديد على صعيد الأبحاث المتعلقة ببعض الأمراض كالسرطان مثلاً وما توصل اليه بعضها والذي شكل حافزا له للبحث في تطوير الأبحاث الجديدة في اميركا لتناسب دول الشرق الأوسط. وقال: "هذا ألأمر صادف مع حديثكم معي عن المرصد الصحي وانا اشكركم على هذه الفرصة لأن أي عمل من هذا النوع يحتاج الى داتا ومنها يكون الانطلاق فهي تخولنا فهم المعلومات التي تتفاعل معها الصفات العلاجية عندها نعرف ما المناسب وما هو غير المناسب وأتمنى ان نصل الى مرحلة نشكل مجموعات بحثية للعمل على هذا الموضوع".
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :