بالصوت العالي، أجل ... دولة «حزب الله» !!
بمنطق من يرفض منطق اللادولة. بطبيعة الحال، منطق الدولة في الدولة، ومنطق الدولة فوق الدولة، وبمنطق اللبناني فقط، والعربي فقط، دون أي ارتهان أكان سياسياً أم كان ايديولوجياً، لأي مرجعية خارجية ...
أيضاً، بمنطق من يعلم الكثير من الخفايا التي جعلت ملف الغاز، وهو الملف الساخن، ينام، لتلك السنوات، في الثلاجة، فيما كان الاسرائيليون يحفرون، ويبنون منشآت الانتاج والتسويق على قدم وساق .
أولئك الذين يعلمون أن المسيّرات فوق حقل كاريش، وما وراء، وما وراء المسيّرات، هي التي أعادت فتح الملف على مصراعيه، وحمل آموس هوكشتين، على الخروج من حالة اللامبالاة، والى حد النسيان، الى الزيارات المكوكية، ومعه أفكار للتفاوض بعيدة عن طرح فريدريك هوف حول الترابط العضوي بين التداخل الجيولوجي والتداخل الاستراتيجي .
معالي وزير الخارجية الذي يعلم الخفايا أكثر منا، أزعجه تحليق المسيّرات، كذلك بث الفيديو الذي يريد ابلاغ واشنطن وتل أبيب بأن الاصبع على الزناد. كما لو أن الطائرات الاسرائيلية التي تنتهك أجواءنا على مدار الساعة وعلى مدار الأيام، لا تهدد حتى وجودنا.
الأميركيون يقرون بأن المسيّرات أحدثت هزة في البيت الأبيض الذي يتفادى حتى الألعاب النارية في الشرق الأوسط، وهو المنهمك في ادارة تلك الحرب السيزيفية في الشرق الأوروبي. الاسرائيليون حين شاهدوا الفيديو ازدادوا يقيناً ـ على يقين ـ بأن المنصات التي ناهزت كلفتها الـ 4 مليارات دولار، والتي استغرق تركيبها سنوات، قد تصبح، وتصبح معها مسألة استخراج الغاز، وخلال لحظات، أثراً بعد عين ...
أجل، دولة «حزب الله» لأن لا دولة في لبنان (بالأمس واليوم وغداً). لو كان هناك ظل لدولة لما كانت البلاد، بمساحة مرقد عنزة، ترزح في العتمة، ولما كان اللهاث وراء الصهاريج، الى التعايش مع جبال القمامة، ناهيك عن رقصة الفالس مع الجرذان ...
أصحاب اللغة المخملية، بالأقنعة الزجاجية، يعلمون كم أن السياسات الاسرائيلية تستند الى ثقافة القوة، والى ثقافة القتل. آري شافيت قال « القليل من أثينا والكثير من اسبارطة». هنا لا ثقافة دولة، ولا ثقافة أسوياء. ثقافة من يحملون على ظهورهم كل عقد التاريخ، وكل أثقال التاريخ، وكل جنون التاريخ ...
وكالة بلومبرغ تحدثت عن حلم اسرائيل تتويج نفسها ملكة على الغاز في شرق المتوسط، وفي جنوب المتوسط. هذا ما يحظى بتفويض من ادارة جو بايدن الذي فاق دونالد ترامب في بيع جلده، بل في بيع روحه، ليهوذا.
لنتصور كيف كانت تصرفت حكومة يائير لابيد لولا التلويح بالصواريخ لارساء معادلة الغاز مقابل الغاز (هل ثمة معادلة أكثر توازناً واتزاناً ؟).
الاسرائيليون الذين خططوا، منذ أيام دافيد بن غوريون وموسى شاريت، للاستيلاء على مياه لبنان، خططوا أيضاً للاستيلاء على الغاز اللبناني، أو على الأقل ابقاء تلك الثروة تحت الماء، وموتها تحت الماء، ريثما تلفظ الدولة اللبنانية أنفاسها الأخيرة. بالتالي كسر الحلقة (حلقة القوة) الوحيدة التي تثير هلع أنبياء السلطة في تل أبيب.
هوكشتين استنتج أن يؤدي بث الفيديو الى تصلب لابيد عشية معركة انتخابية تخوضها الأطراف بالسلاح الأبيض. وهو الذي يعلم أن عملية البث تعني ما تعنيه. وضع المعادلة (القنبلة) على الطاولة. لن يستطيع الاسرائيليون استخراج قطرة غاز من أي من الحقول الا اذا بدأ حفر الحقول اللبنانية.
هذا لم يخطر، قطعاً، في رؤوس القادة السياسيين والعسكريين الاسرائيليين. هؤلاء الذين كانوا يراهنون على مرحلة من الثراء التي اذ تستقطب ما تبقى من يهود الدياسبورا، تزيد في ولاء الوافدين الى «أرض الميعاد» من أصقاع الدنيا، بعدما كثر الحديث عن «التعثّر الايديولوجي» الذي قد يفضي الى تبعثر الفسيفساء الاسرائيلية.
لأن لا دولة في لبنان (وكلنا شهود على ذلك)، الكلمة للصواريخ. هي التي تفاوض ان على الطاولة أو في الميدان ...
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :