3...
المقاومة تستعيد جوهرها وتنتصر لثورة الكرامة وحقوق الانسان في وجه منظومة العسف والنهب والخيانة الوطنية ...
السلاح للتحرير وتحقيق السيادة والقرار الحر ولفك الحصار وتامين اللبنانيين كلهم بلا استثناء. ...
ميخائيل عوض
لا يستطيع احد مهما بلغ من الغلو في العداء للمقاومة الا الاعتراف لها بالانتصارين والتحريرين، التي اهدتهم للشعب اللبناني، وسعت لتكون انجازاتها لكل اللبنانيين وللبنان.
ولا يستطيع احد نكران ان كلفة التحريرين والانتصارين بما في ذلك اعادة اعمار الضاحية والبقاع بعد حرب تموز قد تكلفته المقاومة ومحورها واستدرجت مساعدات بالمليارات للدولة والخزينة كثير منها ضاع مع ال١١ مليار والابراء المستحيل. كما اسهم انفاق المقاومة على بنيتها وقاعدتها الاجتماعية في تامين دولارات للسوق تفيض عن مليار دولار سنويا، دون عناء او انتاج او صادرات لبنانية، انما دعم من دول المحور، فالمقاومة ومحورها وشعبها قدم التضحيات بلا حساب وبلا منه، ولا مطالب من احد حتى مطلب الاعتراف بما انجزته لم تسعى اليه، وحتى انها لم تطلب ولم تفرض حقوق الاسرى والشهداء، ولا فرضت محاكمات عادلة للخونة وعناصر جيش لحد وقدمت كل التسهيلات لإعادتهم واحتوائهم وحل مشكلاتهم.
الا ان الظروف والمعطيات وخاصيات لبنان وانقساماته ونظام المحاصة اللعين، وقاعدة الوفاقية والميثاقية، والعلب الطائفية وهيمنة منظومة لصوصية مافياوية لاهم لها الا النهب وافقار الشعب وتلبية اوامر السفارات والخارج. ونقص وتعثر اداء المقاومة في السياسات الداخلية وخاصة ادارة الظهر للازمات الحياتية والمعيشية، والتعايش مع المنظومة واركانها وفسادها، وعدم انخراطها هجوميا في الجهود والنضالات الشعبية والاجتماعية لوضع حد للفساد والمفسدين وتحالفاتها وتكتيكاتها المهادنة، وفرت اسباب للتشكيك بمهمة السلاح وبجدواه واسهم في نجاح الحملة المستدامة على السلاح ودوره ووظيفته الجهود المنظمة والاكلاف الهائلة التي تكبدتها امريكا مباشرة وقدم مسؤوليها اعترافات عن ارقام فلكيه كما قدمت السعودية اعتراف برقم ال ٢٠مليار دولار الى ١٠ مليار دولار من امريكا نقع على كلفة هائلة فعليا استهدفت تعهير السلاح وتصويره عاملا في صالح طائفة ومنطقة ومحور، وليس بوظيفة وطنية سيادية كيانية تحقق وتلامس مصالح وحقوق اللبنانيين جميعا، وتؤمنهم من الفقر والجوع والحاجة، وقد ساعد في تحقيق حملة التشويه والتشكيك، تخلف ودفاعية اعلام المقاومة والمحور وضعف ادائها وتعثرها وعدم قدرة الناطقين باسمها من تقديمها على حقيقتها وضهر الكثير منهم مستفزا ومتعاليا، ومعتدا بالقوة وبالسلاح، وبلغة مذهبية وطائفية، واسهم على نحو بالغ الخطورة في نجاح الحملة على السلاح التباس موقف الحزب من حراك ١٧ تشرين ٢٠١٩ وفشل شارحي خطابات السيد ومغالاة الاعلامين والوسائل المحسوبين على المقاومة في تجاهل الاسباب الموضوعية والجوهرية لثورة الكرامة وحقوق الانسان التي انفجرت في وجه منظومة اللصوصية المافياوية التي نهبت وبددت الودائع والواردات والثروات والفرص وتاجرت بالمقاومة وانجازاتها واستثمرتها لتامين نهبها وتسلطها، وقد ابتلي الحزب والمقاومة بمنظرين وزاعمين بالخبرة الاقتصادية والمالية وبعلوم الاجتماع اسهموا في تضليل القيادة، بالقول والاصرار على ان لبنان قادر على تامين نفسه وتامين بذخ المنظومة ودعم سعر الدولار، ونفيهم لخطر الانهيار ودنو موعد الازمات، ولم تفلح مراكز البحث والدراسات على كثرتها التي مولتها المقاومة، وتكلفت عليها ارقام مالية كبيرة في التعرف الى الواقع وسيناريوهات الانهيار، فأدارت قيادة المقاومة وجهها واصمت اذنيها عن تنبيهات خبراء وقادة حلفاء قدموا المعطيات والوثائق والارقام التي جزمت بان البلاد الى الافلاس وبان المنظومة بددت الودائع والثروات والاحتياطي ومنهم على سبيل المثال الرئيس اميل لحود والخبير الاقتصادي ايلي يشوعي والخبير المالي غالب ابو مصلح والدكتور حسن خليل اضافة الى زعماء ونواب، ولم ينجح الحزب واعلام المقاومة بالنأي بالنفس عن المنظومة وعن رموز الفساد وتبديد الاموال والفرص، وبالرغم من ان حقيقة المقاومة وجوهرها ونتائج افعلها اي كانت طائفتها او مذهبها او عقيدتها انما هي تعبير عن كوامن ومصالح الشعب وكرامته وسيادته وتنسجم مع قيمه، وتعبر عن حقوقه، فالمقاومة بجوهرها وهدفها ليس تحرير الارض والتراب والجبال فحسب انما التحرير لتحقيق مصالح البشر بالسيادة والقرار الحر والتنمية وتحصيل الحقوق والحاجات المادية والروحية. والمقاومة الاسلامية بإنجازاتها في تحرير الارض اللبنانية وطرد المحتل الغاصب العدو الوطني للبنان واللبنانيين، اسست ووفرت الشروط الموضوعية لتامين الحاجات الحياتية والمادية والروحية للبنانيين جميعا، كما عززت الظروف بهزيمتها للإرهاب الذي اعلن ومارس القتل والتفجير والذبح علنا ورفع شعارات تهجير المسيحين وابادة الطوائف والمذاهب والجماعات التي لا تبايعه. وكان الارهاب يستهدف الجميع دون استثناء. وبالحاق الهزيمة به وتصفيته في لبنان ومطاردته في سورية والعراق امنت المقاومة الاستقرار ومنعت المذابح وسيادة التوحش في لبنان وهذا في صالح كل اللبنانيين دون استثناء. وبرغم سطوع حقيقة ان انجازاتها تحقق المصلحة الوطنية والاجتماعية للبنان كله وقد حرصت الا تبدد انتصاراتها ولم تستدرج لحروب الزواريب التي اريد لها ان تنخرط بها وبرغم ما وقع عليها من ظلامة ومظلومية نجحت بالتملص منها وبددت فرص الفتنة وعلى حسابها ومن دمها ودم جمهورها، الا ان حملات استعدائها وتصويرها على غير حقيقتها والتشكيك بسلاحها ووظيفه نجحت الى حد بعيد وكادت ان تحاصرها في قاعدتها الاجتماعية وتحملها مسؤولية الكارثة التي صنعتها المنظومة ونظامها بترشيد وقيادة من السفارة الامريكية واخواتها وبهدف واضح يتركز في استهداف المقاومة وقاعدتها الاجتماعية وخدمة للكيان الصهيوني، وبرغم ان المقاومة حاولت بما تملكت تامين حاجات الاسر وتامين سلع بأسعار ارخص من السوق وقدمت الاموال والمساعدات والخدمات الطبية والدوائية ومدت اليد البيضاء، وحفزت كل من له قدرة على تقديم المساعدات، وبعد ان استنفذت امكاناتها وتيقنت ان الامر اكبر واخطر واشد وطأة من ان يعالج بالهبات والتقديمات والاخلاقيات، وان الازمة في جوهرها اعمق بكثير ولا تلطفها التقديمات مادامت المنظومة واركانها يمسكون برقبة البلاد وادارتها ويديرونها بما تمليه السفيرة الأمريكية ومع بلوغ الازمة حد الانهيار والفوضى واتضاح الامر جلي بان المنظومة تسعى لمقايضة السيادة والقرار الحر والثروات والحقوق والحدود ورأس المقاومة وانجازاتها بحماية نفسها وسلطتها وحماية مصالحها وارصدتها تثبتت المقاومة بالملموس من الامور في ادارة مفاوضات الترسيم والاستثمار في الثروات. وبفعل انه لم يعد من وسيلة، او طريق او خطاب او ممارسة تستطيع لجم الازمة ووقف الانهيار الشامل الجاري ووقف تسلط وبلطجة المنظومة ووضعها عند حد بالحسنى والنصيحة، وبلعبة تدوير الزوايا وارضاء الحلفاء ومسايرتهم. جاء خطاب السيد نصرالله بمثابة النقلة النوعية والولادة الثانية لحزب الله في ربيعه الأربعينية، وبالإعلان ان ما كان لن يكون ولن يستمر، وبان السلاح وجد لتحقيق غايته والمقاومة للتعبير عن جوهرها لبنانية سيادية عازمة على تحرير البحر وما في بواطنه وتامين شروط الاستثمار والاستخراج والتسويق للنفط والغاز، وكسر قرار الحصار الامريكي الاسرائيلي فالسيادة وحرية القرار وتأمينهما بأهمية تحرير الارض ولجم العدو الاسرائيلي وهزيمة الارهاب وقد دنت اللحظة المناسبة وباتت المهمة راهنة لا تقبل التأجيل وزمن تحقيق الانجاز والنصر الثالث والتحرير الثالث قد ازف وتفصلنا عنه ايام واسابيع لا اشهر ولا سنوات...
بعد المخاض العسير والسنوات الثلاث على ثورة الكرامة وحقوق الانسان التي انفجرت بوجه النظام والمنظومة وثبوت عجزها وعجز النظام عن تلطيف الازمات وحتى العجز عن ادارتها واعلان المنظومة ان كل ما لديها في علاج السرطان الفاتك بجسم الوطن والشعب هو الخيانة الوطنية والاستسلام امام ضغوط وتهويل الادارة الامريكية والرهاب من العقوبات بالتخلي عن الارادة والسيادة والثروات والحق باستثمارها، واستجداء صندوق النقد والدول والمؤسسات الدائنة وقبول املاءاتها واذلالها، لم يبقى امام المقاومة الا خيار المواجهة او التسليم والاستسلام والتفريط بكل ما تحقق وبالتضحيات الجسام وتبديد عناصر القوة والسلاح والقدرات التي بذلت لبلوغها دماء واعمار واكلاف مهولة...
وبوعي استثنائي اختارت المقاومة بداية المواجهة مع الإسرائيلي والامريكي اولا باعتبارهما عدويين خارجين وحربها مع الكبار قد يريحها من معركة كسر العظم مع المنظومة ورموزها وزعمائها وكتلها الا ان المنظومة نفسها لم تهادن المقاومة ولا غطتها ولن تغطيها في معركتها مع امريكا واسرائيل لانتزاع الحقوق البحرية وبادرت وتنطح اركانها للهجوم على المقاومة ومسيراتها وعلى خطاب السيد نصرالله وعلى شخصه وقيمته، ما يدفعنا لإسداء النصيحة للمقاومة وقيادتها بضرورة التحسب لاحتمال قد يصير راجحا بخوض المعركة على خطين متقاطعين ومتكاملين، مع السارق الكبير اسرائيل وامريكا ومع اللصوص الصغار اركان المنظومة. فلم تكن لتتجرا اسرائيل على التطاول وبدء الاستثمار في الحقول لولا ارتكازها واتكالها على المنظومة واختراقاتها في الدولة بل تمكنها منها.
ولم يعد من مفر امام المقاومة من حصر الانشغال والاهتمام وخوض المعارك والحرب في الخارج ومعه وتجاهل المنظومة ومسؤوليتها في الداخل..
ولان المقاومة وجوهرها وطني اجتماعي قومي وعقائدي، ولها من العقول والرجال والقادة الذين صقلتهم التجربة والخبرة والممارسة واكتسبوا المعرفة ولهم عقيدة صلبة لا تلين وقد من الله عليها وعلى الامة بقائد بوزن وقيمة السيد حسن نصرالله ووهبه القدرة والمنطق والكاريزما والمصداقية الى الايمان والوعي والمعرفة، كان لابد ان تتخذ قرارها الواعي والجريء والاستراتيجي وتحزم امرها وتكلف السيد بإشهاره الى العلن لإكسابه قوة ونفوذ وصدقية تستمد من قيمة القائد وصفاته..
المقاومة قررت ان تكمل مسيرتها وان تحقق نصرها وتحريرها الثالث واستعدت لتحمل العبء والاكلاف اي كانت وكما كان وعدها صادقا ودائما تكلل بالنصر وتحقق سيكون ايضا في القريب العاجل جدا فقد توفرت ونضجت الظروف والبيئات واستوجب تحقيق المهمة.
لينتصب السؤال؛ ما الضمانات بان يؤدي تحرير القرار والسيادة والحدود والثروات وكسر المقاطعة والشروع باستثمار النفط والغاز، الا تستولي عليه المنظومة وتبدده كما فعلت مع مئات المليارات سابقا، ويصير التحرير الثالث مجرد فرصة لتعويم النظام والمنظومة وتأمينها في المزيد من النهب وافقار الشعب..
غدا؛ ليحقق السلاح غايته، والمقاومة جوهرها في تحصيل الحقوق واطعام الافواه وانارة الليالي وتامين النهوض وتحقيق كرامة البشر وحاجاتهم، لابد من تلازم حرب تحرير الثروات والسيادة مع تخليص البلاد من منظومة الفساد والهدر واللصوصية وتطوير النظام لتفعيل وظائف الكيان لحفظه وادامته.
السلاح يحرر ويحمي ويؤمن من جوع ويوفر شروط النهوض والبناء.. فماذا عن المنظومة والنظام؟؟ وهل تذعن المنظومة وتقبل بأمر المقاومة النافذ؟؟ ام ستحاول الانقلاب وتستجيب لإملاءات شيا وتفتعل الازمات وتسرع الكوارث لقطع الطريق على المقاومة واشغالها عن مهمتها والفت من عزيمتها.. ؟؟؟
...يتبع
نسخ الرابط :