«العقدة الدرزية» هي في الاحجام والتحكم بالطائفة منذ قرون...!

«العقدة الدرزية» هي في الاحجام والتحكم بالطائفة منذ قرون...!

Whats up

Telegram

لم تنجح محاولة رئيس مجلس النواب نبيه بري في تعميم نموذج التحالف بين حركة «امل» و«حزب الله» (الثنائي الشيعي) على الحزبين التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط والديمقراطي اللبناني برئاسة النائب طلال ارسلان وقد عقد الطرفان قبل اشهر اكثر من لقاء في عين التينة لتنظيم الخلاف بينهما بعد سلسلة من الحوادث الدامية بين الحزبين اخرها حادثة قبرشمون، وقبلها الشويفات، وسقط ضحايا وجرحى، ولم تتمكن اللجنة التي تألفت من الوزيرين السابقين غازي العريضي وصالح الغريب وكان المنسق بينهما النائب علي حسن خليل، ممثلا الرئىس بري في التوصل الى اتفاق وتوقفت اجتماعاتها التي لم تتعد الاجتماعين.

«فالثنائي الدرزي» الجنبلاطي - الارسلاني، يتصارعان على الحصص، كما هو الواقع السياسي في لبنان، لكن وفق الاحجام، ففي حال الطائفة الدرزية، فإن الطرف الجنبلاطي متقدم على الارسلاني، لاسباب عديدة، منها «حرب الجبل» التي توجت وليد جنبلاط اميرا عليه، فأنشأ «الادارة المدنية» التي ساعدته ان يكون الحاكم الفعلي لجبل لبنان الجنوبي من المتن الاعلى الى عالية فالشوف وصولا الى اقليم الخروب وهذا ما مكّنه من ان يكون لاعبا اساسيا في المعادلة اللبنانية الداخلية ونال الحصة الدرزية كاملة ساعدته القيادة السورية في مرحلة غاب فيها آل ارسلان بحيث لم يتمكن وارثوا زعامتهم وتحديدا النائب طلال ارسلان، من اعادة تكوين حالة سياسية وشعبية تعيد المناصفة التي كانت قائمة قبل الحرب الاهلية، اذ كان المرحوم مجيد ارسلان لديه كتلة نيابية، تسمح له بأن يكون وزيرا في الحكومة والتي شارك فيها دائما هو  شخصيا.

وما سمي عقدة درزية ظهر في تشكيل هذه الحكومة، وما قبلها، والتمثيل الدرزي فيها، يتعلق بالاحجام، وان مطالبة الحزب التقدمي الاشتراكي بمقعدين وزاريين، محقة لان كتلته النيابية (اللقاء الديموقراطي) مكونة من تسعة نواب قبل استقالة النائبين مروان حماده وهنري حلو، وان ارسلان عندما يطالب بمقعد وزاري لان كتلته «ضمانة الجبل» مكونة من اربعة نواب وان مشاركة كتلتي جنبلاط وارسلان بالحكومة، مرتبط بعددها، وان اقتراح رئيسها المكلف سعد الحريري بأن تكون من 18 وزيرا هو لوضع ارسلان ومن يمثله خارجها، ارضاء لجنبلاط وفق مصادر متابعة لتشكيل الحكومة، التي تشير الى ان الحريري غاضب على رئىس الحزب الديموقراطي اللبناني الذي لا يوفر الوقت الا لتوجيه الانتقادات اللاذعة له، وهذا ما ينطبق على جنبلاط ولم يمارسه الحريري ضده والذي يكيل العبارات النابية لرئيس «تيار المستقبل» بوصفه بـ «الغدار» و«الانبطاحي» امام جبران باسيل وبأنه يحمل عقلية الملك لويس الرابع عشر «انا او لا احد»...

والعائلتان الدرزيتان الجنبلاطية والارسلانية اللتان تحكمان الطائفة الدرزية منذ عقود لا بل قرون، ما زالتا تختصران تمثيل الدروز، بسبب ولاء الغالبية لهما باسم «الفرضية السياسية» وان لكل منهما مصلحة مع بعضهما لمنع حصول الاختراق فيهما الا ما ندر، لافراد انتموا الى احزاب عقائدية، لا سيما الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي له انتشار واسع ولم يحصل ان اتى نائب او وزير من خارج هذين التكتلين، الذي يبقى الاقوى.

واظهر تشكيل الحكومة التي اعلن رئيسها المكلف بأنها ستكون من مستقلين واختصاصيين بأنه شعار لفظي لا يمارسه الحريري لان الحكومة ستكون سياسية، وان ما يدحض الكلام عن المستقلين، هو قبوله تسمية القوى السياسية للوزراء وتوزيع الحقائب، وهذا ما ينطبق على الطائفة الدرزية، التي اعطى الحريري لجنبلاط حق تسمية وزرائه وحقائبه، وان الحل للعقدة الدرزية ومثيلاتها في طوائف اخرى بأن يكون التوزير من خارج الانتماء السياسي والحزبي، وهذا ما يفتح الطريق امام النخب الفكرية والمتخصصة، من ان تصل الى موقع القرار، لتقوم بالتغيير، وفق المصادر التي تشير الى ان الدستور، وان حفظ تمثيل الطوائف، وتتحدث مقدمته عن شرعية السلطة، فلا مانع من ان يكون الوزير خبيرا وصاحب ضمير.

كمال ذبيان

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram