الثامن من تموز محطة متحركة لا تعرف الجمود ولا الثبات

الثامن من تموز محطة متحركة لا تعرف الجمود ولا الثبات

 

Telegram

 

2
الثامن من تموز محطة متحركة لا تعرف الجمود ولا الثبات 
إذا كان لا بد من الاستذكار في الثامن من تموز، علينا أن نستذكر فترة غياب الزعيم القسري ومسار الحزب الانحرافي والمقارنة بين لبننة نعمة تابت ومأمون إياس وأسد الأشقر ولبننة القيادات الحالية في التنظيمات الانشقاقية .
ليس صدفة أن يكون الشأن اللبناني نقطة مركزية أساسية في خطط هذه التنظيمات والغياب الكامل لشؤون الكيانات الأخرى ، وكي ننصفهم علينا أن نذكر أن اهتمامهم بشؤون الكيانات الأخرى اقتصر على المقالات والبيانات والمحادثات وغاب غيابا تاما عن الشأن العملي ،وهذا ما أخرج الحزب من هذه الكيانات ليس بعامل ضغط الأنظمة أو الاحتلال بل بعامل انكفاء القيادات الحزبية وتحديد خياراتها وكتابة خططها العملية .
لقد انحرفت يومها القيادات الحزبية في السياسة والفكر والعقيدة ، لكنها أبقت على الاحتفال بذكرى التأسيس والأول من آذار وزعمت أنها تواكب سعاده .
استقبل فايز الصايغ الأمينة الأولى على الباخرة وحمل أليسار وتحدث عن إيمانه بفكر سعاده .
استقبل نعمة تابت الزعيم في منزله ومن على الشرفة خاطب الزعيم جموع القوميين مباركا لهم بطولاتهم في مواجهة الانتداب قائلا لهم :
أنتم ناضلتم عن هذه الأمة وحيدين وأنقذتم شرف الأمة وحيدين يوم كان رجالكم قائدو النهضة في السجون مكبلين .
وأعود فأقول أن هذه الكيانات يجب أن لا تكون حبوسا للأمة بل معاقل تتحصن فيها الأمة وتتحفز للوثوب منها على الطامعين في حقوقها .
إن كلمتي إليكم أيها القوميون الاجتماعيون هي العودة الى ساحة الجهاد .
ثلاث إشارات تحمل ثلاث رسائل الى القوميين الاجتماعيين وقيادات الحزب السوري القومي الاجتماعي .
الاشارة الأولى :تخصيص القوميين بشرف انقاذ الأمة حين كانت قيادات الحزب في السجون وهذا دلالة على قدرة القوميين الاجتماعيين في تحديد الخيارات الصحيحة وبالتالي تحميلهم مسؤولية مصير الحزب في مستقبل الأيام .
الاشارة الثانية : إسقاط فكرة الأحزاب في الكيانات كي لا تصبح هذه الكيانات حبوسا للأمة لأنها في رأي سعاده هي معاقل تتحصن فيها الأمة .وبالتالي توجيه رسالة الى قيادات اللبننة .
الاشارة الثالثة : العودة الى ساحة الجهاد وهذا يعني أن قيادات الحزب قررت الاستراحة من الجهاد .
بالنسبة للإشارة الأولى ، أثبت القوميون أنهم ينقذون شرف الأمة وحيدين فقد كانوا كقوميين في أحداث لبنان والشام  وفلسطين الحضن الدافي والآمن لجميع المواطنين وأثبتت بطولاتهم أنهم شرارة في كل مواجهة مصيرية للتحديات، من عملية اعدام الخيانة الى عملية الجليل الى العمليات الاستشهادية .
وهذا ما يمكن أن يفعله السوريون القوميون الاجتماعيون في الأحداث المصيرية في بلادهم كذلك في الأحداث المصيرية التي يمر بها حزبهم .
أما الاشارة الثالثة وهي الاشارة المهمة ، نعم على السوريين القوميين الاجتماعيين العودة الى ساحة النضال على جبهات عديدة :
الجبهة الأولى هي جبهة استعادة حزبهم المخطوف من التنظيمات الانشقاقية  التي أفقدته دوره وحولته الى أكثر من تنظيمات إنشقاقية بل الى تنظيمات تلعب فيها مصالح الأفراد والى مجموعات تائهة لا تعرف الركون الى اتجاه واضح وخطة إنقاذية ممكنة .
هذه الجبهة هي الأساس فقد استطاعت التنظيمات تغليب نظام الأشكال على نظام الفكر والنهج ، وبالتالي أخرجت الحزب من محوره الأساسي والمركزي الى محور لا علاقة له في العقيدة السورية القومية الاجتماعية .
جميع التنظيمات استقالت من مهامها في العمل من أجل  القضية القومية وهي تمارس بدرجة عالية كيانية لبنانية واضحة وموصوفة .
الجبهة الثانية هي جبهة قضية الأمة .
إن العمل من أجل  قضية الأمة هو مدخل من مداخل إنقاذ الحزب واستعادته من خاطفيه .
جاء في مقدمة دستور الحزب :
ثم أن الشارع قسم مبادىء الحزب السوري القومي الى قسمين : يختص الواحد بالعقيدة القومية وينطوي على المبادىء الأساسية ويختص الثاني برفع مستوى الأمة ويشتمل على المبادىء الاصلاحية والقسمان يؤلفان قضية واحدة هي قضية حياة الأمة السورية وارتقائها .
إن العودة الى ساحة الجهاد التي أطلقها سعاده بعد عودته من غيابه القسري نحتاجها اليوم كي نعود الى ساحة النضال تحت طبقة الثرثرة والصياح .
في الثامن من تموز على السوريين القوميين الاجتماعيين النظر الى إنجاز المهمة الصعبة التي هي مهمة إنقاذ الحزب من داء اللبننة الجديدة وداء الاستقالة من الجهادوبعث الثقة من جديد في أبناء شعبنا الذين على عاتقهم ونحن منهم يتحقق انتصار القضية القومية .
في الثامن من تموز نستذكر عودة الزعيم ونستذكر موقف السوريين القوميين الاجتماعيين ،ونستذكر أن الزعيم لم يهادن ولم يساوم ولم يمنح فرصا للذين بانت عليهم علامات الانحراف والخروج عن العقيدة القومية الاجتماعية بل أبعدهم وطردهم واستغنى عن أصحاب المواقف المرتبكة ، وراح يعمل على مهل على بناء قيادات جديدة خالية من اللبننة والنزعة الفردية ومتحمسة للجهاد من أجل انتصار النهضة والبلاد .
في الثامن من تموز نستذكر بطولات القوميين ، وانهزامية القيادات منذ بعد استشهاد الزعيم حتى هذا التاريخ .
أصبح الدفاع عن حركة القيادات وأفعالها كمن يدافع عن العاصفة التي اقتلعت الشجر وسنابل القمح وأزرار الورد .
لم تعد الفرصة متاحة لمن طلبها ولمن وافق على منحها ، ولم يبن ما يُطمئن ، لذلك علينا في الثامن من تموز أن نستذكر سعاده قائدا قدوة وصاحب نظرة الى الحياة والكون والفن وشهيدا من أجل بعث النهضة ، نستذكره لا لنسجد في عرزاله بل لنقف في محراب عقيدته وفي باحة عرزاله قامات شامخة تعمل لإنقاذ الحزب  وبعث النهضة في الأمة . 
الثامن من تموز محطة متحركة لا تعرف الجمود ولا الثبات .


سامي سماحة 
 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram