حصلت الإنتخابات النيابية في موعدها وأُقفلت صناديق الإقتراع، وقال اللبنانيون كلمتهم. طبعاً، ليس كل اللبنانيين، لأن المقاطعين والمتردّدين واللامبالين، لم يتكلّفوا عناء التوجّه إلى مراكز الإقتراع البعيدة أو القريبة للإدلاء بأصواتهم. أكثر من نصف الناخبين امتنع، ونسبة غير قليلة هاجرت من لبنان، وزعيم السنّة قاطع وأوحى لشارعه وقواعده باعتبار يوم الإنتخابات النيابية يوم إجازة.
ووفق النتائج الأولية، فقد ظهرت المفاجآت "الموعودة" في بيروت أو الشمال أو البقاع، إلى كسروان والمتنين الشمالي والجنوبي، فالجبل وساحله، بينما الخرق المدوّي أتى من الجنوب 3، حيث خرقت، وللمرة الأولى منذ عقود، لائحة الثورة "معاً للتغيير"، لائحة "الأمل والوفاء" للثنائي الشيعي.
باكراً بدأت الإحتفالات في بيروت، حيث برزت النتائج قبل ساعتين من إقفال الصناديق، وبدأ الشارع بالإحتفال من خلال إطلاق المفرقعات النارية وبإطلاق العيارات النارية، وحتى أل "ب7"، تزامناً مع هتافات "بيروت إلنا إلنا"، بكلّ "عفوية" من قبل مناصري "الثنائي الشيعي"، والذين ترجموا فوزهم في بيروت والجنوب والبقاع، إستفزازاً على خطوط التماس القديمة في الشياح - عين الرمانة.
لكن الفوز لدى البعض، قابلته كوابيس لدى البعض الآخر، أولاً بسبب التصويت العقابي الذي طاله، وثانياً نتيجة دخول لاعبين جدد إلى النادي السياسي من بوابة المجلس النيابي، سيحتلّون المقاعد التي شغرت بعدما خرجت منه بالأمس كتلة نواب تيّار "المستقبل".
أكثر من رسالة والكثير من الإتهامات، حملتها ساعات الإنتخاب الطويلة التي استمرت إلى ساعات المساء المتأخرة، وكانت قد استبقتها الماكينات الحزبية المتمرّسة التي قرأت بالأمس في كواليس الصناديق، وكرّستها لاحقاً عملية الفرز.
أعنف المعارك على الساحة المسيحية، كانت في دائرة "الفخامة" بالشمال 3، خاضتها "القوات اللبنانية"و"التيار الوطني الحر" وتيّار "المردة"، وتلتها دائرة بيروت الأولى، وهي الدائرة الأكثر حماوة مسيحياً، حيث تنافست الأحزاب مع قوى الثورة والتغيير.
أمّا المعركة الأبرز، والتي أشعلت مواقع التواصل والشاشات المحلية والأجنبية، فقد دارت بين "حزب الله" و"القوات"، وامتدت من بعلبك ـ الهرمل إلى زحلة وجزين وجبيل وحتى الأشرفية، من خلال شريطٍ من الإشكالات والإحتكاكات والحوادث، والتي هدّدت نزاهة الإستحقاق ومشهد العملية الإنتخابية وشفافيتها، ودفعت إلى وصفها من قبل الجمعية اللبنانية لمراقبة الإنتخابات "لادي"، بالإنتخابات غير الديمقراطية، والتي كان عنوانها على امتداد الدوائر الإنتخابية يُختصر بالعبارات التالية: ضغط ، ترهيب واعتداء، بينما المخالفات غير المسبوقة، تأتي تحت عنوان "لبنان يحصد ما زرعه في قانون الإنتخاب".
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :