الخلاف على ترشيح فريد وناجي البستاني معاً، في الشوف، على لائحة وئام وهاب وطلال إرسلان والتيار الوطني الحر، لا يزال يؤخر إعلان اللائحة. الاجتماعات متواصلة لتذليل العقبات بعد إصرار التيار على أن يكون فريد هو المرشح وليس ناجي، فيما يعتقد الحلفاء بأن اللائحة يمكن أن «تحمل» الاثنين وتزيد من حظوظها في رفع حاصلها الانتخابي. التوقعات بأن تُحل «عقدة البساتنة» في اليومين المقبلين، وإلا فإنها قد تؤدي إلى افتراق الحلفاء
قبل أيّام، زار الوزير السابق وئام وهاب النائب جبران باسيل ونقل جواً إيجابياً بأنّ لا مشكلة لدى الأخير بترشيح فريد وناجي البستاني معاً في اللائحة التي يرأسها وهاب والنائب طلال إرسلان. تنفّس الحلفاء الصعداء لكونهم أزاحوا عن كاهلهم «عقدة البساتنة» التي تمنع إعلان اللائحة بشكلٍ نهائي، قبل أن يتبيّن أن الأمور عادت إلى النقطة الصفر بعدما أبلغ باسيل من يعنيهم الأمر رفض ترشيح ناجي البستاني على اللائحة.
يأخذ «العونيون» على «الإستاذ» أنّه أدار ظهره لهم عام 2018 عندما فك تحالفه معهم وارتمى في أحضان وليد جنبلاط مرشحاً على لائحة تيمور. هذه كانت المرة الأولى التي يتحالف فيها ناجي البستاني مع آل جنبلاط منذ ترشّحه للمرة الأولى في الستينيات ضد كمال جنبلاط ثم نجله وليد. ولذلك، فإن وهاب وإرسلان، ومعهما «حزب الله»، يعتبرون أن «الرجل ذا المواقف الوطنية» ذنبه مغفور، طالما أنّه تعهّد بأن يكون، في حال فاز في الانتخابات، في كتلة هذا الفريق.
في المقابل، يشترط باسيل أن يتعهّد البستاني بأن يكون ضمن تكتل «لبنان القوي»، وهو شرط لم يسمعه العاملون على تأليف اللائحة في المرحلة الأولى حينما تحدّث الحلفاء صراحةً عن الكتل الانتخابية، ليصلوا إلى استنتاج بأن تعدد الآراء داخل «التيّار» هو ما يؤخر حل العقدة، من دون استبعاد الأمر الأهم، وهو الخلاف الشخصي بين ناجي وفريد في قضايا تخص مسقط رأسيهما دير القمر، لذلك يصر الأخير على الانسحاب في حال كان اسم ناجي البستاني على اللائحة، إضافة إلى خوفه من أن يأكل الوزير السابق من صحنه طالما أنهما من العائلة نفسها وعلى اللائحة نفسه.
وعليه، عادت الماكينات لتتحرّك بهدف تذليل هذه العقبة، علماً أنه كان من المفترض أن يحسم باسيل قراره منذ يومين قبل أن يطلب من حلفائه المزيد من الوقت. وتشير المعلومات إلى أن اجتماعاً ضم كل الأطراف المعنية عُقد ليل أمس وسيليه اجتماع اليوم لحسم الخلاف، ومن المتوقع الوصول إلى حل يرضي الجميع، خصوصاً أن «البستانيين» هما «قيمة مضافة» للائحة، بحسب أحد العاملين على خط تأليف اللائحة. إذ إن لوزير الدفاع السابق حيثيّة شعبية بناها بـ«عصامية» عبر الخدمات والعلاقات الشخصية في قرى الإقليم والشوف وتمكّن من الحفاظ عليها لأكثر من 50 عاماً، وهي التي أنتجت له 5245 صوتاً تفضيلياً في انتخابات 2018. كما أن فريد أولى المنطقة، بعد وصوله إلى مجلس النواب، اهتماماً عبر تقديم الخدمات والمساعدات ما يرفع حظوظه في نيل أصوات أكثر من تلك التي حصل عليها في 2018، وهو اكتسب شعبيّة أكبر في الشارعين المسيحي والسني بحسب الإحصاءات الأخيرة التي تتوقّع حصوله على أكثر من 3000 صوت تفضيلي، خصوصاً أنّه عمل على استيعاب أكبر عدد ممكن من العونيين الذين ابتعدوا عن التيار بسبب خلافهم مع رئيسه. كلّ ذلك، يؤكد أنّه بإمكان اللائحة أن «تحمل» اثنين من أبناء دير القمر، بل وتراهن على فوزهما معاً.
أما في حال سارت الأمور بالاتجاه المعاكس، وهو أمر وارد، فإن الطرفين سيعمدان إلى فك تحالفهما وخوض الانتخابات في لائحتين مختلفتين، فيما المعطيات الانتخابية تؤكّد أن افتراق الطرفين سيكون على حساب «العونيين» الذين لن يكون بإمكانهم الحصول على أكثر من حاصلٍ واحد، فيما اللائحة الموحدة تزيد من فرص خرقها للائحة جنبلاط.
ولأن حزب الله غير راضٍ على افتراق حلفائه ومتمسّك بـ«الإستاذ» مع الحفاظ على خصوصيّته وعدم اعتباره من ضمن الكتلة العونيّة، فقد أبلغ باسيل بأنّ إصراره على استبعاد البستاني يعني بأن يُجيّر «الحزب» أصواته التي يبلغ عددها أكثر من 2500 في الإقليم إلى لائحة وهاب - إرسلان. في المقابل، يعتقد البعض بأن رسالة «الحزب» في رفع سقفه تهدف لمنع وقوع الخلاف بين حلفائه خصوصاً أن أولويته هي الحسابات الانتخابية على اعتبار أن اللائحة تحتاج إلى ناجي البستاني لرفع حاصلها.
ناجي البستاني أكد لـ«الأخبار» أن الأمور ذاهبة نحو الحلحلة، مشيراً إلى أن لا خلاف بينه وبين فريد البستاني. وإذ يلفت إلى أن الحديث عن عقدة «هو عبارة عن منحى إعلامي لا أساس له من الصحة»، يؤكّد أن اللائحة ستعلن أسماء مرشحيها النهائيين خلال اليومين المقبلين»، رافضاً فكرة وجود لائحتين «على اعتبار أن هذا الطرح غير واقعي».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :