إنتظمت الحركة الإنتخابية مع تصاعد أعداد طلبات الترشيح إلى الإنتخابات النيابية المقبلة، لتتجاوز ال500 مرشّح، وانتقل الإستحقاق من مرحلة تحديد المصير والتأجيل، إلى مرحلة الحسم المبدئي والفعلي، على الأقلّ على المستوى الحكومي، لإجرائها في موعدها الدستوري. لكن، هذا المسار لا يلغي الهواجس التي لا تزال ماثلة لدى أكثر من فريق حول التحدّيات التي ستحيط بالإنتخابات في أيار المقبل، خصوصاً إذا ما بقيت الضغوط الإقتصادية والمالية الناجمة عن الحرب الروسية على أوكرانيا، تنعكس أثماناً باهظة على مجمل المشهد الداخلي، إنطلاقاً من الإرتفاع الجنوني لأسعار المحروقات والسلع الغذائية الأساسية، وصولاً إلى إقفال أبواب أي دعمٍ خارجي، لا سيما على مستوى مجموعة الدول المانحة أو المجتمع الدولي المنشغل بالحرب في أوكرانيا.
ومن هنا، فإن أكثر من فريق سياسي يستعد لسيناريو تأجيل أو حصول الإنتخابات في آن، طالما أن المواقف السياسية لا تزال متناقضة إزاءها، فيما تُسجّل حتى الساعة محاولات من أجل اكتمال التحالفات وعقد الإتفاقات الإنتخابية، ولو على القطعة، ولكن من دون أن تنجح القوى السياسية والحزبية والتيارات، وحتى مجموعات المجتمع المدني، في تشكيل لوائح مكتملة حتى الساعة، وذلك، في ظلّ ترقّب وإحجام المرجعيات السياسية والزعامات عن حسم تحالفاتها، وكل ذلك بانتظار تبلور المشهد من موسكو إلى كييف، وما يمكن أن يولّد ذلك من تداعيات وارتدادات على كافة الأصعدة، ولهذه الغاية، فإن لبنان أمام أيام معدودة ليحسم ربما خيار الإستحقاق الإنتخابي.
وفي هذا السياق، يقول أحد رؤساء الأحزاب البارزين في مجالسه الخاصة، بأن النسبة متساوية بين إجراء الإنتخابات أو التأجيل، أي خمسين بخمسين، بينما القلق الأكبر يكمن في حصول تطوّرات أمنية بعد تمادي إسرائيل في اعتداءاتها، وصولاً إلى التقارير الديبلوماسية العربية والدولية التي تشي بأن هناك سباقاً بين الديبلوماسية والتصعيد، نظراً لإمكانية استغلال أكثر من جهة أصولية وتكفيرية هذا الوضع الحاصل اليوم في أوروبا، من خلال الحرب الدائرة في أوكرانيا، وكذلك، ما يحيط بلبنان من تفكّك لأوصال الدولة ومؤسّساتها، الأمر الذي ينبئ بأن الحلّ بات يحتاج إلى وقت طويل، أي إلى حين جلاء الصورة على الساحة الأوكرانية، ناهيك إلى فرملة كل المساعي التي كانت جارية من أجل وضع الخطط للتعافي والإصلاح ودعم لبنان، معطوفة على مساعي لتسوية الأزمة اللبنانية ـ الخليجية، وتلك العناوين باتت في حكم الإجازة التي قد تستغرق وقتاً أمام الأحداث والتطوّرات في أوروبا والمنطقة، وهذا ما يبقي الساحة اللبنانية مدخلاً ومنطلقاً لأي أحداث قد تقع، كونه أرضاً خصبة وساحة للصراع بين أكثر من محور عربي وإقليمي ودولي.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :