أمضى لبنان يوما سياسيا حافلا بالمناسبات والخطابات والمواقف والمباحثات المعقدة، بدءا من عظة البطريرك الماروني بشارة الراعي بمناسبة عيد مار مارون، والتي اختصر فيها كل هواجس اللبنانيين، والموارنة خصوصا حول المستقبل، على مسامع أهل السلطة المختلفين والمتعارضين، وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مرورا بتصريحات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لقناة «العالم»، وصولا إلى محادثات الوسيط الأميركي الهوية، الإسرائيلي الهوى، آموس هوكشتاين حول ترسيم الحدود البحرية جنوبا، أو تقاسمها عبر طرف ثالث.
البطريرك الراعي رحب بالرؤساء الثلاثة، ثم دعاهم مع الجميع إلى تجديد إيماننا بلبنان وتمسكنا به رغم التحديات الداخلية والخارجية، وأضاف «أردنا لبنان ملتقى الحضارات، لكن ضعف المناعة الوطنية حرف رسالته، غير أننا نناضل معا لئلا يسترسل لبنان أن يكون جبهة قتال ومنصة صواريخ وهو لم يتأسس ليكون عدو محيطه».
كما عدد البطريرك الراعي الأولويات قائلا «نتطلع مع الشعب اللبناني إلى 5 أولويات، هي: إجراء الانتخابـــات النيابيـــــة والرئاسية في مواعيدها، وإعلان الحقيقة في تفجير مرفأ بيروت، وتسريع عملية الإصلاح والاتفاق مع صندوق النقد الدولي على خطة تنقذ لبنان من الانهيار، واستكمال تطبيق اتفاق الطائف ومعالجة الثغرات الناتجة والسعي إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن، واعتماد نظام الحياد الإيجابي في علاقاتنا الخارجية لأنه ضمان وحدة لبنان واستقلاله وسيادته».
وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أعلن عبر قناة «العالم» الإيرانية ان «الحزب غير معني بعملية ترسيم الحدود البحرية أو التقاسم، الذي هو شأن الحكومة اللبنانية، وما تقرره الدولة نلتزم به، لكن أي شبهة تطبيع أو تنسيق مع العدو مرفوض، وهذا قرار الدولة».
وقال نصرالله ان البعض يتآمر على المقاومة بأوامر السفارات، وتحدث عن التأثير الأميركي على الجيش، وكيف ان السفارة الأميركية تحولت إلى مركز للتجسس على المنطقة، رافضا اتهام الحزب بأنه غير لبناني «بل هو لبناني وقراره لبناني، وصديق وحليف مع إيران».
القوات اللبنانية وعبر إذاعة «لبنان الحر» توجهت بسؤال إلى رئيس الجمهورية ميشال عون وفيه «هل سمعت رد السيد حسن نصرالله على طرحك إجراء الحوار، بأن وجوده في مجلس النواب لحماية المقاومة، وبالتالي ان سلاح الحزب أكبر مما ستخرجه صناديق الاقتراع؟».
وأشارت الإذاعة إلى الاستياء الحاد من جانب بكركي للحملة التي شنها رئيس التيار الوطني الحر ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
وأضافت: في آخر لقاء بين عون والراعي في القصر الجمهوري، بعيد أحداث عين الرمانة ـ الطيونة، يومها سعى الراعي لتطويق ما حصل، وتطرق اللقاء إلى موضوع التدقيق الجنائي وإلى اتهام سلامة بتعطيل مسار التدقيق لمنع اكتشاف اختفاء المليارات من المصرف المركزي، وهنا تدخل الراعي وقال له: انت تعلم يا فخامة الرئيس، ان هذه الأموال استدانتها الدولة من المصرف المركزي، فأجابه عون: دينها للدولة، ومن قال له يدينها وكيف يعني؟ فرد البطريرك: بطلب من السلطة السياسية، وبموجب قانون النقد والتسليف، ولماذا لا يتناول التدقيق موضوع الكهرباء أيضا؟ وهناك كلام عن هدر كبير فيها، فأجابه الرئيس عون بقوله: ما بدنا نخلط شعبان برمضان.. ليس وقت الكهرباء الآن وكله حكي على الفاضي، التدقيق لازم يتناول الحاكم والبنك المركزي.. وانتهى اللقاء على زغل.
على الصعيد الانتخابي، تابع رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع إعلان مرشحي «القوات» لانتخابات 15 مايو، وكان أمس موعده مع دائرة زحلة، عاصمة محافظة البقاع، حيث قدم عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب جورج عقيص عن المقعد الكاثوليكي في هذه الدائرة، والمحامي إلياس اسطفان عن المقعد الأرثوذكسي.
واستذكر جعجع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، معتبرا أن «تفاهم مار مخايل بين حزب الله والتيار الحر خرب لبنان، وهو تفاهم في الحقيقة لا علاقة له بمار مخايل، له علاقة بالشياطين التي «داسها» مار مخايل».
جعجع وصف مدينة زحلة بـ «عرين الأسود» التي أخرجت الأسد، و«ستستكمل على الباقي، ونسترجع لبنان العزة والكرامة، لبنان مستشفى الشرق، وجامعته لبنان، رفيق الحريري».
إشارة جعجع هذه موجهة إلى الناخبين السنة في هذه الدائرة الذين بلغ عددهم في انتخابات 2018 نحو 15 ألف ناخب من اصل 175 ألفا، يقابلهم 15600 ناخب شيعي صوتوا في الانتخابات السابقة لمرشحي حزب الله.
رئيس «الكتائب» سامي الجميل يرى ان الفريق المعارض في لبنان سينتصر في الانتخابات، داعيا كل المجموعات المعارضة إلى ان تتحلى بالتواضع والتضحية، وفي تصريح لـ «النهار» البيروتية، قال ان الانتخابات ستجري إلا إذا حصل حدث أمني كبير، مشيرا إلى ان لبنان وصل إلى هنا لأنه يحكم وفق عقل ميليشياوي. وقال: ان «الكتائب» في خدمة لبنان وليست في خدمة «الكتائب». وفي قوله هذا رد على انتقادات النائب الكتائبي المستقيل سامر جورج سعادة، الذي استبعد عن ترشيحات الحزب، لصالح تبني ترشيح المستقل مجد بطرس حرب. وأشار الجميل إلى حملات إعلامية يومية ضد حزبه.
الغموض المحيط بالمسار الانتخابي أرخى بظلاله السلبية على مستوى إقبال المرشحين على تسجيل ترشيحاتهم، حيث سجل حتى أمس 21 مرشحا مقابل 161 مرشحا، سجلوا في نفس الفترة الزمنية، في انتخابات 2018.
ويرد الخبير الانتخابي محمد شمس الدين هذا التراجع إلى عدة أسباب، منها التشكيك بإمكانية إجراء الانتخابات، ومنها رفع رسم الترشيح من 8 ملايين ليرة إلى 30 مليون ليرة لبنانية، ومنها امتناع المصارف عن فتح حسابات للمرشحين.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :