تشير كل المعطيات الى ان المشاورات والمفاوضات بين حركة "أمل" و"التيار الوطني الحر" بلغت مراحل متقدمة جدا.أصلا تراجع السجال السياسي والاعلامي الذي كاد يتحول يوميا لحد التوقف كليا، مؤشر واضح اننا قد نكون قريبا مع اعلان تحالف انتخابي بين الطرفين في أكثر من دائرة على غرار ما حصل في العام ٢٠١٨. "أمل" لن تجد حرجا او اشكالية بمصارحة جمهورها بهذا التحالف فهي لم تذهب بعيدا كما "التيار" بالمواجهة والمهاجمة لحد التهشيم وتصوير رئيس الحركة والمجلس النيابي نبيه بري "رأس منظومة الفساد"، اكتفت بالرد على اتهامات رئيس "الوطني الحر" جبران باسيل لانها كانت على ما يبدو تدرك تماما ان المسار الحالي سيؤدي لتلاقيهما وان على مضض بنهاية الطريق وبالتحديد في محطة الانتخابات النيابية..بالمقابل، "التيار" أخطأ في مقاربة الملف. وقبل اشهر معدودة من الانتخابات قرر فتح النار على خصمه اللدود من دون ان يدرك تبعات اضطراره للتحالف معه وبخاصة انعكاس ذلك على قاعدته الشعبية التي تشهد اصلا تضعضعا وحالة من اليأس لم تعرفها من قبل.
مصادر الطرفين لا تنكر ان الحديث متقدم باتجاه التحالف انتخابيا في عدد من الدوائر، وان كانت تؤكد في الوقت عينه ان لا شيء محسوم تماما حتى الساعة. وتشير مصادر "التيار الوطني الحر" الى ان "لا وساطة يتولاها حزب الله في هذا المجال، انما هناك واقع يتوجب التعاطي معه"، موضحة ان "الثنائي الشيعي" جسم انتخابي واحد في نهاية المطاف، والاتفاق مع احد طرفيه يعني تلقائيا مع الآخر وبخاصة في الدوائر حيث للحزبين مرشحين، اما في الدوائر حيث المرشح لحزب الله فقط، فلا مشكلة مع الحركة". واذ تنفي المصادر العونية التوصل لاتفاق او قرار نهائي، تؤكد ان "التواصل والكلام شغّال".
وبخلاف "التيار" الذي كان يبدو مستشرسا بالهجوم على "أمل" قبل نحو شهر، كانت مصادر "أمل" ومنذ ذلك الوقت تتحدث عن كون "التيار"، "خصما لا عدوا".. مصادر الحركة تعيد اليوم التأكيد على مقولتها هذه، معتبرة ان التطورات اليوم (لجهة التوجه للتحالف الانتخابي) تؤكد صوابية موقفها وآدائها في تلك المرحلة، مضيفة:"نحن لسنا بحاجة لوساطة حزب الله للتلاقي مع التيار. اذ ندرك ان هناك مصلحة انتخابية حتمت بسبب قانون الانتخاب الحالي التلاقي في عدد من الدوائر في العام ٢٠١٨ والارجح ان التجربة ستتكرر اليوم".
وتكشف المصادر ان ما بات محسوما ان لا تحالف في جزين والبقاع الغربي لخصوصية المنطقتين، اما في بعبدا ومرجعيون وبعلبك الهرمل وبيروت الثانية، فالنقاشات مستمرة لحسم التحالفات على ان نبدأ كثنائي أمل- حزب الله بالاعلان عن اسماء مرشحينا خلال ١٥ يوما على ان ان تُحسم عندها التحالفات".
وتشير المصادر الى ان "ما يعني "أمل" ان يحافظ الفريق السياسي الذي تنتمي اليه على اكبر كتلة نيابية، وما يفرقنا هنا بالرؤية عن "التيار" ان ما يعنيهم الحفاظ على اكبر تكتل مسيحي".
ولعل ما يوحي ان الطرفين اقتربا من انجاز تسوية ما هو المعلومات عن احتمال اعادة التصويت على طرح نواب الاغتراب ال٦ في الهيئة العامة واستعداد حركة "أمل" للسيناريوهين اي في حال اعتمد النواب ال٦ او ابقينا الوضع الاغترابي على ما هو عليه.
لكن السؤال الكبير الذي يطرح نفسه هو انه اذا كانت "أمل" قادرة على اقناع جمهورها بجدوى التحالف مع "الوطني الحر" لاسباب استراتيجية، فكيف سيقنع العونيون جمهورهم بالتصويت للوائح تضم مرشحي بري الذي انبرت قيادتهم لاقناعهم انه "الفاسد الاكبر الذي يحمي باقي الفاسدين والمنظومة الفاسدة"؟؟ اذا الا يعني خروج باسيل لاعلان التحالف مع بري في عدد من الدوائر وان ربط ذلك بمصلحة انتخابية، انتحار سياسي في مرحلة هي الادق في مسيرة "الوطني الحر".. ام ان الجمهور العوني بات يشبه جمهور "الثنائي" الذي لا يدقق بخيارات قياداته ويلتزم بتكليف شرعي او جمهور "المستقبل" الذي لطالما التزم دون تدقيق بشعار "زي ما هي"!!؟
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :