يتوقّع وفق المعطيات المحلية والخارجية، أن يصار إلى حراك رئاسي لضبط الوضع من جوانبه كافة، ومنع الإنهيار الكلي لمؤسّسات الدولة ومرافقها، وعلى هذه الخلفية جرت إتصالات رئاسية من أجل ربط نزاع رئاسي بداية، وصولاً إلى التهدئة على الخطوط الأخرى، على الرغم من مفاجأة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بالهجوم الذي شنّه رئيس الجمهورية ميشال عون، على كل من رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، إضافة إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الأمر الذي شكّل لميقاتي إحراجاً، على خلفية أنه لا يريد في هذه الشهور القليلة المتبقية لرئيس الجمهورية في قصر بعبدا، أية إشكالات أو تصعيد أو توتر، فكان أن تمنى عبر الحلقة الضيّقة المقرّبة من رئيس الحكومة من جهة، ومن عون من جهة أخرى، العمل على الحدّ من حدوث أي توتّرات في المرحلة الراهنة، وذلك، على الرغم من أن ميقاتي على بيّنة من خلفيات تصعيد رئيس الجمهورية الأخير وأهدافه وأسبابه.
لذلك، ترى أكثر من جهة سياسية فاعلة، بأن المرحلة الراهنة، ستكون حافلة بالسجالات السياسية بين العديد من القوى المحلية، ربطاً بالإنتخابات النيابية المقبلة، وذلك تحت عنوان وحيد هو "الشعبوية وشدّ العصب"، لكن أوساطاً سياسية مطّلعة على بواطن الأمور، أن البعض من الفاعلين يتحرّك داخلياً ودولياً، وثمة زيارات وجولات يقومون بها إلى بعض الدول الأوروبية، ومنهم من ذهب إلى الولايات المتحدة الأميركية مؤخراً، وكل ذلك، على خلفية الإستحقاق الرئاسي الذي انطلق قبيل الإستحقاق النيابي، وتعزو الأوساط هذا الأمر، إلى وجود توجّه نحو تصفية الحسابات بين المكوّنات السياسية المحلية في ما بينها، ولا سيما على خط عين التينة ومعراب وكليمنصو من جهة، وبعبدا من جهة أخرى، مما يؤشّر إلى الوصول إلى نشوء مسار قد يطيح بالإنتخابات النيابية، وهذا وفق الأوساط السياسية نفسها، بدأ يتردّد في الصالونات السياسية عند بعض المرجعيات الرئاسية لجملة ظروف واعتبارات لهذا الطرف وذاك، تجنّباً لخسارة مقاعد نيابية، مما يعني أن حسم هذا الإستحقاق ما زال مبكراً ولن يتم الخوض فيه الآن.
وأضافت الأوساط، متوقعة صدور مواقف من شأنها أن تبلور الصورة السياسية داخلياً خلال الأيام المقبلة، إن على خط إجراء الإنتخابات النيابية أو عدمه، إلى مسائل أخرى سياسية واقتصادية، وتحديداً الموازنة العامة، وحيث يراها البعض أنها بمثابة ذريعة قد تؤدي إلى تأجيل الإنتخابات في حال تم تطيير الموازنة التي لها صلة أساسية بصندوق النقد الدولي، وذلك ليس محصوراً فقط بشقّها الإقتصادي والمالي وخطة التعافي، وإنما بالصِلات السياسية التي تجمع بين لبنان والمجتمع الدولي.
ويبقى وفق هذه القراءة والمعطيات، وكما تستخلص الأوساط ذاتها، أن دخول المرجعيات الرئاسية على خط القصف السياسي والتصعيد، هو بدوره مسألة رئيسية لإعادة خلط الأوراق من جديد، إن على صعيد الإنتخابات النيابية أو الرئاسية، أو في سياق ما يجري من تطورات في الداخل على كافة المستويات. وبناء على ذلك، ثمة معلومات عن مساعٍ تجري بين أكثر من جهة مقرّبة من رئيس الجمهورية ومرجعيات سياسية من أجل ضبط أي تصعيد، وبالتالي، عدم خروج الأمور عن مغاربها في ظل الظروف المفصلية التي يمر بها البلد في هذه المرحلة المصيرية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :