LBC تحمل على "الثنائي الشيعي".. هل ورّطها جاد غصن؟

LBC تحمل على

 

Telegram

 

ليس من قبيل الصدفة أن تتجاهل قناة LBCI، في الإعلان الترويجي لبرنامج "التاريخ الذي لم يُروَ"، السلاح في أيدي أقطاب الحكم كافة في لبنان، وحصره في ممثلي "الثنائي الشيعي"، رئيس مجلس النواب نبيه بري وأمين عام "حزب الله" حسن نصر الله. 

من بين ملايين الصور المدنية لبري ونصر الله، اختار معدو البرنامج صورتين لهما يحملان السلاح، يُعدّان من الصور النادرة لهما بالهيئة العسكرية. 

في المقابل، اختار المعدون صور الزعماء الآخرين بلا أسلحة. تم انتقاؤها من أرشيفهم المدني، ولم يقرب المعدون الأرشيف العسكري الحافل بصور عسكرية لسائر الزعماء، من رئيس الجمهورية ميشال عون الذي كان قائداً للجيش اللبناني، الى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وهو كان ذات يوم مقاتلاً وقائداً عسكرياَ، وكذلك رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط.

والواضح أن القناة في البرنامج الذي يعده جاد غصن، ضربت حق المساواة بين الزعماء بالصورة. انحازت الى طرف بما يتخطى آخر، وضد طرف بما يتجاوز الآخرين. دلالات الإعلان، أن معدّ البرنامج، يحصر الطائفة الشيعية في عسكرتها، وزعيميها في صورة المليشياوية. وهو واقع، إن كان صحيحاً لجزء من الصورة، لكنه غير قابل للتعميم على الصورة كلها. ففي حين ما زال "حزب الله" يمثل الجناح العسكري في الطائفة، والجناح المسلّح لمعارك داخلية وخارجية، لا يمثل بري جناحاً عسكرياً الآن، إذ خلع البزة العسكرية في العام 1990، وارتدى بدلته المدنية، تماماً مثل جنبلاط وجعجع وعون... 

وإذا كان المقصود في الصورة أن لبري مسلحين انخرطوا في نزاعات داخلية بعد حقبة الحرب، فإن حالهم يشبه أحوال آخرين، مثل مناصري "الاشتراكي" و"القوات"، وحتى مقربين من "المستقبل" في أحداث باب التبانة وجبل محسن.. وبالتالي، فإن مجرّد التمييز البصري بالصورة، هو تمييز مقصود، يُراد منه إلصاق يافطة اختزالية بطائفة، وتنميط قيادتها كقوة هي وحدها الخارجة عن القانون.
 
ولم يقتصر ضرب مبدأ المساواة بالصورة، على بري ونصر الله. في مرتبة ثانية، ضرَب البرنامج جنبلاط وجعجع أيضاً، فيما حيّد "التيار الوطني الحر" و"المستقبل"، في تصنيف سياسي هجين. فقد ظهر الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ونجله الرئيس سعد الحريري، بالبدلة الرسمية. كما ظهر رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، بالبدلة الرسمية أيضاً. في مقابل اختيار صورتين لجعجع وجنبلاط خارج هذا التصنيف الرسمي. هل الأمر مصادفة؟ 

لا يبدو الأمر كذلك، بالنظر الى أن أرشيف الصور العائد لجنبلاط وجعجع يزخر بصورهما بالبزة الرسمية. وعلى النقيض، يزخر ألبوم سعد الحريري وجبران باسيل بصور يرتديان فيها ثياباً "كاجوال"، عدا عن صور عون بالبزة العسكرية. فلماذا الايحاء بأن هناك أربعة زعماء يرتقون الى مصاف "رجال الدولة الرسميين" ويمثلونها بالبدلة الرسمية، بينما يُصنف الآخرون خارج هذا الكادر؟ 

ثمة انتقائية سياسية واضحة في هذا التقدير البصري الذي يخدع المشاهد بتصورات مسبقة عن الزعماء وتصنيفاتهم، ليسقط معه مبدأ "كلن يعني كلن"، كما يوحي غصن. فالتمييز هنا، يفترض سؤالاً أساسياً: هل ورّط غصن القناة التي يفترض أنها مقاطِعة للسياسيين، بالانحياز؟ أم أن الطرفين (غصن والقناة) يلتقيان عند التقاطع السياسي مع العهد، تثبيتاً للإفتراض القائل بأن غصن كان مقرباً حتى وقت ليس ببعيد من النائب باسيل، وأن القناة خاضت في الصيف الماضي معركة العهد ضد خصومه ببث تقارير عن فساد القوى السياسية اللبنانية، و"للمصادفة" لم تصل الى المقربين من العهد؟ 

الصورة التي ظهرت بداية بخطأ قواعدي قاتل وجرى تصحيحه، تبرر تلك الأسئلة، وتجعل طرحها ملزماً. فمن يعمل في الاعلام والدعاية، يدرك أهمية الصورة في تشكيل الوعي، وليس جاد غصن بعيداً من هذه الحرفة.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram