افتتاحية صحيفة البناء:
الوفد اللبنانيّ في الناقورة يجسّد الالتزام بالثوابت الوطنيّة ويؤكد الإطار التقنيّ للتفاوض تحفظات أمل وحزب الله تقوّي موقع الوفد التفاوضيّ وتكسر حدّة الضغوط تأجيل الاستشارات النيابيّة: الحريري يلوّح بسحب ترشيحه... وباسيل لن نغيّر
بعد أن تخطّى لبنان مطبات أميركية "إسرائيلية" في المفاوضات غير المباشرة التي انطلقت أمس، في الناقورة برعاية أمميّة ووساطة أميركيّة لترسيم الحدود، فجسّد الوفد التفاوضيّ ورئيسه العميد الركن بسام ياسين الثوابت الوطنية والتمسك بالطابع التقني للتفاوض، سواء عبر الكلمة التي ألقاها باللغة العربية، أو عبر رفض الصورة التذكارية، وتحول البيان الصادر عن ثنائي حركة أمل وحزب الله حول تركيبة الوفد التفاوضي وتضمينه مدنيين إلى مصدر قوة للوفد، لجهة المزيد من الحذر من تمرير أي إيحاءات تتيح لوفد العدو الاستثمار على منح التفاوض بعداً سياسياً، أو تحقيق مكاسب إعلامية وسياسية من خلاله، ولجهة إفهام الوسيط الاميركي بأن المزيد من الضغط للخروج عن اتفاق الإطار سيفقد المفاوضات التغطية الوطنية اللازمة لنجاحها، خصوصاً أن الأميركي ومن خلفه "الإسرائيلي" لم يأتيا إلى التفاوض إلا لحاجتهما إليه بعدما تعذّر تحييد وتقييد سلاح المقاومة لوضع اليد على ثروات الغاز من دون تفاوض، ولأن سلاح المقاومة كمصدر تهديد لأي استثمار للثروات اللبنانية لم يعد ممكناً تحييده لضمان هذا الاستثمار إلا بتفاوض يرضى به لبنان، ويثبت للمقاومة أن الرضى الرسمي اللبناني لم يأتِ تحت الضغط ولم يفرّط بأي من الحقوق، ولم يخرج عن الإطار التقني بعيداً عن كل إيحاءات التطبيع، تطبيقاً لما ورد في اتفاق الإطار.
ربط النزاع حول ملف التفاوض، وتجاوز مطبات تأثيره السلبي على التفاوض ومساره وقوة الموقف التفاوضي للوفد اللبناني، لم يتحقق مثله في الملف الحكومي، حيث تحوّل النزاع السياسي حول الاستشارات النيابية لتسمية رئيس مكلف بتشكيل الحكومة الجديدة إلى عنوان أزمة لم تظهر تداعياتها حتى منتصف ليل أمس، بعدما بدا من ساعات بعد الظهر أن الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري قد بات الاسم المحسوم للتسمية في استشارات اليوم إذا تمّت، مع الاجتماعات المتواصلة بينه وبين ثنائي المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، وتوصلها لرسم صورة لعناوين تفاهم بخطوطه العريضة حول الحكومة الجديدة، بمنح الكتل النيابية المشاركة في الحكومة الحق بترشيح اختصاصيين للحكومة يمثلونها مقابل حق رئيس الحكومة بطلب تعديل التسميات وفقاً للمعايير التي يضعها لطبيعة الحكومة.
بالإضافة للموقع المحوري لتفاهم الحريري مع الخليلين، ذلّل الحريري عقدة التفاهم مع النائب السابق وليد جنبلاط، وتشكلت لدى الحريري صورة تسميته من قبل قرابة السبعين نائباً بغياب كل من نواب التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وقالت مصادر متابعة لمسار التكليف إنه لا يمانع بهذه النتيجة ليتولى مهمة تشكيل الحكومة، وسط تساؤلات في قصر بعبدا عن البعد المسيحي لميثاقية تسمية يغيب عنها التكتلان الكبيران في التمثيل المسيحي نيابياً، رغم وجود عدد من النواب المسيحيين سيشاركون في التسمية يفوقون عدد النواب السنة الذين قاموا بتسمية الرئيس حسان دياب، وبالحصيلة فاجأ رئيس الجمهورية الجميع بقرار تأجيل الاستشارات النيابية لأسبوع، حتى الخميس المقبل، وما أثاره التأجيل من ردة فعل لدى الرئيس الحريري لجهة التلويح بسحب ترشيحه، وهو ما بقي موضوع مشاورات واتصالات حتى ساعة متأخرة فجراً، وربط مصادر الحريري للتأجيل بالضغط على الحريري للتواصل مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في ظل العلاقة المتوترة مع القوات اللبنانية، وردّ باسيل بأن موقفه لن يتغيّر رغم التأجيل لجهة رفض تسمية الحريري ليزيد الصورة سلبية، والتساؤل عن مبرر التأجيل.
تأجيل الاستشارات
وفيما سارت الأمور بشكل طبيعي في ملف ترسيم الحدود البحرية مع انعقاد أولى جلسات التفاوض بين لبنان والعدو الإسرائيلي في الناقورة، لم يكن الملف الحكومي على الموجة نفسها بعد تعثر المشاورات المكثفة التي استمرت طيلة يوم أمس، لتكليف رئيس لتشكيل الحكومة، ما دفع برئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى إرجاء الاستشارات إلى الخميس المقبل.
وأعلن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية في بيان مساء أمس، أن رئيس الجمهورية قرر تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة التي كانت مقررة اليوم أسبوعاً، وذلك بناء على طلب بعض الكتل النيابية لبروز صعوبات تستوجب العمل على حلها.
وسبقت تأجيل الاستشارات مروحة لقاءات واتصالات على كافة الخطوط السياسية دخل على خطها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عبر مستشاره السياسي، وذلك في محاولة للتوصّل إلى تفاهم حول تكليف المرشّح الوحيد حتى الآن الرئيس سعد الحريري.
التأليف قبل التكليف
لكن المفاوضات لم تنضج بعد بحسب ما قالت مصادر نيابية مطلعة على الملف الحكومي لـ"البناء"، وذلك بعد مواقف كتل نيابية عدة تحفظت على مسار التفاوض وتكليف الحريري من دون تفاهم مسبق وخريطة طريق واضحة حول المرحلة المقبلة، لا سيما بعد موقف تكتل لبنان القويّ والقوات اللبنانية بعدم تسمية الحريري ما أعاد مسألة الميثاقية المسيحية الى الواجهة، ما اقتضى بحسب المصادر مزيداً من المشاورات لا سيما بين الحريري والتيار الوطني الحر.
وإذ حسمت بعض الكتل موقفها بتسمية الحريري كـ"التكتل الوطني" و"اللقاء الديمقراطي" و"الوسط المستقل" الى جانب كتلة المستقبل لم تحسم كتلتا "الوفاء للمقاومة" و"التنمية والتحرير" موقفهما حيث أشارت مصادر الكتلتين لـ"البناء" الى أنّهما يدعمان الحريري مع الاتفاق على معالم مرحلة التأليف والبرنامج الاقتصادي والسياسة الخارجية للدولة في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة ومستجدات مفاوضات ترسيم الحدود البحرية ما يستوجب حكومة بمشاركة سياسية من الاحزاب والكتل النيابية، لأنّ الاتفاق المسبق على التأليف يسهّل ولادة الحكومة لكسب الوقت وللحؤول دون عرقلة التأليف، وبالتالي اعتذار الرئيس المكلف. وجددت المصادر تأكيد أنّ الكتل النيابية ستسمي ممثليها في الحكومة من الاختصاصيين وغير الحزبيين بالتشاور مع الرئيس المكلّف.
وأشارت مصادر عين التينة الى أن رئيس مجلس النواب نبيه برّي ضدّ تأجيل الاستشارات النيابية ولو ليوم واحد.
اتصال الحريري بجنبلاط
أما على صعيد كليمنصو - بيت الوسط فشهدت انفراجاً بعدما أجرى الحريري اتصالاً برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ناقشا خلاله المستجدات الراهنة وعرضا في أجواء من الصراحة والوضوح عدداً من النقاط الأساسية المتعلقة بالاستحقاق الحكومي. وقد وضع جنبلاط كتلة اللقاء الديمقراطي في اجتماعها مساء أمس، بأجواء اتصال الحريري وفي أجواء الاتصالات المتواصلة بينه وبين مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشؤون شمال أفريقيا والشرق الأوسط، باتريك دوريل، بهدف إنجاح المبادرة الفرنسية وتنفيذ الإصلاحات التي تضمنتها والهادفة إلى معالجة الوضع الاقتصادي في لبنان. وعُلم أن كتلة "اللقاء الديمقراطي" ستسمّي الحريري في الاستشارات النيابية الملزمة".
القوات
أما القوات اللبنانية فقرّر رئيسها سمير جعجع عدم تسمية الحريري. وأعلن بعد اجتماعه بوفد المستقبل بأنّ "المواصفات لتشكيل حكومة إنقاذ فعليّة غير موجودة في أيّ شخصيّة".
لبنان القويّ
فيما أشارت مصادر تكتل لبنان القوي لـ"البناء" إلى أن التكتل قرّر عدم تسمية الحريري بعد اجتماعه الموسّع أمس، برئاسة رئيس التيار النائب جبران باسيل.
وكان وفد كتلة المستقبل واصل جولته على الكتل النيابية. والتقى الوفد برئاسة النائب بهية الحريري في ميرنا الشالوحي امين سر تكتل لبنان القوي النائب ابراهيم كنعان بحضور النائبين جورج عطا الله وسيزار ابي خليل والوزير السابق منصور بطيش، في غياب النائب باسيل.
وأكد كنعان بعد اللقاء أن الحوار والتواصل بمعزل عن العلاقات السياسية أساسيان خصوصاً في المرحلة الاستثنائية الراهنة، قائلاً: اذا خسرنا الوطن فلا تفيدنا السلطة والمطلوب الالتقاء على إنقاذ الوطن. من جهتها، لفتت الحريري الى "أننا لمسنا في نقاشنا ان الوطني الحر يطمح الى أبعد من ورقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهناك فرصة، وهذه الفرصة ضمن التفاهم الوطني على برنامج يفترض ان يؤدي الى الخروج من الأزمة".
ولفتت مصادر اللقاء الى أنه لم يتطرق الى الشأن الحكومي، والتيار أبلغ المستقبل ان ما يطلبه على مستوى الإصلاحات هو أبعد من الورقة الاقتصادية الفرنسية. كذلك أشارت المصادر الى أن "بهية الحريري قالت إن موضوع التكليف هو خارج الزيارة ونبحث عن الورقة الاقتصادية الفرنسية".
وأوضحت مصادر الاجتماع أنه "كان هناك كلام ان لا استثناءات على المستوى في اي قطاع في الدولة، كما هو وارد في الورقة الاصلاحية الفرنسية، وأن كل المؤتمرات التي عقدت لمساعدة لبنان والتي تتضمن اصلاحات لم تأخذ طريقها الى التنفيذ". وبحسب المصادر نفسها، فإن التيار الوطني الحر أكد انه كان دائماً مبادراً ومتعاوناً، مشدداً على أن المطلوب اليوم خريطة مستقبلية إنقاذيّة للوطن لا سيما في الملفات الاقتصادية والمالية والنقدية والاجتماعية. وهذا يغلب على أي شيء آخر".
الوفاء للمقاومة
كما التقى الوفد كتلة الوفاء للمقاومة في حارة حريك وبعد اللقاء قالت الحريري: "اللقاء كان جيّداً والحزب أكّد الموافقة الكاملة على 90 في المئة مما جاء بلقاء قصر الصنوبر والمبادرة الفرنسية". واضافت " الأهم اليوم هو الاتفاق على البرنامج الحكومي وليس تشكيل الحكومة لأننا يمكننا أن نشكّل حكومة اليوم ولكن من دون برنامج إصلاحي ما النفع؟".
وفد المستقبل في منزل كرامي
وكانت لافتة زيارة وفد المستقبل منزل النائب فيصل كرامي، حيث اجتمع بنواب اللقاء التشاوري للسنة المستقلين، وذلك بعدما رفض الحريري استقبال اللقاء التشاوري لمدة طويلة!
وعرض الوفد بحسب ما علمت "البناء" رؤيته لعملية الإنقاذ التي تحملها مبادرة الحريري؛ وفيما استوضح اللقاء التشاوري من الوفد مقاربته للسياسة الاقتصادية والمالية، لم يسمع أي أجوبة مقنعة؛ فربط اللقاء التشاوري تصويته للحريري بأجوبة جدية على الأسئلة والاستيضاحات والشروط التي وضعها. وأكد عضو اللقاء النائب وليد سكرية لـ "البناء" أنّ اللقاء لم يعِد وفد المستقبل بالتصويت للحريري بل "وضعنا شروطنا وإذا تحققت نبني على الشيء مقتضاه بعد التشاور مع الحلفاء".
أرسلان
وغرّد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان على "تويتر": "ليس لدينا علم بأن المبادرة الفرنسية صنفت الرئيس الحريري في صفوف الاختصاصيين… كفى استهتاراً بعقول الناس ولا أحد أكبر من لبنان واللبنانيين مهما بلغت ثروته المالية الشخصيّة… كفانا تجارب.. واللي جرّب المجرّب كان عقله مخرّب".
الجسر: لا فيتو سعوديّ على الحريريّ
في المقابل لفت النائب سمير الجسر الى أن لا فيتو سعودياً على الحريري، موضحاً أن الميثاقية هي اختراع أدّى الى تعسير معظم الامور بدلاً من تيسيرها، وهناك إمعان باستخدام الميثاقية. وهذا الامر يؤدي الى تعطيل البلد". فيما نفى المكتب الإعلامي للحريري حصول لقاء بين رئيس المستقبل ومعاون الأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل.
صندوق النقد
وكان لافتاً تزامن موقف صندوق النقد الدولي مع المشاورات الحكومية، إذ أعلنت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا أن الصندوق على أتمّ استعداد لمساعدة لبنان، لكنه بحاجة إلى شريك في الحكومة اللبنانيّة. وشدّدت جورجيفا في حديث لشبكة "CNN" على أن "الصندوق راغب للغاية للعمل مع لبنان لحل مشاكله المالية وإعادة هيكلة ديونه… لكن رقصة التانغو تحتاج إلى شخصين. نحن مستعدون ومستعدون جداً للمساعدة، لكننا بحاجة إلى شريك". ورأت أن "الانقسام المستمرّ في لبنان يعيق البلاد ويمنع التقدّم في خطة اقتصادية جديدة ويجر لبنان إلى الأسفل".
مفاوضات الترسيم
في موازاة التعقيد السياسي في الملف الحكومي، شهدت الناقورة الجولة الأولى من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الاسرائيلي في اجتماع وُصف بالبروتوكولي الاستكشافي، برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية للبحث في ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، أكدها حضور مساعد وزير الخارجية الأميركية دايفيد شنكر في الناقورة. وفي حين حُدّد 26 الحالي موعداً للجولة الثانية، ركّزت المفاوضات وفق المعلومات على العناوين التي وردت في بيان بعبدا حول الترسيم البحري وفق خط بوليه - كومنب والدراسة التي أعدتها قيادة الجيش.
وألقى رئيس الوفد اللبناني للتفاوض العميد الركن بسام ياسين كلمة أوضح فيها "ان لقاءنا اليوم سيُطلق صفّارة قطار التفاوض التقني غير المباشر، ويُشكّل خطوة أولى في مسيرة الألف ميل حول ترسيم الحدود الجنوبية، وانطلاقاً من مصلحة وطننا العليا نتطلع لأن تسير عجلة التفاوض بوتيرة تمكننا من إنجاز هذا الملف ضمن مهلة زمنية معقولة". أكد "أننا هنا اليوم لنناقش ونفاوض حول ترسيم حدودنا البحرية على أساس القانون الدولي، واتفاقية الهدنة عام 1949 الموثقة لدى دوائر الأمم المتحدة، واتفاقية بوليه/ نيوكومب عام 1923 وتحديداً بشأن ما نصّت عليه هذه الاتفاقية حول الخط الذي ينطلق من نقطة رأس الناقورة براً. وأضاف: "نتطلع لقيام الأطراف الأخرى بما يتوجب عليها من التزامات مبنية على تحقيق متطلبات القانون الدولي والحفاظ على سرية المداولات، وإن تثبيت محاضر ومناقشات اجتماعات التفاوض التقني غير المباشر، كذلك الصيغة النهائية للترسيم يتمّ بعد تصديق السلطات السياسية اللبنانية المختصة عليها".
وجرت مفاوضات الترسيم في خيمة أنشئت خصيصاً لهذا الاجتماع مقابل القيادة الرئيسية لقوات الطوارئ الدولية في الناقورة، وتحديداً في القاعة التابعة للكتيبة الإيطالية التي تشهد اجتماعات اللجنة الثلاثية برعاية الأمم المتحدة.
ومن حيث الشكل جلس الوفد اللبناني مقابل وفد العدو الإسرائيلي واعتمدت اللغة الانكليزية في الاجتماع وتحدّث الوفد اللبناني بالعربية مع ترجمة فورية للغة الانكليزية. وأثارت الصورة التذكارية بلبلة في جلسة التفاوض، حيث أصرّ الجانبان الأميركي والاسرائيلي على ضرورتها في حين رفض الجانب اللبناني، قبل ان يتم حسم الجدل بشأنها واتّخاذها من دون الوفد اللبناني، كما أشارت المعلومات.
ونقلت رويترز عن العدو الإسرائيلي إنه ستواصل المحادثات الحدودية مع لبنان "لإعطاء فرصة للعمليّة".
وكان لافتاً الاهتمام الأميركي بالمفاوضات عبر سلسلة تصاريح للمسؤولين الاميركيين، كان ابرزهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي عبر عن ترحيبه "بالمحادثات بين لبنان وإسرائيل بهدف ترسيم الحدود البحرية بينهما ونحن ملتزمون بإنجاحها".
وكان رئيس الوفد اللبناني زار رئيس الجمهورية وأطلعه على وقائع الاجتماع الأول من المفاوضات غير المباشرة، وتم عرض المواقف التي صدرت من الاطراف المشاركين في الاجتماع على أن يعقد الاجتماع الثاني في الناقورة يوم الاثنين 26 تشرين الاول الحالي.
وأوضح النائب العميد وليد سكرية لـ"البناء" الى أن "الوفد اللبناني يجب أن يتمسك بالثوابت الوطنية اللبنانية التي حدّدها رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وأهمها التأكيد على أن المفاوضات تقنية وليست سياسية، والاتفاق اولاً على نقاط اساسية بترسيم الحدود: أين رأس الناقورة، اذا حدد الوفد رأس الناقورة شمالاً، لبنان يخسر مساحة من مياهه، أما اذا تم تصحيح مكان رأس الناقورة وانطلق الوفد منه، بالتالي لبنان يكسب مساحة جنوباً"، موضحاً أنه "يجب تحديد صيغة الحل وفق قانون البحار حينها يكون الوفد الاسرائيلي مجبراً على إحضار فنيّين ولن يتكلم بعدها سياسياً".
وأكد سكرية أن لبنان ليس ذاهباً للتطبيع كما يُشاع، لكن صورة الوفد التي يريدها الأميركي هي بأن هناك ترسيم حدود بحرية بين لبنان وإسرائيل وبرعاية اميركا لاستثمارها انتخابياً من قبل الادارة الاميركية، والاسرائيلي يريد ان يقول إنه يفاوض لبنان في إطار سياسيّ لأن وفده سياسي"، لافتاً إلى أن "الإسرائيلي يعلم ان لبنان لن يوقع أي تطبيع مع العدو الإسرائيلي لكننا نصل الى ترسيم حدود مع مراعاة المصالح اللبنانية لترسيم الحدود، والإسرائيلي يريد هذا الترسيم كي يتمكّن من استثمار الحقول".
*******************************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
تأجيل الاستشارات النيابية: الحريري على خطى مصطفى أديب؟
أُرجِئت الإستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المُكلّف تشكيل الحكومة لأسبوع كامِل، بعدما كانَ من المُقرر إجراؤها اليوم، وسطَ حظوظ بدَت شبه محسومة لصالح سعد الحريري. وجاءت "الأسباب الموجبة" للتأجيل إلى الخميس المُقبل، في بيان مقتضب صدر عن القصر الجمهوري مساء أمس قال انه حصل "بناء على طلب بعض الكتل النيابية ولبروز صعوبات تستوجب العمل على حلها". وبحسب المعلومات، فإن التأجيل أتى بسبب إصرار الحريري على الفوز بورقة تكليفه رئيساً للحكومة، وعدم تقديم أي ضمانات للكتل التي تريد تسميته، مكرراً في ذلك تجربة السفير مصطفى أديب.
وفيما أشيع امس ان فرصة الأسبوع التي وفّرها التأجيل سببها تصميم النائب جبران باسيل على أن يسبق التكليف لقاء أو اتصال بينه وبين الحريري للتفاوض حول تشكيل الحكومة، أكّد باسيل أن التأجيل لن يغيّر موقف تكتله، ما يعني التمسك برفض تسمية الحريري.
وبدا عشية الإستشارات أن معظم الكتل النيابية، باستثناء حزب "القوات" و"التيار الوطني الحر"، أبدَت ميلاً لتسمية الحريري الذي كفلَ في جيبه معاودة تكليفه بما لا يقلّ عن ستين صوتاً نيابياً. فإلى جانب كتلة "المستقبل"، أعلن رئيس حزب "المردة" سليمان فرنجية تأييد الحريري، كما كانت أصوات حركة أمل والطاشناق وكتلة "الوسط المستقل" ستصبّ لصالحه، وسطَ معلومات تحدّثت عن اتجاه "اللقاء التشاوري" الى تسميته أيضاً، فيما بقي موقف حزب الله غير معلن.
ولم يُخفِ رئيس مجلس النواب، نبيه برّي، استياءه من التأجيل، إذ نقلت عنه قناة "ان بي ان" بأنه "ضد التأجيل ولو ليوم واحد". فيما لفتت مصادر في فريق 8 آذار الى أن حزب الله لا يمانع التاجيل، وربما يطلبه، لجهة عدم رضاه عن اداء الحريري الذي يكرر التجربة نفسها التي خاضها بالسفير مصطفى أديب، إذ لا يزال يرفض تقديم أي وعود او ضمانات بشأن تأليف الحكومة، مستنداً إلى زخم دولي، وخاصة فرنسي يدعمه. وتبيّن ان الوفد النيابي الذي أرسله الحريري للقاء الكتل النيابية، برئاسة عمته النائبة بهية الحريري، لم يخض جدياً في أي مشاورات، بل اكتفى بسؤال الكتل التي يلتقيها عما إذا كانت لا تزال تؤيد المبادرة الفرنسية.
وقبيل صدور بيان إرجاء الإستشارات سُجّلت إتصالات مكثفة، قامَ بجزء منها بحسب المعلومات الرئيس بري لتأكيد إجراء الإستشارات، فيما أعلنت مفوضية الإعلام في الحزب الإشتراكي، في بيان، أن رئيس الحزب وليد جنبلاط تلقى اتصالاً من الحريري. وبحسب المعلومات كانَ "اتصالاً إيجابياً" أفضى الى قرار جنبلاط بتعديل موقفه نحو تسمية الحريري. كما تلقى جنبلاط، بحسب البيان، اتصالاً من "مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باتريك دوريل، بهدف إنجاح المبادرة الفرنسية وتنفيذ الإصلاحات التي تضمنتها".
من جهة أخرى، واصلت كتلة "المستقبل" برئاسة النائبة بهية الحريري جولتها على الكتل النيابية، وزارت مقر تكتل "لبنان القوي"، حيث التقت أمين سر التكتل النائب إبراهيم كنعان، فيما تغيّب باسيل عن اللقاء. ثم زار الوفد "اللقاء التشاوري"، كما التقى وفداً من كتلة "الوفاء للمقاومة". أما تكتل "الجمهورية القوية" فعقد اجتماعاً مطولاً تحدث بعده رئيس حزب "القوات" سمير جعجع، معلناً: "إننا لن نسمي لا الحريري ولا سواه، في استشارات الغد، لأن المواصفات لتشكيل حكومة إنقاذ فعلية غير موجودة في أي شخصية".
من جهة أخرى، التقى البطريرك الماروني بشارة الراعي مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر ترافقه السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا. وخلال اللقاء، عبّر شينكر عن "اهتمام خاص بطرح البطريرك الراعي حول حياد لبنان الناشط" واستمع منه إلى عرض مفصّل حوله. كما تطرّق إلى موضوع الحكومة الجديدة، مشدّداً على أنّ "ما يهمّ الولايات المتحدة هو تشكيل حكومة فاعلة شفّافة، تقدّم الخدمات الأساسية للشعب اللبناني، بغضّ النظر عن اسم رئيسها".
**********************************************************
افتتاحية صحيفة النهار
عون يطيّر الاستشارات بعد توافر أكثرية للحريري ! مفاوضات الترسيم تنطلق من الناقورة دون اشكالات
على أهمية الانطلاقة “التاريخية” للمفاوضات اللبنانية الإسرائيلية غير المباشرة حول ترسيم الحدود البحرية امس في الناقورة برعاية الأمم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة كحدث استراتيجي، خطفت تطورات الاستعدادات والتحركات واللقاءات السياسية والنيابية المحمومة عشية الموعد الذي كان مقررا لاجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس مكلف تشكيل الحكومة اليوم الأنظار والأضواء والاهتمامات خصوصا مع تطور الوضع مساء بـ “انقلاب” عوني بعدما مال الوضع كليا لمصلحة تكليف الرئيس سعد الحريري. ذلك ان المفاجأة المباغتة التي قلبت مجمل المشهد ليلا تمثلت في انقلاب رئيس الجمهورية ميشال عون على أكثرية واضحة توافرت لمصلحة تكليف الحريري اليوم وذلك في ما بدا استجابة لموقف “تكتل لبنان القوي” برئاسة النائب جبران باسيل الذي كان قرر عدم تسمية الحريري والعودة الى بدعة غير دستورية هي تفويض رئيس الجمهورية اتخاذ القرار المناسب. واكتسب تطيير الاستشارات اليوم دلالات بالغة السلبية سيتحمل تبعتها رئيس الجمهورية وتكتله و باسيل شخصيا نظرا الى التداعيات الخطيرة التي ستتراكم في ظل استفحال ازمة التكليف التي ستتخذ وجها آخر ابتداء من اليوم. ولوحظ ان بيان ارجاء الاستشارات الذي صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية افتقر الى السبب المنطقي لتبرير هذا القرار اذ افاد البيان ان رئيس الجمهورية قرر تأجيل الاستشارات أسبوعا الى الخميس المقبل 22 تشرين الأول “بناء على طلب بعض الكتل النيابية لبروز صعوبات تستوجب العمل على حلها”.ولم يكن ادل على افتقار الخطوة الى أي مبرر من مسارعة مصادر رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الإعلان ان بري هو ضد تأجيل الاستشارات النيابية ولو ليوم واحد. وبدا الانقلاب على الاستشارات اقرب الى الانقلاب على الفرصة الأخيرة المتاحة لإنقاذ البلاد وسط استفحال ازماتها وانهياراتها ولا سيما ان ازمة الانتشار الوبائي بلغت حدودا مخيفة لجهة انكشاف واقع المستشفيات التي تعجز عن استقبال المرضى او تتأخر في إيجاد أسرة لهم الامر الذي ترجم امس في تسجيل رقم صادم في عدد الوفيات بلغ 20 حالة . واذا كانت النيات انكشفت على الغارب فان الأسبوع المستقطع لإرجاء الاستشارات يبدو بمثابة فسحة للانقلابين لكي يحاولوا ابتزاز الحريري في محاصصة وزارية وسياسية وإملاء شروطهم عليه او دفعه الى الانسحاب وطي مبادرته .
جاء ذلك بعدما برز تطور رجح كفة تكليف الحريري وابرز الاتجاه الغالب نحو تكليفه اليوم وتمثل في عودة سريان التواصل المباشر بين الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من خلال اتصال اجراه الحريري بجنبلاط وبدد العاصفة التي هبت بينهما قبل أيام. غير ان الأهم هو ان جنبلاط قرر تسمية الحريري في ما بدا اضطلاعاً بدوره المعهود كبوصلة للاتجاهات المفصلية الامر الذي ترجم أيضا قوة الدفع الفرنسي لانجاح المساعي لتشكيل الحكومة الجديدة علما ان جنبلاط وضع كتلة اللقاء الديموقراطي مساء في أجواء اتصال الحريري به كما في أجواء الاتصالات المتواصلة بينه وبين مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون شمال افريقيا والشرق الأوسط باتريك دوريل بهدف إنجاح المبادرة الفرنسية وتنفيذ الإصلاحات التي تضمنتها. واذا كان هذا التطور دفع الوضع قدما نحو عدم ارجاء موعد الاستشارات كما كان يخشى في حال عدم اتضاح الاتجاهات النيابية بشكل واضح، فان رجحان كفة تكليف الحريري كان بدأ يتضح عقب انتهاء جولة وفد كتلة “المستقبل” على القيادات السياسية والكتل النيابية ولو ان ثغرة كبيرة شابت حصيلة الجولة وبرزت من خلال الموقفين السلبيين لـ”القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” من تسمية الحريري بما قد يؤدي الى عقبة ميثاقية باعتبار ان كتلتي الحزبين تشكلان الجزء الأكبر من التمثيل النيابي المسيحي ولو توافر عدد من النواب المسيحيين خارج الكتلتين لمصلحة تكليف الحريري. لكن البوانتاج شبه النهائي لحصيلة المواقف التي قررتها الكتل أظهر ان الحريري كان سيكلف اليوم باصوات يفترض ان تتجاوز 65 صوتا لكل من كتل “المستقبل ” و”التنمية والتحرير” و”اللقاء الديموقراطي ” و”التكتل الوطني” و”كتلة الوسط المستقل”مع ترجيح تسميته أيضا من كتلة النواب الأرمن فضلا عن نواب مستقلين. وأفادت المعلومات ان “كتلة الوفاء للمقاومة” قررت انه في حال كانت الأصوات التي سيحصل عليها الحريري كافية عندها لن يسمي أحدا وفي حال العكس ستسمي الحريري.
وبازاء ذلك قرر “تكتل لبنان القوي”عدم تسمية الحريري في الاستشارات وترك الامر في عهدة رئيس الجمهورية بما اعتبر تسهيلا ضمنيا لمهمة رئيس الجمهورية وعدم التراجع عن عدم تسمية الحريري علما ان مسألة تفويض أصوات النواب لرئيس الجمهورية ليست دستورية وسبق ان اثارت مشكلة كبيرة في عهد الرئيس أميل لحود. وعلمت “النهار” ليلا ان عون اتصل بالحريري وبرر له قرار ارجاء الاستشارات بسبب عامل الميثاقية. ولكن هذه الذريعة بدت ضعيفة جدا نظرا الى ان حكومة حسان دياب كانت تألفت من دون توافر العامل الميثاقي في غياب التغطية السنية كما ان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تم فيها تخطي هذا العامل وتأمن النصاب في المرتين.
اما موقف “القوات اللبنانية” فبدا قاطعا في رفضه تسمية الحريري واي مرشح آخر هذه المرة. واعلن رئيس حزب “القوات” سمير جعجع بعد اجتماع “كتلة الجمهورية القوية” “اننا لن نسمي لا الرئيس الحريري ولا سواه لان المواصفات لتشكيل حكومة انقاذ فعلية غير موجودة في أي شخصية ”
الجولة الأولى
وكان الحدث التفاوضي أرخى ظلاله امس قبل احتدام حمى الاتصالات السياسية الداخلية اذ انطلقت المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية غير المباشرة في الناقورة بحضور ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش على رأس الوفد الاممي ومساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر على رأس الوفد الأميركي ورأس الوفد اللبناني العميد الركن الطيار بسام ياسين فيما رأس الوفد الإسرائيلي المدير العام لوزارة الطاقة اودي اديري . وعقدت الجولة الأولى تحت خيمة في مكان مواجه لمقر قيادة اليونيفيل ولم تستغرق سوى ساعة اذ وصف اللقاء بانه بروتوكولي واستكشافي. والقى رؤساء الوفود كلمات قصيرة ورفض الوفد اللبناني التقاط صورة لجميع الوفود فاخذت صورة للوفود الثلاثة من دون الوفد اللبناني. وحصر رئيس الوفد اللبناني توجهه بالكلام الى كوبيتش وشينكر معتبرا ان “لقاءنا اليوم يطلق صفارة قطار التفاوض التقني غير المباشر ويشكل خطوة أولى نحو مسيرة الألف ميل ” وقال انه انطلاقا من مصلحة وطننا نتطلع الى ان تسير عجلة التفاوض بوتيرة تمكننا من انجاز هذا الملف ضمن مهلة زمنية معقولة “.
واتفق على عقد الجولة الثانية التي ستبدأ فيها المفاوضات الفعلية في 26 تشرين الأول الحالي . ولوحظ ان بيانا مشتركا صدر عن حكومة الولايات المتحدة ومكتب منسق الأمم المتحدة الخاص بلبنان يان كوبيتش أكدا فيه ان ممثلي الأطراف الأربعة “اجروا محادثات مثمرة وأعادوا تأكيد التزامهم مواصلة المفاوضات في وقت لاحق من هذا الشهر”. كما ان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تناول لاحقا هذه المفاوضات فأكد “اننا نؤيد المحادثات التي انطلقت بين إسرائيل ولبنان لترسيم الحدود ونحن ملتزمون بإنجاحها”. اما إسرائيل فأعلنت انها ستواصل التفاوض مع لبنان بخصوص الحدود البحرية بينهما . وقال وزير الطاقة يوفال شتاينتز في بيان انه وافق على ان يمضي الوفد الإسرائيلي قدما في المحادثات “لإعطاء العملية فرصة “.
*********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
الطاولة “المربّعة”: جلسة أولى تعارفية والترسيم “شرحاً يطول”
التكليف: تأجيل “ببصمة” باسيل!
على طريق “جهنم” يقود العهد القوي اللبنانيين بقوة دفع حارقة لن تبقي أخضر ولا يابساً على بساط الجمهورية. بلاد أضحت تسير بغير هدى، لا مال ولا ماء ولا كهرباء ولا دواء وحبل السلع المقطوعة على الجرار. ذهنية “شمشونية” هدّامة تحكم الناس وتتحكم بمصائرهم، وها هي أعمدة الهيكل آخذة بالتداعي فوق رؤوس الجميع من دون بصيص أمل بوقف الانهيار. كوابيس يقظة يعايشها اللبنانيون على مدار الساعة، اجتماعياً واقتصادياً وحياتياً، وضمير السلطة غائب مستغرق في غيبوبته ولا رجاء باستفاقته في المدى المنظور. هذا ما دلّت عليه “التجارب السريرية” الفرنسية التي أثبتت فقدان الإدراك والأهلية والحسّ بالمسؤولية لدى الطبقة الحاكمة لحظة إجهاضها مبادرة الرئيس إيمانويل ماكرون رغم ما تشكله من خشبة خلاص أخيرة للبنانيين… من محاصرة “الثنائي الشيعي” الرئيس المكلف الاختصاصي مصطفى أديب وتهشيله من البلاد، إلى إرجاء قصر بعبدا الاستشارات النيابية الملزمة دون مبرر ومسوغ دستوري سوى كونه تأجيلاً أتى مدموغاً “ببصمة” رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل لاعتبارات شخصية وغايات تحاصصية في القالب الحكومي.
فبينما كل الأنظار كانت متجهة إلى الاستشارات الملزمة اليوم في القصر الجمهوري، وحددت مختلف الكتل النيابية موقفها منها تكليفاً وتأليفاً، عادت الأنظار ليلاً على أعقابها مع إعلان تأجيل موعد الاستشارات أسبوعاً إضافياً، لتتوالى التعليقات والتحليلات الدالة بالإصبع على باسيل باعتباره من يقف خلف قرار بعبدا “لتصفية حسابات عالقة مع سعد الحريري” حسبما نقلت مصادر مواكبة لـ”نداء الوطن”، موضحةً أنّ رئيس “التيار الوطني” على ما يبدو “استشعر أنّ تكليف الحريري أصبح أمراً واقعاً بأكثرية مضمونة، واستفزه إعلان نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي عن “22 صوتاً مسيحياً” مؤيداً لهذا التكليف، فضغط باتجاه إرجاء الاستشارات بالتشاور مع رئيس الجمهورية، الذي لم يرُق له كذلك أنّ الحريري لم يستجب دعوته إلى عقد لقاء مع باسيل قبل التكليف للاتفاق معه على التأليف، واكتفى بإرسال وفد “المستقبل” إلى ميرنا الشالوحي، فبادر إلى اتخاذ قرار التأجيل في محاولة للدفع باتجاه عقد مثل هذا اللقاء قبل الخميس المقبل”.
وبينما لم يُخف رئيس مجلس النواب نبيه بري استياءه علناً من قرار عون مؤكداً رفض إرجاء الاستشارات النيابية “ولو ليوم واحد”، توقفت المصادر في المقابل عند معطيات تفيد بأنّ “حزب الله” لم يكن بعيداً عن أجواء التأجيل، لا سيما في ضوء ما نُقل عن مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا خلال الساعات الأخيرة لناحية تأكيده خلال محادثة مع أحد السياسيين على كون “الأمور لم تنضج بعد ومسألة التكليف لا تزال مرهونة بتلقي ضمانات مسبقة حول تسمية الوزراء الشيعة ونوعية الحقائب التي سيتولونها في الحكومة”.
تزامناً، وبينما الداخل يغلي على فوهة بركان الانهيار، كانت الأجواء الحدودية جنوباً تحل “برداً وسلاماً” على طاولة المفاوضات “المربّعة” التي جمعت الوفدين اللبناني والإسرائيلي بوساطة أميركية ورعاية أممية في مقر الناقورة. وبدت الجلسة التفاوضية الأولى “تعارفية ألقى فيها كل فريق استهلالية مكتوبة لنظرته إلى مسار المفاوضات”، فخلصت إلى “إبداء النية والجهوزية للتوصل إلى خواتيم إيجابية لملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل”.
ولفتت مصادر مطلعة على مجريات عملية التفاوض إلى أنّ “البحث الجدي سيبدأ عملياً من جلسة 26 تشرين المقبلة بعدما استطلع كل طرف نوايا الطرف الآخر بشكل مبدئي (خلال اجتماع أمس) لتبدأ المفاوضات برحلة شاقة لن تخلو من المفاجآت على طاولة المباحثات”، مشددةً على أنّ “عملية الترسيم شرحها يطول بين دولتين صديقتين وعادةً ما تستغرق مجرياتها سنوات قبل التوصل إلى اتفاق، فكيف الحال بين دولتين معاديتين لبعضهما البعض؟”.
وإثر انتهاء الجلسة التفاوضية الأولى في مقر “اليونيفل” في الناقورة، أكدت الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو ترحيبها ببدء المحادثات بين لبنان وإسرائيل “بهدف ترسيم الحدود البحرية” مبديةً “الالتزام بإنجاحها”. وكذلك شدد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر الذي يجول على المسؤولين اللبنانيين اليوم على “أهمية بدء المفاوضات ونجاحها” مجددًا جهوزية واشنطن لتقديم المساعدة “كمسهّل للتفاوض من دون التدخل في التفاصيل”.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
“الجمهورية”: لغم “التيار” يفجّر الإستشارات.. ومفاوضات الترسيم تبدأ بخلاف داخلي
كأنّ يداً خفيّة تحرّك الداخل في الإتجاه الصدامي، ولا تترك نافذة انفراج مفتوحة إلّا وتعيد إغلاقها؛ فطريق الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة الجديدة، انفجر فيها لغم سياسيّ تجلّى في المواقف الهجوميّة التي القى بها رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، في طريق الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة. سرعان ما أصابت شظاياه موعد الاستشارات الملزمة التي كانت مقرّراً اليوم، فأجّلها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الخميس من الاسبوع المقبل.
بلا أي مقدّمات موضوعية، وبلا اي سبب مقنع او موجب له من اي نوع كان، صدر «فرمان رئاسي»، حسب تعبير مصادر سياسية، قرابة التاسعة ليل امس، بنصّ صادم يعلن فيه «انّ رئيس الجمهورية قرّر تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة التي كانت مقرّرة يوم الخميس 15 تشرين الاول 2020 اسبوعاً، أي الى يوم الخميس 22 تشرين الاول 2020 بالتوقيت نفسه»، وقال انّ هذا التأجيل جاء «بناء على طلب بعض الكتل النيابية، لبروز صعوبات تستوجب العمل على حلها».
أقلّ ما يُقال حيال هذا التأجيل، حسب المصادر، انّه «غير مبرّر على الإطلاق، بل هو يعبّر عن عجز في التعاطي مع استحقاق حكومي، ينتظر اللبنانيون ان يُدخلهم الى الانقاذ الموعود عبر المبادرة الفرنسية، التي كان رئيس الجمهورية، حتى الأمس القريب في صدارة المؤكّدين على الالتزام بها والعمل على انجاحها وعدم وضع العراقيل في طريقها.
خطورة قرار التأجيل، أنّه اتُخذ عن سابق تصوّر وتصميم، بقرار منفرد، وتحت عنوان احادي «أنا فقط .. ومن بعدي الطوفان»، مستجيباً لرغبة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، ورفضه عودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، وهو ما اكّد عليه امام نواب «تكتل لبنان القوي» في الساعات الماضية. كما عاد واكّد ليلاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالقول: «لكل من يتفلسف ويتكهّن ويراهن: مع احترامنا لقرار تأجيل الاستشارات النيابية فإنّ هذا لن يغيّر في موقفنا».
وتضيف المصادر، انّ «خطورة هذا القرار، ليس في مضمونه فقط، بل في كونه يؤكّد المقولة السائدة عن لبنان، بأنّه يفتقد الى القادة الحكماء الذين تقودهم مصلحة البلد، وفي كونه يجهز على البقية الباقية من هيبة الدولة ومؤسساتها، ويطوّع الدستور في خدمة مصلحة القريب، وتصفية الحسابات، ليس مع الحريري فقط، بل مع كل البلد!».
فأي رسالة يوجهّها هذا القرار الى المجتمع الدولي، لا بل كيف سينظر الخارج الينا بعد هذا القرار المعروفة اسبابه للقاصي والداني؟ واي مبرّر سنتذرّع به؟
واي رسالة يوجهها هذا القرار الى اللبنانيين، هل يدعوهم الى النزول الى الشارع؟ هل فات من يقف خلف القرار، انّ اللبنانيين اهتروا، وصاروا يصارعون الوقت، وكانوا يعلّقون الأمل على تشكيل حكومة يمكن ان يُفتح معها باب الخلاص، ويهربون من خوفهم المرعب من أنّ كل تأخير ومضيعة الوقت، يقرّبهم من قعر الهاوية، إن لم يكن أسوأ بإدخال البلد الى فوضى لن يكون في مستطاع احد ان يلحق بها او تقدير تداعياتها والمدى الذي ستبلغه؟
وأيّ مشهد لبناني هو الذي سيسود في الآتي من الايام؟ واي صورة ستكون عليها المكونات السياسية والنيابية، بعدما قفز فوقها التأجيل الرئاسي للاستشارات، فيما هي كانت قد اعدّت نفسها ليوم استشارات التكليف؟
الرئيس نبيه بري سارع في موقف لافت، يعبّر عن مدى استيائه، الى التأكيد انّه ضدّ تأجيل الاستشارات ولو ليوم واحد. و«حزب الله»، ووفق ما اكّدت مصادره لـ«الجمهورية»، انّه فوجئ بالتأجيل، وانّه في الاساس ضدّ هذا التأجيل، لما له من انعكاسات سلبية. واجواء بيت الوسط مذهولة مما حصل، و»اللقاء الديموقراطي» لا يقرأ في القرار سوى «حقد على الدولة ومؤسساتها والشعب اللبناني، وإيغال في اسقاط منطق الدولة».
ولعلّ السؤال الذي يطرحه مرجع مسؤول في موازاة قرار التأجيل: الغالبية الساحقة من الكتل النيابية كانت مع الاستشارات، وقررت الذهاب اليها اليوم، فأي كتل هي التي طلبت الى رئيس الجمهورية ان يؤجّل، فهل كتلة باسيل صار يُنظر اليها على أنّها «كتل»؟ وطالما يُقال انّ هناك حرصاً على الدستور، فلماذا لا يطبّق هذا الدستور، وترك الامور تأخذ مداها الطبيعي؟
ما قبل القرار
نذر التأجيل، بدأت تظهر نهار امس، وفق ما اكّدت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» بـ«محاولات جدّية» لتأجيل موعد الاستشارات ربطاً بموقف باسيل، الاعتراض على تسمية الحريري لرئاسة الحكومة». الّا انّ القوى السياسية ظلت تراهن على موقف رئيس الجمهورية بأن يقارب الامور بموضوعية وحيادية، ويستجيب للمناخ الداخلي العام المتأثر بغالبيته الساحقة بالمبادرة الفرنسية واستعجالها تشكيل حكومة جديدة بلا اي ابطاء، محذّرة من أن تأجيل الاستشارات اليوم، معناه اعادة خلط الاوراق من جديد، ما قد يؤدي الى ما هو أسوأ، ايّ تعقيد التكليف وكذلك التأليف لاحقاً.
والاكيد، ربطاً بأجواء الكتل النيابية، انّ ابقاء الاستشارات في موعدها اليوم، كان يعني أنّ الرئيس سعد الحريري سيُسمّى رئيساً مكلّفاً لتشكيل حكومة المبادرة الفرنسية. وهو قد أعدّ عدّته لما بعد التكليف وحدّد مسبقاً خريطة تحرّكه.
اتصالات
الصورة العامة تأرجحت نهاراً، بين احتمالي الابقاء على موعد الاستشارات، وتأجيلها، وهو ما فرض حركة اتصالات علنية وغير علنية على اكثر من خط سياسي، سعياً لإتمام الإستشارات وانجاز التكليف اليوم، والاتجاه الغالب، «كان لمصلحة ابقاء الاستشارات في موعدها. فأي تأجيل سيربك البلد الذي لا يحتمل أي خضة سياسيّة، وغير سياسية، خصوصاً وانّ الوقت يضيع من عمر البلد، وبالتالي لا بدّ من التقاط الفرصة السانحة حاليا والاستفادة من فرصة المبادرة الفرنسية لوضع البلد على سكة الانفراج».
باريس على الخط
وعلمت «الجمهورية» من مصادر موثوقة، انّ باريس كان حاضرة بزخم في الساعات الماضية، عبر اتصالات وردت من العاصمة الفرنسية الى اكثر من جهة سياسية، ولا سيما في اتجاه المختارة وبيت الوسط، تلاها اتصال هاتفي وصف بالايجابي والهادئ والصريح من الرئيس سعد الحريري برئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط، في وقت كانت عين التينة قد «اشتغلت» بفعالية في الساعات الماضية على خط المختارة، سعيًا الى ان يكون النائب جنبلاط شريكاً في الفرصة الانقاذية المتاحة للبلد، وكان رئيس الحزب التقدمي متجاوباً، حيث قرّر ان يشارك في الاستشارات ويسمّي الحريري لتشكيل الحكومة».
وبحسب المعلومات، فإنّ الجانب الفرنسي كان اكّد في اتصالاته، على الحاجة الى اتمام الاستشارات النيابية الملزمة اليوم، على طريق تشكيل حكومة في اقرب وقت ممكن. وهو ما اكّده مرجع مسؤول لـ«الجمهورية» بقوله: «لو تمّ تكليف الرئيس الحريري اليوم الخميس، لا أعتقد أنّ تشكيل الحكومة كان سيأخذ وقتاً طويلاً، واعتقد أنّ المسألة لم تكن ستتعدى اكثر من أيام معدودة، خصوصاً وانّ مواقف الاطراف معروفة، والصورة الحكمومية شبه واضحة، تحتاج الى بعض «الرَوْتَشَة»، فضلاً عن انّ البيان الوزاري للحكومة الجديدة شبه منجز، خصوصاً وانّ الاساس فيه ورد في المبادرة الفرنسية ومندرجاتها».
اكثر من 70 صوتاً
وفيما كانت «القوات» سارعت الى حسم موقفها بأنّها لن تسمّي الحريري، كانت غالبية الكتل النيابية الأخرى قد حسمت خياراتها لجهة تسمية الحريري، بحيث كان الحريري لو بقيت الاستشارات في موعدها اليوم سيُسمّى رئيساً للحكومة بأكثرية تتجاوز الـ«70 صوتا» موزعة كالآتي: كتلة تيار المستقبل (20 نائبا)، كتلة الرئيس نبيه بري (17 نائبا)، كتلة الوفاء للمقاومة (14 نائبا)، كتلة المردة (5 نواب)، اللقاء الديموقراطي (7 نواب)، كتلة الرئيس نجيب ميقاتي (4 نواب)، اللقاء التشاوري (3 نواب) الكتلة القومية (3 نواب)، كتلة الطاشناق (3 نواب)، اضافة الى نواب مستقلين.
التكتل
اما بالنسبة الى موقف تكتل «لبنان القوي»، فقد علمت «الجمهورية» انّ مناقشات داخلية جرت، خصوصاً بين نواب «التيار الوطني الحر»، لتحديد الموقف من تسمية الحريري، حيث برز رأي يقول بأن يصار الى ترك الحرية لاعضائه في التسمية، كما برز رأي آخر برفض تسمية الحريري، فيما اكّد رئيسه انّه مع التأجيل، وفي الموازاة تحدثت معلومات عن اتصالات مع التيار في محاولة لإقناعه بالمشاركة في الاستشارات وبأحد أمرين: الأول تسمية الحريري، اذ انّ لا توجد اي خيارات بديلة، والثاني، إن قرر عدم تسميته في الاستشارات، فلا يسمّي أحداً غيره.
مفاوضات الترسيم
أمّا طريق مفاوضات ترسيم الحدود البحريّة والبريّة بين لبنان واسرائيل، ففجّرت حركة «أمل» و«حزب الله» ، فيها لغماً ليليًّا، اعتراضاً على اللون السياسي الذي أُضيف على تشكيلة الوفد اللبناني المفاوض، الذي يشدّدان على أن يكون عسكريًّا لا غير، دون أيّ إضافات سياسية.
واذا كانت المفاوضات، قد شهدت بالأمس، أول اجتماعاتها في خيمة نُصبت في محاذاة مقرّ الأمم المتحدة في الناقورة، إلاّ أنّ ذلك لم يحجب الدخان السياسي الاسود الذي عبق في الأجواء الداخلية، ربطاً بهذا الملف، ووضع العلاقة بين عين التينة و«حزب الله» والقصر الجمهوري من جهة ثانية، على خط التوتر.
«الثنائي»
وفيما تردّد انّ اتصالات اميركية جرت في الايام الاخيرة مع شخصيات لبنانية سياسية، شدّدت على ابداء مرونة في التواصل مع الوفد الاسرائيلي للمساعدة في انهاء الترسيم سريعاً، علمت «الجمهورية» انّ الساعات السابقة لصدور بيان أمل و«حزب الله» الاعتراضي على تشكيلة الوفد المفاوض الذي شكّله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، شهدت حركة اتصالات مكثفة بين عين التينة و»حزب الله»، وكذلك بين الحزب والقصر الجمهوري.
وفي المعلومات، فإنّ الثنائي توجّسا من لحظة الاعلان الرسمي عن اسماء اعضاء الوفد المفاوض، وبحسب مصادر قريبة منهما فإنّهما رسما علامات استفهام حول مغزى اشراك «مدنيين» ضمن اعضاء الوفد، في الوقت الذي توجب مفاوضات من هذا النوع حصره بالجانب العسكري، اي بضباط من الجيش اللبناني.
وبحسب المصادر نفسها، فإنّ «الثنائي» يعتبران أنّ امراً دقيقاً وحساساً كمفاوضات الترسيم، يتطلب ان يقارَب بروحية تدعِّم موقف لبنان وتحصّن المفاوض اللبناني، وليس بأي خطوة متسرّعة او غير مدروسة، قد تؤسس الى شطب جهد عشر سنوات من المفاوضات الشاقة حول هذا الملف بشحطة قلم.
ومن هنا، تقول المصادر، يأتي اصرار الثنائي على حصر الوفد المفاوض بالجيش اللبناني فقط، وعدم تطعيمه بمدنيين، سواء أكان لهم صلة بالموضوع او لم تكن (على غرار ما حصل في تشكيل الوفد الذي ضُمّ اليه مدنيّان ليسا على صلة بهذا الامر)، وذلك انطلاقا من الخشية لديهما من استغلال العدو الاسرائيلي هذه المسألة، ليحاول أن يحرف مسار المفاوضات في الاتجاه الذي يريده، بما ينسف كلّ الجهد الذي بُذل طيلة تلك السنوات للوصول الى الاتفاق على اطار المفاوضات.
وبحسب المعلومات، فإنّ اعتراض امل و»حزب الله» أُبلغ الى رئاسة الجمهورية، إلاّ انّهما أبلغا قبيل منتصف ليل الثلاثاء بإصرار رئيس الجمهورية على تشكيلة الوفد كما وضعها ورفضه تعديلها. الامر الذي حدا بهما الى اصدار بيان مشترك عن قيادتي «امل» و«حزب الله»، اعتبرتا فيه «تشكيل الوفد اللبناني بالصيغة التي وردت وضمنه شخصيات مدنية، مخالفاً لاتفاق الاطار ولمضمون تفاهم نيسان.»، واذ طالبت القيادتان بإعادة تشكيل الوفد بما ينسجم مع اتفاق الاطار، اعلنتا «رفضهما الانجرار الى ما يريده العدو الاسرائيلي من خلال تشكيلته لوفده المفاوض، والذي يضمّ بأغلبه شخصيات ذات طابع سياسي واقتصادي، ويعلنان رفضهما الصريح لما حصل، واعتباره يخرج عن اطار قاعدة التفاهم الذي قام عليه الاتفاق، وهو ما يضرّ بموقف لبنان ومصلحته العليا، ويشكّل تجاوزاً لكل عناصر القوة لبلدنا وضربة قويه لدوره ولمقاومته وموقعه العربي، ويمثل تسليماً بالمنطق الاسرائيلي الذي يريد اي شكل اي شكل من اشكال التطبيع».
بعبدا
الى ذلك، قالت مصادر مطلعة على الموقف الرئاسي «إنّ اي كلام عن تعديل الوفد اللبناني المفاوض هو في غير محلّه، وايّ تعديل قد يطرأ على تركيبة الوفد يفرضه مسار المفاوضات».
الجولة الاولى
وكانت الجولة الاولى من مفاوضات الترسيم قد انعقدت قبل ظهر أمس، في خيمة نصبت قرب مقر الامم المتحدة في الناقورة، حيث وصل الوفد اللبناني على متن 3 مروحيات حطّت في الناقورة، كانت قد انطلقت من بيروت، وتوجّه بعدها الى رأس الناقورة.
ويأتي ذلك بالتوازي مع تدابير أمنية مشددة اتخذها الجيش اللبناني واليونيفيل ودوريات على مدار الساعة لمواكبة الجلسة الأولى من المفاوضات.
واللافت في هذه الجولة غياب الصورة التذكارية للاجتماع، فيما أفيد بأنّ اللغة المعتمدة في الاجتماع هي اللغة الانكليزية، وامّا الوفد اللبناني فسيتحدث بالعربية مع ترجمة فورية الى اللغة الانكليزية.
وافيد بأنّ 4 كلمات ألقيت خلال هذه الجولة، للوسيط الاميركي وكوبيتش والوفد الاسرائيلي والوفد اللبناني الذي تحدث باسمه رئيسه العميد بسام ياسين، الذي قال: «لقاؤنا اليوم سوف يطلق صفّارة قطار التفاوض التقني غير المباشر، ويشكل خطوة أولى في مسيرة الألف ميل حول ترسيم الحدود الجنوبية. وانطلاقاً من مصلحة وطننا العليا نتطلّع لأن تسير عجلة التفاوض بوتيرة تمكننا من إنجاز هذا الملف ضمن مهلة زمنية معقولة».
اضاف: «نحن هنا اليوم لنناقش ونفاوض حول ترسيم حدودنا البحرية على أساس القانون الدولي، واتفاقية الهدنة عام ١٩٤٩ الموثّقة لدى دوائر الأمم المتحدة، واتفاقية بوليه/ نيوكومب عام ١٩٢٣، وتحديداً بشأن ما نصّت عليه هذه الاتفاقية حول الخط الذي ينطلق من نقطة رأس الناقورة براً. في المقابل، فإننا نتطلع لقيام الأطراف الأخرى بما يتوجب عليها من التزامات مبنية على تحقيق متطلبات القانون الدولي والحفاظ على سرية المداولات، وإنّ تثبيت محاضر ومناقشات اجتماعات التفاوض التقني غير المباشر، كذلك الصيغة النهائية للترسيم يتمّ بعد تصديق السلطات السياسية اللبنانية المختصة عليها».
البيان
وفي نهاية جولة المفاوضات، صدر بيان مشترك عن «حكومة الولايات المتحدة ومكتب منسق الامم المتحدة الخاص للبنان يان كوبيتش» جاء فيه:
«إجتمع ممثلون من حكومات كلّ من إسرائيل ولبنان والولايات المتحدة في 14 تشرين الأول لبدء مناقشات تهدف إلى التوّصل إلى إجماع على حدود بحرية مشتركة بين إسرائيل ولبنان، وتمّت المفاوضات بوساطة وتسهيل من قبل الفريق الأميركي، بقيادة مساعد وزير الخارجية ديفيد شينكر والسفير جون ديروشر، واستضافها منسق الأمم المتحدة الخاص للبنان يان كوبيتش. وترأس الوفد الإسرائيلي مدير عام وزارة الطاقة أودي أديري، وترأس الوفد اللبناني نائب رئيس الأركان للعمليات في الجيش اللبناني العميد بسام ياسين»
أضاف البيان: «وفي خلال هذا الاجتماع الأولي، أجرى الممثلون محادثات مثمرة، وأعادوا تأكيد التزامهم بمواصلة المفاوضات في وقت لاحق من هذا الشهر».
يُشار هنا الى انّ معلومات تحدثت عن اتفاق على عقد اجتماعات متتالية بمعدل اجتماع كل اسبوعين، فيما موعد الاجتماع المقبل تحدد يوم الاثنين 26 تشرين الاول الجاري.
عون وياسين
وكان رئيس الجمهورية قد استقبل رئيس الوفد اللبناني المفاوض في القصر الجمهوري، وبحسب معلومات القصر فإنّ «العميد ياسين أطلع رئيس الجمهورية على وقائع الاجتماع الاول من المفاوضات غير المباشرة، وتم عرض المواقف التي صدرت من الاطراف المشاركين في الاجتماع».
وقالت مصادر اطلعت على اجواء اللقاء لـ«الجمهورية» انّ العميد ياسين وضع عون في أدقّ تفاصيل الجلسة، مشيراً الى انّ الاجواء توحي بالإيجابية التي عَبّر عنها اطراف اللقاء، توصّلاً الى تأكيد شينكر انّ بلاده مستعدة لتنفيذ ما تعهدت به، وسيكون دوره مسهّلاً للمفاوضات ومستعد للتدخل في اي موضوع وتذليل اي عقبة يمكن ان تنتج في اي لحظة، اذا وافق الطرفان على هذا الدور.
واشار ياسين الى عدم حصول اي اشكال في الجلسة الافتتاحية، وان الوفد رفض التقاط اي صورة تجمعه بالوفد الاسرائيلي، وهو ما ادى الى اتخاذ صورتين منفصلتين في نهاية الاجتاماع ضَمّت كلّ منهما الوفد اللبناني مع الوفد الأميركي الذي جمع شينكر والسفيرة دوروتي شيا والسفير جون ديروشر ومنسق الأمم المتحدة الخاص للبنان يان كوبيتش، وأخرى بين الوفد الاسرائيلي والوفدين الاممي والاميركي، كما التقطت صورة شاملة للقاء وتقرر ألّا تنشر.
شينكر
وفي معلومات «الجمهورية» فإنّ شينكر سيزور بعبدا غداً، بعدما تقرر ان يبقى في بيروت 4 ايام.
وبعد الظهر، زار شينكر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي. وفي معلومات «الـجمهورية» انّ اللقاء شكل مناسبة لإجراء جردة بالملفات المطروحة على الساحة اللبنانية والعلاقات اللبنانية – الأميركية، وما يحتاجه لبنان من دعم على اكثر من مستوى، ولا سيما القضايا الاقتصادية والحكومية والمساعدات الاميركية للاجهزة العسكرية، وفي إطار إعادة إعمار ما دمّره انفجار مرفأ بيروت، والمشاريع الانمائية وما تركته جائحة كورونا.
وبعدما قدّم البطريرك الراعي مداخلة حول مطلبه بحياد لبنان الإيجابي، اعاد التذكير بالمذكرة التي سَلّمها سابقاً الى دايفيد هيل في زيارته الاخيرة الشهر الماضي الى بيروت، ولفتَ الى أهمية توفير الدعم الدولي لهذا التوجّه الذي سيقود لبنان الى الخلاص من الكثير من مشكلاته المتصلة بالقضايا الخارجية.
وردّ شينكر مؤكداً اهتمام بلاده بمطلبه بالحياد الإيجابي في المنطقة، وقال انّ ادارته تتابع هذا الملف من جوانبه المختلفة، وهي تتابع ردات الفعل المختلفة لتقرر ما يمكن تقديمه من مساعدة على كل المستويات، مُجدِّداً التأكيد على مساعدات بلاده العسكرية والأمنية والدعم لمؤسساته الشرعية والمجتمع المدني.
واكد شينكر انّ مواقف بلاده معلنة من الحكومة المطلوبة للبنان، ولا يعنيها من سيكون رئيسها الذي يجمع عليه اللبنانيون وينال مهمة التكليف، وانّ ما يهمها في النتيجة ان تكون حكومة شفافة وحيادية وفاعلة للقيام بالاصلاحات التي طال انتظارها من المجتمع الدولي والمؤسسات المانحة، لافتاً الى اهمية استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وانّ بلاده مستعدة للمزيد من الدعم بإشارة من الصندوق، وبعد تعَهد لبنان بخريطة طريق اقتصادية ومالية وادارية إصلاحية.
بومبيو
الى ذلك، رحّب وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو بمفاوضات الترسيم، وقال في مؤتمر صحافي: «نرحّب بالمحادثات بين لبنان واسرائيل بهدف ترسيم الحدود البحرية بينهما، ونحن ملتزمون بإنجاحها».
وقالت عضو لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي السيناتور عن ولاية نيو هامبشاير، جاين شاهين، انها ستتابع مسألة ترسيم الحدود في لجنة الشؤون الخارجية عبر طرحها الأسئلة والحصول على الإيضاحات من الإدارة الأميركية في شأن المفاوضات بين لبنان وإسرائيل».
وأعربَت عن «ثقتها بمساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر الذي سيعمل جاهداً لإنجاح المفاوضات»، معتبرة أنّ «رؤية المنطقة الحدودية الجنوبية للبنان منزوعة السلاح سينعكس إيجاباً على لبنان وإسرائيل والمنطقة كلها».
واكدت في الوقت نفسه أنّ الولايات المتحدة ملتزمة العمل مع فرنسا والمجتمع الدولي من أجل لبنان.
إسرائيل
في هذا الوقت، أعلنت اسرائيل (رويترز) انها «ستواصل المحادثات الحدودية مع لبنان لإعطاء فرصة للعملية»، فيما قال مصدر كبير في وزارة الطاقة الاسارائيلية انه «يأمل الّا يحاول «حزب الله» إحباط هذه المفاوضات»، مشيراً الى «أنّ نجاحها سيُسفر عن فوائد اقتصادية كبيرة للشعب اللبناني».
ورأى المصدر، الذي نقل كلامه موقع «مكان» الاسرائيلي»، انّ لبنان بحاجة ماسة لتوفير الغاز الطبيعي للاستهلاك الداخلي، وذلك بخلاف إسرائيل التي تتوفّر لديها حقول عديدة من الغاز.» وأوضح المصدر، بشكل لا يقبل التأويل، «انّ المفاوضات لن تتطرق اطلاقاً الى ترسيم الحدود البرية بين البلدين».
جحيم مكتمل الأوصاف
من جهة ثانية، بَدت التحركات العمالية في الشارع امس استباقية، تهدف في المقام الاول الى قطع الطريق على أي محاولة لرفع الدعم عن كل السلع. واذا كان العمال قد هددوا بأنّ أي محاولة لرفع الدعم لن تمر، فإنهم لفتوا الى خطورة أي دعسة ناقصة، لأنها لا تَمسّ بلقمة العيش فحسب، بل قد تؤدي الى فلتان أمني.
هذا التحرّك يفتح النقاش واسعا امام معضلة توزيع المسؤوليات. وبالتالي، من غير الجائز ان يكون قرار الدعم أو رفعه بين يدي حاكم مصرف لبنان لوحده، وعلى الحكومة، ولو كانت في مرحلة تصريف أعمال، أن تتحمّل مسؤوليتها. ولا يستطيع رئيسها أن يتخذ مواقف غامضة، وكأنه لا يريد ان يتحمّل مسؤولية وقف الدعم، ولا يريد في المقابل ان يتحمل مسؤولية استمرار الدعم، والانفاق من الاحتياطي الالزامي.
وبالتالي، أظهرت تحركات الاتحاد العمالي أمس انّ رفع الدعم شبه مستحيل، في حين انّ استمراره على النحو القائم حالياً سيؤدي الى أخطار أكبر في المستقبل. وبالتالي، لا بد من إعادة النظر بطريقة الدعم، بحيث يصبح أقل كلفة وذا فعالية أكبر وأكثر عدالة. كما ينبغي ربط الدعم بخطة متكاملة، بحيث يتم وضع روزنامة زمنية لبداية الدعم ونهايته، بالتزامن مع التقديرات التي ينبغي ان تضعها الدولة، لبدء تنفيذ الخطة الانقاذية، وبدء مسيرة التعافي، التي تسمح بالاستغناء عن الدعم بكل أنواعه. ومن دون هذا المخطط يتجه البلد الى جحيم حقيقي مكتمل الأوصاف.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
بداية «بنّاءة» لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل
الجولة الثانية تُعقد في 26 أكتوبر
خطا الجانبان؛ اللبناني والإسرائيلي، أمس، خطوتهما الأولى باتجاه ترسيم الحدود البحرية بينهما بوساطة وتسهيل أميركي، وبإشراف الأمم المتحدة، حيث عقدت جولة أولى من مفاوضات غير مسبوقة لترسيم الحدود البحرية وسط إجراءات أمنية مشددة، في وقت أمل فيه الجيش اللبناني إنجاز الملف ضمن «مهلة زمنية معقولة».
وبعد الجلسة الأولى التي عُقدت بمقر لقوة الأمم المتحدة في الناقورة، واستمرت نحو ساعة، وصفت الحكومة الأميركية ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة لدى لبنان، في بيان مشترك، المحادثات بأنها كانت «بناءة». وقالت إن وفدي التفاوض أكدا التزامهما «بمواصلة المفاوضات في وقت لاحق من هذا الشهر»، حيث حدد موعد الجولة الثانية في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
وإلى جانب الوفدين اللبناني والإسرائيلي، شارك وفد من الأمم المتحدة برئاسة المنسق الخاص لدى لبنان يان كوبيتش ومساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر والدبلوماسي الأميركي جون ديروشيه، الذي سيضطلع بدور الميسّر في الجلسات المقبلة.
وتوجه الوفد اللبناني إلى الناقورة برئاسة العميد الركن بسام ياسين، وتألّف من 4 أشخاص، وهو فريق التفاوض الذي شكّله رئيس الجمهورية ميشال عون ويضم إلى العميد ياسين، العقيد الركن البحري مازن بصبوص، وعضو هيئة إدارة قطاع البترول في لبنان وسام شباط، والخبير نجيب مسيحي.
أما الوفد الإسرائيلي فتشكل من 6 أشخاص برئاسة مدير عام وزارة الطاقة أودي أديري، والأعضاء الآخرون هم: رؤوفين عيزر المستشار السياسي لرئيس الوزراء، وألون بار رئيس القسم السياسي في وزارة الخارجية، والعميد أورين سيتر رئيس القسم الاستراتيجي في الجيش الإسرائيلي، ومور حالوتس رئيس ديوان وزير الطاقة، وأفيف عياش المستشار الدولي لوزير الطاقة. علماً بأن الوفد الإسرائيلي ضم 5 مدنيين وعسكريين بدلاً من 5 مدنيين وعسكري واحد كما كان مقرراً.
وتشكّل وفد الأمم المتحدة من 3 أشخاص برئاسة ممثل الأمين العام يان كوبيتش، وحضور قائد «يونيفيل» الجنرال ستيفانو دل كول، في حين أن الوفد الأميركي الوسيط تألف من 7 أشخاص برئاسة مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر والسفير الأميركي السابق الذي سيكلف متابعة الملف جون دورشر.
وفي كلمة افتتاحية نشرها الجيش اللبناني، قال رئيس الوفد اللبناني العميد الركن الطيّار بسام ياسين: «لقاؤنا اليوم سوف يطلق صفارة قطار التفاوض التقني غير المباشر، ويشكل خطوة أولى في مسيرة الألف ميل حول ترسيم الحدود الجنوبية». وأضاف: «نتطلع لأن تسير عجلة التفاوض بوتيرة تمكننا من إنجاز هذا الملف ضمن مهلة زمنية معقولة».
واستقبل الرئيس اللبناني ميشال عون العميد الركن ياسين، واطلع منه على وقائع الاجتماع الأول من المفاوضات، وجرى عرض المواقف التي صدرت من الأطراف المشاركين في الاجتماع.
ومن حيث الشكل؛ جلس الوفد اللبناني مقابل الوفد الإسرائيلي، واُفيد بوجود طرادات بحرية ومروحيات وآليات عسكرية حول مكان المفاوضات، وسط تعتيم إعلامي ومنع للتصوير. واعتمدت اللغة الإنجليزية في الاجتماع، وتحدّث الوفد اللبناني بالعربية مع ترجمة فورية للغة الإنجليزية. وأثارت تسمية إسرائيل لسياسيين ضمن وفدها جدلاً في لبنان الذي يصر على طابع التفاوض التقني، على غرار محادثات سابقة جرت في إطار «لجنة تفاهم أبريل (نيسان)» إثر عملية «عناقيد الغضب» الإسرائيلية في 1996، أو مفاوضات ترسيم الخط الأزرق بعد انسحاب الإسرائيلي في 2000، وأخيراً الاجتماع الثلاثي الذي يعقد دورياً منذ حرب 2006 برئاسة «يونيفيل» وبمشاركة عسكريين من الدولتين.
*********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
لغز التأجيل: شروط التكليف.. وصلاحيات المفاوضات والتعديل!
موقف للحريري اليوم وباسيل مصر على منعه من العودة إلى السراي.. وصندوق النقد يبحث عن شريك لوقف الإنهيار
مهما يكن من أمر الحيثيات التي استند إليها الرئيس ميشال عون لاتخاذ قرار، غير مُنسّق، مع الرئيس نبيه برّي في تأجيل الاستشارات النيابية التي كانت مقررة اليوم، لمدة أسبوع أي الخميس في 22 ت1 الجاري، بالتوقيت نفسه، والمواعيد المحددة للكتل، فإن مسارعة رئيس المجلس لرفض القرار، حتى «ولو كان ليوم واحد»، يكشف عن أزمة، قد يكون الرئيسان عون وبري طرفين فيها، أو ان وراء الأكمة ما ورائها، بالعودة إلى تبرير التأجيل الرئاسي بأنه جاء «بناءً على طلب بعض الكتل النيابية»، وبذريعة «بروز صعوبات تستوجب العمل على حلها».
وعلمت «اللواء» ان موقفاً سيصدر عن الرئيس سعد الحريري، الذي فوجئ، كما الرئيس برّي، بالتوجه إلى التأجيل.
وبالعودة إلى الوقائع التي سبقت القرار، فإن بلبلة عصفت بموقف تكتل لبنان القوي، بين معلومات تحدثت عن لقاء وفد المستقبل مع وفد التيار الوطني الحر في ميرنا شالوحي من ان التكتل سيسمي الحريري، ولكن مساءً، انقلب المناخ، وتحدثت معلومات أخرى ان لا تسمية، في وقت حمل فيه النائب طلال أرسلان من «تكتل لبنان القوي» على الرئيس الحريري متسائلاً عمّا إذا كان الرئيس ايمانويل ماكرون طلب إليه «فحص دم الكتل» لمعرفة موقفها من المبادرة الفرنسية..
وسادت ليلاً أجواء ان لا استشارات ولا تكليف اليوم..
مصادر قريبة من بعبدا، قالت لـ«اللواء» ان الواضح ان تأجيل الأستشارات اتى بفعل طلب عدد من الكتل النيابية المزيد من التشاور ما يتيح للرئيس الحريري ان يزيد من رصيده كي لا يكلف بأكثرية ضئيلة.
وافادت المصادر ان رئاسة الجمهورية لم تكن ترغب في تأجيل الأستشارات الى الخميس المقبل لأن هم الرئيس عون التكليف ثم التأليف لأن وضع البلد لا يحتمل اي تأجيل للحل.
واوضحت ان المهلة الجديدة مناسبة للمزيد من التشاور والبحث مشيرة الى ان هناك سببا حاسما دفع عون الى التأجيل وان من حق الحريري المرشح الأقوى في طائفته الأتيان الى رئاسة الحكومة بأصوات مريحة وذكرت بما كان قد شدد عليه عون لجهة اهمية التشاور قبل التكليف.
وكان اللافت، استباق محطة الـO.T.V الناطقة بلسان التيار الوطني الحر قرار التأجيل، بالاشارة إلى انه «وارد في كل لحظة، لأن مصير التكليف غير محسوم بعد»، الأمر الذي يعني ان قرار تكليف الحريري لم يكن ناضجاً بعد عند فريق بعبدا، والنواب الذين ينضوون أو يدورون في فلك التيار العوني.
ما هي الصعوبات التي طلبت الكتل التأجيل، وتجاوب القصر معها، حسب المصادر المطلعة من النقاط العالقة لتشكيل الحكومة التي لم يتم الاتفاق حولها، وعمر الحكومة المحددة بـ6 أشهر.
وهذان الطلبان أو الشرطان للتيار الوطني الحر، الذي صدمت اوساطه بالتجاهل شبه التام لا سيما من فريق رئيس المجلس وكتلة المستقبل، في ما خص رغبة النائب جبران باسيل بتعديل دستوري، طرحه في كلمته أمس الأوّل لمناسبة ذكرى 13 ت1، لناحية تحديد مهلة شهر للتكليف ومهلة شهر للتأليف، بتعديل دستوري، مفاجئ وبتوقيت وبهدف لا صلة له بالمبادرة الفرنسية ولا بحكومة المهمة التي ستتشكل على أساسها.
ومن الطلبات الشروط أيضاً، رغبة بعبدا بالسير بتوزيع الوزارات السيادية الأربع على الطوائف الأصغر، منعاً لما تصفه بالاستئثار، أو الحؤول دون حصر وزارة المالية مع الطائفة الشيعية، حتى ولو كانت لمرة واحدة، وهو ما أشار إليه باسيل بالفريق اللبناني الذي يسعى إلى تكريس اعراف مرفوضة.
بالمقابل، وصفت مصادر سياسية قرار الرئيس عون بتأجيل موعد إجراء الاستشارات النيابية الملزمة بانه يمثل ذروة الاداء غير المريح، بل السيء للرئاسة الاولى وتجاوز مصلحة البلاد العليا والاستهتار بالدستور وتوظيف صلاحيات الرئيس لمصلحة صهره النائب جبران باسيل وتوجهاته الشخصية. وتساءلت هل كان يقدم عون على تأجيل الاستشارات لو ان كتلا او تيارات اخرى ارتأت ذلك وحبذا لو اخذ حيزا بسيطا من هذه المبررات الممجوجة في تشكيل الحكومة المستقيلة التي افتقدت الىأدنى مقومات التمثيل لمرجعياتها السياسية والطائفية.
واذ اعتبرت ان هذا التصرف الشاذ على هذا النحو في هذه الظروف الاستثنائية والصعبة التي يتطلع فيها اللبنانيون بلهفة لتشكيل حكومة جديدة تنتشل لبنان من مخاطر الانهيار المحدقة من كل الاتجاهات، يمعن عون بتوظيف صلاحياته الدستورية لاعاقة وتعطيل انتظام آلالية الدستورية لتسمية رئيس جديد للحكومة للمصلحة الشخصية والحسابات الضيقة،لان مسار الاستشارات المرتقبة، لا يؤشر بانها تصب في المصلحة الشخصية لصهره جبران باسيل وتياره، بل باتجاه مصلحة لبنان العليا ولو كانت على ايدي خصومه السياسيين.
باختصار شديد عون اجل الاستشارات بايعاز معلوم من باسيل لقطع الطريق على تسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة الذي بات يحظى بموافقة ملحوظة من الاكثرية بهذا الاتجاه وسعيا لاعادة خلط الأوراق من جديد، لعل في مثل هذه العبثية الدستورية الممجوجة تتحقق اهداف رئيس التيار العوني بابعاده نهائيا عن تولي هذه المسؤولية من جديد ولو كان على حساب عملية انقاذ لبنان من الكارثة.
وقال مصدر واسع الاطلاع لـ«اللواء» ان باسيل يتصرف بطريقة شخصية «كيدية» لجهة ان الرئيس الحريري لم يتصل به، على صعيد اللقاءات كما حصل مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وهو الأمر، حسب المصدر، الذي يطالب الرئيس عون بحصوله أيضاً.
ولم يعرف، مسار التطورات بعد قرار التأجيل، وبأي وجهة ستسير المفاوضات، لئلا ينسف موعد الخميس المقبل، في ظل تفاقم المآزق الداخلي، مع العجز عن حل اللغز الحقيقي لقرار التأجيل، الذي سارع الرئيس برّي لرفضه، ولو كان ليوم واحد..
وعلق السفير البريطاني في لبنان كريس رامبلينغ على قرار التأجيل بهاشتاغ «استشارات» مرفقة بوجه تعبيري متجهم.
على ان باسيل المعني مباشرة بالتأجيل، غرد ليلاً: «لكل من يتفلسف ويتكهن ويراهن: مع احترامنا لقرار رئيس الجمهورية بتأجيل الاستشارات النيابية، فإن هذا لن يغيّر في موقفنا».
واستغرب النائب طوني فرنجية التأجيل، وقال: «البلد منهار والشعب بطل يحمل تأجيل حرام».
وغرد هادي أبو الحسن عضو كتلة اللقاء الديمقراطي: «ظنوا اننا سنقاطع وحاولوا الاختباء وراء موقفنا ليسقطوا تسمية الحريري ونسوا بأننا نضع مصلحة البلد قبل مصلحتنا».
وتخوفت أوساط مراقبة من ان يكون وراء الأكمة ما وراءها، لجهة تضارب الصلاحيات في ما يتعلق بإطلاق المفاوضات، والتباين بين الرئيس عون وفريقه و«الثنائي الشيعي» في ما خص الوفد الذي شكله الرئيس لجهة ابعاد المدنيين عنه، واقتصر على المفاوضين العسكريين، وتمسك بعبدا بصلاحية المفاوضة في عقد المعاهدات الدولية، فضلاً عن نقزة الرئيس برّي من فكرة التعديل الدستوري بهذا التوقيت.
شنكر في بكركي
ولوحظ امس انه بعد عودة مساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد شنكر من الناقورة، زار بعبدا والتقى بحضور السفيرة الأميركية اليزابيث شيا البطريرك الماروني مار بطرس بشارة الراعي، واستمع منه إلى شرح مفصل عن مشروع الحياد، والحكومة المزمع تأليفها..
وحول الحكومة، قال شنكر ان بلاده تأمل ان تكون الحكومة حيادية شفافة وفاعلة تؤمن الخدمات الأساسية للمواطنين اللبنانيين بغض النظر عن اسم رئيس الحكومة، مشيراً إلى ان بلاده ستستمر بتقديم المساعدات والدعم للدولة اللبنانية..
المشاورات مع الكتل
وكان وفد كتلة المستقبل أنهى لقاءاته مع الكتل السياسية التي شاركت في اللقاء مع الرئيس ماكرون في قصر الصنوبر.
وزار وفد الكتلة الذي ضم السيدة بهية الحريري هادي حبيش وسمير الجسر، مقر التيار الوطني الحر في ميرنا الشالوحي، وإلتقي وفدا من تكتل لبنان القوي ضم أمين سر تكتل لبنان القوي النائب ابراهيم كنعان إلى جانب النائبين جورج عطاالله وسيزار أبي خليل، في حضور الوزير السابق منصور بطيش، وكتلة الوفاء للمقاومة في مقرها في حارة حريك. وكتلة «اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين» في منزل رئيس تيار «الكرامة» النائب فيصل كرامي.
وعلمت «اللواء» ان وفد المستقبل لم يتطرق في لقاءاته مع الكتل الى موضوع تكليف الرئيس سعد الحريري ولا تأليف الحكومة، بل تركز على موضوع الاصلاحات الواردة في المبادرة الفرنسية وموقف الكتل منها، وكانت مواقفها ايجابية بالمطلق، لكن حصل نقاش في بعض تفاصيل ورقة الاصلاحات لا سيما موضوعي الخصخصة وإصلاح قطاع الكهرباء، حيث اكد بعض اعضاء اللقاء التشاوري انهم لن يسلموا بالخصخصة كيفما كان، فيما ركز وفد كتلة لبنان القوي على موضوع قطاع الكهرباء، وان ما طرحه عند توليه وزارة الطاقة وما تضمنته ورقة التكتل الاصلاحية كان ابعد بكثير مما طرحته ورقة الاصلاحات الفرنسية. كما تطرق البحث الى مؤتمر سيدر ومشاريعه التي تضمنت اصلاحات تبناها التكتل من وقتها وزاد عليه.
وكما اشارت «اللواء» في عددها أمس، فقد كشف النقاب عن الاتصال الهاتفي بين الرئيس الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط الذي وضع نواب اللقاء الديمقراطي في أجواء ما دار فيه.
وعلم ان النواب سيشاركون اليوم في الاستشارات الملزمة والاتجاه الأكبر هو لتسمية الرئيس الحريري.
وحسب بيان صدر عن مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي، فإن جنبلاط وضع كتلة اللقاء الديمقراطي في اجتماعها مساء أمس بأجواء اتصال الحريري، وفي أجواء الاتصالات المتواصلة بينه وبين مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون شمال افريقيا والشرق الأوسط باتريك دوريل، بهدف إنجاح المبادرة الفرنسية وتنفيذ الإصلاحات التي تضمنتها والهادفة إلى معالجة الوضع الاقتصادي في لبنان.
اما بالنسبة للتكليف والتأليف، يجتمع اللقاء التشاوري في العاشرة صباح اليوم لتقرير الموقف، وسط معلومات مفادها ان اللقاء «لن يعترف بالحريري قبل ان يعترف الحريري بوجود اللقاء وتمثيله النيابي والشعبي». كما علمت «اللواء» ان كتلة لبنان القوي لن تسمي الحريري ايضاً وقرارها عدم تسمية أحد. فيما غرّد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان عبر حسابه على «تويتر» قائلاً: «ليس لدينا علم بأن المبادرة الفرنسية صنفت الرئيس الحريري في صفوف الاختصاصيين… كفى استهتاراً بعقول الناس ولا أحد أكبر من لبنان واللبنانيين مهما بلغت ثروته
في غضون ذلك، أكد رئيس حزب القوات البنانية سمير جعجع أن «تكتل الجمهورية القوية» لن يسمي الحريري في الاستشارات (اليوم) على الرغم من الصداقة»، مضيفاً: أن «التكتل لن يسمي أي شخصية لرئاسة الحكومة في الاستشارات، لان المطلوب حكومة اختصاصيين مستقلين بكل معنى الكلمة».
وكتب رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب عبر حسابه على «تويتر» قائلا: «لا تكليف للحريري غداً (اليوم). وبإنتظار الموعد الجديد، أحب أن أذكر أخونا سعد بأن هناك طائفة مؤسسة للكيان هي الطائفة الدرزية، لذا نستغرب هذا التجاهل الكامل لنواب الطائفة. وعليه أن يعرف أن من يقيس الدروز بعددهم يدفع الثمن في لحظة ما».
مفاوضات الناقورة
وكانت بدات امس جولة المفاوضات الاولى بين لبنان والكيان الاسرائيلي حول ترسيم الحدود البحرية وتثبيت الحدودالبرية، وتمت المفاوضات بوساطة وتسهيل من قبل الفريق الأميركي، بقيادة مساعد وزير الخارجية ديفيد شنكر والسفير جون ديروشر، واستضافها منسق الأمم المتحدة الخاص للبنان يان كوبيتش.
وترأس الوفد اللبناني نائب رئيس الأركان للعمليات في الجيش اللبناني العميد بسام ياسين. وترأس الوفد الإسرائيلي مدير عام وزارة الطاقة أودي أديري. وجلست الوفود في خيمة كبيرة في باحة مقر اليونيفيل، وجلس الوفد اللبناني مقابل الوفد الإسرائيلي. واعتمدت اللغة الانكليزية في الاجتماع وتحدّث الوفد اللبناني بالعربية مع ترجمة فورية للغة الانكليزية. لكنه رفض طلبا اميركيا – اسرائيلياً بالمشاركة في الصورة التذكارية للاجتماع. لكنه شارك في التقاط صورة مع الوفدين الدولي والاميركي بعد مغادرة الوفد الاسرائيلي للمقر الدولي.
وركّزت المفاوضات وفق المعلومات على العناوين التي وردت في بيان بعبدا حول الترسيم البحري وفق خط بوليه- كومنب والدراسة التي اعدتها قيادة الجيش.
وحسب بيان صادرعن الادارة الاميركية ومكتب كوبيش، خلال هذا الاجتماع الأولي، أجرى الممثلون محادثات مثمرة، وأعادوا تأكيد التزامهم بمواصلة المفاوضات في وقت لاحق من هذا الشهر».
والقيت خلال الاجتماع اربع كلمات للوفود الاربعة الذين بلغ عددهم جميعاً 20 شخصاً، وقال العميد ياسين في كلمته خلال المفاوضات: انطلاقاّ من مصلحة وطننا العليا نتطلع لأن تسير عجلة التفاوض بوتيرة تمكننا من إنجاز هذا الملف ضمن مهلة زمنية معقولة. ونحن هنا اليوم لنناقش ونفاوض حول ترسيم حدودنا البحرية على أساس القانون الدولي، واتفاقية الهدنة عام ١٩٤٩ الموثقة لدى دوائر الأمم المتحدة، واتفاقية بوليه – نيوكومب عام ١٩٢٣ وتحديداً بشأن ما نصت عليه هذه الاتفاقية حول الخط الذي ينطلق من نقطة رأس الناقورة براً. في المقابل، فإننا نتطلع لقيام الأطراف الأخرى بما يتوجب عليها من التزامات مبنية على تحقيق متطلبات القانون الدولي والحفاظ على سرية المداولات، وإن تثبيت محاضر ومناقشات اجتماعات التفاوض التقني غير المباشر، كذلك الصيغة النهائية للترسيم يتمّ بعد تصديق السلطات السياسية اللبنانية المختصة عليها».
وبعدالاجتماع إلتقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئيس الوفد التقني المكلّف التفاوض لترسيم الحدود البحرية الجنوبية العميد ياسين، واطلع منه على وقائع الاجتماع الاول من المفاوضات غير المباشرة، وتم عرض المواقف التي صدرت من الاطراف المشاركين في الاجتماع.
وذكر قصر بعبدا ان الاجتماع الثاني سيعقد في الناقورة يوم الاثنين 26 تشرين الاول الجاري.
لكن الاعتراض على شكل الوفد اللبناني استمر امس، مع صدور بيان مشترك لقيادتي حزب الله وحركة أمل قالا فيه: «ان اتفاق الإطار الذي اعلنه الرئيس نبيه بري حول مفاوضات ترسيم الحدود اكد في مقدمته على الانطلاق من تفاهم نيسان ١٩٩٦ والقرار 1701 والذي على اساسهما تُعقد اجتماعات دورية بين ضباط عسكريين حصراً. وبالتالي فان تشكيل الوفد اللبناني بالصيغة التي وردت، وضمّه لشخصيات مدنية مخالفٌ لاتفاق الاطار ومضمون تفاهم نيسان.
اضاف البيان: «لذلك ان موقف حزب الله وحركة امل، وانطلاقاً من التزامهما الثوابت الوطنية ورفضهما الانجرار الى ما يريده العدو الصهيوني من خلال تشكيلته لوفده المفاوض والذي يضم بأغلبه شخصيات ذات طابع سياسي واقتصادي فإنهما يعلنان رفضهما الصريح لما حصل لانه يخرج عن قاعدة التفاهم الذي قام عليه إتفاق الاطار وهو ما يضرّ بموقف لبنان ومصلحته العُليا ويُشكّل تجاوزاً لكل عناصر القوّة لبلدنا وضربة قوية لدوره ومقاومته وموقعه العربي ويُمثّل تسليماً بالمنطق الإسرائيلي الذي يرغب بالحصول على اي شكلٍ من اشكال التطبيع». وطالب الطرفان «بالمبادرة فوراً بالعودة عن هذا القرار وإعادة تشكيل الوفد بما ينسجم مع اتفاق الإطار».
الصندوق يحذر
مالياً، قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا الأربعاء إنّ لبنان يشهد وضعاً اقتصادياً «كارثيا» بسبب عدم توافر «الإرادة السياسية»، مشيرة إلى أنّ مؤسستها لا تزال جاهزة لتقديم المساعدة. وقالت في محادثة أجرتها على هامش اجتماعات صندوق النقد الخريفية مع الناشطة في مجال الأعمال الخيرية مليندا غيتس، «نحن على استعداد تام لمساعدة لبنان». ولكنّها أضافت «نحتاج إلى شريك» مستعد «حقاً للالتزام مع صندوق النقد الدولي». وأشارت إلى ضرورة «إجراء تدقيق في حسابات المؤسسات المالية، بما في ذلك (حسابات) مصرف لبنان».
وتابعت أنّه ينبغي أيضاً صوغ برنامج اقتصادي «ذي مصداقية لدى المستثمرين ودائني لبنان»، موضحة أنّ ذلك شرط لإعادة هيكلة الدين اللبناني.
وقالت إنّ الأمر ممكن لكن يدا واحدة لا تصفق «نحن لم نبلغ بعد مرحلة التشمير عن سواعدنا والعمل لمساعدة لبنان». ورأت جورجييفا أنّ «التشرذم» السياسي يغرق لبنان ويمنعه من الخروج من الأزمة. كما أعربت عن قلقها إزاء ازدياد أعداد الشبان اللبنانيين الساعين للهجرة. وتساءلت «إذا غادر الشبان، الأذكياء، من سيخرج لبنان» من الأزمة؟».
ويتوقع صندوق النقد الدولي انكماشاً اقتصادياً في لبنان بنسبة 25$ هذا العام. وكان لبنان طلب منتصف أيار إجراء مفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على دعم مالي، ولكن المسار يراوح مكانه.
انقذوا الطفولة
على صعيد الهجرة غير الشرعية، حذّرت أمس منظمة «سايف ذي تشيلدرن» (أنقذوا الطفولة) غير الحكومية الأربعاء من أنّ مئات المهاجرين غير الشرعيين ركبوا البحر في الأشهر الأخيرة في محاولة للوصول إلى قبرص انطلاقاً من لبنان الغارق في أزمة اقتصادية خانقة دفعت بـ650 ألف طفل إضافي إلى وهدة الفقرة. وقالت المنظمة البريطانية المتخصّصة في الدفاع عن حقوق الأطفال، في تقرير، إنّها أحصت بين تموز وأيلول 21 رحلة بحرية لمهاجرين غير شرعيين من لبنان إلى قبرص، مقابل 17 رحلة فقط سجّلت طيلة العام 2019.
وأوضحت «سايف ذي تشيلدرن» أنّ هذه الظاهرة سجّلت «زيادة كبيرة» في أيلول مع تفاقم الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في لبنان وسقوط فئات واسعة من السكان في وهدة الفقر.
ووفقاً للمنظمة الحقوقية فإنّه خلال أيلول «أعيد 230 شخصاً كانوا على متن خمسة قوارب إلى لبنان بعد محاولتهم عبور البحر إلى قبرص». ولفت التقرير الذي استند إلى شهادات عدد من الناجين إلى أنّ هذه الرحلات الخطرة التي غالباً ما تكون على متن قوارب بدائية تفتقر إلى أدنى مقوّمات السلامة أو الصمود، أودت بحياة العديد من الأشخاص، بمن فيهم أطفال. وقال فتى من بين هؤلاء الناجين، وفقاً للتقرير، إنّه خلال رحلة الموت التي نجا منها «بدأنا نعدّ الأيام التي تفصلنا عن موتنا، في وقت كنّا نشرب فيه مياه البحر».
وأعربت «سايف ذي تشيلدرن» عن أسفها لأنّ «أطفالاً رأوا والدتهم تفارق الحياة، بينما اضطر آباء إلى ربط جثامين أطفالهم بأطراف القارب كي لا يفقدوها في البحر». ونقل التقرير عن فتى سوري يبلغ من العمر 12 عاماً أنّه شاهد والدته وهي تموت في اليوم الثامن والأخير من رحلة عبورهم الفاشلة. وقال «أبحرنا لنحو 20 ساعة قبل أن ينفد منّا الوقود. بعدها قالوا لنا إنّنا تهنا».
ورأت المنظمة ان «ارتفاع الأسعار وانهيار العملة الوطنية، ونقص المنتجات الأساسية عوامل دمرت سبل عيش السكان في لبنان».
وناشدت المنظمة الحكومة إعطاء الأولوية للاسر الضعيفة والسلطات القبرصية منح اللجوء والحماية للمهاجرين.
يوم الغضب
وفي يوم الغضب والغليان الشعبي، الذي أعلنه الاتحاد العمالي العام وقطاعات النقل، نفذت مجموعة من الشابات والشبان وقفة رمزية امام مصرف لبنان احتجاجاً على إجراءات المصرف وجمعية المصارف، مطالبين برحيل رياض سلامة، والمنظومة الحاكمة للقطاع المصرفي.
وحذرت المتحدثة باسم المجموعة سحر غدار من الانفجار الآتي رافضة الحد من السحوبات، مؤكدة ان تعميم مصرف لبنان لن يمر.
57246
صحياً، أعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي تسجيل 1377 إصابة جديدة بالكورونا و20 حالة وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 57246 إصابة منذ 21 شباط الماضي.
وافادت المصادر ان رئاسة الجمهورية لم تكن ترغب في تأجيل الأستشارات الى الخميس المقبل لأن هم الرئيس عون التكليف ثم التأليف لأن وضع البلد لا يحتمل اي تأجيل للحل.
واوضحت ان المهلة الجديدة مناسبة للمزيد من التشاور والبحث مشيرة الى ان هناك سببا حاسما دفع عون الى التأجيل وان من حق الحريري المرشح الأقوى في طائفته الأتيان الى رئاسة الحكومة بأصوات مريحة وذكرت بما كان قد شدد عليه عون لجهة اهمية التشاور قبل التكليف.
وكان اللافت، استباق محطة الـO.T.V الناطقة بلسان التيار الوطني الحر قرار التأجيل، بالاشارة إلى انه «وارد في كل لحظة، لأن مصير التكليف غير محسوم بعد»، الأمر الذي يعني ان قرار تكليف الحريري لم يكن ناضجاً بعد عند فريق بعبدا، والنواب الذين ينضوون أو يدورون في فلك التيار العوني.
ما هي الصعوبات التي طلبت الكتل التأجيل، وتجاوب القصر معها، حسب المصادر المطلعة من النقاط العالقة لتشكيل الحكومة التي لم يتم الاتفاق حولها، وعمر الحكومة المحددة بـ6 أشهر.
وهذان الطلبان أو الشرطان للتيار الوطني الحر، الذي صدمت اوساطه بالتجاهل شبه التام لا سيما من فريق رئيس المجلس وكتلة المستقبل، في ما خص رغبة النائب جبران باسيل بتعديل دستوري، طرحه في كلمته أمس الأوّل لمناسبة ذكرى 13 ت1، لناحية تحديد مهلة شهر للتكليف ومهلة شهر للتأليف، بتعديل دستوري، مفاجئ وبتوقيت وبهدف لا صلة له بالمبادرة الفرنسية ولا بحكومة المهمة التي ستتشكل على أساسها.
ومن الطلبات الشروط أيضاً، رغبة بعبدا بالسير بتوزيع الوزارات السيادية الأربع على الطوائف الأصغر، منعاً لما تصفه بالاستئثار، أو الحؤول دون حصر وزارة المالية مع الطائفة الشيعية، حتى ولو كانت لمرة واحدة، وهو ما أشار إليه باسيل بالفريق اللبناني الذي يسعى إلى تكريس اعراف مرفوضة.
بالمقابل، وصفت مصادر سياسية قرار الرئيس عون بتأجيل موعد إجراء الاستشارات النيابية الملزمة بانه يمثل ذروة الاداء غير المريح، بل السيء للرئاسة الاولى وتجاوز مصلحة البلاد العليا والاستهتار بالدستور وتوظيف صلاحيات الرئيس لمصلحة صهره النائب جبران باسيل وتوجهاته الشخصية. وتساءلت هل كان يقدم عون على تأجيل الاستشارات لو ان كتلا او تيارات اخرى ارتأت ذلك وحبذا لو اخذ حيزا بسيطا من هذه المبررات الممجوجة في تشكيل الحكومة المستقيلة التي افتقدت الىأدنى مقومات التمثيل لمرجعياتها السياسية والطائفية.
واذ اعتبرت ان هذا التصرف الشاذ على هذا النحو في هذه الظروف الاستثنائية والصعبة التي يتطلع فيها اللبنانيون بلهفة لتشكيل حكومة جديدة تنتشل لبنان من مخاطر الانهيار المحدقة من كل الاتجاهات، يمعن عون بتوظيف صلاحياته الدستورية لاعاقة وتعطيل انتظام آلالية الدستورية لتسمية رئيس جديد للحكومة للمصلحة الشخصية والحسابات الضيقة،لان مسار الاستشارات المرتقبة، لا يؤشر بانها تصب في المصلحة الشخصية لصهره جبران باسيل وتياره، بل باتجاه مصلحة لبنان العليا ولو كانت على ايدي خصومه السياسيين.
باختصار شديد عون اجل الاستشارات بايعاز معلوم من باسيل لقطع الطريق على تسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة الذي بات يحظى بموافقة ملحوظة من الاكثرية بهذا الاتجاه وسعيا لاعادة خلط الأوراق من جديد، لعل في مثل هذه العبثية الدستورية الممجوجة تتحقق اهداف رئيس التيار العوني بابعاده نهائيا عن تولي هذه المسؤولية من جديد ولو كان على حساب عملية انقاذ لبنان من الكارثة.
وقال مصدر واسع الاطلاع لـ«اللواء» ان باسيل يتصرف بطريقة شخصية «كيدية» لجهة ان الرئيس الحريري لم يتصل به، على صعيد اللقاءات كما حصل مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وهو الأمر، حسب المصدر، الذي يطالب الرئيس عون بحصوله أيضاً.
ولم يعرف، مسار التطورات بعد قرار التأجيل، وبأي وجهة ستسير المفاوضات، لئلا ينسف موعد الخميس المقبل، في ظل تفاقم المآزق الداخلي، مع العجز عن حل اللغز الحقيقي لقرار التأجيل، الذي سارع الرئيس برّي لرفضه، ولو كان ليوم واحد..
وعلق السفير البريطاني في لبنان كريس رامبلينغ على قرار التأجيل بهاشتاغ «استشارات» مرفقة بوجه تعبيري متجهم.
على ان باسيل المعني مباشرة بالتأجيل، غرد ليلاً: «لكل من يتفلسف ويتكهن ويراهن: مع احترامنا لقرار رئيس الجمهورية بتأجيل الاستشارات النيابية، فإن هذا لن يغيّر في موقفنا».
واستغرب النائب طوني فرنجية التأجيل، وقال: «البلد منهار والشعب بطل يحمل تأجيل حرام».
وغرد هادي أبو الحسن عضو كتلة اللقاء الديمقراطي: «ظنوا اننا سنقاطع وحاولوا الاختباء وراء موقفنا ليسقطوا تسمية الحريري ونسوا بأننا نضع مصلحة البلد قبل مصلحتنا».
وتخوفت أوساط مراقبة من ان يكون وراء الأكمة ما وراءها، لجهة تضارب الصلاحيات في ما يتعلق بإطلاق المفاوضات، والتباين بين الرئيس عون وفريقه و«الثنائي الشيعي» في ما خص الوفد الذي شكله الرئيس لجهة ابعاد المدنيين عنه، واقتصر على المفاوضين العسكريين، وتمسك بعبدا بصلاحية المفاوضة في عقد المعاهدات الدولية، فضلاً عن نقزة الرئيس برّي من فكرة التعديل الدستوري بهذا التوقيت.
شنكر في بكري
ولوحظ امس انه بعد عودة مساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد شنكر من الناقورة، زار بعبدا والتقى بحضور السفيرة الأميركية اليزابيث شيا البطريرك الماروني مار بطرس بشارة الراعي، واستمع منه إلى شرح مفصل عن مشروع الحياد، والحكومة المزمع تأليفها..
وحول الحكومة، قال شنكر ان بلاده تأمل ان تكون الحكومة حيادية شفافة وفاعلة تؤمن الخدمات الأساسية للمواطنين اللبنانيين بغض النظر عن اسم رئيس الحكومة، مشيراً إلى ان بلاده ستستمر بتقديم المساعدات والدعم للدولة اللبنانية..
المشاورات مع الكتل
وكان وفد كتلة المستقبل أنهى لقاءاته مع الكتل السياسية التي شاركت في اللقاء مع الرئيس ماكرون في قصر الصنوبر.
وزار وفد الكتلة الذي ضم السيدة بهية الحريري هادي حبيش وسمير الجسر، مقر التيار الوطني الحر في ميرنا الشالوحي، وإلتقي وفدا من تكتل لبنان القوي ضم أمين سر تكتل لبنان القوي النائب ابراهيم كنعان إلى جانب النائبين جورج عطاالله وسيزار أبي خليل، في حضور الوزير السابق منصور بطيش، وكتلة الوفاء للمقاومة في مقرها في حارة حريك. وكتلة «اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين» في منزل رئيس تيار «الكرامة» النائب فيصل كرامي.
وعلمت «اللواء» ان وفد المستقبل لم يتطرق في لقاءاته مع الكتل الى موضوع تكليف الرئيس سعد الحريري ولا تأليف الحكومة، بل تركز على موضوع الاصلاحات الواردة في المبادرة الفرنسية وموقف الكتل منها، وكانت مواقفها ايجابية بالمطلق، لكن حصل نقاش في بعض تفاصيل ورقة الاصلاحات لا سيما موضوعي الخصخصة وإصلاح قطاع الكهرباء، حيث اكد بعض اعضاء اللقاء التشاوري انهم لن يسلموا بالخصخصة كيفما كان، فيما ركز وفد كتلة لبنان القوي على موضوع قطاع الكهرباء، وان ما طرحه عند توليه وزارة الطاقة وما تضمنته ورقة التكتل الاصلاحية كان ابعد بكثير مما طرحته ورقة الاصلاحات الفرنسية. كما تطرق البحث الى مؤتمر سيدر ومشاريعه التي تضمنت اصلاحات تبناها التكتل من وقتها وزاد عليه.
وكما اشارت «اللواء» في عددها أمس، فقد كشف النقاب عن الاتصال الهاتفي بين الرئيس الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط الذي وضع نواب اللقاء الديمقراطي في أجواء ما دار فيه.
وعلم ان النواب سيشاركون اليوم في الاستشارات الملزمة والاتجاه الأكبر هو لتسمية الرئيس الحريري.
وحسب بيان صدر عن مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي، فإن جنبلاط وضع كتلة اللقاء الديمقراطي في اجتماعها مساء أمس بأجواء اتصال الحريري، وفي أجواء الاتصالات المتواصلة بينه وبين مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون شمال افريقيا والشرق الأوسط باتريك دوريل، بهدف إنجاح المبادرة الفرنسية وتنفيذ الإصلاحات التي تضمنتها والهادفة إلى معالجة الوضع الاقتصادي في لبنان.
اما بالنسبة للتكليف والتأليف، يجتمع اللقاء التشاوري في العاشرة صباح اليوم لتقرير الموقف، وسط معلومات مفادها ان اللقاء «لن يعترف بالحريري قبل ان يعترف الحريري بوجود اللقاء وتمثيله النيابي والشعبي». كما علمت «اللواء» ان كتلة لبنان القوي لن تسمي الحريري ايضاً وقرارها عدم تسمية أحد. فيما غرّد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان عبر حسابه على «تويتر» قائلاً: «ليس لدينا علم بأن المبادرة الفرنسية صنفت الرئيس الحريري في صفوف الاختصاصيين… كفى استهتاراً بعقول الناس ولا أحد أكبر من لبنان واللبنانيين مهما بلغت ثروته
في غضون ذلك، أكد رئيس حزب القوات البنانية سمير جعجع أن «تكتل الجمهورية القوية» لن يسمي الحريري في الاستشارات (اليوم) على الرغم من الصداقة»، مضيفاً: أن «التكتل لن يسمي أي شخصية لرئاسة الحكومة في الاستشارات، لان المطلوب حكومة اختصاصيين مستقلين بكل معنى الكلمة».
وكتب رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب عبر حسابه على «تويتر» قائلا: «لا تكليف للحريري غداً (اليوم). وبإنتظار الموعد الجديد، أحب أن أذكر أخونا سعد بأن هناك طائفة مؤسسة للكيان هي الطائفة الدرزية، لذا نستغرب هذا التجاهل الكامل لنواب الطائفة. وعليه أن يعرف أن من يقيس الدروز بعددهم يدفع الثمن في لحظة ما».
مفاوضات الناقورة
وكانت بدات امس جولة المفاوضات الاولى بين لبنان والكيان الاسرائيلي حول ترسيم الحدود البحرية وتثبيت الحدودالبرية، وتمت المفاوضات بوساطة وتسهيل من قبل الفريق الأميركي، بقيادة مساعد وزير الخارجية ديفيد شنكر والسفير جون ديروشر، واستضافها منسق الأمم المتحدة الخاص للبنان يان كوبيتش.
وترأس الوفد اللبناني نائب رئيس الأركان للعمليات في الجيش اللبناني العميد بسام ياسين. وترأس الوفد الإسرائيلي مدير عام وزارة الطاقة أودي أديري. وجلست الوفود في خيمة كبيرة في باحة مقر اليونيفيل، وجلس الوفد اللبناني مقابل الوفد الإسرائيلي. واعتمدت اللغة الانكليزية في الاجتماع وتحدّث الوفد اللبناني بالعربية مع ترجمة فورية للغة الانكليزية. لكنه رفض طلبا اميركيا – اسرائيلياً بالمشاركة في الصورة التذكارية للاجتماع. لكنه شارك في التقاط صورة مع الوفدين الدولي والاميركي بعد مغادرة الوفد الاسرائيلي للمقر الدولي.
وركّزت المفاوضات وفق المعلومات على العناوين التي وردت في بيان بعبدا حول الترسيم البحري وفق خط بوليه- كومنب والدراسة التي اعدتها قيادة الجيش.
وحسب بيان صادرعن الادارة الاميركية ومكتب كوبيش، خلال هذا الاجتماع الأولي، أجرى الممثلون محادثات مثمرة، وأعادوا تأكيد التزامهم بمواصلة المفاوضات في وقت لاحق من هذا الشهر».
والقيت خلال الاجتماع اربع كلمات للوفود الاربعة الذين بلغ عددهم جميعاً 20 شخصاً، وقال العميد ياسين في كلمته خلال المفاوضات: انطلاقاّ من مصلحة وطننا العليا نتطلع لأن تسير عجلة التفاوض بوتيرة تمكننا من إنجاز هذا الملف ضمن مهلة زمنية معقولة. ونحن هنا اليوم لنناقش ونفاوض حول ترسيم حدودنا البحرية على أساس القانون الدولي، واتفاقية الهدنة عام ١٩٤٩ الموثقة لدى دوائر الأمم المتحدة، واتفاقية بوليه – نيوكومب عام ١٩٢٣ وتحديداً بشأن ما نصت عليه هذه الاتفاقية حول الخط الذي ينطلق من نقطة رأس الناقورة براً. في المقابل، فإننا نتطلع لقيام الأطراف الأخرى بما يتوجب عليها من التزامات مبنية على تحقيق متطلبات القانون الدولي والحفاظ على سرية المداولات، وإن تثبيت محاضر ومناقشات اجتماعات التفاوض التقني غير المباشر، كذلك الصيغة النهائية للترسيم يتمّ بعد تصديق السلطات السياسية اللبنانية المختصة عليها».
وبعدالاجتماع إلتقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئيس الوفد التقني المكلّف التفاوض لترسيم الحدود البحرية الجنوبية العميد ياسين، واطلع منه على وقائع الاجتماع الاول من المفاوضات غير المباشرة، وتم عرض المواقف التي صدرت من الاطراف المشاركين في الاجتماع.
وذكر قصر بعبدا ان الاجتماع الثاني سيعقد في الناقورة يوم الاثنين 26 تشرين الاول الجاري.
لكن الاعتراض على شكل الوفد اللبناني استمر امس، مع صدور بيان مشترك لقيادتي حزب الله وحركة أمل قالا فيه: «ان اتفاق الإطار الذي اعلنه الرئيس نبيه بري حول مفاوضات ترسيم الحدود اكد في مقدمته على الانطلاق من تفاهم نيسان ١٩٩٦ والقرار 1701 والذي على اساسهما تُعقد اجتماعات دورية بين ضباط عسكريين حصراً. وبالتالي فان تشكيل الوفد اللبناني بالصيغة التي وردت، وضمّه لشخصيات مدنية مخالفٌ لاتفاق الاطار ومضمون تفاهم نيسان.
اضاف البيان: «لذلك ان موقف حزب الله وحركة امل، وانطلاقاً من التزامهما الثوابت الوطنية ورفضهما الانجرار الى ما يريده العدو الصهيوني من خلال تشكيلته لوفده المفاوض والذي يضم بأغلبه شخصيات ذات طابع سياسي واقتصادي فإنهما يعلنان رفضهما الصريح لما حصل لانه يخرج عن قاعدة التفاهم الذي قام عليه إتفاق الاطار وهو ما يضرّ بموقف لبنان ومصلحته العُليا ويُشكّل تجاوزاً لكل عناصر القوّة لبلدنا وضربة قوية لدوره ومقاومته وموقعه العربي ويُمثّل تسليماً بالمنطق الإسرائيلي الذي يرغب بالحصول على اي شكلٍ من اشكال التطبيع». وطالب الطرفان «بالمبادرة فوراً بالعودة عن هذا القرار وإعادة تشكيل الوفد بما ينسجم مع اتفاق الإطار».
الصندوق يحذر
مالياً، قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا الأربعاء إنّ لبنان يشهد وضعاً اقتصادياً «كارثيا» بسبب عدم توافر «الإرادة السياسية»، مشيرة إلى أنّ مؤسستها لا تزال جاهزة لتقديم المساعدة. وقالت في محادثة أجرتها على هامش اجتماعات صندوق النقد الخريفية مع الناشطة في مجال الأعمال الخيرية مليندا غيتس، «نحن على استعداد تام لمساعدة لبنان». ولكنّها أضافت «نحتاج إلى شريك» مستعد «حقاً للالتزام مع صندوق النقد الدولي». وأشارت إلى ضرورة «إجراء تدقيق في حسابات المؤسسات المالية، بما في ذلك (حسابات) مصرف لبنان».
وتابعت أنّه ينبغي أيضاً صوغ برنامج اقتصادي «ذي مصداقية لدى المستثمرين ودائني لبنان»، موضحة أنّ ذلك شرط لإعادة هيكلة الدين اللبناني.
وقالت إنّ الأمر ممكن لكن يدا واحدة لا تصفق «نحن لم نبلغ بعد مرحلة التشمير عن سواعدنا والعمل لمساعدة لبنان». ورأت جورجييفا أنّ «التشرذم» السياسي يغرق لبنان ويمنعه من الخروج من الأزمة. كما أعربت عن قلقها إزاء ازدياد أعداد الشبان اللبنانيين الساعين للهجرة. وتساءلت «إذا غادر الشبان، الأذكياء، من سيخرج لبنان» من الأزمة؟».
ويتوقع صندوق النقد الدولي انكماشاً اقتصادياً في لبنان بنسبة 25$ هذا العام. وكان لبنان طلب منتصف أيار إجراء مفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على دعم مالي، ولكن المسار يراوح مكانه.
انقذوا الطفولة
على صعيد الهجرة غير الشرعية، حذّرت أمس منظمة «سايف ذي تشيلدرن» (أنقذوا الطفولة) غير الحكومية الأربعاء من أنّ مئات المهاجرين غير الشرعيين ركبوا البحر في الأشهر الأخيرة في محاولة للوصول إلى قبرص انطلاقاً من لبنان الغارق في أزمة اقتصادية خانقة دفعت بـ650 ألف طفل إضافي إلى وهدة الفقرة. وقالت المنظمة البريطانية المتخصّصة في الدفاع عن حقوق الأطفال، في تقرير، إنّها أحصت بين تموز وأيلول 21 رحلة بحرية لمهاجرين غير شرعيين من لبنان إلى قبرص، مقابل 17 رحلة فقط سجّلت طيلة العام 2019.
وأوضحت «سايف ذي تشيلدرن» أنّ هذه الظاهرة سجّلت «زيادة كبيرة» في أيلول مع تفاقم الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في لبنان وسقوط فئات واسعة من السكان في وهدة الفقر.
ووفقاً للمنظمة الحقوقية فإنّه خلال أيلول «أعيد 230 شخصاً كانوا على متن خمسة قوارب إلى لبنان بعد محاولتهم عبور البحر إلى قبرص». ولفت التقرير الذي استند إلى شهادات عدد من الناجين إلى أنّ هذه الرحلات الخطرة التي غالباً ما تكون على متن قوارب بدائية تفتقر إلى أدنى مقوّمات السلامة أو الصمود، أودت بحياة العديد من الأشخاص، بمن فيهم أطفال. وقال فتى من بين هؤلاء الناجين، وفقاً للتقرير، إنّه خلال رحلة الموت التي نجا منها «بدأنا نعدّ الأيام التي تفصلنا عن موتنا، في وقت كنّا نشرب فيه مياه البحر».
وأعربت «سايف ذي تشيلدرن» عن أسفها لأنّ «أطفالاً رأوا والدتهم تفارق الحياة، بينما اضطر آباء إلى ربط جثامين أطفالهم بأطراف القارب كي لا يفقدوها في البحر». ونقل التقرير عن فتى سوري يبلغ من العمر 12 عاماً أنّه شاهد والدته وهي تموت في اليوم الثامن والأخير من رحلة عبورهم الفاشلة. وقال «أبحرنا لنحو 20 ساعة قبل أن ينفد منّا الوقود. بعدها قالوا لنا إنّنا تهنا».
ورأت المنظمة ان «ارتفاع الأسعار وانهيار العملة الوطنية، ونقص المنتجات الأساسية عوامل دمرت سبل عيش السكان في لبنان».
وناشدت المنظمة الحكومة إعطاء الأولوية للاسر الضعيفة والسلطات القبرصية منح اللجوء والحماية للمهاجرين.
يوم الغضب
وفي يوم الغضب والغليان الشعبي، الذي أعلنه الاتحاد العمالي العام وقطاعات النقل، نفذت مجموعة من الشابات والشبان وقفة رمزية امام مصرف لبنان احتجاجاً على إجراءات المصرف وجمعية المصارف، مطالبين برحيل رياض سلامة، والمنظومة الحاكمة للقطاع المصرفي.
وحذرت المتحدثة باسم المجموعة سحر غدار من الانفجار الآتي رافضة الحد من السحوبات، مؤكدة ان تعميم مصرف لبنان لن يمر.
57246
صحياً، أعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي تسجيل 1377 إصابة جديدة بالكورونا و20 حالة وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 57246 إصابة منذ 21 شباط الماضي.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الديار
اعتراض حازم من الثنائي الشيعي على «المدنيين» و«إسرائيل»: إذا فاوض لبنان جدّياً نصل لاتفاق خلال أسابيع أو أشهر
بومبيو يرحّب.. والوفد الإسرائيلي حاول المفاوضات المباشرة.. والوفد اللبناني حافظ على رعاية الأمم المتحدة
عون يؤجل الاستشارات النيابية الملزمة وبري يرفض التأجيل «حتى ليومٍ واحد»
المحلل السياسي
في خيمة تمّ اقامتها مقابل قيادة القوات الدولية في جنوب لبنان في منطقة الناقورة، انعقدت الجلسة الأولى للمفاوضات غير المباشرة بين الوفد اللبناني برئاسة العميد الركن الطيار بسام ياسين مع الوفد الإسرائيلي برئاسة عملية من المستشار السياسي لرئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو وتحت رعاية الأمم المتحدة بوجود مندوبها في لبنان يان كوبيتش وحضور الوسيط الأميركي وكيل وزير الخارجية الأميركية للشرق الأوسط ديفيد شنكر ومعه السفير الأميركي في الجزائر جون ديروشر. وكانت مدة الاجتماع لفترة قصيرة وهي مخصصة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية وتمّ عرض المواقف من الأطراف المشاركين في الاجتماع على أن يتم الاجتماع الثاني في الناقورة يوم الاثنين 26 تشرين الأول الجاري.
وحاول الوفد الإسرائيلي التودّد كثيراً باتجاه الوفد اللبناني لكن الوفد اللبناني بقي ملتزماً بالحديث مع ممثل الأمم المتحدة.
أما شينكر فكان قليل الكلام لكنه قال أن الاتفاق عندما يحصل سيجعل السلام في شمال «إسرائيل» وجنوب لبنان لشعبيّ البلدين. وإثر انتهاء الاجتماع طلب الوفد الإسرائيلي أخذ صورة تذكارية مع الوفد اللبناني بوجود مندوب الأمم المتحدة والوسيط الأميركي الذي شجّع على أخذ الصور التذكارية. الا أن الوفد اللبناني رفض ذلك وطلب من المصورين عدم أخذ أي صورة أثناء خروج الوفد اللبناني والإسرائيلي من الخيمة حيث كان مركز الاجتماع والمفاوضات.
توتّر سياسي في بيروت
أما في بيروت فقد حصل اعتراض حازم لحزب الله وحركة أمل الذين قالوا أن تشكيل الوفد اللبناني مخالف لاتفاق الإطار ودعا حزب الله وحركة أمل في بيان أصدراه فجر الأربعاء الى إعادة تشكيل الوفد اللبناني الموكل مفاوضات الترسيم مع «إسرائيل» واعتبر حزب الله وحركة أمل أن شمول الوفد شخصيات مدنية مخالف لاتفاق الإطار الذي أعلنه الرئيس نبيه بري حول مفاوضات ترسيم الحدود والذي أكد على الانطلاق من تفاهم نيسان 1996 والقرار 1701 وعلى أساسه تحصل اجتماعات دورية بين ضباط عسكريين حصراً وفقط دون وجود أي مدنيّ في اطار الوفد اللبناني.
وأكمل حزب الله وحركة أمل موقفهما برفض الانجرار الى ما يريده العدو الصهيوني من خلال تشكيل الوفد الإسرائيلي وضمه مدنيين هم سياسيون كي يجعل المفاوضات تبدو سياسية اقتصادية. لذلك منعاً للضرر بموقف لبنان ومصلحته العليا يجب أن يكون الوفد اللبناني مؤلفاً من ضباط فقط من الجيش اللبناني لأن الحاق مدنيين بالوفد اللبناني يشكل ضربة قوية لدور لبنان ومقاومته وموقعه العربي إضافة الى التسليم بالمنطق الإسرائيلي الذي يرغب بالحصول على أي شكل من أشكال التطبيع.
وأنهى بيان حركة امل وحزب الله بيانهما بطلب العودة فوراً عن قرار تأليف الوفد اللبناني وحصره بضباط الجيش اللبناني فقط.
كذلك انضم تجمع نواب اللقاء التشاوري الذي انعقد في دارة النائب عبد الرحيم مراد الى موقف حزب الله وحركة امل وابدى استغرابه لإشراك مدنيين في الوفد اللبناني الى جانب عسكريين وطالب بالرجوع عن تأليف الوفد كما تم تأليفه.
اما في «إسرائيل» فقد قال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيتس ان «إسرائيل» ستواصل التفاوض مع لبنان بخصوص الحدود البحرية بينهما بعد انعقاد اجتماع أوّل قصير بين البلدين وأضاف ان «إسرائيل» وافقت ان يمضي الوفد الإسرائيلي قدماً في المحادثات لإعطاء فرصة للعملية.
واثناء المفاوضات بين الوفدين اللبناني والإسرائيلي بصورة غير مباشرة فقد قام المسؤولون الإسرائيليون بتسليم رسالة الى الوفد اللبناني وفق موقع «واللا» الإسرائيلي حيث قالوا في الرسالة انه اذا خاض لبنان المفاوضات بنهج إيجابي وعملي فسيكون من الممكن التقدم بسرعة والتوصل الى اتفاق خلال أسابيع أو أشهر.
ونقل موقع «واللا» عن مسؤول في تل أبيب: «ان كان اللبنانيون يسعون الى التفاوض من اجل هزيمة إسرائيل فلن يكون تقدّماً بل سيبقى لبنان في الوضع الذي هو فيه الان دون التمكن من فتح حقول الغاز التابعة له».
ويعتبر الكلام الصادر عن مسؤول في تل ابيب استفزازي ووقح.
أما الوفد اللبناني فكان بارعاً في المفاوضات وتحدث عن القانون الدولي وكيفية رسم الحدود البحرية وحقوق لبنان في «المنطقة الاقتصادية الخالصة» ورغم أن الوفد الإسرائيلي عندما كان يتكلم يوجه كلامه للوفد اللبناني فان الوفد اللبناني كان يوجه كلامه ليان كوبيتش للتأكيد أن المفاوضات هي غير مباشرة.
أما في واشنطن فقد رحّب وزير الخارجية بومبيو بالمفاوضات اللبنانية الإسرائيلية وقال أن هذا العمل هو جزء من العمل على الاستقرار في الشرق الأوسط.
وأعرب عن أمله في توصل لبنان و«إسرائيل» الى اتفاق على حدود بحرية مشتركة.
وصدر بيان أميركي مشترك مع الأمم المتحدة جاء فيه أنه تمت المفاوضات بتسهيل من قبل الأميركيين بقيادة ديفيد شينكر والسفير الأميركي السابق في الجزائر جون ديروشر واستضافها منسق الأمم المتحدة الخاص بلبنان يان كوبيتش.
وأضاف بيان الخارجية الأميركية مع الأمم المتحدة الى أن ترأس الوفد الإسرائيلي من قبل مدير عام وزارة الطاقة أودي أديري وترأس الوفد اللبناني من نائب رئيس الأركان للعمليات في الجيش اللبناني العميد بسام ياسين كان ناجحاً وأجرى الوفدان محادثات مثمرة وأعادا تأكيد التزامهما بمواصلة المفاوضات في وقت لاحق من هذا الشهر.
اما في بيروت فقال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبي أن لبنان لا يعقد اتفاقاً ليعترف باسرائيل بل يقوم بالتفاوض على ترسيم الحدود البحرية. أضاف الوزير وهبي:» لن نقوم بالتطبيع ولن نوافق على اتفاقات سلام انما ترسيم الحدود واجب علينا ولن نترك حدودنا البحرية غير محددة ونترك العدو الاسرائيلي ينقّب عن النفط والغاز بشكل قريب جداً من المياه اللبنانية دون أن نستعمل حقنا بالتنقيب عن النفط والغاز في مياهنا».
أما السؤال الكبير فهو ماذا سيفعل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون؟
بعد موقف الثنائي الشيعي الحازم واللقاء التشاوري فإنه بات هناك خلاف بين الثنائي الشيعي وموقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. فإذا أكمل الرئيس عون المفاوضات بالوفد الحالي فسيصطدم بمعارضة شديدة من حركة أمل وحليفه بورقة التفاهم حزب الله، ويبدو أن حركة أمل وحزب الله لن يتراجعا عن موقفهما. والرئيس عون الذي استقبل الوفد اللبناني أمام قرار يجب أن يتخذه وقد يكون على الأرجح تعيين ضباط بدل من التقنيين في الوفد اللبناني وإن لم يفعل ذلك فإن حركة أمل وحزب الله سيرفعان الغطاء عن الوفد اللبناني والمفاوضات، والمرحلة حالياً ليس بامكانها تحمل أزمة بهذا الحجم بين الرئيس عون والثنائي الشيعي واللقاء التشاوري.
تأجيل الاستشارات ورد بري
قرر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة الى الخميس المقبل، هذا وصدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الاتي: «قرر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة التي كانت مقررة يوم الخميس 15 تشرين الاول 2020 اسبوعا أي الى يوم الخميس 22 تشرين الاول 2020 بالتوقيت نفسه، وذلك بناء على طلب بعض الكتل النيابية لبروز صعوبات تستوجب العمل على حلها».
وفي سياق متصل، أفادت قناة ال NBN عن أن «رئيس مجلس النواب نبيه بري ضد تأجيل الاستشارات النيابية ولو ليوم واحد».
الحريري والعقدة المسيحية
الرئيس سعد الحريري الذي أعلن ترشيحه لتأليف الحكومة الجديدة مع اجراء مفاوضات مع الكتل والقيادات وعلى أساس أن يقرر المضي أو الانسحاب. فإن أجواء الرئيس الحريري ايجابية حتى الآن لكنه يواجه عقدة مسيحية ذلك أن الوزير فرنجية وحده أيّده.
أما القوات اللبنانية وهي حزب مسيحي قوي فلن يسمّيه. كذلك التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل وأثناء خطابه في ذكرى 13 تشرين قال كلاماً يعرقل مهمة الرئيس الحريري ولا يتجه باسيل الى تأييد الرئيس الحريري من دون وضع شروط عليه قد لا يقبلها الأخير وخاصة بقاء وزارة الطاقة تحت مظلة التيار الوطني الحر، ذلك أن المبادرة الفرنسية التي اطلقها الرئيس الفرنسي ماكرون تركز على اصلاح الكهرباء والحريري يريد اختصاصي في معالجة موضوع الكهرباء ووقف النزيف الكبير فيها والذي تسبب بعجز على مدى سنوات وصل الى 40 مليار دولار.
اما التيار الوطني الحر فيريد تسلم وزارة الطاقة من جديد في الحكومة الجديدة على مثال قبول الحريري اعطاء وزارة المالية للطائفة الشيعية والاتفاق معهم على اسم الوزير ولذلك يريد باسيل أسوة بحركة أمل وحزب الله أن لا تحصل المداورة في وزارة الطاقة ويتم تعيين اختصاصي للكهرباء يختاره التيار الوطني الحر.
اضافة للعقدة المسيحية هناك الوزير السابق ورئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط الذي لم يتضح بعد موقفه من تسمية الرئيس الحريري في الاستشارات النيابية الملزمة مع أن الرئيس نبيه بري قد يلعب دوراً لمحاولة اقناع جنبلاط بالمضي بتسمية الحريري لرئاسة الحكومة العتيدة.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الحريري يحظى بأكثرية ميثاقية..وبعبدا ترجىء الاستشارات
مع ان موقع الحدث الاساس يفترض ان يكون في العمق اللبناني الداخلي ترقبا لما ستحمله الاستشارات النيابية الملزمة القائمة في موعدها حتى الساعة قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، كان الحدث الابرز جنوبا نسبة لأهميته التي سيدونها لبنان في سجلاته التاريخية، انطلاق المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود بين لبنان والعدو الاسرائيلي.
ترسيم في الناقورة
ففي حدث تاريخي، ولّد فتورا بين اهل الخط السياسي الواحد وتحديدا بين الثنائي الشيعي وبعبدا، عُقدت الجولة الأولى من المفاوضات التقنية لترسيم الحدود الجنوبية بين لبنان والعدو الاسرائيلي في إجتماع البروتوكولي استكشافي، برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية للبحث في ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، أكدها حضور مساعد وزير الخارجية الاميركية دايفيد شنكر في الناقورة. وفي حين حُدّد 26 الجاري موعداً للجولة الثانية، ركّزت المفاوضات وفق المعلومات على العناوين التي وردت في بيان بعبدا حول الترسيم البحري وفق خط بوليه- كومنب والدراسة التي اعدتها قيادة الجيش.
الثوابت اللبنانية
ياسين: وفي الاطار، ألقى رئيس الوفد اللبناني للتفاوض العميد الركن بسام ياسين الذي اطلع الرئيس ميشال عون لاحقا على اجواء الاجتماع، كلمة حدد فيها الثوابت اللبنانية في هذه المفاوضات. وقال»ان لقاءنا اليوم سيُطلق صفّارة قطار التفاوض التقني غير المباشر، ويُشكّل خطوة أولى في مسيرة الألف ميل حول ترسيم الحدود الجنوبية، وانطلاقاً من مصلحة وطننا العليا نتطلع لأن تسير عجلة التفاوض بوتيرة تمكننا من إنجاز هذا الملف ضمن مهلة زمنية معقولة».
الحزب والحركة
وفي الاطار، اوضحت قيادة حزب الله وحركة أمل في بيان مشترك «ان اتفاق الإطار الذي اعلنه الرئيس نبيه بري حول مفاوضات ترسيم الحدود اكد في مقدمته على الانطلاق من تفاهم نيسان ١٩٩٦ والقرار 1701 والذي على اساسهما تُعقد اجتماعات دورية بين ضباط عسكريين حصراً. وبالتالي، فإن تشكيل الوفد اللبناني بالصيغة التي وردت، وضمّه لشخصيات مدنية مخالفٌ لاتفاق الاطار ومضمون تفاهم نيسان». اضاف البيان «لذلك ان موقف حزب الله وحركة امل، وانطلاقاً من التزامهما الثوابت الوطنية ورفضهما الانجرار الى ما يريده العدو الصهيوني من خلال تشكيلته لوفده المفاوض والذي يضم بأغلبه شخصيات ذات طابع سياسي واقتصادي فإنهما يعلنان رفضهما الصريح لما حصل لأنه يخرج عن قاعدة التفاهم الذي قام عليه إتفاق الاطار وهو ما يضرّ بموقف لبنان ومصلحته العُليا ويُشكّل تجاوزاً لكل عناصر القوّة لبلدنا وضربة قوية لدوره ومقاومته وموقعه العربي ويُمثّل تسليماً بالمنطق الإسرائيلي الذي يرغب بالحصول على اي شكلٍ من اشكال التطبيع». وطالب الطرفان «بالمبادرة فوراً بالعودة عن هذا القرار وإعادة تشكيل الوفد بما ينسجم مع اتفاق الإطار».
تكليف الحريري
حكوميا، تابعت كتلة المستقبل جولتها على الكتل النيابية فالتقت التيار الوطني الحر وحزب الله واللقاء التشاوري للتأكيد على الورقة الاصلاحية الفرنسية.
اما مشاورات ما قبل استشارات التكليف اليوم فجرت في امكنة أخرى، فأكدت كتلة التنمية والتحرير مشاركتها في الاستشارات وسط معطيات تفيد بميلها مع كتلة الوفاء للمقاومة الى تسمية الحريري، في حين قررت القوات اللبنانية المشاركة من دون ان تسمي احدا، اما اللقاء الديمقراطي وبعد اتصال اجراه مستشار الرئيس الفرنسي برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، قرر اللقاء المشاركة في الاستشارات وتسمية الحريري، الذي اتصل بجنبلاط بعد اجتماع اللقاء. وكذلك اعلن اللقاء التشاوري انه سيعلن موقف اليوم في بعبدا، والمرجح تسمية الحريري ايضا، بالاضافة الى نواب كتلة المردة، والنواب الارمن، وإذا اضيف الى كل هؤلاء اصوات كتلة الرئيس نجيب ميقاتي، وبعض المستقلين، ورغم إعلان كتلة لبنان القوي عدم تسمية الحريري فإن الاخير سيكلف اليوم بتشكيل الحكومة بأكثرية مريحة تفوق الثمانين صوتا، تشمل حوالى العشرين نائبا مسيحيا يؤمنون الميثاقية.
ولكن واقع امتناع الكتلتين المسيحيتين الكبيرتين دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الى اجراء جولة مشاورات ليلية افضت الى تأجيل قصير للاستشارات لأسبوع واحد، ليشكل فرصة لحصول الحريري على عدد اكبر من الاصوات النيابية.
وأعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بيان تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة الى يوم الخميس 22 تشرين الاول 2020 بالتوقيت نفسه، وذلك بناء على طلب بعض الكتل النيابية لبروز صعوبات تستوجب العمل على حلها.
تحركات مطلبية
ويدور هذا التجاذب السياسي – الحكومي، وسط غليان معيشي، تجلى امس بتحركات مطلبية سجلت على مساحة الاراضي اللبنانية قاطبة رفضا لرفع الدعم واحتجاجا على الغلاء الفاحش.
المصرف يوضح
في الاثناء، حسم مصرف لبنان في بيان ما تداوله بعض وسائل الاعلام عن ان المصرف المركزي قام بتحديد سقوف المبالغ الممكن سحبها من قبل المصارف بالليرة اللبنانية، نافيا هذا الخبر العاري من الصحة، وموضحا ان الآلية التي اعتمدها هي وضع سقوف للمصارف لما يمكن ان تسحب من حسابها الجاري لدى مصرف لبنان. وعند تخطي هذه السقوف تحتسب المبالغ المطلوبة من حسابات المصارف المجمدة لدى مصرف لبنان.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :