لفتت عضو كتلة "المستقبل" النائب رولا الطبش جارودي في مقابلة مع موقع "انا والخبر" إلى أن كلام الرئيس سعد الحريري عبر برنامج "صار الوقت" كان بمثابة جرعة أمل للبنانيين وأنه مازال أمام الشعب اللبناني فرصة للنهوض من حالة الإنهيار التي نعيشها وأن الحريري يريد إنجاح المبادرة الفرنسية بدعوة جميع الأطراف للإلتقاء معه و الوقوف إلى جانبه لإنقاذ لبنان و ما تبقّى منه.
و عن امكانية قبول الثنائي الشيعي بالشروط التي وضعها الحريري للعودة إلى الحكومة ، اكدت الطبش أن الحريري هو المرشح الأول والطبيعي لانه يمثل العدد الأكبر من الطائفة السنية والذي يعطيه الثقة ليس فقط للمجتمع الدولي بل كذلك للداخل اللبناني وهو دائماً لا يتخلى عن مسؤولياته الوطنية سواءً كان مرشحاً أو لم يكن و تمسكه بالرئاسة الآن هو ليس لغاية شخصية بل لإنقاذ البلد وهو لن يقبل بالتكليف إن لم يكن هنالك توافق سياسي على خطة إنقاذ البلد وهي الورقة الإصلاحية التي وضعها ماكرون على طاولة قصر الصنوبر والتي توافق عليها الجميع وبالتالي العرقلات التي رأيناها سواء من حركة أمل أو من حزب الله خلال تشكيل حكومة الدكتور مصطفى أديب كانت ابتزاز للطبقة السياسية و مضيعة للوقت والنتيجة هي الإنهيار والخراب وبالمقابل الشعب اللبناني جائع أمام أزمة اقتصادية كبرى وليس من مصلحة أحد أن يعرقل هذه المبادرة الفرنسية التي تعتبر آخر خرطوشة أمل لهذا الشعب الذي يحتضر
كما وأكدت الطبش أن تيار المستقبل سيسمي الحريري لأنه الإسم الأول القادر على القيام بمهمة انقاذية لكننا نحترم قرار دولته ونحن معه في حال كان هناك اتفاق مسبق من قبل باقي الأطراف على هذا البرنامج الإصلاحي وعلى أن تكون هذه الحكومة حكومة أخصائيين مهمة لفترة قصيرة لتحقيق هذه الإصلاحات وفي حال كان هناك شروط لن تحقق فلا داعي لهذا التكليف ولاداعي لقبول الحريري ولا كتلة المستقبل بوضع الحريري في هذه المواجهه لذلك كان الحريري صريحاً في كلامه فهو صحيح أنه حكماً المرشح ولكنه سيبادر إلى الإتصالات مع جميع القوى السياسية للوصول إلى توافق معين قبل اتخاذ أي قرار بهذا الخصوص و في مطلع الأسبوع المقبل ستكون قد تبلورت الصورة و ستبني رأيها كتلة المستقبل وفقاً للمعلومات التي ستكون بين أيدينا و أكدت الطبش أن الحريري قد بدأ بإتصالاته بهذا الخصوص مع جميع القوى السياسية ومن بينها التيار الوطني الحر لأنه يجب أن يكون التوافق من الجميع.
وعن موضوع الإستشارات النيابية التي دعا اليها رئيس الجمهورية وربطها بإطلالة الرئيس الحريري ، قالت الطبش أن إطلالة الحريري مع مارسيل غانم كانت مقررة منذ شهر ولا علاقة لها بكل ما يجري وأن رئيس الجمهورية دعا إلى المشاورات وفقاً للدستور وهذا من واجبه وكان الحريري صريحاً كما كان في السابق ولم يترك أي شيء مبهم و في النهاية من المتوقع أن تكون هناك ردود كثيرة على هذه المقابلة وهذا أمر طبيعي ولكن يجب أن نعمل بجدية تامة لأن الردود والإتهامات لن تؤدي بنا الاّ للطريق المسدود والدفاع عن ورقة ماكرون لا يفسر عرقلة المستقبل للنهوض بلبنان بل يؤكد أن هذه الكتلة هي التي تسعى دائماً لحل جميع العراقيل وأن الرئيس الحريري لديه علاقات دولية جيدة قادرة على مساندة لبنان في محنته رغم الديمقراطية التي تمارسها بعض الدول المحالفه والتي نحترم قراراتها وهناك تواصل دائم.
وفي حديث عن العلاقة مع الكتائب أكدت الطبش أن العلاقة لم تنقطع ولكن هناك اختلاف في بعض الآراء والمواقف و حتى مع القوات كان الرأي نفسه أنه لا يوجد قطيعة لكن هناك اختلاف في وجهات النظر و يجمعنا حب الوطن ووحدته.
وفيما يخص انفجار المرفأ والتحقيقات الجارية ، أسفت الطبش لما جرى وقالت أن كتلة المستقبل منذ البداية تطالب بتحقيق دولي لأنه لا ثقة لنا بالتحقيق المحلي لأن القضاء اللبناني مسّيس مع كامل الإحترام لكل من يدير عملية التحقيق فالكلام عن الموضوع قد انقطع وكأنه فقط عملية إهمال و هنالك بعض الأشخاص المسؤولين عن عملية المرفأ و سيحاسبون لكن الأمر أكبر من ذلك فالموضوع متعلق بلحظة دخول هذه المواد إلى المرفأ و لماذا دخلت و من هو صاحبها و لماذا بقيت كل هذه الفترة و هذا يجعلنا نخاف أن نكون فوق قنبلة موقوتة في اي حي أو شارع و لا نشعر بالأمان و نحن مستمرون إلى النهاية لإعادة بناء بيروت المسقبل رغم كل السواد الذي لحق بها و حسب التحليلات كل ذلك مفتعل وهو ليس ناجماً عن عوامل طبيعية مع قناعتنا بالقضاء والقدر فوجود هكذا مواد هو جريمة كبرى ، ومن الأمر الطبيعي أن نعلم من مالك هذه المواد ولماذا أتت إلى لبنان ولأي غايات
واشارت الطبش أن الدولة اللبنانية ليس لديها القدرة الكاملة على مساعدة المتضريرين من الانفجار الذي اصاب كل بيروت دون استثناء وأن الدول الصديقة ليس لديها الثقة بإرسال المساعدات للدولة وحكومتها
كما ولفتت في هذا الاطار ان الجيش اللبناني وضع آلية بالتعاون مع بلدية بيروت والهيئة العليا للإغاثة مشكورين على هذا العمل الجبار وقد مسحوا الأضرار و وضعوا مخطط ولكن المساعدات التي نسمع بها مع الأسف هي أقل بكثير من التي تصل إلى لبنان و هناك استغلال للحركة التي تجري والجمعيات غير قادرة على تغطية كل هذه المليارات وأكثر المساعدات هي مواد غذائية و مواد طبية ونحن نحتاج إلى مساعدات دولية أكبر تخصص لترميم البيوت لإعادة الناس اليها والمستشفيات والمدارس
واشارت انها على تواصل مستمر مع المجتمع المدني والجيش و بلدية بيروت وبصفتي الشخصية مع الرئيس الحريري من خلال جمعية بيروت للتنمية نقدم الكثير من المساعدات لأهالي الضحايا و لأهالي بيروت عامةً لأن الجميع قد تضرر والناس بلا عمل و قد ساهمت مع الزملاء النواب على صياغة قانون صدّق عليه في الجلسة الأخيرة يعنى بعملية الأضرار و كيفية مساعدة المتضررين سواء في الأبنية أو الأشخاص و قد قدمنا بموجب هذا القانون إعفاءات كبيرة لكل الناس سواء من الرسوم أو الضرائب أو تمديد عقد الإيجار ، كما تمرتأليف لجنة مركزية برئاسة الجيش اللبناني لتضع يدها على هذا الملف لإعادة إعمار بيروت و نحن مقصرون ولكن على قدر إمكانياتنا نعمل و نحن بحاجة لوضع الطائفة والخلافات جانباً و نتّحد لإنقاذ بعضنا البعض إلى حين إعادة الدولة لإعتبارها وإعادة كرامة الناس.
وأضافت الطبش أن بلدية بيروت لديها مشكلة الصلاحيات بين المحافظ والبلدية و هذا يؤثر على أداء البلدية لكن الإثنين معاً كان لهما دوراً بارزاً في مسح الأضرار و مساعدة أكبر عدد من الناس والجميع مقصر لأن حجم الكارثة كبير و يد واحدة لا تصفق و هذا الوقت هو لرص الصفوف والتكاتف وهذا الوقت ليس لرمي اللوم على الغير و نحن بحاجة لمبادرة ماكرون و حكومة انقاذية غايتها إعادة إعمار بيروت نبض لبنان.
وفي موضوع فيروس كورونا تحدثت الطبش أن المسؤولية تقع على الجميع و هذا الوباء هو منتشر عالمياً و نحن في لبنان قد تعدينا مرحلة كبيرة واعتبرنا أنفسنا من البلدان التي فيها عدد الإصابات قليل ولكن الإمكانيات قليلة جداً والمستشفيات قليلة والإستهتار الحاصل هو الذي أدى إلى ازدياد العدد لأن الكثيرين ظنّوا بعدم وجود كورونا وأن هذا المرض لعبة دولية و مارسوا حياتهم الطبيعية بالإختلاط و لا يجب أن ننسى أننا فتحنا المطار و جاء الكثير من بلاد الإغتراب ولم يأخذوا بالمعايير و لا ننسى الوضع الإقتصادي الذي جبر الناس على الذهاب إلى العمل قناعةً منهم أن الموت محتم إن كان من المرض أو من الجوع و ندعوا الشعب اللبناني إلى الوعي لحماية عائلاتنا لأن الوضع مزري ولا يوجد مستشفيات قادرة على استقبال الحالات الصعبة و نتمنى من الناس أن يحموا أنفسهم لأن الفقير لن يقدر على تأمين المال للمعالجة في المستشفيات الخاصة و قد وعدنا وزير الصحة بفتح مستشفى جديد ستخصص لذلك و هناك مناطق ترفض أن يكون في مستشفياتها مرضى كورونا و نتمنى أن لا تزيد الحالات لأن القطاع الطبي وضعه سيء جداً مع تدهور الوضع المالي وارتفاع سعر صرف الدولار فالموضوع كله الآن هو الإسراع بتشكيل حكومة قادرة على إكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لإعادة رسم السياسة المالية في لبنان و نحن بحاجة لضخ الأموال.
و في الختام لفتت الطبش أن هناك عدة اقتراحات لقوانين الانتخاب في المجلس النيابي تتم مناقشتهم ولكن الاولوية أن يكون هناك قانون انتخابي جديد يلبي مطلب الشارع وان يكون عصري وغير طائفي ، كما وأشادت بالإعلام اللبناني و تمنت أن تعود قناة المستقبل إلى البث أن نرى لبنان المشرق وأن تبصر الحكومة الإنقاذية النور عمّا قريب وأن تكون قارباً للنجاة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :