بات من المؤكد أن دعم مصرف لبنان للمواد الأساسية والسلع الغذائية لن يدوم لأكثر من أسابيع معدودة إلا اذا تدخلت "العناية الإلهية". لذا وجد المعنيون أن الحل يكون في البطاقة التموينية لذوي الدخل المحدود.
ولكن في بلد تحكمه المحسوبيات والصفقات والزبائنية، الكثير من علامات الاستفهام تطرح حول جدوى هذه البطاقات والطبقات التي ستستفيد منها، حيث البعض يشكك ان تكون هذه البطاقات من حصة الفقراء، بل ستذهب الى من هم ليسوا بحاجة اليها، على غرار قرار مجلس الوزراء في 31 آذار الفائت بتقديم مساعدة مادية تبلغ 400 الف ليرة للأسر الاكثر حاجة توزّع عن طريق الجيش اللبناني، حيث حصل لغط حول اللوائح والمستفدين.
وتعليقا على هذه التساؤلات، اعتبر الخبير الاقتصادي لويس حبيقة انه اذا وضعت هذه البطاقة وفق اسس سليمة، فلا مشكلة، مشيرا الى اهمية وضع معيار لتحديد الاسر المستفيدة التي لا يتخطى مدخولها الشهري سقف معين.
لكن في موازاة ذلك، حذّر حبيقة، في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، من توزيع هذه البطاقات وفق المحسوبيات، فتصل الى من هم ليسوا بحاجة لها، لذلك لا بد من توحيد المعيار والبرنامج.
واذ ابدى خشيته من الـ"زعبرة"، قال حبيقة: الارقام موجودة لدى وزارة المال من خلال الضرائب التي يدفعها الجميع لا سيما الموظفون. واضاف: لا يمكن الاعتماد على الحسابات المصرفية، بل على ارقام وزارة المال التي تعرف الارقام من ارباح الشركات والرواتب ومداخيل كل الناس، ويمكن وضع اللوائح بسرعة، لافتا الى اهمية التنسيق بين الجيش والبلديات ووزارة المال، مشيرا الى ان الاخطاء تكون واردة ولكن هامشها يجب الا يتعدى الـ 5% حيت يكون معقولا ومقبولا، ولكن في هذا الاطار يجب الاتكال على ضمير من يرد اسمه عن طريق الخطأ.
ورأى حبيقة ان مثل هذه الآلية يجب ان تكون البديل عن الدعم من قبل مصرف لبنان الذي لا يمكن ان يستمر طويلا، نظرا لكونه مكلف ويستفيد منه الغني اكثر من الفقير.
وهل هذه الآلية يجب ان تترافق مع اعادة تنظيم النظام الضريبي في لبنان لتكون تصاعدية، اجاب حبيقة: لا يمكن ان يقوم شيء في هذا البلد، في ظل مجلس النواب الحالي وحكومة تصريف الاعمال، قائلا: من هم في سدة المسؤولية ليسوا اهلا لادارة البلد ولا يتمتعون بالكفاءة "وهذا أسوأ ما يمكن ان يصيب بلدا"، اضاف الى ذلك لا نية ولا فهم ولا رؤية لديهم. لفت الى ان الموضوع في لبنان ليس فقط سياسيا، بل ايضا كفاءة.
وعما اذا كانت هذه البطاقات ستنعكس ايجابا على الدورة الاقتصادية؟ رأى حبيقة: نعم، قد تخفف الالم، وتخلق نوعا من الامل وتحرك الدورة الاقتصادية في البلد. وختم: "لا يمكن لإلغاء دعم مصرف لبنان من دون أي بديل".
اخبار اليوم
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :