أوغلو في بيروت… ومسعى تركي تستكمله قطر لعروض ملء
الفراغ السعودي /
ميقاتي بعد محاولة أولى لتدوير الزوايا يعود إلى المربع الأول
للأزمة الحكومية /
حردان للأسد: معاً على طريق الصراع مع الاحتلال والعدوان والإرهاب
الرسائل المشفرة لزيارة وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو ستصبح أشد وضوحاً مع زيارة وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي يصل إلى بيروت اليوم، بعدما تأجلت الزيارة القطرية لضرورات تقديم الزيارة التركية من جهة، وللطريق المسدود أمام أي مسعى للوساطة مع السعودية من جهة ثانية، حيث تقول مصادر دبلوماسية متابعة للمسارين التركي والقطري، أن الرياض أقفلت الباب أمام الوساطات، وأن القيادة السعودية تبدو وقد أدارت ظهرها لأي بحث في مسعى لحل الأزمة، وربطت مصيرها بمستقبل الأوضاع في المنطقة، والعلاقات السعودية- الإيرانية، والعلاقات السعودية- السورية، وهذا ما فتح الباب للدول الساعية لدور في لبنان للتقدم من دون الشعور بالحرج مع السعودية، خصوصاً أن قطر حاولت لعب دور الوسيط ولم تلق التجاوب السعودي المتوقع، بتحديد المطالب المحددة التي تعتبر الرياض أن تلبيتها يشكل حلاً للأزمة، ما جعل الثنائي التركي القطري يقرر التحرك نحو لبنان من خلال زيارات تمهيدية ستليها زيارات تقنية، تضع أمام لبنان تصورات ومشاريع وتبدي استعدادات تجارية لتعويض إغلاق السوق السعودية، مقابل الحصول على أفضلية تغطية السلع التي كانت تستورد من السعودية.
الأتراك والقطريون مهتمون بالكهرباء والمرفأ وسكك الحديد والنفط والغاز، والأتراك يستكشفون الإطار السياسي الإقليمي الذي يتيح لهم التحرك نحو لبنان، في ظل ما نتج من حروبهم المتعددة من عداوات، خصوصاً دورهم المستمر في الحرب على سورية وما ترتب عليه من خطوط حمراء أمام محاولتهم التقدم في لبنان من سورية وحلفائها، وبالتوازي دورهم في ليبيا وما ترتب عليه من استفزاز لفرنسا يزيده تحفظاً تطلع الشركات الفرنسية نحو ذات الاهتمامات التركية.
القلق من الدور التركي، خصوصاً في ظل علاقة تركيا بالجماعات المتطرفة، ومغامراتها الأمنية في الاستثمار على قضية النازحين للضغط على أوروبا، لكنه يعادل الرغبة بالإفادة من كل فرصة تأتي لتعويض الإغلاق السعودي لأبواب الحل أمام لبنان، ويتلاقيان مع التردد من خطوة تشكل استفزازاً للسعودية ما يزيد التصعيد خطراً، خصوصاً بصدد العاملين في دول الخليج الذين بدأت بوادر استهدافهم من الكويت، تحت عنوان اعتبارات أمنية لعدم تجديد إقامات عشرات منهم وفقاً لما تداوله الإعلام الكويتي، وقد كانت كل هذه العناصر في خلفية الاستماع اللبناني لما قاله الوزير التركي، وترقب ما سيقوله الوزير القطري، في ظل تأكيدات عن زيارات لاحقة يطغى عليها الجانب التقني.
في المشهد اللبناني كانت مساعي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتدوير زوايا الأزمة الحكومية محور اجتماعات عقدها مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، سواء بالبحث عن مخرج لإنهاء مقاطعة وزراء ثنائي حركة أمل وحزب الله المربوطة بقضية القاضي طارق بيطار، أو البحث بالأزمة مع السعودية وقضية استقالة الوزير جورج قرداحي، ووفقاً لمصادر متابعة لمساعي ميقاتي، عادت الأمور إلى المربع الأول، بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من تطورات، خصوصاً في الملف القضائي الذي ينتظر أن يشهد تقدماً في ما سيصدر عن محكمة التمييز في الدعوى التي أقامها رئيس الحكومة السابق حسان دياب، ومحورها الدعوة لحسم عدم صلاحية المحقق العدلي في ملاحقة الرؤساء والوزراء.
بمناسبة ذكرى الحركة التصحيحية في سورية أبرق رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان للرئيس السوري بشار الأسد مؤكداً أن تزامن احتفال سورية بحركتها التصحيحية مع احتفال القوميين بتأسيس حزبهم قدري بامتياز في تأكيد الموقع الواحد في الصراع مع الاحتلال والعدوان والإرهاب.
وأبرق رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان إلى الرئيس بشار الأسد مهنئاً بمناسبة الذكرى الحادية والخمسين للحركة التصحيحية. وقال حردان: "مصادفة أن يكون السادس عشر من تشرين الثاني تاريخاً لقيام الحركة التصحيحية، وعيداً لتأسيس حزبنا، الحزب السوري القومي الاجتماعي، لكن، ما هو قدري بامتياز، أن سورية دولة وبعثاً، والحزب السوري القومي الاجتماعي هما على طريق الصراع نهجاً ثابتاً وخياراً راسخاً بمواجهة الإحتلال والإرهاب والتطرف". وشدد حردان على "أنّ واقع الاستقرار الذي أرسته الحركة التصحيحية، كان كفيلاً بتعزيز إرادة البناء والصمود والمواجهة والتشبّث بمبادئ السيادة والكرامة، وتثبيت حق شعبنا في مقاومة الاحتلال "الإسرائيلي" والإرهاب والاستعمار. ولذلك، جاءت الحرب الإرهابية الكونية التي تُشّن على سورية منذ عام 2011، بهدف ضرب الاستقرار الذي تنعم به سورية ونشر الفوضى، والنيل من الثوابت ومبادئ السيادة والكرامة".
وأضاف: "إن سورية بقيادتكم الحكيمة والشجاعة أثبتت، بأنها أقوى وأصلب من أن تهتزّ أمام التحديات، وعصية على كلّ المؤامرات ومحاولات التطويع والحصار، وسجّلت وقفات عزّ مشرّفة، بالثبات على مواقفها ومبادئها احتضاناً لفلسطين ودعماً لمقاومتها البطلة وكلّ قوى المقاومة في أمتنا التي تقاوم الاحتلال والإرهاب". مؤكداً على "عهد الوفاء والثبات لمواصلة مسيرة المقاومة حتى بلوغ النصر والتحرير".
واستمرت المساعي على خط معالجة الأزمة مع السعودية لاحتواء التصعيد الخليجي الذي تتوإلى فصوله ضد لبنان في ظل التهديدات المستمرة التي يطلقها المسؤولون السعوديون باتخاذ إجراءات أكثر قساوة في حال لم ترضخ الدولة اللبنانية لمطالب وشروط المملكة.
ويجري البحث في كواليس المقرات الرئاسية بحسب معلومات "البناء" في عدة اقتراحات للحل لتعبيد الطريق أمام عودة العلاقات إلى طبيعتها مع الرياض واحتواء التصعيد والعودة إلى عقد جلسات لمجلس الوزراء المعطل منذ أسابيع لكي لا تصبح الحكومة تصريف أعمال كأمرٍ واقع وإن بقيت أصيلة دستورياً. ومن هذه المخارج المطروحة بحسب المعلومات تجزئة ملف تحقيقات تفجير المرفأ كما يطلب ثنائي أمل وحزب الله وتيار المردة، وبالتالي تنحية المحقق العدلي القاضي طارق البيطار عن ملاحقة الرؤساء والوزراء المدعى عليهم واستمرار البيطار بتحقيقاته ببقية الملف مع التزامه الأصول المرعية الإجراء بهذا الشق، ومن ثم يعود وزراء الحزب والحركة والمردة لحضور الجلسات الحكومية، وتجري مناقشة قضية استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي وجدواها وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية. وهذا ما يعمل عليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعيداً من الإعلام بحسب المعلومات.
وفيما أفيد عن تسوية تربط ما بين أزمتي البيطار وقرداحي، أعلن ميقاتي في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي أن "لا رابط بين استئناف جلسات مجلس الوزراء وملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت وأكد أن خريطة الحل التي وضعها منذ اليوم الأول هي الأساس وخلاصتها، أن لا تدخل سياسياً على الإطلاق في عمل القضاء". فيما تؤكد مصادر ثنائي أمل وحزب الله لـ"البناء" أن الحل للأزمة يبدأ بتنحية البيطار لعودة الوزراء المعتكفين إلى الحكومة، مشيرة إلى أن "قضية قرداحي لن تحل باستقالته كون السعودية تريد إخضاع لبنان بشروط مذلة وتدفيعه ثمن الفشل في أكثر من ساحة بالمنطقة ما لا يستطيع لبنان على تحمله".
وعقد لقاء صباح أمس بين ميقاتي ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية لم ترشح عنه أجواء إيجابيّة.
وبحسب مصادر مطلعة لـ"البناء" فإن الجهود المبذولة على صعيد "التسوية" لم تتكلل بالنجاح حتى الساعة نظراً لتباعد المواقف بين ميقاتي من جهة ورئيس الجمهورية ميشال عون من جهة ثانية، ومن جهة ثالثة بين عون وميقاتي وبين حزب الله وتيار المردة الذين يرفضون استقالة الوزير قرداحي إلا ضمن اتفاق كامل مع ضمانات بعودة العلاقات مع السعودية ودول الخليج إلى طبيعتها، الأمر الذي ترفضه السعودية وتربط حل الأزمة بتنازلات من حزب الله تتعلق بنفوذه في لبنان ودوره في المنطقة لا سيما في جبهة مأرب التي سجلت تطورات عسكرية هامة لمصلحة أنصار الله، وهذا ما شدد عليه أمس وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبدالله آل سعود بقوله إن "لا أزمة مع لبنان بل هناك أزمة في لبنان تسبّب بها حزب الله"، وأوضح أن "الفساد السياسي والاقتصادي المتفشي في لبنان هو الذي يدفعنا للاعتقاد بغياب الجدوى لوجود سفيرنا في لبنان".
وينقل عن المسؤولين السعوديين بأن الأزمة أبعد من استقالة وزير بل تتعلق بتغيير لبنان لسياساته الخارجية وتحجيم دور ونفوذ حزب الله.
وفي سياق التصعيد التدريجي الذي تتبعه السعودية إلى جانب بعض دول الخليج ضد لبنان، نقلت العربية عن القبس الكويتية: أن الكويت "وضعت 100 مقيم على قوائم "أمن الدولة" أغلبهم لبنانيون". ونصحت وزارة الخارجية البريطانية، مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان باستثناء السفر الضروري بسبب استمرار عدم الاستقرار.
وتوقع مصدر سياسي واقتصادي إطالة الأزمة مع السعودية لأشهر عدة ما يسبب استنزاف إضافي للاقتصاد اللبناني لجهة وقف التصدير والاستيراد للبضائع اللبنانية إلى السعودية ودول خليجية أخرى، ما سيحرم الاقتصاد من كميات وافرة من الدولار "الفريش" في السوق اللبنانية وهذا أحد أسباب الارتفاع الذي سجله سعر صرف الدولار خلال الأسبوع المنصرم. ودعا المصدر الحكومة عبر "البناء" إلى البحث عن أسواق جديدة لتصريف الإنتاج اللبناني بديلة عن أسواق الخليج لإنقاذ البضاعة اللبنانية المكدسة في المخازن من التلف، ولفت المصدر إلى أنه "بالإمكان التصدير إلى دول أخرى مثل روسيا وإيران وأوروبا وبعض الدول العربية والآسيوية"، مع إشارة المصدر إلى أن "الميزان التجاري بين لبنان والسعودية هو لمصلحة المملكة، أي أن الصادرات السعودية إلى لبنان تفوق الصادرات اللبنانية إلى المملكة، بالتالي لا يمكن انتظار إنهاء الأزمة لتصريف الإنتاج اللبناني الذي يصدر إلى السعودية ما يتطلب البحث عن أسواق بديلة بأسرع وقت". وتفيد مصادر تجارية لـ"البناء" أن "السعودية جمدت حتى معاملات طلبات شركات الاستيراد اللبنانية من المملكة".
وسجلت زيارة قام بها ميقاتي إلى عين التينة، اقتصرت على بحث "البطاقة التمويلية" بحسب ما قال ميقاتي، وحضور الاجتماع وزيرا الشؤون الاجتماعية هكتور الحجار والاقتصاد والتجارة أمين سلام، والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل.
وجدد ميقاتي "دعوة جميع الأطراف المشاركة في الحكومة، إلى التعاون لإعادة عجلة العمل الحكومي إلى الدوران الكامل وفق خريطة الطريق التي حددتها منذ اليوم الأول وصون علاقات لبنان مع دول العالم لا سيما الأشقاء في دول الخليج". وأعلن "في موازاة العمل على بلسمة جروح بيروت التي أصابها الانفجار المدمّر في الرابع من آب 2020، فإن الأولوية تبقى لجلاء ملابسات هذه الجريمة الفظيعة وكشف تفاصيلها والضالعين فيها، وبلسمة جروح المفجوعين"، مجدداً الدعوة "لإبعاد هذا الملف عن السياسة وحصره في إطاره القضائي الصرف واعتماد الأصول الدستورية في معالجته".
وقال ميقاتي خلال اجتماع موسّع للبحث في استكمال "خطة الإصلاح والنهوض وإعادة الإعمار" التي أطلقها البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد انفجار المرفأ: "كفانا إضاعة للوقت وللفرص ولنتعاون جميعاً في ورشة عمل نمضي فيها في حل ما أمكن من مشكلات لها علاقة بأولويات اللبنانيين الموجوعين، ووضع سائر الملفات المرتبطة بالمعالجات المتوسطة والطويلة الأمد على سكة النقاش مع الهيئات الدولية المعنية".
وفيما ينهمك المسؤولون بمعالجة الأزمات السياسية والدبلوماسية التي تحاصر الحكومة وتعطل عملها لمواجهة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة، يسجل سعر صرف الدولار المزيد من الارتفاع، إذ تجاوز أمس عتبة الـ23 ألف ليرة للدولار الواحد في السوق الموازية، ومن المتوقع أن ترتفع أسعار المحروقات غداً ما يشكل مزيداً من الضغوط والأعباء على كاهل المواطن الذي يئن من وطأة الأوضاع المعيشية ونار الغلاء في المحروقات والمواد الغذائية والأدوية التي سجلت ارتفاعاً لافتاً بعدما تم تحييد هذا القطاع عن رفع الدعم، ما يجعل الحصول على المقومات الحياتية الأساسية والطبيعية في لبنان صعب المنال.
وفي حين توقع خبراء اقتصاديون تسجيل مزيد من الارتفاع بسعر الصرف لأسباب سياسية واقتصادية عدة، حذرت نقابة مستوردي المواد الغذائية من "حصول تدهور كبير في الأمن الغذائي للبنانيين، ما يعني عدم تمكن نسبة لا يستهان بها من اللبنانيين من تأمين احتياجاتهم الغذائية. وحذر الخبراء من الخطأ التي ارتكبته الحكومة الحالية أو سمحت بتمريره من قبل مصرف لبنان بتحرير سعر صفيحة المازوت والبنزين إلى هذا الحد وربطه بسعر الصرف في السوق السوداء ما يعني بأن لا حدود لسعر المحروقات طالما أن لا حدود لسعر الصرف ما يجعل المواطن رهينة "الدولار" بكل ما يتصل بحياته اليومية ما يزيد من معدلات الفقر والجوع والتسول والهجرة ونسبة الجريمة، بالتالي مزيد من الانكماش والتدهور الاقتصادي ما سيؤدي إلى انفجار اجتماعي في الشارع، ودعا الخبراء الحكومة للإسراع بعقد جلسات لمجلس الوزراء والبدء باتخاذ قرارات جرئية وجدية لاحتواء الأزمات مع تسريع التفاوض مع صندوق النقد الدولي علماً أن إدارة الصندوق كما نقل عنها الوزير السابق جهاد أزعور بأن نتائج التفاوض لن تظهر قبل الانتخابات النيابية ما يؤشر إلى ربط المجتمع الدولي الدعم المالي للبنان لإنقاذه من الانهيار بجملة شروط أبرزها إجراء الانتخابات النيابية.
وفي سياق ذلك، أشارت السفيرة الأميركية دوروثي شيا بعد لقائها وزير الطاقة وليد فياض، إلى تقدم كبير في ما خص عقود الطاقة الإقليمية، فيما أعلنت حكومة العراق تصديق اتفاق لتوريد 500 ألف طن من زيت الغاز إلى لبنان. فيما تساءلت مصادر اقتصادية عن مصير الاتفاق الذي وقع بين بيروت وبغداد لتزويد لبنان بأطنان من الفيول! وهل دخل الاتفاق في مستنقع الفساد في لبنان؟
وأكد السفير العراقي حيدر شياع البراك، "دعم العراق المستمر ووقوف بلاده إلى جانب لبنان حتى يتجاوز أزمته الاقتصادية ويتعافى"، مشيراً إلى "الدور الأساس والوسيط الذي يلعبه العراق مع بعض الدول العربية لإعادة العلاقات اللبنانية مع دول الخليج، ووقوف العراق إلى جانب لبنان لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها من خلال تقديم المساعدات اللوجستية والتنظيمية".
إلى ذلك، جال وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو على المسؤولين أمس، حاملاً دعوة إلى ميقاتي لزيارة تركيا وأعلن دعم بلاده للاقتصاد اللبناني واستعداده للتدخل في رأب الصدع بين بيروت والخليج. وأبلغ رئيس الجمهورية أوغلو، أن "لبنان يرحب بأي مساعدة يمكن أن تقدمها تركيا لتسهيل عودة النازحين السوريين إلى ديارهم التي أصبحت بغالبيتها آمنة، لا سيما لجهة الضغط على المجتمع الدولي لكي يقدم المساعدات للنازحين داخل سورية تشجيعاً للعودة"، وأيد الرئيس عون "تنسيق الجهود الإقليمية في سبيل ذلك مع تركيا والأردن والعراق". وأكد "الرغبة في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في المجالات كافة، خصوصاً زيادة نسبة استيراد تركيا للمنتجات اللبنانية، لا سيما أن الميزان التجاري يميل حالياً لصالح تركيا". في المقابل نقل أوغلو إلى عون رسالة شفهية من نظيره أردوغان، أكد فيها "عمق العلاقات بين لبنان وتركيا"، ورغبته في "تطويرها وتعزيزها على مختلف الأصعدة".
كما زار أوغلو عين التينة حيث التقى الرئيس بري. وشدد من وزارة الخارجية خلال مؤتمر صحافي مع نظيره اللبناني عبدالله بو حبيب على ضرورة أن "يتم حل أزمة الخليج عبر الاحترام المتبادل والمناقشات والطرق الدبلوماسية، ونحن جاهزون للقيام بدورنا في هذا الموضوع".
على صعيد آخر، وفيما يتجه تكتل لبنان القوي للطعن بقانون الانتخاب، أوضح رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل بعد اجتماع التكتل أن "الطعن الذي سنتقدم به هو بالتعديلات وليس بقانون الانتخاب". وأضاف: "لا مشكل إطلاقاً بالمهل وليخرجوا من لعبة الاتهامات كلما أراد طرف ما أن يمارس حقه، طلبنا تعليق مفعول التعديلات في إطار وقف التنفيذ وليس تعليق مفعول القانون، وهذا لا يؤثر على الإجراءات الإدارية للتحضير للانتخابات، المادة 57 من الدستور واضحة جداً بالنسبة للأعضاء الذين يتألف منهم قانوناً مجلس النواب وكل اجتهاد هو في غير محله وموضوع تفسير الدستور يجب أن تطبق عليه آلية تعديله نفسها". وأضاف: الاكثرية النيابية شوهت التعديلات والإصلاحات التي أقرت بقانون الانتخاب عام 2017 والطعن هدفه التصحيح أما التلاعب بالقانون والمواعيد فيؤدي إلى التلاعب بالعملية الانتخابية".
*****************************************
الإمارة الخليجية تزايد على إبن سلمان في إبعاد لبنانيين
من أراضيها: الكويت نحو ترحيل اللبنانيين؟
هل قرّرت الكويت أن تسبق سائر الدول الخليجية إلى اتخاذ إجراءات عقابية بحق اللبنانيين المقيمين على أراضيها، على خلفية الأزمة التي افتعلتها السعودية مع لبنان بذريعة تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي عن اليمن؟
السؤال مردّه إلى الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها السلطات الكويتية بحق لبنانيين، وشملت، بحسب وسائل الإعلام في الإمارة الخليجية، منع تجديد إقامة عشرات العائلات اللبنانية.
منذ افتعال الأزمة مع لبنان، حرصت دول الخليج على إعلان عدم نيتها القيام بأي إجراءات عقابية بحق اللبنانيين المقيمين على أراضيها. من هنا، كان القرار الكويتي مفاجئاً، وخاصة أنه صدر عن دولة كانت تحرص على الابتعاد عما يزيد من حدّة الضغوط على لبنان، ولو في إطار "مسايرة" السعودية.
وعلمت "الأخبار" أن جهاز أمن الدولة الكويتي اعتقل في الأيام الماضية عدداً من اللبنانيين، وأخضعهم للتحقيق، قبل صدور قرار رفض تجديد إقاماتهم. وأتت هذه الإجراءات بعد صدور عفو أميري أدى إلى إطلاق عدد من المحكومين الكويتيين، في إطار ما يُعرف باسم "خلية العبدلي". وهذه القضية التي خرجت إلى الضوء عام 2015، مبنية على اتهامات لكويتيين ولبنانيين بالتواصل مع حزب الله، وتشكيل "خلية مسلحة". وجرت في ذلك الحين اتصالات سياسية وأمنية، خلصت إلى تهدئة العلاقات اللبنانية ــــ الكويتية، وخاصة بعدما تبيّن وجود الكثير من الالتباس حول المنشأ السياسي للقضية.
القرار الذي أعلِن أمس حمل أكثر من تفسير:
ــــ الأول، أن قرار العفو عن المحكومين بتهمة "التستّر على خليّة العبدلي"، أثار سخط قطاعات سياسية واسعة في الكويت، وخاصة بين المحسوبين على السعودية، ما دفع بالسلطات إلى القيام بإجراءات ضد لبنانيين واتهامهم بأنهم مقرّبون من حزب الله، بهدف تهدئة المعترضين.
ــــ الثاني، أن الإجراءات ضد لبنانيين أتت في خضمّ عملية تغيير داخلي، شملت أمس تفويض معظم صلاحيات الأمير نواف الأحمد الصباح إلى وليّ العهد مشعل الأحمد الصباح، المعروف بقربه من النظام السعودي. ومن غير المستبعد أن يكون قرار توقيف لبنانيين وإبعادهم من الكويت جزءاً من الضغوط غير المباشرة التي يمارسها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على لبنان.
في المقابل، تؤكد مصادر على صلة بدوائر الحكم في الكويت أن الإجراءات "موضعية لا أكثر، وهي بمثابة رسالة وشأن داخلي كويتي أكثر منها سياسة عامة ستنتهجها الكويت للتعامل مع لبنان مستقبلاً".
لكن المقلق في ما نشرته صحيفة "القبس" الكويتية أمس، نقلاً عن "مصادر أمنية"، هو قولها إن اللبنانيين الذين تقرر إبعادهم "يشتبه في انتمائهم أو انتماء أقاربهم من الدرجة الأولى أو الثانية إلى حزب الله". و"تهمة" القرابة مع منتمين إلى حزب الله لم تستخدمها أي دولة خارجية سابقاً لإبعاد أيّ لبناني، حتى تلك التي شنّت حملات ضد لبنانيين مقيمين فيها، على خلفيات سياسية أو طائفية، كالنظام الإماراتي. ويؤشر استخدام هذه "التهمة" إلى منحى شديد الخطورة، في حال لم تكن الخطوة الكويتية فعلاً محصورة بعدد محدد من اللبنانيين الذين تقرر إبعادهم.
صحيفة "القبس" كانت قد أعلنت أن "جهاز أمن الدولة وضع أسماء 100 وافد من جنسيات مختلفة على قوائم الممنوعين من تجديد إقاماتهم في البلاد عند انتهائها، وبالتالي يتوجّب عليهم المغادرة فور انتهاء إقاماتهم مع عائلاتهم".
ونقلت القبس عن مصادر أمنية قولها "إن الغالبية العظمى من الممنوعين من تجديد إقاماتهم يحملون الجنسية اللبنانية، والباقون من جنسيات مختلفة وعديدة، أبرزها: الإيرانية، اليمنية، السورية، العراقية، الباكستانية، الأفغانية، البنغالية والمصرية".
********************************************
جعجع لـ”النهار”: “الخلاص” بالانتخابات والمواجهة السياسية
منذ احداث الطيونة – عين الرمانة قبل شهر وثلاثة أيام تماماً، وحزب “#القوات اللبنانية ” ورئيسه #سمير جعجع في قلب الإعصار السياسي الذي تفجّر عقب تلك الأحداث الدامية التي كادت تعيد كوابيس الفتنة والحرب إلى المعادلة اللبنانية. معارك حادة سياسية وإعلامية دارت منذ ذاك المنقلب على ضفاف التحقيقات القضائية والمواجهة التي واكبتها ولا سيما بين “القوات” و”حزب الله”. ووسط مفارقات الازمات الداخلية اشتدّ أيضاً أوار الصراع الداخلي وبين “القوات” “والحزب” عقب تفجر عاصفة المقاطعة الخليجية للبنان بفعل “النقطة” التي طفحت بها كأس الدول الخليجية بتصريح وزير الاعلام جورج قرداحي.
تبعاً لذلك كان لا بد من الوقوف عند مواقف وتوجهات رئيس حزب “القوات” سمير جعجع من خلال محاورته من وفد من أسرة “النهار” زاره أمس في معراب عند مشارف مرحلة محفوفة بكل التحفز للانتخابات التي يبدو واضحاً ان جعجع وحزب “القوات” يبديان ثقة متعاظمة في الرهان عليها كمحطة تغيير مفصلية انتخابياً وسياسياً ووطنياً.
داحضاً كلّ الأقاويل التي تصوّره في خانة “صاحب مخازن أسلحة وفرق عسكريّة” يشدد جعجع مجددا على ان لا تنظيم عسكرياً لدى القوات، لكنه يلفت إلى انه “منذ بدأ “حزب الله” يلاحظ أنّ كلّ الأحزاب ضعفت وتخلّت عن مواجهته، وبقي هناك “القوات” فحسب، بات يعتبر أنّه في حال أزيحت “القوات”، فلن يبقى هناك أحد. أما إذا بقيت سيتكوكبون حولها مع تشكيل نواة مقاومة في مكانٍ ما”. من هنا، يرسم جعجع خطوط تماس المعركة السياسية مع “حزب الله” الذي حاول، وفق مقاربته، تحميل مسؤولية أحداث عين الرمانة إلى “القوات” محاولاً عزلها لضرب آخر موقع مقاوم فعلي في لبنان. لكن “النتيجة أتت عكسيّة”.
ويراهن جعجع على استحقاق الانتخابات النيابية المقبلة كسلاحٍ ثقيل يضعه في وجه الأكثرية الحاكمة الحالية. ويعتبر أنّ “الأوضاع وصلت إلى حدود لم يعد باستطاعة أحد الهروب من المواجهة السياسية. كلّ الناس تريد الذهاب إلى حلول. أتى الرئيس نجيب ميقاتي ولا أحد يشكّ في نواياه الحسنة أو بمعرفته بالأشياء، لكنّه لم يستطع التقدّم خطوة واحدة إلى الأمام. كان ميقاتي ليجمع مجلس الوزراء لو أن باستطاعته ذلك. لكن “حزب الله” يعطّل الأكثرية الحكومية. صحيح أن الأزمة فيها سيئات، لكنّ ايجابيتها تكمن في سقوط الأقنعة”. وينتقي عنوان المعركة الانتخابية التي سيخوضها في الدورة الانتخابية المرتقبة، بعبارة “الخلاص”، مؤكّداً أنّه “ليس من أصحاب النظريات الكبيرة. وهناك شعار نعمل عليه للحملة الانتخابية. لا بدّ من الانطلاق من نقطة بناء الدولة. ومن الضروري البدء في العمل كرجال دولة وتشكيل حكومة تباشر في اتخاذ قرارات جديّة. الخطوة الأساسية في انتزاع الأكثرية النيابية بما يضمن عدم تحكّم “حزب الله” بتشكيل الحكومات. بدّن يعملوا مشاكل، يعملوا مشاكل. لا بدّ من مواجهة سياسية واضحة المعالم”.
بريطانيا والكويت
بالعودة إلى المشهد الداخلي العام وفيما يسود التخبط المستمر الواقع الحكومي، برز تطوران أمنيان خارجيان رسما مزيداً من ظلال الشك على الوضع اللبناني. التطور الأول تمثل بنصيحة بريطانيا لرعاياها في تحديث جديد صدر أمس بعدم السفر إلى لبنان باستثناء السفر الضروري. وقالت في بيان إن “وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية تنصح بوقف كل السفر إلى لبنان باستثناء السفر الضروري وباستثناء تلك المناطق التي تنصح وزارة الخارجية بعدم السفر إليها.”
اما التطور الثاني فتمثل في ما أوردته صحيفة “القبس” الكويتية من أن جهاز أمن الدولة في الكويت وضع أسماء 100 وافد من جنسيات مختلفة على قوائم الممنوعين من تجديد إقاماتهم في البلاد عند انتهائها، وبالتالي يتوجب عليهم وأسرهم المغادرة فور انتهاء إقاماتهم. وكشفت مصادر أمنية مطلعة إن الغالبية العظمى من الممنوعين من تجديد إقاماتهم يحملون الجنسية اللبنانية، وأوضحت أن بعض هؤلاء الوافدين اللبنانيين يشتبه في انتمائهم أو انتماء أقاربهم من الدرجة الأولى أو الثانية لحزب الله”وان امن الكويت خط احمر.
وسط هذه الأجواء يتوقع ان يزور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعبدا في الساعات المقبلة، للبحث في مخرج لأزمتي مجلس الوزراء وتوتر العلاقات مع الخليج.
وفيما تكثفت التوقعات المتصلة بمحاولات لمقايضة بين استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي وتنحية المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار لإحياء الحكومة، بادر الرئيس ميقاتي إلى نفي ذلك معلناً ان لا رابط بين استئناف جلسات مجلس الوزراء وملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت واكد “أن خارطة الحل التي وضعها منذ اليوم الاول هي الاساس وخلاصتها، أن لا تدخل سياسيا على الاطلاق في عمل القضاء، ولا رابط بين استئناف جلسات مجلس الوزراء وملف التحقيق القضائي في انفجار مرفأ بيروت، فاقتضى التوضيح”.
وفي وقت سجلت زيارة قام بها ميقاتي إلى عين التينة، أفيد ان عنوانها اقتصر على “البطاقة التمويلية”، أفادت معلومات ان لقاءً بعيداً من الأضواء عقد بين ميقاتي ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لم يؤد إلى أي جديد في شأن استقالة قرداحي.
وفي موقف علني جديد له جدد ميقاتي “دعوة جميع الاطراف المشاركة في الحكومة، إلى التعاون لاعادة عجلة العمل الحكومي إلى الدوران الكامل وفق خارطة الطريق التي حددتها منذ اليوم الأول وصون علاقات لبنان مع دول العالم لا سيما الاشقاء في دول الخليج”. وأعلن “في موازاة العمل على بلسمة جروح بيروت التي اصابها الانفجار المدمّر في الرابع من آب 2020، فان الاولوية تبقى لجلاء ملابسات هذه الجريمة الفظيعة وكشف تفاصيلها والضالعين فيها، وبلسمة جروح المفجوعين. وفي هذا الإطار، أجدد دعوة الجميع إلى ابعاد هذا الملف عن السياسة وحصره في اطاره القضائي الصرف واعتماد الاصول الدستورية في معالجته”.
أوغلو في بيروت
على صعيد آخر، جال وزير الخارجية التركية مولود جاويش اوغلو على المسؤولين حاملا دعوة إلى ميقاتي لزيارة تركيا ودعما تركيا للاقتصاد اللبناني واستعداداً للتدخل في رأب الصدع بين بيروت والخليج.
وقال الوزير التركي “أتيت لتأكيد دعم تركيا للبنان، ودعوة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي لزيارة تركيا واجراء التحضيرات الاولية للزيارة”. وقال: “تناولنا كيفية تطوير السياحة ومجالات الطاقة والوجهة الاولى للشعب اللبناني هي تركيا ومعروفة محبة الشعب التركي للبنان. وتناولنا المواضيع الاقليمية ونحن البلدان الاكثر تأثرا بالازمة السورية. ويجب الا يضطر الشعب اللبناني الشقيق إلى دفع ثمن المساومات الاقليمية ونحن نريد تطوير علاقاتنا الثنائية. وشدد على “دعم الحكومة لاجراء الانتخابات النيابية العامة في موعدها”، وقال: “لطالما اعطينا اهمية لسيادة واستقلال وامان لبنان وقدمنا الدعم اللازم بعد انفجاري بيروت وعكار وندعم الجيش والقوى الامنية من اجل استقرار وامن لبنان”. وتمنى اوغلو ان “يتم حل ازمة الخليج عبر الاحترام المتبادل والمناقشات والطرق الدبلوماسية، ونحن جاهزون للقيام بدورنا في هذا الموضوع”.
عون وشيا
على صعيد اخر وفي إطار التعاون العسكري اللبناني – الاميركي تسلم أمس الجيش اللبناني 6 طوافات عسكرية من نوع (MD-53OF)، مقدمة من الولايات المتحدة الأميركية، في إطار برنامج المساعدات الأميركية، في قاعدة حامات الجوية في حضور قائد الجيش العماد جوزف عون والسفيرة الاميركية دوروثي شيا التي اشارت في كلمة ألقتها في حفل التسليم إلى أن هذه المساعدة العسكرية تؤكد الروابط المتينة بين الولايات المتحدة ولبنان، والشراكة القائمة على مصالح البلدين الصديقين. ولفتت إلى أنّ بلادها ستواصل تقديم المساعدات للمؤسسة العسكرية في المرحلة المقبلة مع تخصيص مبلغ 67 مليون دولار إضافي لها، مؤكدة أن هذه المساعدات تستند إلى تطوير التدريب، وتوفير التجهيزات والتقنيات العسكرية العالية للحفاظ على أمن لبنان واستقراره، منوهةً بكفاءة الجيش اللبناني والطيارين اللبنانيين. وألقى العماد عون كلمة اعتبر فيها أنّ هذه المناسبة تجدد مسيرة التعاون الفاعل والصداقة بين الجيش اللبناني والولايات المتحدة الأميركية، ولقد لمس خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأميركية إجماعاً على استمرار دعم الجيش، لأن تحصينه يوازي تحصين لبنان، ولأن صموده في مواجهة هذه المرحلة الدقيقة يعزز الاستقرار، ويحافظ على وحدة لبنان ويمنع انزلاقه إلى الفتنة أو الحرب الأهلية مجدداً. وشكر الدول الصديقة والشقيقة على استمرار دعم الجيش، مشيراً إلى أن هذه الدول تسعى إلى إيجاد صيغة قانونية تتيح تقديم المساعدة بما يتلاءم مع حاجات العسكريين الضرورية والملحة.
*********************************************
قائد الجيش يجمع الدولة في الإستقلال ويؤكّد على الشراكة الإستراتيجية مع واشنطن
تحذيرات دولية: الوضع في لبنان قد ينفجر في أيّ لحظة
منذ 12 تشرين الأول الماضي لم يجتمع مجلس الوزراء. الحكومة التي تشكلت برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي في 10 أيلول بعد انتظار نحو 13 شهراً من تصريف الأعمال كأنها ماتت بعد الولادة. وكأن الآمال التي وضعت عليها تلاشت فجأة. عندما تولى وزير الثقافة القاضي محمد مرتضى زمام الكلام في تلك الجلسة كان يضع حدّاً لمسار سياسي وطموح رئيس الحكومة بتخفيف الإرتطام الكبير. منذ 12 تشرين بدا وكأن سرعة الهبوط نحو الهاوية قد تضاعفت.
المسار السياسي التعطيلي كان يكمل عملية تعطيل مسار العدالة. ما فعله مرتضى كان يتمم ما بدأه مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في “حزب الله” الحاج وفيق صفا في قصر العدل، عندما هدد بقبع المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار. ومنذ ذلك الوقت تأكد أن المسارين متلازمان. ولذلك فإن كل ما يحكى عن حلول ترقيعية ووسطية يبدو كأنه بعيد عن الواقع ولا يؤدي إلى فك الحصار عن الحكومة وعن القضاء. فمنذ نحو عشرة ايام أيضاً وأعمال التحقيق في قضية المرفأ معطلة ومجمدة بعد القرار الملتبس الذي اتخذه أيضاً القاضي حبيب مزهر، والمتعلق بكف يد البيطار وبعد إغراق العدلية بدعاوى عبثية.
فوق كل هذا التعطيل أتت الأزمة مع المملكة العربية السعودية بعد تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي بحيث كان رفض استقالته وكأنه العامل المضاف إلى تعطيل مجلس الوزراء وتعطيل سير العدالة، وتسريع الإتجاه نحو الإنهيار في ظل تفاقم الأزمات السياسية والمالية وقد ظهر هذا الأمر في سلسلة تطورات برزت أمس:
• بريطانيا تنصح بوقف كل السفر إلى لبنان باستثناء الضروري ومحطة “العربية” تنقل عن السفارة البريطانية في بيروت أن الوضع في لبنان مقلق وقد ينفجر بأي لحظة. وقد تمّ ربط هذا التحذير بتداعيات ما حصل منذ حادثة الطيونة وتحقيق انفجار المرفأ.
• دولة الكويت تضع نحو مئة وافد إليها على لائحة عدم تجديد إقاماتهم، ومعظم هؤلاء لبنانيون. والأمر مرتبط بالأزمة مع دول مجلس التعاون الخليجي وبما كشفت عنه الدولة الكويتية حول ضبط خلية تابعة لـ”حزب الله”.
• وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يعلن أن “لا أزمة مع لبنان، هناك أزمة في لبنان، أزمة تسبب فيها حزب الله”. ويشير بن فرحان في حديثٍ لـ”فرانس 24″ إلى أن “الفساد السياسي والاقتصادي المتفشي في لبنان يدفعنا للاعتقاد بغياب جدوى وجود سفيرنا في لبنان”. هذا الكلام يأتي في ظل غياب أي مبادرة داخلية أو خارجية لحل الأزمة مع السعودية وبعدما كشف السفير السعودي السابق في لبنان عبد العزيز خوجة عن تعرضه لثلاث محاولات اغتيال.
• “حزب الله” لا يزال يضع شرط قبع البيطار للعودة إلى مجلس الوزراء وهو لن يقبل ببقاء البيطار حتى لو صحّ ما يقال عن فصل المسارات، وتحويل النواب والوزراء والرئيس حسان دياب إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، ذلك أن مجلس النواب غير قادر وغير جاهز لبت هذه المسالة ولا يمكنه أن يجتمع لاتخاذ قرار مماثل، ولو كان قادراً لفعل ذلك منذ ادعى المحقق العدلي السابق القاضي فادي صوان على النائبين غازي زعيتر وعلي حسن خليل والوزير السابق يوسف فنيانوس. وهو لم يبادر بعد على رغم أن المحقق العدلي تابع ما بدأه سلفه ووسع الإدعاءات لتشمل رئيس الحكومة السابق حسان دياب والنائب نهاد المشنوق. وحتى لو حصل ذلك فهذا الأمر لا يعني أن المحقق العدلي لن يُضمِّن قراره الإتهامي كل المعلومات المتعلقة بمن ادعى عليهم، ذلك أن الملف يبقى ملكه وحده ولذلك يبقى “حزب الله” مصراً على قبع القاضي البيطار وعلى وقف التحقيق إذا لم ينل ما يريده.
مؤشرات الإنهيار الظاهرة بوضوح لا يمكن أن تحلها لقاءات وزارية بالمفرق. سعر صرف الدولار أقفل أمس في السوق السوداء، ما بين 22850 و22950. الإضرابات تشل الإدارات الرسمية والمدارس والجامعة اللبنانية. الموظفون لا يستطيعون الذهاب إلى أعمالهم بسبب غلاء البنزين. الحرائق المتنقلة في أكثر من منطقة أكدت عجز الدولة على كل المستويات. الكهرباء لا تزال متوفرة ساعتين أو ثلاث يومياً والوعود بزيادة التغذية باتت مملة وممجوجة، مع التأكيد بأن هذه الأزمة لن تتحسن قبل اشهر حتى لو تأمن الغاز المصري والدعم من الأردن. الإنتخابات النيابية الموعودة لم تصبح مؤكدة بعد. إذا استمر الإنهيار هناك علامات استفهام توضع حول استحالة إجرائها. وفي هذا المجال لم يعرف بعد هل ارتفاع عدد المغتربين اللبنانيين المسجّلين للمشاركة فيها إلى 165481 شخصاً يصب في مصلحة إجرائها، أم يدعو الخائفين من نتائجها إلى تعطيلها.
ولكن يبقى السؤال الذي يطرح منذ اليوم في ظل تداعيات هذه الإنهيارات يتعلق بمصير لبنان في حال تعذر إجراء الإنتخابات وتعذر التمديد للمجلس النيابي الحالي؟ كل هذه الصورة تكتمل أيضاً مع تعذر إقامة احتفال مركزي بعيد الإستقلال. الإحتفال الرمزي الذي سيقام في وزارة الدفاع يبقي على بارقة أمل بمؤسسة الجيش اللبناني، الذي أعلن قائده أمس أن تحصين الجيش يوازي تحصين لبنان وأن الشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة في موضوع دعم الجيش ستستمر لمواجهة التحديات الأمنية. كلام قائد الجيش أتى خلال حفل تسلم 6 طوافات كهبة أميركية وبعد ايام على زيارته إلى واشنطن. يبقى أن الرؤساء الثلاثة الذين سيجتمعون تحت خيمة الجيش في اليرزة الإثنين في العرض العسكري لن يتاح لهم الوقت لتصفية الخلافات وحل الأزمات.
*********************************************
وزير خارجية تركيا: راغبون بتطوير العلاقات مع لبنان
عون دعا أنقرة للمساعدة على عودة النازحين السوريين إلى بلادهم
عبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن رغبة بلاده في تطوير العلاقة مع لبنان، وأعلن عن زيارة قريبة لرئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي إلى أنقرة.
والتقى أوغلو يوم أمس رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري وجرى بحث في المواضيع الإقليمية وعلى رأسها الملف السوري وعودة النازحين إلى بلادهم التي أكد عليها الرئيس عون، قبل أن يعقد جاويش أوغلو مؤتمراً صحافياً في وزارة الخارجية مع نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب.
وقال أوغلو في المؤتمر الصحافي إنه حضر إلى بيروت لتأكيد دعم تركيا للبنان، ودعوة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي لزيارة تركيا وإجراء التحضيرات الأولية للزيارة. ولفت إلى أنه تم البحث في «كيفية تطوير السياحة ومجالات الطاقة وتناولنا المواضيع الإقليمية ونحن البلدان الأكثر تأثراً بالأزمة السورية. ويجب ألا يضطر الشعب اللبناني الشقيق إلى دفع ثمن المساومات الإقليمية ونحن نريد تطوير علاقاتنا الثنائية». وشدد على «دعم الحكومة لإجراء الانتخابات النيابية العامة في موعدها»، وقال: «لطالما أعطينا أهمية لسيادة واستقلال وأمان لبنان وقدمنا الدعم اللازم من بعد انفجاري بيروت وعكار (شمال لبنان) وندعم الجيش والقوى الأمنية من أجل استقرار وأمن لبنان».
من جهته، أعلن وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، العمل على تحسين العلاقات التجارية بين لبنان وتركيا ما من شأنه أن ينعكس إيجابياً على كل منا، وقال: «تمنينا على تركيا فتح أسواقها لتصدير المنتجات اللبنانية». وقال بو حبيب إن لبنان وتركيا «يستضيفان العدد الأكبر من النازحين السوريين، بالإضافة إلى العراق والأردن، ومن مصلحة هذه البلدان توحيد الجهود ومقاربتها للمسألة ودعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته لجهة التوزيع العادل للأعباء وتقاسم المسؤوليات والعمل على عودة النازحين الآمنة والكريمة إلى بلدهم».
وكان موضوع النزوح السوري بنداً رئيسياً كذلك في لقاء جاويش أوغلو مع رئيس الجمهورية ميشال عون الذي أبلغ الوزير التركي بأن «لبنان يرحب بأي مساعدة يمكن أن تقدمها تركيا لتسهيل عودة النازحين السوريين إلى ديارهم التي أصبحت بغالبيتها آمنة، لا سيما لجهة الضغط على المجتمع الدولي لكي يقدم المساعدات للنازحين داخل سوريا تشجيعاً للعودة»، وأيد الرئيس عون «تنسيق الجهود الإقليمية في سبيل ذلك مع تركيا والأردن والعراق».
وفي موضوع العلاقة التجارية بين لبنان وتركيا أكد رئيس الجمهورية «الرغبة في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في المجالات كافة، خصوصاً زيادة نسبة استيراد تركيا للمنتجات اللبنانية، لا سيما أن الميزان التجاري يميل حالياً لصالح تركيا، وشكر «التضامن الذي تبديه بلاده مع لبنان في الظروف التي يمر بها»، مقدراً «مشاركة تركيا في المكون البحري للقوات البحرية التابعة لـ«اليونيفيل»، فضلاً عن المساعدات الإنسانية والعسكرية التي تقدمها، سواء على المستوى الحكومي أم عبر وكالة التعاون والتنسيق التركية أم المنظمات غير الحكومية».
وجدد عون كذلك الطلب إلى تركيا بالمساعدة على «عودة القبارصة الموارنة إلى قراهم في الجزء الشمالي من جزيرة قبرص بعد التأخير الذي حصل لإنجاز هذه الخطوة لأسباب لوجيستية وأخرى مرتبطة بانتشار وباء (كورونا)».
*********************************************
“الجمهورية”: ميقاتي يُركّز على معالجة التداعيات وواشـنطن: ندرس خيارات لدعم الجيش
اللقاءات المتلاحقة والمتنوعة التي عقدها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية وخارجها امس، وما اطلقه خلالها من مواقف، عكست مؤشرات الى حلحلة متوقعة تؤسس لحلّ الأزمة في وقت ليس ببعيد، سواء على صعيد عودة مجلس الوزراء الى جلساته او على مستوى معالجة الأزمة الناشئة بين لبنان والسعودية وبعض دول الخليج. وكان اللافت في هذا الصدد، لقاؤه الصباحي مع رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، ثم اللقاء بعد الظهر مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعُلم انّ اللقاءين تناولا في شكل اساسي الأزمة مع السعودية وسبل معالجتها، خصوصاً في ظل رغبة رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية ميشال عون في ان يقدّم وزير الاعلام جورج قرداحي استقالته كمدخل الى معالجة تلك الأزمة، كون الجانب السعودي اخذ من مواقف قرداحي (قبل توزيره وبعده) ذريعة لمقاطعة لبنان. وعلمت «الجمهورية» من أجواء اللقاءين، انّ الأزمة ستمضي الى حلول ولكن بهدوء، خصوصاً انّ ميقاتي لا يتوقف عند مواقف قرداحي في حدّ ذاتها، وانما يركّز على معالجة تداعياتها الحاصلة، بغية حماية مصالح لبنان واللبنانيين في دول الخليج، تبعاً لحال الانهيار التي يعيشها البلد، وهو يعمل وحكومته على الخروج منها، عبر خطة التعافي التي يعمل على وضعها حيز التنفيذ، بدعم المجتمع الدولي والمؤسسات المالية الدولية.
وكان ميقاتي كرّر أمس دعوة جميع الأطراف المشاركة في الحكومة، الى «التعاون لإعادة عجلة العمل الحكومي الى الدوران الكامل، وفق خريطة الطريق التي حدّدها منذ اليوم الأول، وصون علاقات لبنان مع دول العالم، لا سيما الأشقاء في دول الخليج». وقال خلال اجتماع موسّع للبحث في إستكمال «خطة الإصلاح والنهوض وإعادة الاعمار» التي اطلقها البنك الدولي والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي إثر انفجار مرفأ بيروت: «كفانا اضاعة للوقت وللفرص، ولنتعاون جميعاً في ورشة عمل نمضي فيها في حلّ ما أمكن من مشكلات لها علاقة بأولويات اللبنانيين الموجوعين، ووضع سائر الملفات المرتبطة بالمعالجات المتوسطة والطويلة الأمد على سكة النقاش مع الهيئات الدولية المعنية».
وأضاف: «في موازاة العمل على بلسمة جروح بيروت التي اصابها الانفجار المدمّر في الرابع من آب 2020، فإنّ الاولوية تبقى لجلاء ملابسات هذه الجريمة الفظيعة وكشف تفاصيلها والضالعين فيها، وبلسمة جروح المفجوعين. وفي هذا الإطار أجدّد دعوة الجميع الى إبعاد هذا الملف عن السياسة وحصره في اطاره القضائي الصرف واعتماد الاصول الدستورية في معالجته».
وسبق مواقف ميقاتي هذه بيان لمكتبه الإعلامي اكّد فيه أن «لا تدخّل سياسياً على الاطلاق في عمل القضاء، ولا رابط بين استئناف جلسات مجلس الوزراء وبين ملف التحقيق القضائي في انفجار مرفأ بيروت».
أزمة في لبنان
الى ذلك، لم يُسجّل امس اي تطور ايجابي على صعيد الأزمة الديبلوماسية بين لبنان والسعودية وبعض دول الخليج. وكان الجديد كلام جديد لوزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان لـ«فرانس 24» قال فيه: «لا أزمة مع لبنان، بل هناك أزمة في لبنان تسبّب بها «حزب الله». وأضاف: «الفساد السياسيّ والاقتصاديّ المتفشّي في لبنان هو الذي يدفعنا الى الاعتقاد بغياب الجدوى لوجود سفيرنا في بيروت».
وفي التداعيات، برزت من الكويت مجموعة من العقوبات الجديدة التي يمكن بعض دول مجلس التعاون الخليجي أن تُقدم عليها ضدّ لبنان، حيث كشفت جريدة «القبس» شبه الرسمية، انّ «إدارة شؤون الإقامة طلبت من بعض المقيمين مغادرة البلاد فوراً مع أسرهم»، وأنّ من بينهم «معاملات مقيمين لبنانيين للاشتباه في انتمائهم لـ«حزب الله» باعتبارهم من المقرّبين من الدرجة الأولى منهم».
وفي الوقت الذي لم تتبلّغ اي مرجعية لبنانية بهذه الإجراءات لا في وزارة الخارجية ولا الأجهزة الامنية المختصة، تنتظر الأوساط المعنية تأكيدات رسمية كويتية لنفي هذه المعلومات او تأكيدها، لم تصدر حتى ساعة متأخرة من ليل امس.
نصيحة بريطانية
تزامناً، وفي خطوة مفاجئة، نصحت بريطانيا مواطنيها في تحذير جديد، بعدم السفر إلى لبنان باستثناء السفر الضروري. وقالت في بيان إنّ «وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية تنصح الآن بوقف كل السفر إلى لبنان باستثناء السفر الضروري وباستثناء تلك المناطق التي تنصح وزارة الخارجية بعدم السفر إليها».
لا زيارة لآل ثاني
وعلى صعيد آخر، حسمت مصادر ديبلوماسية لبنانية وعربية عبر «الجمهورية»، مصير الزيارة المرتقبة لوزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى بيروت. وقالت انّ الحديث عنها طوي بمرور اليوم الذي كان متوقعاً وصوله الى بيروت امس.
ولفتت المصادر، الى انّ ما حُكي عن وساطة قطرية ستقوده الى بيروت خلال أيام، عقب لقائه مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على هامش مؤتمر المناخ في غلاسكو، قد طُويت الى توقيت آخر وربما نهائياً. وردّت اسباب ذلك الى انّ رأس الديبلوماسية القطرية لم يتمكن من تجميع الأوراق التي تسمح له بالقيام بها تحت اي ظرف. كما بالنسبة الى حصيلة مشاوراته مع طهران في الفترة التي سبقت زيارته لواشنطن بأيام قليلة ولقائه مع نظيره الاميركي انتوني بلينكن الذي لم ينته الى تشجيعه على القيام بأي خطوة في اتجاه دور الوسيط الناجح.
شاووش اوغلو
الى ذلك، غطّت جانباً من المشهد السياسي زيارة وزير الخارجية التركية مولود شاووش أوغلو، حيث التقى كلاً من رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب ووزير الاقتصاد أمين سلام.
وقالت مصادر اطّلعت على جانب من المناقشات التي اجراها مع المسؤولين اللبنانيين لـ«الجمهورية»، انّه لم يحمل اي مبادرة، على الرغم من الحديث الذي تزامن عن زيارته لطهران ولقائه مع نظيره الايراني حسين امير عبد اللهيان قبل ساعات من وصوله الى بيروت، واستعداده للقيام بأي وساطة في الازمة الديبلوماسية بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي .
وقالت المصادر انّ اوغلو يلتقي في الايام القليلة المقبلة مع نظيره البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، ويمكنه القيام بأي مسعى في اتجاه ترطيب الأجواء. وابلغ المسؤولين انّ انقرة تستعد لاستقبال ولي عهد الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد في انقرة، في خطوة وصفت بأنّها تاريخية لأنّها ستشكّل مشروعاً لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، بعدما كانت تردّت عقب الحصار الذي فرضته دول مجلس التعاون الخليجي على قطر لسنتين تقريباً، قبل حصول «المصالحة التاريخية» في قمة العلا منذ بضعة اشهر.
العلاقات المتجذرة
وقال أوغلو في تصريحات أدلى بها بعد محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين، إنّ تركيا ولبنان يشتركان في الجغرافيا والمصير، فضلاً عن العلاقات التاريخية والثقافية والإنسانية المتجذرة. وأكّد أنّ تركيا تولي أهمية دائمة لسيادة لبنان وأمنه واستقراره وازدهاره، مشيراً إلى الدعم اللازم والتضامن الذي قدّمته أنقرة بعد انفجاري مرفأ بيروت وعكار.
وقال: «ينبغي على الجميع تقديم الدعم للحكومة اللبنانية من أجل إيجاد حلول للأزمات التي تواجهها البلاد وتنظيم الانتخابات العامة في أقرب وقت». وأضاف: «الشعب اللبناني ينتظر حلاً عاجلاً لمشكلاته ويجب أن لا يدفع ثمن المساومات الإقليمية».
وتعليقاً على الأزمة بين لبنان والخليج، قال تشاووش أوغلو: «نأمل في حلّ هذه المشكلة في أقرب وقت ممكن عبر الديبلوماسية والحوار على أساس الاحترام المتبادل، نحن على استعداد للقيام بالدور الذي يقع على عاتقنا».
وأبدى تشاووش أوغلو سروره للقاء ميقاتي، ووجّه له دعوة رسمية لزيارة تركيا قريباً لبحث مجالات التعاون، وفق بيان لرئاسة الحكومة اللبنانية.
ووجّه ميقاتي «التحية للرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي يبدي اهتماماً دائماً بالشؤون اللبنانية، ويدعم عمل الحكومة، واستعداد بلاده لتوظيف صداقاتها في المحافل الدولية لدعم موقف لبنان ومساعدته في النهوض من الأزمة التي يمرّ فيها».
«لبنان القوي»
وفي المواقف السياسية الداخلية، أكّد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بعد الاجتماع الاسبوعي لتكتل «لبنان القوي»، «اننا مصرّون على الانتخابات، والطعن الذي سنتقدّم به هو بالتعديلات وليس بقانون الانتخاب»، لافتاً إلى أنّه لا توجد مشكلة إطلاقاً في المِهل، وليخرجوا من لعبة الاتهامات كلما اراد فريق ما ان يمارس حقه». وأوضح «أننا طلبنا تعليق مفعول التعديلات في اطار وقف التنفيذ وليس تعليق مفعول القانون، وهذا لا يؤثر على الإجراءات الادارية للتحضير للانتخابات»، لافتاً إلى انّ «المادة 57 من الدستور واضحة جداً بالنسبة للأعضاء الذين يتألف منهم قانوناً مجلس النواب. وكل اجتهاد هو في غير محله، وموضوع تفسير الدستور يجب ان تُطبّق عليه آلية تعديله نفسها».
وأشار إلى أنّه «عندما تمّ التمديد مرتين سابقاً للمجلس النيابي، نحن الجهة الوحيدة التي طعنت، وهدفنا اعادة القانون الى نصابه»، معتبراً انّ «الأكثرية النيابية شوّهت التعديلات والإصلاحات التي أُقرّت بقانون الانتخاب عام 2017 والطعن هدفه التصحيح، اما التلاعب بالقانون والمواعيد فيؤدي الى التلاعب بالعملية الانتخابية».
وأضاف: «سبق للمجلس الدستوري ان اقرّ بأنّه اذا كان للمشرّع الحق في الغاء قانون، الّا انّ هذا الحق لا يتمّ بمخالفة الدستور او بالمسّ بنص تشريعي يمنح حقوقاً او حريات. وإلّا يجب ان يحلّ محله نص اكثر ضمانة ويعادله بإعطاء الحق وهذا ما لم يتمّ». ورأى باسيل أنّ «هناك تعدّياً فاضحاً وصريحاً على السلطة التنفيذية في موضوع الموعد، لأنّ تنظيم العملية الانتخابية ودعوة الهيئة الناخبة يدخلان ضمن صلاحياتها بمرسوم عادي».
الموقف أميركي
وعلى صعيد الموقف الاميركي، أكّدت نائبة مساعد وزير الخارجية للأمن الإقليمي في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية بوزارة الخارجية الأميركية، ميرا ريسنيك، في مؤتمر عبر الهاتف أمس «إنّ المحادثات التي أجراها قائد الجيش اللبناني، جوزف عون، مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن خلال زيارته الأخيرة، تركّزت على الأزمة الملحّة التي تواجه لبنان اليوم، والتي سببها القرار السياسي الذي أبقى البلد في وضع حرج للغاية، وله انعكاسات خطيرة على الشعب اللبناني، وعلى قواته الأمنية وتحديداً قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني». وأضافت أنّ «هاتين المؤسستين هما الوحيدتان اللتان توازنان ثقل «حزب الله». ودعمنا لقوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني مهم جداً للتأكّد من عدم رؤية حصول الأسوأ في لبنان». وقالت ريسنيك: «نحن ندرس بنشاط الخيارات المتوافرة لنا لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، والتأكّد من أنّ هاتين المؤسستين تبقيان على قيد الحياة، ويمكنهما مساعدة لبنان في اتخاذ القرارات السياسية، والتأكّد من أنّ القادة السياسيين قادرون على اتخاذ القرارات الصحيحة لمصلحة شعبهم».
عقود الطاقة
على صعيد آخر، اعلنت السفارة الاميركية، انّ السفيرة دوروثي شيا التقت وزير الطاقة الدكتور وليد فياض، وأشارت بعد اللقاء الى «تقدّم كبير في ما خصّ عقود الطاقة الاقليمية، التي لطالما كانت الولايات المتحدة الأميركية حريصة على أن تمضي قدماً». وأكّدت «محاولة بلادها الحصول على المساعدات الإنسانية، وتقديم مساعدات حقيقية يومية للشعب اللبناني الذي يعاني منذ وقت طويل من نقص في الطاقة ومن انقطاع الكهرباء». وقالت: «يسرّنا أن نتمكن اليوم من إحراز تقدّم إضافي تجاه حصول لبنان على الغاز من مصر وحصول لبنان على الكهرباء من فائض الكهرباء على الشبكة الأردنية».
الغاز المصري
وكان وزير البترول المصري طارق الملا اعلن أمس، أنّ مصر تتوقع بدء تصدير من 60 مليوناً إلى 65 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً إلى لبنان أوائل السنة المقبلة.
وقال الملا على هامش مؤتمر للنفط والغاز في أبوظبي، إنّ «مصر ستورّد الغاز بما يتماشى مع الكمية التي طلبها لبنان في أسرع ما يمكن، ويمكن توقّعها في نهاية السنة أو مطلع السنة المقبلة». واضاف: «نقوم فقط بالفحص النافي للجهالة ونفحص خطوط الأنابيب».
… وزيت الغاز العراقي
والى ذلك، صادقت الحكومة العراقية امس على اتفاقية تزويد لبنان ما يعادل 500 ألف طن من زيت الغاز (فيول) سنوياً، مقابل خدمات في مجالات متعددة منها طبية.
وقال وزير الإتصالات العراقي أركان الشيباني، خلال مؤتمر صحافي في بغداد، إنّ «مجلس الوزراء صادق اليوم (أمس) على اتفاقية دعم الشعب اللبناني بـ 500 ألف طن من زيت الغاز مقابل خدمات».
الأمن الغذائي
معيشياً، حذّرت نقابة مستوردي المواد الغذائية امس من تدهور كبير في الأمن الغذائي للبنانيين «جراء عوامل عدة، لعلّ أبرزها حصول انهيار في سعر صرف الليرة في مقابل الدولار، في حال استمرار حال المراوحة وتفاقم الأزمات، ما يعني عدم تمكّن نسبة لا يستهان بها من اللبنانيين من توفير حاجاتهم الغذائية».
وطالبت النقابة، في بيان بضرورة «إصدار البطاقة التمويلية اليوم قبل غد، لأنّها الوحيدة القادرة على توفير الحاجات الغذائية الأساسية وبشكل سريع لغالبية اللبنانيين». وناشدت «القوى السياسية تغليب المصلحة الوطنية، وإعطاء كل الجهد والوقت لإنقاذ لبنان الذي يحتاج إلى عودة مجلس الوزراء للانعقاد لاتخاذ الخطوات المطلوبة وإقرار الإصلاحات والاتفاق مع صندوق النقد الدولي».
موظفو الإدارات
ودعت الهيئة الإدارية لرابطة موظفي الإدارة العامة في بيان، العاملين في الإدارة العامة الى عقد جمعيات عمومية طارئة في كل الإدارات، عند الاولى بعد ظهر اليوم، لمناقشة توصية الهيئة الإدارية بالعودة الى الإضراب المفتوح ابتداء من الثلثاء المقبل، في حال لم تتوصل اللجنة الوزارية في اجتماعها الذي سيُعقد غداً الى «الاتفاق على تلبية مطالب الرابطة التي تشكّل الحدّ الأدنى من الحقوق بل من الحاجات الأساسية للموظفين».
*********************************************
أوغلو يعرض وساطة مع الخليج.. ومخاوف من ربط الجلسات بمفاوضات فيينا!
بريطانيا تنصح بوقف السفر إلى لبنان.. ورفع الدعم يلهب أسعار الأدوية
… ما قدرة اللبناني بعد على تحمّل مفاجآت النكبات المتصلة بقوته, وهوائه ومائه وصحته, قبل التطرق إلى قوت عياله, وصحتهم, وتعليمهم, وتوفير الطعام والتعليم لهم, ولو بالحد الأدنى؟
على مسمع ومرأى طبقة سياسية مفلسة وحكومة, ما إن نالت الثقة, حتى وقعت تحت براثن وأحابيل القوى السياسية, المتباكية على التحقيق في انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020, فشلت وتعطلت, وزاد الطين بلة تصريحات بلا معنى, ولا هدف أدلى بها وزير الإعلام الحالي جورج قرداحي, سيان قبل التوزير أو بعده, ليأخذ العلاقة مع دول الخليج, وفي مقدمها المملكة العربية السعودية إلى اسفل درك, لم تعرفه قط في تاريخها منذ ان قامت العلاقات بين لبنان ودول الخليج الشقيقة, على مرأى من الحكومة التي تبحث عن (مقاربات لاستئناف اجتماعاتها) انفجرت أزمة صحية من نوع خطير: ارتفاع هستيري, باسعار الأدوية الخاصة بالامراض الصعبة, وغيرها من الأدوية التي يحتاجها أي مواطن, أو طفل, أو متقدّم بالسن أو حتى مريض من السكري إلى السرطان, إلى أدوية الضغط على اختلافها وادوية القلب والكلى والشرايين..
وفي حصيلة التطورات السياسية والدبلوماسية, أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما من مبادرة تركية نقلها وزير خارجية تركيا مولود جاويش اوغلو في لقاءاته أول من أمس مع المسؤولين في ما خص الأزمة مع دول الخليج. وأكدت أن الوزير اوغلو تحدث عن متابعة بلاده لهذه الأزمة وحرصها على معالجتها سريعا, مبديا استعداد بلاده لأي دور في هذا المجال للمساعدة. وأشارت المصادر الى ان التحرك التركي يصب في سياق الأطلاع عن كثب على مسار الوضع والأزمة التي نشأت مع بعض دول الخليج.
إلى ذلك لم يتظهر أي مناخ بشأن عودة الجلسات الحكومية وبات واضحا أن أي قرار يتصل بالفصل في موضوع التحقيق في قضية انفجار المرفأ أي أن يعهد موضوع تحقيق النواب إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الوزراء والنواب قد يفسح المجال امام هذه العودة. وتبقى قضية الوزير قرداحي منوطة بالاتصالات وبقرار الوزير قرداحي نفسه.
وعلى صعيد متصل علم أن زيارة الرئيس عون إلى قطر والتي اتت تلبية لدعوة تلقاها سابقا للمشاركة في حدث افتتاح كأس العالم ٢٠٢2 الفيفا الذي يقام في قطر سيشكل مناسبة للبحث في موضوع أزمة لبنان مع دول الخليج إذ أنه قد يلتقي على الهامش عددا من المسؤولين. ومن شأن هذه الزيارة أن تعكس مدى اهتمام لبنان بالعلاقات اللبنانية – العربية.
وأشارت مصادر سياسية متابعة الى ان الاتصالات والمشاورات الجارية للخروج من مازق تعليق جلسات مجلس الوزراء, لم تصل إلى نتيجة, وبقيت تدور في حلقة مفرغة, برغم الاضرار والخسارة الكبيرة, التي يتسبب فيها الشلل الحكومي على مهمات وخطط الحكومة, وقراراتها, لكبح جماح الانهيار الحاصل, والمباشرة بحل الأزمة الضاغطة التي يواجهها لبنان, ماليا واقتصاديا ومعيشيا.
واعتبرت المصادر ان ما يحكى عن تفاهم لترتيب سيناريو او مخرج, لاستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي من السراي الحكومي خلال الأيام المقبلة, بعد تفاهم بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي على هذا الامر, لخفض حالة التصعيد مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي, لا يكفي لوحده لحل مشكلة تعليق جلسات الحكومة, لان المشكلة الأساس التي ادت إلى تعليق هذه الجلسات, تتعلق بتنحية المحقق العدلي بتفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار, بناء لاصرار الثنائي الشيعي, وهي المشكلة التي ماتزال تراوح مكانها بدون حل, بينما مايزال الثنائي متمسكا بمطلبه, ولا يبدو أن لديه قبولا, للتنازل عن مطلبه حتى اليوم.
ولاحظت المصادر ان محاولات تظهير حل, من خلال حصر تحقيقات المحقق العدلي, بالأشخاص العاديين وكبار الموظفين والعسكريين, وتحويل الرؤساء والوزراء والنواب الملاحقين, الى المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء والنواب, تمهيدا لفكفكة المشكلة, مايزال متعثرا, بسبب استمرار رفض رئيس الجمهورية لهذا الطرح, لاعتبارات ظاهرية, تتعلق بالفصل بين السلطات وعدم التدخل في شؤون القضاء, وباطنها, الاصرار على اخضاع الملاحقين من الرؤساء والوزراء والنواب, للتحقيق امام المحقق العدلي, في محاولة مكشوفة, للنيل من النائبين علي حسن خليل وغازي زعيتر, المحسوبين على رئيس المجلس النيابي نبيه بري, في إطار تصفية الحسابات والمكايدة السياسية بينهما.وكذلك, يلقى الطرح المذكور رفضا قاطعا من مجلس القضاء الاعلى, لانه يتعارض كليا مع القوانين التي ترعى عمل السلطة القضائية, ويعتبر تدخلا فاضحا بالقضاء.
وتعتقد المصادر ان استمرار المراوحة في تعليق جلسات الحكومة, وعدم استعداد المسؤولين والمعنيين بحل هذه المشكلة, تبدو حساباته ابعد من الخلافات الداخلية التقليدية, وانما تتعداه الى ما هو ابعد من ذلك, واصبح مرتبطا ومرحلا الى ما ستسفر عنه مفاوضات الملف النووي الايراني في أواخر الشهر الجاري. ولذلك يبدو من الصعوبة بمكان التوصل الى اي تفاهم لفك اسر الحكومة من حالة الشلل, قبل تلمس اتجاه هذه المفاوضات.
وسط ذلك, استمر البحث عن مخارج للأزمة المزدوجة المتعلقة بتوقف انعقاد جلسات مجلس الوزراء ووضع وزير الاعلام جورج قرداحي ربطاً بموضوع العلاقات مع دول الخليج, عبر إجتماع امس بين الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري امس, لكن لم تعلن اي نتائج ايجابية له, بينما يرتقب ان يقوم ميقاتي بزيارة الى رئيس الجمهورية ميشال عون اليوم. وسط اجواء عن تشدد في المواقف من الازمة. لكن بعض المعلومات اشارت الى ان اللقاء بين بري وميقاتي تناول حصراً موضوع البطاقة التمويلية والعقبات التي تحول دون تنفيذها.
ولهذا انضم الى اجتماع الرئيسين وزيرا الشؤون الإجتماعية هكتور الحجار والاقتصاد والتجارة أمين سلام, في حضور المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل. واكد ميقاتي ردّاً على الصحافيين عند وصوله: زيارتي تتعلق بموضوع البطاقة التمويلية.
وصدر بيان عن المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي حول ما تردد عن مقايضة بين ملفي تحقيق المرفأ وعودة مجلس الوزراء للإنعقاد وجاء فيه: يتم التداول بأخبار مفادها التحضير لحلول للازمة السياسية على قاعدة المحقق العدلي في انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار مقابل مجلس الوزراء. إن رئيس الحكومة ينفي هذه الاخبار جملة وتفصيلا, ويؤكد أن خارطة الحل التي وضعها منذ اليوم الاول هي الاساس وخلاصتها, أن لا تدخّل سياسياً على الاطلاق في عمل القضاء, ولا رابط بين استئناف جلسات مجلس الوزراء وملف التحقيق القضائي في انفجار مرفأ بيروت.
وكان ميقاتي قد قال خلال اجتماع موسّع للبحث في إستكمال «خطة الاصلاح والنهوض واعادة الاعمار» التي اطلقها البنك الدولي والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي بعد انفجار مرفا بيروت: دعوة جميع الاطراف المشاركة في الحكومة, الى التعاون لاعادة عجلة العمل الحكومي الى الدوران الكامل وفق خارطة الطريق التي حددتها منذ اليوم الأول وصون علاقات لبنان مع دول العالم لا سيما الاشقاء في دول الخليج». وأعلن «في موازاة العمل على بلسمة جروح بيروت التي اصابها الانفجار المدمّر في الرابع من آب 2020, فان الاولوية تبقى لجلاء ملابسات هذه الجريمة الفظيعة وكشف تفاصيلها والضالعين فيها, وبلسمة جروح المفجوعين. وفي هذا الاطار, أجدد دعوة الجميع الى ابعاد هذا الملف عن السياسة وحصره في اطاره القضائي الصرف واعتماد الاصول الدستورية في معالجته». وأكد «إن القضاء هو الملجأ لنا جميعا ومن واجبنا حمايته وصونه, وبهذا نكون ايضا نوجّه رسالة الى جميع أصدقاء لبنان والمجتمع الدولي, بأننا دولة تحسن صيانة القضاء وحمايته لاحقاق الحق والعدالة».
وقال الرئيس ميقاتي : كفانا اضاعة للوقت وللفرص ولنتعاون جميعا في ورشة عمل نمضي فيها في حل ما امكن من مشكلات لها علاقة بأولويات اللبنانيين الموجوعين, ووضع سائر الملفات المرتبطة بالمعالجات المتوسطة والطويلة الأمد على سكة النقاش مع الهيئات الدولية المعنية.
إجراءات كويتية
وفي إجراء كويتي جديد لم يتأكد من جهات رسمية, ذكرت صحيفة «القبس» أن جهاز أمن الدولة وضع أسماء 100 وافد من جنسيات مختلفة على قوائم الممنوعين من تجديد إقاماتهم في البلاد عند انتهائها, وبالتالي يتوجب عليهم وأسرهم المغادرة فور انتهاء إقاماتهم.
ونقلت عن مصادر أمنية مطلعة قولها, إن الغالبية العظمى من الممنوعين من تجديد إقاماتهم يحملون الجنسية اللبنانية, والباقون من جنسيات مختلفة وعديدة, أبرزها الإيرانية واليمنية والسورية والعراقية والباكستانية والأفغانية والبنغالية والمصرية.
وأكدت المصادر أن «أمن الكويت خط أحمر, ولن يسمح لأي شخص يمثل أي نوع من أنواع التهديد لأمن الوطن بالتواجد على أرضه.وأوضحت أن بعض هؤلاء الوافدين اللبنانيين يشتبه في انتمائهم أو انتماء أقاربهم من الدرجة الأولى أو الثانية لحزب الله, أما البعض الآخر فمن الجنسيات الأخرى, ومنهم أشخاص سبق اتهامهم في قضايا خطيرة مثل غسل الأموال وغيرها من القضايا الحساسة, وإما أنهم ضمن قائمة غير المرغوب في تواجدهم داخل البلاد لما تقتضيه المصلحة العامة.
وأشارت المصادر إلى أن «عدداً من الممنوعين من تجديد إقاماتهم اكتشفوا ذلك عند مراجعتهم لإدارات شؤون الإقامة في المحافظات الست, وقد طلب منهم مغادرة البلاد وأسرهم فوراً».
وقالت المصادر: أن جهاز أمن الدولة يعمل في كافة الاتجاهات التي من شأنها حفظ الأمن الداخلي للبلاد», مشيرة إلى أن تعليمات صريحة وواضحة صدرت من كبار القيادات الأمنية بعدم التهاون في ذلك الملف, وعدم الاستجابه لأي ضغوط أو وساطات مهما كانت.
اوغلو دعم ووساطة
وفي التطورات الجديدة, زيارة وزير الخارجية التركية مولود جاويش اوغلو للمسؤولين امس, حاملا دعوة الى ميقاتي لزيارة تركيا ودعما تركيا للاقتصاد اللبناني واستعدادا للتدخل في رأب الصدع بين بيروت والخليج.
وقد زار الرئيس ميشال عون ناقلاً رسالة شفهية من نظيره اردوغان, اكد فيها «عمق العلاقات بين لبنان وتركيا», ورغبته في «تطويرها وتعزيزها على مختلف الأصعدة», مهنئا بـ«قرب حلول عيد الاستقلال», وأشار الى ان «الزيارة الرسمية المرتقبة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى تركيا ستكون مناسبة للبحث في الاتفاقيات المشتركة التي تزيد العلاقات بين البلدين وثوقاً. واعرب اردوغان عن امله في ان «يتجاوز لبنان قريبا الازمة التي نشأت بينه وبين عدد من دول الخليج», واستعداد بلاده «لتقديم أي مساعدة في هذا المجال».
وابلغ رئيس الجمهورية ضيفه التركي, ان «لبنان يرحب بأي مساعدة يمكن ان تقدمها تركيا لتسهيل عودة النازحين السوريين الى ديارهم التي أصبحت بغالبيتها آمنة, لا سيما لجهة الضغط على المجتمع الدولي لكي يقدم المساعدات للنازحين داخل سوريا تشجيعا للعودة». وايد الرئيس عون «تنسيق الجهود الإقليمية في سبيل ذلك مع تركيا والأردن والعراق. واكد الرغبة في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في المجالات كافة, خصوصا زيادة نسبة استيراد تركيا للمنتجات اللبنانية, لا سيما وان الميزان التجاري يميل حاليا لصالح تركيا».
بعدها انتقل اوغلو الى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب. اما في الخارجية, فأعلن الوزير عبد الله بو حبيب, اثر لقائه اوغلو, «اننا نعمل على تحسين العلاقات التجارية بين لبنان وتركيا ما من شأنه أن ينعكس ايجابيا على كل منا», وقال: تمنينا على تركيا فتح أسواقها لتصدير المنتجات اللبنانية. واكد ان لبنان حريص على حسن العلاقات مع كل الدول, ويقدر عاليا الدعم والمساعدات التركية كما يقدر مشاركتها كدولة في عديد اليونيفيل.
وقال: وقعنا ووزير خارجية تركيا اتفاقية تعاون لتعزيز التقارب بين الوزارتين ونعمل على مذكرة تفاهم في مجالات أخرى. واشار الى ان «لبنان وتركيا يعانيان من عبء النزوح السوري, لذلك يجب توحيد الجهود والمقاربة لمسألة النزوح والطلب من المجتمع الدولي التقاسم العادل للاعباء او العمل على اعادة النازحين الى بلدهم».
و قال الوزير التركي «أتيت لتأكيد دعم تركيا للبنان, تناولنا كيفية تطوير السياحة ومجالات الطاقة والوجهة الاولى للشعب اللبناني هي تركيا ومعروفة محبة الشعب التركي للبنان. وتناولنا المواضيع الاقليمية ونحن البلدان الاكثر تأثرا بالازمة السورية. ويجب الا يضطر الشعب اللبناني الشقيق الى دفع ثمن المساومات الاقليمية ونحن نريد تطوير علاقاتنا الثنائية.
وشدد على «دعم الحكومة لاجراء الانتخابات النيابية العامة في موعدها», وقال: لطالما اعطينا اهمية لسيادة واستقلال وامان لبنان وقدمنا الدعم اللازم بعد انفجاري بيروت وعكار وندعم الجيش والقوى الامنية من اجل استقرار وامن لبنا». وتمنى اوغلو ان «يتم حل ازمة الخليج عبر الاحترام المتبادل والمناقشات والطرق الدبلوماسية, ونحن جاهزون للقيام بدورنا في هذا الموضوع».
وفي السرايا الحكومية, أكد الرئيس ميقاتي متانة العلاقات اللبنانية – التركية, وشدد، في خلال إستقباله اوغلو بعد ظهر أمس «أن ما بين لبنان وتركيا علاقات تاريخية وطيدة, ونحن نقدر لتركيا اهتمامها الدائم بلبنان ودعمها له على المستويات كافة».
ووجه الرئيس ميقاتي» التحية للرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي يبدي اهتماما دائما بالشؤون اللبناني, ويدعم عمل الحكومة, وإستعداد بلاده لتوظيف صداقاتها في المحافل الدولية لدعم موقف لبنان ومساعدته على النهوض من الأزمة التي يمر بها «.
بدوره أبدى اوغلو سروره للقاء الرئيس ميقاتي، ووجه له دعوة رسمية لزيارة تركيا قريبا للبحث في مجالات التعاون. كما أبدى, بشكل خاص, اهتمام تركيا بدعم القطاع الصحي في لبنان ولا سيما المستشفيات الحكومية, وتزويدها بالادوية والمستلزمات الطبية». وشدد «على تقوية الاستثمارات التجارية والتعاون السياحي بين البلدين».
وغادر أوغلو والوفد المرافق بيروت على متن طائرة خاصة مساء.
بريطانيا تنصح
من جهة ثانية, نصحت بريطانيا في تحديث جديد صدر امس, بعدم السفر إلى لبنان باستثناء السفر الضروري. وقالت وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية ي بيان إن «الوزارة الخارجية تنصح الآن بوقف كل السفر إلى لبنان باستثناء السفر الضروري وباستثناء تلك المناطق التي تنصح وزارة الخارجية بعدم السفر إليها», ويظهر الموقع الالكتروني للحكومة (رويترز) انها تنصح بعدم السفر الى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي تقع على بعد ٥ كلم من الحدود مع سوريا ومحافظة الهرمل.
مرسوم الهيئات الناخبة
على صعيد آخر, اوضحت مصادر رسمية مطلعة عن قرب لـ «اللواء», انه بعد التساؤلات التي تُطرح في الاعلام وعلى لسان بعض السياسيين, عمّا إذا كان رئيس الجمهورية ميشال عون سيوقع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لإجراء الانتخابات في 27 آذار كما ورد في قانون الانتخاب بعد تعديله, ان المرسوم لم يصل أصلاً إلى دوائر رئاسة الجمهورية ليتخذ الرئيس قراراه بتوقيعه او لا او ما اذا كان سينتظر تقديم كتلة التيار الوطني الحر الطعن بقانون الانتخاب قبل نهاية المهلة المحددة في 20 الشهر الحالي.
إشارة إلى أن المجلس النيابي أوصى بإجراء الانتخابات في 27 آذار وأن توصيته هي بمثابة قرار, لكن لا بد من التريث إلى حين إتخاذ وزير الداخلية بسام مولوي قراره ما اذا كان سيلتزم بهذه التوصية – القرار, ام يدرس الموضوع من النواحي التقنية والادارية وموضوع المهل لتوزيع لوائح الشطب وتصحيحها ونشرها ويحدد موعداً آخرَ للإنتخابات؟.
واليوم, يقدم تكتل لبنان القوي طعناً بالتعديلات على قانون الانتخاب امام المجلس الدستوري, وسط تشكيل استباقي بمرور عملية المراجعة من دون فقدان النصاب.
التزام أميركي بتوفير الكهرباء
وقبل سفره إلى القاهرة, التقى وزير الطاقة والمياه وليد فياض سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في بيروت دورثي شيا, التي تحدثت عن تقدّم كبير في ما خص «عقود الطاقة الاقليمية التي كانت الولايات المتحدة حريصة على رؤيتها تمضي قدماً».
وأكدت: «يصرنا ان نتمكن اليوم من إحراز تقدّم إضافي تجاه حصول لبنان على الغاز من مصر, وحصول لبنان على الكهرباء من فائض الكهرباء على الشبكة الاردنية».
وفي السياق, صدقت الحكومة العراقية على اتفاقية لامداد لبنان بكمية تبلغ 500 ألف طن من زيت الغاز.
إنهاء إضراب الجامعة
على صعيد العودة إلى التعليم في الجامعة اللبنانية, أعلنت رابطة الأساتذة المتفرغين عن إنهاء الإضراب بعد اجتماع عقدته, وقبلت ما تمّ التوصّل إليه في الاجتماعات مع وزير التربية والتعليم العالي عباس حلبي, على ان تعاود الدراسة بدءاً من الأسبوع المقبل.
وحسب المعلومات, فإن ان اساتذة الجامعة اللبنانية تلقوا وعداً من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير التربية عباس الحلبي بتحسين رواتبهم وتقديم مساعدات اجتماعية لهم لفك اضرابهم والعودة إلى الجامعات, حيث كشف رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين عامر الحلواني ان المساعدات المتفق عليها مع بداية العام 2022 ستكون 200 دولار شهرياً على ان لا يقل المبلغ عن اربعة ملايين ليرة شهرياً, اما خلال هذه الفترة المتبقية من هذه السنة, فقد وعد الاساتذة بتلقيهم مليون ليرة شهرياً اضافة الى 20 مليون ليرة خلال شهري 11 و12.
اما المساعدات من الدولة للاساتذة بحسب الحلواني, فستكون عبارة عن نصف راتب شهرياً اضافة الى رواتبهم, زائد 65 الف ليرة بدل نقل.
وقبل هذه الوعود كان قد جرى تحويل نصف راتب إضافي للأساتذة نقل من احتياط موازنة الجامعة, وسيجري العمل على تثبيت هذه «المساعدة الاجتماعية», لتصبح شهرية, وأن يستفيد منها الأساتذة المتعاقدون وليس فقط الأساتذة المتفرغون وفي الملاك.
الدواء: اسعار جنونية
على صعيد الدواء, وقع المحظور, فبعد أشهر من الدعم العشوائي غير المحصن بالإجراءات الرقابية, واستغلال التجار بين مخِّزن ومحتكر, رفع الدعم جزئياً عن أدوية الأمراض المزمنة, بسبب عدم قدرة مصرف لبنان على الاستمرار بالدعم نتيجة الأزمة الاقتصادية والنقدية الحادة, الأمر الذي يشكل كارثة بحق المواطنين الذين أصبحوا بمعظمهم يرزخون تحت خط الفقر.
وكان وزير الصحة فراس الأبيض قد أعلن أنَّ النظام الصحي والمالي إنهار في لبنان والمال الموجود لا يستطيعُ تغطيةَ كلِّ احتياجات المواطنين من الدواءِ والخدمات الصحية الضرورية, مؤكدًا أنَّه سيُرفع الدعم عن أدوية الأمراض المزمنة جزئيًا. ليصدر أمس, قرارين بتخفيض دعم مجموعة من أدوية الأمراض المزمنة.
وأصدر الوزيرالأبيض قرارين حدّد فيهما نسب دعم الأدوية الآتية:
– المواد الفعالة Fentanyl Oxycodone Morphine بجميع أشكالها الصيدلانيّة ما عدا الحُقن (Injectable), تُدعم شريحة A1 بنسبة 45%, أمّا شريحة A2 وشريحة B فتُدعم بنسبة 65%.
– أدوية علاج الصرع (Epilepsy) و(Parkinson) والاكتئاب (Anti-Depressants) وأدوية (ADHA) Attention-deficit/hyperactivity disorder, تُدعم شريحة A1 بنسبة 45%, أمّا شريحة A2 وشريحة B فتُدعم بنسبة 65%.
– أدوية القلق (Anxiolytics) وأدوية الإدمان (Buprenorphine – Suboxone), تُدعم كلّ الشرائح بنسبة 80%.
– أدوية الـInsulin المستوردة, تُدعم شريحة A1 وA2 بنسبة 60%, أمّا شريحة B وشريحة C فتُدعم بنسبة 75%, على أن يُحدّد سعر صرف الدولار الأميركي لهذه الأدوية استثنائياً بنسبة 80% من سعر الصرف في الأسواق اللبنانية, أي يحسم 20%, وذلك لفترة أقصاها 31 كانون الأوّل المُقبل, على أن يتوقّف العمل بالحسم بعد انتهاء هذه الفترة.
من جهته, لفت رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاصم عراجي في تغريدة عبر تويتر الى ان «دعم الدواء ليس وحده الحل, الاجهزة الرقابية من التفتيش الصيدلي لمنع السوق السوداء والاحتكار, ونظام التتبع من المستورد حتى وصوله للمريض والاجهزة الامنية لمنع التهريب عامل مهم لعدم فقدان الدواء».
وتوجه للرئيس ميقاتي كاتباً «دولة الرئيس ميقاتي, اتوجه اليك شخصيآ التدخل لدى مصرف لبنان لزيادة الدعم لأدوية الامراض المزمنة, اسعارها فوق طاقة (٧٠) بالمئة من الشعب اللبناني, وسيكون مرضى السكري والضغط والقلب والاعصاب تحت الخطر, وزارة الصحة وحدها لا تستطيع الضغط على المصرف بينما انت كرئيس وزراء بإمكانك».
654068 إصابة
صحياً, أعلنت أمس وزارة الصحة العامة عن تسجيل «1100 وإصابتين جديدتين بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 654068, كما تم تسجيل 8 حالات وفاة» .
*********************************************
«الثنائي الشيعي» يعول على كف يد البيطار من قبل محكمة التمييز هذا الأسبوع – بولا مراد
تركيا وقطر تحاولان سد الفراغ في لبنان…واستقالة قرداحي توقف التصعيد ولا تحل الأزمة ؟
بيان هام لحاكم البنك المركزي سلامة اليوم … فما هو المضمون؟
لم تثمر كل الحركة التي شهدتها الساحة اللبنانية يوم أمس اي انفراجات من شأنها ان تعيد عجلة الحكومة الى الدوران، في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية بشكل غير مسبوق وبخاصة مع صدور جداول جديدة لأسعار الأدوية تبين أن أكثر من نصف اللبنانيين لم يعودوا قادرين على شرائها بشكل دوري، كما مع استمرار عمليات صرف العمال والموظفين من المؤسسات والمصارف، ما يهدد بانفجار اجتماعي غير مسبوق في حال لم يتم اعلان حالة استنفار للحد من مآسي اللبنانيين. والأخطر ان ما يحصل داخليا يترافق مع كباش اقليمي ودولي يتخذ من الساحة اللبنانية حلبة صراع وتصفية حسابات، ما يؤكد ان الأزمة مفتوحة على كل الاحتمالات ولا سقف زمنيا لها، فلا انطلاق مفاوضات فيينا مجددا حول الملف النووي الايراني من شأنه ان يشكل مفترق طرق ولا حتى الانتخابات النيابية المقبلة قد تضع البلد على سكة الحل خاصة وان استطلاعات الرأي تؤكد ان المشهد لن يتغير كثيرا في مجلس النواب الجديد.
الكويت تتخذ اجراءات جديدة!
وكأن ما يرزحون تحته من ضغوط داخلية غير كاف، واصلت دول الخليج اجراءاتها التصعيدية بوجه اللبنانيين، لاعتبارها ان السلطات اللبنانية تتجاهل الأزمة وتتعاطى معها وكأنها غير موجودة. وسجل أمس وضع جهاز أمن الدولة في الكويت أسماء 100 وافد من جنسيات مختلفة على قوائم الممنوعين من تجديد إقاماتهم في البلاد عند انتهائها، ما يوجب عليهم وأسرهم المغادرة فور انتهاء إقاماتهم. وقالت مصادر أمنية مطلعة في الكويت لصحيفة «القبس» الكويتية إن «الغالبية العظمى من الممنوعين من تجديد إقاماتهم يحملون الجنسية اللبنانية، والباقون من جنسيات مختلفة وعديدة، أبرزها الإيرانية واليمنية والسورية والعراقية والباكستانية والأفغانية والبنغالية والمصرية». الاجراء الكويتي هذا، جاء بالتزامن مع اعلان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ان «الفساد السياسي والاقتصادي المتفشي في لبنان هو الذي يدفعنا للاعتقاد بغياب الجدوى لوجود سفيرنا في لبنان» كما مع تحديث جديد نصحت فيه بريطانيا بعدم السفر إلى لبنان باستثناء السفر الضروري.
واستهجنت مصادر «الثنائي الشيعي» ما قالت انه «مزايدة كويتية في الاجراءات المتخذة بحق لبنان واللبنانيين لجهة حصارهم والتضييق عليهم»، معتبرة انه «حتى السعودية لم تتخذ التدابير التي اتخذتها الكويت سواء من حيث التعامل مع المقيمين او من حيث التشدد في التحويلات المالية علما ان هناك معلومات عن وقفها كليا». وقالت المصادر لـ»الديار»:»كل ما يحصل يؤكد ان دول الخليج اتخذت من موقف أعلنه وزير الاعلام جورج قرداحي قبل تبوئه منصبه حجة لشن هجوم غير مسبوق على اللبنانيين. فبدل أن تقف الى جانبهم في محنتهم المالية والاقتصادية، اذا بها تعبث بالجرح وترش الملح عليها لتفاقم الأوجاع».
مساران للحل لا واحد!
وفيما جدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس «دعوة جميع الاطراف المشاركة في الحكومة، الى التعاون لاعادة عجلة العمل الحكومي الى الدوران الكامل وفق خارطة الطريق التي حددتها منذ اليوم الأول وصون علاقات لبنان مع دول العالم لا سيما الاشقاء في دول الخليج»، داعيا الى «ابعاد ملف انفجار مرفأ بيروت عن السياسة وحصره في اطاره القضائي الصرف واعتماد الاصول الدستورية في معالجته»، نفت مصادر سياسية مطلعة على الحراك الذي تشهده الساحة اللبنانية ان يكون هناك عمل على مقايضة رأس المحقق العدلي القاضي طارق البيطار باعادة دوران عجلة مجلس الوزراء، وقالت لـ»الديار»:»يتم حل كل ملف على حدة. بما يتعلق بقضية البيطار، يعول «الثنائي الشيعي» حاليا على القرار الذي سوف تتخذه محكمة التمييز بالدعويَين المقدّمتَين من رئيس الحكومة السابق حسان دياب ومن النائب نهاد المشنوق، لمخاصمة الدولة اللبنانية عمّا أسموه «الخطأ الجسيم» الناجم عن عمل القاضي البيطار، جرّاء ملاحقتهما في هذه القضيّة. ويعتقد «الثنائي» ان قرارا بكف يد البيطار سيتخذ قبل يوم الخميس. اما بما يتعلق بقضية قرداحي، فلا شيء يمنع تقديم استقالته في حال كانت تضع حدا للمسار التصعيدي الذي تتخذه الاجراءات الخليجية، بعدما بات محسوما ان القرداحي ليس سبب الازمة وبالتالي استقالته لن تعيد الأمور لما كانت عليه قبل اخراج تصريحات سابقة له للتداول».
قطر وتركيا بديل للخليج؟
ويبدو ان المسؤولين اللبنانيين يتجهزون للتعايش مع واقع «القطيعة الخليجية» للبنان أقله حتى موعد الانتخابات المقبلة، ما سيجعلهم يلجأون الى ملاقاة اي يد ممدودة لاغاثة لبنان. وبدا لافتا الاعلان عن زيارة يقوم بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قريبا الى قطر، فرغم وضع مصادر قريبة من عون في حديث لـ»الديار» الزيارة في خانة «تلبية دعوة أمير الدولة للمشاركة في افتتاح بطولة كأس العرب الفيفا 2021»، الا ان توقيت الزيارة يترك اكثر من علامة استفهام خاصة ان الرئيس عون لم يقم طوال فترة ولايته الا بزيارات معدودة الى الخارج نظرا لسنه ووضعه الصحي.
ووضعت مصادر مطلعة على الحراك الحاصل في لبنان وعلى جولة وزير الخارجية التركية مولود جاويش اوغلو على المسؤولين اللبنانيين، ما يحصل في خانة «سعي قطر وتركيا لسد الفراغ الذي تتركه الدول العربية في لبنان من خلال مد يد التعاون»، وقالت المصادر لـ»الديار»:»يبدو ان الطرفين اللبناني من جهة والقطري والتركي من جهة أخرى يدسان النبض السعودي وما اذا كان اي انفتاح وتعاون قد يؤدي لغضب سعودي اضافي».
وأعلن أوغلو صراحة أمس توجيه دعوة الى ميقاتي لزيارة تركيا ودعم تركيا للاقتصاد اللبناني واستعدادها للتدخل في رأب الصدع بين بيروت والخليج. وابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اوغلو، ان «لبنان يرحب بأي مساعدة يمكن ان تقدمها تركيا لتسهيل عودة النازحين السوريين الى ديارهم التي أصبحت بغالبيتها آمنة، لا سيما لجهة الضغط على المجتمع الدولي لكي يقدم المساعدات للنازحين داخل سوريا تشجيعا للعودة»، وايد الرئيس عون «تنسيق الجهود الإقليمية في سبيل ذلك مع تركيا والأردن والعراق». واكد رئيس الجمهورية «الرغبة في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في المجالات كافة، خصوصا زيادة نسبة استيراد تركيا للمنتجات اللبنانية، لا سيما وان الميزان التجاري يميل حاليا لصالح تركيا».
وكان الوزير اوغلو نقل الى الرئيس عون رسالة شفهية من نظيره اردوغان، اكد فيها «عمق العلاقات بين لبنان وتركيا»، ورغبته في «تطويرها وتعزيزها على مختلف الأصعدة»، مهنئا بـ»قرب حلول عيد الاستقلال»، وأشار الى ان «الزيارة الرسمية المرتقبة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى تركيا ستكون مناسبة للبحث في الاتفاقيات المشتركة التي تزيد العلاقات بين البلدين وثوقا». واعرب اردوغان عن امله في ان «يتجاوز لبنان قريبا الازمة التي نشأت بينه وبين عدد من دول الخليج»، واستعداد بلاده «لتقديم أي مساعدة في هذا المجال».
في هذا الوقت، أفادت المعلومات أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أنجز بناء على طلب شركة تدقيق خاصة جردة بكل حساباته المالية، وانه سيعلن في بيان خلال ساعات نتائج هذا التدقيق. وستكون له اطلالة تلفزيونية ليشرح كل التفاصيل.
*********************************************
مفتاح قفل ازمة الخليج في جيب الثنائي «المتصلب»
ميقاتي لم يقنع فرنجية.. وبيان مهم لرياض سلامة اليوم
هل باتت ازمتا توتر العلاقات مع دول الخليج وتعليق جلسات مجلس الوزراء الى حين تنحي القاضي طارق البيطار متلازمتين الى درجة ان حل الثانية يفتح الباب على بدء البحث في كيفية ايجاد مخرج للاولى؟ وهل اصبح مفتاح ملف الخليج في يد الثنائي الشيعي الرافض تقديم اي تنازل او تراجع عن شرطه في ظل التصعيد المتدرج للاجراءات العقابية ؟ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يزور بحسب المعلومات بعبدا اليوم ، للبحث في مخرج لأزمتي مجلس الوزراء وتوتر العلاقات مع الخليج ووضع اطار اتفاق او خريطة طريق يتردد ان وزير الاعلام جورج قرداحي سيعمد في ضوئها الى تقديم استقالته من السراي ان لم يطرأ ما يعرقل مسارها، لكن ماذا عن اجواء اجتماع ميقاتي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم الذي افيد انه تناول الملف لكنه لم يفض الى نتيجة، لا بل تبلغ عدم وجود استعداد للتراجع؟
ولا يقتصر التشدد على الثنائي الشيعي على ما يبدو اذ ان الرئيس ميقاتي يتشدد ايضاً، اذ ان ايا من الحلول التي كثر الحديث عنها في الآونة الاخيرة لحل معضلة الشلل الوزاري، لم يحقق تقدما او اجماعا حتى الساعة. وبينما تردد ان ثمة محاولات لمقايضة بين «رأسي» وزير الاعلام جورج قرداحي والمحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ طارق البيطار، لاحياء الحكومة، يعمل عليها في الكواليس، رئيس مجلس النواب نبيه بري، اكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ان لا رابط بين استئناف جلسات مجلس الوزراء وملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت وذلك في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي.
القضاء الملجأ
وفي وقت سجلت زيارة قام بها ميقاتي الى عين التينة، أفيد ان عنوانها اقتصر على «البطاقة التمويلية»، جدد ميقاتي «دعوة جميع الاطراف المشاركة في الحكومة، الى التعاون لاعادة عجلة العمل الحكومي الى الدوران الكامل وفق خارطة الطريق التي حددتها منذ اليوم الأول وصون علاقات لبنان مع دول العالم لا سيما الاشقاء في دول الخليج». وأعلن «في موازاة العمل على بلسمة جروح بيروت التي اصابها الانفجار المدمّر في الرابع من آب 2020، فان الاولوية تبقى لجلاء ملابسات هذه الجريمة الفظيعة وكشف تفاصيلها والضالعين فيها، وبلسمة جروح المفجوعين. وفي هذا الاطار، أجدد دعوة الجميع الى ابعاد هذا الملف عن السياسة وحصره في اطاره القضائي الصرف واعتماد الاصول الدستورية في معالجته». وأكد «إن القضاء هو الملجأ لنا جميعا ومن واجبنا حمايته وصونه، وبهذا نكون ايضا نوجّه رسالة الى جميع أصدقاء لبنان والمجتمع الدولي، بأننا دولة تحسن صيانة القضاء وحمايته لاحقاق الحق والعدالة». وقال الرئيس ميقاتي خلال اجتماع موسّع للبحث في إستكمال «خطة الاصلاح والنهوض واعادة الاعمار» التي اطلقها البنك الدولي والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي بعد انفجار مرفا بيروت: «كفانا اضاعة للوقت وللفرص ولنتعاون جميعا في ورشة عمل نمضي فيها في حل ما امكن من مشكلات لها علاقة بأولويات اللبنانيين الموجوعين، ووضع سائر الملفات المرتبطة بالمعالجات المتوسطة والطويلة الأمد على سكة النقاش مع الهيئات الدولية المعنية» .
وكان ميقاتي التقى الوزير السابق سليمان فرنجية وفشل في اقناعة باستقالة قرداحي.
البطاقة التمويلية
وكان بري استقبل في عين التينة ميقاتي وانضم الى الاجتماع ، وزيرا الشؤون الإجتماعية هكتور الحجار والاقتصاد والتجارة أمين سلام، في حضور المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل. وقال ميقاتي ردّاً على الصحافيين عند وصوله: زيارتي تتعلق بموضوع البطاقة التمويلية.
دعم ودعوة
على صعيد آخر، جال وزير الخارجية التركية مولود جاويش اوغلو على المسؤولين امس، حاملا دعوة الى ميقاتي لزيارة تركيا ودعما تركيا للاقتصاد اللبناني واستعدادا للتدخل في رأب الصدع بين بيروت والخليج.
تهاني بالاستقلال
في الموازاة، أكد رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي عن» تطلعه الدائم الى تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر ولبنان والارتقاء بها في شتى المجالات بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين». وأشاد الرئيس السيسي في برقية تهنئة وجهها الى رئس الجمهورية العماد ميشال عون بمناسبة الذكرى الـ78 لإستقلال لبنان، بـ»أواصر الاخوة والمحبة التي تجمع بين الشعبين اللبناني والمصري»، متمنيا تحقيق ما يتطلع اليه الشعب اللبناني من تقدم وازدهار. وللمناسبة نفسها، تلقى الرئيس عون برقية تهنئة من الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتييريس مشددا فيها على» دور لبنان في تفعيل عمل الامم المتحدة وفي بناء عالم افضل يسوده السلام».
بيان مهم
على صعيد آخر، علم ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة سيصدر غدا اليوم بيانا مهما يضيء فيه على عدد من الملفات المالية ويعلن جديدا في شأن الحملات التي استهدفته على ان تكون موضع متابعة في المرحلة اللاحقة.
الغاز المصري
كهربائيا، وبعد المعلومات المتداولة في بعض وسائل الإعلام حول إلغاء العقود مع كل من مصر والأردن لإمداد لبنان بالغاز والكهرباء، لأن البلدَين لم يتبلغا رسمياً من الجانب الأميركي ضمانات تؤكد استثناء هذه العقود من عقوبات «قانون قيصر»… اكد مصدر متابع على الخط اللبناني – المصري أن «لا صحة لهذه المعلومات إطلاقاً»، كاشفاً أن اجتماعاً عُقد أول من أمس بين المسؤولين المعنيين في مصر وممثلين عن السلطات الأميركية الذين طلبوا من الجانب المصري خلال اللقاء، تزويدهم ببعض المعلومات والوثائق.
ولم يغفل التأكيد أن لقاء وزير الطاقة والمياه وليد فيّاض المقرَّر اليوم مع السفيرة الأميركية في بيروت ثم مغادرته إلى مصر امس، بهدف متابعة الموضوع المُشار إليه.
6 طوافات
على صعيد آخر، التعاون العسكري اللبناني – الاميركي يتثّبت. في السياق، تسلم الجيش اللبناني 6 طوافات عسكرية نوع (MD-53OF)، مقدمة من الولايات المتحدة الأميركية، في إطار برنامج المساعدات الأميركية، في قاعدة حامات الجوية. وافيد عن مشاركة قائد الجيش العماد جوزيف عون والسفيرة الاميركية دوروثي شيا في حفل التسليم.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :