افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 16 تشرين الثاني 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 16  تشرين الثاني  2021

 

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء:

طوافة إيرانية تحوم فوق حاملة أميركية… و"الأنصار" يتقدمون في الساحل نحو باب المندب
تركيا تستطلع فرصها السياسية والاقتصادية في لبنان بعد الخروج السعودي … وقطر تموّل
حردان: صمود سورية تأكيد على امتلاك دول وقوى المقاومة كل أسباب القوة للانتصار

 

المشهد الخليجي الذاهب إلى التصعيد، على رغم الاستعدادات الموازية لمفاوضات متعددة المستويات، يوحي بتطورات وشيكة سترسم قواعد الاشتباك الجديدة، وتحدد التوازنات التي ستبنى عليها المفاوضات، سواء تلك التي ستبدأ في فيينا بين إيران وشركائها في الملف النووي، أو تلك التي تستعد الأمم المتحدة لإطلاقها حول مستقبل اليمن، في ضوء الحديث الصادر عن البعثة الأممية في اليمن عن متغيرات تستدعي تطويراً لمبادرات الحل السياسي.
في التجاذب الأميركي- الإيراني مزيد من السعي من جانب الجيش الإيراني والحرس الثوري بإثبات امتلاك اليد العليا في مياه الخليج وبحر عمان، فبعدما نشرت إيران تسجيلاً لانتزاعها لناقلة نفط من قبضة القوات الأميركية قبل أسبوعين، نشرت أمس ما اعترف به البنتاغون أنه أقرب مسافة تبلغها طوافة إيرانية من حاملة طائرات أميركية.
في المشهد اليمني العسكري، تصاعد مؤشرات اقتراب معركة مدينة مأرب بعدما صارت وحدات "الأنصار" والجيش واللجان على مسافة كليومترات قليلة من المدينة متجاوز مسافة المئة كيلومتر التي كانت تفصلها عنها، وقالت مصادر يمنية عسكرية إن مهلة التفاوض مع الهيئات المحلية لتفاهم يضمن تفادي المعركة قد انتهت من دون تحقيق تقدم، بعدما هدد حزب الإصلاح كل من ينخرط بتفاهمات حملتها شخصيات قبلية إلى مسؤولي الإدارات المحلية والشرطة في المدينة، ما جعل المعركة العسكرية خياراً حتمياً، فيما تسابق جبهة الحديدة الساحلية جبهة مأرب، بعدما كسب الأنصار مئة كيلومتر ساحلاً بفعل الانسحاب الذي نفذته قوات طارق علي عبدالله صالح، خشية انعكاسات حسم مأرب على قواته التي تصبح بلا حماية، ما فتح طريق الساحل نحو باب المندب، حيث يتقاسم الأنصار مع قوات طارق صالح السيطرة على محافظة تعز، التي شهدت تظاهرات احتجاجية على الحكم التابع للسعودية في الأسابيع الماضية.
الاستقطاب الخليجي الحاد يواكبه تنافس إماراتي قطري يرسم المشهد في تونس وليبيا والسودان، وربما لبنان، حيث تقول مصادر متابعة لزيارة وزير الخارجية لكل من تركيا وقطر إلى بيروت تباعاً، أنهما زيارتان متكاملتان، حيث تستكشف تركيا فرصها في ملء الفراغ السعودي، بتمويل قطري، بينما  لا تبدو الإمارات المنفتحة بقوة على سورية بعيدة عن السعي  للاستثمار على الحضور السوري لمواجهة مشاريع التمدد القطري- التركي في عدة ساحات تملك فيها سورية تأثيراً ومكانة، من ضمنها تونس والسودان وليبيا، حيث فروع حزب البعث وعدد من شخصيات النظام السابق فيها تلوذ بعلاقتها بسورية والجزائر، وربما يكون في حساب الإمارات أيضاً استثمار هذه العلاقة للتأثير في مواقف أطراف لبنانية تربطها بسورية علاقات طيبة لعرقلة المساعي التركية القطرية.
رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان تحدث في ذكرى تأسيس الحزب عن صمود سورية وانتصاراتها كدلالة تؤكد ما تختزنه دول وقوى المقاومة من قوة تسمح بإلحاق الهزيمة بالمحور المعادي، وتحقيق النصر.
دعا رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان جميع السوريين القوميين الاجتماعيين للالتفاف حول مؤسسات حزبهم وتحصينها لتبقى الضمانة للاستمرار على نهج الصراع والمقاومة.
وأكد حردان في بيان أصدرته عمدة الإعلام بمناسبة العيد التاسع والثمانين لتأسيس الحزب أننا لن نحيد مطلقاً عن ثوابتنا القوميّة مهما كانت التحديات والتضحيات، ولنا في زعيمنا خير قدوة ومثال في التضحية والفداء في سبيل القضية التي آمنّا بها وتساوي وجودنا.
وشدد على أننا أكثر عزماً وإصراراً على السير في طريق تحصين الحزب بتوحيد القوميين الاجتماعيين في إطار مؤسسات حزبهم وهو الحضن الوحيد الذي يتسع لجميع القوميين ويحتاج إلى طاقاتهم وعملهم وجهادهم، وهذه دعوة إلى كلّ قومي اجتماعي لتحمّل المسؤولية في هذه الظروف الصعبة. وأكد رئيس الحزب على أننا لن ندّخر جهداً ونضالاً في سبيل الوصول إلى الشعب وحمل همومه وتأطيره في تيار مدني لا طائفي يحرّره من سطوة الطائفة والمذهب كما لن يتوانى حزبنا عن القيام بواجباته تجاه وحدة لبنان واللبنانيين وسيبقى على الدوام مبادراً وداعماً للإصلاح الحقيقي والفعلي.
ورأى حردان أن صمود الشام وانتصارها أكد أن دول وقوى المقاومة في أمتنا تمتلك كلّ عناصر القوّة لهزيمة المشروع الإرهابي الاستعماري والمخطط الصهيوني العنصري الاستيطاني، مشيراً إلى أن فلسطين جوهر القضية القوميّة وهي حاضرة دائماً في وجدان القوميين الاجتماعيين وأبناء شعبنا يمتلكون العزم والتصميم على مواصلة الكفاح والمقاومة كخيار أوحد لتحرير فلسطين. وأكد أننا سنقاوم مشاريع تقسيم العراق طائفياً ومذهبياً وإثنياً، معتبراً أن المعركة التي يخوضها الجيش العراقي والحشد الشعبي تستهدف وأد الإرهاب والحفاظ على وحدة أرض الفراتين.
في غضون ذلك، لم تسجل بداية الأسبوع أي جديد في المشهد الداخلي الملبد بالأزمات وبدخان الحرائق التي حاصرت لبنان من الشمال إلى الجنوب مروراً بالجبل، وسط مساعٍ يقودها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع ثنائي أمل وحزب الله من جهة ومع الفرنسيين من جهة ثانية لإيجاد مخرج للأزمة مع السعودية ودول الخليج، بالتوازي مع جهود يقوم بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري بحسب المعلومات للتوصل إلى حل توافقي لأزمتي تحقيقات مرفأ بيروت والتصعيد مع السعودية. فيما تحدثت مصادر أخرى عن اتصالات على خط حزب الله - تيار المردة لإيجاد حل للأزمة بدأت مع زيارة وزير الإعلام جورج قرداحي إلى عين التينة يوم الجمعة الماضي، إلا أن المساعي لم تنضج حتى الساعة وتحتاج إلى مزيد من الاتصالات والمشاورات بحسب ما لفتت أوساط مطلعة لـ"البناء" في ظل غياب رؤية واضحة للحل ولمرحلة ما بعد استقالة قرداحي إن حصلت، طالما أن الشق الثاني من الحل المتمثل بالسعودية غير مضمون في ظل رفض المملكة تقديم ضمانات بفك حصارها الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي عن لبنان، وطالما أن السعودية تتمادى في التصعيد والتهديد والوعيد ضد لبنان بشكل يومي مع استنفار جهازها الدبلوماسي على المستوى الإعلامي لإطلاق المواقف التصعيدية ضد لبنان. فبعد وزير خارجيتها وسفيرها السابق في لبنان عبد العزيز الخوجة، لفت السفير السعودي السابق في لبنان علي عواض عسيري أمس إلى أن "احتمال التصعيد حيال لبنان يعتمد على سلوك حزب الله وسلوك العهد ووزرائه والإعلام الناطق باسمه وعلى السيطرة على تصدير المخدرات"، وقال: "حزب الله هو المسيطر على الحكومة بفضل التحالف مع التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل. فالتيار أعطى الحزب الغطاء المسيحي ليعمل ما يشاء ولو لم يكن هذا الغطاء لأصبح الحزب مثله مثل غيره". وكشف بأن قيمة المؤسسات التي يملكها لبنانيون في المملكة العربية السعودية تقدّر بـ 115 مليار دولار" ، معلناً في حديث تلفزيوني أن قيمة المساعدات التي قدمتها السعودية للبنان الدولة وليس لأشخاص منذ العام 1972 تقدر بنحو 72 مليار دولار.
وفي موقف كويتي تصعيدي هو الأول من نوعه، ربط وزير الإعلام الكويتي السابق سعد بن طفلة تصعيد الكويت المستمر حيال لبنان، بموضوع الخلية المرتبطة بحزب الله والتي تم الكشف عنها قبل أيام في الكويت. وقال بن طفلة: "إذا استمرّ لبنان بسياسته الرّعناء وبقي يأتمر بأوامر طهران فأتوقع أن يكون هناك تصعيد ليس فقط من الخليجيين وإنما حتى من أطراف أخرى عربية وغير عربية."
وعن إمكانية أن يطال التصعيد اللبنانيين في الخليج، أوضح بن طفلة أنه وبحسب قراءته للأحداث إذا لم تتغيّر السياسة اللبنانية فربما يكون مثل هذا السيناريو مطروحاً أو في ذهن متخذي القرار في دول الخليج. ما يؤشر بحسب ما أكدت أوساط سياسية مطلعة لـ"البناء" إلى أن الأزمة مرشحة للمزيد من التصعيد والتوتر، ولم تعد مرتبطة باستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي أم لا، بل بالتطورات والمفاوضات الدائرة في المنطقة على رغم المعلومات التي تسربت نهاية الأسبوع المنصرم والمنقولة عن الرئيس ميقاتي حيال تقدم المساعي لتسوية ما في ملفي المحقق العدلي القاضي طارق البيطار والعلاقة مع السعودية تمهد لعقد جلسة لمجلس الوزراء منتصف هذا الأسبوع.
في المقابل لا يبدو أن حزب الله وتيار المردة مستعدان لتقديم تنازلات للسعودية والتضحية بقرداحي من دون خريطة طريق واضحة ومضمونة تعيد العلاقات اللبنانية السعودية الخليجية إلى طبيعتها بما يصب في مصلحة لبنان ودعمه على المستويين السياسي والاقتصادي، وكذلك يرفض قرداحي الاستقالة من دون الضمانات اللازمة التي طالب بها خلال زيارته عين التينة، وقال قرداحي في حديث تلفزيوني أمس: "لست حجر عثرة ولست متمسكاً بالوزارة عناداً "لأنو الوزارة مش ملكي ومش لبيت بيي". وأضاف: "منفتح تجاه أي حل يفيد لبنان ويعيد ترميم علاقاته مع دول الخليج، فلا أريد أن تكون استقالتي مجرد طلقة في الهواء لا تؤدي إلى أي نتيجة".
وأكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أمام زواره أن "العمل جار لمعالجة الوضع الذي نشأ بين لبنان والسعودية وعدد من دول الخليج انطلاقاً من حرص لبنان على إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة".
وفيما استبعد الوزير الكويتي نجاح أي وساطة للجامعة العربية أو لقطر في المدى القريب، وصل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى بيروت أمس على رأس وفد آتياً من طهران، في زيارة يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين. كما يفتتح مشاريع إنمائية عدة في عدد من المناطق ساهمت بلاده في تمويلها، على أن يعقد مع نظيره اللبناني مؤتمراً صحافياً مشتركاً بعد ظهر اليوم في الوزارة.
وفيما عبرت مصادر في ثنائي أمل وحزب الله عن امتعاض "الثنائي" من مواقف رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط المستجدة، في ظل المعلومات عن زيارة سيقوم بها جنبلاط إلى السعودية لتصحيح العلاقة مع الرياض بعد برودة دامت لسنوات، ما يشير بحسب ما تقول مصادر "الثنائي" لـ"البناء" إلى أن جنبلاط يبيع موقفه ضد حزب الله للسعودية مقابل طي صفحة الماضي وفتح أبواب المملكة سياسياً ومالياً أمام جنبلاط على مسافة أشهر قليلة من استحقاق الانتخابات النيابية. علماً أن جنبلاط لطالما سعى عبر وسطاء لإعادة تصحيح العلاقة مع السعودية من دون جدوى، ويبدو أن المملكة احتاجت في هذه اللحظة إلى مواقف حلفائها السابقين في معركتها الحاسمة مع حزب الله. في المقابل تنفي مصادر نيابية في الحزب الاشتراكي لـ"البناء" أن يكون جنبلاط بدل مواقفه السياسية أو دخل في مواجهة جديدة مع حزب الله، مضيفة أن السعودية لا تحتاج إلى دعم جنبلاط ولا غيره ولديها ما يكفي من القوة لتخوض المعركة مع من تريد طالما أن أغلب دول الخليج تقف معها، وأوضحت المصادر أن جنبلاط أطلق صرخة في وجه الحزب لأسباب اقتصادية وليست سياسية، لا سيما أن لبنان لا يستطيع الاستمرار بهذه السياسة الخارجية المعادية للدول العربية والخليجية، نظراً لمصالح اللبنانيين في الخليج، مؤكدة بأن مواقف جنبلاط لا تهدف لافتعال مواجهة داخلية ولا تخفي انخراطه في مشروع سياسي خارجي في البلد.
وشن حزب الله هجوماً لاذعاً على رئيس الاشتراكي على لسان عضو المجلس السياسي في حزب الله غالب أبو زينب الذي قال:"بسبّونا من فوق وبقولوا بتعرفوا بدنا نزبط وضعنا مع السعودية في معاشات وشنط مصاري"، هذه الأشياء لَن نقبل بها بعد اليوم، لأنَّ هؤلاء يشكلون عبئاً أساسياً على الواقع اللبناني، وهمّ أداة لضرب الوضع الداخلي اللبناني وتوتيره". وأضاف: ما بدي يضلّ حاكمني وليد جنبلاط بمزاجيّته السياسيّة، إنّو هلأ بدو يتحالف مع القوّات اللبنانية ما قبل شهر "قرّب" على الجنرال عون، ومبارح إنو بهاليومين كان عم "بصعد تجاهنا وعم يبتلي علينا وبيظلمنا وبكذّب عنا بشغلات نحن لم نفعلها" لكي يُرضي الأميركي والسعودي". وتابع: شو بقول اليوم على "رويترز" أنا ما بدّي أعمل جبهة ضد حزب الله، وبدي أتحالف مع القوات اللبنانية وهذا حكي مبارح عم ببيعو للسعودية والأميركان طيب وشو بعدان، بعدان سمّم البيئة الدرزية، أنا بفهم أنو الواحد يشتغل تكتيك بس هوي بالمقابل كمان شو عمل للشباب الدروز اللي عايشين بالجبل لما بيسمعو زعيم عم بيحكي هيك وعن حزب الله وبكذّب عنا". وأشار أبو زينب إلى أن جنبلاط "يعمد إلى حقن المجتمع ضدّ المقاومة ومن ثمّ يُرسل غازي العريضي لتلطيف الأجواء".
من جانبه، أكد المكتب السياسي لحركة أمل أن المدخل الأساس لأي حل هو خروج المعنيين من حالة المراوحة القاتلة التي أوصلت البلاد إلى آخر درك يكون بدور الدولة الراعية التي تلتزم تطبيق الدستور والقوانين دونما استنسابية أو انتقائية في المجالات كلها، أو على أسس الفرز المذهبي والطائفي، الذي عطّل ويعطّل انتظام عمل المؤسسات ويمنعها من تأدية واجباتها الأساسية في رعاية المواطن وعيشه الكريم، خصوصاً في ما هو على تماسٍ مع يومياته وأبسط مقومات حياته".
بدوره أكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب غازي زعيتر "أن الثنائي الوطني، حركة "أمل" و"حزب الله" هما أكثر من يريد الحقيقة في قضيتي تفجير المرفأ وجريمة الطيونة ومهما حاول البعض استخدام مؤامراته وكيديته من أجل تسييس العدالة على حساب دم الشهداء، ستأتي اللحظة التي تنكشف فيها حقيقة الجريمة وحقيقة المتآمرين". ورأى زعيتر أن "الانتخابات النيابية حاصلة في مواعيدها وكل المؤامرات التي حيكت منذ "حراك تشرين" وكل الحملات الإعلامية والتضليلية لن تنال من خط ونهج المقاومة، وستبقى المعادلة الماسية "الجيش والشعب والمقاومة" عنوان قوة لبنان مهما زادت المؤامرات والضغوط على إنساننا في هذا الوطن".
على صعيد موجة الحرائق التي اجتاحت لبنان خلال الأيام القليلة الماضية، كشفت مصادر رسمية وميدانية لـ"البناء" بأن الحرائق مفتعلة لأسباب تجارية وعقارية، لا سيما أنه تم العثور على غالونات مازوت في أحد مناطق إقليم الخروب"، لافتة إلى أن "مجموعة من التجار المدعومين من بعض الأحزاب والجهات النافذة لهم مصلحة بإشعال الحرائق لكي يعرضوا لاحقاً استثمار الأرض المحروقة من أصحابها بتجارة الحطب وزراعات أخرى أو شراء الأراضي لإقامة مشاريع زراعية أو تجارية عليها بهدف الربح المالي". ولفتت المصادر إلى أن الدفاع المدني مستمر في جولاته التفقدية في مناطق الحرائق في إطار التحقيقات التي يقوم بها بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والقضائية لكشف مفتعلي الحرائق.
وكان الرئيس ميقاتي تابع مع وزير البيئة ناصر ياسين أضرار الحرائق المتنقلة في عدد من المناطق. وطلب من الهيئة العليا للإغاثة "إجراء الكشف اللازم على أماكن الحرائق ورفع تقرير سريع في هذا الصدد".
على صعيد آخر وفيما تتقدم دول أوروبية عدة بمسار ملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بتهم اختلاس وفساد في أوروبا، أعلنت مصادر إعلامية أن سلامة "سيُفجِّر مفاجأة نقدية قضائية في الأيام المقبلة، من شأنها أن تُسبِّب إرباكاً في المسارات القضائية المفتوحة داخلياً وخارجياً".
وكانت وكالة "رويترز" نقلت أمس عن متحدث قضائي في لوكسمبورغ، أن السلطات القضائية فتحت "قضية جنائية" تتعلق بحاكم "مصرف لبنان" وما يملكه من شركات وأصول.
وفي هذا السياق، سأل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في تصريح: "هل يجوز أن يلاحق قضائياً حاكم مصرف لبنان وتنتقل ملاحقته من مرحلة الادّعاء إلى التحقيق في عدّة دول أوروبية فيما لم يتبيّن أن القضاء في لبنان قد ادّعى عليه بعد؟ وهو المعني الأول في الجرائم الخطيرة الملاحق بها دولياً، وهي تتعلّق بتبييض الأموال". وأضاف: "أهكذا تستعاد الثقة بالليرة اللبنانية".

********************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

جريمة الطيونة: إخلاءات سبيل "غير مفهومة"!

 لم يعد مستبعداً أن تُسجَّل جريمة كمين الطيونة التي راح ضحيتها 7 شهداء "ضد مجهول". هذا الاحتمال وارد طالما أنّ قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوّان ماضٍ في مسار غير مفهوم في هذا الملف. إذ قرّر، حتى الآن، إخلاء سبيل ثمانية متّهمين (مناصرين ومنتمين للقوات اللبنانية) في الجريمة. صوّان الذي أُقصي من منصبه محققاً عدلياً في جريمة انفجار مرفأ بيروت ربما لم ينسَ بعد "ثأره" مع من تسبب بإبعاده عن واحد منٍ أضخم الملفات القضائية في تاريخ لبنان، بعد موافقة محكمة التمييز الجزائية على طلب نائبي حركة أمل، علي حسن خليل وغازي زعيتر، نقل الدعوى منه للارتياب المشروع.

أحد المخلى سبيلهم من المتهمين بالتورط في الجريمة التي كادت تُشعل حرباً أهلية، عنصر في قوى الأمن أوقفه فرع المعلومات بعدما تبيّن أنه ترك مركز خدمته وانتقل إلى عين الرمانة إلى جانب مناصري القوات اللبنانية في اشتباكهم مع مناصري حركة أمل وحزب الله. ومع أنّ فعلة كهذه لعنصرٍ أمني تستوجب تشدد القاضي مع المرتكب وليس التهاون، ارتأى قاضي التحقيق أن يُخلي سبيله ليكون من أول المفرج عنهم.

إلا أن القرار الأكثر إثارة للاستغراب هو إخلاء القاضي سبيل المتهم جيلبير ماراسيديان، المسؤول عن استدراج المتظاهرين للدخول إلى عين الرمانة. فبحسب إفادة أدلى بها أمام المحققين الشاهد بيار ر. الذي تُشرف شقته على المكان الذي بدأ فيه الاشتباك، فإن ماراسيديان توجّه غاضباً نحو المتظاهرين الذين كانوا في طريقهم إلى قصر العدل مرددين هتافات استفزازية. وروى الشاهد أنّه "لدى بلوغ المتظاهرين المفترق المؤدي من شارع سامي الصلح إلى منزلي، شاهدت أحد الأشخاص ويبلغ من العمر حوالى خمسين عاماً، وأنا أعرفه سابقاً كونه من أبناء الحي، يقترب من المسيرة. وبدا لي أنّه كان مستاءً ومنزعجاً مما يسمعه من شعارات وهتافات. وما هي إلا دقائق حتى توقفت مجموعة من المسيرة وبدأت بالتلاسن وتبادل الشتائم مع ذلك الشخص، وتطور الأمر إلى عراك بالأيدي، ثم دخل عناصر من المسيرة من شارع سامي الصلح إلى الطريق المؤدية إلى عين الرمانة".

كذلك أخلى صوّان سبيل أربعة أوقفتهم استخبارات الجيش في محلة الدوار القريبة من ضهور الشوير، اعترفوا بأنّهم كُلِّفوا من قيادتهم في القوات اللبنانية بمراقبة مقرّ للحزب السوري القومي الاجتماعي في المنطقة تحسباً لتدهوّر الوضع.
المحامية إيليان فخري، وكيلة عدد من موقوفي القوات اللبنانية، أبلغت "الأخبار" "أننا كجهة دفاع تقدمنا بالعديد من طلبات الإخلاء"، لكنها رفضت التعليق على مسار التحقيق.
وفي ما يتعلّق باستدعاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للاستماع إلى إفادته كشاهد في الملف، علمت "الأخبار" أنّ مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة فادي عقيقي كان قد طلب في مطالعته وفي ورقة الطلب من قاضي التحقيق صوّان، استدعاء جعجع للاستماع إليه إذا استلزم الأمر. إلا أن مصادر قضائية أبلغت "الأخبار" أنّ صوّان "يبدو كأنه سيصرف النظر عن استدعاء جعجع للاستماع إليه"، مشيرة إلى أنّه "يتذرّع بأنّ عقيقي في متن ورقة الطلب أدرج طلب الاستدعاء كرفع عتبٍ أو لزوم ما لا يلزم".
يأتي هذا المسار في إدارة التحقيق رغم أنّ جعجع أعلن تحدّيه رافضاً المثول أمام القضاء، ورغم أنّ محاضر التحقيقات التي أجرتها استخبارات الجيش تكشف أنّ القوات اللبنانية استنفرت عشية التظاهرة ونقلت مسلّحين إلى المنطقة. أضف إلى ذلك أنّ مسؤول الأمن في معراب سيمون مسلّم الذي ورد في عدد من الإفادات تورطه في الأحداث لا يزال متوارياً عن الأنظار، ولم تُسلّمه القوات اللبنانية للاستماع إلى إفادته لمعرفة دور رئيسها لجهة إعطاء أوامر في هذا الخصوص.

*************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

إحياء الحكومة بمشروع “مقايضة” قيد الإنجاز!

مشهد كارثي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى دراماتيكي أسفرت عنه الأيام الثلاثة من #الحرائق التي التهمت مساحات شاسعة من غابات #لبنان وأحراجه، وبدأ معه الأسبوع اللبناني الجديد مثقلاً بمزيد من القتامة.


 
 

وإذ ظلت صور التفحّم الذي اجتاح الأحراج والغابات في معظم مناطق لبنان في صدارة المشهد الداخلي، فلم تعد الصور الرتيبة للمسؤولين في مقارهم الرئاسية او الوزارية وهم يستقبلون الزوار تفي بحاجة المناورة والتخفي والالتفاف والتمويه عن العجز الفاضح القاتل الذي يطبع حال اهل العهد والحكومة ومجلس النواب قاطبة امام تسلط سياسي موصوف، لم يعد ممكناً تجاهل المفاعيل الانقلابية القسرية التي أدى ويؤدي اليها في شلّ حكومة باتت ميتة سريرياً مهما قيل في واقعها تلطيفاً وتخفيفاً وتهذيباً! مع مطلع أسبوع جديد وسط الشلل القاتل الذي أصاب الحكومة بدا هزلياً ان يستمع اللبنانيون إلى الانباء المملة الفارغة من أي محتوى عن “فعاليات” الدولة وأركانها في يومياتهم، وكأنهم كما وصفهم تماماً مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالفقر المدقع وحقوق الانسان أوليفييه دي شوتر قبل أيام “يعيشون في عالم خيالي” وسط مسافات لا تصدق بين واقع الازمات الكارثية التي يتخبط فيها لبنان والأطر العاجزة والفارغة لممارسة المسؤوليات في مواجهة الازمات المتعاظمة. لم تظهر أي معالم حلحلة في الازمة الحكومية المصابة بانسداد لا يبعد كثيراً عن استحضار تجارب الإنسداد القريبة العهد مثل ازمة تشكيل الحكومة التي استمرت نحو 11 شهرا قبل ولادة الحكومة الحالية. ولا يختلف الوضع بل لعلّه اشدّ سوءا في ازمة تدهور العلاقات بين لبنان والدول الخليجية على نحو غير مسبوق، التي لم تشهد بدورها أي تطور إيجابي. ولعل ما بات يصعب انكاره وتكذيبه ونفيه على ألسنة أي مسؤول او معني ان الشلل المتعمّد الذي افتعله الثنائي الشيعي، وبضغط متزايد خصوصا من “حزب الله”، يبدو كأنه بدأ يخطّ مسلكاً نحو تحقيق هدف أساسي لديه هو ربط كل أوجه الازمة المفتعلة بعضها ببعض لجعل طريق العودة إلى إحياء مجلس الوزراء يمر بصفقة او مقايضة ضمنية تشتمل على الإطاحة بالمحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، والتفاهم على مخرج لمطالبة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بإقالة او استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي، كما والتفاهم مسبقاً على موقف من العاصفة الخليجية لئلا تنفجر الانقسامات الحكومية منها داخل مجلس الوزراء لدى معاودته جلساته. ومع ان المعطيات المتوافرة أمس لم تشر إلى نضج كامل بعد لمعالم هذه الصفقة – المقايضة، فإن معطيات تحدثت عن استعداد رئيس مجلس النواب نبيه بري لإخراج حل جزئي لأزمة تعليق جلسات مجلس الوزراء، ونقلت عن اوساطه انه يعمل بهدوء وبعيداً من الاضواء ويبلور مبادرة لن تكون بكركي بعيدة عنها وبدأت مع زيارة وزير الاعلام جورج قرداحي إلى عين التينة. كما ان اوساطا مطلعة على اجواء السرايا الحكومية تحدثت عن بذل جهد كبير لإخراج الأزمة من حال المراوحة تمهيداً لعودة الاجتماعات الحكومية عبر تجزئة ملف التحقيقات بين المحقق العدلي في جريمة المرفأ طارق البيطار وبين المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، على ان يشرع المعنيون فور طي هذه الازمة في البحث الجدي لمعالجة الازمة الخليجية وبدء التحرك في اتجاه ترتيب زيارة للرئيس نجيب ميقاتي إلى السعودية وبعض دول الخليج للبحث في إطار الحل.

 

 

زيارات ديبلوماسية

 

في غضون ذلك، تتكثف الاجتماعات الحكومية الجانبية والتحضيرات لملف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وانجاز وضع خطة الكهرباء، في ظل معلومات عن ربط بدء التفاوض بانجاز الاستحقاق الانتخابي النيابي، في إطار خطوة التفافية دولية على اي محاولة لتطييره.

 

ويقوم وزير الخارجية عبد الله بو حبيب يوم الجمعة المقبل بزيارة لروسيا على رأس وفد حيث يلتقي عددا من المسؤولين الروس ويبحث معهم في ملفات لبنان والمنطقة ويستمع إلى مقاربة موسكو للازمة في لبنان.


 
 

ومساء أمس وصل وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو إلى بيروت آتياً من العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة يلتقي خلالها الرؤساء الثلاثة وعدداً من المسؤولين كما يفتتح مشاريع إنمائية عدة في عدد من المناطق ساهمت بلاده في تمويلها على أن يعقد مع نظيره اللبناني مؤتمراً صحافياً مشتركاً بعد ظهر اليوم في مقر وزارة الخارجية. ويدشن أوغلو خلال زيارته مشاريع مولتها شركة تركية أبرزها مشروع لانتاج الطاقة في الضبية كما يطلع على سبل الاستثمار في لبنان وفي اعادة اعمار المرفأ وانشاء خط قطار بيروت الشمال.


 
 

اما في ملف الازمة الخليجية، فأكد رئيس الجمهورية ميشال عون، أمام زواره أن “العمل جار لمعالجة الوضع الذي نشأ بين لبنان والسعودية وعدد من دول الخليج إنطلاقاً من حرص لبنان على إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة”. والتقى عون أمس سفير لبنان في السعودية فوزي كبارة، وسفير لبنان في البحرين ميلاد نمور والقائم بالأعمال في سفارة لبنان بالكويت هادي هاشم وعرض معهم التطورات المتصلة بالعلاقات اللبنانية مع الدول الثلاث وسبل معالجتها.


 
 

وفي المقابل أعتبر المكتب السياسي لحركة “امل” أن “المدخل الأساس لأي حل هو خروج المعنيين من حالة المراوحة القاتلة التي أوصلت البلاد إلى آخر درك يكون بدور الدولة الراعية التي تلتزم تطبيق الدستور والقوانين دونما استنسابية أو إنتقائية في المجالات كلها، أو على أسس الفرز المذهبي والطائفي، الذي عطّل ويعطّل انتظام عمل المؤسسات ويمنعها من تأدية واجباتها الأساسية في رعاية المواطن وعيشه الكريم، وخصوصاً في ما هو على تماسٍ مع يومياته وأبسط مقومات حياته”.


 
 

وكانت تطورات الوضع الداخلي محور لقائين لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي امس مع سفير بريطانيا إيان كولارد ثم سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو التي رافقها المدير العام للعولمة والتدريس والتنمية ميشال ميرييه. ويندرج اللقاء في إطار جولة يقوم بها ميراييه على بعض المسؤولين في لبنان وتمت مراجعة العلاقات الثنائية في مجالات التربية.

 

 

الحرائق

 

من جهة اخرى، وفي وقت انحسرت إلى درجة كبيرة الحرائق التي تلتهم احراج لبنان منذ ايام، وغابات بيت مري والمونتيفردي وعين سعادة في شكل خاص، تابع ميقاتي مع وزير البيئة ناصر ياسين أضرار الحرائق المتنقلة في عدد من المناطق، بعدما عاين الوزير ياسين الوضع ميدانيا الاحد. وافادت معلومات ان عدد الحرائق بلغ في عطلة نهاية الأسبوع بحسب أول تقرير لوزارة البيئة 93 حريقاً من بينها 35 حريق غابات في كل من الجنوب والبقاع الغربي والمتن وكسروان وعكار، وكان أبرزها الحريق الهائل الذي اندلع اول من أمس في بيت مري واستمر على مدى يومين، وقضى على مساحات شاسعة من غابات الصنوبر واقترب من المنازل، لكن بفضل جهود الدفاع المدني تمت السيطرة على الحرائق بنسبة 80%، وتوجه ميقاتي بتحية إلى الجيش والدفاع المدني والفرق الكشفية وكل من ساهم في إخماد الحرائق، مشددا على ضرورة استمرار التحقيقات لمعرفة الأسباب التي أدت إلى اندلاعها ومنع تكرارها، اضافة إلى توقيف المتسببين بها وإحالتهم على القضاء المختص”. كما طلب من الهيئة العليا للاغاثة “إجراء الكشف اللازم على أماكن الحرائق ورفع تقرير سريع في هذا الصدد”. وشدد ميقاتي على “وجوب إنصاف عناصر الدفاع المدني، الذين بذلوا جهودا جبارة في اخماد الحرائق، والذين لم يترددوا في القيام بواجباتهم وتقديم التضحيات الكبيرة رغم المعاناة المستمرة من عدم إنصافهم”.

****************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

ميقاتي يحاول و”حزب الله” على موقفه: البيطار مقابل مجلس الوزراء!

عون للسفراء “المطرودين”: “ما باليد حيلة”!

 

من كان يعوّل على وساطة تركية أو قطرية لحل الأزمة اللبنانية مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، جاءه كلام “حزب الله” ليل أمس ليمحو أي رهان رسمي على أن تفضي محادثات وزير الخارجية التركي اليوم في بيروت إلى فتح كوة في جدار المشهد السوداوي، لا سيما وأنّ قناة “المنار” بدت حاسمة في التأكيد أنه ليس في جعبة الوزير مولود جاويش أوغلو، ولا الموفد القطري الذي سيليه، أي خطة جاهزة بل مجرد مساع للدفع باتجاه التخفيف من حدة الأزمة.

 

وتحت وطأة تصلّب المواقف وتعمّق جذور الأزمة الناتجة عن تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي الداعمة للحوثيين في مواجهة السعودية والإمارات، برزت أمس زيارة السفراء المطرودين من الخليج إلى قصر بعبدا، في إطار جولة لهم ستشمل أيضاً عين التينة والسراي الحكومي لحثّ الرئاسات الثلاث على الإسراع في تطويق ذيول الأزمة اللبنانية مع السعودية ودول مجلس التعاون “لأنّ التأخير أكثر سيعمّق الأزمة أكثر ويعقّد الحلول أكثر”، وفق ما نقلت مصادر ديبلوماسية لـ”نداء الوطن”، كاشفةً أنّ خلاصة الموقف الذي خرج به لقاء السفيرين اللبنانيين في السعودية والبحرين والقائم بأعمال السفارة في الكويت مع رئيس الجمهورية ميشال عون بيّنت أنّ “الأمور لا تزال مقفلة” رغم أنّ عون أكد لهم أنه حاول ولا يزال يحاول إيجاد الحل المناسب للأزمة لكن “ما باليد حيلة” نظراً لرفض “المردة” استقالة قرداحي وتعذّر تأمين التوافق السياسي اللازم لإقالته في مجلس الوزراء.


 
 

ونقلت المصادر أنّ عون أكد خلال لقاء الأمس أنه يدرك تماماً مدى خطورة تداعيات الأزمة القائمة مع دول الخليج العربي على مصالح اللبنانيين في الداخل والخارج، لكنه في الوقت نفسه يعتبر أنه “قام بواجباته حين تعلق الأمر بأخطاء ارتكبها محسوبون عليه سواءً على المستوى الوزاري كما حصل حين طلب من وزير الخارجية الأسبق شربل وهبه الاستقالة، أو على المستوى الإعلامي حين تم إبعاد أحد الصحافيين من قناة “أو تي في” عندما أخطأ”… أما اليوم في قضية قرداحي، فيشدد رئيس الجمهورية على أنّ “حسم مسألة استقالته ليس في متناول يده”.

 

وتوازياً، نفت مصادر رفيعة ما تردد عن وجود مبادرة لرئيس مجلس النواب نبيه بري ترمي إلى إعادة تفعيل مجلس الوزراء، مؤكدةً أنه “حتى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ليس لديه مبادرة محددة، إنما كان قد طرح على رئيس مجلس النواب إمكانية اقالة قرداحي في مجلس الوزراء إذا لم يقدم هو استقالته، فكان جواب بري أنه لا يمانع ولكن هناك أولوية تسبق أولوية إقالة قرداحي، فلنحلّ القضية الأهم وبعدها نجد حلاً لموضوع قرداحي”. والموضوع الأساس، بحسب بري، هو المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ طارق البيطار “وليس المطلوب “تطييره” بل السير في تشكيل لجنة تحقيق برلمانية وترك محاكمة الرؤساء والوزراء إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، على أن يُكمل البيطار عمله في الملف حصراً مع الموظفين والاداريين والأمنيين”.


 
 

وتروي المصادر أنّ “بري الذي كان أبلغ البطريرك الماروني بشارة الراعي بفكرته هذه، سأل ميقاتي عن موقفه منها فكان جوابه ايجابياً، كما سمع جواباً ايجابياً نقله الراعي عن رئيس الجمهورية، إلا أن الأمور بقيت في مكانها ولم يتحقق أي تقدم، فتوقفت كل المساعي عند هذه النقطة”.

 

وفي المقابل، تؤكد مصادر وزارية رفيعة أن حقيقة الموقف أنّ الأمور ما زالت تراوح في حلقات مفرغة “فرئيس الحكومة يحاول، ورئيس الجمهورية ينتظر نتائج محاولات ميقاتي ولم يتمكن من أن يمون على حليفه “حزب الله” ليتراجع أو ليجد تخريجة يعود بنتيجتها وزراء الثنائي الشيعي إلى الحكومة… والنتيجة أنه لا جلسات لمجلس الوزراء في المدى المنظور على ما يبدو، لأنّ المعادلة ما زالت على حالها بالنسبة الى الثنائي الشيعي: البيطار مقابل مجلس الوزراء”.

 

****************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

عون: حريصون على أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب

تصاعد الانتقادات للتلكؤ عن معالجة الأزمة اللبنانية ـ الخليجية

 

تصاعدت الانتقادات في لبنان للتلكؤ الحكومي عن معالجة الأزمة مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، فيما أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن «العمل جارٍ لمعالجة الوضع» وذلك «انطلاقاً من حرص لبنان على إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة».


 
وجاء تأكيد عون خلال لقائه في قصر بعبدا سفيري لبنان في المملكة العربية السعودية فوزي كبارة ومملكة البحرين ميلاد نمور والقائم بالأعمال في سفارة لبنان في الكويت هادي هاشم، واطلع منهم على التطورات المتعلقة بالعلاقات اللبنانية مع الدول الثلاث في ضوء المستجدات الأخيرة والإجراءات التي لجأت إليها هذه الدول بعد استدعاء سفرائها من بيروت والطلب إلى السفراء اللبنانيين مغادرتها.

وأفادت الرئاسة اللبنانية بأن عون أكد أن «العمل جارٍ لمعالجة الوضع الذي نشأ بين لبنان والمملكة العربية السعودية وعدد من دول الخليج، انطلاقاً من حرص لبنان على إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة وخصوصاً السعودية ودول الخليج».

ويأتي ذلك في ظل تصاعد الانتقادات للتلكؤ الحكومي عن معالجة الأزمة.

واستغرب مجلس الأعمال اللبناني – السعودي «عدم مبادرة المسؤولين اللبنانيين لإيجاد الحلول» للأزمة مع دول مجلس التعاون الخليجي، محذراً من أنه «إذا استمرت فسيكون لها تداعيات كبيرة على المستويات الاقتصادية والمالية والاجتماعية لا قبل للبنان والجاليات المقيمة في الخليج على تحملها».

كما استغرب المجلس، في اجتماع استثنائي عقده في مبنى غرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان، «عدم إقدام وزير الإعلام على تحمل المسؤولية والاستقالة، كمدخل لفتح حوارٍ بناءٍ ومسؤول مع المملكة وتصحيح السياسة الخارجية للبنان بما يتوافق مع هويته العربية ومصالح شعبه المتمسك بأفضل العلاقات مع السعودية والدول الخليجية والعربية كافة».

وأسف المجلس، في بيان تلاه رئيسه رؤوف أبو زكي، «للاستمرار في الحملات والمواقف السلبية وتصوير الاستقالة والحلول المتداولة لتصويب العلاقة مع السعودية ودول الخليج، كأنها انتقاص من السيادة والكرامة الوطنية، في حين أن جل ما يطالب به الخليج هو الاعتذار ووقف الحملات العدائية ضدها، واستعادة الدولة لسيادتها».

ورأى المجلس أن الحفاظ على الكرامة الوطنية «يتمثل بوقف الفساد والتصدي لمسلسل إذلال المواطنين على أبواب المستشفيات والصيدليات والمصارف ومحطات الوقود، ومعالجة الانهيار الاقتصادي»، مذكراً «بمساهمة السعودية ودول الخليج في إعمار لبنان بعد الحرب والدور الذي لعبته في إنقاذه من أزماته العديدة المتتالية، وهي الوحيدة القادرة اليوم على مساعدة لبنان وانتشاله من القعر والنهوض مجدداً».

ورأى لقاء «سيدة الجبل» بعد اجتماعه الأسبوعي أمس، أن المفجع «هو غياب الرئاسات الثلاث عن المعالجة وغياب القامات الوطنية التي من الممكن أن تدير دبلوماسية ناجحة ومناقشات مثمرة مع دول الخليج وعودة العلاقات إلى طبيعتها». وقال اللقاء: «إن هذه الرئاسات التي جردها الأمين العام لـ«حزب الله» من كل صدقية وزخم لم يعد لها أي جدوى سوى إطالة أمد الأزمات وتعقيد الحلول والمعالجات لها»، معتبراً أن «استقالة هذه الرئاسات شرط أساسي لاستعادة الدولة وجودها وحضورها».

وحمل «لقاء سيدة الجبل» الرئيس ميشال عون ومعه الرئيسان نجيب ميقاتي ونبيه بري «مسؤولية مشاهد الفقر والعوز لدى الناس من دون أي مبادرة إنقاذية». وقال: «أمام هذا الواقع الصاعق، تصبح المطالبة باستقالة الرؤساء الثلاثة مسؤولية وطنية مشتركة. ونطالب بوضوح بترك السلطة لأهل السلطة أي لـ«حزب الله».

إلى ذلك، أطلقت «مجموعة تجمع مواكبة الثورة»، خلال مؤتمر صحافي في نادي الصحافة، مبادرتها «اللبنانية الخليجية» تحت عنوان «بيان في ردم الهوة مع عالم لبنان العربي»، تسعى من خلالها إلى «إصلاح وتجديد العلاقات التقليدية القوية بين اللبنانيين ودول الخليج العربي».

وأشارت المجموعة إلى أن «تدهور العلاقات مع دول الخليج العربي، ولا سيما المملكة العربية السعودية، بات يهدد أكثر من خمسمائة ألف مواطن لبناني وعائلاتهم، ويؤدي إلى خراب بيوتهم وبيوتنا معهم»، وقالوا: «تحركنا هذا يمثل إعلاناً موجهاً إلى العالم باسم شعب لبناني يتوافق مع مطالبة رئيس وزرائنا إقصاء وزير ضال ورفض أي تهديد لقضاة لبنان في عملهم». وقالت: «إننا واعون لعمق الخلل اللبناني في الحكومة نفسها والذي يتمثل ببقاء حزب مسلح خارج القانون في انتهاك لا يطاق للمبدأ الدستوري الأعلى، وهو حصر السلاح في يد الدولة، بانتهاك قوانين الجمهورية الجنائية قاطبة، ولا سيما الإفلات من العقاب عند القتل وتهديد القضاة، وفي طليعتهم القاضي طارق البيطار، ومنعهم من إحقاق حق ضحايا المرفأ وضحايا حزب الله وأمثاله في سوريا والعراق واليمن».

وأبدى عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب نعمة طعمة، قلقه إزاء مجمل الأوضاع في لبنان، في ظل غياب المعالجات الناجعة على مستوى الأزمات الاقتصادية المتفاقمة ومعاناة الناس وقهرهم، وغياب أي خطوات وإجراءات من قبل الحكومة المعطلة، إضافة إلى عقم المعالجة على خط الأزمة اللبنانية – الخليجية وتحديداً مع المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن هناك خفة في التعاطي أمام حجم هذه الأزمة وما قدمته السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي للبنان، وصولاً إلى أكبر جالية منتشرة في المملكة والخليج».

وأكد أن «المطلوب في هذه اللحظات التاريخية أن تتم تسوية العلاقة مع السعودية والخليج لما تنطوي عليه من مخاطر على الاقتصاد اللبناني والاستثمار والسياحة والاستيراد والتصدير والصناعة والزراعة والسياحة وفي كل المجالات والميادين، إضافة إلى اللبنانيين الموجودين في المملكة والذين يتلقون أفضل معاملة من قيادة المملكة الحكيمة والشعب السعودي الشقيق».

ودعا طعمة الجميع إلى «التعقل والتبصر ووقف الحملات على المملكة وأشقائنا في دول مجلس التعاون، لأن لبنان لا يتحمل أي أزمة جديدة في ظل تراكم أزماته»، مطالباً «بتحرك رئاسي وحكومي فاعل وحاسم بعيداً عن كل الحسابات والاعتبارات الداخلية التي لا تسمن ولا تغني في ظل ما يعانيه البلد من ظروف صعبة وقاسية في كل المجالات».

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

“الجمهورية”: عون الى قطر نهاية الشهر.. وميقاتي يسابق الوقت للإنجاز

يكابد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي و”يطاحش” مسابقاً الوقت، لتحضير إنجازات تحت جنح حال الانتظار التي دخلتها الأزمة اللبنانية بوجهيها القضائي والسعودي، من دون ان يفقد الامل في حصول تطور ما في لحظة ما، يغيّر مسار الاوضاع نحو الافضل، فيما العاملون على عرقلة المسار الحكومي يراهنون على تصعيد جديد في الموقف الخليجي عموماً والسعودي خصوصاً من جهة، في موازاة رهانهم على استمرار تعذّر انعقاد مجلس الوزراء وعدم توصل الحكومة مع صندوق النقد الدولي الى أي توافقات من شأنها ان تضع البلاد على سكة الإنفراج، عشية الانتخابات النيابية المقرّرة في الربيع المقبل، والتي بدأت الشبهات السلبية تحوم حول مصيرها.

لم يفلح لبنان الرسمي حتى الآن في التقدُم قيد أنملة في اتجاه حلحلة الأزمة المستجدة مع بعض دول الخليج، ولا سيما منها السعودية. فلا وزير الإعلام جورج قرداحي تراجع واستقال استجابة لرغبة رئيسي الجمهورية والحكومة وآخرين، يجدون في استقالته مخرجاً، ولا “حزب الله” وتيار “المردة” وآخرون رفعوا “الغطاء” عنه او استساغوا استقالته، ولا يبدو في الأفق حتى الآن أنّ هناك خطوة أخرى يُمكن اتخاذها مدخلاً للحلّ مع دول الخليج، فيما لم يرشح رسمياً وعلناً حتى الآن أي استكمال أو نتيجة لزيارة الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي الأخيرة للبنان، التي اُريد منها المساعدة في حلّ هذه الأزمة.

 

وفي هذه الأجواء، جاءت زيارة وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو لبيروت مساء امس، على أن يلتقي اليوم الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، فيما ينتظر لبنان زيارة وزير خارجية قطر، الّا انّ اي مصدر رسمي لبناني او قطري لم يجزم حتى اللحظة بحصول مثل هذه الزيارة.

 

عون الى قطر

ولكن، علمت “الجمهورية”، انّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيزور قطر في الثلاثين من تشرين الثاني الحالي، على رأس وفد، للمشاركة في افتتاح فعاليات مناسبة رياضية. ومن المتوقع ان يعقد عون لقاءات سياسية على هامش هذه الزيارة التي تكتسب دلالة مهمّة على وقع الأزمة الديبلوماسية بين لبنان من جهة والسعودية وبعض دول الخليج من جهة أخرى، ولو انّ طابع الزيارة هو رياضي.

 

قلق إيراني

وكان أوغلو وصل الى بيروت، آتياً من طهران، بعدما التقى فيها عدداً من المسؤولين الإيرانيين الكبار، ولا سيما منهم وزير الخارجية حسين اميرعبد اللهيان، الذي علّق على التطورات في لبنان، قائلاً: “نتابع الشأن اللبناني بقلق ولا سيما سلوك بعض السفارات العربية في هذا البلد”، مؤكّداً: “اننا سنواصل سياسة دعم لبنان”.

 

ويُنتظر ان يكرّر اوغلو دعوة الرئيس رجب طيب اردوغان الى الرئيس ميقاتي لزيارة أنقرة، على ان يفتتح الوزير التركي خلال زيارته بعض المشاريع الإنمائية في مناطق لبنانية عدة، ساهمت بلاده في تمويلها. على ان يكون له في ختام محادثاته مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني بعد ظهر اليوم في مقرّ وزارة الخارجية.

 

رسالة لهدفين

وقالت مراجع ديبلوماسية مطلعة لـ”الجمهورية”، انّ زيارة اوغلو تحتمل هدفين وسيوجّه من خلالها رسالتين:

– الاولى سياسية في لقاءاته المقرّرة مع كل من رئيس الجمهورية ورئيسي المجلس النيابي والحكومة ووزير الخارجية، وستتركّز على تفاعلات الأزمات اللبنانية المتشابكة والمتداخلة بخلفياتها الداخلية والإقليمية والدولية، بما فيها تلك المتصلة بالأزمة الديبلوماسية الاخيرة مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي. وهو ما كان موضع نقاش بينه وبين نظيره الايراني امس، وتناولت محادثاتهما ما يمكن ان تقوم به ايران وتركيا المتعاونتان في كثير من الأزمات الدولية، لتسهيل الحل السياسي في لبنان وسبل توفير المخرج لإحياء العمل الحكومي لمواجهة الاستحقاقات المقبلة.

 

– أما الرسالة الثانية فهي إنسانية وإنمائية اجتماعية واقتصادية، حيث انّ أوغلو سيشارك في اليوم الثاني لزيارته في تدشين عدد من المشاريع التي موّلتها أنقرة في مناطق لبنانية عدة.

 

هواجس السفراء

وفي جديد الأزمة الديبلوماسية مع دول مجلس التعاون الخليجي، التقى رئيس الجمهورية امس سفيري لبنان في السعودية فوزي كبارة، والبحرين ميلاد نمّور، والقائم بأعمال سفارة لبنان في الكويت هادي هاشم، واطلع منهم على التطورات المتعلقة بالعلاقات اللبنانية مع الدول الثلاث، في ضوء المستجدات الاخيرة والإجراءات التي لجأت إليها هذه الدول بعد استدعاء سفرائها من بيروت والطلب الى الديبلوماسيين اللبنانيين الثلاثة مغادرتها.

 

وفي الوقت الذي اكّد رئيس الجمهورية “أنّ العمل جار لمعالجة الوضع الذي نشأ بين لبنان والمملكة العربية السعودية وعدد من دول الخليج، إنطلاقاً من حرص لبنان على إقامة افضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة وخصوصاً السعودية ودول الخليج”. وعلمت “الجمهورية”، انّ الديبلوماسيين الثلاثة اطلعوا عون على تفاصيل ما تبلّغوه من المراجع الديبلوماسية في البلدان التي أُبعدوا منها، والتي لم يكن يتوقعها ايٌ منهم. وهذه التفاصيل تنذر بإجراءات اكثر قساوة من تلك التي اتُخذت حتى اليوم، إن لم يتدارك المسؤولون اللبنانيون الأزمة ومعالجتها بالسرعة المطلوبة، قبل ان تصل الامور الى مراحل متقدّمة يصبح من الصعب التراجع عنها.

 

ونقل الوفد الديبلوماسي الى عون وضع الجاليات اللبنانية التي تعيش في جو من القلق على مستقبل أعمال ابنائها وعائلاتهم. فالتطمينات الرسمية لا تكفي في ضوء الاحتقان الذي يعيشه الرأي العام السعودي خصوصاً والخليجي عموماً، مع الإشارة الى الحملات التي تستهدفهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصاً عندما يتولّى نشرها قادة رأي عام من اعلاميين وسياسيين وديبلوماسيين واساتذة جامعات في السعودية.

 

تصعيد جديد

وفي غضون ذلك، برز تصعيد جديد أمس على جبهة الأزمة مع دول الخليج، حيث اقترح الأمير عبد الرحمن بن مساعد عبر “تويتر”، رفع علم “حزب الله” على سفارات لبنان في الخارج بدلاً من العلم اللبناني. وقال: “سيكون من المنطقي جدًا أن تستبدل سفارات لبنان العلم اللبناني بأرزته الجميلة التي كانت تعبّر عن جمال لبنان وسلمه واخضراره وتنوعه، الى علم الحزب الأصفر الحاكم المطلق للبنان والمتحكّم به والمعترف بتبعيته الكاملة لإيران”.

 

وأضاف: “هذا العلم الأصفر المزين بيد تحمل الرشاش ينقصه رسم يد أخرى توزع المخدرات”.

 

وكان بن مساعد هاجم في وقت سابق امس الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في معرض تعليقه على تصريح لوزير الدفاع الكولومبي اكّد فيه “انّ “حزب الله” يشكّل خطراً من فنزويلا، ونتابع أنشطته في أراضينا”. فقال: “حزب الضاحية.. ينشر رسالته في كل مكان.. ليتها رسالة سامية.. بل دامية بالمخدرات والإجرام والإرهاب.. لن تكون كولومبيا آخر المطاف.. ولا زال سيد الضاحية يتحدث عن مُثُل الحزب والمقاومة وأخلاقياتها في كل خطاب.. كذّابٌ مقرف!”.

 

مجلس الاعمال

واستغرب مجلس الأعمال اللبناني – السعودي الذي اجتمع استثنائياً امس برئاسة رؤوف أبو زكي في بيان، عدم مبادرة المسؤولين الى حلّ الأزمة الديبلوماسية والسياسية مع المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج العربي، وحذّر من انّ هذه الأزمة اذا استمرت “سيكون لها تداعيات كبيرة على المستويات الاقتصادية والمالية والإجتماعية لا قِبَلَ للبنان والجاليات المقيمة في الخليج على تحمّلها”. كذلك استغرب “عدم إقدام وزير الاعلام على تحمّل المسؤولية والاستقالة، كمدخل لفتح حوار بنّاء ومسؤول مع المملكة وتصحيح السياسة الخارجية للبنان، بما يتوافق مع هويته العربية ومصالح شعبه المتمسك بأفضل العلاقات مع السعودية والدول الخليجية والعربية كافة”.

 

وأسف المجلس “للاستمرار في الحملات والمواقف السلبية وتصوير الاستقالة والحلول المتداولة لتصويب العلاقة مع السعودية ودول الخليج، كأنّها انتقاص من السيادة والكرامة الوطنية، في حين أنّ جلّ ما يطالب به الخليج هو الإعتذار ووقف الحملات العدائية ضدّها واستعادة الدولة لسيادتها.” وثمّن المجلس “موقف رئيس الوزراء نجيب ميقاتي في تأكيد الالتزام بالثوابت اللبنانية والعربية، ورفضه المساس باستقلالية القضاء، والسعي لإحداث ثغرة في جدار الأزمة والتقدّم بخطوات ملموسة للخروج من المأزق، من خلال إعادة تصويب السياسة الخارجية للبنان والحفاظ على انتمائه العربي واستعادة الثقة الخليجية بالبلد”. وقال: “إنّ خطورة الأزمة تستوجب عقد إجتماع قمة يضمّ الرؤساء الثلاثة لبلورة موقف واضح وإطلاق مبادرة كفيلة بوقف المقاطعة والإضرار. فدول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية لا تضمر إلّا الخير للبنانيين، والإعتذار منها واجب وطني”.

 

أزعور: الأزمة معقّدة

اقتصادياً ومالياً، أوضح مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، جهاد أزعور، في مداخلة خلال اللقاء الاعلامي الذي نظّمه الصندوق في عمان، “انّ اي برنامج مع الصندوق قد يوقّعه لبنان، هو جزء من الحل، وليس كل الحل، إذ هناك أجزاء في الحل ينبغي ان تساهم فيها مؤسسات دولية اخرى مثل البنك الدولي وسواه. كذلك هناك جزء ينبغي ان يساهم فيه القطاع الخاص اللبناني والدولي لدعم عملية النهوض الاجتماعي”.

 

واضاف ازعور “انّ صندوق النقد يعرف حقيقة الوضع في لبنان، لكن في عملية التحضير لبرنامج، يحتاج الصندوق دائماً الى معرفة الأرقام”، واكّد “التواصل المستمر بين فريق صندوق النقد والفريق اللبناني المكلّف حكومياً التفاوض مع الصندوق، لأنّ الأزمة اللبنانية معقّدة، وعلينا ان نعطيها الوقت الكافي”. وكرّر التأكيد “انّ الصندوق جاهز لمساعدة لبنان”.

 

ولفت ازعور الى”انّ البرامج مع صندوق النقد ليست مجرد برامج تمويلية، بل هي برامج لدعم الإصلاح. الصندوق يموّل الاصلاحات، وهي صعبة ومكلفة، ويحاول الصندوق من خلال هذه البرامج تعزيز قدرة الدول على إنجاز هذه الاصلاحات”.

 

وأشار ازعور الى “انّ طبيعة البرامج التي يموّلها الصندوق تغيّرت في السنوات الأخيرة، حيث اصبح هناك تركيز اكثر على الحماية الاجتماعية، وصار الصندوق يطلب تحديد نسبة معينة من الإنفاق في الموازنات على الشأن الاجتماعي”. واكّد انّه “عندما تصل الاوضاع في بلد ما، ولبنان نموذج لذلك، الى درجة متقدّمة من التدهور، ينبغي ان نعرف انّ كلفة عدم معالجة الأزمة هي اكبر بكثير من كلفة معالجتها، وكلما تأخّرنا في المعالجة أصبحت الكلفة أكبر”.

 

الحليب والدواء

الى ذلك، ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي امس بخبر رفع الدعم عن حليب الاطفال والادوية المزمنة باستثناء ادوية السرطان والاعصاب. واستند الخبر الى التسعيرة الرسمية للأسعار التي اصدرتها وزارة الصحة، والتي توحي بذلك، من دون اي اعلان رسمي عن الامر. ومن المتوقع ان تتمّ متابعة هذا الملف، وان تتضح خلفيته في الساعات المقبلة.

 

تنحية عبود وبيطار؟

قضائياً علمت “الجمهورية”، انّ مجلس القضاء الأعلى اجتمع برئاسة الرئيس الاول سهيل عبود، وكان على جدول اعماله ملف تشكيلات رؤساء غرف محكمة التمييز الشاغرة، حيث من المرتقب ان تصدر هذه التشكيلات بناءً على إقتراح من المجلس من خلال مرسوم خاص بذلك، ومن ثم يتبعه تعيين قاضيين عضوين من رؤساء غرف التمييز في مجلس القضاء الاعلى، ليكتمل حينها عقد اعضائه العشرة .

 

وعلمت “الجمهورية”، انّ تجاذبات دارت بين اعضاء المجلس، إذ يواجه رئيسه عبود فريقاً كبيراً معارضاً، على رأسه المدّعي العام للتمييز القاضي غسان عويدات، الذي يرفض اسماء كافة القضاة الذين لوثوا ايديهم في قضية المحقق العدلي في قضية مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، بحيث انّهم خالفوا الاصول القانونية من خلال عدم تبليغ أفرقاء الدعوى بردّ طلبات الردّ والارتياب المشروع شكلاً، وذلك إنفاذاً لتعليمات الرئيس الاول عبود الذي يبدو انّ طلب تنحيته من مركزه اصبح متوازياً مع طلب تنحية البيطار.

 

الردّ والارتياب

وفي المقابل، وعلى صعيد قضية تفجير مرفأ بيروت، تمكّن مقدّمو طلبات الردّ والارتياب المشروع من توقيف السير بها. اما الجديد، وفق المعلومات، فهو التداول بإمكانية طلب ردّ الرئيس الاول سهيل عبود للارتياب المشروع. ويتمّ التداول ايضاً بطلب ردّ القاضي عماد قبلان لدوره السلبي في القضية، والذي ينسق شخصياً مع البيطار وعبود لتغيير موقف النيابة العامة التمييزية الذي كان قائماً سابقاً بالنسبة لمحاكمة الرؤساء والوزراء.

 

“الثنائي” وعبود

وسألت مصادر “الثنائي الشيعي” عبر “الجمهورية”، كيف انّ “البلد كله معلّق على قرار يجب على رئيس مجلس القضاء الاعلى سهيل عبود ان يتخذه احتراماً وتطبيقاً للقانون والدستور”، وقالت: “نحن نحمّله مسؤولية ما حصل وما يمكن ان يحصل، وبالتالي لا منفذ الّا من خلال تطبيقه القانون وقبول المراجعات امام الهيئة العامة بلا إبطاء وتلكؤ او تسويف، والّا سيفضي هذا الامر الى تعميق المشكلة اكثر واكثر، وكشف حقيقتها، ما سيدفعنا الى توجيه البوصلة في اتجاه عبود والتعامل معه على اساس انّه هو المتسبب بهذه المخالفات الفاضحة للدستور وللأحكام القانونية المرعية الإجراء، على نحو يفرض على مجلس الوزراء ان يتحمّل مسؤولياته عبر إزاحة عبود واستبداله بآخر، تصحيحاً وتصويباً لمسار التحقيق العدلي في قضية المرفأ”.

 

باسيل وسلامة

في غضون غرّد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل عبر “تويتر”، معلقاً على قرار السلطات القضائية في لوكسمبورغ بفتح دعوى جنائية تتعلق بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فتساءل: “هل يجوز ان يُلاحق قضائياً حاكم مصرف لبنان وتنتقل ملاحقته من مرحلة الادّعاء الى التحقيق في دول أوروبية عدة، فيما لم يتبين بعد أنّ القضاء في لبنان قد ادّعى عليه، وهو المعني الأول في الجرائم الخطيرة الملاحق بها دولياً، وهي تتعلق بتبييض الأموال؟ أهكذا تستعاد الثقة بالليرة اللبنانية؟”.

 

وكانت وكالة “رويترز” قد ذكرت أنّ السلطات القضائية في لوكسمبورغ فتحت أمس قضية جنائية تتعلق بسلامة وما يملكه من أصول.

 

الاحتفال بالاستقلال

والى ذلك، يبدو أنّ الأزمات ترخي بظلالها أيضاً على عيد الاستقلال، بحيث سيُكتفى بعرض عسكري في وزارة الدفاع. وأعلنت قيادة الجيش، أمس في بيان، أنّها لمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين للاستقلال، ستقيم عرضاً عسكرياً برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في وزارة الدفاع الوطني- اليرزة، الاثنين المقبل في 22 تشرين الثاني الجاري. وأشارت الى أنّ وقائع العرض العسكري ستُنقل مباشرةً عبر تلفزيون لبنان.

 

الإحتجاجات

وعلى صعيد الاحتجاجات بسبب الأزمات التي أكلت الرواتب ومقومات العيش الكريم، نفّذ الأساتذة المتعاقدون بالساعة في الجامعة اللبنانية، إعتصاماً أمام الإدارة المركزية في المتحف أمس، تحت شعار “لن ندخل الجامعة إلّا متفرِّغين”. وأعلنوا “أنّنا، من دون تحقيق هذا الهدف، لن نستكين ولن تعيدنا الى قاعات التدريس أي مساعدات أو تقديمات مالية، ولو كانت من حقنا كأساتذة متعاقدين نشكّل جزءاً لا يتجزأ من الهيئة التعليمية للجامعة، لأنّنا أصحاب حق وقضية، ارتقت الى مصاف القضايا الوطنية”. وأكّدوا “أنّنا لن ندخل الجامعة الّا متفرِّغين”.

 

كورونا تنخفض

وعلى الصعيد الصحي، أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي أمس حول مستجدات فيروس كورونا تسجيل 231 إصابة جديدة (231 محلية و0 وافدة) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 652966 اصابة.

 

كذلك سجّل التقرير 6 حالات وفاة جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات منذ شباط 2020 الى 8588 حالة.

 

****************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

برّي لاحتواء الأزمة مع الخليج باستقالة قرداحي واعتذار رسمي من المملكة

أوغلو في بيروت.. وقضية جنائية بحق سلامة في لوكسمبورغ.. واضراب القطاع العام مستمر

 

ما اشارت إليه «اللواء» أمس، من مساعٍ جدية للحلحلة السياسية التي تسمح باستئناف جلسات مجلس الوزراء، سواء في ما خص تنحية المحقق العدلي القاضي طارق بيطار، عبر اعتماد الطرق القضائية، بعيداً عن تدخل الحكومة، على قاعدة فصل السلطات، واقدام وزير الإعلام جورج قرداحي على تقديم استقالته من الحكومة، كسلة واحدة لتهدئة الخواطر العربية، التي تأذت من تصريحات لا معنى لها في أي سياق جاءت فيه، ما اشارت إليه «اللواء» أصبح على الطاولة جدياً، بانتظار بعض الرتوش على «السلة المتكاملة» لئلا تتعرض وضعية الحكومة لانتكاسات إضافية.

 

وحسب مصادر واسعة الاطلاع، فإن ثمة رهان على دور دبلوماسي لأصدقاء مشتركين مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، التي تحرص بدورها على العلاقة مع لبنان، مع الإشارة إلى ما كشفه سفير المملكة العربية السابق في لبنان علي عواض عسيري، عن قيمة المساعدات التي قدمتها السعودية للبنان الدولة وليس لأشخاص منذ العام 1972 تقدر بنحو 72 مليار دولار». وقال:»بعد الحرب عمّرت المملكة في الضاحية وفي الجنوب 28 قرية، و 36 ألف وحدة سكنية بقيمة 550 مليون دولار ووضعت 100 مليون دولار وديعة لأجل الاقتصاد اللبناني، وبلغ حجم الصادرات اللبنانية إلى السعودية 378 مليون دولار سنوياً فيما الصادرات اللبنانية الى ايران هي بقيمة 3 مليون دولار»،مشيراً إلى أن «المملكة تستضيف 350 ألف لبناني من الشيعة والسنّة والمسيحيين والدروز يعملون بحرية ويعيشون وكأنهم في بلدهم، وأعمالهم موجودة ولم تُهدّد مِن قِبل أحد».

 

وعلمت «اللواء» ان المساعي رست على ان يتولى الرئيس نبيه برّي معالجة الملف مع المملكة ودول الخليج، بحيث تأتي استقالة قرداحي بقرار من التيار الذي رشحه، وهو تيّار المردة، ثم تعقد جلسة لمجلس الوزراء تقرر توجيه اعتذار رسمي للمملكة.

 

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن مواقف الأفرقاء السياسين لم تحمل معها بعد أي تفاصيل عن الطبخة التي يتم إعدادها من أجل معالحة الأزمة الراهنة، ورأت المصادر ان رئيس الجمهورية تحدث أمام بعض سفراء لبنان في دول الخليج عن عمل يتم اعداده و هذا يعطي دليلا إضافيا على ان هناك مسعى لكن لم يصل إلى خواتيمه وهذا لا يعني أنه قد يتأخر وإن وزير الإعلام بات أمام قاب قوسين أو أدنى من إعلان توجهه.

 

فقد أكّد الرئيس عون ان العمل جارٍ لمعالجة الوضع الذي نشأ بين لبنان والسعودية وعدد من دول الخليج، انطلاقاً من حرص لبنان على إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة.

 

وبالانتظار، فالازمات والمشكلات تتوالد وآخرها الحرائق المتنقلة من منطقة الى اخرى والتي اكد المسؤولون الرسميون انها مفتعلة، ربما لحاجة المواطنين لحطب التدفئة في الشتاء، بعد تعذر شراء المازوت والغاز لإرتفاع سعره بشكل غير مسبوق وغير مبرر وان كان هذا السبب غير مقنع وغير مبرر لإفتعال الحرائق نظرا لخطورتها على البشر.

 

ومع استمرار المراوحة في الحلول لأزمة «الارتياب السياسي» بالمحقق العدلي طارق بيطار وشلل جلسات مجلس الوزراء، اكتفت مصادر وزارية معنية بالقول لـ«اللواء» ان البحث ما زال جاريا عن «تخريجة» قانونية – قضائية لتنحية القاضي بيطار لاستئناف جلسات مجلس الوزراء. بينما واصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الاجتماعات الوزارية لمعالجة المشكلات العالقة والبحث عن حلول لها.

 

في هذه الاثناء، قالت صحيفة «الجريدة» الكويتية: أن السلطات أوقفت جميع طلبات الجمعيات الخيرية الراغبة في إجراء تحويلات مالية إلى بيروت، بسبب «عدم استقرار لبنان على الصعيدين السياسي والمالي».

 

ونقلت الصحيفة عن مصادر، لم تُسمِّها، أن وزارة الخارجية أضافت لبنان إلى قائمة الدول الموقوف تحويل التبرعات إليها بعد أيام من وقف الكويت تحويل أموال التبرعات الخيرية إلى إثيوبيا.

 

وأشارت إلى أن «وزارة الشؤون تلقت مخاطبة من وزارة الخارجية بوقف جميع طلبات الجمعيات الخيرية الراغبة في إجراء تحويلات مالية إلى بيروت، عبر منظومة العمل الإنساني التابعة لها حتى إشعار آخر، وحتى استقرار الأوضاع».

 

وتقول المصادر أن «هناك تخوفاً كويتياً من أن يعصف أي انهيار اقتصادي في بيروت بأموال التبرعات».

 

اوغلو وبوحبيب

 

ووصل وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو على رأس وفد رسمي، إلى بيروت، آتيا من طهران، في زيارة يلتقي خلالها عددا من المسؤولين. كما يفتتح مشاريع إنمائية عدة في عدد من المناطق ساهمت بلاده في تمويلها.

 

وغادر أوغلو المطار من دون الإدلاء بأي تصريح، على أن يعقد مع نظيره اللبناني عبد الله بوحبيب مؤتمرا صحافيا مشتركا بعد ظهر اليوم الثلاثاء في مقر الوزارة.

 

في تطور آخر، بحث وزير الخارجية مع السفير الروسي الكسندر روداكوف، في الزيارة التي سيقوم بها الوزير بو حبيب إلى روسيا في العشرين من الشهر الجاري، حيث سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف والمواضيع التي سيتم طرحها خلال اللقاء.

 

معالجات الوضع المعيشي

 

وفي سياق معالجات الوضع المعيشي لا سيما لموظفي القطاع العام، ترأس رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الإجتماع الثالث لـ«لجنة معالجة تداعيات الأزمة المالية والإقتصادية على سير المرفق العام» عصر أمس في السراي الكبير.

 

حضر الإجتماع نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، وزير العدل القاضي هنري الخوري، وزير المالية يوسف خليل، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية نجلا رياشي، وزير الشؤون الإجتماعية هكتور الحجار، وزير الصناعة جورج بوشكيان، وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، وزير الصحة العامة فراس الأبيض، وزير العمل مصطفى بيرم، وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، وزير الطاقة والمياه وليد فياض، والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية ورئيسة مجلس الخدمة المدنية نسرين مشموشي.

 

بعد الإجتماع، صرّحت الوزيرة رياشي بالآتي: كنا قد طلبنا من وزير المالية إعداد دراسة حول ارتدادات مختلف الأزمات على سير عمل القطاع العام، إلّا أن تفاقم الأزمات وتسارعها يسابقان الحلول التي نسعى لاعتمادها، من هنا ارتأت اللجنة عقد اجتماع آخر يوم الخميس المقبل كي يتسنى لوزير المالية أعداد دراسة مع أرقام واضحة ومحددة.

 

وفي السياق، وبالنسبة لموظفي وعاملي القطاع الخاص، قال وزير العمل مصطفى بيرم لـ«اللواء»: انه في ضوء معالجة قضية القطاع العام، سنجتمع لاحقاً مع ممثلي القطاع الخاص من ارباب عمل ونقابات واتحاد عمالي ولجنة المؤشر، للاتفاق على ما يمكن تقديمه، ومعالجة مسألة الفارق في تصريح ارباب العمل عن رواتب الموظفين للضمان الاجتماعي، والتي ما زالت تُسجل على اساس 800 الف ليرة، وهو رقم غير واقعي في ظل الظروف الحالية والتغيّرات الاقتصادية والمالية وعدم ثبات سعر صرف الليرة.

 

وحول مصير جلسات مجلس الوزراء ومعالجة «موضوع الارتياب» من أداء المحقق العدلي طارق بيطار قال الوزير بيرم: يجري البحث عن المخرج القانوني والقضائي، ونأمل خيراً.

 

وأكد عضو الهيئة الإدارية لرابطة موظفي الإدارة العامة ابراهيم نحال: أن الإضراب مستمر ولا نية للدولة في إعطائنا حقوقنا إلا ضمن شروطها: وهي 65 ألف ليرة بدل نقل ونصف راتب بمثابة سلفة وهو ما تم رفضه.

 

وقال نحال: طالبنا بتصحيح الأجور لأن ذلك من حقنا. وفي ما خصّ يوم الأربعاء فإنه يوم عمل عادي لتسيير أمور المواطنين، وإذا لم تتم الموافقة على شروطنا فسنعود إلى الإضراب المفتوح والشامل والعصيان الوظيفي.

 

واستمرت التحرّكات في الشارع نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وغلاء الأسعار وانهيار الليرة أمام الدولار الذي لامس الـ 23000 ليرة. حيث أقدم عدد من المحتجّين على قطع الطريق بالإطارات المشتعلة في ساحة النور احتجاجاً على الأوضاع الإقتصادية المتردية، ليعاد فتحها بعد وقت.كذلك، تمّ قطع الطريق عند تقاطع «الروكسي» في منطقة التلّ وعند مستديرة المعرض أيضاً.

 

وفي صيدا، حاولت مجموعة من حراك صيدا قطع الطريق على تقاطع إيليا بعد دعوات ليلاً لقطع الطرقات بسبب الغلاء، إلا أنّ الجيش اللبناني تدخّل ومنعها من قطع الطريق.

 

كذلك، قطع عدد من المحتجين الطريق امام شركة كهرباء لبنان في صيدا بمستوعبات النفايات كما قطع عدد من المحتجين ساحة النجمة في صيدا بالعوائق الحديدية وحاويات النفايات وبأجسادهم احتجاجاً

 

وكانت انتشرت ليل امس الاول دعوة عامة مذيّلة باسم «ثوار ثورة 17 تشرين»، جاء فيها: «نظراً لتردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية وإحتجاجاً على إرتفاع سعر صرف الدولار وإرتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية واحتجاجاً على موجة الغلاء وفقدان ادنى مقومات العيش بكرامة ورفضاً لسياسة هذه السلطة الفاسدة وهذه الحكومة الفاشلة التي تستكمل سياسة أغراق وأفقار وقتل اللبنانيين ندعو الشعب اللبناني بالمشاركة الكثيفة واعلاء الصرخة الشعبية والمطالبة بحقوقهم من قلب الشارع وساحات الثورة في: ساحة إيليا – صيدا. ساحة النور طرابلس. ساحة شتورة – البقاع . وساحة الشهداء – بيروت».

 

قنبلة سلامة

 

في هذا الوقت، نقل عن متحدث قضائي في لوكسمبورغ ان السلطات القضائية هناك فتحت «قضية جنائية» تتعلق بحاكم مصرف لبنان، وما يملكه من شركات واصول.. مع الإشارة إلى ان سلامة بدأ بتولي منصبه الحالي منذ 28 عاماً.

 

وقال متحدث باسم حاكم المصرف إن سلامة لم يُخطر بأي قضية ضده في لوكسمبورج وامتنع عن الإدلاء بمزيد من التعليقات.

 

وهناك بالفعل تحقيقان أوروبيان على الأقل فيما يتعلق بسلامة أحدهما تحقيق سويسري بدأ في كانون الثاني بخصوص اتهامات بعمليات كبيرة لغسل الأموال في المصرف المركزي تتضمن مكاسب بقيمة 300 مليون دولار حققتها شركة يملكها شقيق سلامة.

 

وفتح مدعون فرنسيون تحقيقا أوليا في اتهامات بغسل الأموال وُجهت لسلامة في أواخر أيار. ونفى محامي سلامة الاتهامات قائلا إنها مسيسة.

 

ونفى سلامة ارتكاب أي مخالفات فيما يتعلق بالتحقيقين.

 

بالمقابل، نقلت الـL.B.C.I عن ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة سيفجر مفاجأة نقدية قضائية في الأيام القليلة المقبلة، من شأنها ان تغير مسار المنازعت القضائية.

 

زيادة التغذية

 

كهربائيا، كشفت مصادر مؤسسة كهرباء لبنان ان معامل الإنتاج أصبحت تقدر بـ650 ميغاواط، وهذا الرقم من شأنه ان يمضي صعوداً في حال توافر مادة الفيول، مع الإشارة إلى ان باخرة ستصل خلال الأسبوع الحالي لتفرغ حمولتها بين معملي الذوق والجية، مما سيعزز عملية توليد الكهرباء.

 

وأشارت المصادر إلى ان بعض المناطق باتت تحصل على تغذية بـ5 أو 6 ساعات يومياً.

 

جدول جديد للمحروقات

 

وعلى صعيد المحروقات، كشف ممثّل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا ان جدول تسعير جديد للمحروقات سيصدر اليوم، وسيتحدد الـ10٪ من ثمن الصفيحة على أساس سعر الدولار في السوق السوداء، في حين ان 90٪ من السعر سيتم تسعيره على أساس دولار 19 ألف ليرة لبنانية، مشدداً على ان لا أزمة بنزين.

 

ويتجه الاساتذة في الجامعة اللبنانية إلى تعليق الاضراب، بدءاً من هذا الأسبوع بعد اجتماع الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اليوم وسط إصرار الأساتذة المتعاقدين في الساعة على إقرار عقود التفرغ، قبل العودة إلى التدريس.

 

وجاءت هذه الحصيلة، بعد سلسلة اجتماعات بدأت في السراي الكبير برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، وحضور وزيري التربية والتعليم العالي عباس حلبي والمال يوسف خليل للبحث بما يمكن تقديمه.

 

وعند السابعة عقد اجتماع في وزارة التربية حضره إلى الوزير حلبي رئيس الجامعة د. بسّام بدران والهيئة التنفيذية والذي حضره استاذان من الهيئة.

 

وتم عرض ما يمكن تقديمه، وعرضت كل المسائل التي تهم الجامعة من الملاك إلى التفرغ والموازنة وتعيين العمداء.

 

الحرائق همدت

 

من جهة اخرى، وفي وقت همدت نوعا ما الحرائق التي تلتهم احراج لبنان منذ ايام، وغابات بيت مري والمونتفردي وعين سعادة في شكل خاص، تابع ميقاتي مع وزير البيئة ناصر ياسين أضرار الحرائق المتنقلة في عدد من المناطق، بعدما عاين الوزير ياسين الوضع ميدانيا يوم أمس الأحد. وتوجه الرئيس ميقاتي بتحية الى الجيش والدفاع المدني والفرق الكشفية وكل من ساهم في إخماد الحرائق، مشددا على ضرورة استمرار التحقيقات لمعرفة الأسباب التي أدت الى اندلاعها ومنع تكرارها، اضافة الى توقيف المتسببين بها وإحالتهم الى القضاء المختص». كما طلب من الهيئة العليا للاغاثة إجراء الكشف اللازم على أماكن الحرائق ورفع تقرير سريع في هذا الصدد». وفي السياق شدد على وجوب إنصاف عناصر الدفاع المدني، الذين بذلوا جهودا جبارة في اخماد الحرائق، والذين لم يترددوا في القيام بواجباتهم وتقديم التضحيات الكبيرة رغم المعاناة المستمرة من عدم إنصافهم. وقد طلب الرئيس ميقاتي من وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لتنفيذ أحكام القانون الرقم 289/2014 المعدّل بالقانون رقم 59/2017 لاسيما لجهة الاسراع في إجراء المباراة المحصورة الملحوظة في هذا القانون لملء المراكز الشاغرة في المديرية العامة للدفاع المدني.

 

652966 إصابة

 

صحياً، أعلنت الصحة العامة عن تسجيل 231 إصابة جديدة بفايروس كورونا 6 حالاة وفاة، مما رفع إجمالي الحالات المثبتة مخبرياً إلى 652966 إصابة.

 

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

أربعة سيناريوهات متداولة للخروج من الشلل الحكومي: «طبخة بحص»

 اسرائيل تدعو واشنطن وباريس للتدخل : الرياض متهورة تخدم حزب الله !

الدوحة لا تملك «افكارا» وانقرة «عاجزة» : لا نتائج «للحج» الديبلوماسي – ابراهيم ناصرالدين

 

اربعة «سيناريوهات» للخروج من المأزق الحكومي يجري تداولها بعيدا عن «الاضواء» لكنها لا تزال «طبخة بحص» في ظل «النكايات» السياسية السائدة عشية انتخابات نيابية لامس المسجلين للمشاركة بها من المغتربين الـ 150 الفا، فيما سيطعن في قانونها خلال الساعات المقبلة من قبل «تكتل لبنان القوي» امام المجلس الدستوري في ظل اكثر من «سيناريو» يهدد بتعطيله وخروجه عن «الخدمة» بفعل التدخلات السياسية. في هذا الوقت تظهرت الكارثة البيئية على فظاعتها عقب اخماد الحرائق «المفتعلة» او نتيجة الاهمال، وغياب المحاسبة الجدية في الدولة المهترئة. اما ملف الازمة المفتعلة من قبل السعودية مع لبنان، وبعد ساعات على قرار وزارة الخارجية الكويتية بوقف جميع طلبات الجمعيات الخيرية الراغبة باجراء تحويلات مالية إلى بيروت، فلا يمكن التعويل على التحركات الديبلوماسية «النشطة» من ترقب زيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، حيث لا يحمل اي اقتراحات او «خارطة طريق»، اما وجود وزير الخارجية التركي في بيروت، فلا يمكن التعويل عليها ايضا، لان الدولة اللبنانية تحاذر التمادي في التعامل مع انقرة الساعية «لملء» الفراغ السعودي في لبنان، لكن الجديد بالامس كان دخول اسرائيل على «خط الازمة» من خلال انتقاد الخطوات السعودية باعتبارها متهورة وتضر بمصالح اسرائيل والدول الغربية، وتصب في صالح ايران وحزب الله.

افكار للخروج من «المأزق»؟

 

وفيما يستمر «الشلل» الحكومي والقضائي في البلاد، بدأ الترويج «لمبادرة» يستعد رئيس مجلس النواب نبيه بري لتسويقها لحل ازمة تعليق جلسات مجلس الوزراء، وفيما تشير اوساط «عين التينة» ان العمل يحصل بهدوء وبعيدا من الاضواء، تشير اوساط وزارية الى كل ما يجري حتى الان «طبخة بحص» على الرغم من وجود جهد كبير لاخراج الازمة من حال المراوحة تمهيدا لعودة الاجتماعات الحكومية عبر تجزئة ملف التحقيقات بين المحقق العدلي في جريمة المرفأ طارق البيطار وبين المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، على ان تتولى الحكومة مجتمعة معالجة الازمة الخليجية وبدء التحرك في اتجاه ترتيب زيارات خارجية للرئيس نجيب ميقاتي لمحاولة «رأب الصدع».

غضب في بكركي!

 

في هذا الوقت، ثمة سيناريو ثان متداول، ويقضي باحياء الصيغة التي تم الاتفاق عليها بين بكركي – وعين التينة، بكف يد المحقق العدلي القاضي طارق البيطارعن ملاحقة الوزراء السابقين في قضية تفجير مرفأ بيروت، واعادته الى المحكمة الخاصة بالنواب والوزراء، ولفت مصدر سياسي مطلع إلى أن بكركي باتت على قناعة ان استقالة قرداحي لن تحل المشكلة مع الخليج، ولن تدفع باتجاه وقف تعليق جلسات مجلس الوزراء ما لم يؤخذ بطلب «الثنائي الشيعي» بتنحي القاضي البيطار، وقد بات البطريرك بشارة الراعي مقتنعا بمطالعة الرئيس نبيه بري المليئة بمخالفة المحقق العدلي للدستور والقوانين المرعية الإجراء التي تحصر الادعاء على النواب والوزراء «بالمجلس الأعلى»، ومن هنا انطلق لتسويق مبادرته القائمة على ازالة كل المخالفات الدستورية كحل منطقي للازمة، لكن كل الامور تعطلت فجأة. ووفقا لتلك الاوساط، ثمة استياء وغضب كبيرين لدى الراعي من تراجع رئيس الجمهورية ميشال عون عن التفاهم الذي سبق وانجز بعد موافقته عليه، بعدما عمل النائب جبران باسيل على «نسفه»، وفي هذا الاطار، سيعيد الراعي تفعيل تحركاته لاعادة جلسات مجلس الوزراء الى العمل تحت «سقف» النأي بالتحقيقات في انفجار مرفأ بيروت عن تصفية الحسابات السياسية التي يريد البعض أن يقحم البلد فيها بلجوئه إلى المزايدات الشعبوية التي تأخذ البلد إلى مزيد من التأزم، وتحت عنوان «فليكن الدستور هو الحكم».

التخلص من عبود!

 

ومن الافكار المتداولة للحل، يجري العمل على تسويق اقتراح في «عين التينة» يقوم على ايجاد صيغة لقلب التوازنات داخل مجلس القضاء الاعلى بحيث تُصبح لصالح الفريق المؤيد لازاحة القاضي البيطار، وذلك عبر اجراء تعديلات في اعضائه، تترافق مع تعيينات قضائية جديدة في مجلس الوزراء، تزيح رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود من منصبه، وبحسب تلك الاوساط، فان هذا الطرح يلقى قبولا مبدئيا لدى فريق رئيس الجمهورية وعلى رأسه النائب جبران باسيل، لان ثمة اعتقاد بأن القاضي عبود يقدم «اوراق اعتماده» كمرشح رئاسي محتمل. لكن هذه المخارج لم تتبلور بعد ودونها عقبات، وفي مقدمتها رفض رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إقحام مجلس الوزراء في الازمة القضائية، لكن يبقى «البازار» مفتوحا على مصراعيه للمساومة.

«حيلة» حكومية؟

 

ووفقا لمصدر وزاري، فان ثمة سيناريو رابع يعمل عليه رئيس الحكومة، ويمكن اعتباره»حيلة» حكومية تقوم على اقتراح بعدم استقالة او اقالة قرداحي، لكن يتم التفاهم ضمنيا على عدم حضور وزير الاعلام اي جلسة حكومية، لان ميقاتي يرغب بعدم ارسال اي «رسالة» تحدي لدول الخليج، ويريد وقتا لتصويب العلاقة معها، ولهذا فهو سيواكب اي حل بتحرك خارجي حيث الزيارة الى القاهرة هي في سياق محاولاته الحثيثة لاحداث خرق في «جدار» الازمة مع الرياض.

اسرائيل على «خط» الازمة الخليجية؟

 

وفيما أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أمام زواره أن «العمل جار لمعالجة الوضع الذي نشأ بين لبنان والسعودية وعدد من دول الخليج إنطلاقاً من حرص لبنان على إقامة افضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة، دخلت اسرائيل على «خط» الازمة السعودية المفتعلة مع لبنان، محذرة من تداعياتها السلبية على الواقع اللبناني واصفة الخطوة السعودية بالمتهورة التي تخدم فقط حزب الله. ووفقا لدراسة صدرت قبل ساعات عن مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، فان الازمة بين عدد من دول الخليج وبيروت خطيرة جدًا للبنان، لان البلد يتهاوى، وكشفت ان السعودية استغلت تصريحات وزير الاعلام جورج قرداحي لافتعال الأزمة بهدف ضرب حزب الله والحكومة الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي، لانها تعتبرها حكومة حزب الله.!

دعوة باريس وواشنطن للتدخل!

 

وحذّر المعهد من أنه إذا لم يتم حل الأزمة الحالية فإنها ستُوجِه للبنان ضربة قاسية لان الاقتصاد اللبناني يمُر في أزمة خانقة، ولفت الى ان استمرار الضغط، سيؤدّي حتما إلى فشل الحكومة الجديدة وانهيارها… وبعد تاكيد مركز الامن القومي الاسرائيلي بان حزب الله لن يقبل باستقالة وزير الإعلام، اشارت الى انه من المشكوك فيه أنْ تؤدّي استقالته إلى نهاية الأزمة الحالية. وفي الخلاصة، لفتت الدراسة الإسرائيلية إلى أنّ استمرار الأزمة سيدفع لبنان إلى أحضان حزب الله وإيران، وهذه التطورات، تتعارض جوهريا مع المصالح الإسرائيليّة ومصالح الدول الغربيّة. ولهذا يعتقد معدو التقرير بان السعوديّة راهنت وقامرت رهانًا خطيرا جدا عندما لجأت لاستخدام آخر سلاحٍ بأيديها، أيْ الاقتصاد اللبنانيّ، وذلك بعد أن فشلت جميع محاولاتها السابقة في تعزيز سيطرتها وتأثريها على ما أسمته الدراسة «بالمعسكر السُني» في لبنان. وبناء على ما تقدّم رأت الدراسة أنه يتحتم على الدول الغربية، بما في ذلك إسرائيل العمل فورا في مواجهة دول الخليج من أجل حلّ الأزمة، بهدف إضعاف حزب الله، ولكن دون المسّ بالدولة اللبنانيّة، ناصحة الولايات المُتحدّة الأميركيّة وفرنسا بقيادة الحملة من أجل إنهاء الأزمة، لأنّ استمرارها يتنافى مع المصالح الغربية ويصُب في مصلحة إيران وزيادة تدخلها في منطقة الشرق الأوسط،حسب تعبير مركز الابحاث الامن القومي الاسرائيلي!

«تخبط» اسرائيلي 

 

ووسط هذا القلق الاسرائيلي من زيادة نفوذ ايران وحزب الله في لبنان، يبدو ان تاريخ الـ 29 من الجاري موعد استئناف المفاوضات النووية، قد اصاب القيادة الاسرائيلية «بالتخبط» وسط انعدام في التوازن في مقاربة المعضلة الايرانية، وقد ترجم ذلك، بمقاطعة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، المبعوث الأميركي للمحادثات مع إيران في فيينا، روبرت مالي. من جهة اخرى ذكر تقرير لصحيفة «هآرتس»، أن رئيس الوزراء الاسرائيلي أوعز لجيشه بتكثيف الاستعداد لشنّ هجوم عسكري ضد إيران؛ حيث رصدت الحكومة الإسرائيلية ميزانية خاصة للجيش بمليارات الشواقل، قبل المصادقة على الميزانية العامة الإسرائيلية. في المقابل تنقل الصحيفة عن مصادر في الجيش الإسرائيلي تاكيدها أنه «يصعب تخيّل ان تقوم إسرائيل بمهاجمة إيران وحدها في حال التوقيع على اتفاق نووي جديد.!

تركيا «وملء الفراغ»؟

 

في هذا الوقت وصل وزير خارجية تركيا مولود تشاووش اوغلو الى بيروت قادما من ايران في زيارة تستمر اياما عدة يعقد في خلالها لقاءات سياسية ويدشن مشاريع مولتها شركة تيكا التركية ابرزها مشروع لانتاج الطاقة في الضبية كما يطلع على سبل الاستثمار في لبنان وفي اعادة اعمار المرفأ وانشاء خط قطار بيروت الشمال. وتلفت مصادر سياسية بارزة الى ان الحكومة اللبنانية ستتعامل «بحذر» شديد مع الزيارة التركية لعدم استفزاز المملكة العربية السعودية، باعتبار ان انقرة تسعى «لملء» الفراغ السعودي في لبنان، في سياق استراتيجية التمدد المعتمدة من قبل الرئيس رجب طيب اردوغان في دول الخلافة العثمانية، ولهذا تبدو تركيا عاجزة عن احداث اختراق في الازمة مع الخليج، ولا مصلحة لها في ذلك اصلا، وهي تركز على التعامل مباشرة مع «البيئة» السنية التي تعاني من فراغ وضياع كبيرين في ظل غياب الحاضنة الخارجية المتمثل بالمملكة، وضعف القيادة السياسية في الداخل مع ترهل تيار المستقبل، ولهذا ستكون زيارة اوغلو مناسبة لدعم المجموعات الدائرة في الفلك التركي قبيل الاستحقاق الانتخابي، فيما لا توقعات كبيرة في امكانية دخول تركيا من «البوابة» الرسمية لنيل استثمارات تصنف بالاستراتيجية.

الكارثة البيئية : اهمال وتعمد

 

وبعد اخماد الحرائق «المفتعلة» بمعظمها بدات الكارثة البيئية تتظهرعلى واقع مخيف في غياب اي قناعة بحصول اي محاسبة جدية للمهملين والمتسببين بها، في ظل «كوما» وفساد الدولة المهترئة بكافة اجهزتها، وبلغ عدد الحرائق في عطلة نهاية الأسبوع بحسب وزارة البيئة ٩٣ حريقاً من بينها ٣٥ حريق غابات في كل من الجنوب والبقاع الغربي والمتن وكسروان وعكار، حيث تم جمع الكثير من الادلة على افتعال الحرائق، وكان أبرزها الحريق الهائل الذي اندلع في بيت مري واستمرعلى مدى يومين، وقضى على مساحات شاسعة من غابات الصنوبر، ومع استمرار عمليات التبريد تبين ان النيران التهمت 600 الف متر مربع من أشجار الصنوبر. وفي سياق متصل، تابع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي مع وزير البيئة ناصر ياسين أضرار الحرائق، وفي موقف بات «لزوم ما لا يلزم» دعا ميقاتي لإنصاف عناصر الدفاع المدني، الذين بذلوا جهودا جبارة في اخماد الحرائق، رغم المعاناة المستمرة من عدم إنصافهم». وفيما بدات الهيئة العليا للاغاثة امس إجراء الكشف اللازم على أماكن الحرائق. قال وزير البيئة»نجزم ان كل هذه الحرائق هي من صنع الإنسان، وكانت العوامل المناخية جدا قاسية خلال اليومين الماضيين، من ناحية الجفاف وارتفاع الحرارة بطريقة غير متوقعة في هذا الوقت من السنة مصحوبة برياح قوية».

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

السعودية تمنح جنسيتها لـ 6 لبنانيين تميّزوا في الفكر الديني والقطاع الطبي

 

منحت الحكومة السعودية جنسيتها لشخصيات جديدة، في مختلف المجالات الحيوية التي من شأنها أن تسهم في التطوير والتقدم بإنتاجاتهم وجهودهم في تخصصات مختلفة، وذلك بالإضافة إلى جهودهم النوعية طوال عقود من تاريخهم العلمي والعملي التي أهلتهم لبلوغ درجة علمية مبرزة مهمة.

 

وفي جملة جديدة من الأسماء، مُنحت الجنسية السعودية لـ27 اسماً متميزاً، تنوعت جهودهم بين اهتمامات في الفكر الديني والقطاع الطبي والوسط التعليمي والأكاديمي.

 

وشملت القائمة ٦ لبنانيين هم:

 

الدكتور محمد نمر السماك

 

الأمين العام للجنة الإسلامية – المسيحية للحوار، عضو المجلس الأعلى في رابطة العالم الإسلامي، ويُعد من طليعة المفكرين العرب في مجاله، وأحد كبار العلماء المصادقين على وثيقة مكة المكرمة، وهو كاتب متميز وأكاديمي له طروحات سياسية وثقافية ذات صلة تتميز بالموضوعية والعمق، ومؤلفات في مجال الحوار بين الشرق والغرب.

 

الدكتور رضوان نايف السيد

 

باحث في دراسات الفكر الإسلامي، عضو المجلس الأعلى في رابطة العالم الإسلامي، أحد كبار العلماء المصادقين على وثيقة مكة المكرمة، حائز على جائزة الملك فيصل العالمية في حقل الدراسات الإسلامية، يحظى بحفاوة عالمية في عموم المؤتمرات ذات الصلة بالدراسات والفكر الإسلامي.

 

السيد محمد علي الحسيني

 

أمين عام المجلس الإسلامي العربي في لبنان، أحد علماء المذهب الشيعي من ذوي الحضور الإعلامي المتميز في العالم الإسلامي وخارجه، خصوصاً في أوروبا، ودعم مشروع اعتدال الطروحات الوسطية، ونبذ الطائفية ومحاولات تسييس الطائفة الشيعية من داخلها لأغراض سياسية وآيديولوجية.

 

الدكتور فاروق عويضة

 

استشاري جراحة قلب، حاصل على الدكتوراه الأوروبية في جراحة القلب والشرايين، والبورد الأوروبية في جراحة القلب والشرايين. وقد عمل استشارياً لجراحة القلب في مستشفى الحرس الوطني بالرياض (2002 – 2004م)، واستشارياً لجراحة القلب ورئيساً لقسم جراحة القلب في مركز سعود البابطين (2004 – حتى الآن). وقام بإجراء أكثر من 5 آلاف عملية قلب مفتوح، إضافة لأكثر من 20 بحثاً علمياً، خلال فترة عمله مع مركز سعود البابطين.

 

الدكتور محمد غياث جميل

 

استشاري عناية مركزة، حاصل على البورد الأميركي في العناية المركزة والأمراض الصدرية واضطرابات النوم، المدير الطبي لوحدة العناية المركزة لزراعة الأعضاء، المدير الطبي لوحدة العناية للاتصال عن بعد، المدير الطبي السابق لوحدة أمراض النوم بمستشفى الملك فيصل التخصصي.

 

الدكتور بسام العلي

 

عضو هيئة تدريس بمرتبة أستاذ في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، متخصص في مجال الكيمياء، وبالأخص في مجال الكيمياء الصناعية والمحفزات المتجانسة وغير المتجانسة، وله أكثر من 90 بحثاً منشوراً، و15 بحثاً في المؤتمرات العالمية، وله 12 براءة اختراع مسجلة، وحاصل على عدة جوائز.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram