السيد نصرالله يرسم خرائط الصراع : الأميركي يعيد النظر «الإسرائيلي» قلق معادلة الجليل قائمة
نصر اليمن يمني اعتراف عربي بنصر سورية هيمنة حزب الله كذبة أول الوهن استقالة وهبي
لا نريد أزمة مع السعودية لا ذكر للبنان والحزب في محاضر مفاوضات بغداد الأولوية للسيادة
رسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في كلمته بمناسبة يوم الشهيد، خرائط الصراع التي تحيط بلبنان، وفي قلبها مقاربته لما سمي بالأزمة في العلاقات السعودية- اللبنانية، متابعاً ما بدأه بقراءته لمرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان وخط التراجع الاستراتيجي الأميركي، مضيفاً ما ترتب على سفن كسر الحصار من تداعيات عبر عنها الأميركيون علناً بالتراجع عن حلقات من سلسلة عقوبات قانون قيصر والسماح باستجرار الكهرباء الأردنية والغاز المصري عبر سورية إلى لبنان، ليشير إلى مسار يحتاج للمراقبة والتدقيق عنوانه إعادة نظر أميركية بخط التصعيد، بعدما اكتشفت أن لا جدوى سياسية من هذا التصعيد بوجه المقاومة والسعي لإضعافها، والنتيجة الوحيدة هي الحاق الأذى بلبنان واللبنانيين وفي الطليعة منهم حلفاء واشنطن، وعلى خلفية التراجع والمراجعة على مستوى واشنطن، قلق إسرائيلي شامل وجودي وسياسي وعسكري واستراتيجي وآني، والنواة الصلبة التي تتكوكب عليها العناصر المسببة لهذا القلق هي المقاومة وقوتها المتنامية، ومعادلات الردع التي صنعتها، وصولاً لصواريخها الدقيقة، مؤكداً أن المعادلة التي تثير رعب قيادة كيان الاحتلال ونخبه هي معادلة الجليل، التي أكد أنها قائمة وتتمدد وتنمو كل يوم.
وفقاً لهذين العاملين، تراجع ومراجعة في واشنطن، وقلق في تل أبيب، رسم السيد نصرالله صورة المشهد في المنطقة، خصوصاً ساحتي الاشتباك الكبيرتين، سورية واليمن، ففي سورية نصر بائن تأتي زيارة وزير خارجية دولة الإمارات العربية لها اعترافاً بهذا النصر، بعد إنفاق مئات مليارات الدولارات العربية لإلحاق الهزيمة بسورية، وفي اليمن تسارع بتحقيق نصر كبير يكفي ما قاله عنه معاون وزير الخارجية الأميركي السابق ديفيد شنكر، الذي استعاد نصرالله كلامه عن اعتبار النصر في مأرب نهاية الحرب، وهزيمة كبرى لواشنطن والرياض، موضحاً من موقع العارف، أن نصر سورية سوري على رغم شراكة الحلفاء، وأن نصر اليمن يمني حيث لا شراكة لأحد.
في الأزمة مع السعودية وتداعياتها اللبنانية، أكد السيد نصرالله عدم الرغبة بالتصعيد، ولا باستمرار الأزمة التي وصفها بالمفتعلة محاولاً البحث عن تفسير لها، مستعرضاً الفرضيات المتداولة، نافياً ما نسب للمفاوضات بين إيران والسعودية في العراق حول دعوة إيرانية لمراجعة حزب الله بخصوص اليمن، قائلاً إنه اطلع على محاضر الاجتماعات، ولبنان وحزب الله لم يرد ذكرهما في المفاوضات على الإطلاق، معتبراً أن الحديث عن هيمنة حزب الله كذبة، مقدماً قضية القاضي بيطار مثلاً صارخاً، حيث لم ينجح من يفترض أنه الحزب المهيمن على الدولة بتنحية قاض يعتبره مسيساً واستنسابياً، على رغم محاولاته على مدى شهور ولجوئه للمسارت القضائية والحكومية، رافضاً الدعوة لاستقالة أو إقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، واضعاً الاعتبار السيادي أولاً في أي مقاربة للملف، مضيفاً، أن أول الوهن كان في استقالة الوزير شربل وهبي، داعياً للصمود بانتظار رؤية مصير محاولات التهدئة، داعياً القيادة السعودية إلى العقلانية والتفكير بهدوء بجدوى تصعيد لا جدوى منه، وأن تذهب إلى وقف النار وفك الحصار لوقف الحرب التي آن لها أن تتوقف.
وأكَّد السيد نصرالله خلال كلمة له بمناسبة «يوم شهيد حزب الله» أن السعودية افتعلت أزمة مع لبنان، ورفضنا استقالة أو إقالة وزير الإعلام. سائلاً: «إذا استقال وزير أو أقيل، فهل يحصل هذا الأمر في دولة سيدة وحرة وكريمة وشريفة؟ وهل تُحلّ المشكلة كما قال كثير من اللبنانيين في استقالة وزير»؟ وسأل أيضاً «من طالب وزير الإعلام أن يقدّم المصلحة الوطنية؛ فهل المصلحة الوطنية في استجابة في كل ما يطلبه الخارج؟»، وأضاف «المطالب والشروط السعودية لا تنتهي في لبنان وهل المصلحة الوطنية في الخضوع والإذلال»؟ ولفت إلى «أنَّ سورية التي نقول عنها أنها صديقة لبنان لم تُقدم على خطوة ضد بلدنا على رغم شتمها خلال 16 سنة، ولم تقف عائقاً دون وصول الغاز والكهرباء إلى لبنان على رغم الحملات والشتائم والاعتداءات»، مضيفاً «إيران كذلك واصلت استعدادها لتقديم المساعدة ولم تمنن أحداً على رغم الحملات ضدها والشتائم خلال 16 سنة».
ورأى السيد نصرالله أن «الأزمة التي افتعلتها السعودية هي جزء من المعركة مع المقاومة ومع مشروع المقاومة في لبنان، وهي خلال كل السنوات الماضية ومنذ عام 2006 والسعودية موجودة في هذه المعركة». وكشف أن السعودية تريد من حلفائها في لبنان أن يخوضوا حرباً أهلية، ومشكلتها مع حلفائها في لبنان أنها تريد منهم خوض قتال مع حزب الله لمصلحة المشروع الأميركي الإسرائيلي في المنطقة».
وأوضح أن حجّة السعودية بافتعال أزمة مع لبنان بسبب هيمنة الحزب افتراء كامل وكذب محض. وتابع: «كيف لحزب ميهمن «يخابط» منذ عام ولا يستطيع تنحية قاضٍ عن ملف يعمل فيه باستنسابية وتسييس؟»، وأضاف «هل نحن حزب مهيمن في وقت لا نستطيع إيصال سفن المازوت إلى الشواطئ اللبنانية؟».
وكشف بأنَّ «القصة في اليمن هي قصة مأرب والحرب العدوانية عليها ونتائج هذه الحرب؛ فبعد سبع سنوات من الحرب وإنفاق مئات المليارات نتيجتها كانت الفشل»، وشدَّد على أن تداعيات مأرب ستكون كبيرة جداً في اليمن والمنطقة والسعودية تدرك ذلك، إضافةً إلى أن الأميركيين أنفسهم أكدوا أن سقوط مأرب هي هزيمة مدوية للسعودية التي بدورها تدرك ذلك”.
كما كشف السيد نصرالله أن “المفاوضات السعودية الإيرانية لم تتطرّق إلى لبنان من أي زاوية كانت”، ذاكراً أن “السعوديين طلبوا من الإيرانيين التدخل في موضوع اليمن، والإيرانيون قالوا لهم أن يتفاوضوا مع اليمنيين”. وتوجَّه للسعودية موضحاً أن الانتصارات في اليمن صنعها قادة يمنيون وعقول يمنية ومعجزات يمنية ونصر إلهي، لافتاً إلى أن خلاص الرياض من موضوع اليمن ليس عبر العقوبات على حزب الله أو على لبنان أو أي طريق آخر بل بوقف إطلاق النار والحصار.
وفي سياق ذلك لفت سفراء وخبراء في العلاقات الدبلوماسية لـ”البناء” إلى أن “ردة الفعل السعودية على تصريح وزير، غير معهودة في العلاقات الدبلوماسية بين الدول”، مشيرة إلى الكثير من التصريحات المسيئة التي صدرت من دول ضد دولة أخرى، لكن لم تتخذ هذه الاجراءات بل تم احتواؤها بالطرق الدبلوماسية ولم ترق إلى مستوى الأزمة، مذكرة بوصف الرئيس الأميركي جو بايدن الرئيس الروسي فلادمير بوتين بـ”القاتل”، فاكتفى بوتين بالرد على الرئيس الأميركي من دون سحب السفير الروسي من واشنطن ولم تقطع موسكو العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، خصوصاً أن المسؤول الذي أدلى بتصريح في الحالة اللبنانية لم يكن في موقع المسؤولية ولم يعبر عن موقف الحكومة ولا الدولة اللبنانية بل عن موقفه الشخصي”، ويضيف الخبراء: “إذا كان منطق الحساب والعقاب بمفعول رجعي عن موقف ما هو الحاكم في العلاقات الدولية، لكان أغلب سفارات الدول مغلقة ولما كان هناك نظام للعلاقات الدولية”.
وفي مجال آخر أكد السيد نصرالله جازماً بأنَّ “كل ما قيل عن مقايضة بين ملف مرفأ بيروت وبين ملف الطيونة ليس صحيحاً على الإطلاق والمطلوب الوصول إلى الحقيقة والعدالة في الملفين”.
وشدد الأمين العام لحزب الله على أن “المناورات الإسرائيلية تعكس الخوف من اقتحام لبنان للمستعمرات في الجليل”. وقال: “إذا دخلت المقاومة إلى شمال فلسطين والجليل فستكون لذلك تداعيات كبيرة جداً على كيان الاحتلال”، مشدداً على أن المناورات الإسرائيلية تعكس فرضية المخاوف من أن “المقاومة ستدخل إلى الجليل”. وبيّن أن الهيمنة الأميركية على لبنان ما زالت قائمة وموجودة على مستويات عدة، مشيراً إلى أن لبنان يتعرض لضغوط منذ سنوات وهي تضاعفت خلال إدارة ترامب، وما تمكّن حزب الله من إنجازه حتى الآن هو منع الهيمنة الأميركية الكاملة وهذا ببركة إنجازات الشهداء.
وفي ملف ترسيم الحدود قال السيد نصرالله: “الأميركيون يضحكون على لبنان بما يسمى تسوية خط هوف. لبنان هنا يستند إلى قوة دماء الشهداء وقوة الأحياء فينا والمقاومة القادرة على ردع العدو ومن خلفه من أن يمد يده على حبة تراب أو ثروة لبنانية”.
ووصف مصدر سياسي خطاب السيد نصرالله بـ”الهادئ والموزون والحكيم، لا سيما أنه وضع النقاط على حروف الأزمة التي افتعلتها السعودية مع لبنان وحدد حقيقتها وخلفياتها وأبعادها، ولم يحمل الخطاب تصعيداً بالنبرة والعبارات التي تتهجم على السعودية كما كان البعض يشيع ويشتهي لتعميق الأزمة أكثر، لكن السيد نصرالله تقصد الحفاظ على الهدوء والاكتفاء بمطالعة تستند إلى الوقائع والأدلة والمقارنة الموضوعية حملت رسائل للسعودية بأن ضغوطها وإجراءاتها ضد لبنان لن تجدي نفعاً ولن تحل الأزمة وليست الطريق الصحيحة لإيجاد مخرج لمأزقها في اليمن”، ويضيف المصدر: “ورسالة أيضاً للبنانيين الذين يتعرضون لكمٍ هائل من الأضاليل وتشويه الصورة والضغوط النفسية والمعنوية وللتهديد بإجراءات أكثر إيلاماً، لذلك اتسم الخطاب بالهدوء والتروي لكي لا يقدم ذريعة للسعودية للذهاب إلى تصعيد جديد بإجراءاتها ضد لبنان”. رسائل السيد نصرالله قد تمهد بحسب المصدر للسعودية طريق التراجع عن إجراءاتها القاسية التي اتخذتها وعن شروطها والبدء بالحوار لحل الأزمة، وشدد المصدر على أن “لبنان لم يعد بإمكانه التضحية بوزيره لارتباط ذلك بالسيادة والكرامة الوطنية”، ودعا المصدر إلى “وضع خريطة طريق للحل انطلاقاً من إيجابية السيد نصرالله وتوضيحه حقيقة الأزمة، تبدأ بوقف الحملات الإعلامية التي تزيد توتير الأجواء وترفع منسوب الاحتقان بين الدولتين الشقيقتين وتضر بمصلحة الطرفين، ومن ثم إعلان موقف من الحكومة اللبنانية يوضح حقيقة تصريح قرداحي ويؤكد عمق ومتانة العلاقات بين الرياض وبيروت وتفتح الباب أمام وسيط ثالث لترطيب الأجواء ثم تتراجع المملكة عن إجراءاتها الدبلوماسية والاقتصادية بحق لبنان ثم تعيد سفيرها وتعود العلاقات إلى طبيعتها”.
لكن المصدر توقع أن يطول أمد الأزمة بين لبنان والسعودية كون الأخيرة وضعت نفسها في “الزاوية” ولا تستطيع النزول عن الشجرة بعد السقف الذي بلغته من المواقف والإجراءات والتهديدات، وأي تنازل منها يعد انكساراً لها وهكذا بالنسبة للبنان فأي خطوة تراجعية ستهدد وحدة الحكومة وتنتهك سيادته وتمس بالاستقرار الداخلي، إلا في حال تدخلت دولة ثالثة ضمن مبادرة وحلول توافقية تحفظ سيادة وماء وجه الطرفين”.
وأثناء خطاب السيد نصرالله غرد السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري رداً على الأمين العام لحزب الله من دون أن يسميه، قائلاً: «الحق كل لا يتجزأ، فهناك فرق شاسع بين نفي الواقع وبين محاولة تبريره والافتئات عليه».
وكشف مقربون من السعودية لـ»البناء» عن إجراءات تصعيدية جديدة ستتخذها المملكة على المستوى الاقتصادي تحديداً»، وأفيد أمس بأن التأشيرات الصادرة ستقتصر عن سفارة المملكة في بيروت على الحالات الإنسانيّة فقط. كما أفيد عن توجه سعودي وخليجي إلى دراسة رفع قضايا أمام القضاء الدولي في شأن الودائع في المصارف اللبنانية، إضافة إلى تجميد استثمارات وشركات لبنانية في الخليج ودول أوروبية.
على صعيد الأزمة الحكومية التي افتعلها المحقق العدلي في تفجير المرفأ القاضي طارق البيطار، أشارت أوساط ثنائي أمل وحزب الله لـ»البناء» إلى أن «المساعي مستمرة على خط تفعيل عمل الحكومة، لكن لم تصل إلى خواتيم إيجابية حتى الساعة في ظل استمرار الانقسام في المواقف بين الرئاسات والقيادات السياسية والتي تنعكس على الوزراء»، مشيرة إلى «أن انعقاد مجلس الوزراء لا يتعلق بأزمة استقالة أو إقالة الوزير قرداحي التي باتت وراء ظهر جميع الأطراف لقناعتهم بأنها لا تحل الأزمة ولا تعيد العلاقات مع السعودية إلى طبيعتها، بل إن تفعيل الحكومة مرهون بإيجاد الحل لقضية البيطار». وتخوفت الأوساط من الانقسام والتشظي الوطني الهائل في مختلف المسائل المصيرية، مضيفة: «لا موقف موحداً من قضية المرفأ ومن أداء القضاء والأزمة مع السعودية وملف ترسيم الحدود والإصلاحات والتدقيق الجنائي والتفاوض مع صندوق النقد الدولي…». وتخوفت من أن تكون الحكومة قد تحولت إلى تصريف أعمال مبكر، لا سيما أنها لا تجتمع ولم تتخذ أي قرارات على المستويات الاقتصادية والمالية والخوف الأكبر أن تكون مهمتها تقتصر على تقطيع الوقت حتى الانتخابات النيابية والتي إن لم تحصل فسنتجه إلى انفجار سياسي اجتماعي اقتصادي وربما أمني بسبب الفراغ الدستوري الذي سيحل بالبلاد».
ولم تستبعد مصادر اقتصادية انفجار الوضع الاجتماعي بين لحظة وضحاها في الشارع بسبب انعكاس الأزمة السياسية وتعطيل الحكومة والضغوط الاقتصادية الخارجية على لبنان، ما تسبب بارتفاع ملحوظ في سعر صرف الدولار الذي لامس 23 ألف ليرة للمرة الأولى بعد تأليف حكومة ميقاتي، ولفتت المصادر عبر «البناء» إلى أن «كارثة اقتصادية بانتظار لبنان بعد تحليق سعر الصرف وتدني قيمة الرواتب بالليرة وارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية وأغلب الخدمات، لا سيما فاتورة مولدات الكهرباء التي عادت إلى التقنين القاسي والاستشفاء، ما سيدفع بالمواطنين إلى الشارع»، وعلمت «البناء» من مصادر معنية بملف الدواء أن «وزارة الصحة بالتنسيق مع مصرف لبنان ووزارة المال يتجهون إلى رفع الدعم شبه الكلي عن الأدوية ما سيرتب ضغوطاً إضافية على كاهل المواطن الذي يئن جراء تردي الأوضاع إلى حد لا يطاق». وتساءلت المصادر عن دور ومسؤولية الوزراء في ضبط ارتفاع سعر الصرف والأسعار؟ وعزت سبب هذا الارتفاع بسعر الصرف إلى أسباب سياسية إضافة إلى طلب مصرف لبنان من شركات استيراد النفط تأمين نسبة 10 في المئة من الدولارات ما دفع بهؤلاء لتأمينها من السوق السوداء ما أدى إلى ارتفاع سعر الصرف»، وتوقعت المصادر مزيداً من الارتفاع إلى حدود 25 ألف ليرة وأكثر في ظل عدم وجود أي مقومات اقتصادية للجم هذا الارتفاع وتحديد سقف له.
وفيما أفيد بأن وزارة الطاقة ستصدر جدول أسعار جديد للمحروقات اليوم قد يلحظ ارتفاعاً إضافياً بصفيحة البنزين والمازوت وقارورة الغاز، أعلنت وزارة الاقتصاد عن «خفض بسيط في وزن ربطة الخبز بما يبقي سعرها ضمن الهامش المقبول».
وعقد اجتماع أمس في وزارة الطاقة والمياه برئاسة الوزير وليد فياض وتم البحث في قرار حاكم مصرف لبنان المتعلق بتسديد 10 في المئة من ثمن المحروقات بالدولار الأميركي»، وأكد ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا، في بيان أن «الاجتماع كان إيجابياً»، وقال: «لا مشكلة في المحروقات التي هي متوافرة في كل المحطات المنتشرة على الأراضي اللبنانية كافة».
بدوره أكد وزير الطاقة والمياه وليد فياض بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا أن «لا أزمة محروقات وهي متوافرة في السوق». وقال: «لم أعد بـ12 ساعة إنما بأكثر زيادة ممكنة لتغذية شبكة كهرباء لبنان ليتوافر له قدراً أكبر من الكهرباء ونحن نحاول وضع التعرفة الأقل والأكثر عدالة». وأشار فياض إلى أن «مواقف الدول العربية هي مؤازرة للبنان سواء العراق سورية مصر والاردن ونعمل معاً لتتميم الأمور بخير».
وأكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن التحاور يقفُ عند حدود قناعاتٍ وطنيةٍ وشخصية لا يحيد عنها أبداً، وأبرزُها استقلالية القضاء ومن خلاله حمايةُ الدستور والمؤسسات، وصون انتماءِ لبنانَ العربي والحفاظ على علاقاتِ الأخُوَّةِ مع الأشقّاء العرب، وفي مقدَّمِهم المملكةُ العربية السعودية، مشدداً على أن مفهومَ الدولة يقومُ على قاعدة أن يتخلّى الفردُ أو المجموعةُ طوعاً عن بعضِ ما هو حقٌّ له أو لها في الأصل، من أجلِ المصلحةِ العامة التي تمثل بالضرورة”.
بدوره، رأى رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود أن “القضاء لن يتردد لحظة في تشريف موجبات القسم الذي التزم به مهما صعبت المهام ومهما عظمت التضحيات، لذا مطلوب من الجميع من دون استثناء من سياسيين وزعماء وقياديين ومقامات عدم استباحة القضاء وعدم إقحامه في تجاذباتهم، لأن من التزم القضاء باسم الشعب اللبناني كله سيبقى عصياً على أي طائفية أو فئوية أو عصبية أو استنسابية”.
على صعيد مسار المعركة القضائية الدائرة في قصر العدل في ملف تحقيقات المرفأ، تقدم وكيل النائبين غازي زعيتر وعلي حسن خليل أمام محكمة التمييز بدعوى مخاصمة الدولة عن القضاة نسيب إيليا، مريام شمس الدين وروزين حجيلي.
***************************************
نصر الله: لن نتنازل للرياض
أقفل الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، الباب أمام التنازل للسعودية في الأزمة التي افتعلتها على خلفية تصريحات الوزير جورج قرداحي. حزب الله لم يوافق على إقالة الأخير، ويرى أن المصلحة الوطنية توجب عدم التنازل الذي لا تلاقيه الرياض بإيجابية، بل تطالب بالمزيد. كذلك يرفض الحزب التفاوض باسم اليمنيين، إذ يمكن السعودية حل مشكلتها معهم بوقف الحرب ورفع الحصار وبدء المفاوضات السياسية
لا تنازل للسعودية التي بعدما أخذت «ألِف» إقالة وزير الخارجية السابق شربل وهبة، انتقلت إلى «باء» المطالبة بإقالة وزير الإعلام جورج قرداحي. وفي حال نالت مرادها، ستطالب وتطالب حتى تصل إلى «الياء». بهذه العبارة يمكن تلخيص موقف حزب الله الذي عبّر عنه أمينه العام السيد حسن نصرالله، من الأزمة التي أكّد أن النظام السعودي افتعلها مع لبنان بذريعة تصريح لقرداحي عن حرب اليمن، يسبق تعيينه وزيراً. في خطابه بمناسبة «يوم الشهيد»، أمس، بدا نصرالله كمن يقول لمحمد بن سلمان إن مسؤوليتك أنت أن تحل الأزمات التي تفتعلها، وليس من واجبنا أن نقدّم لك سلّماً للنزول عن الشجرة. فبالنسبة للذريعة السعودية التي تعتمدها لمعاقبة لبنان، والمتمثلة باتهام حزب الله بقيادة عمليات «أنصار الله» العسكرية في اليمن، ردّ السيد نصرالله بنفي ما وصفه بـ«الأوهام»، ناصحاً السعوديين بأن «الحل في اليمن يبدأ بوقف إطلاق النار ورفع الحصار، وبدء مفاوضات سياسية». وفي هذا السياق، نفى ما تردد في الأسابيع الماضية عن المفاوضات السعودية- الإيرانية في بغداد، وتحديداً لجهة القول إن طهران قالت للرياض إن الملف اليمني بيد حزب الله، أو السيد حسن نصرالله تحديداً.
خطاب السيد أمس حمل تعبيراً عن قرار بعدم الرضوخ للإملاءات الخارجية، منتقداً الذين طالبوا الوزير قرداحي بتقدير المصلحة الوطنية وتقديم الاستقالة، «فمَن قال إن المصلحة الوطنية تكمن في الخضوع للمطالب الخارجية؟». في الوقت عينه، كانت لغته هادئة، وأكّد أن الحزب لا يريد التصعيد مع السعودية ولا مع أي دولة خليجية.
ووصف نصرالله رد فعل السعودية على تصريحات قرداحي بأنه «مبالغ فيه جداً، لأن هناك سياسيين ومسؤولين أميركيين وأمميين قالوا ذات كلام قرداحي ولم يردّ السعوديون، إضافة إلى قيام أفراد بشتم النبي محمد ومع ذلك لم تقدم السعودية على قطع العلاقات مع الدول التي حمت هؤلاء الذين شتموا، إضافة إلى جانب آخر يتعلق بصداقة السعودية مع اللبنانيين فهل هكذا يتعاطى الصديق مع صديقه؟». وأضاف: «حملات الشتم لم تتوقف ضد سوريا منذ 15 عاماً، ومع ذلك لم تقف سوريا ضد القرار الأميركي الذي سمح بمرور الغاز المصري والكهرباء الأردنية في أراضيها»، مؤكداً «أن هذا التصرف هو عنوان الصديق، مثلها في العلاقة مع إيران التي لم تمنن لبنان بما قدمته وساندت من خلاله لبنان وبخاصة في دعمها لطرح الاحتلال الإسرائيلي».
وأعلن أن حزب الله رفض إقالة الوزير قرداحي، «لأن السعودية لم تقابل لبنان بأية إيجابية عندما تمت إقالة الوزير شربل وهبي». وبرأيه، فإن «السعودية تبحث عن حجة لتفتعل أزمة مع لبنان»، لأن ذلك جزء من المعركة مع مشروع المقاومة في لبنان»، مذكّراً بالدور السعودي التحريضي ضد المقاومة في حرب تموز 2006.
لا مقايضة بين ملفي انفجار المرفأ ومجزرة الطيونة التي ارتكبها حزب القوات اللبنانية
وتوقف عند ما قالته السعودية من أسباب مشكلتها مع حزب الله، وتحديداً اتهام الحزب بالهيمنة على لبنان. بالنسبة للأولى، قال نصرالله إن حزب الله هو «أكبر حزب سياسي في لبنان، ولكن نحن غير مهيمنين على لبنان، لا بل هناك من لديه تأثير في مفاصل الدولة أكبر من تأثيرنا». وأعطى أدلة على قوله هذا بمسائل كالتحقيق في انفجار المرفأ، قائلاً: «ما هو هذا الحزب الذي يهيمن على القرار في لبنان، والذي لا يستطيع أن ينحّي قاضياً عن ملف نعتقد أنه يعمل بشكل استنسابي ومسيّس. كذلك الأمر بالنسبة لسفن المازوت من إيران، أين هيمنتنا على الدولة في وقت نأتي بالمحروقات عبر سوريا وننقله لنحو 200 كيلومتر لأن الدولة اللبنانية ترفض استقبال هذه السفن في منشآت النفط. ومِثلها في مطالبتنا بالتوجه شرقاً مع الحفاظ على علاقات مع الغرب، أو بتفعيل العلاقة مع سوريا».
وعن اليمن وموقف حزب الله من الحرب فيه، قال نصرالله: «موقفنا واضح منذ سبع سنوات عندما أيدنا الشعب اليمني، فلماذا القصة الآن؟ إنها قصة مأرب ونتائج الحرب هناك، هذه الحرب التي فشلت بعد كل سنوات الحرب على الشعب اليمني. فتداعيات سقوط مأرب ستشمل المنطقة والسعودية تعرف ذلك». وعبّر عن رفضه «احتمال أن يكون الضغط علينا كي نضغط على أنصار الله (الحوثيين) في اليمن»، نافياً «الخبر الذي قيل عن أن الإيراني طلب من السعودي في بغداد أن يقوم حزب الله بهذه المهمة»، ومشدداً على رفضه «التفاوض نيابة عن اليمنيين وهذا أيضاً موقف إيران». وكشف أنه «مطّلع على محاضر جلسة الحوار السعودي الإيراني في بغداد، والتي لم يؤتَ فيها على ذكر ما أشيع».
وأكد الأمين العام لحزب الله أن مشكلة السعودية في لبنان أن حلفاءنا لم يأخذوا البلد إلى حرب أهلية، وهم قسمان: جزء عاجز عن جر البلد إلى حرب أهلية، وجزء يرفض الحرب الأهلية. لكن على رغم ذلك، السعودية استمرت بالسعي إلى إشعال الحرب داخل لبنان، سواء بعد حرب تموز 2006، أو عندما خطفت الرئيس سعد الحريري عام 2017، أو اليوم.
وختم السيد نصر الله بالقول: «نحن نريد التهدئة، وأطالب اللبنانيين بالصبر، ونحن صبرنا وضغطنا على جروحنا ونريد السير بالطريق الصحيح، ونحن منفتحون على المعالجات الهادئة، وهذا ما قمنا به في حادثة خلدة، ومثلها في مجزرة الطيونة التي ارتكبها حزب «القوات اللبنانية» تصميماً وتحضيراً واستجلاباً لعناصر من خارج منطقة عين الرمانة». وأكّد عدم وجود أي مقايضة بين ملفي الطيونة والمرفأ، لافتاً إلى أن أهالي الشهداء في المرفأ كعوائل الشهداء في الطيونة، «ونحن سنتابع القضيتين لأنها مسألة أخلاقية ووطنية نلتزمها».
نصرالله بدأ خطابه بالتشديد على أهمية الإنجازات التي حققها شهداء المقاومة، وشهداء الدول العربية، في مواجهة العدو الإسرائيلي، لجهة «تحرير الأرض وتحرير الأسرى والحماية والردع وهي مستمرة، ومنها مواجهة المشروع الأميركي التكفيري في المنطقة الذي انتصرنا عليه ومنع الحرب الأهلية التي لا يزال يجري التخطيط لها».
كذلك من أهم الإنجازات التي تحدّث عنها، «منع الإطباق الأميركي الكامل على لبنان، على رغم النفوذ الأميركي الكبير فيه، لكن منعناه من الهيمنة الشاملة على لبنان. وكل ما يحتاجه هو رفض الإملاءات السياسية، كما في قضية ترسيم الحدود البحرية، لأن المنطقة هناك تحتوي على ثروة نفطية وطنية». ونوه بعدم خضوع الدولة «إلى الآن»، للإملاءات الأميركية في مسألة ترسيم الحدود، «والسبب هو استناد لبنان إلى قوة المقاومة القادرة على ردع العدو ومنعه من أن يمد يده إلى ثروة لبنان وأي حبة تراب».
*************************************
الدولار 23 الفاً… على صفيح التعطيل والتصعيد
مضت مسارات الأزمات التي تتخبط فيها البلاد نحو مزيد من التفاقم على مختلف الصعد والمستويات، وسط شلل تام غير مسبوق في المبادرات السياسية الرسمية لتجاوز الإنسداد الذي أصاب من الحكومة مقتلاً مبكراً وجعل مجلس الوزراء يقبع في مربع التقاعد والانتظار القسريين. ولم يكن المؤشر الأشدّ تعبيراً عن التأزم التصاعدي الذي يحاصر البلاد سوى الارتفاع الجنوني في سعر #الدولار الأميركي في السوق السوداء، اذ اعتبر سعره أمس الأعلى قياسياً على الاطلاق خلال هذه السنة، وبلغ مساء سقف الـ 22 الفا و900 ليرة وذلك عقب الكلمة التي القاها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن #نصرالله مساء والتي عكست تصعيداً مطّرداً من جانب الحزب تجاه المملكة العربية السعودية وانعدام افق أي حل للازمة مع الدول الخليجية.
وإذا كان رئيس الحكومة #نجيب ميقاتي “يجهد” في محاولات التعويض عن الشلل بحركة كثيفة لاطلاق مبادرات تتصل بالقطاعات المختلفة على غرار إطلاقه أمس مبادرة “صندوق إعادة بناء مؤسسات الاعمال في بيروت على نحو أفضل”، فإن هذا الجانب على أهميته لم يحجب حال التفرّج على الازمة الذي يطبع مواقف اركان السلطة الاخرين في وقت تتجمع نذر موجة جديدة من التأزم والتصعيد في الازمة بين لبنان والدول الخليجية. ولعلّ أكثر ما يلفت اهتمام البعثات الديبلوماسية المعتمدة في لبنان والتي ترصد مسار هذه الازمة بدقة وجدية، وفق ما تفيد مصادر معنية، ان معظم المسؤولين الكبار يبدون برودة مخيفة حيال ما يتوجب عليهم القيام به بأسرع وقت لانهاء هذه الازمة قبل ان تتضخّم تداعياتها إلى حدود لن يعود ينفع معها أي تحرك او اجراء او وساطة.
هدأت… ولكن
ومع ان الردود بين بعبدا وعين التينة توقفت أمس، الا ان الجمر ما زال تحت الرماد بينهما في العديد من الملفات المفتوحة والتي ترخي بتداعياتها على عمل المؤسسات الدستورية من تعطيل مجلس الوزراء، إلى التجاذبات في مجلس النواب، إلى الحرب المفتوحة في اروقة وغرف قصر العدل على التحقيق العدلي في جريمة المرفأ وحفلة الردود والدعاوى والارتياب، وصولاً إلى المجلس الدستوري الذي سيكون امام امتحان الطعن في قانون الانتخاب المعدّل الذي سيقدمه “تكتل لبنان القوي”.
في عين التينة هدأت العاصفة، وفي القصر الجمهوري كذلك، حيث تؤكد مصادره ان رئيس الجمهورية بتغريدته لم يقصد شخصاً وتحديداً الرئيس نبيه بري بل انه “مسؤول عن سلامة كل المؤسسات والسلطات ولذلك كانت تغريدته من اجل تقوية القضاء وتحصينه ضد فيروس السياسة والطائفية والمذهبية التي تشرذمها وتكاد تقضي عليها”. وتقول هذه المصادر ان “السلطة القضائية لا تمس بهذه الطريقة. يكفينا المشكل الاقليمي مع المملكة العربية السعودية وموضوع استقالة الوزير جورج قرداحي. على الجميع ان يهدأ ويتروى”.
من وجهة نظر المصادر الرئاسية ان “لا اجتماعات لمجلس الوزراء ولا قضية استقالة قرداحي تعالج بعد بشكل صحيح، الا ان العمل يتواصل لمعالجة الازمة الحكومية خصوصاً وأن هذه الحكومة حاجة للجميع كما لكل مكوناتها ولا أحد لديه الترف اليوم لتدميرها وتعطيلها”. وفي هذا الاتجاه، تشير المصادر إلى ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أرسل انذاراً جدياً من طرابلس ولا يزال مثابراً ومؤمناً بأن ثغرة سوف تفتح بهذا الجدار السميك”.
وعن مصير التحقيق العدلي في ظل حرب الدعاوى والردود، تجيب المصادر الرئاسية: “لن يتوقف التحقيق العدلي بقوة الاقتناع لدى القاضي (طارق البيطار)، وفي غياب اي تدبير ملاحقة في مجلس النواب والمجتمع الدولي يدعم التحقيق ولا يفهم الا بشفافيته واستقلاليته”.
وتقول المصادر ان دخول الرئيس بري على الملف كان للاسف مذهبياً وطائفياً وهذا ما ادى بنادي القضاة إلى ان يحذر وكان لمجلس القضاء الاعلى كما لوزير العدل موقفهما اللافت.
وفيما يبدي الفريق الداعم لقانون الانتخاب المعدل ثقته بأن الطعن الذي سيقدم إلى المجلس الدستوري سيردّ، تبدي مصادر فريق العهد خشيتها من دخول السياسة على المجلس الدستوري فتعطله كما تم تعطيل مؤسسات اخرى بدءاً من مجلس الوزراء.
وتقول:”إذا سيّسوا المجلس الدستوري كما سيّسوا مجلس القضاء الاعلى والتحقيق العدلي فسيكون لذلك تداعيات سلبية على الطعن. وإذا كانت هناك نية لتعطيل المجلس الدستوري فالأكيد سيتعطّل الطعن وسيفرض واقع مريب بقانون معروفة المواقف منه”.
وتشرح المصادر: “انه لتعطيل الطعن، يكفي الضغط على ثلاثة اعضاء من عشرة في المجلس الدستوري ليتغيبوا عن جلسة المذاكرة حتى يتعطل النصاب وتتعطل قدرته على ابداء رأيه”.
وتوضح ان نصاب المجلس ثمانية من عشرة والتصويت على قبوله يحتاج سبعة اصوات والا فقد تمر مهلة الشهر الدستورية لاعطاء رأيه ويصبح القانون نافذاً”.
نصرالله
ووسط هذه الانطباعات القاتمة لم يشكل الخطاب الذي القاه السيد نصرالله أمس في ذكرى “يوم الشهيد” سوى ضخ لجرعة كبيرة إضافية من التصعيد ضد المملكة العربية السعودية فيما بدا ان الاجراءات الخليجية ذاهبة نحو مزيد من التصعيد. فبعد تدابير الكويت بمنع منح تأشيرات دخول إلى اللبنانيين بكل أنواعها، افيد أمس ان الخطوات التصعيدية التي تفرضها المملكة العربية السعودية ستشتدّ في الأيام المقبلة، بحيث ستقتصر التأشيرات الصادرة عن سفارة المملكة في بيروت على الحالات الإنسانيّة فقط.
اما كلمة حسن نصرالله أمس فجاءت، للمفارقة “الطريفة”، تحت شعار “اننا نريد التهدئة في ما يتعلق بالأزمة التي افتعلتها السعودية مع لبنان”، في وقت اتسمت مواقفه في الكلمة بمزيد من التصعيد. واعتبر نصرالله انه “من المفترض أن السعودية كانت تقدّم نفسها أنها صديق للبنان والشعب اللبناني، ومشكلتها مع جزء من الشعب اللبناني وهو حزب الله، فهل بهذه الطريقة يتعاطى الصديق مع صديقه؟” ووصف ردة فعل السعودية على تصريحات وزير الاعلام جورج قرداحي بانها “مبالغ فيها جداً جداً جداً وغير مفهومة اذ ان هذه التصريحات نفسها بل ما هو أشد منها قاله مسؤولون في العالم العربي وقاله الأميركي والأمين العام للأمم المتحدة ولم نر أي رد فعل بسيط من المملكة السعودية “. وسأل “هل ما اعتبروه اساءة لهم في كلام وزير الإعلام هو أخطر وأكبر وأشنع مما يقال عن النبي محمد ؟”
واعتبر ان “الضغط السعودي هو جزء من المعركة مع المقاومة في لبنان وليس مع حزب الله كحزب سياسي وبالتالي مع مشروع المقاومة في لبنان”. وقال “نحن نعرف الدور السعودي في حرب تموز والضغط السعودي على العدو الاسرائيلي لاستمرار الحرب” لافتا ان “لديهم مشكلة مع حلفائهم أنهم يريدون منهم أن يقاتلوا حزب الله وان يخوضوا حرباً اهلية في لبنان، وفي لبنان صنفان أما أنهم لا يريدون حربا أهلية أو أنهم غير قادرين أن يفعلوا حربا أهلية “. وتابع “سؤال لأصدقاء السعودية في لبنان، هل لأن لدى السعودية مشكلة مع حزب معيّن تشن حربًا ديبلوماسية في المنطقة على لبنان؟ أيّدنا موقف وزير الإعلام ألا يستقيل ونرفض أن يُقال هنا المصلحة الوطنية”، سائلا “ما هي المصلحة الوطنية في استقالة قرداحي أو إقالته؟ هل هي في الخضوع للإملاءات الخارجية؟ أيّ لبناني يدرك أنّ المزاعم السعودية حول هيمنة حزب الله على لبنان هي غير صحيحة أبدا ونحن لا ننكر بأننا جهة مؤثرة وبأننا أكبر حزب على المستوى السياسي والهيكلية ولكن لا نهيمن”.
وسارع السفير السعودي في لبنان وليد بخاري بعد كلمة نصرالله إلى الرد عبر تويتر، من دون أن يسميه، وقال “الحقُّ كُلٌ لا يتجزَّأ …فَهُناكَ فَرْقٌ شاسِعٌ بَيْنَ نَفْيِ الواقِعِ وَبَيْنَ مُحاولةِ تبريرهِ وَالإفْتئاتِ عليه.”.
ميقاتي من طرابلس
في غضون ذلك وغداة زيارته رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا اول من أمس، اكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “أنّ التحاور يقفُ عند حدود قناعاتٍ وطنيةٍ وشخصية لا يحيد عنها أبدًا، وأبرزُها إستقلالية القضاء ومن خلاله حمايةُ الدستور والمؤسسات، وصون انتماءِ لبنانَ العربي والحفاظ على علاقاتِ الأخُوَّةِ مع الأشقّاء العرب، وفي مقدَّمِهم المملكةُ العربية السعودية” ، مشددا على “ان مفهومَ الدولة يقومُ على قاعدة أن يتخلّى الفردُ أو المجموعةُ طوعًا عن بعضِ ما هو حقٌّ له أو لها في الأصل، من أجلِ المصلحةِ العامة التي تمثل بالضرورة”. ودعا في كلمة القاها في احتفال بالمئوية الثانية لنقابة محامي طرابلس إلى “الانتظام الكامل في نهجٍ سياسيٍّ واضح المعالم والمبادئ، يلتزم قواعدَ الديموقراطية الصحيحة وأُسُسَ بناءِ الدولة العصريّة ذات السلطة الواحدة التي لا ازدواجيةَ فيها. دولةٌ تجعلُ على رأسِ اهتمامَاتِها حمايةَ سيادةِ الوطن وضمانَ سلامةِ أرضِه وشعبِه ومؤسساته، واحترامَ القواعدِ والاستحقاقاتِ الدستورية، وصَوْنَ مصالحِ المواطنينَ المقيمين والمغتربين، والمحافظةَ على انتماءِ لبنانَ العربي، وبناءَ أفضلِ العلاقاتِ مع الأشقاءِ في المنطقة والأصدقاء في العالم.”
*************************************
“اللجان الوزارية” تُصرّف الأعمال… وميقاتي “يحاور ولا يحيد”
نصرالله للّبنانيين: عضّوا على الجراح!
بالشكل والمضمون، بدا الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في إطلالته المتلفزة أمس مستشعراً هول القطيعة الخليجية للبنان وثقل تداعياتها على كاهل اللبنانيين في الداخل والخارج، فخفّض سقف خطابه إلى حدود “التظلّم” والتنصل من المسؤولية عما نتج وسينتج عما وصفها بـ”الأزمة القائمة والفعلية” من أهوال ومصائب على البلد وأبنائه، ليتراجع إلى خطوط الدفاع الورائية في مواجهة “معركة الرأي العام” التي صبّت بمجمل اتجاهاتها الوطنية والخارجية في خانة تحميل “حزب الله” مسؤولية مباشرة عما وصلت إليه البلاد، من تعطيل وتنكيل بالمؤسسات وقطع للأرزاق اللبنانية وللعلاقات العربية.
وتحت سقف “المظلومية” التي رفع لواءها أمس، ذهب نصرالله إلى حدّ “تسخيف” فكرة هيمنة “حزب الله” على لبنان و”الأسخف منها فكرة الاحتلال الإيراني”، شاكياً عجز الحزب عن فرض “تنحية” المحقق العدلي في جريمة المرفأ، واستحضار المازوت الإيراني مباشرةً إلى الزهراني وطرابلس، وتطبيع العلاقات مع سوريا وإنشاء معامل كهرباء إيرانية في لبنان… وخلص بعد طول تقديم وشرح وسرد، إلى إعادة توكيد العداء للسعودية وتحميلها المسؤولية عن تفاقم الأزمة اللبنانية الناتجة عن تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي المؤيدة للحوثيين، مع تجديد موقف “حزب الله” الرافض لاستقالته أو إقالته… وما على اللبنانيين سوى أن يستعينوا بـ”الصبر” ويعضّوا على الجراح.
وإذ عاد بالزمن إلى استقالة وزير الخارجية شربل وهبه باعتبارها كانت خطأ لأنها أتت من دون مقابل سعودي، إنطلق نصرالله من هذه الاستقالة لتبرير رفضه استقالة قرداحي، معتبراً أن كل من يطالب بهذه الاستقالة “يخضع للإملاءات الخارجية”، وصوّب بشكل غير مباشر على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من دون أن يسميه من خلال تصويبه على “الذين طالبوا وزير الإعلام بأن يقدم المصلحة الوطنية”، متسائلاً: “هل المصلحة الوطنية في الإستجابة لكل ما يطلبه الخارج؟ إذا كان يوجد إنتقاص من سيادة لبنان وإذلال وإهانة كيف يصبح هذا مصلحة وطنية؟”.
وبينما كانت لافتة محاولة نصرالله الاستثمار في زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق عبر تصويرها على أنها “إعلان للهزيمة العربية” أمام انتصار النظام السوري، رأى في المقابل أنّ “القصّة هي قصّة مأرب” في اليمن وما الأزمة اللبنانية – الخليجية سوى “فشّة خلق بنا”…. غير أنّ أمين عام “حزب الله” عاد في الوقت نفسه ليناقض خلاصته هذه بنفسه، حين بادر إلى تكذيب المعلومات التي كان قد أشاعها الوزير السابق وئام وهاب، حول طلب السعودية من الإيرانيين حلّ الموضوع اليمني عبر التواصل مع “حزب الله” فقال: “هذا غير صحيح وخلال الجولات الـ4 من المفاوضات (السعودية – الإيرانية في العراق) لم يؤتَ فيها على ذكر لبنان وعلى ذكر “حزب الله” على الاطلاق، لا في مسألة يمن ولا في غير مسألة يمن”!
أما في سلسلة الأحداث والاشتباكات القضائية والأمنية التي يشكل “حزب الله” نقطة الارتكاز فيها، فسعى نصرالله إلى تبريد الأرضية والأجواء مع “عرب خلدة” معلناً الانفتاح على “المعالجة والمصالحة”، بينما في ملف أحداث الطيونة جدد اتهام “حزب القوات اللبنانية” بالوقوف وراءها “عامداً متعمّداً عن سبق إصرار وتصميم، وتخطيط وتدبير واستنفار وتجهيزٍ واستطلاعٍ ومجيءٍ لعناصر من خارج عين الرمانة الى عين الرمانة”، نافياً وجود أي محاولة للمقايضة بين هذا الملف وبين ملف مرفأ بيروت، الذي حرص في معرض مقاربته الموجزة له على تجاهل تغريدة رئيس الجمهورية ميشال عون الإيحائية أمس الأول بأنّ “الأبرياء لا يخافون القضاء”، بعدما عاد عون في الليلة نفسها تحت وطأة انزعاج الثنائي الشيعي إلى تصويب وتمويه المقصود منها، والتلميح إلى احتمال أن تكون متصلة بقضية عين الرمانة وليس جريمة المرفأ!
وعلى وقع تغريدة سعودية واضحة في كونها أتت رداً مباشراً على كلام نصراللّه باعتبار أنّ “الحقّ كُل لا يتجزَّأ فهناك فرق شاسع بين نفي الواقع وبين محاولة تبريره”، كما دوّن السفير وليد بخاري، يواصل رئيس الحكومة تسطير المزيد من مواقف النأي بالنفس عن تداعيات أداء “حزب الله” وتصريحات وزير الإعلام المسيئة للمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، فجدد خلال رعايته أمس احتفالاً بمناسبة مئوية نقابة المحامين في طرابلس التأكيد على أنّ تعاطيه “بإيجابية وانفتاح مع التحديات” لا يعني خروجه من تحت العباءة العربية، مشدداً بهذا المعنى على أنه يمنح “الحوار مداه الأقصى”، لكنه “لن يحيد أبداً عن قناعاته وصون انتماء لبنان العربي والحفاظ على علاقات الأخوة مع الأشقاء العرب وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية”.
وفي هذا السياق، تؤكد مصادر مطلعة أنّ “رئيس الحكومة لا يزال مصمماً على وجوب استقالة وزير الإعلام وضرورة عودة مجلس الوزراء إلى الانعقاد بمعزل عن مطلب “حزب الله” تنحية القاضي طارق البيطار”، مشيرةً إلى أنه من هذا المنطلق عبّر صراحة بالأمس عن قناعته “باستقلالية القضاء ورفض منطق تعطيل المؤسسات الذي لا يأتلف مع مفهوم الدولة”.
وتوازياً، نقلت أوساط قصر بعبدا أنّ رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة تناولا خلال لقائهما الأخير ضرورة “تفعيل عمل اللجان الوزارية” في ظل غياب مجلس الوزراء، مشددةً على “الحاجة الملحة لمعالجة بعض القضايا ومن ضمنها دفع اللجان قدماً باتجاه تكثيف أعمالها واجتماعاتها وتحضير ملفاتها، لكي تكون النتائج جاهزة لعرضها فور عودة مجلس الوزراء للانعقاد”.
*************************************
حكومة لبنان تتطلع لتحسين مواردها بزيادة الدولار الجمركي
تحذيرات من تداعيات الخطوة على القدرة الشرائية وزيادة نسبة الفقر
علي زين الدين
تحذر مصادر محلية وخارجية من عوامل مستجدة، تفاقم الاختلالات المعيشية الحادة في لبنان بشكل أوسع، وتزيد الضغوط على قدرات اللبنانيين المعيشية في الأسابيع القليلة المقبلة، وسط خشية خبراء ومحللين بأن تتخطى نسبة السكان الواقعين تحت خط الفقر 80 في المائة، في بلد يعاني من هشاشة بالغة في اقتصاده ومن موجات تضخم مفرط بوتيرة تعدّت متوسطاتها التراكمية 1000 في المائة.
ففي حين عادت أسعار الدولار إلى التحليق قريباً من عتبة 22 ألف ليرة في أسواق العملات الموازية، تنكب وزارة المال بالتنسيق مع مصرف لبنان على دراسة تعديل سعر الدولار الجمركي بعد عامين ونيف من العام من توالي الانهيارات النقدية، بموازاة مؤشرات ارتفاع أسعار السلع الحيوية والمواد الأساسية عالمياً، بشكل غير مسبوق، فضلاً عن الارتفاعات في أسعار الطاقة وأكلاف النقل والشحن التي أضافت بدورها ارتفاعات كبيرة على أسعار المنتجات والبضائع.
وبحسب المعلومات من الأسواق، فإن التوجه إلى إعادة هيكلة الرسوم الجمركية المتآكلة بفعل انحدار سعر صرف الليرة بنحو 93 في المائة، سيتحول واقعاً في مشروع قانون موازنة العام المقبل الذي تسعى الحكومة إلى تسريع إعداده ورفعه إلى مجلس النواب من ضمن حزمة الالتزامات المسبقة، إلى جانب الانتهاء من إعداد مشروع قانون تقييد الرساميل (كابيتال كونترول)، وهما التزامان تعهد الفريق الاقتصادي بإنجازهما سريعاً خلال المباحثات التقنية الجارية مع خبراء صندوق النقد الدولي، تمهيداً لانطلاق جولات المفاوضات الجديدة الهادفة إلى الحصول على برنامج تمويل ضمن خطة إنقاذية شاملة.
وقال مسؤول مالي لـ«الشرق الأوسط» إن تحديد السعر الجديد للدولار الجمركي الذي يجري بموجبه استيفاء رسوم على المستوردات لصالح الخزينة «لا يزال قيد طروحات متعددة تراوح بين 10 آلاف ليرة لكل دولار، ما يكفل بمضاعفة الإيرادات تلقائياً بنحو 7 أضعاف، وبين اعتماد السعر اليومي للمنصة التي يديرها البنك المركزي، البالغ حالياً نحو 18 ألف ليرة لكل دولار، وهو ما يحقق قفزة هائلة في إيرادات الخزينة بمقدار 12 ضعفاً»، علماً بأن أحدث بيانات للموازنة العامة، تكشف أن الإيرادات الجمركية، ورغم تحسنها بنسبة 23 في المائة، بلغت متوسطاً شهرياً 120 مليار ليرة (نحو 5.5 مليون دولار فقط بالأسعار الحالية على سعر صرف الدولار في السوق السوداء) خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي.
ولا شك أن الإقدام على تغيير سعر الدولار الجمركي سيمكّن وزارة المال، بحسب المسؤول المالي، من إعداد بيانات أقرب إلى الواقعية والدقة بعدما تم استنفاد كامل مبالغ الدعم التمويلي بالعملات الصعبة التي كانت بحوزة مصرف لبنان كاحتياطيات حرة، التي استسهلت الحكومة السابقة إنفاقها رغم إدراك الجميع بحقيقة تبديد معظمها على التهريب والاحتكارات. كذلك ما من خيار بديل أمام الحكومة لزيادة واردات موازنتها بهدف إعادة الانتظام والتشغيل في المؤسسات والإدارات العامة، ما يتطلب الاستجابة لشرط تحسين المداخيل في القطاع العام.
وقد شرعت فعلياً بتصحيح نسبي لمداخيل العاملين في الدولة الذين تربو أعدادهم على 330 ألف موظف ومستخدم عبر مساعدات مالية طارئة وزيادات في بدل النقل. لكن خطوة رفع الرسوم على المستوردات والتوجه الحكومي للتخلي تدريجاً عن اعتماد السعر الرسمي للدولار البالغ نحو 1515 ليرة في احتساب الرسوم الجمركية، يثير مخاوف جدية، يعززها تداول معلومات بإمكانية تعميم التدبير عينه لاحقاً على أسعار خدمات أساسية كتعريفات الكهرباء والاتصالات والمياه والرسوم العقارية وسواها، ما سيفضي حتماً إلى اهتزازات عنيفة في الوضع المعيشي المختل بحدة أساساً، بينما يترسخ العجز المستمر في إطلاق أي برامج حكومية إغاثية أو داعمة للفئات المهمشة والأكثر فقراً، وبما يشمل البطاقة التمويلية الموجهة لنحو 500 ألف أسرة، والعالقة منذ أشهر طويلة في قبضة عدم توفر الأموال والتمويل.
ومن المرجح في ضوء هذه الوقائع تسجيل تقدم حاد في متوسط مؤشر الغلاء، من نحو 700 في المائة حالياً، إلى ما يتعدى 900 في المائة، أي ما تقارب نسبته الكلفة المحققة لانهيار سعر العملة الوطنية. وفعلاً، تشي التقلبات في الأسواق الاستهلاكية، مع غياب عرض كثير من السلع الغذائية والأساسية المستوردة وتقلص تنوع مصادرها، والارتفاعات شبه اليومية في الأسعار بذريعتي ارتفاع الدولار وزيادات أكلاف النقل، بصعود جديد وحاد لمؤشر الغلاء في الأسابيع المقبلة، بحيث يتوقع أن تتفشى المعدلات المرتفعة لأسعار المشتقات النفطية بما يتخطى 10 أضعاف مثيلاتها قبل الأزمة على سائر أبواب الإنفاق.
ويحاذر خبراء تواصلت معهم «الشرق الأوسط» الدخول في تقديرات مسبقة بشأن السقوف النسبية لارتفاع الموجات المقبلة للغلاء وإمكانية تفلتها خارج الترقبات الأولية، ذلك أن الأوضاع الداخلية التي تحكم قوة حضور الدولة وفاعلية مؤسساتها الدستورية من تشريعية وتنفيذية وإدارة عامة، تشكل عاملاً حاسماً في قياس المتغيرات الاقتصادية والمعيشية المحتملة في المديين القريب والمتوسط، وخصوصاً في ظل الضبابية الشديدة التي تكتنف الأوضاع المحلية كافة، بما يشمل الوضع الحكومي ذاته، والمعلّق راهناً على ملفات معقدة سياسياً وقضائياً، كذلك لجهة تداعيات العجز الصريح عن احتواء الأزمة المستجدة مع البلدان الخليجية.
*************************************
“الجمهورية”: الأزمة مع الرياض على غاربها .. ودخول تركي على الخط
فيما توقف السجال الحاد على جبهة بعبدا ـ عين التينة بفعل اتصالات ومساعٍ مؤثرة على الجانبين، ظلّت الأزمة الناشئة بين لبنان وبين المملكة العربية السعودية ومعها بعض دول الخليج على غاربها، نتيجة غياب المعالجات العملية والفاعلة لها، ولم تنفع معها مواقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المتلاحقة، والمشدّدة على حرص لبنان على أوثق العلاقات بينه وبين أشقائه العرب وعلى رأسهم السعودية. في وقت ذهب مصدر مسؤول الى وصف المواقف التي عبّر عنها الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله من الأزمة مع الرياض، على خلفية مطالبة البعض باستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، لتكون مدخلاً للحل، بأنّها «مواقف سياسية» يمكن البناء عليها في قابل الأيام، لتحقيق التهدئة التي من شأنها التمهيد للمعالجات المطلوبة، والإنصراف الى ورشة العمل لوضع البلاد على سكة التعافي سياسياً ومالياً واقتصادياً ومعيشياً، قبل الإنغماس العملي في استحقاق الإنتخابات النيابية المقرّرة في أواخر آذار المقبل.
علمت «الجمهورية»، انّ اتصالات أجرتها جهات فاعلة وعلى مستويات عليا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، أثمرت توقف السجال الحاد الذي دار «تويترياً» وعبر البيانات، بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، خصوصاً بعدما شهدت السوق المالية السوداء أمس ارتفاعاً في سعر الدولار على حساب قيمة العملة الوطنية، بما يهدّد اكثر فأكثر بتفاقم الازمة المالية والمعيشية، ويطيح كل المحاولات الحكومية والدولية لتحقيق الاصلاحات الموعودة لوقف الانهيار الذي تعيشه البلاد.
وفي هذه الأثناء، يواصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي محاولاته في غير اتجاه لتأمين عودة جلسات مجلس الوزراء الى الانعقاد، عبر تحقيق حلحلة في القضايا التي كانت سبب توقفها، وفي مقدّمها التحقيقات في تفجير مرفأ بيروت وأحداث الطيونة، علماً انّ توجيهاته الى الوزراء بوجوب إنجاز الملفات الاساسية المتصلة بالإصلاحات الإنقاذية وبتسيير شؤون الناس ومعالجة ازمة الكهرباء لا تزال سارية، لتكون جاهزة للإقرار والتنفيذ فور عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد.
ميقاتي
واكّد ميقاتي خلال الاحتفال بالمئوية الثانية لنقابة المحامين في طرابلس أمس، أنّ «التحاور يقفُ عند حدود قناعاتٍ وطنيةٍ وشخصية لا يحيد عنها أبداً، وأبرزُها إستقلالية القضاء ومن خلاله حمايةُ الدستور والمؤسسات، وصون انتماءِ لبنانَ العربي والحفاظ على علاقاتِ الأخُوَّةِ مع الأشقّاء العرب، وفي مقدَّمِهم المملكةُ العربية السعودية»، مشدّداً على انّ «مفهومَ الدولة يقومُ على قاعدة أن يتخلّى الفردُ أو المجموعةُ طوعًا عن بعضِ ما هو حقٌّ له أو لها في الأصل، من أجلِ المصلحةِ العامة التي تُمثل بالضرورة».
ودعا الى أن «تكون المئوية الثانية لنقابة محامي طرابلس مئويةَ النظامِ العام، والانتظامِ الكامل في نهجٍ سياسيٍّ واضح المعالم والمبادئ، يلتزم قواعدَ الديموقراطية الصحيحة وأُسُسَ بناءِ الدولة العصريّة ذات السلطة الواحدة التي لا ازدواجيةَ فيها. دولةٌ تجعلُ على رأسِ اهتمامَاتِها حمايةَ سيادةِ الوطن وضمانَ سلامةِ أرضِه وشعبِه ومؤسساته، واحترامَ القواعدِ والاستحقاقاتِ الدستورية، وصَوْنَ مصالحِ المواطنينَ المقيمين والمغتربين، والمحافظةَ على انتماءِ لبنانَ العربي، وبناءَ أفضلِ العلاقاتِ مع الأشقاءِ في المنطقة والأصدقاء في العالم. دولةٌ تكرِّسُ استقلالَ القضاء وتعملُ على توفير حاجات المرفق القضائي الماديةِ والمعنوية، لكي يتولّى إحقاق العدالة بإسم الشعبِ اللبناني، استنادًا إلى ضمائر القضاة ونصوص القانون فقط، ومن دونِ تدخُّلِ أحدٍ أيًّا كانت صفتُه وموقعه».
نصرالله والسعودية
ومن جهته، أكّد الأمين العام لـ«حزب اللّه» السيّد حسن نصراللّه خلال اطلالة له في الإحتفال لمناسبة «يوم الشهيد» في الحزب: «نحن في «حزب الله» نتطلع الى قيام دولة مركزية وعادلة ولكل ابنائها وذات استقلال حقيقي. ومن أبسط تجليات السيادة والاستقلال هو رفض الإملاءات الخارجية». واضاف: «ردّة فعل السعودية على تصريحات الوزير قرداحي مبالغ فيها جدا جداً». وتوجّه الى «أصدقاء السعودية في لبنان»، قائلًا: «السعودية قدّمت نفسها صديقة؛ فهل هكذا يتعاطى الصديق مع صديقه؛ فإذا كان هناك مشكلة مع وزير الاعلام أو «حزب الله» فلتحصر ردود الفعل في حدود المشكلة. نحن أيّدنا موقف وزير الاعلام أن لا يستقيل ورفضنا أن يُقال».
وسأل: «اليوم اذا استقال وزير أو أُقيل؛ فهل تُحلّ المشكلة ؟ من طالب وزير الاعلام أن يقدّم المصلحة الوطنية؛ فهل المصلحة الوطنية في استجابة في كل ما يطلبه الخارج؟ المطالب والشروط السعودية لا تنتهي في لبنان، وهل المصلحة الوطنية هي في الخضوع والإذلال؟ الأزمة التي افتعلتها السعودية هي جزء من المعركة مع المقاومة ومع مشروع المقاومة في لبنان، وهم خلال كل السنوات الماضية ومنذ عام 2006 والسعودية موجودة في هذه المعركة، ونحن نعرف التحريض السعودي في حرب تموز». واعتبر «أنّ حجّة السعودية بافتعال أزمة مع لبنان بسبب هيمنة حزب الله، هذا افتراء كامل وكذب محض».
انتخابات المغتربين
وعلى صعيد استحقاق الانتخابات النيابية، وفي خطوة لتوضيح التفسيرات الخاطئة التي رافقت تسجيل وزارة الخارجية ملاحظاتها على المِهل الإدارية التي اهتزت بفعل تقديم موعد هذا الاستحقاق شهراً ونصف شهر تقريباً من 8 ايار الى 27 آذار، عُقد أمس في وزارة الداخلية لقاء بين وزيري الداخلية والخارجية القاضي بسام مولوي وعبدالله بوحبيب، خُصّص للبحث في التحضيرات الجارية ومدى ملاءمتها للمِهل القديمة التي كانت قد رُسمت قبل تعديل موعد اجراء هذه الانتخابات.
وقالت مصادر اطلعت على مضمون الاجتماع لـ«الجمهورية»، انّ بوحبيب عبّر عن قلقه من تآكل المِهل نتيجة تقديم موعد الانتخابات، فهي مِهل حُدّدت سلفاً قياساً على الموعد القديم الذي كان مقرّراً في ايار المقبل، وقد لا يتسع الوقت لإجراء الترتيبات الخاصة المحدّدة في الأول من كانون الثاني المقبل بعد إقفال باب تسجيل أسماء المنتشرين الراغبين بممارسة حقهم من حيث يقيمون في مختلف دول العالم في 20 تشرين الثاني الجاري.
تفاهم على التمديد
وعليه، وعندما اكّد بوحبيب الحاجة الى مزيد من الوقت من أجل استكمال الترتيبات الادارية والتقنية المطلوبة لضمان إجراء الانتخابات المقرّرة في السفارات والقنصليات في أفضل الظروف المطلوبة، تمّ التفاهم على اعطائها مهلة إضافية لإتمام ما تنوي القيام به، بغية تسهيل العملية الانتخابية وضمان مشاركة المنتشرين في العالم. ولفت مولوي الى انّ هناك وقتاً كافياً، فإن تأخرت الخارجية لايام او اسابيع محدودة فلن تؤخّر عن اجراء العملية في مواعيدها، وهو ما ادّى الى التفاهم بينه وبين بوحبيب على المضي في الترتيبات المتخذة، وخصوصاً انّ أرقام المشاركين في الخارج بدأت تتجاوز الأرقام في انتخابات العام 2018، ولا بدّ من الاستعداد لما هو متوقع من نسبة عالية للمشاركة.
وقالت المصادر لـ«الجمهورية»، انّ الحديث عن وجهات نظر مختلفة قد ينعكس سلباً على مشاركة المنتشرين، لا أساس له من الصحة، وانّ التفاهم بين الوزيرين انهى مثل هذه السيناريوهات الوهمية التي نسجها البعض. وجاء تأكيد مولوي التزام الحكومة ببيانها الوزاري إجراء هذه الانتخابات، بمثابة تأكيد يشاركه اياه بوحبيب ايضاً من دون اي التباس. وهو ما تمّ التوصل اليه من خلال خطة العمل لضمان القيام بالتحضيرات اللازمة لتطبيق القانون وإجراء الانتخابات للمقيمين وغير المقيمين في مواعيدها القانونية. كذلك تمّ التفاهم على تعزيز خطوات التعاون بين الوزارتين، بالنظر الى استعدادات وزارة الخارجية والمغتربين للقيام باللازم ومواصلة الخطوات التي تقوم بها مع البعثات في الخارج.
دعم تركي
وفي مجال الاهتمام الدولي بالتطورات اللبنانية، علمت «الجمهورية»، انّ وزير خارجية تركيا مولود شاويش اوغلو سيزور لبنان الثلثاء المقبل آتياً من ايران، وعلى جدول اعماله لقاءات متعددة مع المسؤولين اللبنانيين الكبار. وتهدف الزيارة الى تأكيد الدعم التركي للحكومة اللبنانية وتجديد دعوة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى زيارة رسمية لانقرة.
اوروبا واللاجئون
وصل الى بيروت امس وفد من المفوضية الأوروبية التابعة للاتحاد الأوروبي برئاسة نائب رئيستها السيد شينا مارغاريتيس على رأس وفد يضمّ عدداً من المسؤولين الكبار، للبحث في ما تسمّيه المفوضية ازمة نزوح السوريين واللبنانيين من بيلاروسيا الى دول الإتحاد الأوروبي. وسيجول الوفد برفقة سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف، ابتداء من صباح اليوم، على كل من رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة ووزيري الداخلية والخارجية، للبحث في الآلية التي تقترحها المفوضية لوقف النزوح السوري واللبناني في اتجاه الإتحاد الأوروبي. وعلى الرغم من أنّ الموقف اللبناني ينصح بترتيب العلاقات على الحدود بين بيلاروسيا ودول الاتحاد، فلبنان كما سوريا، الذي يشهد إقلاع طائرتين اسبوعياً من بيروت، وطائرة واحدة من سوريا الى بيلاروسيا، لا يمكنهما منع اللبنانيين والسوريين من ركوب الطائرة ولديهم سمات دخول الى بيلاروسيا، وإن انتقلوا منها بطريقة منظّمة الى دول الإتحاد بعد شهرين يقضونها في البلاد. ويدعو لبنان إلى الأخذ في الإعتبار انّ بيلاروسيا تحظى بتغطية دولة كبرى جعلتها في مواجهة حتمية بالنسبة الى الهجرة غير الشرعية مع دول الاتحاد الأوروبي، وربما تلقى دعماً خارجياً في هذا الاتجاه.
بين المحكمة والمرفأ
قضائياً، نفّذ أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت تحرّكاً أمس، بالتعاون مع مجموعة «نون»، أمام «بيت المحامي»، لإيصال رسالة بعدم استغلال القانون بطريقة غير شرعية وعدم اعطاء المجال للسياسيين للتدخّل في القضية.
كذلك، نفّذ أهالي عين الرمانة وقفة في محيط المحكمة العسكريّة، للمطالبة بمحاكمة عادلة للموقوفين بأحداث الطيونة. وافيد عن إخلاء سبيل 4 موقوفين من الريحانية.
وكذلك تجمّع العشرات من أبناء عرب خلدة وأهالي الموقوفين في أحداث خلدة أمام مقر المحكمة العسكرية تضامناً مع هؤلاء الموقوفين.
وأُلقيت كلمة تحدثت عن «اعتداء على حقوق الموقوفين من أبناء خلدة». وأكّد المعتصمون أنّ «المحكمة العسكرية ليست ذات اختصاص»، وشدّدوا على» ضرورة تسليم الذين اعتدوا على أبناء عرب خلدة للعدالة».
أسعار البنزين اليوم
على صعيد آخر وفي سابقة اولى من نوعها، فقد فرضت التدابير الجديدة التي أقرّها مصرف لبنان على الشركات المستوردة للبنزين لتأمين 10% من أسعار المشتقات النفطية من خارج المصرف، إعادة نظر بأسعار المحروقات بدءاً من اليوم. وهو ما نوقش في اجتماع استضافة وزير الطاقة أمس، امتد 4 ساعات، شارك فيه ممثلون عن الشركات المستوردة واصحاب المحطات وكبار المسؤولين من المديرية العامة للنفط، ادّى الى تفاهم مبدئي على إصدار جدول جديد لأسعار البنزين اليوم الجمعة.
وعلمت «الجمهورية»، انّ جدول اليوم سيرفع سعر صفيحة البنزين في أقل من 48 ساعة الى السعر الجديد بما بين 8 و10 آلاف ليرة لبنانية، وسيقترب سعر الصفيحة 95 اوكتان بما بين 316 الف ليرة و318 الفاً، بعدما أضيفت نسبة الـ 10% على سعر الصفيحة باستثناء الرسوم الجمركية وكلفة النقل وجعالة اصحاب المحطات المحدّدة بـ 16 الفاً.
واضافت المصادر، انّ الفارق في التسعيرة الجديدة مردّه الى عدم قدرة وزارة الطاقة على اقناع المستوردين بعدم تطبيق نسبة الزيادة على الرسوم الجمركية وكلفة النقل، بعدما اصرّ المستوردون على فرض هذه الزيادة على الرسوم الجمركية، وهو ما لم يقبل به اصحاب المحطات ومن دون ان تبتّ الوزارة والمديرية العامة للنفط بالخلاف بين الطرفين. فأصحاب الشركات يرغبون بتطبيق النسبة على مختلف مكونات اسعار الصفيحة، فيما يصرّ أصحاب المحطات على تطبيقها على الكلفة الحقيقية للصفيحة لحظة وصولها الى مستودعاتهم وقبل تسليمها الى اصحاب المحطات، وعدم شمولها الرسوم الجمركية والضريبة على القيمة المضافة وكلفة النقل والجعالة بأي شكل من الأشكال، وهو ما جنت جراءه الشركات المستوردة ملايين الدولارات في المراحل السابقة.
وعلمت «الجمهورية»، انّه تقرّر ان يكون هناك جدولان لتركيبة الاسعار لصفيحة البنزين، يصدر الأول كل يوم ثلثاء والثاني كل يوم جمعة من كل اسبوع قياساً على التبدّل في اسعار الدولار الاميركي.
كورونا
على الصعيد الصحي، أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي أمس، حول مستجدات فيروس كورونا، تسجيل 914 إصابة جديدة (892 محلية و22 وافدة) ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات منذ شباط 2020 الى 649696. كذلك سجّل التقرير 5 حالات وفاة جديدة، ليصبح العدد الإجمالي للوفيات 8566 حالة.
*************************************
الهوة تتسع بين الحكومة وحزب الله.. والملفان عالقان!
عون: 82٪ من اللبنانيين فقراء.. ولا أزمة محروقات لكن التهاب بالأسعار
هدأت على جبهة بعبدا- عين التينة، وراحت ذيول الاشتباك تتفاعل، بوصفها جولة من جولات نهاية عهد الرئيس ميشال عون، فيما نأى حزب الله بنفسه عن «إشتباك الحلفاء»: حركة أمل والتيار الوطني الحر، من خلال التركيز على البعد الإقليمي والدولي لوضعية لبنان، واعتبار ان «الدولة رفضت الخضوع للإملاءات الأميركية في مسألة ترسيم الحدود» على حدّ تعبير الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله.
ومع ان المسائل الخلافية ما تزال عالقة، سواء في ما خص التحقيقات القضائية في انفجار المرفأ وحوادث الطيونة- عين الرمان- الشياح، أو الإفراج عن «جلسات مجلس الوزراء» المتوقفة على خلفية عدم إقالة المحقق العدلي في انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار، الذي اعترف السيّد نصر الله بعدم استطاعة تغييره، فيما أكّد الرئيس نجيب ميقاتي التمسك به كمحقق عدلي.
ووصفت مصادر سياسية اطلالة الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، بانها استيعابية بمجملها، و موجهة لمحازبيه وجمهوره تحديدا، لطمانتهم، بأن لا انعكاسات محتملة على الحزب، جراء التطورات المتسارعة بالمنطقة، لاسيما بعد نتائج الانتخابات العراقية التي ادت الى خسارة القوى التابعة لايران وفوز القوى المناهضة لها، ما شكل انتكاسة قوية للنفوذ الايراني بالعراق، ثم استتبعت بالمحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، والتي انعكست سلبا على المليشيات التابعة لايران، وهي المتهمة بتنفيذها.
اما الحدث الثاني الذي تناوله نصرالله باقتضاب، ودون الخوض بتفاصيله، فهو زيارة وزير الخارجية الاماراتي الى سوريا بعد طول انقطاع، ومحاولته وصف هذا الحدث بانه جراء الانتصار الذي حققه النظام السوري وحلفاؤه بحربهم، ضد المواطنين السوريين، في حين انه تجنب الخوض بمؤثرات هذا وارتداداته المستقبلية على وجود الحزب بسوريا ولبنان مستقبلا.
واشارت المصادر الى ان دفاع نصرالله عن مواقف وزير الإعلام جورج قرداحي ضد المملكة العربية السعودية، ومحاولته الايحاء بانها ليست السبب وراء ردة الفعل السعودية، انما تهدف الى ابلاغ من يعنيهم الامر بشكل غير مباشر، ولاسيما رئيسي الجمهورية والحكومة، بأن الحزب يرفض مجددا، اقالة او استقالة قرداحي مجددا، ولا ان يضحى به ككبش محرقة، لاجل حل الأزمة مع المملكة والدول الخليجية الاخرى وهذا يعني استمرار مراوحة الازمة المستجدة مع المملكة مكانها.
سياسيا، راوحت الامور السلبية مكانها من دون حلول او مخارج للأزمات السياسية والقضائية والمعيشية والصحية، بينما اتجه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى تحميل السعودية مسؤولية ما وصفه «إفتعال ازمة مع لبنان»، ولو انه دعا الى التهدئة والى ترك معالجات العلاقة مع المملكة للدولة. بينما قال رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي من طرابلس «صحيح أنني أتعاطى بإيجابية وانفتاح مع التحديات مهما كان حجمُها، وأعطي النقاش والحوار مداه الأقصى، لكنَّ الصحيح أيضًا أنّ التحاور يقفُ عند حدود قناعاتٍ وطنيةٍ وشخصية لا أَحيد عنها أبدًا، وأبرزُها إستقلالية القضاء ومن خلاله حمايةُ الدستور والمؤسسات، وصونٍ انتماءِ لبنانَ العربي والحفاظِ على علاقاتِ الأخُوَّةِ مع الأشقّاء العرب، وفي مقدَّمِهم المملكةُ العربية السعودية».
من جانبه واصل السفير السعودي في لبنان وليد البخاري إطلاق المواقف الرمزية الهادفة فكتب على حسابه عبر «تويتر» بعد كلام نصر الله: «الحقُّ كُلٌ لا يتجزَّأ… فَهُناكَ فَرْقٌ شاسِعٌ بَيْنَ نَفْيِ الواقِعِ وَبَيْنَ مُحاولةِ تبريرهِ وَالإفْتئاتِ عليه!.
في هذه الاثناء، ذكرت بعض المعلومات ان وزير خارجية تركيا مولود جاووش اوغلو يصل الى بيروت ليل الاثنين المقبل، ويبدأ لقاءاته الرسمية الثلاثاء، ثم يفتتح اعتبارا من الاربعاء مشاريع انجزتها شركة «تيكا» التركية في لبنان ابرزها مشروع للطاقة الشمسية في الضبية وآخر في طرابلس.
ميقاتي: المصلحة العامة
في كلمة القاها خلال رعايته احتفال مئوية نقابة المحامين في طرابلس قال الرئيس ميقاتي: إن مفهومَ الدولة يقومُ على قاعدة أن يتخلّى الفردُ أو المجموعةُ طوعًا عن بعضِ ما هو حقٌّ له أو لها في الأصل، من أجلِ المصلحةِ العامة التي تمثل بالضرورة وفي نهاية المطافِ مصلحةً للجميع من دون استثناء. أما المنطقُ المبنيُّ على المناداةِ الدائمة بالحقوق الخاصة، للفَرْدِ أو للجماعة، فهو منطقٌ غالباً ما يؤدّي إلى توتير الأجواء وتعطيل المؤسسات، ولا يأتلفُ قطعاً مع مفهوم الدولة التي تتجسَّدُ فيها، كشخصيّةٍ اعتباريّةٍ واحدةٍ موحَّدة، حقوقُ جميع أبنائها.
اضاف: من هنا دعوتُنا، أن تكون المئوية الثانية مئويةَ النظامِ العام، والانتظامِ الكامل في نهجٍ سياسيٍّ واضح المعالم والمبادئ، يلتزم قواعدَ الديمقراطية الصحيحة وأُسُسَ بناءِ الدولة العصريّة ذات السلطة الواحدة التي لا ازدواجيةَ فيها. دولةٌ تجعلُ على رأسِ اهتمامَاتِها حمايةَ سيادةِ الوطن وضمانَ سلامةِ أرضِه وشعبِه ومؤسساته، واحترامَ القواعدِ والاستحقاقاتِ الدستورية، وصَوْنَ مصالحِ المواطنينَ المقيمين والمغتربين، والمحافظةَ على انتماءِ لبنانَ العربي، وبناءَ أفضلِ العلاقاتِ مع الأشقاءِ في المنطقة والأصدقاء في العالم. دولةٌ تكرِّسُ استقلالَ القضاء وتعملُ على توفير حاجات المرفق القضائي الماديةِ والمعنوية، لكي يتولّى إحقاق العدالة باسم الشعبِ اللبناني، استنادًا إلى ضمائر القضاة ونصوص القانون فقط، ومن دونِ تدخُّلِ أحدٍ أيًّا كانت صفتُه وموقعه».
وتمنى ان «تكون المئوية الثانية مئويةَ النظامِ العام، والانتظامِ الكامل في نهجٍ سياسيٍّ واضح المعالم والمبادئ، يلتزم قواعدَ الديمقراطية الصحيحة وأُسُسَ بناءِ الدولة العصريّة ذات السلطة الواحدة التي لا ازدواجيةَ فيها. دولةٌ تجعلُ على رأسِ اهتمامَاتِها حمايةَ سيادةِ الوطن وضمانَ سلامةِ أرضِه وشعبِه ومؤسساته، واحترامَ القواعدِ والاستحقاقاتِ الدستورية، وصَوْنَ مصالحِ المواطنينَ المقيمين والمغتربين، والمحافظةَ على انتماءِ لبنانَ العربي، وبناءَ أفضلِ العلاقاتِ مع الأشقاءِ في المنطقة والأصدقاء في العالم. دولةٌ تكرِّسُ استقلالَ القضاء وتعملُ على توفير حاجات المرفق القضائي الماديةِ والمعنوية، لكي يتولّى إحقاق العدالة باسم الشعبِ اللبناني، استنادًا إلى ضمائر القضاة ونصوص القانون فقط، ومن دونِ تدخُّلِ أحدٍ أيًّا كانت صفتُه وموقعه.
من جانبه، رأى رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود «ان السلطة القضائية تجد سبب وجودها في حريتها واستقلالها، وأنها تفقد مبرر وجودها وتفتقده عند حصول أي استتباع او عند تحقق أي تأثير أو خوف، وهذا ما لا نقبل به، فهي تعي ووعت تماما المهام الوطنية والقضائية الملقاة على عاتقها».
نصر الله: أين المصلحة الوطنية؟
بالتوازي، قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة في يوم الشهيد: اننا نريد التهدئة في ما يتعلق بالأزمة التي افتعلتها السعودية مع لبنان.
وقال نصرالله: نحن أيدنا موقف وزير الاعلام بعدم الاستقالة او الاقالة لان اول الوهن كان بإستقالة وزير الخارجية الاسبق شربل وهبي وهذا كان خطأ لان السعودية قابلت هذه الخطوة بمزيد من السلبية.المطالب السعودية لن تنتهي في لبنان ومن طالب وزير الاعلام بتقديم المصلحة الوطنية نسأل ما هي المصلحة الوطنية؟ هل هي إذلال وانتقاص سيادة لبنان؟
وأعلن نصر الله أن «المفاوضات السعودية- الإيرانية لم تتطرق إلى لبنان من أي زاوية كانت، والمسألة السعودية هي في اليمن».
وقال: نصرالله أن «أي لبناني منصف يعلم ان موضوع هيمنة «حزب الله» على الدولة هو أمر غير صحيح، ونحن لا ننكر أننا جهة مؤثرة ونحن اكبر حزب في لبنان واقول ان لدى الاحزاب الاخرى تأثيراًً أكبر في الادارات والمؤسسات اللبنانية. وكشواهد على مدى تأثير «حزب الله» على الدولة هو اننا ومنذ ما يقارب السنة نحاول تنحية قاضٍ عن ملف يعمل بشكل مسيس واستنسابية ولم نستطع تغيير هذا القاضي.
82% فقراء
حياتياً، وحسب الرئيس عون، استناداً إلى دراسة اعدتها منظمة «الاسكوا» فإن 74٪ تقريباً من سكان لبنان هم في حالة فقر، ليرتفع العدد إلى 82٪، لجهة الصحة والتعليم والخدمات العامة.
وطالب عون ديفيد بازلي David Beasley المدير التنفيدي لبرنامج الأغذية العالمي (WFP) ان يوفق البرنامج في عمله للوصول إلى هدف مساعدة 1،6 مليون لبناني في شهر أيار المقبل.
وخلال اللقاء، اكد السيد بيزلي ان برنامج الأغذية العالمي (WFP) مصمّم على استمرار تقديم المساعدات للبنان وهي على نوعين: نقدي وعيني، معرباً عن الأمل في زيادة المساعدات لتشمل 800 الف لبناني خلال الشهرين المقبلين بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية والبنك الدولي، مقدرا ما سوف يتم إنفاقه شهرياً بين 60 و65 مليون دولار، ولافتاً الى انّ الأتصالات مستمرّة مع الدول المانحة لزيادة مساهماتها المالية، ما يمكّن من زيادة المساعدات.
تغذية أكثر
وفي السياق الكهربائي، وضع وزير الطاقة والمياه وليد فياض الرئيس عون في نتائج زياراته إلى كل من مصر، والعراق، وسوريا والأردن لجهة استجرار الغاز والكهرباء، معربا عن أمله في الوصول إلى نتائج إيجابية في الأشهر المقبلة، بما يؤمن زيادة في تغذية الكهرباء للبنانيين، مستبعداً حصول أزمة محروقات، موضحا انه لم يعد بـ12 ساعة تغذية، بل «بأكثر تغذية ممكنة لتأمين كهرباء بسعر أقل من أسعار المولدات الخاصة، التي أصبحت فواتيرها عالية جدا»، مشددا على وجوب تركيب عدادا، ليعرف المواطن حجم استهلاكه.
على صعيد المحروقات، كشف عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس ان جدولا جديدا لأسعار المحروقات سيصدر صباح اليوم، ويشهد ارتفاعا في أسعار البنزين والمازوت، تمشيا مع ارتفاع سعر البرميل عالميا، وما يطلبه مصرف لبنان من الشركات لجهة تأمين 10٪ من الدولار من السوق السوداء.
دعوى ووقفات دعم واحتجاج
قضائياً، تقدّم وكيل الوزيرين السابقين المدعى عليهما في الملف غازي زعيتر وعلي حسن خليل أمس، بدعوى مداعاة الدولة ضد رئاسة الغرفة رقم 12 في محكمة الاستئناف، أي رئيسها القاضي نسيب إيليا ومستشارتاه القاضيتان ميريام شمس الدين وروزين الحجيلي، أمام محكمة التمييز.
الى ذلك، نظّمت جمعية أهالي ضحايا انفجار المرفأ امس، اعتصاماً أمام قصر العدل في بيروت، أكدت خلاله على دعم المحقق العدلي القاضي طارق بيطار، وإدانة العرقلة الحاصلة في التحقيقات والضغوط التي يتعرّض لها القضاء من قبل بعض الأحزاب والسياسيين. فكان شعار «لا للتسييس، لا للتطييف، لا للتمييع»، مع التشديد على مطالب الحقيقة والعدالة والمحاسبة. فأجمعت كلمات المشاركين على ضرورة مواكبة مسار التحقيق الذي وضعه بيطار، للوصول إلى الحقيقة، وسوق المتّهمين «مهما علا شأنهم إلى المحاكمة». كما أنّ الاستنكار الأكبر هو للتعطيل الحاصل في التحقيقات، من خلال الإجراءات التي يتبّعها بعض المدعى عليهم في الملف.
وتلا جورج كدميان باسم الجمعية، بياناً أكد من خلاله، أن «التعسف باستخدام الحق الممنهج الذي يقوم به المتهمون من خلال تقديم دعاوى رد بشكل يومي متناسين أن هناك ما يفوق 229 شخصاً قتلوا ظلماً ما هي إلا وقاحة وإفلاس.»
ميدانياً أيضاً، تجمّع المئات من أهالي عشائر عرب خلدة وذوي المعتقلين من أبنائهم جراء أحداث خلدة، أمام مقر المحكمة العسكرية في المتحف، وذلك للتضامن مع المعتقلين والمطالبة بإطلاقهم واعتقال مسلحي «حزب الله» الذين هاجموا العشائر وأطلقوا النار بغزارة على منازلهم أثناء تشييع جثمان علي شبلي قاتل الطفل الشهيد حسن غصن، ورفع المعتصمون شعارات تطالب بالعدالة مؤكدين «أن الظلم لن يدوم».
تزامنا،ً نفّذ أهالي موقوفي عين الرمانة وقفة في محيط المحكمة العسكريّة للمطالبة بمحاكمة عادلة للموقوفين من أبنائهم، الذين تم اعتقالهم على خلفية اجتياح متظاهري «حزب الله» و»حركة أمل» لمنطقة عين الرمانة والطيونة خلال مسيرة إقالة القاضي طارق بيطار عن التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت». وإذ رفع الأهالي شعارات تطالب بالإفراج عن أبنائهم واعتقال مئات المسلحين الذي هاجموا منطقة الطيونة بالأسلحة المتوسطة والقذائف الصاروخية، وتم إخلاء سبيل 4 من الموقوفين في الملف.
649696 إصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة في تقريرها اليومي اصابة 914 شخصاً بفايروس «كورونا» و5 حالات وفاة ليرتفع العدد التراكمي إلى 646629 مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2021 .
*************************************
نصرالله يمنح السعودية فرصة «للنزول عن الشجرة» ويزيد قلق «اسرائيل»
المملكة ترفض «مبادرة» ميقاتي: خطوات تصعيدية ومطالب «تعجيزيّة»!
القرار الظنّي مخرج للافراج عن الحكومة «والدستوري» مرشّح للشلل؟ – ابراهيم ناصرالدين
بهدوء شديد، قارب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الازمة السعودية المفتعلة ضد لبنان، و»بحنكة» موصوفة ردّ على الادعاءات السعودية واتهاماتها ضد الحزب، قاطعا الطريق امام ردود فعل كانت محضرة مسبقا لاستغلال مضمون خطابه او «شكله» لتبرير موجة تصعيد جديدة من قبل الرياض وحلفائها في لبنان، بعد رفض «خارطة طريق» رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المقدمة للجامعة العربية. فبدون مهادنة فنّد السيد نصرالله المحاولات السعودية لافتعال حرب اهلية في لبنان، وتحدث عن مأزقها الراهن في مأرب اليمنية، لكنه منح المملكة «سلما للنزول عن شجرة» التصعيد،اذا كانت النوايا سليمة. لكن الاجواء السلبية وصلت الى بيروت، في ظل رفع سعودي لسقف التهديدات من تدابير مشابهة لما قامت به الكويت، حيث افيد ان الخطوات التصعيدية ستبدأ باقتصار منح التأشيرات للحالات «الإنسانيّة فقط» على ان تتدرج الامور نحو اقفال السفارة نهائيا، وخطوات اخرى سيعلن عنها لاحقا. في هذا الوقت «حلق» الدولار في بيروت ووصل الى 22000 ليرة في ظل ارتفاع منسوب التراشق السياسي- والقضائي المرشح للتصاعد الا اذا سارع القاضي طارق البيطار في اصدار القرار الظنّي في جريمة مرفأ بيروت، ما يسمح بعودة الحكومة الى الانعقاد، بينما ترتفع المخاوف من انضمام المجلس الدستوري الى المؤسسات «المشلولة» في البلاد.
نصرالله للتهدئة والسعودية للتصعيد!
ففي خطاب بمناسبة يوم شهيد حزب الله تجنّب فيه الحديث عن «حرب» البيانات بين الرئاستين الاولى والثالثة، حصن السيد نصرالله المفاوض اللبناني في ترسيم الحدود ومنحه دعما مفتوحا لمقارعة الاميركيين والاسرائيليين للحصول على الحقوق اللبنانية، وفيما زرع «الهلع» في كيان العدو، اعلن أنه لا يريد التصعيد وتعقيد الأمور بعد القرارات السعودية التي اتخذتها ضدّ لبنان، مؤكداً ضرورة أن تهدأ الأمور، معتبراً أن ردّ الفعل السعودي على تصريح وزير الإعلام جورج قرداحي «مبالغ به جداً وغير مفهوم، لافتاً إلى أنّ «المملكة تبحث عن سبب لافتعال أزمة، نافيا ان يكون حزب الله يسيطر على لبنان…
مطلب «تعجيزي» من الرياض
في المقابل، تواصل التصعيد السعودي، عبر رد غير مباشر على السيد نصر الله من قبل السفير السعودي في لبنان وليد بخاري الذي غرد على تويتر قائلا «الحقُّ كُلٌ لا يتجزَّأ… فَهُناكَ فَرْقٌ شاسِعٌ بَيْنَ نَفْيِ الواقِعِ وَبَيْنَ مُحاولةِ تبريرهِ وَالإفْتئاتِ عليه! وعلى وقع التهويل بوقف التاشيرات من بيروت الا للحالات الانسانية، تراجعت الجامعة العربية عن مطالبة الامين العام المساعد حسام زكي وزير الاعلام جورج قرداحي بالاستقالة، كخطوة ضرورية لاستيعاب تداعيات الأزمة، بعدما تبلغت من القيادة السعودية ان الرياض غير مستعدة لتقديم اي مقابل ازاء هذه الخطوة، ووفقا بمصادر ديبلوماسية، لا تملك الجماعة العربية اليوم اي «خارطة طريق» لوقف التصعيد. لكن الجديد، وجود طلب سعودي واضح بان تتحرك الدولة اللبنانية لـ»كف يد» حزب الله عن التدخلات الخارجية والانكفاء الى الداخل اللبناني الذي «لا يعني المملكة بأي شكل من الاشكال»، وهي تتعهد بعدم التعامل مجددا مع الملف اللبناني الداخلي من قريب او بعيد…؟
رفض «خارطة» ميقاتي
ودون ان تقدم المملكة اي تفاصيل حيال كيفية تحقيق هذا المطالب، لم تتعامل بجدية مع «خريطة الطريق» التي وضعها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي امام زكي لوقف تدهور العلاقات والتأسيس لبدء حوار جدي لطمأنة السعودية ودول الخليج، فالمقترحات برأي السعوديين لم ترتق الى مصاف العمل الجاد، وهي «شيك» بلا رصيد، لان رئيس الحكومة لا يملك «مفاتيح» الحل والربط، وليس قادرا على المونة على حزب الله، وكان الرد واضحا بان القيادة السعودية لم تعد بامكانها التعامل مع «النوايا الحسنة» وتريد خطوات ملموسة لا مواقف اعلامية، والا فالنتيجة الحتمية مزيد من الخطوات لعزل لبنان… وفي الخلاصة يمكن القول ان الجامعة العربية لا تملك بين يديها اي مبادرة جدية لتسويقها، والامور مفتوحة على كل الاحتمالات ربطا بنجاح التفاوض الايراني- السعودي او فشله.
كذبة «الاملاءات» الخارجية
وكان السيد نصرالله اكد ان الدولة التي تقبل الإملاءات الخارجية تكذب عندما تدّعي العكس، معتبراً أنّ «السعودية افتعلت الأزمة مع لبنان لأجندات خاصّة، وأنّ التصريحات السعودية مبالغ فيها وغير مفهومة، كالمطالبة بوقف الحرب العبثية التي طالب بها مسؤولون غربيون ولكن لم نرَ ردّ فعل بسيط من المملكة حيالها. واضاف «إذا كانت لديكم مشكلة معنا أو مع وزير الإعلام جورج قرداحي احصروها معنا ولا تقحموا السفراء وغيرهم بالأمر، فنحن بحاجة لأن نتواصل مع بعضنا بشكل هادئ لتصحيح الأمور». وفي مقارنة بين السعودية وايران قال «عندما أتينا إلى مشكلة الكهرباء التي هي على رأس المشاكل الأساسية في البلد، لم تقف سوريا في وجه مصلحة لبنان، على الرغم من أنّ رئيسها تعرّض للإهانة من قبل بعض الساسة اللبنانيين»، كما ان إيران تتعرض من الـ2005 للإهانة أيضاً ولكنّها لا تزال تقف إلى جانبنا وتعرض المساعدات التي غالباً ما تواجه بالرفض والاتهامات والتضليل، متسائلاً «هل هكذا يتصرّف الصديق مع صديقه ويفتعل حرباً ديبلوماسيةً»؟
الحرب الاهلية
وسأل السيد نصرالله: الم تكن السعودية حليفة البعض في لبنان؟ لماذا لم يقدّموا إلى حلفائهم أيّ مساعدات من مملكة الخير؟ ببساطة لأنّ السعودية تريد الثمن، والثمن حرب أهلية. وهنا نحن أمام خيارين إمّا أنّهم لا يريدون حرباً أهلية الآن أو لا يستطيعون خوضها معنا. ورأى أنّ استقالة وزير الخارجية السابق شربل وهبة كان أوّل خطأ يرتكب لبنانيا، والآن دور قرداحي»، معتبراً أنّ «استقالة وهبة لم تقابلها السعودية بإيجابية، وكان يمكن الاكتفاء باعتذار»، ومتسائلاً: «أين السيادة إذا أملت السعودية على لبنان استقالة وزير معيّن؟ هل هكذا تكون الدولة الشريفة والتي تملك كرامة»؟
لا سيطرة على الدولة
وشدد نصرالله أنّ «الحزب لا يسيطر على الدولة ومؤسّساتها كما يتداول البعض»، مضيفاً «أشعر بالخجل وتضييع الوقت عندما أحاول إظهار هذا الأمر، والأسخف من ذلك هو فكرة الاحتلال الإيراني. أمّا عن الملفّ اليمنيّ، أكّد نصرالله أنّ «تداعيات مأرب ستكون كبيرة في المنطقة» والسعودية تدرك ذلك».
لا مقايضة
ونفى أن يكون الإيرانيون قد طلبوا من السعوديين التواصل مع حزب الله لحلّ الأزمة اليمنية، مؤكداً أن المفاوضات بين الطرفين في بغداد لم تتطرق إلى الملف اللبناني أو حزب الله. وفي ملفي المرفأ والطيونة، أكّد نصر الله أن «كل ما قيل عن مقايضة غير صحيح، وليس فينا من يقبل بالمقايضة، كلا الملفين مهمّان، والدماء التي سقطت في الجريمتين دماء بريئة، وتعنينا. والمطلوب في قضية المرفأ، كما الطيونة، الوصول للحقيقة والعدالة.
ما هي «الرسالة» لاسرائيل؟
اما كلام نصرالله حول القلق الاسرائيلي الوجودي، فجاء بحسب مصادر مقربة من الحزب، ردا على رفع قوات الاحتلال من منسوب غاراتها الجوية في سوريا التي وصلت الى سبعة اعتاداءات خلال شهر في إطار ما يسمى «المعركة بين حربين». فاذا كانت اسرائيل تدعي ان أهدافها الرئيسية في سوريا، إحباط تهريب السلاح لحزب الله من إيران، والمس بمصالح إيرانية في عمق سوريا، وبنشطاء محليين يعملون لصالح إيران وحزب الله قرب الحدود في هضبة الجولان، فان السيد نصرالله اراد الرد على نحو غير مباشر على وزير الدفاع بني غانتس، الذي اعلن منذ يومين إسرائيل لن تسمح لحزب الله بأن يمتلك سلاحاً نوعيا، واراد التذكير بان الحزب يملك جهوزية كافية لتهديد استراتيجي على كيان الاحتلال الذي يعرف جيدا ان قوات «الرضوان» جاهزة للدخول الى الجليل في اي حرب جديدة.
قلق حلفاء واشنطن!
وبراي المصادر، فان ما لفت اليه نصرالله حيال التبدل في الموقف الاميركي لا يرتبط فقط بملف حصار لبنان، وانما تبدل الاستراتيجية حيال المنطقة، وفي هذا السياق عبرت صحيفة «هآرتس» عن وجود قلق حقيقي في اسرائيل ولدى حلفاء واشنطن من كونها «غائبة عن الصورة» ازاء تطورات واحداث غاية في الخطورة، ولفتت الى انه « في نهاية تشرين الأول، هاجمت «مليشيات شيعية»، تحصل على التوجيهات من إيران، القاعدة الأميركية في التنف شرقي سوريا بواسطة الطائرات المسيرة، وفي هذا الأسبوع تم قصف رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، وقد اكتفى الأميركيون فقط باصدار «الإدانة» في هاتين الحادثتين، بينما تستعرض إسرائيل قوتها في سوريا نتيجة الإحباط من عدم قدرتها على التأثير في المفاوضات النووية، وهكذا يبدو ان للأميركيين مشكلات ملحة أكثر»!
«الرمال» تنزلق؟
وفي وقت وصف السيد نصرالله الانفتاح الاماراتي على دمشق بانه انتصار لخيار الدولة السورية، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية عن مسؤول اسرائيلي رفيع قوله ان لقاء وزير الخارجية الإماراتي بالرئيس السوري بشار الأسد في دمشق هذا الأسبوع مثير للدهشة في جميع أنحاء المنطقة وفي واشنطن ايضا. «فالزيارة رمزية ومهمة، ويمكن أن تكون بمثابة تحوّل في المنطقة، وفي هذا السياق تبدو أميركا قلقة بشأن شركائها في المنطقة، فهي بعيدة عن كل من القاهرة والرياض في القضايا الرئيسية، ويبدو أن الرمال في المنطقة تنزلق من تحت أقدام الاميركيين، فهم لديهم مشاكل مع معظم حلفائهم وأصدقائهم التقليديين».
تعطيل محتمل «للدستوري»
امام هذه المعطيات، وفي غياب الاجراءات الحكومية المعيشية، ووسط ارتفاع منسوب «الكباش» السياسي والقضائي في البلاد، ارتفع سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء مقابل الليرة، وبلغ لأول مرة منذ تشكيل الحكومة، 22000 ليرة. فيما ادى الانقسام السياسي الى وقف الإجراءات القانونية المتصلة بجريمة انفجار المرفأ، بينما لا يزال «الشلل» الحكومي على حاله، وسط مخاوف جدية من «شلل» قد يصيب المجلس الدستوري المرشح لينضم الى المؤسسات المعطلة في ظل حديث عن تغيب 3 من اعضائه عن دراسة الطعن المتوقع من قبل تكتل «لبنان القوي» لقانون الانتخاب.؟!
مخرج لعودة الحكومة؟
وفيما اكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنّ التحاور يقفُ عند حدود قناعاتٍ وطنيةٍ وشخصية لا يحيد عنها أبدًا، وأبرزُها إستقلالية القضاء ومن خلاله حمايةُ الدستور والمؤسسات، وصون انتماءِ لبنانَ العربي والحفاظ على علاقاتِ الأخُوَّةِ مع الأشقّاء العرب، وفي مقدَّمِهم المملكةُ العربية السعودية، لفتت مصادر وزارية الى ان «الشمس» التي تحدث عن اشراقها رئيس الحكومة قبل يومين من بعبدا ترتبط باحتمال معاودة انعقاد مجلس الوزراء قريبا، انطلاقاً من حل يجري العمل عليه ويقضي بِختم المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، التحقيق، واصدار قرار ظني يتهم فيه من يشاء من الوزراء والنواب السابقين الذين سطّر في حقهم مذكرات استدعاء، والاكتفاء بنشر الاتهامات بحقهم وإحالتهم إلى الجهات القضائية المختصة لمحاكمتهم.
«الكباش» السياسي – القضائي
استؤنف بالامس «الكباش» السياسي – القضائي لكفّ يدّ المحقق العدلي طارق البيطار، وقد هدأت مؤقتا على جبهة بعبدا- عين التينة فيما الجمر يبقى تحت الرماد، تقدم وكيل النائبين غازي زعيتر وعلي حسن خليل أمام محكمة التمييز بدعوى مخاصمة الدولة عن القضاة نسيب إيليا، مريام شمس الدين وروزين حجيلي. وقد نفذ أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت تحرّكاً، بالتعاون مع مجموعة نون، أمام بيت المحامي، لإيصال رسالة بعدم استغلال القانون بطريقة غير شرعية وعدم اعطاء المجال للسياسيين بالتدخل في القضية. وامام «المهزلة» المستمرة في قصر العدل رأى رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود «ان السلطة القضائية تجد سبب وجودها في حريتها واستقلالها، وأنها تفقد مبرر وجودها وتفتقده عند حصول أي استتباع او عند تحقق أي تأثير أو خوف، لذا مطلوب من الجميع دون استثناء من سياسيين وزعماء وقياديين ومقامات عدم استباحة القضاء وعدم اقحامه في تجاذباتهم.
*************************************
نصرالله يكرّر الهجوم على المملكة والخليج
بمثل كرة منتخب ايران التي هزت شباك لبنان في المباراة الرياضية، تهز طهران لبنان برمته كل يوم، برهنه سياسيا لمصالحها وفي خدمة اجندتها. تهزه بضرب علاقاته باشقائه العرب والخليجيين. تهزه بمواقف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي اطل امس مناشدا التهدئة مع السعودية ولكن…رافضا استقالة او اقالة الوزير جورج قرداحي لفتح قناة البحث في الحل، اطل غير آبه بمصلحة لبنان ومتبرئاً من التهمة التي قذفها الى شباك السعودية «الصديقة»، و»هل هكذا يتعاطى الصديق مع صديقه»؟ تهزه بفرض قرارها وسطوة حزبها وفائض قوته على اللبنانيين بإقحامه عنوة في محور ممانعتها ومقاومتها ، بإقصائه عن المجتمع الدولي، وبتدفيعه اثمانا باهظة لا ناقة له فيها ولا جمل.
تصعيد ايضا وايضا
كل شيء في لبنان سياسيا وقضائيا وديبلوماسيا واقتصاديا في مراوحة سلبية بلا حلول، فيما يبدو ان الاجراءات الخليجية ذاهبة نحو مزيد من التصعيد. فبعد تدابير الكويت، افيد ان الخطوات التصعيدية التي تفرضها المملكة العربية السعودية، تزامناً مع الأزمة الحادة مع لبنان، ستشتدّ في الأيام المقبلة، بحيث ستقتصر التأشيرات الصادرة عن سفارة المملكة في بيروت على الحالات الإنسانيّة فقط.
التركي في بيروت
على هذا المشهد سيطل في الاسبوع المقبل وزير خارجية تركيا مولود جاووش اوغلو الذي يصل ليل الاثنين المقبل ويبدأ لقاءاته الرسمية بحسب معلومات الثلاثاء، ثم يفتتح اعتبارا من اليوم التالي سلسلة مشاريع انجزتها شركة «تيكا» التركية في لبنان ابرزها مشروع للطاقة الشمسية في الضبية واخرى في طرابلس.
نصرالله
في الاثناء، اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة في يوم الشهيد «اننا نريد التهدئة في ما يتعلق بالأزمة التي افتعلتها السعودية مع لبنان»، مستطردا «من المفترض أن السعودية كانت تقدّم نفسها أنها صديق للبنان والشعب اللبناني، ومشكلتها مع جزء من الشعب اللبناني وهو حزب الله، فهل بهذه الطريقة يتعاطى الصديق مع صديقه؟» ومعتبرا ان «ردة فعل السعودية على تصريحات وزير الاعلام جورج قرداحي مبالغ فيها جداً جداً جداً». وتابع «سؤال لأصدقاء السعودية في لبنان، هل لأن لدى السعودية مشكلة مع حزب معيّن تشن حربًا دبلوماسية في المنطقة على لبنان؟ واردف «أيّدنا موقف وزير الإعلام ألا يستقيل ونرفض أن يُقال»، سائلا «ما هي المصلحة الوطنية في استقالة قرداحي أو إقالته؟
العلاقات العربية
في المواقف، وغداة زيارته رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بعبدا امس، اكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنّ التحاور يقفُ عند حدود قناعاتٍ وطنيةٍ وشخصية لا يحيد عنها أبدًا، وأبرزُها إستقلالية القضاء ومن خلاله حمايةُ الدستور والمؤسسات، وصون انتماءِ لبنانَ العربي والحفاظ على علاقاتِ الأخُوَّةِ مع الأشقّاء العرب، وفي مقدَّمِهم المملكةُ العربية السعودية، مشددا على ان مفهومَ الدولة يقومُ على قاعدة أن يتخلّى الفردُ أو المجموعةُ طوعًا عن بعضِ ما هو حقٌّ له أو لها في الأصل، من أجلِ المصلحةِ العامة التي تمثل بالضرورة.
استباحة القضاء
من جانبه، رأى رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود «ان السلطة القضائية تجد سبب وجودها في حريتها واستقلالها، وأنها تفقد مبرر وجودها وتفتقده عند حصول أي استتباع او عند تحقق أي تأثير أو خوف، وهذا ما لا نقبل به، فهي تعي ووعت تماما المهام الوطنية والقضائية الملقاة على عاتقها». واكد ان «القضاء لن يتردد لحظة في تشريف موجبات القسم الذي التزم به مهما صعبت المهام ومهما عظمت التضحيات، لذا مطلوب من الجميع دون استثناء من سياسيين وزعماء وقياديين ومقامات عدم استباحة القضاء وعدم اقحامه في تجاذباتهم، لان من التزم القضاء باسم الشعب اللبناني كله سيبقى عصيا على أي طائفية أو فئوية او عصبية او استنسابية».
مخاصمة الدولة
على الخط القضائي دائما، استؤنفت امس محاولات كف يد المحقق العدلي طارق البيطار، قضائيا. فقد افيد ان وكيل النائبين غازي زعيتر وعلي حسن خليل تقدّم أمام محكمة التمييز بدعوى مخاصمة الدولة عن القضاة نسيب إيليا، مريام شمس الدين وروزين حجيلي.
تفاؤل؟؟
وليس بعيداً، كشفت مصادر مطلعة عن احتمال معاودة انعقاد مجلس الوزراء في الأيام المقبلة، انطلاقاً من حل مُرتقب يجري العمل عليه ويقضي بِختم المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، التحقيق من خلال إصدار قرار ظني، ولو لم يحضَر الوزراء والنواب السابقون الذين سطّر في حقهم مذكرات استدعاء، والاكتفاء بإحالتهم إلى «المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء».
اهالي ضحايا المرفأ
وامس، نفذ أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت تحرّكاً، بالتعاون مع مجموعة نون، أمام بيت المحامي، لإيصال رسالة بعدم استغلال القانون بطريقة غير شرعية وعدم اعطاء المجال للسياسيين بالتدخل في القضية.
عين الرمانة وخلدة
وعلى غرارهم، نفذ أهالي عين الرمانة وقفة في محيط المحكمة العسكريّة للمطالبة بمحاكمة عادلة للموقوفين بأحداث الطيونة. وقرابة الثانية من بعد الظهر افيد عن إخلاء سبيل 4 موقوفين من الريحانية… كما تجمع العشرات من أبناء عرب خلدة وأهالي الموقوفين في أحداث خلدة أمام مقر المحكمة العسكرية في المتحف، وذلك للتضامن مع الموقوفين.
بري – علوي
من جهة اخرى، إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، السفير المصري ياسر علوي، حيث جرى بحث في المستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين لبنان ومصر .
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :