افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الخميس 21 تشرين الاول 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الخميس 21 تشرين الاول  2021

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

صواريخ على قاعدة التنف الأميركية على الحدود السورية العراقية… والبيت الأبيض سنعود للاتفاق تفجير إرهابي في دمشق… أصابع الاتهام نحو تركيا بتشجيع أميركي "إسرائيلي"… والقومي يدين المبعوث الأميركي يستكشف فرص عودة المفاوضات… ورسالة تطمين حول الاستثناء من العقوبات

 

تلقى اللبنانيون ثلاثة ضربات على رؤوسهم، فجاءتهم الضربة الأولى مع الارتفاع المتزايد في سعر الصرف وأسعار المحروقات بلا آمال قريبة بمعالجات تزيد قدرتهم على الصمود والعيش، وجاءت الضربة الثانية مع تزايد القلق السياسي من الفشل الحكومي بعد تعقيد إمكانية التوصل لحل توافقي لقضية التحقيق في انفجار المرفأ، لا يزال الرهان على قدرة مجلس القضاء الأعلى على الإصغاء لنداء أهالي شهداء وضحايا انفجار المرفأ إذا تعذر الإصغاء للاحتجاجات والمراجعات النيابية والحكومية، وتجسدت الضربة الثالثة في بقاء اللبنانيين تحت حال الذهول التي أصابتهم إثر أحداث الخميس الماضي وما أثارته من مخاوف استعادة الصور القاسية لمشاهد الحرب الأهلية، بينما في مواجهة كل ذلك بدت عودة الناس إلى الشارع فرضية مستبعدة بعد التجربة المرة التي عاشتها الناس عندما حاولت مغادرة علبها الطائفية والحزبية نحو شارع عابر للطوائف تجمعه المصيبة ففوجئت بمحاولات تجييرها لخدة أهداف طالما كان الخلاف حولها محور انقسام لبناني كبير وتاريخي، كالموقف من المقاومة وسلاحها، فعاد محبوها الى شارعهم وعاد خصومها الى شارعهم، وبدا التقابل بين الشارعين في الخميس الأسود بديلاً مرسوماً لفراغ الشارع الذي جمعهم تحت عنوان الغضب والفقر.
وسط ضياع اللبنانيين وتشتتهم وشعورهم بوطأة الكارثة المركية التي ترسم مستقبلهم، جال الموفد الأميركي الخاص بترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين على المسؤولين اللبنانيين، متداولاً معهم بفرضيات استئناف مفاوضات الترسيم، والسيناريوهات المتوقعة للتفاوض، وحدود التوقعات الممكنة من دور الوسيط الأميركي فيما وصفه بمحاولة بلورة تصور أولي حول دوره كوسيط، بينما سجلت وسائل التواصل الاجتماعي انتقادات قاسية لاستقبال المبعوث الأميركي الذي سبق وخدم في جيش الاحتلال ويحمل جنسية كيان الاحتلال والتساؤل عما اذا كان يمكن توقع دور الوسيط النزيه من هذا المبعوث، بينما أكدت مصادر مواكبة ان المبعوث الأميركي أبلغ المعنيين أن وزارة الخارجية الأميركية وزعت رسائل تطمين على الدول المعنية بأن التعاون في استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية الى لبنان عبر سورية، لن تسري عليه العقوبات المنصوص عليها بقانون قيصر الأميركي الخاص بفرض العقوبات على سورية.
وقبيل منتصف ليل أمس تواترت المعلومات التي تؤكد تعرض قاعدة التنف الأميركية للقصف بواسطة طائرات مسيرة وتلقيها عدداً من الصواريخ الموجهة، واشتعال النيران فيها، لم يلبث الجانب الأميركي أن اعترف بها على لسان الناطق بلسان القيادة الوسطى للقوات الأميركية، وبقي غير معلوم ما اذا كان الهجوم قد اسفر عن سقوط ضحايا اميركيين ام لا، فالبيان الاميركي قال ان لا ضحايا وفقاً للمعلومات الاولية مبقياً الباب مفتوحاً لاعتراف لاحق بسقوط ضحايا، بينما معلومات قوى المقاومة تحدثت عن ان الاستهداف تم بخمس طائرات مسيرة، وثلاثة صواريخ مركزة، وانها سقطت على اماكن تواجد الضباط والجنود، وربط مراقبون عسكريون بين الهجوم وبيان غرفة عمليات حلفاء سورية التابعة لمحور المقاومة الذي صدر قبل أيام معلنا العزم على الرد على الغارات الإسرائيليىة على منطقة تدمر وما اسفرت عنه من سقوط شهداء وجرحى، واشارة البيان الى ان الغارات شنت بتسهيل من قاعدة التنف عابرة الأجواء الأردنية، وكان ملفتاً التزامن بين التحقق من الهجوم من عدة مصادر إعلامية أميركية، وصدور بيان عاجل عن البيت الأبيض يعلن الاستعداد للعودة الى الاتفاق النووي مع إيران على قاعدة الالتزام المتماثل، وهو تعبير يستخدمه الأميركيون للمرة الأولى وكان الإيرانيون يدعون اليه على قاعدة اعادة الامور الى ما كانت عليه عشية ايار 2018، قبيل قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي ومبادرته لفرض سلسلة من العقوبات على إيران، بقيت إدارة الرئيس بايدن تراهن على امكانية ابقاء بعضها في ظل العودة للاتفاق.
الهجوم على التنف بين كونه رداً أولياً على الغارات الإسرائيلية، او كونه رداً سريعاً على التفجير الإرهابي الذي استهدف دمشق واسقط عدداً من الشهداء ووضعته سورية في دائرة دعم الجماعات الإرهابية التي تعاني الضغط العسكري للجيش السوري في منطقة إدلب، وسط اتهامات لتركيا بالوقوف وراء التفجير بتشجيع أميركي إسرائيلي، مع تشبث أميركي تركي ببقاء قوات الاحتلال داخل سورية، وتصعيد إسرائيلي جسدته الغارات الاخيرة ولحقتها عملية اغتيال الأسير المحرر مدحت الصالح على خط الحدود مع الجولان المحتل برصاص قناص من جيش الاحتلال، والتفجير الذي هز دمشق وسقط فيه ثلاثة عشر شهيداً لقي إدانة واستنكاراً روسياً وإيرانياً، وفي لبنان صدر بيانان عن كل من حزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي يدينان التفجير الإرهابي ويعلنان التضامن مع سورية وقيادتها وشعبها وجيشها.
أدان الحزب السوري القومي الاجتماعي التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا صباح امس حافلة مبيت عند جسر الرئيس بدمشق، مما أدى إلى ارتقاء 14 شهيداً إضافة إلى الجرحى.
وأكد الحزب في بيان لعميد الاعلام معن حمية أنّ "هذا العمل الإجرامي الإرهابي يأتي في التوقيت الذي تستكمل فيه الدولة السورية إعادة الأمن والاستقرار لبعض القرى والبلدات، واحتضان أبنائها وتسوية أوضاع من غررّ بهم وضلوا الطريق. ما يؤكد بأن رعاة الإرهاب وداعميه ومشغليه ما زالوا يستثمرون في الأعمال الإرهابية في محاولة يائسة للضغط على سورية التي تصدّت بحزم وصمدت وانتصرت في حربها ضد الإرهاب".
وشدد الحزب على أن "كل الجرائم الإرهابية التي ارتكبت لن تثني الدولة السورية عن المضي قدماً في تنفيذ قرارها الحازم بتحرير كل الأرض المحتلة من الإرهاب والاحتلال. ونحن إلى جانب جيشها الباسل جيش تشرين البطل في خوض معركة المصير والوجود ضد الإرهاب والتطرف والاحتلال بكل صنفوفه". وأضاف: "إن الحزب السوري القومي الاجتماعي يبارك الدماء الزكية التي بذلها شهداء التفجيرين الإرهابيين، فهم ردوا إلى الأمة وديعتها، وافتدوا أبناء شعبنا على طريق سبقهم فيها الآلاف من الشهداء، فأثمرت تضحياتهم نصراً سيكتمل بين لفتة عين وانتباهتها".
وبعدما حجبت قضية تحقيقات مرفأ بيروت وكمين "الطيونة" الدموي وقانون الانتخاب الأضواء، عادت الهموم المعيشية لتتصدر واجهة الاهتمام من بوابة الارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات. ففيما البلاد تقف على صفيح طائفي وسياسي وحكومي وأمني وقضائي ساخن، أشعل ارتفاع صفيحة البنزين وكذلك المازوت والغاز لهيب الشارع، حيث خرج المواطنون في مختلف المناطق للاحتجاج وقطعوا الطرقات وسط توقعات نقابية واقتصادية وأمنية بأن تتفاقم هذه التحركات الشعبية في الأيام المقبلة فور انعكاس هذا الارتفاع في سعر المحروقات على قطاعات النقل والأفران والمواد الغذائية في الأسواق.
وشكل صدور جدول تركيب أسعار جديد للمحروقات من وزارة الطاقة، صدمة سلبية للمواطنين في ظل ترجيح مصادر نفطية واقتصادية لـ"البناء" بمزيد من الارتفاع في أسعار المحروقات، ما سيؤدي إلى فوضى أسعار في الأسواق وزيادة في نسبة الجوع والفقر لن يستطع المواطن تحملها، ما سيؤدي بالتالي إلى توسع رقعة التظاهرات والتوترات الأمنية في الشوارع، بموازاة استعدادات لتنفيذ إضرابات بالجملة لنقابات العمال والنقل وأساتذة التعليم العالي والمهني، وما قد تحمله من شلل في عمل المؤسسات وركود النشاط الاقتصادي وخطر انفجار الوضع الأمني في ظل ارتفاع منسوب الاصطفاف الطائفي والسياسي والانتخابي مع تثبيت 27 آذار المقبل موعد إجراء الانتخابات النيابية.
وقد ارتفعت صفيحة البنزين 95 أوكتان بحسب الجدول الى 302700 ليرة والبنزين 98 أوكتان الى 312700 ليرة وديزل أويل 270700 ليرة والغاز 229600 ليرة.
وحاولت وزارة الطاقة التنصل من مسؤوليتها في رفع الأسعار، ووضعت المسؤولية عند المصرف المركزي، وأكدت في بيان أنها "ليست الجهة المتحكمة بالأسعار، والجدول يخضع لآلية اعتمدت بناء على أمرين: أولاً عدم الاستقرار في أسعار الدولار داخلياً، فالسعر يحدده مصرف لبنان لاستيراد هذه المشتقات من قبل الشركات المستوردة وفق منصة صيرفة، والأمر الثاني ناتج من الارتفاع الكبير في أسعار النفط العالمي، مما انعكس ارتفاعاً على السعر المحلي أيضاً، إضافة إلى احتساب الكلف الإضافية كالنقل وخدمة المحطات وغيرها". لكن تبرز هنا جملة أسئلة: إذا كانت تسعيرة المحروقات المعتمدة في السابق هي وفق منصة "صيرفة" أي 16 ألف ليرة، فلماذا ارتفعت أسعار المحروقات على أساس سعر صرف الدولار في السوق السوداء أي 20 ألف ليرة؟ وهل هذا يعني أن أسعار المحروقات باتت مرتبطة بسعر الصرف في السوق السوداء؟ وماذا لو ارتفع سعر الصرف أكثر من 20 ألف، ما هو السعر الذي ستبلغه صفيحتي البنزين والمازوت وقارورة الغاز؟ علماً أنه وبحسب ما يقول خبراء اقتصاديون لـ"البناء" أن ارتفاع أسعار المحروقات سيرفع الطلب على الدولار في السوق السوداء من قبل شركات استيراد النفط التي ستحتاج إلى كميات أكبر للاستيراد، ما سيرفع تلقائياً سعر الدولار أكثر من عشرين ألف ليرة ما سيرفع بالتالي أغلب السلع والخدمات.
أما ادعاء وزارة الطاقة بأن سبب ارتفاع أسعار المحروقات هو ارتفاع سعر برميل النفط عالمياً، فيدعو للتساؤل: لماذا عندما ينخفض سعر البرميل لا تنخفض مقابله أسعار المشتقات النفطية؟ وما هي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لضبط هذا الارتفاع بالتوازي مع لجم اندفاعة الدولار؟ وأين اصبح تطبيق قانون البطاقة التمويلية وخطة النقل المشترك ودعم قطاع النقل؟ وهل ما يجري الآن وما جرى سابقاً من مشهد إذلال المواطنين عبر"طوابير" السيارات أمام محطات الوقود، هو خطة تدريجية ممنهجة لتدجين المواطنين لكي يتقبلوا هذا الارتفاع في أسعار المحروقات بعدما خيروا بين حكم وتحكم واستبداد السوق السوداء وبين رفع الدعم الشامل والكامل عن المحروقات؟ ومن يحمي شرائح الموظفين وذوي الرواتب المتدنية والتي ما زالت تقبض بالليرة اللبنانية التي تآكلت بفعل ارتفاع سعر الصرف؟ وعلى ماذا يستند وزير الاقتصاد من مؤشرات ومقومات اقتصادية في قدرة الحكومة بتثبيت سعر الصرف على 12000 ليرة بعد شهرين أو ثلاثة؟ وهل وعود وزارة الطاقة في بيانها أمس بتطبيق خطة للنقل المشترك ودعم سيارات النقل العمومي والنقل العام، هو "تنييم وتنويم" للمواطنين لإسكاتهم؟ وهل يحتمل المواطنون أصلاً حتى تطبق الحكومة هذه الخطط؟ وكيف سينتقل المواطنون الى أماكن عملهم ووظائفهم مع ارتفاع تسعيرة النقل بدءاً من اليوم والتي قد تتجاوز عتبة 30 ألف ليرة؟ وكيف سيتمكن المواطن من شراء المازوت للتدفئة لا سيما أولئك الذين يسكنون في القرى والمناطق الجبلية مع اقتراب فصل الشتاء القارس؟ فضلاً عن ارتفاع فاتورة المولدات الخاصة؟
وفي سياق ذلك أشار رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر إلى أنه "لا يمكن رفع الدعم من دون خطة بديلة قد يلامس سعر صفيحة البنزين 400 ألف ليرة، وما يحصل لا يبشّر بالخير بل بالمزيد من الانهيار الاقتصادي". في حين لفت عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج براكس الى أن "دعم المحروقات انتهى نهائياً والجدول وُضع على أساس سعر صرف الـ 20 ألف ليرة وسعر برميل النفط العالمي لامس 85 دولاراً، وكل أسبوع سيتغيّر جدول تركيب الاسعار". وقال البراكس "نشهد تراجعاً في استهلاك البنزين بعد ارتفاع الأسعار، وسنشهد انعكاساً سلبياً على القطاعات كافة". فيما علمت "البناء" أن الكثير من محطات الوقود أقفلت أبوابها قبل أيام من صدور جدول الاسعار الجديد وباعت مخزونها وفق السعر الجديد وحقق أرباحاً كبيرة في غياب تام للأجهزة الأمنية ووزارتي الطاقة والاقتصاد.
وقال ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا: "ما رأيناه اليوم هو افلاس لاصحاب المحطات وافلاس للمواطن، والله يعين المواطنين، كيف سيتحملون رفع التكلفة دفعة واحدة".
وهرع المواطنون الى الشارع وقطعوا عدداً من الطرقات. وعمد سائقو السيارات العمومية الى قطع طريق الصيفي وساحة الشهداء احتجاجاً على ارتفاع اسعار المحروقات والاوضاع المعيشية. كما قطعت طرقات في الجبل وبعلبك وصيدا والمدينة الرياضية وكورنيش المزرعة وطرابلس.
وتابع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي اجتماعاته في السراي الحكومي وعقد اجتماعاً مع وفد من البنك الدولي برئاسة المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في البنك ساروج كومار جاه بحضور نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، والوزير السابق نقولا نحاس. وتم خلال اللقاء البحث في وضع برنامج شبكة الأمان الاجتماعي وتحريك الإصلاحات في مجالَي الطاقة والمياه.
على صعيد مواز التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حضور وزير المال يوسف الخليل ومفوّض الحكومة لدى مصرف لبنان كريستيل واكيم، المدير العام لشركة "ألفاريز أند مارسال" جايمس دانيال وبول شارما. وأعلم الحضور رئيس الجمهورية، "مباشرة الشركة بالتدقيق المالي الجنائي في حسابات مصرف لبنان المالية بدءاً من صباح غد (اليوم) بعد إنجاز كل الترتيبات المتعلقة بذلك". وتمنى عون على الوفد "الإسراع في العمل نظراً إلى دقة المهمة الموكلة إلى الشركة".
وفيما بقيت جلسات مجلس الوزراء معلقة على موقف وزراء الثنائي الوطني أمل وحزب الله إضافة إلى وزيري تيار المردة الذي يطالبون بإيجاد مخرج دستوري لتنحية المحقق العدلي في تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار من منصبه وتعيين قاض آخر، أشارت أوساط الثنائي لـ"البناء" الى أن "أمل وحزب الله والمردة حريصون كل الحرص للعودة الى جلسات المجلس نظراً للحاجة الملحة للحكومة لمواجهة التحديات والأزمات المعيشية التي تتفاقم كل يوم، ونحن منفتحون على كافة الصيغ التي تؤدي الى تنقية القضاء من الشوائب وتنحية من يعبث في ملف التحقيقات في المرفأ وتقويم وتصحيح مسار التحقيقات والعدالة وإعادة العمل في الأصول القانونية والدستورية"، وأوضحت أن "الدعوة الى الجلسة يجب أن تتزامن مع ايجاد الحل لأزمة المرفأ، بالتوازي مع قيام الاجهزة الامنية والقضائية بدورها في كشف ملابسات وحقيقة كمين الطيونة وتحديد المسؤوليات واستكمال اعتقال المتورطين والجهة السياسية التي تقف خلفهم وهي باتت معروفة"، موضحة أنه "كما أن الأوضاع المعيشية ملحة، كذلك الامر منع العبث في قضية المرفأ وتهديد السلم الأهلي والاستقرار الداخلي وتصويب العدالة، حاجة ملحة ايضاً وعلى مجلس الوزراء مسؤولية سياسية ودستورية في هذا الاطار تتكامل مع مسؤولية القضاء".
وأفادت قناة "أو تي في" بأن "هناك اتجاهاً لاجتماع مجلس القضاء الاعلى اليوم للبت بمسألة الاستماع للمحقق العدلي طارق البيطار من عدمها، وسط انقسام بالآراء حول الموضوع، وحديث عن تردد رئيسه سهيل عبود بالتدخل بالملف".
وأشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش إلى أن "هناك مسؤوليتين تقعان على عاتق اللبنانيين: الاولى: مسؤولية مجتمعية وطنية، وهي ان على الجميع في لبنان وبخاصة المسيحيين الوقوف بوجه حزب القوات ورئيسه القاتل والمجرم من اجل منع الحرب الاهلية، وتثبيت السلم الاهلي، وتعزيز الامن والاستقرار في البلد، خصوصاً بعدما اعترف مسؤولو القوات اللبنانية بأنهم ميليشيات مسلحة. والثانية: مسؤولية حقوقية، وهي مسؤولية الدولة والاجهزة الامنية والقضائية بمحاسبة القتلة ومن يقف وراءهم، باعتبارهم عصابة مسلحة ارتكبت اعمالاً اجرامية وتسببت بقتل وجرح الابرياء وترويع المواطنين، وعرضت الامن والسلم الاهلي للخطر".
وتساءل خبراء قانونيون عن مدى صلاحية المحقق العدلي في الاستمرار بإجراءاته بملاحقة الوزراء على رغم دخول المجلس النيابي في دورة الانعقاد العادي؟ ما يخفي برأي الخبراء مشروعاً سياسياً ليست له علاقة بالقانون والحقيقة والعدالة.
وفيما يخصص رئيس القوات سمير جعجع إطلالته الاعلامية مساء اليوم للرد على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، يطل نصرالله مجدداً الأسبوع المقبل لاستكمال الحديث في الملفات المطروحة.
وبعد الانقسام السياسي والطائفي الذي أحدثه القاضي بيطار، انسحب التشظي إلى صفوف أهالي الضحايا والجرحى، فقد زار وفد من أهالي شهداء وضحايا المرفأ برئاسة إبراهيم حطيط وزير العدل القاضي هنري الخوري في مكتبه في الوزارة، حيث قاموا بتسليمه كتاباً موقعاً من مجموعة عوائل شهداء المرفأ، وجرى استلامه ثم إحالته، بناء على طلبهم، على مجلس القضاء الأعلى، كما طالب الوفد بتنحية البيطار. في المقابل أعلن أهالي شهداء فوج إطفاء بيروت أن "ابراهيم حطيط وعائلتي المولى وعطوة لا يمثلون إلا نفسهم، وغدرهم للعائلات بالانشقاق عنهم وتغيير رأيهم لا يؤثران في موقفنا، وسوف نبقى مصرين على دعمنا للقضاء والقاضي طارق البيطار".
على صعيد آخر، جال كبير مستشاري وزارة الخارجية الأميركية لأمن الطاقة الوسيط الأميركي الجديد في عملية التفاوض غير المباشر في شأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية آموس هوكشتاين على المسؤولين أمس. واستقبله عون في حضور السفيرة الأميركية دوروثي شيا وعرض معه مسار عملية التفاوض في شأن ترسيم الحدود البحرية والتوجهات المقبلة في هذا الملف. كما زار السراي الحكومي والتقى ميقاتي ثم التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة، حيث تم البحث بينه في ملفات متعددة، لا سيما ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، وجرى تأكيد اتفاق الاطار الذي أُعلن في تشرين الأول العام الماضي.
وأشار الرئيس بري الى أننا "أمام فرصة جديدة لاستئناف المفاوضات في الناقورة مع المساعي الاميركية الجديدة التي تبذل في هذا الاطار". كما أثار خلال لقائه هوكشتاين "أهمية استثناء لبنان من ضوابط قانون قيصر في موضوعي استجرار الغاز المصري والكهرباء من الاردن"، وقد عكس الموفد الاميركي للرئيس بري اجواء تفاؤلية بالتقدم إيجاباً حول هذه العناوين". وأفيد بأن نتائج المباحثات كانت إيجابية وبعيدة عن الإنحياز لأي بلد من دون آخر.
كما بحث وزير الطاقة والمياه وليد فياض مع هوكشتاين، بحضور شيا، "الحلول لقطاع الطاقة. وأطلع هوكشتاين فياض بأن "الإدارة الأميركية قد أصدرت رسالة تطمين تؤمن حماية استجرار الغاز عبر سورية والأفرقاء المشاركين فيه من تداعيات عقوبات قانون قيصر".
على صعيد قانون الانتخاب، وقع رئيس المجلس النيابي القانون الرامي لتعديل قانون انتخاب اعضاء مجلس النواب وأحاله الى رئاسة مجلس الوزراء مع استعجال إصداره وفقاً للفقرة الأولى من المادة 56 من الدستور. كما دعا بري الى عقد اجتماع لهيئة مكتب مجلس النواب يوم الاثنين المقبل تمهيداً لعقد جلسة تشريعية.
وبعد ساعات وقع ميقاتي القانون وأحاله على رئاسة الجمهورية.
وتساءلت مصادر سياسية: هل سيوقع رئيس الجمهورية القانون؟ وماذا لو لم يوقعه أو توجه التيار الوطني الحر للطعن به أمام المجلس الدستوري كما هدد رئيس التيار النائب جبران باسيل في الجلسة الماضية؟ هل يفتح ذلك الباب على تأجيل الانتخابات وبالتالي التمديد للمجلس الحالي؟

********************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

الصفيحة إلى 360 ألفاً: سلامة يقطع الدولارات عن البنزين

في دردشة على هامش اجتماعات المجلس المركزي أمس، أبلغ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أعضاء مجلسه المركزي نيّته وقف تمويل استيراد البنزين بدولارات مصرف لبنان. وبالتوازي قرّرت وزارة الطاقة تسعير دولار البنزين بـ 20350 ليرة لكل دولار، ما أدّى إلى زيادة سعر الصفيحة إلى 302700 ليرة مقارنة مع 206400 ليرة في نهاية أيلول الماضي. هذا الأمر سيشكل عامل ضغط كبيراً على سعر الدولار ويضع أعباء كبيرة على ميزانيات الأسر والمؤسسات. "الأمور تنتقل من السيئ إلى الأسوأ" يقول كمال حمدان


علمت "الأخبار" من مصادر في المجلس المركزي لمصرف لبنان، أنّ حاكم المصرف رياض سلامة أبلغهم على هامش اجتماع المجلس أنه ينوي "التوقّف عن بيع الدولارات لمستوردي المحروقات، على أن يصدر القرار عن المجلس المركزي بذلك في غضون أسبوعين بالحدّ الأقصى". وزارة الطاقة تناغمت مع نوايا سلامة فأصدرت جدول تركيب للأسعار يتضمن تسعيراً جديداً لصفيحة البنزين على أساس سعر للدولار يبلغ 20350 ليرة، أي بسعر صرف يكاد يوازي ما هو متداول في السوق الحرّة. هذا التناغم "كان مقصوداً" بحسب المصادر، لأنه "يمهّد لقرار مصرف لبنان، ويدفع المستهلكين نحو الاعتياد على السعر الأعلى".


بتواطؤ ضمني بين الحكومة وسلامة، انطلقت عملية رفع الدعم منذ ما قبل صدور مرسوم تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. جرى تحرير المازوت أولاً وجرى تسعيره بالدولار النقدي فيما توقف مصرف لبنان عن تمويل استيراده من الاحتياطات الإلزامية بالدولار التي يحملها في محفظته، وباتت الشركات تسحب يومياً نحو 8 ملايين دولار نقداً من السوق الحرّة لتمويل استيراد شحنات المازوت، وباتت تبيعه بالدولار النقدي أيضاً. الآن حان دور البنزين. الأسلوب نفسه استعمل، أي أن رفع السعر الداخلي لدولار البنزين ووقف تمويله بدولارات مصرف لبنان يتم تمريره بشكل موارب. فعلى هامش اجتماعات المجلس المركزي لمصرف لبنان، أُبلغ الأعضاء في دردشة مع الحاكم أنه ينوي التوقف عن تمويل الاستيراد بالدولارات. وبالتوازي أيضاً أصدرت وزارة الطاقة جدول تركيب لأسعار المحروقات يتضمن زيادة في سعر صفيحة البنزين مبنية على ارتفاع سعر المحروقات عالمياً، وتسعير دولار البنزين بقيمة 20350 ليرة بدلاً من 18000 ليرة سابقاً. أدّى ذلك إلى ارتفاع سعر صفيحة البنزين بنسبة 24.7 في المئة مقارنة مع أسعار الأسبوع الماضي ليبلغ سعر صفيحة الـ"98 أوكتان" 312700 ليرة، وصفيحة الـ"95 أوكتان"، سعر 302700 ليرة. ويتوقع عاملون في مجال الاستيراد أن تسجّل الأسعار مزيداً من الارتفاع في الأسابيع الأربعة المقبلة بسبب ارتفاع سعر طن البنزين وفق نشرة البلاتس بقيمة 22 دولاراً، وبالتالي سيزداد سعر صفيحة البنزين بنحو 60 ألف ليرة أو بمعدل 15 ألف ليرة أسبوعياً، هذا إن بقي سعر الدولار على حاله وإن بقي سعر برميل النفط على حاله...
بهذا القرار يكون مصرف لبنان قد "حرّر" نفسه من ملف الدعم. ويكون أيضاً قد استكمل تدمير ما تبقى من ميزانيات الأسر والمؤسّسات. فهو يدرك جيداً أن لجوء المستوردين إلى السوق الحرّة للحصول على دولارات لتمويل المازوت أدى إلى إشعال الطلب على الدولار وزيادة في سعره بمعدل 1700 ليرة أسبوعياً لأن التجار يسحبون أسبوعياً من السوق نحو 230 مليون دولار. وإذا تكرّر الأمر مع البنزين، فإن الضغط سيزداد أكثر على سعر الصرف، بالتالي تزداد الضغوط التضخمية على الأسر والمؤسسات.


في المقابل، تحاول وزارة الطاقة تخفيف حدّة الأمر من خلال الإشارة إلى وجود مفاوضات مع سلامة حتى "يستمر مصرف لبنان في بيع الدولارات للشركات وفق سعر الـ20 ألفاً". هنا تصبح المفارقة مرتبطة بأمر آخر: من أين يأتي مصرف لبنان بالدولارات؟ إذا كان يسحبها من السوق عبر منصّة "صيرفة" بسعر يقلّ عن سعر السوق الحرّة، فلم يكن يجدر بوزارة الطاقة أن تسعّر دولار صفيحة البنزين بنحو 20350 ليرة، وعلى مصرف لبنان أن يبيع الدولارات بأقلّ من سعر السوق الحرّة، أي أقل من 20 ألف ليرة، أما إذا كان يسحبها من السوق الحرّة عبر طرف ثالث مثل الصرافين، أي من دون أن يظهر علناً، فإن النتيجة ستكون مماثلة لجهة زيادة الضغوط على سعر الصرف.
النتيجة التلقائية لهذا السلوك المتهوّر من قوى السلطة في مواجهة تداعيات الأزمة تكمن في "الانتقال من السيئ إلى الأسوأ" بحسب مدير مؤسسة البحوث والاستشارات، كمال حمدان. فمن تبذير الاحتياطات على آلية دعم تصبّ في مصلحة رأس المال واستمرارية المنظومة المنهارة، إلى قنص الفقراء عبر منعهم من الانتقال إلى العمل. يقول حمدان إنّ "سعر البنزين أصبح 100 في المئة غير مدعوم، وسيتأرجح في المستقبل، انخفاضاً أو صعوداً، نتيجة سببين: تغيّر الأسعار عالمياً، وتبدّل سعر الصرف". هذه "مأساة"، وفق وصف حمدان، تحلّ على السكان "من دون سياسات حماية اجتماعية". دعم الاستيراد الذي عُمل به منذ أيلول 2019، "بُني على أسس عوجاء، ولكن من غير المنطقي إنهاؤه بطريقة مفاجئة وليس بالتدرج. كان يُفترض أن يترافق رفع الدعم مع مشروع حماية، يبدأ من تصحيح الأجور، ليطال كل القطاعات الأخرى، وإقرار البطاقة التمويلية". تُركت الأمور لسلطة رأس المال والسياسيين المُمسكين بمفاتيح الدولة، "هذا مسار ستكون له آثار على المستوى النقدي، أي سعر الصرف، وسترتفع كلفة المعيشة (التضخم)".
الواقع أن قرار رفع الدعم عن البنزين اتخذ من دون سياسة حماية اجتماعية ومن دون أي إجراء يتعلق بتنفيذ خطّة نقل مشترك يكون بديلاً من استخدام السيارة. بل يمكن القول إن السلطتين السياسية والنقدية تآمرتا على الناس فيما تقف الحكومة متفرّجة. فبحسب مصادر وزارة الطاقة يتم التسعير على أساس السعر العالمي، ولكن "ندرس حالياً التخفيف من نسب أرباح الشركات المستوردة، لتخفيف السعر على المُستهلك. وسيُعقد اجتماع في الأيام المقبلة لرسم دور الحكومة في ما خصّ تأمين الدولارات. أبعد من ذلك، لا يبدو أنّ أحداً يملك استراتيجية".


قنص الفقراء
مجدداً يتصرّف سلامة بوصفه "الآمر الناهي". اتّخذ وحيداً قرار الدعم على استيراد المحروقات والدواء والقمح، قبل أن يُقرّر وحيداً التوقّف عن توفير الدولارات. هو يُقرّر أي دواء يجب أن يشتري الناس، ومتى يحصلون على البنزين والمازوت، وماذا يأكلون، وفي أي مدارس يتعلمون… مستفيداً من تغييب السلطة السياسية لنفسها عن دائرة القرار، وتعاملها مع أمن السكان الطاقوي والصحي والغذائي والحياتي بوصفه من خارج نطاق صلاحياتها. لا استراتيجية حماية اجتماعية، لا دعم اجتماعياً لتأمين الاحتياجات الرئيسية، لا وسائل نقل عام، وعلى رغم ذلك يؤخذ القرار برفع الدعم نهائياً عن البنزين، كمن يُطلق النار على رؤوس الفقراء.

**********************************

 

افتتاحية صحيفة النهار  

 

المحروقات تلهب الناس والشارع… والحكومة مشلولة

قبل أسبوع تماماً كان لبنان كلّه يرتجف على وقع التوترات الدامية الخطيرة التي اثارتها أحداث الطيونة وعين الرمانة. وأمس، عشية الذكرى الأسبوعية الأولى لهذه الاحداث، ارتجف اللبنانيون غيظاً وغضباً وقلقاً وتشنجاً ولكن بفعل واقعة ليست امنية، وانما مالية اجتماعية من شأنها ان توسّع هذه المرة دائرة الفقر والركود والبطالة والغلاء إلى سقوف غير مسبوقة، عبر رفع فجائي مباغت لكل ما تبقى من الدعم المتدرج لأسعار البنزين والغاز، بعدما رفع سابقاً هذا الدعم نهائياً عن المازوت. وقع جدول أسعار #المحروقات الجديد الصادر صباح أمس وقع الصاعقة على اللبنانيين نظراً إلى التحليق العالي جداً والحارق لأسعار المحروقات كافة ولا سيما البنزين بما بدا مؤشراً إلى الرفع النهائي المفاجئ غير المتدرج للدعم. أعاد هذا التطور الأولوية المطلقة في المشهد الداخلي إلى الازمة المالية والاقتصادية والاجتماعية، وبدت الحكومة في موقع ضعيف ومحرج للغاية امام الالتهاب الشعبي الذي تسبب به هذا الاجراء وأعاد تحريك الشارع بقوة واتساع من خلال قطع الطرق في مختلف المناطق والتحفز لتحركات احتجاجية مقبلة.

 

جرى ذلك فيما الحكومة معطلة، وجلساتها معلقة حتى اشعار آخر، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ليس في وارد الدعوة إلى جلسة طالما ان الازمة التي طرحت على طاولة مجلس الوزراء بشأن التحقيق العدلي لم تعالج بعد. وسيزور ميقاتي بعبدا اليوم، وعلم من مصادره ان هذا الموعد مقرر منذ ثلاثة ايام للتشاور مع رئيس الجمهورية في ملفات حكومية غير الدعوة إلى عقد جلسة. وفهم ان لا علاقة لهذه الزيارة بالكلام الذي أعلنه وزير الثقافة محمد مرتضى عن انه وزملاءه وزراء “امل” “وحزب الله” سيحضرون الجلسة لا سيما وانه هو من فجّر المشكلة على طاولة مجلس الوزراء، وأدى إلى تعليق جلساته.


 
 

وعلم ان بعبدا مستعدة لمعاودة جلسات مجلس الوزراء، وتنتظر ميقاتي ليتشاور ورئيس الجمهورية في الدعوة المفترض ان يوجهها لانعقاد مجلس الوزراء. ومن وجهة نظرها، فصل وزير العدل هنري خوري بين القضاء والوزارة، وتالياً حكومة الانقاذ يجب ان تجتمع وان تتحمل مسؤولياتها في الإنقاذ والإصلاح. والثنائي “أمل – حزب الله” فتح الباب من خلال كلام الوزير محمد مرتضى. لذلك لن يكون الرئيس ميقاتي مستفزاً لأحد إذا دعا إلى عقد جلسة.


 
 

ولكن وفق المعلومات فان المشكلة التي اثارها الوزير مرتضى على طاولة مجلس الوزراء لم يتوافر لها حل بعد. وهو لم يتحدث باسمه انما باسم “أمل”و”حزب الله”. وعندما قال انه وزملاءه سيحضرون جلسة مجلس الوزراء إذا دعا إليها الرئيس ميقاتي، فإنما استخدم عبارة “إذا” الشرطية، باعتبار ان ثمة ازمة والواجب الوطني يستدعي التصدي كل ضمن صلاحياته ودوره. والرئيس ميقاتي يدرك هذا الامر ويتصرف على أساسه.


 
 

لذا تشير المعطيات إلى أنه لن تكون هناك دعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء، قبل الوصول إلى اتفاق يقضي بفصل المسار القضائي عن المسار الحكومي في أزمة سياسية- قضائية عطلت مجلس الوزراء وقد تنفجر فيه مجدداً.

 

 

الرفع الحارق للدعم

 

ولكن اجراء تسعير المحروقات أمس على أساس الدولار في السوق أي بما يناهز العشرين ألف ليرة معطوفا على الارتفاع العالمي في سعر النفط في الآونة الأخيرة أعاد إلى البلد تشنجاً كبيراً بفعل الارتفاع الناري الحارق دفعة واحدة في أسعار المحروقات إذ تجاوز سعر صفيحة البنزين 312 ألف ليرة وصفيحة المازوت 270 ألف ليرة وقارورة الغاز 229 ألف ليرة. ومع ان كل المؤشرات كانت تنذر منذ فترة طويلة بان رفع الدعم النهائي عن المحروقات سيدفع بأسعارها إلى سقوف عالية للغاية، فان اعتماد الطريقة المتدرجة في زيادات الأسعار وفي الرفع المتدرج للدعم ساعد على احتواء نسبي لهذا الاستحقاق وسط انتظار بدء تنفيذ اعتماد البطاقة التمويلية. ولكن التأخير الحاصل في بدء اعتماد البطاقة ناهيك عن الارتفاع الناري المفاجئ في الأسعار أمس، بدأ يضع البلاد امام متاهة تفاقم كبير جدا للازمة الاجتماعية خصوصا على أبواب موسم الشتاء.

 

وبإزاء هذا الارتفاع الجنونيّ لأسعار المحروقات، بدأت ترجمة غليان الشارع بقطع الطرق وكانت البداية أمس بقطع الطريق في ساحة الشهداء في بيروت كما تمّ قطع السير عند تقاطع جامع عبد الناصر كورنيش- المزرعة بالاتّجاهين. كما تم إقفال المسلك الشرقي من بيروت إلى الدورة مقابل الفوروم من قبل عدد من العسكريين المتقاعدين. وشهدت مدينة صيدا أيضاً تحرّكات احتجاجية من قبل سائقي السيارات العمومية، تمثلت بقطع الطريق عند الكورنيش البحري وكان السائقون العموميون قد قطعوا الطريق صباحاً عند ساحة النجمة. وتمدد المشهد إلى عكار، حيث قطع عدد من المحتجّين طريق عام البيرة القبيات ثم تمدد إلى طرابلس حيث قطع عدد من المواطنين أوتوستراد البالما، والأوتوستراد في الملولة طرابلس وطريق دوار أبو علي. وقام شبان مساء بقطع مدخل مدينة بعلبك الجنوبي. كما قطع مواطنون المسلكين الشرقي والغربي لأوتوستراد جونية عند جسر السولديني بالإطارات المشتعلة.


 
 

وحاولت وزارة الطاقة والمياه تبرير الاجراء فأصدرت بيانا اكدت فيه انها “ليست الجهة المتحكمة بالأسعار، إذ أن عوامل عدة تؤثر بشكل مباشر على تركيبة جدول الأسعار لهذه المشتقات توقيتاً ومضموناً، والجدول يخضع لآلية اعتمدت بناءً على أمرين: أولاً عدم الاستقرار في اسعار الدولار داخلياً فالسعر يُحدده مصرف لبنان لإستيراد هذه المشتقات من قبل الشركات المستوردة وفق منصة “صيرفة” والأمر الثاني ناتج عن الارتفاع الكبير في أسعار النفط العالمية، مما إنعكس ارتفاعاً على السعر المحلي أيضاً بالإضافة إلى احتساب الكِلف الإضافية كالنقل وخدمة المحطات وغيرها”.

 

 

المفاوضات مع البنك الدولي

 

وسط هذه الاجواء، عقد الرئيس ميقاتي اجتماعاً مع وفد من البنك الدولي ضم المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في البنك ساروج كومار جاه، ممثلة البنك في لبنان منى قوزي، في حضور نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، والوزير السابق نقولا نحاس. وتم خلال اللقاء البحث في وضع برنامج شبكة الأمان الاجتماعي وتحريك الإصلاحات في مجالَي الطاقة والمياه.

 

وإفادت أوساط مطلعة “النهار” ان عجلة العمل الحكوميّ انطلقت بشكلّ مباشر مع صندوق النقد الدولي، ما من شأنه الفصل بين الجانب السياسيّ والآخر الاقتصادي. وتشير المعطيات التي استقتها “النهار” إلى أنّ ما من عرقلة لمساعي الحكومة في هذا السياق بل إنّ العمل الوزاريّ حاضرٌ في ظلّ مشكلة حقيقيّة كامنة وفق نظريّة رئيس الحكومة في أنّ الدّعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء في الأجواء الراهنة تؤدّي إلى مشكلة مطلوب معالجتها من خارج إطار مجلس الوزراء، من أجل ألا يفسّر الموضوع على أنّه نوع من التحدّي. وتستمرّ الحكومة في وضع خطّة للموضوع المالي والاقتصادي على السكّة الفعليّة من خلال اجتماع السرايا بين رئيس الحكومة والمدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي محمود محي الدين. وقد حصل التباحث في الموضوع الاقتصادي إضافةً إلى اجتماع صندوق النقد مع الفريق المتخصّص التابع لرئيس الحكومة ورئيس اللّجنة الوزارية التي تدرس خطّة “الصندوق” برئاسة نائب رئيس الحكومة سعاده الشامي. ويُرتقب أن يُستَكمل البحث في الملف الاقتصاديّ إضافةً إلى اجتماع صندوق النقد مع الفريق المتخصّص التابع لرئيس الحكومة ورئيس اللجنة الوزارية التي تدرس توجّهات الصندوق.

 

 

جولة هوكستين

 

في غضون ذلك بدت الزيارة الأولى للوسيط الأميركي الجديد في عملية التفاوض غير المباشر في شأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية اموس هوكستين على المسؤولين أمس بمثابة مؤشر اولي إلى احتمال إعادة احياء المفاوضات في الناقورة بعد توقف طويل. وجال هوكستين ترافقه السفيرة الأميركية دوروثي شيا على الرؤساء عون ونبيه بري وميقاتي وعرض معهم مسار عملية التفاوض في شأن ترسيم الحدود البحرية والتوجهات المقبلة في هذا الملف. وبدا لافتا ان أي معطيات علنية رسمية لم تصدر عن بعبدا والسرايا فيما وحدها عين التينة وزعت معلومات مفادها انه جرى تأكيد إتفاق الإطار الذي أُعلن في تشرين الأول العام الماضي.

وأشار الرئيس بري إلى أننا “أمام فرصة جديدة لإستئناف المفاوضات في الناقورة مع المساعي الاميركية الجديدة التي تبذل في هذا الإطار”. كما أثار الرئيس بري خلال لقائه هوكستين “أهمية استثناء لبنان من ضوابط قانون قيصر في موضوعي إستجرار الغاز المصري والكهرباء من الاردن”، وقد عكس الموفد الاميركي للرئيس بري اجواء تفاؤلية بالتقدم إيجاباً حول هذه العناوين.


 
 

والتقى هوكستين وشيا أيضا وزير الطاقة والمياه وليد فياض إلى مأدبة غداء. وافاد مكتب فياض أن البحث تناول الحلول لقطاع الطاقة وخصوصا المُبادرة المتعلقة بإستجرار الغاز من مصر وإستبداله في سوريا عبر تقنية “سواب” واستجرار الكهرباء من الأُردن عبر سوريا. وشكر فياض هوكستين وشيا على الجهود التي يتم بذلها مع البنك الدولي خصوصاً وأن الولايات المتحدة الاميركية هي من أكبر المساهمين في هذه المؤسسة، مما يُعبّد الطريق أمام تقدُّم الإتفاق لإنجاز تمويل هذا المشروع. وفي هذا الإطار، أطلع هوكستين فياض على خبر جديد جيد بأن الإدارة الأميركية قد أصدرت رسالة تطمين تؤمن حماية المشروع والأفرقاء المشاركين فيه من تداعيات عقوبات “قانون قيصر”.

*************************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

تنكة البنزين “تشفط” نصف الحد الأدنى للأجور… والحكومة تعود الأسبوع المقبل

مهمّة هوكشتاين: “نقل أفكار” على خط بيروت – تل أبيب

من خارج سياق الوقائع الدرامية والسيناريوات الدامية، حكومياً وسياسياً وقضائياً وأمنياً وميدانياً، عاد ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية ليتصدّر المشهد اللبناني ويطفو على سطح الأحداث والمتابعات بقوة دفع أميركية متجددة، سعياً لإعادة تزخيم قنوات التفاوض المقطوعة بين لبنان وإسرائيل منذ تعليق اجتماعات الناقورة تحت وطأة التباين في رسم الخطوط والسقوف التفاوضية.

 

وعلى نية “استكشاف الإمكانيات المتاحة لتقريب المسافات وتبديد التباينات”، استهل الوسيط الأميركي الجديد آموس هوكشتاين مهمة إدارة دفة التفاوض البحري غير المباشر بين لبنان وإسرائيل بجولة “جس نبض” في بيروت مستطلعاً مدى “الجهوزية والجدية لدى المسؤولين اللبنانيين لاغتنام الوساطة الأميركية السانحة واقتناص فرصة التوصل إلى اتفاق حدودي يتيح للبنان استثمار ثروته النفطية”، وفق ما نقلت مصادر مواكبة لزيارة هوكشتاين، موضحةً أنّ زيارته الراهنة للبنان تندرج ضمن إطار “مهمة مركزية أوكلت إليه من إدارته، وهي تقوم في المرحلة الراهنة على مجرد نقل الأفكار والملاحظات على خط بيروت – تل أبيب”.


 
 

وتحت سقف هذه المهمة، لفتت المصادر إلى أنّ الوسيط الأميركي جال أمس على المسؤولين اللبنانيين “مستمعاً للطروحات من دون أن يحمل معه أي طرح محدد لاستئناف المفاوضات المتصلة بالشق التقني من الترسيم، واكتفى بإبداء استعداده للعب دور إيجابي في عملية تبادل الأفكار والرسائل بين لبنان وإسرائيل، على أن يسعى في حال لمس تجاوباً واستعداداً لتدوير الزوايا من الجانبين إلى المساهمة في تطوير هذه الأفكار في مراحل لاحقة”، ولهذه الغاية أكد عزمه على التوجه من بيروت إلى تل أبيب “لاستكشاف الإمكانيات المتاحة والتأسيس لإحداث تقاطعات مشتركة في الأفكار والطروحات بين ما سمعه من المسؤولين اللبنانيين وما سيسمعه من المسؤولين الإسرائيليين، وبنتيجة ذلك سيقرر ما إذا كان سيستأنف جولته المكوكية إياباً باتجاه بيروت أم أنه سيجمّد اندفاعته بانتظار نضوج صيغ تفاوضية مقبولة من الجانبين”.


 
 

وإذ لفتت إلى أنّ الاقتراح الاميركي بأن يلعب هوكشتاين دور “ناقل الأفكار” يعود إلى تعثر مفاوضات الناقورة بسبب الخلافات الجوهرية والمبدئية في تحديد نقاط وخطوط انطلاق التفاوض على خرائط الترسيم، أعربت المصادر في الوقت عينه عن أسفها لكون “الخلافات السياسية الداخلية ساهمت في إضعاف الموقف اللبناني الرسمي مقابل تمكين الإسرائيليين من استثمار الوقت الضائع والتغوّل أكثر في عمليات التنقيب والاستكشاف النفطية في المياه الإقليمية اللبنانية”، مؤكدةً في هذا المجال وجوب “المسارعة إلى وقف التجاذبات السياسية حول خط الترسيم وتذليل الخلافات الدائرة حول رئاسة الوفد اللبناني المفاوض وطبيعته، لا سيما في ظل رغبة رئيس الجمهورية ميشال عون ومن خلفه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في استبدال الوفد العسكري بوفد تفاوضي مدني بعد إحالة رئيس الوفد السابق العميد بسام ياسين إلى التقاعد، الأمر الذي يلقى رفضاً قاطعاً من جانب الثنائي الشيعي منعاً لإعطاء مفاوضات التفاوض أي صفة ذات أبعاد تطبيعية بين لبنان وإسرائيل، وهو ما رجح كفة استدعاء العميد ياسين من صفوف الاحتياط وإعادة تكليفه مجدداً بترؤس الوفد المفاوض”.

 

ونفت المصادر ما تردد عن طرح الوسيط الأميركي الجديد مسألة الاتيان بشركة أميركية لاستخراج النفط والغاز من المنطقة المتنازع عليها واستثمار العائدات وتوزيع نسبها في صندوق مشترك بين لبنان وإٍسرائيل، مؤكدةً أنّ كل ما عكسه هوكشتاين خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين يتلخص “بإبداء موقف بلاده المستاء من التباطؤ والتردد في مقاربة ملف المفاوضات الحدودية”، من دون أن تستبعد أن تعمد واشنطن إلى تقديم “أي طرح مشابه لمسألة الاستثمار النفطي المشترك في المنطقة المتنازع عليها في مرحلة لاحقة”.

 

وتحت وطأة استمرار سياسة استنفاد المقدرات اللبنانية واستنزاف فرص الاستفادة من الثروات النفطية، وقع اللبنانيون أمس فريسة جدول تسعير “صاروخي” للمحروقات خرق سقف الـ300 ألف ليرة لصفيحة البنزين، ما يوازي “شفط” نصف الحد الأدنى للأجور من جيوب المواطنين مقابل تعبئة “تنكة” بنزين، وهو ما دفع العديد منهم إلى النزول إلى الشارع أمس وقطع الطرق في بيروت والمناطق، لا سيما منهم سائقو النقل العمومي الذين تقطّعت بهم السبل وانقطعت أرزاقهم نتيجة الارتفاع المتواصل أسبوعياً لأسعار المحروقات.

 

وفي المقابل، تنصّلت وزارة الطاقة من مسؤولياتها المباشرة عن الأزمة بينما غابت الحكومة عن السمع نتيجة التغييب القسري لاجتماعات مجلس الوزراء تحت طائل تهديد الثنائي الشيعي بمقاطعة الجلسات ورهن استئناف العمل الحكومي بـ”قبع” المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار. وأمام ضغط الأوضاع المعيشية المتزايدة، أكدت مصادر واسعة الاطلاع أنّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سيترأس سلسلة اجتماعات وزارية مخصصة للتداول بمستجدات الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، على أن يعقد خلال الساعات المقبلة لقاء مع رئيس الجمهورية للاتفاق معه على صيغة عودة مجلس الوزراء للانعقاد “الأسبوع المقبل” بعدما نجحت اتصالاته مع قيادة “حزب الله” في تأمين اتفاق مبدئي يتيح تحرير مجلس الوزراء من قيود إقالة البيطار مقابل ترك مهمة إيجاد الحلول المناسبة إلى السلك القضائي لوضع المخارج القانونية لهذه القضية.

 

 

*************************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

بري: أجواء مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل أكثر من إيجابية

أكد لـ«الشرق الأوسط» حصول لبنان على استثناءات من «قانون قيصر»

  ثائر عباس

أعاد الأميركيون تحريك ملف المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل، بعد تعثر سابق أعقب طلب لبنان الحصول على مناطق إضافية من المساحات المائية التي يعتقد بوجود كميات من الغاز والنفط فيها، وهو ما تراجع عنه لبنان بطريقة غير مباشرة بموافقته على عدم اعتماد خطوط تنطلق منها المفاوضات والعودة إلى اتفاق الإطار الذي أعلن عنه رئيس البرلمان نبيه بري الذي كان المفاوض الأساسي في الملف منذ سنوات.

وزار الوسيط الأميركي الجديد في عملية التفاوض آموس هوكشتاين، كبير مستشاري وزارة الخارجية الأميركية لأمن الطاقة، عدداً من المسؤولين اللبنانيين في حضور السفيرة الأميركية دوروثي شيا.

وأكد رئيس البرلمان نبيه بري لـ«الشرق الأوسط» أن الأجواء أكثر من إيجابية، مشيراً إلى أن المناقشات مع الجانب الأميركي أسقطت مبدئياً فكرة المفاوضات المكوكية التي اقترح الأميركيون القيام بها بديلاً عن المفاوضات غير المباشرة التي كانت تجري في مقر الأمم المتحدة عند الحدود. وقال بري: «حصل نقاش مستفيض انتهى إلى العودة لاتفاق الإطار الذي كنا أعلناه سابقاً كأساس للمفاوضات، وأن تعود المفاوضات إلى مقر الأمم المتحدة كما كان يحصل سابقاً»، وأوضح أن ثمة موافقة مبدئية من الأميركيين وأن الموفد الأميركي سوف يزور تل أبيب للحصول على موافقة إسرائيلية.

وأشار بري أيضاً إلى أنه تلقى تأكيدات أميركية بإعطاء لبنان استثناءات تسمح له باستيراد الغاز والكهرباء عبر الأراضي السورية رغم «قانون قيصر».

والتقى هوكشتاين الذي وصل مساء أول من أمس على رأس وفد إلى بيروت، رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

ووصفت مصادر مطلعة اللقاء بين الرئيس عون والموفد الأميركي بالإيجابي، مشيرة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن رئيس الجمهورية أكد على أهمية استمرار المفاوضات ودور هوكشتاين الذي سيواصل اتصالاته مع الأطراف المعنيين لمتابعة هذا الملف وتحديد الخطوات التالية.

وفيما لفتت المصادر إلى أن هوكشتاين سيلتقي المسؤولين في إسرائيل للبحث معهم في القضية، أشارت إلى أنه ليس هناك من معطيات تؤشر إلى قرب استئناف المفاوضات ولا شيء محسوم حتى الساعة.

وفي اللقاء الذي جمع الموفد الأميركي مع رئيس البرلمان تم البحث في ملفات متعددة، ولا سيما ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان وإسرائيل، وجرى تأكيد اتفاق الإطار الذي أُعلن في أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، بحسب بيان من مكتب بري، مشيراً إلى أن رئيس البرلمان أكد أننا «أمام فرصة جديدة لاستئناف المفاوضات في الناقورة مع المساعي الأميركية الجديدة التي تبذل في هذا الإطار»، كما أثار الرئيس بري خلال لقائه هوكشتاين «أهمية استثناء لبنان من ضوابط قانون قيصر في موضوعي استجرار الغاز المصري والكهرباء من الأردن»، وعكس الموفد الأميركي للرئيس بري أجواء تفاؤلية بالتقدم إيجاباً حول هذه العناوين.

وكان رئيس مجلس النواب قد أعلن بداية أكتوبر العام الماضي عن «اتفاق إطار» للتفاوض على ترسيم الحدود جنوب لبنان برعاية الأمم المتحدة وتحت رايتها، وبوساطة الولايات المتحدة، وعقدت 5 جولات من المفاوضات في مقر القوات الدولية (يونيفيل) في منطقة رأس الناقورة جنوب لبنان، كان أولها في 14 أكتوبر من العام الماضي على اعتبار أن مساحة المنطقة المتنازع عليها تبلغ نحو 860 كيلومتراً مربعاً، ليعود لبنان ويقدم خرائط مطالباً بحقه في 2290 كيلومتراً، وهو ما أدى إلى خلاف في مقاربة القضية وتوقف المفاوضات بعد 5 جولات.

وخلال فترة توقف المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بسبب الخلاف على الخرائط، أعلنت شركة «هاليبرتون» الأميركية قبل أسابيع فوزها بعقد خدمات متكاملة لتنفيذ حملة حفر من 3 إلى 5 آبار ضمن المنطقة البحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، لمصلحة شركة «إنيرجان» اليونانية التي تعمل في الاستكشاف والإنتاج وتركز على تطوير الموارد في البحر الأبيض المتوسط. وهو ما استدعى ردود فعل لبنانية رافضة، ورفع لبنان كتاباً إلى الأمم المتحدة حول هذا الأمر، مطالباً مجلس الأمن التأكد من أن أعمال تقييم التنقيب لا تقع في منطقة متنازع عليها، بغية تجنب أي اعتداء على حقوق وسيادة لبنان. كما طالب لبنان بمنع أي أعمال تنقيب مستقبلية في المناطق المتنازع عليها وتجنب خطوات قد تشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين.

 

 

*************************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

 “الجمهورية”: التحذيرات الدولية تتوالى.. «البطاقة» و«الــصندوق»: تشاؤم .. بري: فرصة لاستئناف المفاوضات

أكبر جريمة تُرتكب بحق لبنان واللبنانيين، هي السكوت على الغلط، ومجاراة كلّ من يحاول ان يدحرج كرة النار في الأرجاء اللبنانية، وان يدفع البلد نحو فتن عابرة للمناطق والطوائف، لن يسلم منها أحدٌ.

 

ليس في الإمكان إنكار ما بلغه حال البلد من انقسام أفقي وعامودي حول كلّ شيء، بما لا يترك مجالاً للشك بأنّ هذا البلد، مع المنحى السائد وما يرافقه من تهديدات وعرض عضلات وتحريض ووعيد، يرقى الى مستوى الجريمة، دخل مرحلة هي الأخطر على حاضر اللبنانيين ومستقبلهم. كما ليس في إمكان أيّ من المتسببين بهذا الانقسام، الإغتسال والتطهّر منه، مهما حاولوا ان يتنصلوا من مسؤوليتهم، او ان يتباكوا بدموع ناشفة على البلد وأهله، فيما هم جعلوا كلّ الملفات الداخلية منصّات لخلق سياقات خلافية يصبح فيها اللبناني مذعوراً من أخيه اللبناني، ومتاريس للمناكفات وتصفية للحسابات قبل الاستحقاقات، وسلعاً معروضة للبيع والشراء والمساومات، في بازار الصراع السياسي المفتوح في ما بينهم.

 

الرهان على العقلاء

واضح انّ العقل السياسي معطّل، وكلّما تعطّل العقل، توسّعت دائرة الاحتمالات، وزادت فرص الانحدار وتضاءلت فرص النجاة، ومن المؤكّد انّ استمرار المنحى التصعيدي للخطاب السياسي والطائفي سيصعّب احتواء تداعياته، ولن يجعل الامور تقف عند حدود ما جرى في الطيونة، بل سيدفع بها الى ما هو أسوأ، ووحدهم اللبنانيون الخائفون من سيدفع الثمن الباهظ.

 

أمام هذه الصورة، فإنّ اللبنانيين المغلوب على أمرهم، لا يجدون ملاذاً لهم سوى الرهان على العقلاء من المرجعيات السياسية والروحية والمدنية، لعلّهم يتلمّسون ثغرة النجاة، ويجنّبون البلد وأهله السقوط الى المصير المشؤوم.

 

تحذيرات ديبلوماسيّة

هذه الصورة الملبّدة، لا تُرى فقط بعيون اللبنانيين، بل هي محلّ رصدٍ قلقٍ من قبل البعثات الديبلوماسية في لبنان. وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ مشاورات بين عدد من السفراء العرب والأجانب، جرت في الأيام الاخيرة، انتهت الى تقييم خطير جداً للوضع في لبنان، وقد أرسلت تحذيرات بهذا المعنى الى جهات سياسية ورسميّة لبنانية، مع تشديد على دور الجيش اللبناني في حماية الاستقرار الداخلي.

 

وأبلغت مصادر ديبلوماسية عربيّة إلى «الجمهورية» قولها، إنّها «مذهولة من الأحداث الأخيرة. فلبنان في خطر حقيقي، والمسؤولية تقع على المسؤولين السياسيين في رفع الخطر ومنع انزلاق الوضع الى منحدرات غاية في الخطورة، نخشى معها ان يلحق الأذى البالغ بالشعب اللبناني، ويُدَفّع ثمن الصراعات والخلافات السياسيّة».

 

ونُقل في هذا السّياق، عن سفير دولة كبرى قوله: «إنّ الوضع في لبنان يبعث على القلق»، مشيراً الى انّ بلاده تنظر بحزن الى ما سمّاها «المأساة التي يعيشها الشّعب اللبناني»، وتحثّ القادة اللبنانيين «على تجنّب الإخلال باستقرار هذا البلد».

 

واتهم السفير المذكور «حزب الله» بـ»خلق مناخات التوتير»، وقال «انّ بلاده تنظر بريبة شديدة الى محاولة إعاقة مسار التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، وهو الامر الذي يجب ان يستمر، وكشف الحقيقة امام الشعب اللبناني».

 

باريس

ومن باريس، لفتت مصادر ديبلوماسيّة، انّ ادارة الرئيس ايمانويل ماكرون في غاية القلق حيال تطوّر الوضع في لبنان، كاشفة أنّ باريس وجّهت رسائل مباشرة الى مرجعيات سياسية في لبنان، تشدّد من خلالها على تغليب منطق التهدئة وعدم التسبّب بما يفاقم الوضع الصّعب الذي يعانيه الشّعب اللبناني.

 

وبحسب المصادر، فإنّ باريس تشدّد على اولوية استمرار التحقيق في انفجار مرفأ بيروت من دون مداخلات او ضغوط، توصلاً الى كشف حقيقة هذه الكارثة ومعاقبة المتورطين فيها. وهي في الوقت نفسه، تعتبر انّ تعطّل الحكومة في لبنان امر يزيد من تفاقم الأزمة، ومن هنا فإنّها تشدّد مجدداً على عودة الحكومة سريعاً الى استئناف مهمتها وانصرافها الى تطبيق برنامج الاصلاحات والمعالجات للأزمة. وباريس كما وعد الرئيس ماكرون الرئيس نجيب ميقاتي، ستكون الى جانب الحكومة شرط ايفائها بالتزاماتها.

 

وفيما تردّد في اوساط ديبلوماسية عن ارسال باريس موفداً فرنسياً الى بيروت في وقت قريب، لم تنف المصادر الديبلوماسيّة من العاصمة الفرنسيّة هذا الاحتمال، الّا انّها قالت: «قد تكون هذه الفكرة مطروحة، الّا أنّه لا شيء رسمياً يؤكّد ذلك حتى الآن. علماً انّ التواصل لم ينقطع بين باريس وبيروت».

 

خوف أممي

وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ في السياق القلق على لبنان، إندرج نقاش بين مسؤول اممي ونواب من لجنة الشؤون الخارجيّة في مجلس النوّاب، حيث لم يخف المسؤول المذكور خوفه مما سمّاها «تطورات دراماتيكية» تتهدّد لبنان، إن استمرّ الوضع على ما هو عليه من تأزّم خطير. وقال: «بعد الأحداث الاخيرة التي حصلت، اتصلنا بالقيادات اللبنانيّة وكبار المسؤولين وشدّدنا على ضبط النفس واحتواء ما حصل، وقد لمسنا بوضوح قلق تلك القيادات، وما زلنا ننتظر ان تقوم بوضع ضوابط جدّية تمنع الانهيار، والتي لا تحتمل اي تأخير».

عدم استقرار

في هذا الوقت، يحافظ الوضع الداخلي على عدم استقراره، وسط التصعيد السياسي المتبادل بين حزب «القوات اللبنانية» و«حزب الله» على خلفية ما جرى في الطيونة، والعين في هذا السياق على اطلالتي رئيس «حزب القوات» سمير جعجع اليوم الخميس، وكذلك على إطلالة امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله غداً الجمعة.

 

وفي سياق متصل، أبلغت مصادر واسعة الاطلاع الى «الجمهورية» قولها، «انّ الساعات القليلة المقبلة قد تكون حاسمة على صعيد التحقيقات التي تجريها مخابرات الجيش في ما جرى في الطيونة الخميس الماضي»، نافية امتلاكها ايّ معلومات حيال مسار التحقيقات، التي تُحاط بسرّية تامة، وستودع نتائجها مع الموقوفين في هذه المسألة، القضاء المختص فور اكتمالها.

 

الحكومة معطلة

في هذه الأجواء، بقي الوضع الحكومي معلّقاً في غياب أي اتفاق على إعادة إطلاق عجلة الحكومة، التي تعطّلت على خلفية الانقسام حول مسار التحقيق الذي ينتهجه المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، ومعارضة الثنائي الشيعي لهذا المسار ومطالبتهما باستبدال المحقق العدلي.

 

وبحسب مصادر وزارية، انّ تحديد موعد لاستئناف جلسات مجلس الوزراء مرتبط بما سيؤول اليه ملف التحقيق العدلي في انفجار المرفأ، ومصير المخارج المطروحة لتبديد الالتباسات المثارة حول المحقق العدلي. وقالت: «المسألة ما زالت معقّدة وشائكة جداً، وبلوغ مخارج مرضية أمر شديد الصعوبة سياسياً وقضائياً».

 

ورداً على سؤال اشارت المصادر، الى انّ الرئيس نجيب ميقاتي اكّد انّه لن يبادر الى اي خطوة يستفز فيها اي طرف، وبالتالي هو يشدّد على حلول سريعة، وهو بالتأكيد يريد لحكومته ان تنطلق وتستأنف جلساتها، لكن الأساس في ذلك ان تجتمع الحكومة على أرض باردة وليس على ارض حامية. مشيرة في الوقت نفسه الى تواصل وشيك بين الرئيسين ميشال عون وميقاتي حول وضع الحكومة وإمكان تحديد موعد جلسة لمجلس الوزراء.

 

تعديل الأجندة

الى ذلك، يبدو جلياً انّ التطورات السياسية والقضائية والتوترات الأمنية التي تسارعت من الطيونة الى عكار واماكن اخرى، شكّلت عائقاً أساسياً في وجه الحكومة. وباعتراف مصادر حكومية لـ«الجمهورية»، فإنّ تلك التطورات والتوترات «عدّلت أجندة الحكومة وبرنامجها، بحيث أصبحت الأولوية احتواء تلك التطورات، وكذلك إعادة انعاش الحكومة».

 

هل طارت البطاقة؟!

على انّ الوضع الحكومي، وبمعزل عن التطورات الأمنية، يسلك مساراً معقّداً، على ثلاثة محاور تلخّصها مصادر موثوقة لـ»الجمهورية» كما يلي:

الاول، محور الإجراءات والإصلاحات، حيث يؤكّد المسار المعتمد منذ انطلاقة الحكومة لا يبشّر بانفراجات على هذا الصعيد في المدى المنظور.

 

الثاني، محور صندوق النقد الدولي، حيث انّ ما يحيط بهذا الامر لا يعكس الايجابيات التي حُكي عنها مع قرار الحكومة اللجوء الى صندوق النقد. حيث انّ ما تكشّف للمعنيين بهذا الملف كان محبطاً، وخلاصته انّ اكثر ما يمكن ان يجري مع صندوق النقد الدولي في هذه الفترة هو بدء التفاوض معه، ولكن لا إمكانية لبلوغ برنامج اتفاق معه قبل الانتخابات النيابية، التي تحدّد اجراؤها في 27 آذار المقبل. اي انّ الاتفاق إن كان سيحصل، فسيكون مع الحكومة الجديدة التي ستنبثق عن الانتخابات التي ستأتي ببرلمان جديد له مشروعية سياسية جديدة، خلافاً للمجلس النيابي الحالي الذي صار في نهاية ولايته، وأولوية أعضائه هي التفرّغ لإجراء الانتخابات. على انّ اللافت للانتباه في هذا السياق، انّ ما يُطالب به لبنان في هذه الفترة هو القيام بحلول آنية وُصفت بالترقيعية، ولكن من دون ان ينتظر لبنان ان يتلقّى اموالاً لتغطيتها من صندوق النقد الدولي. بمعنى ان لا اموال للبنان من صندوق النقد في هذه المرحلة.

 

الثالث، محور البنك الدولي، والذي شهد انتكاسة متعلقة بالبطاقة التمويلية، حيث تمّ ابلاغ المعنيين في الدولة، انّ البطاقة التمويلية، التي اقرّها مجلس النواب أخيراً، لا تنسجم مع ما يريده البنك الدولي، حيث تمّ تجميد قرض الـ246 مليون دولار من قِبل البنك الدولي، بعدما لاحظ خروجاً على شروط القرض من طرف واحد، عبر التعديل الذي اقرّه مجلس النواب بإلغاء «الرسوم الإدارية» او ما يسمّى بـ«عمولات التمويل» والتي تُقدّر بنحو 16 مليون دولار. وهذا الامر يضع الحكومة والمجلس النيابي أمام إعادة دراسة هذا القرض من جديد في مجلس النواب، وإقراره وفق الشروط المحدّدة من قبل البنك الدولي.

وسط هذه الأجواء، عقد الرئيس ميقاتي اجتماعاً مع وفد من البنك الدولي ، وتمّ البحث في وضع برنامج شبكة الأمان الاجتماعي وتحريك الإصلاحات في مجالَي الطاقة والمياه.

 

ملف الترسيم

من جهة ثانية، حضر ملف ترسيم الحدود من جديد، مع زيارة رئيس الوفد الأميركي للمفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل آموس هوكشتاين، واللقاءات التي اجراها في بيروت أمس. وكان اللافت في لقاء هوكشتاين برئيس مجلس النواب نبيه بري التأكيد على اتفاق الإطار المتعلق بمسألة الترسيم الذي أُعلن في تشرين الاول من العام الماضي. واعلان الرئيس بري «أننا أمام فرصة جديدة لإستئناف المفاوضات في الناقورة مع المساعي الاميركية الجديدة التي تُبذل في هذا الاطار». وقد أثار بري خلال لقائه هوكشتاين أهمية إستثناء لبنان من ضوابط «قانون قيصر» في موضوعي إستجرار الغاز المصري والكهرباء من الاردن. وبحسب اجواء عين التينة، فإنّ الموفد الاميركي عكس للرئيس بري اجواء تفاؤلية بالتقدّم إيجاباً حول هذه العناوين .

 

وكان الرئيس بري، الذي وقّع امس قانون الانتخابات النيابية كما اقرّته الهيئة العامة للمجلس النيابي في الجلسة التشريعية التي عقدتها امس الاول الثلاثاء، وأحاله الى الحكومة مع استعجال اصداره، قد دعا الى اجتماع لهيئة مكتب مجلس النواب الاثنين المقبل، تمهيداً لعقد جلسة تشريعية.

 

إهتراء معيشي

معيشياً، وفيما اعلن وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام، أنّ الحكومة ستعمل على ضبط تفلّت الدولار واستقراره على سعر 12 ألف ليرة في الأشهر المقبلة»، غُدِر اللبنانيون امس برفع مريب لأسعار المحروقات، بزيادة نحو 60 الف ليرة، بحيث جاء جدول تركيب أسعار جديد صادر عن وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط، على النحو الآتي: – بنزين 95 أوكتان :302700 ليرة – بنزين 98 أوكتان: 312700 ليرة – ديزل أويل: 270700 ليرة – غاز: 229600 ليرة.

 

وبرّرت وزارة الطاقة رفع الاسعار بأنّها «ليست الجهة المتحكّمة بالأسعار، إذ أنّ عوامل عدة تؤثر بشكل مباشر على تركيبة جدول الأسعار لهذه المشتقات توقيتاً ومضموناً، والجدول يخضع لآلية اعتُمدت بناءً على أمرين، الأول عدم الاستقرار في اسعار الدولار داخلياً، فالسعر يُحدّده مصرف لبنان لإستيراد هذه المشتقات من قِبل الشركات المستوردة وفق منصّة صيرفة. والثاني ناتج من الارتفاع الكبير في أسعار النفط العالمي، مما إنعكس ارتفاعاً على السعر المحلي أيضاً، بالإضافة الى إحتساب الكِلف الإضافية كالنقل وخدمة المحطات وغيرها». واشارت الوزارة الى انّها «تعمل بالتنسيق مع رئاسة الحكومة ومع الوزارات المعنية ووزارة الاشغال والنقل تحديداً، لتأمين نقل مشترك مُنظَّم ومريح للمواطنين، كما وإمكانية تأمين الدعم لسيارات النقل العمومي والنقل العام».

 

التدقيق اليوم

وفيما حرّك تردّي الاوضاع المعيشية غضباً شعبياً تجلّى في اقفال العديد من الطرقات، بالتوازي مع تحضيرات نقابية لمواجهة هذا التردّي، اكّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون العمل لمواجهة الواقع الراهن بإيمان وصلابة ورجاء، ليستعيد لبنان عافيته تدريجياً.

 

وفي سياق آخر، أبلغت شركة «ألفاريز أند مارسال» رئيس الجمهورية، بأنّها ستباشر بالتدقيق المالي الجنائي في حسابات مصرف لبنان المالية، بدءاً من صباح اليوم، بعد إنجاز كل الترتيبات المتعلقة. وتمنّى عون «الإسراع في العمل نظراً إلى دقّة المهمة الموكلة إلى الشركة».

 

 

*************************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

لا مقاطعة شيعية لمجلس الوزراء.. والأولوية للجم حريق المحروقات!

هوكشتاين لتحرير لبنان من «قيصر» لاستجرار الطاقة.. ومعاودة التدريس بين الوعود الحكومية وتشدد الروابط

 

تكاد الملفات بكل أنواعها ومسمياتها تحضر دفعة واحدة، بين مباشرة بالتنفيذ، كأن تبدأ شركة التدقيق المالي الجنائي «الفاريز ومارسال» التدقيق في حسابات مصرف لبنان، أو استطلاع الموقف، وفيما إذا كان ما يزال على حاله، أم دخلت عليه تعديلات، في ما خص ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، الأمر الذي بدأ فيه مهمته في بيروت كبير مستشاري الخارجية الأميركية لأمن الطاقة الوسيط الأميركي الجديد في عملية التفاوض غير المباشر لترسيم الحدود البحرية الجنوبية آموس هوكشتاين.

 

إلى البحث في تحريك الإصلاحات في مجالي الطاقة والمياه، فضلاً عن وضع برنامج شبكة للامان الاجتماعي، وذلك خلال الاجتماع الذي عقده الرئيس نجيب ميقاتي مع وفد البنك الدولي، ممثلاً بالمدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال افريقيا في البنك ساروج كومار جاه.

 

وحضر ملف افتتاح العام الدراسي، تدريساً في المدارس الرسمية في اجتماع عقد في السراي الكبير امام الرئيس نجيب ميقاتي، حضره وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، بمشاركة كبار الاداريين وممثلي روابط الأساتذة في الثانوي والابتدائي والمهني للبحث في توفير ما يلزم، من تمويل يسمح للاساتذة بالانتقال ولادارات المدارس بتوفير المستلزمات التشغيلية، والأمر نفسه بحث في الاجتماع الثاني مع أمين عام المدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر ونقيب المعلمين في المدارس الخاصة.

 

ومجمل هذه الملفات سيحضر في لقاء بعبدا المنتظر بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة ميقاتي.

 

ومن المتوقع ان يزور الرئيس نجيب ميقاتي قصر بعبدا اليوم، ويلتقي الرئيس ميشال عون للبحث في عودة مجلس الوزراء لعقد جلساته.

 

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان الاتجاه هو فصل قضية المطالبة بابعاد القاضي بيطار عن ملف التحقيق بانفجار المرفأ عن الملف الحكومي، والحاجة الملحة لعقد جلسات، واتخاذ مقررات، تساعد في تحقيق البرنامج الحكومي في ما خص المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

 

وحسب مصادر شيعية، فإن وزراء «أمل» و«حزب الله» سيحضرون أي جلسة يدعو إليها الرئيس ميقاتي، مع العلم ان الأزمة التي أوقفت الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء تحتاج إلى حلّ في مجلس القضاء الأعلى.

 


وأكدت مصادر الثنائي ان لا نية للانسحاب من الحكومة، وان الرهان على معالجة وضع المحقق العدلي بيطار.

 

واليوم يبحث مجلس القضاء الأعلى سواء حضر الاجتماع القاضي بيطار أم لا، في كتاب سلمه إلى وزير العدل القاضي هنري الخوري، وفد من أهالي شهداء انفجار المرفأ برئاسة إبراهيم حطيط، يطلب فيه تنحية المحقق العدلي عن الملف، واحيل الكتاب إلى مجلس القضاء الأعلى.

 

هكذاً إذاً، تجاوزت السلطات الرسمية ارتفاع سعر صفيحة البنزين الى ما فوق 300 الف ليرة ما يعني ارتفاع اسعار كل السلع بسبب ارتفاع كلفة النقل، كما تجاوزت البحث عن حلول سريعة لأزمة الكهرباء والمحروقات، وتعطيل جلسات مجلس الوزراء،وانشغلت بقضايا التدقيق الجنائي وخطط البنك الدولي الطويلة الامد، وترسيم الحدود البحرية، فيما السجالات النارية قائمة بين حزب الله والقوات اللبنانية على خلفية احداث الطيونة الخميس الماضي،حيث سيتحدث رئيس الحزب الدكتورسمير جعجع اليوم الخميس عبر برنامج «صار الوقت» ليرد على اتهامات الحزب، فيما يتحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال مهرجان المولد النبوي الشريف غداً الجمعة الساعة السابعة والنصف مساءً.

 

جولة هوكشتاين

 

زار كبير مستشاري وزارة الخارجية الأميركية لأمن الطاقة الوسيط الأميركي الجديد في عملية التفاوض غير المباشر في شأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية اموس هوكشتاين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في حضور السفيرة الأميركية دوروثي شيا، وعرض معه مسار عملية التفاوض في شأن ترسيم الحدود البحرية والتوجهات المقبلة في هذا الملف.

 

وقالت مصادر مطلعة لـ «اللواء»: إن أجواء اللقاء مع هوكشتاين كانت ايجابية، والرئيس عون اكد على اهمية استمرار المفاوضات ودور هوكشتاين في هذا المجال. مشيرة الى ان هوكشتاين سيواصل اتصالاته مع الاطراف المعنيين لمتابعة هذا الملف، ويكوّن تصوراً معيناً يعرض على الطرفين لبنان والكيان الاسرائيلي من خلال جولاته المكوكية.

 

كما زار الموفد الاميركي كلًّا من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب، قائد الجيش العماد جوزف عون.

 

وفي اللقاء مع بري جرى تأكيد إتفاق الاطار الذي أُعلن في تشرين الأول العام الماضي. وأشار الرئيس بري الى أننا «أمام فرصة جديدة لإستئناف المفاوضات في الناقورة مع المساعي الاميركية الجديدة التي تبذل في هذا الاطار».

 

كما أثار الرئيس بري خلال لقائه هوكشتاين «أهمية إستثناء لبنان من ضوابط قانون قيصر في موضوعي إستجرار الغاز المصري والكهرباء من الاردن»، وقد عكس الموفد الاميركي للرئيس بري اجواء تفاؤلية بالتقدم إيجابا حول هذه العناوين.

 

اما مع الوزير بوحبيب فكانت الاجواء حسب اوساطه « إيجابية واتفقا للبقاء على تواصل والسعي للوصول إلى نتيجة إيجابية بهذا الملف بما فيها مصلحة لبنان».

 

ووصفت مصادر ديبلوماسية واكبت زيارة الوسيط الاميركي هوكشتاين الى لبنان لبحث ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بالمهمة، في حال احسن المسؤولون تلقفها، وتعاطوا معها، بانفتاح وعقلانية، بما يؤدي بالنهاية الى للوصول إلى اتفاق يحقق مصلحة لبنان.

 

ونقلت المصادر ان مهمة الوسيط الاميركي تتجاوز في بعض جوانبها ملف الترسيم، الى ملفات وقضايا اخرى، تتناول استقرار لبنان ومساعدته اقتصاديا، من خلال بعض الاستثناءات لقانون قيصر، إلى دعم المفاوضات التي ستجربها الحكومة اللبنانية مع صندوق النقد الدولي لمعالجة الأزمة المالية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها لبنان، ونقل رغبة الادارة الاميركية الجدية للقيام بالجهود والتحركات اللازمة بين حكومة لبنان وإسرائيل، في سبيل تذليل كل الصعاب التي تعترض التوصل الى حل مقبول بين لبنان وإسرائيل وتمنى ان يتم التعاطي بانفتاح وايجابية في سبيل الوصول الى هذا الهدف.

 

واضافت المصادر الديبلوماسية ان الادارة الاميركية، ترى ان حل النزاع القائم بين لبنان وإسرائيل على الحدود البحرية، يخفف من التوتر، وعدم الاستقرار بين البلدين، ويساهم في الانتقال للبحث في الخلاف القائم على الحدود البرية في وقت لاحق، وهذا ماتسعى اليه الولايات المتحدة الأميركية لاحقا.

 

وعلمت «اللواء» من مصادر مطلعة أن الوسيط الأميركي هوكشتاين أبدى في خلال محادثاته في بيروت تعاونا في ملف التفاوض وكشفت أنه في خلال لقائه مع الرئيس عون سادت اجواء إيجابية وقد أكد رئيس الجمهورية أهمية استمرار المفاوضات ودور الوسيط الأميركي هوكشتابن في هذا المجال.

 

وأفادت أن هوكشتاين سيواصل اتصالاته مع الأطراف المعنبين ومع إسرائيل من أجل متابعة الملف وتكوين تصور بالتالي يعرضه على الطرفين، مشيرة إلى أن ما من طروحات أو اقتراحات محددة بعد بأنتظار اتصالات الوسيط الأميركي الذي أكد أنه سيساعد لبنان في هذا المجال.

 

وفهم من أجواء عين التينة ان ردّ هوكشتاين على ما سمعه من رئيس المجلس لجهة استثناء لبنان من ضوابط قانون قيصر لجهة استجرار الغاز المصري والكهرباء من الأردن، كان إيجابياً ويوحي بالتفاؤل لجهة الاستجابة لهذا المطلب.

 

التدقيق الجنائي اليوم

 

وعلى خط آخر،استقبل الرئيس عون، في حضور وزير المال الدكتور يوسف الخليل ومفوض الحكومة لدى مصرف لبنان كريستيل واكيم، المدير العام لشركة «الفاريز ومارسال» جايمس دانيال وبول شارما، حيث اعلم الحضور رئيس الجمهورية مباشرة الشركة بالتدقيق المالي الجنائي في حسابات مصرف لبنان المالية بدءا من صباح اليوم بعد إنجاز كل الترتيبات المتعلقة بذلك.وتمنى الرئيس عون على الوفد «الإسراع في العمل نظرا لدقة المهمة الموكلة الى الشركة».

 

لا

بالتوازي، عقد الرئيس ميقاتي اجتماعا مع وفد من البنك الدولي، وضم الوفد المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في البنك ساروج كومار جاه، ممثلة البنك في لبنان منى قوزي، مديرة برنامج الحماية الاجتماعية حنين السيد، مديرة مشاريع الموارد المائية امال طالبي، خبير الطاقة سامح مبارك في حضور نائب رئيس الحكومة الدكتور سعادة الشامي، والوزير السابق نقولا نحاس.وتم خلال اللقاء البحث في وضع برنامج شبكة للأمان الاجتماعي وتحريك الاصلاحات في مجالي الطاقة والمياه.

 

سلام وسعر 12 الفاً

 

من جانبه، أوضح وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام، الذي التقى المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي محمود محيي الدين والوفد المرافق، «أن أولوية صندوق النقد معالجة مسألة تخلّف لبنان عن تسديد الديون، وحماية حقوق المودعين، خصوصاً الصغار منهم، بالإضافة إلى وضع خطة إقتصادية شاملة تتضمّن أرقاماً جديدة تُحدد حجم الخسائر».

 

وفي حديث لـ»العربية»، قال: أن الصندوق طلب من الحكومة «ترتيب البيت الداخلي» لجهة الاتّفاق على خطة اقتصادية واضحة مع أرقام موّحدة وهذا ما سيحصل، إذ لا يُمكن أن نذهب إلى المفاوضات على وقع خلافات داخلية حول توزيع الأرقام والإصلاحات.ورجّح «الوصول إلى اتّفاق عبارة عن «مذكرة تفاهم» مع صندوق النقد الدولي قبل نهاية العام.

 

أما عن الوضع الاقتصادي والظروف المعيشية في البلاد، فضلا عن تحليق سعر صرف الدولار، فكشف سلام «أن الحكومة ستعمل على ضبط تفلّت الدولار واستقراره على سعر 12 ألف ليرة في الأشهر المقبلة»، موضحا ان ذلك رهن ورشة عمل مكثفة».

 

وزارمحيي الدين وزيرالمال يوسف خليل، وقال بعد اللقاء: تم البحث خلال الاجتماع في التحضير للتفاوض في خطة الدولة للتعافي الاقتصادي التي تنوي الحكومة الإعلان عنها قريباً وأهمية حصول لبنان على تمويل من الصندوق ومن جهات ومؤسسات دولية وفتح مجال للاستثمارات في أسرع وقت ممكن.

 

وقال محيي الدين بعد اللقاء: نستبشر خيراً ونأمل أن تجري الأمور بالسرعة المناسبة، حتى يتحقق البرنامج ويُوقّع بين صندوق النقد الدولي بمشاركة كل الأطراف بما فيها الوزارات والحكومة ومصرف لبنان وبمباركة سياسية على مستوى رئاسة الجمهورية ومجلس النواب لفائدة عموم الناس في لبنان.

 

التشريع مكمّل

 

على الصعيد التشريعي جديد، وقع رئيس مجلس النواب نبيه بري القانون الرامي لتعديل قانون إنتخاب أعضاء مجلس النواب وأحاله إلى رئاسة مجلس الوزراء مع إستعجال إصداره وفقاً للفقرة الأولى من المادة 56 من الدستور.ولاحقاً وقع الرئيس ميقاتي على القانون واحاله الى رئاسة الجمهورية.

 

وعلمت «اللواء» من مصادرمطلعة ان هناك اجواء تفيد بإحتمال ان يردّ الرئيس عون القانون لوجود مخالفات دستورية وقانونية فيه، خاصة لجهة تقديمه موعد الانتخابات الى ٢٧ اذار وعدم إستحداث ستة مقاعد للمغتربين، وربما حول بنود اخرى وردت في القانون. لكن لم يصل الامر الى مرحلة إتخاذ القرار.

 

وقالت المصادر: ان المرسوم لم يصل بعد الى دوائر القصر الجمهوري، وعندما يصل يدرسه الرئيس عون من النواحي القانونية والدستورية ويقدّم التعليل اللازم، من زاوية «وجود التزامات سابقة تجاه الشعب اللبناني المقيم والمنتشرلا يجوز التنازل عنها»، وعلى ضوء دراسة القانون يُتخذ القرار المناسب.

 

من جهة ثانية، دعا بري إلى عقد إجتماع لهيئة مكتب مجلس النواب يوم الاثنين الواقع في ٢٥ تشرين أول الجاري الساعة الثانية من بعد الظهر، تمهيداً لعقد جلسة تشريعية.

 

الاشتباك مستمر

 

سياسياً، وعشية اطلالته اليوم للرد على السيّد حسن نصر الله، حملت لجنة أهالي شهداء الطيونة، التي اجتمعت في روضة الشهيدين، على حزب القوات اللبنانية ورئيسه، وطالبت الجهات القضائية والأمنية بالكشف عن التحقيقات الأوّلية، كمقدمة لمحاسبة القتلة والمجرمين.

 

العودة إلى التدريس

 

تربوياً، بعد اجتماع السرايا اتفق على ان تبحث لجنة وزارة في اجتماعها اليوم مسألة الأرقام وكيفية الاستجابة إلى سلّة الأفكار التي طرحت ولقيت قبولاً من ممثلي الأساتذة.

 

وبالانتظار تجتمع الهيئات النقابية التعليمية لتقييم الموقف، واتخاذ القرار بالعودة إلى التدريس في التعليم العام ما قبل الجامعي، وفي التعليم المهني أيضاً، حيث أعلنت رابطة هذا القطاع عن استمرار مقاطعة التدريس، مصرة على المساواة مع القطاعات التربوية الأخرى.

 

ووفقاً لما سرّب، فقد اتفق على ان تصرف مِنحة الـ٩٠ دولاراً تُصرَف على سعر السوق الموازي مع إيجاد حلّ لِشرط نِسبة ٩٠٪ حضور لِكافة مُسمَّيات الأساتِذة واستمرار المِنحة الإجتماعية الشهرية، مع زيادة أجر الساعة لِلمُتعاقدين والمُستعان بِهم (قريبًا)، على أن يكون زيادة بدل النقل مُتعلِّقاً بإِرتفاع سعر المحروقات، والعمل على معالجة موضوع زيادة المساهمة في تعاونية موظفي الدولة لتستطيع مواكبة الاستشفاء، وقد تمّ طرح عدد من المطالب الأُخرى.

 

وحسب ما نقل عن الرئيس ميقاتي فإن بدل النقل اليومي يمكن ان يتخطى الـ50 ألف ليرة لبنانية.

 

المحروقات تلهب الشارع

 

وعلى صعيد الارتفاع المخيف في أسعار المحروقات، وبين ليلة وضحاها، ارتفعت الأسعار بكشل مخيف امس، بعد صدور جدول تركيب أسعار جديد للمحروقات عن وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط، على النحو الآتي: - بنزين 95 أوكتان :302700 ليرة - بنزين 98 أوكتان: 312700 ليرة - ديزل أويل: 270700 ليرة - غاز:229600 ليرة.

 

واحتجاجاً على الارتفاع الجنوني لسعر المحروقات والغلاء الفاحش، تم قطع الطرقات في منطقة الصيفي وعند ساحة الشهداء من قبل سائقي السيارات العمومية، على اوتوستراد المدينة الرياضية باتجاه الكولا. كما تم اقفال المسلك الشرقي من بيروت الى الدورة مقابل الفوروم من قبل عدد من العسكريين المتقاعدين وعمل الجيش لاحقا على إعادة فتحه. وعند ساحة النجمة في صيدا​،  طريق عام البيرة القبيات. وأوتوستراد البالما وعند ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس وعلى اوتوستراد الملولة التبانة.وقطع الطريق البحري في منطقة البداوي وعلى طريق عام المحمرة بالاتجاهين.

 

وفي بيروت قطعت طريق قصقص، والمدينة الرياضية، وفي صيدا سارت تحركات احتجاجية في المدينة، وفي الدورة قطع السير في الاتجاهين، وكذلك على اوتوستراد جونية – المسلك الشرقي تحت جسر السولديني.

 

ونفضت وزارة الطاقة يدها من هذا التدهور في الاسعار وأكدت وزارة الطاقة والمياه أنها ليست الجهة المتحكمة بالأسعار، إذ أن عدة عوامل تؤثر بشكل مباشر على تركيبة جدول الأسعار لهذه المشتقات توقيتاً ومضموناً، والجدول يخضع لآلية اعتمدت بناءً على أمرين: أولاً عدم الاستقرار في اسعار الدولار داخلياً فالسعر يُحدده مصرف لبنان لإستيراد هذه المشتقات من قبل الشركات المستوردة وفق « منصة صيرفة»، والأمر الثاني ناتج عن الارتفاع الكبير في أسعار النفط العالمي، مما إنعكس ارتفاعاً على السعر المحلي أيضاً بالإضافة الى إحتساب الكِلف الإضافية كالنقل وخدمة المحطات وغيرها.

 

واوضحت الوزارة انها تعمل بالتنسيق مع رئاسة الحكومة ومع الوزارات المعنية ووزارة الاشغال والنقل تحديداً لتأمين نقل مشترك مُنظَّم ومريح للمواطنين كما وإمكانية تأمين الدعم لسيارات النقل العمومي والنقل العام.

 

ووضعت الوزارة برسم الرأي العام وللمرة الأولى كيفية احتساب جدول تركيب اسعار المحروقات السائلة، حسب سعر الطن وسعر الدولار وكلفة النقل والمصاريف والجعالة ونسبة الارباح.

 

صحياً، اعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 778 اصابة جديدة بفيروس كورونا في لبنان خلال الـ24 ساعة الماضية، بالاضافة الى 4 حالات وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 635447 مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

 

*************************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

صدمة شعبية امام ارتفاع أسعار المحروقات والأوضاع تتجه نحو الصعوبات الكبيرة – رضوان الذيب

الوفد الأميركي يتصرف على أن حزب الله “عدوهم الأول”…ومصدر أمني: السلم الأهلي ممسوك

هل يرد عون “التعديلات الانتخابية” ؟ …وتحركات جنبلاطية مثمرة لاستئناف العمل الحكومي

 

مشكلة البلد  انه  ابتلى باسوأ طبقة سياسية شهدها العالم المعاصر، طبقة لا تعرف الا النهب ولا تملك اي حسّ انسانيّ، طبقة عاشت على»المال الحرام» و»الشحادة و «الذل للخارج « و «العنطرة الفارغة « على ابناء البلد، طبقة لا تعرف الا التحريض وبث الفوضى واقامة المتاريس الطائفية وضرب السلم الاهلي، طبقة صادرت منا كل امل بحياة كريمة وشريفة، طبقة سرقت منا «الضحكة « و «لقمة الخبز» المغمسة بالعرق و»شقا العمر»، طبقة» رمتنا « على ابواب السفارات نفتش عن فرصة عمل في بلاد الله الواسعة،  طبقة لا تعرف الا من خلال حكومتها اصدار قرارات همايونية ورفع صفيحة البنزين ستون الفا لتتجاوز الـ ٣٠٠ الفا وصفيحة المازوت بـ٢٧٠ الفا و»الدفع بالدولار « و»قارورة» الغاز بـ 230 الف ليرة وربطة الخبز بـ ١٠ الاف ليرة  مع ارتفاع جنوني في كل الاسعار والحد الادنى ٧٥٠ الف ليرة، طبقة عمّمت «الادمي معتر « و «مسطول» و «الحرامي» و «حربوق» و»شاطر «، طبقة تريد اسقاط الدولة لصالح مزارعها المذهبية والطائفية، طبقة لا تملك اي مخارج حقيقية، طبقة انتجت حكومة معطلة  و»تتوحم» على قرض خارجي لن يأتي، طبقة تأخذ البلد الى مشارف حرب اهلية واحداث ماساوية تتكرر يوميا، طبقة لا تعرف الا «السمسرات»،  طبقة جعلت القلق الامني «زادنا اليومي» طبقة فرضت منذ الطائف التعيينات الادارية والقضائية والامنية على هواها، والمجيء «بالازلام « والمحاسيب، فوقع البلد في المأزق الحقيقي جراء  ضرب كل «الاوادم» والكفاءات، والإختيار على اساس الولاء المذهبي الاعمى، والآتي اعظم، اذا لم يبادر اللبنانيون  الى التغيير الحقيقي الجدي والخروج من مستنقعاتهم وكنس هذه الطبقة من خلال الشارع وصناديق الانتخابات والا فان البلد امام ازمة وجودية.

 

وفي ظل هذا المشهد المؤلم، يبقى «القهر الاكبر»، ما كشفته احصائية  احدى  المواقع  المهتمة بالشأن الاجتماعي واظهرت ان ٩٧٪  من عائلات الرؤساء والزعماء والوزراء والنواب الحاليين والسابقين  وقادة الاجهزة العسكرية والمدراء العامين واصحاب المصارف ورجال الاعمال غادروا  لبنان ومعظمهم الى  فرنسا والدول الاوروبية وسجلوا اولادهم في افخم المدارس واستاجروا منازلا في ارقى هذه البلدان، حتى تتغير الاحوال في البلد كما ذكرت عقيلة احد المسؤولين لوكالة اجنبية  بان  «الحياة لم تعد تطاق في بيروت»، وهذا ما يؤكد ان الفقراء وحدهم يدفعون الثمن…

الخلافات السياسية

 

الواقع المعيشي الصعب، لم يغير مطلقاً في المشهد السياسي بل على العكس فانه فاقم من سقف الخلافات، هذا ويتنقل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط  بين المقرات الرئاسية لايجاد الحلول والخروج بصيغة  ترضي الجميع وتسمح باستئناف النشاط الحكومي، وهو سيقوم بزيارة بعبدا بعد زيارة عين التينة والسراي، ويتواصل مع قيادة حزب الله، وذلك لايجاد المخارج والحلول   ليس على حساب كشف المجرمين في انفجار المرفأ، لكنه  «غمز» من قناة حصر التحقيقات والاستدعاءات بفريق معين، وعلم ان جهود جنبلاط قد تثمر في عودة جلسات مجلس الوزراء بعد ان ابلغ وزراء حزب الله وحركة امل الرئيسين عون وميقاتي حضورهما جلسة مجلس الوزراء عندما توجه الدعوة  وانهما متمسكان بالحكومة وعملها ولم يهددا بالخروج منها واسقاطها، وعلم ايضا ان ملف التحقيقات وعمل القاضي البيطار ترك للمعالجة بهدوء من قبل وزير العدل ومجلس القضاء الاعلى على ان تكون المخارج سريعة، لكن مصادر متابعة اكدت  ان جهود جنبلاط تعرضت «لرشقات نارية كثيفة» فور خروجه من الاجتماع مع ميقاتي  والاعلان عن  اصدار البيطار مذكرتي  استدعاء للوزيرين السابقين نهاد المشنوق وغازي زعيتر والتسريب انه مستمر في مهمته مهما بلغت الضغوط  والتاكيد ان الحصانات خلال العقد العادي لمجلس النواب لا تشمل من صدرت اتهامات بحقهم قبل ١٩ تشرين الاول موعد بدء العقد العادي.

التعديلات على قانون الانتخابات

 

وفي المقلب الاخر، فان العلاقات بين رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي مقطوعة كليا، وترجمت في الجلسة التشريعية لمجلس النواب واقرار التعديلات على القانون الانتخابي  دون الاخذ بملاحظات رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران  باسيل لجهة رفضه تعديل موعد اجرائها من اوائل ايار الى ٢٧ اذار وتهديده بالطعن وردّ بري «حددنا الموعد وخلص والمجلس لا يأبه بالتهديدات» وقد وقع بري امس على التعديلات ورفعها الى رئيس الحكومة التي وقعها بدوره، فهل يوقعها رئيس الجمهورية في ظل اعتراضات باسيل، وتشير المعلومات المؤكدة ان عون  سيرد القانون وهذا ما يفتح بابا جديدا للخلافات بين الرئيسين لان كلام باسيل في ذكرى ١٣ تشرين الاول لن يمر من دون رد يحدد توقيته بري.

مصدر امني في الجيش:ارتياح لخطاب نصرالله

 

اما على صعيد تداعيات احداث الطيونة وما خلفته على البلاد، فقد ابدى مصدر امني رفيع في الجيش اللبناني لـ «الديار» ارتياح الجيش  لخطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وكلامه عن الجيش اللبناني، مشيرا الى ان خطابات السيد نصرالله  لم تخرج مطلقاً عن هذا السياق الداعم للجيش ووحدته ودوره ووصفه بالضمانة لكل اللبنانيين، واكد  المصدر الامني، ان الجيش يحقق مع الجندي الذي ظهر في شريط الفيديو وهو يطلق النار، وهي مسالة فردية تعالج بالاطر المسلكية، والجيش قام بتقييم ما حصل في الطيونة، وهو من خلال متابعته لعمل الوحدات العملانية  يبادر فورا الى معالجة اي خطأ  في  تنفيذ المهام، والاخطاء واردة  في كل جيوش العالم، والسيد نصرالله طالب بالتحقيق، والجيش بدأه وقبل خطاب السيد من اجل تماسك المؤسسة ودورها وصورتها الناصعة والنقية عند كل اللبنانيين.

 

وعن ربط  بعض القوى السياسية والاعلامية  التشكيلات الجديدة في اركان عمليات الجيش  باحداث الطيونة، نفى المصدر الامني هذا الربط مطلقا، واكد ان الجيش لا يتعامل في مثل هذه الطريقة، والتشكيلات الجديدة  تتعلق بالتراتبية العسكرية واحالة العميد بسام ياسين الى التقاعد وهو كان يتولى نائب رئيس الاركان للعمليات بالاضافة الى رئاسة الوفد اللبناني الى مفاوضات الناقورة، وجاء تعيين العميد غالب شريف مكان العميد ياسين، وهو اعلى رتبة من العميد جان الشدياق الذي  يتولى قيادة غرفة العمليات، وهذا الامر لا يجوز في الجيش ويخل بالتراتبية العسكرية، وكون  العميد جان نهرا اعلى رتبة، تم  تعيينه رئيسا لغرفة العمليات مكان العميد الشدياق الذي يحال الى التقاعد بعد ٣ اشهر وهذا كل ما في الامر ومربوط بالتراتبية العسكرية فقط.

 

وعن الوضع الامني اكد المصدر انه مستقر، والجيش متواجد في مناطق التوتر ويسيّر الجيش  دوريات راجلة ومؤللة وينفذ مداهمات، لكن استتباب الامن بشكل فعلي يتطلب انهاء التوترات السياسية وحلا من الاطراف السياسية لتعزيز الهدوء، لان الامور مربوطة بعضها ببعض، واذا تأمن الاستقرار السياسي لا حاجة للاجراءات الامنية، والهدوء في جلسة مجلس النواب  انعكس ايجابا على الارض.

كلام لجعجع اليوم والسيد نصرالله غدا

 

من جهتهم، واصل مسؤولو القوات اللبنانية هجومهم  على حزب الله، وسيتحدث الدكتور سمير جعجع الى برنامج «صار الوقت»، وذكرت مصادر القوات ان جعجع سيرد بالتفاصيل على خطاب السيد نصرالله وتهديداته وسيفند كل النقاط وسيؤكد على مواجهة مشروع حزب الله.

 

بالمقابل، يطل السيد حسن نصرالله مجددا غدا في ذكرى المولد النبوي الشريف وكان حزب الله قد اعلن عن الاحتفال قبل خطاب السيد الاخير وهجومه على جعجع واتهامه بارتكاب مجزرة الطيونة واخذ البلد الى اتون الحرب الاهلية .

ماذا قال الوفد الاميركي للجمعيات المدنية ؟

 

وفي معلومات مؤكدة ان الوفد الاميركي الذي زار لبنان الاسبوع الماضي التقى جمعيات  المجتمع المدني وحضهم على تنظيم مقاومة مدنية ضد حزب الله، «العدو الاول لاميركا في العالم»، داعيا الجمعيات الى النزول الى الارض وملاقاة  نهج  العمل الذي بدأته السفارة الاميركية  مع الشباب والحوار معهم بشكل مباشر،  واولى الخطوات كانت مع  السفيرة شيا في احد مقاهي  الحمراء، كما حض الوفد الشباب على المشاركة بالعمل السياسي واخذ العبرة من نتائج الانتخابات العراقية ودور الشباب فيها، وقال اعضاء  الوفد ، «لا تعتقدوا ان لبنان يشكل اولوية لنا لكننا لا نترك بلدا يتواجد فيه تنظيم «ارهابي» كحزب الله، ولن نسمح بسقوط البلد بيد هذا الحزب، لذلك وجود حكومة افضل من عدمه، وسندعم وصول الغاز المصري «بتمييع وتمغيط قيصر» وهذا الموقف ابلغناه للمسؤولين في  العراق ومصر والاردن، وجدد الوفد دعوته للشباب  للانخراط  في الانتخابات واحداث التغيير وخلق توازنات جديدة ضد حزب الله شعبيا ونيابيا، تؤدي الى  تراجع في  دور حزب الله الذي عطل كل الحياة، واكد الوفد الدعم المطلق لاستمرار التحقيقات في المرفا، وقلل من اهمية  موضوع النفط  الايراني واعتبره  مجرد لعبة اعلامية رغم ان حزب الله استفاد من توزيع هذا النفط  في المناطق المسيحية ولعب نصرالله دورا اعلاميا ذكيا في هذه النقطة، وأكد  الوفد  دعم بلاده  للجيش اللبناني حتى على  صعيد السلاح، داعيا كل الجمعيات المدنية للتوحد وخوض الانتخابات في كل لبنان ونحن  سندعم هذا التوجه ولن نتخلى عنكم؟ وفي هذا الاطار يواصل الموفد الاميركي لعملية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الاسرائيلي جولاته على المسؤولين لاستئناف المفاوضات في الناقورة، وسط انقسام لبناني على تشكيل الوفد في ظل معلومات عن اتجاه لتكليف وزارة الخارجية بتاليف الوفد اللبناني وسحب هذا الملف من الجيش اللبناني الذي قاتل لاعادة كل حقوق لبنان النفطية خلافا للخطوط السابقة بعدما اكتشف ضياع اكثر من الف كلم مربع من حقوق لبنان، والخوف من ان تؤدي الخلافات الى تطيير هذه الثروة، ومن يمنع ذلك في ظل واقع البلد الحالي ؟

 

*************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

المحروقات تلهب الشارع..واجتماعات مع وفدي «البنك والصندوق»

هوكشتاين يستطلع موقف لبنان الترسيمي.. وبري: امامنا فرصة

 

في كل مرة يظن اللبنانيون انهم وصلوا الى القعر وارتطموا به يتبين لهم ان ثمة قعرا اعمق وارتطامات اضخم. بات جليا ان لم يعد لتحليق سعر المحروقات من سقف وان ما اعتقدوا انه مجرد توقعات غير واقعية يطلقها المحللون اصبح حقيقة لا بل اكثر، انه كابوس. كابوس صفيحة البنزين بما يفوق الـ300 الف ليرة وهو على الارجح لن يتأخر في ملامسة المزيد من مئات الالاف، في ظل الرفع الكامل للدعم والارتفاع الجنوني للدولار ولسعر برميل النفط عالميا، والاهم لبلادة وقلة مسؤولية المنظومة الحاكمة في معالجة الازمات والتلهي بالخلافات وتعميق الانقسامات ومحاولة اجتراح حلول لتضييع الحقيقة ارضاء لحزب الله الذي له وحده الكلمة الفصل في البلاد.

 

غليان شعبي

 

الاوضاع المعيشية عادت لتتصدر الاهتمام المحلي مع الارتفاع المخيف الذي سجّلته اسعار المحروقات، والذي اعاد تحريك الشارع عبر حركة قطع طرق متنقلة، وسط تلويح بالتصعيد، فيما يتدارس الاتحاد العمالي العام اليوم خياراته. كل ذلك، فيما العمل الحكومي لا يزال معلّقا.

 

فقد استفاق اللبنانيون اليوم على جدول تركيب أسعار جديد للمحروقات صادر عن وزارة  الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط، على النحو الآتي: – بنزين 95 أوكتان :302700 ليرة  – بنزين 98 أوكتان: 312700 ليرة  – ديزل أويل: 270700 ليرة  – غاز: 229600 ليرة.

 

البنك الدولي

 

وسط هذه الاجواء، عقد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي اجتماعاً مع وفد من البنك الدولي ضم المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في البنك ساروج كومار جاه، ممثلة البنك في لبنان منى قوزي، في حضور نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، والوزير السابق نقولا نحاس. وتم خلال اللقاء البحث في وضع برنامج شبكة الأمان الاجتماعي وتحريك الإصلاحات في مجالَي الطاقة والمياه.

 

نعمل للتعافي

 

في الموازاة، شرح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لزواره الظروف التي تمر بها البلاد والصعوبات الى واجهت مسيرة الإصلاح التي اطلقها فضلا عن الازمات التي تراكمت واوصلت البلاد الى الوضع الذي تعيشه راهنا. واكد الرئيس عون العمل لمواجهة الواقع الراهن بايمان وصلابة ورجاء ليستعيد لبنان عافيته تدريجيا.

 

الفاريز ومارسال

 

ليس بعيدا، استقبل عون  في قصر بعبدا، في حضور وزير المال يوسف الخليل ومفوّض الحكومة لدى مصرف لبنان كريستيل واكيم، المدير العام لشركة «ألفاريز أند مارسال» جايمس دانيال وبول شارما.وأعلم الحضور رئيس الجمهورية، «مباشرة الشركة بالتدقيق المالي الجنائي في حسابات مصرف لبنان المالية بدءاً من صباح اليوم بعد إنجاز كل الترتيبات المتعلقة بذلك». وتمنى عون على الوفد «الإسراع في العمل نظراً إلى دقة المهمة الموكلة إلى الشركة».

 

لتنحية البيطار؟

 

على صعيد تحقيقات المرفأ، زار وفد من أهالي شهداء وضحايا المرفأ برئاسة إبراهيم حطيط وزير العدل القاضي هنري الخوري في مكتبه في الوزارة، حيث قاموا بتسليمه كتابا موقعا من مجموعة عوائل شهداء المرفأ، وجرى استلامه ثم إحالته، بناء على طلبهم، على مجلس القضاء الأعلى. وتردد ان الوفد طلب تنحية المحقق العدلي القاضي طارق البيطار.

 

هوكشتاين

 

من جهة ثانية، جال كبير مستشاري وزارة الخارجية الأميركية لأمن الطاقة الوسيط الأميركي الجديد في عملية التفاوض غير المباشر في شأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية اموس هوكشتاين على المسؤولين امس. واستقبله عون في حضور السفيرة الأميركية دوروثي شيا وعرض معه مسار عملية التفاوض في شأن ترسيم الحدود البحرية والتوجهات المقبلة في هذا الملف. وزار ايضا السراي فعين التينة حيث تم البحث بينه ورئيس مجلس النواب نبيه بري في ملفات متعددة لا سيما ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، وجرى تأكيد إتفاق الاطار الذي أُعلن في تشرين الأول العام الماضي.

 

وأشار الرئيس بري الى أننا «أمام فرصة جديدة لإستئناف المفاوضات في الناقورة مع المساعي الاميركية الجديدة التي تبذل في هذا الاطار». كما أثار الرئيس بري خلال لقائه هوكشتاين «أهمية إستثناء لبنان من ضوابط قانون قيصر في موضوعي إستجرار الغاز المصري والكهرباء من الاردن»، وقد عكس الموفد الاميركي للرئيس بري اجواء تفاؤلية بالتقدم إيجابا حول هذه العناوين.

 

قانون الانتخاب

 

وكان رئيس المجلس قد وقع القانون الرامي لتعديل قانون إنتخاب اعضاء مجلس النواب واحاله الى رئاسة مجلس الوزراء مع إستعجال إصداره وفقا للفقرة الأولى من المادة 56 من الدستور. كما دعا الى عقد إجتماع لهيئة مكتب مجلس النواب يوم الاثنين الواقع في 25 تشرين الاول الجاري الساعة الثانية من بعد الظهر تمهيدا لعقد جلسة تشريعية.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram