كتب رشيد حاطوم
تشهد دائرة عكار (الشمال الأولى) واحدة من أكثر المعارك حساسية داخل التيار الوطني الحر، مع صعود اسم رجل الأعمال فادي بربر كمرشّح واثق من نفسه يسعى بقوة لإزاحة النائب الحالي أسعد درغام عن موقعه.
المعلومات المتقاطعة تشير إلى أن درغام يعيش أسوأ لحظاته داخل التيار. فبحسب مصدر سياسي مطّلع، فإن تماهيه الواضح قبل أشهر مع مجموعة النواب الذين كانوا يستعدون لمغادرة التيار شكّل نقزة كبيرة لدى رئيس التيار جبران باسيل، وترك انطباعاً بأن درغام كان يبحث عن “مخرج سياسي” خارج البيت البرتقالي.
وتضيف مصادر من داخل التيار أنّ درغام تراجع في اللحظة الأخيرة عندما شعر بأن خطوته قد تطيح بمستقبله السياسي، فعاد إلى التيار بحسابات شخصية بحتة لا علاقة لها بالثبات أو الالتزام. هذا التصرّف، بحسب أوساط عونية، ترك شرخاً في الثقة معه وجعل إعادة تبنّيه “تحت الاختبار”.
في المقابل، يتحرك فادي بربر بثقة كبيرة، مستفيداً من اهتزاز موقع درغام داخل التيار. لقاءات سياسية، تواصل كثيف مع مخاتير وبلديات، وانفتاح على رجال أعمال وفاعليات عكارية ضمن خطة لإقناع القيادة بأن درغام لم يعد يمثّل خياراً مضموناً ولا قادراً على خوض معركة نارية في دائرة تتبدّل فيها التوازنات.
الشارع العكاري اليوم منقسم بين نائبٍ تتراجع علاقته ببيته السياسي، ومرشحٍ جديد يكسب زخماً يوماً بعد يوم.
لكن المؤكد أن المعادلة تغيّرت: أسعد درغام لم يعد “النائب المحسوم”، وفادي بربر بات يشكّل إحراجاً حقيقياً وربما بديلاً جاهزاً ينتظر إشارة واحدة من قيادة التيار لقلب المشهد.
معركة عكار لم تعد مجرد تنافس انتخابي… إنها مراجعة داخلية للثقة داخل التيار الوطني، وقد تكون نتائجها حاسمة في رسم وجه التمثيل المسيحي في عكار لسنوات طويلة.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :