لبنان بين تفلّت الواقع ومواجهة العدو بغياب المحاسبة

لبنان بين تفلّت الواقع ومواجهة العدو بغياب المحاسبة

 

Telegram

لبنان وطن حمل على كتفيه ذاكرة الأرز وملح البحر يقف اليوم كعاشقٍ متعبٍ بين ثلاث نيران: تفلّت داخليّ يفتك بمفاصل الدولة بعيدا عن الانتماء ، وعدوٌّ على حدوده يمارس حربه واعتداءاته ، وغيبوبة ضمير في قاعة المحاسبة بظل سلطة فاقدة اكثرية مقومات الحكم والأهلية الوطنية لحظة ازعنت لقرار الغرب المعادي وخضعت لاملاءاته الهادفة لحماية اسرائيل بمخالفت الدستور لتفوق اسرائيل على حساب قوة لبنان في وطن يُقاتل على أكثر من جبهة:  

 الداخل تفلتٌ أمنيّ واقتصاديّ وأخلاقيّ تٱمر الدولة أفرغت مما تبقّى من هيبتها وغاب الانتماء اجتاحت الفوضى تحولت نظاماً جديداً.  

وفي الخارج عدوّ لا ينام، يختبر صبرنا كل يوم، يقتل المواطنين وينتظر فرصة للانقضاض بصفعة تقضي على ما تبقى من الوطن لكن يبقى الأخطر غياب المحاسبة فغيابُها كغياب المطر في زمن الجفاف تجفّ الأرض تتشقق ثم تُزهر الفوضى.  

تُسرق البلاد في وضح النهار ويُرفع شعار "كلن مش متساويين"، فيحكم المتأمر يبرأ الفاسد ويتوه الحق في دهاليز الطائفية والمصالح في وطن صغير بالجغرافيا عظيماً في الألم…  

لماذا تُترك وحيدًا؟  

لماذا يُطالَب بالصمود، وهو يركض في ساحة المعركة بلا درع، وبلا رغيف، وبلا كهرباء؟  

أي عدالة هذه التي تساوي بين المقاوم وبين المتواطئ؟  

أي ميزان ذاك الذي لا يزن إلا جهةً واحدة، ويكسر كفّة الحقيقة؟

وحدها المقاومة تُنقذ ماء وجه الوطن، تقاتل رغم الجوع تردّ على العدوان رغم النزف تكتب بدمها أن الكرامة ليست شعارًا.  

والسؤال إلى متى تصمد، وحدها بارادة المقاوم؟  

وإلى متى يسكت الشعب عن صفقاتٍ تُعقد خلف الأبواب، وشرايينه تنزف فوق الطرقات؟ لبنان لا ينقصه المقوما ولا ينقصه صوت الحياة بل المحاسبة فالتفلت حين يُصبح طبيعياً، والعدو حين يُعامل كجار، والفاسد حين يُكرّم…  

حينها فقط، نعلم أننا نعيش موتاً بطيئاً، اسمه غياب الدولة 

فيا لبنان قُم لا لأنك بخير بل لأنك لا تملك ترف السقوط أكثر وتملك شعب بحب الحياة بكرامة

 

بقلم : الدكتور محمد هاني هزيمة محلل سياسي وخبير استراتيجي.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram