بعد سقوط الفاشر... تحقيقات تكشف فبركة فيديوهات وجرائم وهمية

بعد سقوط الفاشر... تحقيقات تكشف فبركة فيديوهات وجرائم وهمية

 

Telegram

كشفت تحقيقات أوروبية متخصصة أنّ مقاطع الفيديو والصور التي انتشرت عقب سقوط مدينة الفاشر في أيدي قوات الدعم السريع أواخر تشرين الأول الماضي، مفبركة جزئياً أو كلياً باستخدام الذكاء الاصطناعي، في إطار حملة تضليل واسعة النطاق, في تطور لافت يعكس حجم التضليل المصاحب للحرب في السودان.

فبعد ساعات قليلة من سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة في 26 تشرين الأول، تصدر مقطع مصوّر يُظهر أفراداً من تلك القوات وهم يرهبون أماً وأطفالها، وسائل التواصل الاجتماعي، محققاً أكثر من 13 مليون مشاهدة خلال ساعات. كما ظهرت صور فضائية زُعم أنها تُظهر بقع دماء واسعة على الأرض.
لكن تحقيقاً أجرته شبكة "دويتشه فيله" الألمانية بالتعاون مع منصات أوروبية للتحقق من الأخبار والصور، أكد أن الفيديو مفبرك بالكامل عبر أدوات الذكاء الاصطناعي، وأنّ بقع الدم الظاهرة إما قديمة أو مزوّرة رقمياً. وأثار ذلك تساؤلات حول الجهة التي تقف وراء التضليل وأهدافها السياسية والإعلامية.
وقال فولكر بيرتس، المبعوث الأممي السابق إلى السودان، إنّ "هذه الحرب تُخاض أيضاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تُنشر المعلومات المضللة بأشدّ أشكالها وحشية"، مضيفاً أنّ النشطاء في كلا الطرفين يتبادلون الاتهامات ويستخدمون الفضاء الرقمي كـ"ساحة معركة نفسية".
ووفق باحثين من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، فإنّ المواد المفبركة من السودان موجّهة بدرجة أكبر إلى الخارج، في ظلّ تعدد القوى الأجنبية المهتمة بالملف السوداني وموقعه الاستراتيجي.
وتشير تحليلات لوكالة "فرانس برس" و"يوراسيا" إلى أنّ الصور التي قُدمت كـ"أدلة على مجازر" ارتكبتها قوات الدعم السريع، تبيّن أنها حفرة ماء جافة أو لقطات مُولّدة رقمياً.
 
ونقل موقع "يوراسيا" عن مصادر أمنية أنّ الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه ربما أطلقوا حملة تضليل إعلامي لتغطية انسحابهم من الفاشر، في محاولة لـ"إخفاء الهزيمة خلف موجة من الخداع البصري والمعلوماتي".
وقال محمد المختار محمد، الخبير في مكافحة التضليل وتدقيق المعلومات، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، إنّ "الكثير من المقاطع التي انتشرت بعد سقوط الفاشر مفبركة بشكل ممنهج"، مؤكداً أنّها جزء من "حملة إعلامية تهدف لصناعة حقائق بديلة وإثارة مشاعر الغضب الشعبي".
 
وأضاف:
"غرف الدعاية السياسية والحربية تعمل اليوم كجيوش رقمية، تضخ محتوى مضللاً لتغيير توصيف الصراع من حرب داخلية إلى عدوان خارجي".
 
ويرى مراقبون أنّ هزيمة الجيش في الفاشر كانت ذات رمزية كبيرة، إذ مثلت نقطة تحوّل عسكرية ومعنوية في الصراع، وأنّ العمل الإعلامي المضلل كان محاولة للتخفيف من وقع الخسارة.
 
وقال المحلل في منصة "يوراسيا" جيمس ويلسون إنّ الصور المفبركة ظهرت فور سقوط المدينة، ما يشير إلى أنّ العملية أُعدّت مسبقاً، فيما نقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن دبلوماسي غربي قوله:
 
"لم تكن مأساة الفاشر مفاجئة... كنا نعلم منذ زمن طويل أنها قادمة".
 
ووصف الباحث في معهد هورن للدراسات الاستراتيجية برافين أونديتي، سقوط الفاشر بأنه "هزيمة عسكرية وسياسية ورمزية كارثية للقوات المسلحة السودانية"، في وقت تتكشّف فيه يوماً بعد يوم أبعاد جديدة لحرب التضليل والمعلومات المزيفة في السودان.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram