سلام على زمن انتصرت فيه الارادة على البنادق
- رأي
- Rachid Hatoum
- 09:51 am - سبتمبر 07 , 2021
سلام على زمن انتصرت فيه الارادة على البنادق
ستة حدود الوجود ، شمال جنوب ، شرق وغرب ، فوق وتحت
إنقلب الفعل على المثل وقاومت العين المخرز وانتصرت عليه .
ملعقة بإرادة مقاوم تهزم أضخم التحصينات وتكسر إرادة قوة ظنّ أصحابها أنها لا تُقهر .
السلام على اليد التي مسكت الملعقة ، السلام على الملعقة التي حفرت ، وعلى العين التي راقبت ، وعلى العقل الذي أبدع الفكرة .
السلام على من تواصل وانتظر الستة خلف جدار السجن .
السلام على من يأويهم ، وعلى من يحفظهم ، وعلى من يرجف قلبه خوفا عليهم .
السلام على الصبر ، هازم القلق والاضطراب .
السلام على النفس التي صبرت على جبال من الإهانات ، وعلى ضربات الجلّاد ، وعلى وجع الفراق ، وألم كل مفاصل الجسد .
السلام على ستة مناضلين ، هانت عليهم أرواحهم ، وهانت عليهم مواجهة السجّان المتحمّس لإهانتهم عند شروق كل شمس .
ستة معجزة جديدة زيدت الى معجزات العدد ستة .
هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش .
وفي الشهر السادس بلغ غبريال مريم العذراء بميلاد السيد المسيح .
ولا تطيب الموسيقى إلا بأوتار الغيتار الستة .
ستة خرجوا من رحم واحد " رحم فلسطين "وقالوا سنكسر إرادة المغتصبين ،
ستة ولدوا يوم خرجوا من الزنزانة بإرادتهم .
ستة حدود الوجود ، شرق وغرب ، شمال جنوب ، فوق وتحت
ستة أثبتوا أن للباطل جولات وللحق جولة واحدة حاسمة .
فسلام عليهم يوم قاوموا ، وسلام عليهم يوم أُسروا ،وسلام عليهم يوم خرجوا من ظلمة السجن الى رحاب شمس فلسطين .
مع كل طالع شمس تطلع علينا معجزة تؤكد أننا ملاقون أعظم إنتصار لأعظم صبر في التاريخ .
أيها المسافرون على أجنحة اليأس في فضاء أزرق سماوي ، كسّروا الأجنحة وقبلّوا التراب .
أيها المُبحرون في مراكب التشاؤم ، كسّروا المراكب ، إحملوا خشبها وعودوا الى شواطي الأمل .
أيها المُصطفون على أدراج التطبيع ، تذكروا أن للخيانة صُرّة وفترة ، صُرّة يأكلها الوقت وفترة تُنهيها الأرواح المتمردة .
أيها اليائسون ، تذكروا أن بداية الحياة نُطفة ، وبداية الانتصار صبية ، وبداية الحرية وقفة عز .
أيها الناعقون أمام الشاشات ، تذكروا أن الغابات لم تعد تتحمّل نعيق الناعقات وأن لكل ناعق حبيب ، وخالد وسناء .
بالأمس كان سيف القدس ، وبالأمس القريب كانت سفينة كسر الارادة ، واليوم ستة أقفلوا باب العتمة ، قطفوا خيوط الشمس ، وقالوا :
غدا ستُقفل فلسطين أبواب العتمة وستفتح كل نوافدها لأشعة الشمس .
سامي سماحة
نسخ الرابط :
